ماذا لو دخلتَ بُستانًا وتساءلتَ كيفَ بدأ ؟ وإلى ما صار ؟
كيفَ لو قلّبتَ أفكاركَ وعصفتَ بها وتوصّلت إلى أنَّ أوَّلَ هذا البُستانِ زهرة !
عندما وَطِئتْ أقدامُكَ المرجَ الأخضرَ أو البُستان ..
واستنشقَ بدَنُكَ شذا الأزهارِ وعبيرها ..
وأخذتَ دونَ شعورٍ تحتفي بظلالِها و حفيفها..
وتُغرِّدُ معَ كُلِّ الأطيار .. هل جالت ببالكَ هاتِهِ الفكرة؟
أنَّ هذا المدَّ الواسعَ الشاسعَ أوالحديقةَ الغنّاءَةَ كانَ أصلُها مُجرَّدَ زهرة..
وأنَّ الغرسَ المُستمرَّ لشتّى النباتاتِ صغيرها وكبيرها .. أخضرِها وأحمرها ..
قد شيّدَ رياضًا ومروجًا على مرِّ الزمانِ دونَ أن تدرك !
كم مرَّ عليكَ تزرعُ من خيرٍ أيّها الصَّاحِب الطيّب ؟ سنة ؟ اثنتان ؟ ثلاث ؟
ماذا لو كانَ هذا البُستانُ حياتَنا ، وأعمالنا هي ما نزرعه ؟
على أيِّ شكلٍ كنتَ تريدُ أن تغدو حياتُكَ التي هي ما غرستَهُ وحصَدَّتَهُ في أرضك؟
أوَ قَد استصغرتَ أعمالًا لكَ كانت كالزهرة ؟
اليومَ هُنا في قسمنا المتواضع نُحيطُكَ علمًا أنَّنا نحتفي بما غرستَه هنا طوال العام.
وهو احتفاءٌ صغير مُقابلَ الخيرِ الكثيرِ الذي زرعتموه في أرضكِم قبلَ أرضنا،
عسى اللهُ أن يجعلَ أعمالَكم التي نثرتُم بذورها وغرستم فسائِلَها في الحياةِ مقبولةً وخالصةً لوجهه-تعالى-.
ونقولُ:
اغرس هنا الخيرَ وامضِ .. فرُبَّما نَمَت غابةٌ هناكَ دونَ أن تَشعُر.
***
المفضلات