163145742759591
من أدب الاسلام
عن ابى هريرة رضى الله عنه ، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت "
متفق عليه
إن اللسان من نعم الله العظيمه ، فانه صغير حجمه، عظيم طاعته وجرمه ، اذ لا يستبين الكفر والايمان الا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان .
163145761314782
ان الله تعالى سجن اللسان فى سجن لم يسجنه لعضو من الاعضاء ، فحبسه فى الحلق وسور له سورا قويا .. أعمدته أقوى عظام الجسم هى الأسنان ، ثم أطبق على كل ذلك بالشفتين ، ومع كل هذه الأسوار ينفلت ويفلت بحق وبغير حق ، بطلب وبغير طلب ، ولا يكاد يستقر لحظه من اللحظات .
ان اللسان يتناول القريب والبعيد ، الحى والميت ، بل قد يسىء الى دولة أو دول بكمالها فى حركة واحدة منه وأن اساءة اللسان كثيرا ما يستعصى علاجها ولا يسهل محوها
163145761314782
قال الشاعر
احفظ لسانك أن تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
وأيضا
جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان
وعن سفيان بن عبد الله رضى الله عنه قال : قلت يا رسول الله حدثنى بأمر اعتصم به قال : " قل ربى الله ثم استقم " قلت : يا رسول الله ما اخوف ما تخاف علىّ؟ فاخذ بلسان نفسه ثم قال : " هذا " رواه الترمذى حديث حسن صحيح
163145761314782
وقد قسم العلماء الكلام والصمت من حيث الاحكام الشرعية الى ستة أنواع :ـ
الأول : كلام واجب كالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وشهادة الحق اذا تعينت وذلك لقوله تعالى ( ياأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والأقربين ) النساء 135
وكالعبادات القوليه الواجبة مثل تكبيرة الاحرام والنطق بالشهادتين فهذا النوع لا شك فى خيريته وهو داخل فى الأمر الأول " فليقل خيرا
الثاني : كلام مندوب كالوعظ ونشر العلم والكلام الذى يؤدى الى خير دنيوى مشروع
وهذا النوع ايضا خير محقق والنطق به مستحب يثاب عليه وهو داخل فى الأمر الأول " فليقل خيرا"
الثالث : كلام محرم تحريما ظاهرا كالكذب والغيبة والنميمة ....... الخ
وهذا النوع لا خير فيه والامساك عنه واجب ، وهو داخل فى الأمر الثانى " ليصمت أو ليسكت"
163145761314782
الرابع : كلام غير محرم فى حد ذاته ولكنه يجر الى محرم تحقيقا أو غالبا ، كمجادلة من يغضب وممازحة من لا يحب المزاح
وهذا النوع أيضا لا خير فيه والامساك عنه مطلوب وهو داخل فى الأمر الثانى " ليصمت أو ليسكت"
الخامس : كلام لا خير فيه مشكوك فى أنه يجر الى ضرر أو مكروه ، كالكلام فيما لا يعنيك وهذا النوع هو المسمى بفضول الكلام .
والامساك عنه مندوب وهو داخل فى الأمر الثانى " ليصمت أو ليسكت"
السادس : كلام مباح يستوى طرفاه ككلام الناس ومسامرتهم فيما لا يضر وهذا النوع مختلف فيه ، هل يدخل فى الأمر الأول " فليقل خيرا " ، أو يدخل فى الأمر الثانى " ليصمت أو ليسكت " ، أو لا يدخل فى الأمرين ؟
163145761314782
جمهور العلماء قالوا انه يدخل فى الأمر الثانى " ليصمت أو ليسكت"
ولا شك ان الصمت عن الكلام المباح خير وافضل فقد قالوا: اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
ويقول الله تعالى : ( لا خير فى كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ) النساء 114
ويقول الشاعر
ما ندمت على سكوتى مرة ولقد ندمت على الكلام مرارا
فليجعل المؤمن سكوته تفكرا فى آلاء الله ونعمائه وافضاله وتدبرا فى خلقه واحوال كونه وفى تخطيط ما ينفعه فى الدنيا والأخرة .
(ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)
16314576131371