منذ القرن التاسع عشر، اشتهر مصطلح "البرجوازية" وأصبح شائعاً جداً في الثقافة والسياسة، وقد ظهرت البرجوازية كطبقة إجتماعية دون أخلاقيات راسخة. ف ما هي البرجوازية من المشهد بالضبط؟ هل هي مفهوم يحمل تعريفات مختلفة من حيث التاريخ والثقافة؟ في هذه المقالة سنتناول تعريف البرجوازية وكيف يظهر تأثيرها على المجتمع.
1. مفهوم البرجوازية
من الواضح أن البرجوازية تمثل الطبقة الاجتماعية الواقعة بين العمال والأغنياء، وتتميز بامتلاكها القوة الاقتصادية والسياسية في المجتمع. تلتزم البرجوازية بالنظام الرأسمالي، حيث تحرص على الحفاظ على مصالحها الشخصية بالتلاعب بالموارد والعملة واستغلال العمال. بما أن البرجوازية هي النظام الاجتماعي الذي يسيطر عليه ما يُطلق عليها “الطبقة الوسطى” على كل مفاصل الحياة، فهي تتحكم بالاقتصاد والسياسة والثقافة، وتؤثر بصورة كبيرة على المجتمع. يتميّز المفهوم البرجوازي بالتخصص والتركيب الدقيق، مما يمنحها القوة الشديدة للسيطرة والتغلب على المجتمعات الأخرى. بالإضافة إلى هذا، يمكن استخدام مصطلح البرجوازية لوصف الوضعية الاجتماعية لأشخاص معينين، وخاصة عائلات الطبقة المتوسطة. وبالتالي، إذا نظرنا بعناية، يمكننا أن نرى أهمية البرجوازية في المجتمع وعلى الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
2. تاريخ ظهور البرجوازية
ظهرت البرجوازية كظاهرة تاريخية في بدايات القرن الحادي عشر، ورافق ذلك تطور المدن في العصور الوسطى بفضل ظهور التجارة في وسطها. ارتبط وجود البرجوازية بالمدينة التي ساهمت في نموها وتطورها، وهي الطبقة الغالبة في المجتمع الرأسمالي، المالكة لكل وسائل الإنتاج والتبادل، المُستَغِلَّة للعمل المأجور. تعد البرجوازية الطبقة الحاكمة في المجتمع الرأسمالي، وكانت سبباً في ظهور العديد من المشاكل التي تحاول نظريات ماركس تصحيحها. علاوة على ذلك، تبنى الفن البرجوازيّ طبيعة هذه الطبقة وحقيقتها، ويوازي ارتباطَ الفنون المسرحيّة القديمة، مما يؤكد على أهمية وتأثير البرجوازية في المجتمع والثقافة.
3. خصائص البرجوازية
يعتبر البرجوازية طبقة اجتماعية مهمة في المجتمع، فهي تمتلك رؤوس الأموال والحرف، وتستطيع السيطرة على المجتمع والإنتاج. ومن أهم خصائص البرجوازية أنها الطبقة الوسطى التي تقع بين الطبقة العاملة وطبقة الأغنياء. وتتميز البرجوازية بأنها الطبقة المهيمنة في المجتمعات الرأسمالية، حيث تسيطر على وسائل الإنتاج وتستغل العمال المأجورين. وبالرغم من وجودها المؤثر في المجتمع والاقتصاد، إلا أن وظيفتها الأساسية هي وظيفة الإكراه التي يمارسها قسم من المجتمع ضد قسم آخر. وبالنظر إلى تاريخ البرجوازية، نجد أنها ظهرت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وأثرت بشكل كبير على المجتمعات الحديثة. وتتميز البرجوازية بتقسيمها إلى عدة أصناف، مثل البرجوازية الصناعية والتجارية والمالية. ومن المؤكد أن البرجوازية لها دور كبير في المجتمع الحديث، حيث تؤثر على الثقافة وتعتبر عاملاً مهمًا في النظام الاقتصادي الرأسمالي.
4. دور البرجوازية في المجتمع
دور البرجوازية في المجتمع يتميز بأنها الطبقة الحاكمة التي تسيطر على وسائل الإنتاج والتبادل بالإضافة إلى استغلال الطبقة الكادحة. تلعب البرجوازية دورًا مهمًا في المجتمع بموجب ثورة الصناعة وتحديث المجتمع، إذ أنها الطبقة التي تنتج السلع والخدمات وتوفر فرص العمل للناس. ومع ذلك، يعتبر دور البرجوازية في الاقتصاد الرأسمالي البيئة المفضلة لنمو الأعمال والابتكار في العالم الحديث. كما تلعب البرجوازية دورًا في تحديد القيم السياسية والاجتماعية والثقافية في المجتمع، وتساهم في حفظ الاستقرار والنظام الاجتماعي. وعلى الرغم من أن البرجوازية ينظر إليها عادة على أنها طبقة نابضة بالحياة ومبدعة، إلا أنها تعرض أحيانًا لانتقادات من الطبقات الأخرى في المجتمع، خاصة إذا كان لديهم شكاوى بشأن التمييز والاستغلال الاقتصادي.
5. تقسيم البرجوازية إلى أصناف
تقسيم البرجوازية إلى أصناف ليس بالأمر النادر، فهي تضم العديد من الفئات والأصناف. ويمكن تقسيمها إلى عدة أصناف مثل أصحاب الأعمال وأصحاب الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتجار ورجال الأعمال والمستثمرين في الأسهم والعقارات وغيرها. وتختلف خصائص هذه الأصناف، فمثلاً يمتاز أصحاب الأعمال بقدرتهم الكبيرة على صنع القرارات الاستثمارية، بينما تتميز فئة التجار بمهاراتهم الفائقة في سوق المبيعات. إن الفاعلية التي يمتلكها أصحاب الأعمال والصناعيين جعلتهم الركيزة الأساسية للبرجوازية، وبالتالي يعدون الأحاديث الأكثر شيوعاً حولها. وعلى الرغم من تنوع هذه الأصناف، فإنها جميعاً تشترك في الميل إلى الربح، والتركيز على الأرباح لضمان استمرار نجاحهم واستقرارهم. ومن الجدير بالذكر أن هذا التقسيم قابل للتغيير والتعديل بمرور الزمن وتطوّر المجتمع والاقتصاد.
6. البرجوازية والاقتصاد الرأسمالي
يوضح القسم السادس من هذا المقال الأهمية الكبيرة للبرجوازية في الاقتصاد الرأسمالي، حيث تقوم هذه الطبقة الحاكمة والمسيطرة على المجتمع بالسيطرة على وسائل الإنتاج واستغلال العمال. فقد صاغ الفيلسوف الألماني كارل ماركس نظريته حول الاقتصاد الرأسمالي، حيث سلط الضوء على أن البرجوازية هي الطبقة الغالبة في المجتمع الرأسمالي، المالكة لكل وسائل الإنتاج والتبادل، المستغلة للعمل المأجور. وفي الوقت الحالي، تعتبر مصر دولة رأسمالية تحكمها الشركات ويعمل الغالبية العظمى من السكان بأجر، ومع تفاقم الركود الجديد للاقتصاد العالمي يتجه العديد من البرجوازيين الذين يتركزون في اليمين المتطرف إلى خوض انتخابات للحفاظ على سيطرتهم على الاقتصاد الرأسمالي. لذلك فإن فهم البرجوازية وأدوارها في الاقتصاد الرأسمالي يساعد على فهم تأثيرها على الاقتصاد والمجتمع بشكل أفضل.
7. البرجوازية والثورات الاجتماعية
تعدّ البرجوازية من الطبقات الاجتماعية الهامة التي لعبت دوراً بارزاً في العديد من الثورات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البشرية عبر العصور. وقد قادت طبقة البرجوازية الناشئة في المدن، العديد من هذه الثورات، واستطاعت الحصول على السلطة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات التي ضربت فيها الثورات. وكما تعدّ البرجوازية مسؤولة عن التحول الرأسمالي في الاقتصاد، فإنها أيضاً مرتبطة بعمليات التغيير الاجتماعي والسياسي. ولا يمكن فهم مسار الثورات الاجتماعية بدون فهم موقع البرجوازية في المجتمعات ودورها الحاسم فيها. وبالتالي، يُمكن ان يؤدي ذلك إلى دراسة البرجوازية من جميع جوانبها، بدءًا من خصائصها ومفهومها، وصولًا إلى الآثار التي لها على المجتمعات والثقافة.
8. العلاقة بين البرجوازية والعمالة
تتمثل العلاقة بين البرجوازية والعمالة في تضاد دائم، فالبرجوازية تمتلك القدرة على الإنتاج والسيطرة على المجتمع، بينما تعمل العمالة تحت إشراف وسيطرة البرجوازية، لتكون همزة الوصل بين إنتاج البرجوازية والمستهلكين. وعلى الرغم من أن البرجوازية تعمل على تحسين ظروف العمل وتوفير الأجور المناسبة، إلا أن العلاقة بين الطبقتين تظل متقلبة وقد تصل إلى درجة الصدام العنيف، وهو ما حدث في عدة تجارب اجتماعية كالثورة الروسية والثورة الفرنسية وغيرها. ومع ذلك، فإن العمالة والبرجوازية لهما دور أساسي في الاقتصاد الرأسمالي والحفاظ على نظام المجتمع والإنتاج. وبما أن العلاقة بينهما متقلبة، فإن الحفاظ على توازنها يتطلب مزيداً من التفاهم والتعاون بين الطبقتين.
9. النظام البرجوازي في العالم المعاصر
في العالم المعاصر، تعد البرجوازية الطبقة الاجتماعية السائدة والمهيمنة على النظام الاقتصادي في كثير من الدول. فهي تسير نحو الأرباح والمصالح لصالحها وتسعى لزيادة ثروتها واستمراريتها، حتى على حساب الاهتمام بالرفاهية العامة للمجتمع. وقد جعلت قوتها المالية الهائلة أن تكون لها دور كبير في تحديد المسار السياسي وصنع القرارات في المجتمع، مما يفسر بعض الانقسامات الاجتماعية الحالية وعمليات التحول السياسي المستمرة في بعض البلدان. وفي ظل زيادة وجود الشركات الكبرى والعلامات التجارية الضخمة، تشهد البرجوازية تحولات جيلية وصعود جديد للشباب الذي يسعى لتغيير سياسة البرجواز. أيضاً، تؤثر البرجوازية على جميع تفاصيل الحياة الاجتماعية وتأثر بالتقنية والتطورات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة.
10. أثر البرجوازية على المجتمع والثقافة.
أثّرت البرجوازية على المجتمع والثقافة بطريقة كبيرة، فقد ظهرت هذه الطبقة الاجتماعية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر وتمتلك القدرة على الانتاج والسيطرة على المجتمع. وقد لعبت دوراً هاما في تغيير المناظر الثقافية في العديد من بلدان العالم. فقد انعكس ذلك على الطبقات الاجتماعية الأخرى، كما أصبحت الثقافة المادية العاملة هي الأسلوب الحياتي الرئيسي، بدلاً من الثقافة المعنوية. وعلى الرغم من أن البرجوازية قد ساهمت في التطور الاقتصادي، إلا أنها أدت أيضًا إلى تزايد الاختلاف بين الأغنياء والفقراء، مما أثر سلباً على المجتمع بشكل عام.