قل لزمان ألا ترقُ علينا
فالظرفُ قاسٍ واللظى يكوينا

في غربةٍ ومشقةٍ وتعاسةٍ
نحيا بها وكؤسها تسقينا

سمٌ زعافاً نستقيه كعلقمٍ
مرٌ المذاق وطعمهُ يؤذينا

ندري الهلاك بهِ ونكره شربه
وبرغم ذاك تطالهُ أيدينا

أولا يفي ألم الفراق بحالنا
لا تزيدنا الدنيا على ما فينا

شهران نعمل لا ننال أجورنا
وهي التي بالكاد أن تكفينا

ما بين أهلك في البلاء وبينما
تقتاتهُ والغاشيات علينا

مثل الإقامة والكفالة والهوى
والماء والمأوى الذين يؤوينا

فرضٌ عليك ومجبرٌ إيفاؤهُ
إن قلت صعبٌ قيل لا يعنينا

افني لعمرك كد يومك كلهُ
فارق حبيبك أشهراً سنينا

ما حك جلدك غير ضفرك يا فتى
وطرح لما تجنيه في أيدينا

إن شئت أن تبقى وتمشي آمناً
حقٌ عليك ولا مناص تفينا

وإذا أرت بأن تغادر فارتحل
الباب دونك لا عزيز لدينا

كيف الوفاء إذا الشهور تهافتت
من دون دخلٍ حالنا ينعينا

وتعلقت آمالنا وتحطمت
في كلِ يومٍ هاتفٌ يأتينا

صبراً جميلاً في غدٍ أو بعدهُ
حتى يئسنا أنها تأتينا

فأتى الكفيل وقال بشرى في غدٍٍ
ومضى وقد ترك السعادة فينا

وغداً أتى ومضى كألفِ غدٍٍ مضى
والشعر حرك هاجسي فروينا


بقلم الشاعر / أبو نزار
امين يعقوب أمين حربه
14/2/2023م