مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2

المواضيع: خيوط الحب

  1. #1

    خيوط الحب

    بعض الخيوط من الصعب انقطاعها فهي تربطنا كالأغلال بمن تعلقت بهم قلوبنا و لو باعدت بيننا المسافات و البلاد .. و البعض منها يشدنا نحو الظلال .. نحو المجهول .. نحو كلمة ياليت !
    عن غربة أسيل في بلاد بعيدة و ذاك العشق المستحيل الذي كان قدرها .. أهو شباك العنكبوت أم أجنحة الفراشات التي ستحلق بها عالياً ؟ لا تدري .. و لكن جل ما تعلمه أنها ستنجو من تلك الظلال إذا أضاء قلبها لها الطريق ...71736c64d69b641ac64b249ef99ade87


  2. ...

  3. #2
    البارت الاول
    قد تبدو لنا الظلال من بعيد معتمة كئيبة و لكن ثمة ضوءٍ ينبعث من أعماقها إذا نظرنا بعين القلب ..

    الفصل الأول ..
    أرض الأحلام ..
    أسيل في مذكراتها و صوت عربات القطار يصطدم بالقضبان و تتلافى الأشجار بجانبها من نافذة القطار و كأنما تودعها ..
    هأنا ذا قد قررت الرحيل و على مشارف الوصول إلى قاهرة المعز و منها إلى المطار حيث تحلق بي الطائرة لأول مرة في حياتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأستكمل دراستي بكلية الطب بجامعة هارفارد العريقة ..فقد كنت من العشرة المحظوظين الذين حصلوا على تلك المنحة لمدة عامين متتاليين ..
    و ها أنا ذا أترك بلدتي و أخوتي في المنيا ..
    بداخلي مشاعر متضاربة .. يتملكني الحزن لفراق أهلي و وطني و لكن يعتصرني الشغف و التشوق ..
    لا أدري كيف سأنسجم في ذاك المجتمع الغربي بحجابي و عاداتي و معتقداتي و لكن جل ما أسأله من الله هو الثبات على دينه حتى الممات ...
    يقولون عنها الأرض حيث تحقق الأحلام و كشخصية خيالية مثلي إلى أبعد حد لي الكثير منها و آمل أن تتحقق جميعها و ألا أتعثر في ذاك الطريق في فتنة أو أوهام ..
    أسأل الله أن ينير دربي و قلبي و بصيرتي ..
    كمال مخاطبا أسيل : "أسيل كفاكي كتابة في ذاك الدفتر الذي لا تتركينه من يدك أبداً ! و دعينا نتحدث قليلاً .. أريد أن أشبع منك قبل أن تسافري "    ..
    أسيل لأخيها الأكبر كمال :" هأنذا أغلقت مذكراتي أخي كمال .. عن ماذا سوف نتحدث أخبرني .. حفظك الله لا تبكيني بكلمات الوداع تلك كما فعلت و نحن نخرج من المنزل أرجوك !! "

    " أكاد لا أصدق عينيّ ! أختي الصغيرة التي ربيتها على يدىّ كما لو كانت صغيرتي كبرت و أصبحت طبيبة يُضرَب بها المثل و ها هي راحلة عني لعامين متتاليين ... على قدر سعادتي بنجاحك يا حبيبتي على قدر حزني بأني لن أراكي كل تلك الفترة ! .. دعواتي لكِ أن تحققي كل ما تحلمين به .. و لكني لا أعرف كيف سيكون المنزل بدونك ! " 

    " لكم تمنيت لو أن أبي كان حيّاً و يراني و يفتخر بي .. لن أنسى أبدا مساندتك لي دائماً و تهوينك علىّ كل الصعاب إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه اليوم .. و كيف ضحيت من أجلي أنا و أخوتي .. جزاك الله عنا خير الجزاء "

    و أخذا يتسامرا حتى وصلا  الى مطار القاهرة و ودعا بعضهما البعض في عناق يمتزج بالدموع و استقلت أسيل الطائرة و في قلبها رهبة لا يعلوها شيء و ينبض قلبها بسرعة حتى تكاد تسمع نبضاته كقرع الطبول ..
    و لكن ما ان فتحت مصحفها و رتلت بعض آيات الله حتى سكن قلبها و استقرت دواخلها و نامت في سبات عميق ...

    وصلت الرحلة التي استغرقت العديد من الساعات إلى أرض الولايات المتحدة تحديدا مدينة كامبريدج في  ولاية ماساتشوستس حيث تقع جامعة هارفارد العريقة ..
    و استلمت اسيل حقائبها من المطار و باتت تنتظر أليكس تلك الفتاة العشرينية التي تعرفت عليها في جروب البعثة و التي كان من نصيبها ان تكون رفيقتها في نفس الغرفة في السكن الطلابي .. تتسائل كيف تبدو في تشوق لرؤيتها .. فما عهدته من محادثتها انها شخصية مرحة ودودة و لكنها في ذات الوقت عملية و جادة في دراستها للطب و ترغب أن تتخصص في مجال الجراحة بالتحديد جراحة المخ و الأعصاب فهي من أصعب الجراحات و أدقها ..
    على عكس أسيل التي ترغب في مجال الأورام و أبحاثه و قد بدأت بالفعل في بحث منهم و هو ما دفع لجنة كلية طب  القصر العيني لاختيارها لتلك البعثة على مستوى الجمهورية .
    أسيل و هي جالسة على أحد حقائبها ترتدي فستانا باللون النبيذي و عليه سترة باللون الأبيض الكريمي و حجابا يجمع بين اللونين في زركشات رائعة و قد انعكست أشعة الشمس الماثلة للغروب على لون عينيها البني فاستحالت عسلية لها بريق كبريق الذهب  و بشرتها الحنطية الخلابة و قد أصابها الملل لساعة و نصف و هي تنظر في ساعة الهاتف باستمرار .
    " لماذا تأخرتي يا أليكس ؟ و لماذا هاتفك مغلق أيضا " إلى أين سأذهب الآن ؟
    في خطوات مسرعة تمشي فتاة شعرها باللون الكستنائي و عيناها خضراوتان زاهيتان و ترتدي معطفا من الجلد البني على بنطال من الجينز و حذاء ذو رقبة طويلة من نفس لون المعطف .
    أليكس و هي تتقدم نحو أسيل " هل أنتي أسيل ؟ لا أجد غيرك بحجاب هنا  .. أنا أليكس رفيقتك في السكن الطلابي "
    أسيل و هي تستشيط غضبا و تحاول أن تكظم غيظها كي لا يكون أول انطباع عنها سيء
    " نعم أنا أسيل .. سررت بمعرفتك و لكن لماذا تأخرتي كل ذاك الوقت و هاتفك مغلق أيضا "
    أليكس " المعذرة يا أسيل لقد نفذ شحن هاتفي و تعرض أخي جون لحادث منزلي بسيط فذهبت به إلى المشفى كي يخيط جرح ذراعه و زحمة السير كما تعلمين أخذت ٤٥ دقيقة إلى أن وصلت هنا بسيارتي .. آسفة جدا "
    أسيل " لا عليك أليكس تمنياتي بالشفاء العاجل لأخيكي جون "
    أليكس " اذا هيا بنا حتى أريكي السكن الطلابي "
    هيا
    بعد طريق شبه طويل وصلا السكن سويا و كان في استقبالهما جون أخو أليكس فقد كان يسكن بجوار السكن و في ذات الوقت هو معيد بقسم أبحاث الأورام في جامعة هارفارد
    كان طويل القامة و له شعر بني تتخلله بعض الخصلات الشقراء و عينان زرقاوتان بلون البحر و ذقن خفيفة
    ... ساعد أخته بحمل الحقائب إلى أن نزلت أسيل من السيارة و مد يده ليصافحها و هو مبتسم و عيناه تلمعان ..
    " أهلا أنا جون برنارد أخو أليكس و معيد معكم بالكلية .. سررت بمعرفتك "
    أسيل " آسفة لا أصافح الرجال .. سررت بمعرفتك سيد جون "
    جون و هو ينظر باستغراب " لن أصيبك بمرض معدي أو ما شابه "
    أليكس " كفى يا جون مزحاتك السخيفة تلك و هيا ساعدنا في حمل الحقائب ثم اذهب الى بيتك كي تجهز محاضرة الغد .. "
    جون " حسنا حسنا سأحتفظ بمزحاتي السخيفة لنفسي سيدة أليكس برنارد "
    بعد أن انتهوا من الحقائب و هم جون بالرحيل و هو يهمس لأخته أليكس " لم أكن أعلم أن رفيقتك في السكن جميلة إلى ذاك الحد يا فتاة !
    أليكس " ليت ايلينا رفيقتك  تسمعك و أنت تقول  ذلك لأوسعتك ضربا و لذهبنا بك إلى المشفى مرة ثانية في نفس اليوم "
    جون " اياك ان تخبريها ارجوكي و اياك ايضا ان تخبري صديقتك الجديدة أن عندي رفيقة !
    أليكس " أتدري ماذا اذهب من هنا يا زير النساء أنا متعبة و أريد أن أنال قسطا من الراحة بعد ذلك اليوم الطويل هيا اذهب ..
    .. 
    .

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter