بليلة حزنٍ هيجت كل أشجاني
*********

وحقِ الذي سواكَ أنكَ لي أخٌ
عشقتُ له أحببته بين إخواني

فلو بحته عن نصف ربع مشاعري
مشاعرُ صدقٍ عامراتٌ بوجداني

وحق الذي سواك أنك لي أخٌ
ليفخرُ فيهِ المرء ما حيل أوزاني

بوصف الذي لو بحتُ للحرفِ باسمهِ
لغاص بحور الشعر عن كل مرجاني

وأقبل حرفي بالقوافي لآلأً
يناثرها كالدر في صدر ديواني

عزيزٌ على روحي بقلبي متوجٌ
بتاج الوفا والحب ما الله أبقاني

كريمٌ وشهمٌ ذو خصالٍ حميدةٍ
يُقرُ بها القاصي من الناس والداني

وأنكَ ذو قلبٍ كبيرٍ وأبيضٍ
يحبُ يعادي دون حقدٍ وأضغاني

بقربي أبي والأم قد كان ثالثاًً
فكيف ولم يبقى سواه ببستاني

ونعم أبو يعقوب إني ذكرتهُ
بليلةِ حزنٍ هيجت كلّ أشجاني

بفقد التي أبكتهُ يوم رحيلها
وما ذاقه قد ذقته يوم أبكاني

بفقد التي كانت مناراٌ بدارنا
تضيء فناء الدار من كل أركاني

بفقد التي كانت ربيعاٍ وجنةً
وصدراً حنوناً دافئٌ دون أحضاني

فلو ترى كيف الدار كالكهف موحشٌ
وكيف تهب الريح في صمت أكواني

وقد كان قبل العصر بالأهل عامرٌ
وقد بات بعد العصر كالمركب الفاني

وكيف رآني الحزن وحدي بوجههِ
وكان مقيماً نائماً قرب إخواني

فلما تواريتم توارى إلى الدجى
وداهمني وحدي فغير ألواني

فيا لهف نفسي كلما مر طيفها
وأفرغتِ العينان مهلاً بأوجاني

ولولا حيائي قمت في ضهر منزلي
وايقضت اهل الحي من بعد جيرانِ

لأصرخ وآ أماه صرخة فاقدٍ
تخر له من هزة الآه جدرانِ

ولكنني آويت لشعر علني
أخفف ما أخفيه في صدر كتماني

أبو نزار أمين حربه