الآداب الأربعة الجزء الأول

[ماشيرا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآداب الأربعة هي :-
1:- السهر
2:- الصمت
3:- العزلة
4:-الجوع
وقد سماها الإمام الأكبر محي الدين بن عربي (الإمام الأكبر للتصوف الفلسفي وصاحب وحدة الوجود)
وقد قال عنه ابن تيمية،: «ابن عربي صاحب فصوص الحكم وهي مع كونها كفرا فهو أقربهم إلى الإسلام لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد كثيرا ولأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره بل هو كثير الاضطراب فيه وانما هو قائم مع خياله الواسع الذي يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى والله أعلم بما مات عليه» (مجموع الفتاوي، تأليف: ابن تيمية، ج2، ص143.)
فقد اطلق عليها الأداب الأربعة لهذه الأسباب :-

أولاً :- الصمت
قسم ابن عربي الصمت الى قسمين وهما :-
1:- صمت باللسان
2:- صمت بالقلب
كما قام بتقسيم الصمت لأحوال وهي :-
1:- أن من صمت لسانه ولم يصمت قلبه فقد خف وزره.
2:- ومن صمت لسانه وقلبه تجلى له ربه.
3:- ومن صمت قلبه ولم يصمت لسانه فهو ناطق بلسان الحكمة.
4:- ومن لم يصمت بلسانه ولا بقلبه فكان ملك للشيطان يسخر منه.
الخلاصه :- أن من صمت في جميع الأحوال لم يتبقى له حديث إلا مع ربه فإذا تكلم لا يتكلم إلا بالصواب وسيورثه الصمت معرفة الله تعالى.

ثانياً:- العُزلة

قسم ابن عربي العزلة الى قسمين وهما :-
1:- عُزلة المريدين.
2:- عُزلة المُحققين.

وقسم العُزلة الى ثلاث نيات وهي :-
1:- اتقاء شر الناس وفيها سوء ظن بالناس.
2:- اتقاء شر المتعدي وفيها سوء ظن بالمرء نفسه وهي أرفع من الأولى.
3:- إيثار صحبة من الملأ الأعلى.
الخلاصة :- أن من آثر العُزلة فقد آثر ربه على غيره وسوف ينتج عن ذلك الحصول على المواهب والأسرار والنهي عن عُزلة القلب حتى لا يتحدث بغير الله تعالى وأن العُزلة تورث معرفة الدنيا

ثالثاً:- الجوع

قسم ابن عربي الجوع الى نوعان وهما :-
1:- جوع اختيار وهو خاص بالسالكين.
2:- جوع اضطرار وهو خاص بالمحققين.
وأن كثرة الأكل في حق المحققين دليل على وجود أنوار الحقيقه في قلوبهم ويسمى مقام الهيبه وأما قلة الطعام فيسمى مقام الأنس.
وكثرة الطعام في حق السالكين دليل على بعدهم عن الله تعالى واستيلاء النفس الشهوانيه عليهم.وقلة طعامهم دليل على نفحة من الجود الإلهي في قلوبهم.
الخلاصة :- ان من يفرط في الاكل يؤدي الى الهوس وذهاب العقل وفساد المزاج وأن الجوع يورث معرفة الشيطان والعياذ بالله تعالى.

رابعاً :- السهر

قسم ابن عربي السهر الى قسمين وهما :-
1:- سهر العين.
2:- سهر القلب.
فسهر القلب دليل على الانتباه من الغفلة وأما سهر العين فهو إيقاظ الهمه في القلب فإن العين إذا نامت بطل عمل القلب فسهر العين أعم من سهر القلب.
الخلاصة :- ان فائدة السهر هو استمرار عملا لقلب لبلوغ المنازل العليه عند الله تعالى وان السهر يختلف في حال المحققين والسالكين فأما الاول :- فهو في زيادة التخلق الرباني وأما الثاني وهو السالك فمقامه مقام القيوميه.وان السهر يورث معرفة النفس.

وفي الختام أقول :-
لقد أطلق ابن عربي على هذه الآداب الأربعة أركان المعرفة :-
1:- معرفة الله تعالى.
2:- معرفة الدنيا.
3:- معرفة النفس.
4:- معرفة الشيطان.(عليه لعنة الله تعالى)
وأن من اجتمعت فيه هذه الخصال الاربعة تحول من كل من :-
1:- من بشريته الى ملكاً.
2:- ومن عبوديته الى سياده.
3:- ومن عقله الى حس وشهادة.
4:- واذا ترك مكان كان فيه ترك فيه طاقة روحانية

كان هذا خلاصة قول ابن عربي في الآداب الأربعة .وبعد أن تعرفنا على الآداب الأربعة , إن شاء الله تعالى الموضوع القادم سنتحدث عن الآداب الأربعة بين الديانات السماوية والديانات الوضعية . وبالله تعالى التوفيق