هما بِصَدْرِكَ وجْدٌ ليس يتّئِدُ
و باحَ سرّكَ دمعٌ منك يطّرِدُ
و بات ليْلُكَ سُهْدٌ لا انتهاءَ لهُ
و داس جُرحَكَ حظٌّ مالَ يبْتعِدُ
هذا هديلُ فِراقي ناح مُشْتَكِيا
قَرَّ الغِيابِ و بُعْداً يشْتهيهِ غَدُ
نَقْراً على دَفّةِ الإحساسِ حَلَّ أسىً
كيْفَ السبيلُ لِمَنْ يُصْغي و يَتَّقِدُ
هاجَ اشْتِياقي و هبَّ القلبُ يسْألُهُ
عنْ حسْرَةٍ نثرَتْ في القلبِ ما أجِدُ
و قالَ يُخْبِرُهُ: هاجتْ رياحُ النوى
و لا عزاءَ لنا في العُمْرِ يُلْتَحَدُ
يا راحِلاً تشْعَلُ الوِجْدانَ فُرْقَتُهُ
قضَيْتَ للقلْبِ جُرْحاً نزْفُهُ أبَدُ
جَعَلْتَ للْحُزْنِ و الآلامِ بي وَطَناً
بِكُلِّ ما في النّوى مِنْ لوْعَةٍ يَعِدُ
أحْبابَ قَلْبِيَ للأيامِ دائرَةٌ
تطْوي بنهْبٍ و سلبٍ كُلّما تَجِدُ
لَهْفي على الأنْسِ منكُمْ يا ندى عُمُري
ما ذاق من مِثْلِهِ في مرّّةٍ أحَدُ
هلْ تُسْتَعادُ أمانينا التي ذهَبَتْ
أمْ تنتَهي أملاً قَدْ لا تطولُ يَدُ
زمان وَصْلٍ روى الإحْساسَ من دَعَةٍ\
كمْ زارَها زاهِيأ في بُرْدِهِ رَغَدُ
مضى كطرْفَةِ لَحْظٍ تارِكاً أثَراً
من داعِياتِ الهوى يفْنى بهِ كَبِدُ
حديثُ سِرّي و جَهْري و انْتِظارُ غدي
هَلْ يُسْعِفُ الروحَ مِنْ إمْدادِهِ مَدَدُ
ذِكْرى تُهَيِّجُ بي ما لامَسَتْ حُرَقي
هذا و ما يَنْتَهي مِنْ طَرْقِها خَلَدُ
ع.ب
المفضلات