«براغ ذكية» تصلح العظام المكسورة وتطيلها
تزود بنظم استشعار تتيح للأطباء التحكم بها من بعدواليابان والصين تجدان فيها حلا لقصر القامة
- يصاب بعض الناس بكسور مضاعفة ومعقدة، قد يتفتت جزء من العظم خلالها، وتستغرق وقتا وآلاما طويلة الى ان تلتئم تاركة عاهة صغيرة مستديمة. ويبدو ان هدف العلماء الالمان من جامعة بريمن (شمال ) كان تجنيب هؤلاء الناس بالذات طول المعاناة، وفسح المجال أمامهم لمواصلة حياتهم الطبيعية. الا ان اكتشافهم الجديد المسمى «البراغي الذكية» وجد صدى واسعا له بين سكان الصين واليابان الذين يرون به أملا لقصار القامة باضافة بعض سنتيمترات الى أطوالهم ترفعهم الى مصاف عارضات الأزياء.
البراغي الذكية التي طورها علماء النظم المجهرية من معهد تكنولوجيا الأجهزة الميكروسكوبية ITEM في جامعة بريمن لا تعمل على اصلاح العظام فحسب وانما على إطالتها وبسرعة لا يحلم بها أحد من القصار.
نذكر الدكتور راينر لاور، رئيس المعهد، ان البرغي الذكي صغير جدا و مؤلف من قطعتين يمكن صوملة الواحدة منها على الاخرى في نخاع العظم كما في أجزاء التلسكوب. وتؤهل هذه البنية جراحي العظام لإطالة وتقصير البرغي, لإختيار طول البرغي المناسب لكل كسر ولكل عظم. ويعمل البرغي على توسيع منطقة الكسر وتشجيع بناء المادة العظمية حوله وبالتالي التعويض عن المادة العظمية المفقودة
نظم استشعار
نزود المهندسون التقنيون البرغي بنظام عمل آلي يتيح الفرصة للأطباء للتحكم به من الخارج عبر الموجات الكهرومغناطيسية. ويستطيع الجراحون على هذا الأساس إطالة البرغي، وبالتالي تنمية العظم ايضا، عن طريق التحكم الخارجي وبمعدل مليمتر واحد في اليوم. ويمكن تكرار العملية كل يوم وصولا الى إطالة العظم مسافة سبعة مليمترات خلال اسبوع ووصولا الى مسافة 5 سم خلال شهرين فقط. ومن الممكن إزالة البرغي من العظم بعد سنة او اقل، حسب تقدير الطبيب، وبعد ان يكون الكسر قد التأم تماما.
نيحتوي البرغي، الذي تم تصميمه بالتعاون مع شركة Wittenstein Motion Control، على أجهزة استشعار غاية في الدقة تخبر الجراح عن سير عملية التئام العظم ومدى الاستطالة المحققة في المادة العظمية. واذ تتولى هذه المجسات ارسال المعلومات لاسلكيا الى كومبيوتر الطبيب, فان بإمكان الطبيب ايضا إرسال تعليماته الى البرغي بواسطة مستقبلات مصغرة مزروعة داخل البرغي. وهذا يعني ان الطبيب ليس بحاجة الى أشعة «اكس» لمتابعة تطور الحالة عند المريض. وهذا ليس كل شيء لأن الأطباء قادرون من الخارج على تزويد البرغي بالطاقة اللازمة لتشغيل محرك مكرسكوبي يتحكم بعملية تطويله، أي عملية فك جزئي البرغي او شدهما. ٍجري مشروع « البراغي النخاعية الذكية » في إطار مشروع MODSY1 لتطوير الأنظمة الميكروسكوبية في جامعة بريمن. وقدمت وزارة البحث العلمي الالمانية له دعما قدره 400 الف يورو, الا انه لا ينتظر ان تصبح البراغي الذكية بين ايدي جراحي العظام والكسور قبل ثلاثة أعوام من الآن.
نيقول الدكتور لاور ان جراحة الاسنان والفك مهتمة جدا بالمشروع, حيث من الممكن استخدام تقنية البراغي الذكية لاستنبات الأسنان وتعويض الفكين عن المادة العظمية المفقودة بفعل السرطان. ويضيف لاور: عدا عن ذلك فقد أبدت الصين واليابان اهتماما كبيرا في المشروع لانهما تريان في البراغي الذكية حلا ذكيا لمشكلة القصر التي يعاني منها البعض.
تم إعادة نشر هذا الخبر من صحيفة الشرق الأوسط
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات