كان الطفل واقفاً وحيدا في شوارع خالية محاطة بالجنود الإسرائيلين ،
صرخ الطفل فلم يرد عليه سوى صدى صوته ، أصبح الطفل ينادي عن أمه ، فردت عليه الأمطار قائلة: إن أمك خالدة في الجنة،
فسأل عن أبيه ،فرد علية الحديد قائلاً: إن والدك بين قضبان من الحديد سجين كالعبيد،
فسأل عن إخوته فردت عليه اللعب قائلة: لقد كبروا و أمسكوا الحجارة ورموها على المحتلين ،
فسأل عن منزله فردت عليه الحجارة الباقية من المنزل قائلة: أكلتني الوحوش فسأل عن البستان و الأشجار فقالت له الأغصان اليابسة قائلة: لقد قلعت من أرضي وتلفت أولادي
فسأل عن سبب اتساخ الشوارع و تكسرها فردت عليه الشوارع قائلة: سارت عليّ الدبابات و الجرافات ،
فسأل عن العرب فردت علية التلفزيونات والكمبيوترات قائلة: إنهم جالسين في منازلهم مع أولادهم ينظرون إليكم عن طريق التلفاز ويضحكون،
وسأل عن القدس فقالت الأبواب هي بإنتظار من يحررها وينظفها من دناسة وجناسة اليهود
فسأل عن فلسطين، فردّ عليه الشهداء جميعاً قائلين : هي تقصف بسلاح أمريكي وبفعل إسرائيلي و ببرود عربي وقد شُرد أهلها وهُدمت منازلها ونجُست وكُسرت شورارعها و قُتل شبابها وبناتها وقُلعت أشجارها وتُلفت ثمارها وجفت أزهارها ويبس ترابها انتهت الدموع من البكاء ولم تتعب الأجساد من الصلاة ولم تتوقف الأرواح عن المحاولة حتى ماتت ،
ولكن تموت أجيال وتحيى أجيال جديدة بأمل جديد والأمل هو الشيء الوحيد الذي يدفع النفوس لمجاهدة والمخاطرة بنفسها لتحرير بلادها وهذا يدل على الشجاعة وعلى حبهم للشهادة ،وعلى أن روحهم رخيصة في سبيل تحرير أرضهم
فهم لا يرجون ولا يريدون سوى تحقيق إحدى الغايتين وهما :إما أن يعيشو حياة كريمة في عزة وشرف وكرامة وإما أنت يموتوا في سبيل الله وهذا هو الموت الذي يغيظ ويغضب الأعداء ونحن نتحدى العدو حتى ولو كان العدو جزاراً يشتهي موت الأطفال والنساء والشيوخ والشباب وحتى الأشجار.
وصلتني بالبريد....
ولكم مني اطيب تحيه ,,,
المفضلات