السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أُهدي بين أيديكم كتابًا جميلًا قد لفتَ انتباهي في معانيه العذبة و مفاهيمه الأصيلة،
كتابًا تناولَ الأنثى ومفهومَ الأنوثة وكيفَ أنَّ الشَّريعةَ قد اعتنت بالرَّسمِ الأنثوي أيّما عنايةٍ.
كتابًا يشرحُ كيفَ نظرَ التّاريخُ إلى الأنثى ، مطبوعًا باسمِ (سيماءِ الأنوثة) بطرحٍ علميٍّ موثَّقٍ،
في نظرة شرعيّة تاريخيّة.
كتابًا يُلامسُ الأنثى ولا يستغني عنهُ الرجل!
إن تشبيه الأنثى بالأرض هو: وصف ارتبط بالقرآن ولغة العرب.
ففي القرآن يقول سبحانه: ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) .
قال البغوي في معنى حرثكم، أي: الأرض التي تزرع.
وقد تواتر قول أهل التفسير بأن الحرث يطلق على الأرض المجعولة للزرع أو الغرس كما قال تعالى:
(وقالوا هذه أنعام وحرث حجر). أي أرض زرع محجورة على الناس أن يزرعوها.
فوجه الشبه بين المرأة والأرض كان من الاستنتاج والاستيلاد.
وأما العرب، ففي لغتهم يشبهون الأرض الأنيث السهلة بالأنثى لجودة إنباتها.
وقد فقه أهل العلم وعامة الناس هذا الشبة بين الأنثى والأرض.
ومن جميل كلام العلماء ما ذكره ابن القيم بقوله: (فسبحان من جعل السماء كالأب والأرض كالأم).
اقتباسات من ( سيماء الأنوثة )
للعاطفة دور كبير في حياة المرأة في مواجهة وظائفها المتعددة، فهي تقوم بمهام الأمومة والزوجية،
وبر الوالدين وصلة الرحم وغيرها، وهذه المهام تحتاج إلى تنوع في الصفات التي تتعامل بها:
من البر والحياء، والحزم والحنان.
والمرأة مهما كبرت ففي داخلها طفل يحب المرح والأُنس، وكان النبي - صلى اللهُ عليهِ و سلّم - يتفاعل مع ذلك ولا يهمله،
تقول عائشة رضي الله عنها: "رأيت النبي - صلى اللهُ عليهِ و سلّم - يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد،
حتى أكون أنا التي أسأم"
د. فاطمة سامي بلال
سلوكُ الإنسان يعبر عن باطنه، وأقواله وأفعاله تدل على عقيدته وفكره وأبعاد فهمه،
ولذا نجد أن في سلوكيات المجتمع تجاه الأنثى وكيفية معالجته لقضاياها:
ترجمة لفكر واعتقاد راسخ عن ماهية الأنثى.
وإن من الفقه والوعي أن تفهم الأنثى مكانتها التي أرادها الله لها،
وتعقل بأن التمييز بين الذكر والأنثى الذي يُقصد منه التنقص من حق الأنثى أو الذكر:
قد محته الشريعة الإسلامية.
إن قوامة الرجل على الأنثى ورعايته لها، لا تعني استبداده وتسلطه.
وقد نبه عليه الصّلاةُ والسّلام على الآثار السيئة لمحاولة الذكر في تغيير الأنثى، فقال: "إذا ذهبت تقيمه كسرته"
والكسر ممنوع..
فقد أرشد الشارعُ الحكيمُ الرجلَ في هذا الحديث بعدم الاشتغال بما لا يستطاع -أي تغيير الأنثى-.
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها )
فالزوجة والسكَن الزوجي من آيات الله الدالة على عظمته ورحمته وعلمه المحيط
خلق لكم من أنفسكم أزواجًا تناسبكم وتناسبوهن، ويشاكلنكم وتشاكلوهن.
ويترتب على الزواج:
الرحمة..
والألفة..
والمحبة..
فكان السكَن مقدمة لما بعده.
د.أميرة الصاعدي
المفضلات