مشاهدة النتائج 1 الى 1 من 1
  1. #1

    رؤية الله تعالى بين الدنيا والأخرة بين فرق المسلمين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالكم جميعاً , إن شاء الله تعالى تكونون بخير وكل عام وأنتم طيبين وتقبل الله تعالى منا ومنكم سائر الأعمال الصالحة

    أما بعد :-
    ما هو الفرق بين أهل السنة والجماعة وبين أهل السنة ؟
    أهل السُنة :- هم أهل الحديث وأصحاب المذاهب الأربعة
    أهل السُنة والجماعة :- هم كل من يأخذون بالقرآن والبخاري ومسلم (فكل الفرق تدخل في نطاق أهل السنة والجماعة ماعدا الشيعة والخوارج).

    أولاً :- الأشاعرة

    يقول أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفى 324 رضي الله عنه، في (كتاب اللُمع للإمام أبي الحسن الأشعري صــ63 : صـــ64):-
    والدليل على أن الله تعالى يُرى بالأبصار قوله تعالى: “وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ”، ولا يجوز أن يكون معنى قوله: “إِلَىظ° رَبِّهَا نَاظِرَةٌ” معتبرة -أي يمكن تفسيرها واعتبارها- كقولها تعالى: “أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ” لأن الآخرة ليست بدار اعتبار. ولا يجوز أن يعني -أي معنى كلمة ناظرة-: متعطفة راحمة كما قال تعالى -في آيات أخرى- “وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ” (آل عمران 77) أي لا يرحمهم ولا يتعطف عليهم، لأن الباري لا يجوز أن يُتَعطّف عليه. ولا يجوز أن يعني منتظرة، لأن النظر إذا قرن بذكر الوجوه لم يكن معناه نظر القلب الذي هو انتظار .(كتاب اللُمع للإمام أبي الحسن الأشعري صــ63 : صـــ64)
    • فرؤية الباري سبحانه وتعالى جائزة للمسلم الموحد في عقيدة الأشاعرة في الآخرة وليس في الدنيا، بلا كيف، كما قال تعالى: “وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ” وهذا القيد -أي نفي الكيف- لازم عند الأشاعرة المتمسكين بتنزيه الباري تعالى عن الشبه والجسمية والحد والجهة .

    ثانياً :- مذهب الماتريدية

    فقالوا بصحة الرؤية ونفي كون الله تعالى جسماً، ونفي كونه ذا حَدٍّ أو حدودٍ، ولم يقولوا باشتراط الجهة لصحة الرؤية .

    ثالثاً :- مذهب أهل السُنة

    1:- قوله تعالى :- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ [القيامة : 22] إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة : 23]
    2:- 3:- ما رواه البخاري ( 6088 ) ومسلم ( 267 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن ناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله : " هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ " قالوا : لا يا رسول الله . قال : " هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ " قالوا : لا . قال : " فإنكم ترونه كذلك ...الحديث.

    رابعاً :- مذهب المعتزلة

    قال القاضي عبد الجبار (كتاب شرح الأصول الخمسة ص232): "ومما يجب نفيه عن الله تعالى الرؤية، وهذه مسألة خلاف بين الناس، وفي الحقيقة الخلاف في هذه المسألة إنما يتحقق بيننا وبين هؤلاء الأشعرية الذين لا يكيفون الرؤية، فأما المجسمة فهم يسلمون أن الله تعالى لو لم يكن جسماً لما صحَّ أن يُرى، ونحن نسلم لهم أن الله تعالى لو كان جسماً لصحَّ أن يُرى، والكلام معهم في هذه المسألة لغوٌ"ـ
    فالمعتزلة تنفي الرؤية في الدنيا والأخرة مثلها مثل الشيعة والإباضية . وهذا مُخالف لدلائل القرآن والسُنة وهي :-
    1:- قوله تعالى :- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ [القيامة : 22] إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة : 23]

    خامساً :- مذهب الشيعة
    الرؤية وهو ما ورد في أشهر كتبهم (كتاب الإلهيات للشيخ جعفر السبحاني : جـ2 صـــ125) على لسان أشهر مشايخهم وهو ( الشيخ جعفر السبحاني من الشيعة الإمامية ) قال :- "اتفقت العدلية على أنه سبحانه لا يُرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأما غيرهم فالكرامية والمجسمة الذين يصفونه سبحانه بالجسم، ويثبتون له الجهة، جوّزوا رؤيته بلا إشكال في الدارين.
    و حقيقة الخلاف بين الشيعة والعدلية هو :-
    قالوا: لا يمكن أن يوجِد الله هذه الصورة إلا بإيجاد الانفعالات، ولا يمكن أن توجد الانفعالات إلا بوجود الجهة والمقابلة وارتطام الشعاع بالمرئي ثم انعكاسه عنه وسقوطه على العين،

    أما مذهب الزيدية :-
    قال الشيخ أحمد الشرفي وهو من أشهر مشايخهم (كتاب شرح الأساس وهو من أشهر كُتبهم المعتمدة جــ2 صــــ 433) :
    فرع آخر يتفرع على كونه تعالى لا يشبه شيئاً، قالت (صفوة الشيعة) من الزيدية (والمعتزلة) وغيرهم كالخوارج والمرجئة وغيرهم (والله سبحانه لا تدركه الأبصار في الدنيا ولا في الآخرة)؛ وذلك (لأن كل محسوس) أي مُدْرَك بأي الحواس الظاهرة إما بالبصر أو بالسمع أو بالشمّ أو بالطعم أو اللمس (جسم أو عرض)، وكل جسم أو عرض (محدث) لما مرّ من الأدلة على حدوث الأجسام والأعراض واستحالة أزليتها، وكونه تعالى ليس بمحدث لما مرّ من الأدلة على كونه تعالى لا أول لوجوده (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)
    ومعلوم أن معظم أراء الزيدية مأخوذة من أراء المعتزلة .فالزيدية تنفي الرؤية مثلها مثل المعتزلة والإباضية والشيعة الإمامية.

    هذا وبالله التوفيق
    والله أعلى وأعلم
    اخر تعديل كان بواسطة » ماشيرا في يوم » 21-07-2021 عند الساعة » 21:18
    وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
    [[آل عمران : 85]]

    https://www.facebook.com/Princeofislam


  2. ...

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter