**فحياتنا طاعة

**…ذهبتُ اليه فإذا به يجلس وحيدا في بيته …وقد زرته قبل ذلك وكان بيته مليئاً بأهله

..قال: ذهب كلٌّ في طريقه ومات بعضهم …!! ..وبقي منّي ماترى …!!..جسم مترهل وقلب مليء بالحزن

وأمّا ذاكرتي فازدادت قوّة لأنّي أستحثّها أن تبعث لي ذكراهم كلّ يوم ….!

..قلتُ له : لا ضير …نحن نمشي في الطريق الى بيتنا ..لم نصل بَعْد ……!!




….كانت تلك الحياة تنقص كلّ يوم أمام عينيك ..ونحن لا نفهم

…تتجعد خلايا يديك ولون شعرك وأنت لا تفهم

…ووجوههم النضرة وهُم صغار تتغيّر وتشتدُّ وأنت لا تفهم

..ويموت جليسك ويبقى مقعده أمام البيت وحده … …وينسلّون واحداً واحداً إلى البحر

,,,وبقيتُ كما ترى في المركب المائج في البحر وحدي …

...ولو عرفتُ هذا أوّل عمري لاحتفلتُ بالحياة ايضاً

…لأننا نهرب من أحزاننا كما يهرب سجين إلى نافذته الوحيدة ,,يرى شيئا من العالَم

وكما يزقزق عصفور في القفص …وهو يبكي بعيدا عن حريّته وحريته هي العالَم حوله…

..لا نقدر أن نموت ونحن أحياء مانزال …ولكننا نزداد حزناً كلّ يوم .

...لأنّنا في مركبة تمشي سعيدة بين الزهور ونقترب كلّ يوم من البحر والغرق …..!!..

…ليس الموت إلّا ذهابهم عنك …هنا وهنا ..أو إلى القبر …

...فإذا التقيت بهم في الجنة عادوا من جديد …!!

..وما كانت هذه الحياة إلّا اشتغالا بجسمك …تطعمه إذا جاع وتكسوه إذا عري

…وهو يذوي كلّ يوم كنار تشعلها في يوم عاصف تذوي دائما ولا تقوى حتى تنطفىء…

….نحن نعرف قصّتنا ولا نملك تغيير حرف منها …

...فحياتنا طاعة فقط لمَن أحكم أحداثها …..ومن لم يطِعْ يُطِع ……أيضاً

… وأنت فاختر لنفسك أن ترضى عن خالقك …
.
.
عبدالحليم الطيطي