**.طفل وجمجمة

...التقى عند الشاطىء طفلٌ صغير بجمجمة

.....تقول الجمجمة : كنتُ نضرا مثلك ألا تصدّق ...!!!وستصير مثلي ...ألا تصدّق ...!!أنا وأنت على الشاطىء ولكنّك ترى وتسمع الحياة وأنا لا أسمع شيئا .................!! حتى صوت الموج لا اسمعه .....................فاسمع صوت الريح قبل أن تصير مثلي ...!!..أنت زهرة تمشي ...فانظر ما فعل الله هنا وهنا .....كي يعيدك للحياة ................قبل أن يصير عقلك ترابا فلا يشعر قلبك بشيء
.
..قد كنتُ أقول - بعد مُضيّ العمر - : لماذا لم أُسعِد نفسي وأسرّها ..ليس بالشهوة بل اُريها الله كلّ يوم ..لتذوق بهجة الحياة ..
…قبل ان انتهي هكذا .. كنتُ في الدنيا حزينا دائما ,,,!!..لأنّي كنت أعلم أنّ الحزن قادم بعد كلّ مَسرّة ...فانظر الى الله خير لك من الشهوة ...!!.
.
قال الطفل : ولو كنتَ سعيداً ألن تأتِ إلى هنا حيث نهايتك …كلّنا يزحف إلى هنا …وبعد الموت لا فرق بين مَن كان سعيدا ومَن كان شقيّاً حزينا ……………فالموت بلا ذاكرة ………..وسوف تنسى ما كنت ومَن أنت ………
……هل تذكر ريشة في عاصفة بعد أن تلقيها الريح في البحر كيف كانت تطير …………سعيدة مضطربة تفعل الريح بها ماتشاء !!
.
…قالت الجمجمة : لولا الله مافائدة حياة يليها الموت …………ولكنّ الله قال: تعال إليّ بقليك الذي خلقته فيك طاهرا من دون أوساخ …وأنا أعيدك إلى الحياة
.
...قال الطفل : قد كنت ذاهبا الى البحر سعيدا ..اُلاعب تلك الشمس المشرقة ...ولمّا رأيتك وعرفتُ مستقبلي ....سأعود حزينا مشفقا على هذه الحياة
.
........قالت الجمجمة :......ولكن الشمس بعد الظلام ستشرق من جديد ............. ..فَمَن يخلق الحياة ...تذهب اليه وتمسك بيده ,, كي لا تنفلت في الظلام ...tلا يُعيدك من جديد
.
.
عبدالحليم الطيطي