الصفحة رقم 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 85
  1. #1

    الدوامة اللولبية-مسيرة المانجاكا العربي نحو العالمية بإذن الله (:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    مقدمة مكسات ^^
    ________________



    قبل أن أنقل لكم هذه "الرواية التاريخية" إن صح التعبير؛ لا بد من مقدمة تعريفية توضح بعض الأجواء المتعلقة بها!


    في عام 2017 نشرت منشورا في مجموعة "المانجاكا العربي" بعد أن خطرت ببالي فكرة دون سابق إنذار!
    عنوان هذه الفكرة:
    أعضاء "المانجاكا العربي" في قصة! ï؟½ï؟½
    (هذه الفكرة بالمناسبة تم تطبيقها في منتدى مكسات بحسب ما أذكر!!)
    وقد ذكرت وقتها أن هناك أمرين يجب أخذهما بعين الاعتبار (وسأنقلهما بالنص) :
    1- هذه ما تزال فكرة مبدئية (لم تصل لمرحلة الجدية التامة حتى الآن)، ولا أدري إن كان بإمكاني تطبيقها بالفعل أم لا (رغم رغبتي الشديدة في ذلك)
    2- لن أستطيع ضم أي عضو ليكون بطلا في القصة، قبل أخذ موافقته
    (سيكون الأمر أشبه بالتوقيع على وكالة تامة لي بحرية التصرف في دوره بالقصة ^^)

    وذكرتُ للتأكيد:
    فقط الأعضاء الذين يعلقون بصريح العبارة بالموافقة على أن يكونوا أبطالا في القصة، يمكنني إضافتهم...

    وكانت المفاجأة أن هناك اكثر من 50 عضو أضافوا أسمائهم!!

    لم تكن المهمة سهلة بلاشك، ولكنني عزمت على كتابتها، وشرعتُ بها بالفعل، ولكنني كنت أتوقف بين الحين والآخر خاصة وقد انشغلت بأمور كثيرة؛ حتى جاء عام 2020 حيث عقدت العزم على وضع حد لها! وهكذا.. نشرتها على المجموعة صباح عيد الفطر السعيد عام 1441 هـ/ 2020 م في ملف PDF يزيد قليلا على الـ 400 صفحة!
    ولكن..
    نشرت وقتها تحذيرا مفاده:

    "هذه النسخة لم تخضع للمراجعة ولا التدقيق، فهي خاصة بأعضاء مجموعة المانجاكا العربي فقط، فإذا لم تكن منهم؛ فهذا يعني أنها وصلتك بطريق الخطá لذا يُرجى تجاهلها، وانتظار النسخة العامة على "مكسات"، إن شاء الله، شاكرين تفهمكم وحسن تعاونكم.."

    كما تلاحظون.. قطعت وقتها وعدا بنشر الرواية على مكسات، ومرت بضعة أشهر على ذلك، حتى قررت اليوم (الاثنين 12 جمادي الآخر 1442 هـ الموافق 25 يناير 2021 م) إنجاز هذا الوعد وفك القيد!!! (بعون الله طبعا^^)

    لذا..

    ملاحظة:
    رغم أن هذه الرواية كتبت لأعضاء مجموعة "المانجاكا العربي" لكنها تضم أعضاء بارزين من "مكسات" أيضا em_1f60e
    والأهم من هذا.. أن قلعة مكسات العريقة؛ لها دورها في الرواية أيضا!e405

    بالطبع.. سأقوم بنشر الرواية على أجزاء متتابعة إن شاء الله، وأرجو أن أتمكن من مراجعتها وتدقيقها خلال ذلك! وإلا.. فقد اكتفي بنسخها كما هي، حتى لا أتأخر أكثر، وكان الله بالسر عليما! em_1f605

    والآن.. سأترككم مع الرواية في الرد التالي إن شاء الله ^^

    ولا تنسونا من صالح دعائكم e056

    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    اخر تعديل كان بواسطة » امة القادر في يوم » 25-01-2021 عند الساعة » 16:23
    sigpic268332_2
    يسعدني دعمكم ومعرفة آرائكم حول رواية ومانجا "مدرسة الفروسية" ^^
    https://nebrasmangaka.com/


  2. ...

  3. #2

    مدخل..


    الدوامـــــة اللولبيـــــة
    "رحلة المانجاكا العربي الجماعية، عبر المسارات الخفية،
    نحو العوالم الخيالية"



    p_18517anul1



    الإهداء

    إلى الجيل الأول من المانجاكا العرب، الذين حاولوا بجهود فردية متناثرة، ومجموعات صغيرة مترامية؛ نقل هذا الشغف المؤثر إلى العالم العربي، رغم صغر سنهم، وقلة خبرتهم، وكثرة العقبات في طريقهم..
    إلى الأجيال اللاحقة.. على أمل أن يكون القادم أفضل بإذن الله، فتذكروا أن هناك من بذل جهدا كبيرا، لتصلوا إلى هذا الحد؛ فلا تنسوهم من صالح دعائكم..
    إلى عالمنا العربي الحبيب.. نحن نبذل جهدنا لأجل أن نكون فخرا لكم، ونساهم ولو بالقليل في الخروج من تلك الدوامات اللامنتهية!
    إلى عالمنا الإسلامي الجميل.. جزاكم الله خيرا، لأنكم سبقتمونا بنشر ثقافتنا المشتركة عبر ذلك الفن، فقدمتم لنا نماذج شجعتنا على اللحاق بكم..
    إلى اليابان.. شكرا لانكم عرفتمونا إلى ثقافتكم، ونأمل أن نرد لكم هذا الجميل قريبا بثقافتنا، إن شاء الله
    إلى العالم بأسره.. نأمل أن نكون حلقة وصل لتبادل ثقافيّ، وتعارف مشرّفِ بيننا، فنحن أمة تسعى للسلام، برسالة الرحمة الخالدة
    (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)




    همسة

    هناك من يرى أن أعضاء المانجاكا العربي ثرثارون، ولكن أحداً منهم لم يعلم أن التاريخ ينصت لهم باهتمام؛ بينما يتحدثون!



    تنويه

    "إن من يرفض التطوير والتقدم فهو حثالة، ولكن..
    من يتخلى عن ماضيه ويستهين بذكرياته وذكريات الآخرين فهو أسوأ من الحثالة!"

    هذه ليست قصة عادية، ولا رواية تقليدية، فلا تتوقع منها التسلية المعتادة الطبيعية، فهي أشبه بموسوعة تاريخية، تسطّر بين دفتيها مسيرة "المانجاكا العربي" نحو العالمية، على ألسن شخصيات حقيقية!
    وكل عام و"المانجاكا العربي" بخير وإنجاز وعافية، وسعادة أبدية سرمدية..
    صباح عيد الفطر السعيد 1441 هـ


  4. #3

    تمهيد (بين الواقع والخيال)

    في صباح الخميس التاسع من الشهر الميلادي الحادي عشر لعام 2017؛ كانت السماء صافية، وخضرة الحشائش الندية؛ تحيط بزرقة البحر على اختلاف تدرجاته اللونية، كما تحيط الشطيرة بحشوتها الشهية! أغمضتُ عينيّ قليلاً كمن يتذوق نكهة مميزة، لعلي أحلق في عالم الخيال قليلاً، فالجو يشجع فعلاً على التحليق! ترى.. إلى أي مدى يمكنني الوصول مع هذا الصباح الباكر؟!
    أخذت الفراشات تحوم حولي بسعادة، والأسماك تتقافر أمامي بحيوية، وكأنها تمارس تمارين الصباح، أما القطط؛ فقد بدت نشيطة جداً وهي تبحث عن وجبة الافطار، في حين اجتمعت أسراب العصافير والحمام ونوع آخر من الطيور لم أعرف اسمه؛ فوق الحشائش الخضراء وكأنهم على موعد في اجتماع صباحي هام!
    لم يعد هناك مجال للشك.. لا بد أن أحلّق أيضاً في هذا الأجواء، ولكن كيف؟!! تذكرتُ تحليق "لينا" من مسلسل "عدنان ولينا" الشهير، عندما حملتها طيور البحر فاستطاعت العثور على موقع عدنان! المشكلة أن المشهد أثار نوع من القلق أو ربما الرعب لدي في ذلك الوقت، حيث أن روح لينا انفصلت عن جسدها، ولم أجد الأمر ممتعا أبدا! كلا.. لا أظنني أفضل هذه الطريقة في التحليق! عندها تبادر إلى ذهني ذلك المجتمع الجميل، الذي يحلق أفراده باستمرار في عالمهم الخاص!! ابتسمتُ لنفسي وأنا استعرض أعمالهم أمامي واحداً واحداً، ترى.. ما الذي يفعله كل واحد منهم الآن؟! إنهم يعيشون في بقاع مختلفة؛ من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، ومع اختلاف طباعهم وشخصياتهم، وعلى تنوع انتاجهم وتدريباتهم؛ لكنهم في النهاية أمكنهم الاجتماع في مكان واحد؛ لا وجود له على أرض الواقع! عالم غريب حقاً، أحمد الله على وجوده، فقد كان سبباً في تعرفي إليهم والتقائي بهم! وهنا.. لمعت في ذهني فكرة! ما دمتُ أرغب بالتحليق؛ فلماذا لا نحلق معاً!! ستكون الرحلة أكثر متعة بلا شك! وأخذت الفكرة تلح عليّ بشدة حتى استحكمت في عقلي واستوطنت خلايا جسدي، إنها فرصة لا تعوّض؛ فنحن لم نخرج في رحلة من قبل، كما أننا على مشارف الاعداد لنقابة تجمعنا، وتتحدث رسمياً باسمنا، ولا يوجد شيء مثل السفر، ليُسفِر عن طبائع البشر، ولهذا سمي السفر سفرا كما سمعت!
    ومع حماستي للفكرة؛ لم تستطع قدماي الثبات مكانهما أكثر، فذهبتُ أتمشى على رصيف الشاطيء؛ لعلي أجد طريقة تمكنني من تحقيق مبتغاي! وبينما أنا على ذلك الحال؛ إذ راعني رؤية بقايا شطيرة متناثرة على الممشى- بين الأقدام- بلا مبالاة!
    آلمني المشهد كثيراً، فانحنيتُ التقط قطع الخبز قطعة قطعة، حتى جمعتها كلها، ثم القيتها في البحر، فبهذه الطريقة ستكون طعاماً للأسماك على الأقل، سائلة الله أن يغفر لنا تقصيرنا ويعفو عن جهلنا، ويعيذنا من زوال النعم! ورغم أن هذا الأمر عكر مزاجي نوعاً ما؛ إلا أن زرقة البحر المبهجة استوقفتني من جديد، فارتكزتُ على الحاجز الحديدي؛ أتأمل بديع صنع الله في هذا المكان الملهم، وعشرات الأفكار تتلاطم في رأسي، فيردد البحر صداها بهديره الرخيم! وإذ ذاك؛ فاجأتني سمكة قفزت من البحر أمامي حتى بلغت مستوى رأسي، القت عليّ التحية:
    - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. هل يمكنني المساعدة؟
    ألجمتني المفاجأة فلم أنطق بشيء، وأنا مشدوهة بما أراه.. سمكة تتكلم!!
    لكن السمكة لم تنتظر ردي على أية حال؛ فقد غطست في البحر قبل أن ترمش عيناي!!
    لا شك أنني أتخيل! هذا ما أقنعتُ به نفسي، غير أن حمامة حطّت على الحاجز الحديدي، اقتربت مني دون وجل، قائلة بلسان فصيح أدهشني:
    - إذا لم تستطع السمكة مساعدتك؛ فيمكنني ذلك!
    ترددتُ قليلاً، لكنني لم أشأ تفويت الفرصة مرتين فسألتها بفضول:
    - وما الذي ستساعدينني فيه؟
    فأجابتني الحمامة بثقة:
    - دعوة أعضاء مجموعتك في العالم الافتراضي لتحلقوا معاً..
    هنا.. فغرتُ فمي بدهشة كبيرة أكبر من سابقتها، ولم أعد أعرف مما أتعجب أكثر؛ من كلام الحمامة أم من معرفتها بما يدور بخلدي؟!!
    فأطلقت الحمامة ضحكة صغيرة:
    أفكارك أصبحت مقروءة، فقد بدأت بالتحليق فعلاً دون أن تدري..
    طمأنني كلامها كثيراً، الحمد لله.. هذا عالم الخيال إذن! رائع.. أخيراً يمكنني أن أعيش تجربة "ناروتو" أمام شلال الحقيقة! لطالما وددتُ اكتشاف نفسي من الداخل، سيكون الأمر مخجلاً بلا شك، ولكن لا بد من هذه المواجهة!
    غير أن الحمامة استوقفتني بحزم:
    - لا تنسي نصيحة أمك.. حاولي التركيز على شيء محدد، ولا تشتتي نفسك بين الأفكار المختلفة!
    عندها انتبهتُ لنفسي، كلامها صحيح.. كيف نسيت شيئاً هاماً كهذا!! عليّ الآن التركيز على الفكرة الأساسية:
    (رحلة جماعية، في العوالم الخيالية، لأعضاء مجموعة "المانجاكا العربي"!!)
    بدا على الحمامة الارتياح لقراري، فابتسمت قائلة:
    - هذا جيد.. إن احتجتِ لمساعدة فأخبريني..
    وهمّت بالطيران لكنني استوقفتها متسائلة:
    - مهلاً مهلاً.. كيف لي أن أخبرك إذا ذهبتِ؟
    فردت الحمامة:
    - يكفي أن تفكري بي بقوة؛ الم تسمعي عن (قانون الجذب)؟ هذا القانون يعمل بشكل أفضل في عوالم الخيال، إذ تزداد قوته مائة ضعف على الأقل، لذا لن تجدي صعوبة في استدعائي..
    قالت جملتها الأخيرة، ثم طارت متوارية عن الأنظار..
    فكرتُ في كلامها حول (قانون الجذب)، ما دام الأمر بهذه السهولة، فلماذا لا أستدعي جميع أعضاء المانجاكا العربي بهذه الطريقة؟! وتذكرتُ أبطال الديجتال في الدبلجة العربية "نداء إلى القاعدة"، وضحكتُ وأنا أتخيل الرد المفترض:
    "المانجاكا العربي" قاااااااااادم!
    سيكون الأمر مثيراً لو سار بهذا الشكل!
    لكنني تفاجأتُ بصوت دقيق يقاطع تفكيري:
    - بل سيكون الأمر مملاً جدا.. تحتاجين بعض الاثارة والتشويق لتنظيم رحلة كهذه، ألم تلاحظي شيئاً غريبا في كلام الحمامة؟! وأنا يمكنني مساعدتك..
    تلفتُّ حولي لأبحث عن مصدر الصوت دون أن أرى شيئاً، لكنني انتبهتُ أخيرا لفراشة برتقالية زاهية، تحوم حولي، فهششتُ لرؤيتها وبشَشت وقد بدأتُ اعتاد على هذا العالم المثير، قائلة:
    - أهلا بك أيتها الفراشة، أشكر لك هذا الحضور الجميل فقد ذكرتني بريحانة، ولا شك أنها ستسعد لرؤيتك أيضاً، ولكن عفواً.. لم أفهم قصدك بكلامك ذاك؟ ما هو الممل في الموضوع؟ وما هو الشيء الغريب في كلام الحمامة؟
    فابتسمت الفراشة ببعض الغرور الذي أزعجني قليلاً، وجعلني أتراجع عن فكرتي حول تذكيرها لي بريحانة:
    - ظننتك أكثر نباهة، يا كاتبة "مدرسة الفروسية"! عندما جاءت الحمامة أول مرة عرضت عليك المساعدة في استدعاء مجموعتك، ثم قبل أن تذهب قالت لك إن احتجتِ لشيء فأخبريني ثم ذهبت، وكان بإمكانها تقديم المساعدة التي تحتاجينها فوراً، فلماذا فعلت ذلك برأيك؟!
    لم تعجبني طريقة الفراشة بالكلام، فثرثرتها بحد ذاتها مملة، ومكررة، وهي تظن أنها فيلسوفة زمانها في النصح والارشاد، ومع ذلك أجبتها ببرود مستهتر:
    - لتضيف المزيد من الأحداث الشيقة للقصة، اليس هذا ما تريدين قوله؟!
    لم يخف عليّ ملاحظة استياء الفراشة من طريقة ردي، لكنها كانت حكيمة فبادرتني معتذرة:
    - لا أريد أن يُساء فهمي في أول لقاء لنا، فلم أقصد الانتقاص من شأنك، وعذرا على الازعاج..
    شعرتُ لوهلة أن الفراشة قد تختفي، فأسرعتُ أعتذر لها بدوري:
    - سامحيني أيضا، فليس من عادتي هذه الحساسية المفرطة، ولكنني تفاجأتُ من أسلوبك، ولم أتمالك ردة فعلي بعدها..
    فابتسمت الفراشة:
    - لا بأس لا بأس.. اعتبريها وقفة أمام شلال الحقيقة؛ اكتشفتِ من خلالها نفسك الحقيقية، فبينما كنتِ تظنين نفسك مرنة وذات روح عالية؛ إذا بك تعانين من حساسية مفرطة، وتُستفزين بسهولة لأتفه الأسباب..
    كدتُ انفجر من الغيظ، فهاهي تكرر الكلام من جديد بطريقة مملة، ولكنني تمالكتُ نفسي هذه المرة، معترفة بالحقيقية المُرة..
    - كلامك صحيح، ولكن ماذا علينا أن نفعل الآن؟ لقد قلتِ بأنك ستساعديني، فهل فكرة الرحلة الجماعية بحد ذاتها صائبة؟
    فأجابتني الفراشة بحماسة:
    - ولم لا؟ إنها فكرة ممتازة، وستكون أشبه برحلة عمل، ألستم في مرحلة تأسيس النقابة؟
    طمأنني كلامها كثيراً، ثم تذكرتُ أنني لم أصلي ركعتي الاستخارة بعد، وبما أنني لم أجد مكانا مناسبا للصلاة في ذلك المكان؛ فقد اكتفيتُ برفع كفي متجهة نحو القبلة ودعوت:
    "اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن في تنظيمي رحلة جماعية في العوالم الخيالية لمجموعة المانجاكا العربي خير لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن في تنظيمي لرحلة جماعية في العوالم الخيالية لمجموعة المانجاكا العربي شر لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه ثم اكتب لي الخير حيث كان ثم رضني به"
    وما أن فرغت من دعائي؛ حتى رفرفت الفراشة أمامي بتساؤل:
    - هل نبدأ التنفيذ؟
    فأجبتها بتردد:
    - لم أفكر بالطريقة بعد!
    فبادرتني قائلة:
    - لقد أخبرتك السمكة، والحمامة، وها أنا أخبرك أيضاً بالكلام نفسه.. يمكننا جميعا المساعدة، فهل نبدأ العمل؟
    نضرتُ إليها بضيق، بعد أن شعرت بنوع من البلادة:
    - أرجو المعذرة.. لقد سمعت هذا الكلام كثيرا، ولكنني لم استوعبه جيداً على ما يبدو.. فما الذي ستساعدونني فيه تحديدا؟!
    وبدل سماعي لإجابة الفراشة؛ سمعتُ صوتاً حاداً يجيبني بثقة:
    - سنرسل الدعوات لأعضاء المجموعة طبعاً..
    قالتفتُ إلى مصدر الصوت؛ لأجد قطة بنية جميلة، تقف قرب قدمي وتهز ذيلها، فابتسمتُ لها:
    - مرحبا بك أيتها القطة اللطيفة، يسعدني تعاونك معي أيضاً..
    فيما تابعت القطة كلامها بحماسة:
    - السمكة والحمامة والفراشة وأنا؛ يمكننا ايصال دعواتك لأي مكان تريدينه في هذا العالم، في أقل من يوم، فلدينا شبكات اتصال واسعة فيما بيننا، برا وبحرا وجوا..
    وأمام تعجبي من كلام القطة، غمزتني بابسامة واثقة:
    - ألم تشاهدي فلم ديزني خمسة عشر كلباً؟
    وهنا لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أتذكر طريقة (الهَوْهَوة) كما أسمتها الدبلجة المصرية الظريفة في ذلك الفلم اللطيف!
    فقالت الفراشة:
    - هل نعتبر ضحكك موافقة منك على طريقتنا في ايصال الدعوات؟
    عندها ارتسمت ملامح الجدية على وجهي، وأنا أفكر بعمق:
    - ولكن ما الذي سأكتبه لهم في هذه الدعوات؟ يجب أن تكون الرسالة واضحة ومختصرة قدر الإمكان، فلطالما نصحني أبي بأن اعتاد على إغلاق فمي قبل أن يُغلق الآخرون آذانهم، ولكن هذا صعب جداً عليّ!
    فقفزت السمكة فجأة من تحت الماء لتقول اقتراحها باقتضاب قبل عودتها للبحر:
    - "يسعدني انضمامكم لرحلتي يا أعضاء المانجاكا العربي"
    كررتُ الجملة في ذهني قبل أن أعلّق عليها قائلة:
    - تبدو رسالة جيدة، ولكن هل هي كافية لإقناعهم بالمجيء؟!!
    فقالت القطة:
    - لا يحتاج الأمر لتفصيل أكثر، فالرسالة واضحة!
    لكن الفراشة استدركت قائلة:
    - ربما تحتاجين فقط لإضافة اسمك، حتى يعرفون هوية المرسل على الأقل!
    عندها أغلقتُ عيني واستعرضتُ الرسالة وأنا أتخيلها أمامي بشكلها النهائي، قبل أن أهتف بحماسة:
    - "يسعدني انضمامكم لرحلتي الجماعية إلى العوالم الخيالية، يا أعضاء المانجاكا العربي
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    مع تحيات مدرسة الفروسية"
    في تلك اللحظة ظهرت الحمامة لتحط على الحاجز الحديدي من جديد، وقفزت السمكة محلقة في الهواء لتتبادل معها ومع الفراشة والقطة نظرات استفهام:
    - لن نعترض على إضافتك بعض الكلمات الزائدة للرسالة، كما أننا نتفهم أهمية الصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في تفريج الهم وتسهيل الأمور وقضاء الحوائج، ولكن لماذا تذيلين رسالتك بـ "مدرسة الفروسية" بدل التوقيع باسمك الحقيقي؟!
    أطلقتُ ضجكة صغيرة خرجت رغماً عني، وأنا أقول بثقة:
    - وهل هذا يحتاج إلى تفسير؟!!نحن في عالم خيالي الآن ويُفترض أن أفكاري أصبحت واضحة لكم، أنا هي "مدرسة الفروسية" و"مدرسة الفروسية" هي أنا.. فلا تنسوا هذا الاسم أبداً.. اتفقنا؟
    قلتُ الجملة الأخيرة وأنا أضع يدي على خاصرتي في وضعية "سوبرمان" الشهيرة، فيما كان الوشاح يتطاير مع الهواء من خلفي! وطبعا لا أدري من أين جاء الوشاح، لكن وجوده كان ضروريا لاكتمال المشهد!! ورغم أن الفراشة كانت تتهامس مع الحمامة بصوت منخفض؛ لكنني استطعتُ سماع كلامها، حتى أتمكن من تدوينه، فقد كانت تقول بنبرة لا تخلو من استياء:
    - ألا تبدو مغرورة بما يكفي وهي تتحدث هكذا؟!
    في حين ردت عليها الحمامة، موافقة:
    - انظري إلى جملتها أيضاً، ولاحظي كم مرة كرّرَتْ فيها كلمة "أنا"!!
    أما القطة فقد هزت رأسها بأسف، كمن أصيب بخيبة أمل واضحة، جعلتني أنتبه لنفسي؛ فاستدركتُ مستغفرة:
    - استغفر الله!! لم أقصد هذا يا أصدقاء، ولكنني تحمستُ مع الجو قليلاً!
    ومن لطف الله بي أن السمكة أنقذت الموقف بمبادرتها الفورية، خلال قفزتها الجديدة من الماء وهي تردد:
    - "يسعدني انضمامكم لرحلتي الجماعية إلى العوالم الخيالية، يا أعضاء المانجاكا العربي
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    مع تحيات مدرسة الفروسية"
    جاري تبليغ الرسالة..
    قالت جملتها الأخيرة، واختفت مباشرة تحت الماء، وما هي إلا لحظات حتى انطلقت القطة جرياً، وطارت الفراشة بعيداً، وحلقت الحمامة عالياً.. لقد بدأ تنفيذ المهمة حقاً!
    وقبل أن انخرط في جو السعادة لهذا الانجاز؛ استدركتُ أمراً هاماً خطر ببالي فجأة:
    - من أين لهذه الكائنات معرفة أعضاء مجموعة المانجاكا العربي، وتحديد مواقعهم أيضا؟؟ لم يسالوني عن ذلك اصلاً!!
    لكن صرخة ألم صدرت مني فجأة قطعت حبل أفكاري! وبسرعة تحسستُ مكان ذلك الألم الحاد؛ فإذا بسلطعون صغير يقف على حذائي، ويحاول لفت انتباهي بمخالبه المؤذية! ورغم الغضب الذي استبد بي جراء فعلته تلك؛ لكنني تمالكتُ نفسي وحاولت الاستماع لما يود قوله، فإذا به يبادرني الاعتذار بأدب:
    - سامحيني أرجوك، فلم أكن أقصد ذلك، ولكنني لم أجد طريقة أخرى للحديث معك، أنا ىسف حقاً..
    فابتسمتُ له مطمئنة:
    - لا بأس لا بأس، حصل خير، ماذا لديك أيها السلطعون المؤدب؟
    فانفرجت أسارير السلطعون، وهو يقول:
    - كنتُ أريد طمأنتك فقط بأنه رغم كوننا كائنات صغيرة، وربما تعتبروننا غير عقلاء بما فيه الكفاية؛ ولكننا نعرف عملنا تماماً، ولا يمكننا أن نعد بشيء لا نستطع الوفاء به، أو ننطلق في مهمة دون أن ندرك عواقبها، لذا اطمئني تماماً يا مدرسة الفروسية، فجميع شبكات تواصلنا مستنفرة تماماً الآن..
    لا أنكر أنني شعرتُ بالارتياح لكلامه، رغم حرجي الشديد من هذا المخلوق الصغير الذي اطلع على أفكاري!! فاسرعتُ أعتذر له بدوري قائلة:
    - اعذرني ايها السلطعون الكريم، فلم أقصد الاساءة لكم أبداً، وإنني أعترف بقدرتكم ومواهبكم الفذة، فلطالما تعلمنا منكم الكثير من الحكم والعبر، ولا شك أنك سمعتَ عن كتاب "كليلة ودمنة" الذي ترجمه ابن المقفع في العصر العباسي، وأخرجه بحلة عربية فريدة عن الفيلسوف بيدبا الذي...
    غير أنني بترتُ كلامي فجأة، وقد انتبهتُ إلى سرحان السلطعون الذي بدأ يطقطق بمخالبه بملل واضح!!
    ساد الصمت بيننا لوهلة قبل أن يتكلم السلطعون:
    - ربما لسنا مثلكم معشر البشر، فنحن لا نمتاز مثلكم بالفصاحة والبلاغة واستنباط الحكم وتأليف القصص وسرد الحكايات، لكننا نقوم بأدوارنا بدقة دون الحاجة لفلسفة معقدة، أو فكر عميق.. لذا اعذريني إذا لم استطع التركيز معك، فعقلي الصغير مشغول الآن بالمهمة، واستاذنك في الذهاب لتنفيذها..
    وقبل أن أجد كلمة أبرر بها ثرثرتي الزائدة، اختفى السلطعون من أمامي، فالأفعال عند هذه الكائنات أهم من الأقوال بكثيرا!! وهذا ما يجب عليّ تطبيقه أيضا!! صحيح أنني لم أنجح تماماً في ذلك، ولكنني ما زلتُ أحاول وسأظل أحاول وأسأل الله التوفيق..
    وقبل أن أضع نقطة أختم بها هذا الفصل التمهيدي من القصة؛ تفاجأتُ بصوت "نور بورنو" مكتوباً أمامي؛ وكأن موجاتها الصوتية تحولت إلى نغماتٍ في نوتة موسيقية مفتوحة أمام ناظري في الهواء:
    - أنا قادمـــــــــــة!
    لم أتمالك نفسي بالطبع، فهتفتُ بسعادة:
    - نور بورنو؟؟ هل هذا أنتِ حقا؟؟كيف عرفتِ أنني هنا؟ بل كيف تمكنتِ من الوصول إلى هذا المكان أيضا؟!
    فابتسمت مجيبة:
    - لقد شعرتُ بك.. ولا تسأليني أكثر، فأنا شخصيا لا أعرف كيف حدث هذا!
    فأومأتُ برأسي موافقة:
    - كلامك منطقي فعدم السؤال أفضل في مثل هذه الحالات..
    ثم استدركتُ قائلة:
    - هل لاحظتِ أنني اقتبست عنوان المانجا الخاصة بك لهذا الفصل التمهيدي؟ لقد أعجبتني مانجتك كثيرا، ما شاء الله عليك..
    فاحمرت وجنتا نور بخجل:
    - شكرا لهذه المجاملة ولكنك تبالغين بلا شك، فلم يكن الرسم فيها متقنا..
    لكنني قلت لها بثقة:
    - حتى وإن لم يكن رسمك احترافيا فيها، ولكن فكرتها مذهلة جدا ما شاء الله، حتى أنها لم تغب عن بالي!! ألم أقل لك أنني اقتبستُ عنوانها لهذا الفصل!
    بدت نور محرجة نوعاً ما، فحاولت تغيير دفة الحديث قائلة:
    - بالمناسبة، هل ستأخذين دور الرواي طوال القصة؟
    عندها انتبهتُ أنني أتكلم طوال الوقت، ويبدو أن اسلوب المتحدث الأول في القصص، ناسبني فعلاً، ومع ذلك أجبتها بقولي:
    - دوري هذا سينتهي مع نهاية هذا الفصل، وسأتحول في الفصول القادمة لشخصية عادية، من وجهة نظر محايدة، أو ما يعرف باسلوب المتحدث الثاني في القصص..
    فأومأت نور برأسها مؤيدة:
    - ربما هذا أفضل، ولكن حاولي أن لا تأخذي أدوار البطولة كلها، وتجعلي نفسك الشخصية الرئيسة فقط!
    وهذا ما حاولتُ فعله بالضبط، وأرجو أنني نجحتُ في ذلك..
    ***

    (نهاية التمهيد.. ويتبع الفصل الأول إن شاء الله)
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  5. #4

    الفصل الأول: الدعوات

    كان مهدي سرحان جالساً أمام جهازه- في البحرين- منشغلاً في تطوير الموقع الجديد، ورغم أن الضيق بدا على وجهه لأن مدة التطوير أخذت وقتاً أكثر مما توقع بكثير؛ لكنه تناول شريحة من البطيخ المتكوم جانبه كنوع من التغيير، لا سيما وأنه مولع كثيراً بالبطيخ وربما يساهم تناوله في تعديل مزاجه، لكنه تفاجأ بفراشةغريبة المظهر تحط على شريحته، دون أن يدري من أين ظهرت فجأة!
    غير أن التصاقها بشريحة البطيخ أزعجته جدا، فأخذ يلوح بيده:
    - ابتعدي أيتها الذبابة، فلا ينقصني وجودك الآن!
    وللأسف؛ نسيت الفراشة المهمة التي ذهبت من أجلها، بعد أن استفزها وصف مهدي لها بالذبابة، فأخذت تدافع عن نفسها بقوة:
    - ألا يمكنك أن تنظر جيداً يا هذا؟؟ أنا فراشة.. فراشة جميلة ولستُ ذبابة!!
    فما كان من مهدي إلا أن تجاهلها ببرود، دون أن يبدي أي نوع من المفاجأة لحديثها معه، مردداً:
    - ذبابة أم فراشة، لا فرق عندي.. فكلكم حشرات..
    وكانت جملته تلك كفيلة بإثارة غضب الفراشة، بعد أن شعرت بالإهانة الشديدة، فأخذت تفكر بطريقة للانتقام..

    **

    استعدت شام ساري للذهاب إلى الجامعة في حماة، ورغم الضغط الشديد الذي تعاني منه بسبب تعارض مشاغلها الاجتماعية مع متطلبات دراستها العليا؛ إلا أن هذا لم يمنعها من التفكير بأهدافها الأخرى.. تذكرت هدفها في أن تصبح مانجاكا ورسامة محترفة تساهم في نشر الفكر الهادف والدعوة إلى الله والتعريف بالاسلام، وتذكرت "مدرسة الفروسية" ومشروعها، فدمعت عيناها:
    - يارب.. وفقنا كي نعمل معاً في نهضة هذه الأمة..
    وإذ ذاك انتبهت لتلك القطة التي كانت تلاحقها بشكل غريب!! كان الأمر أشبه بفلم الأنمي "عودة القطط"، ورغم أنها حاولت تجاهل ذلك، لكن القطة اعترضت طريقها أخيراً، ووقفت على قدميها لتبدأ الحديث معها بوضوح أثار فزعها، ففركت عينيها جيداً لتتأكد من أنها لا تحلم، أو أن تكون الضغوط الزائدة قد أثّرت على تركيزها- لا قدر الله- ولكن دون جدوى!!
    فقد أبلغتها القطة الرسالة بوضوح، ثم اختفت..

    **

    وفي إحدى المدن الليبية؛ كان أحمد الهمّالي يمشي في الطريق عائدا إلى منزله بسرعة، وهو يفكر بلعبة الكترونية جديدة، حدثه عنها أحد الأصدقاء، عندما انتبه لمجموعة من الأولاد المشاكسون يقذفون سرباً من الحمام بالحجارة، بينما كان السرب يحاول شرب الماء! فاشتعل الغضب في صدر أحمد من هذا المشهد، وتوجه نحوهم زاجراً:
    - ابتعدوا من هنا.. ألا يوجد في قلبكم رحمة؟ دعوا الحمام يشرب بهدوء، فالجو حار ولا شك أنهم عطشى!
    غير أن أحد الأولاد شاكسه بقوله:
    - ألم تسمع المثل القائل، اضرب عصفورين بحجر واحد؟
    فرد عليه أحمد بحدة:
    - لا أحب هذا المثل حتى وإن كان على سبيل المجاز، حتى أنني رفضتُ ذات مرة الاجابة على سؤال "مدرسة الفروسية" عندما سألتنا من باب التحفيز "كم عصفورا تحب أن تضرب بحجر واحد"..
    وقبل أن يضيف كلمة أخرى، اختفى الأولاد من أمامه، وقد شعروا بجدية موقفه، لكن أحمد تفاجأ بحمامة تحط على كتفه، ثم همست بأذنه بسرعة قبل أن تلتحق بالسرب!!
    كان الموضوع أشبه بالحلم، حتى أن أحمد نسي أمر اللعبة الالكترونية من هول الصدمة، فلم يكن هذا حلماً أبداً، بل كان خيالاً بحتاً!
    **
    كانت همسات قلم تتأمل السماء السورية بسعادة، وتلتقط لها الصور، عندما لمحت "فراشة زرقاء" تحوم في المكان، فتركت التصوير وأخذت تتأملها بانبهار، حتى أنها فتحت كفيها على أمل أن تحط الفراشة على يدها، غير أن الفراشة لم تكد تفعل ذلك؛ حتى أنكرت همسات نفسها، ولم تصدق عينيها، لا شك أنها تحلم!! لكنها قررت التماشي مع ذلك الحلم الذي أعجبها، فرددت مبتهجة:
    - فراشة زرقاء تماماً!! يا لسعادتي.. لا بد أن أحدث رغد عنها لتضيفها في قصتها..
    لكن الصدمة الحقيقية كانت بانتظارها بعد ذلك، فقد تكلمت معها الفراشة!!!
    **
    أما في جدة، حيث كان أحمد عبد الله مشغولاً بمتطلبات تخرجه في الجامعة، فقد فوجيء بأحد أصدقائه المقربين يعرض عليه جولة بحرية، تروح عن أنفسهم قليلا، وبعد الحاح الصديق، لم يجد أحمد بداً من الموافقة..
    وبعد أن جلسا قليلاً على شاطيء البحر، نهض صديق أحمد قائلا:
    - اليوم أنت معزوم على حسابي، انتظرني قليلاً وسأعود خلال دقائق..
    وقبل أن يبدي أحمد أي اعتراض؛ كان صديقه قد اختفى!
    أخذ أحمد يعبث برمال الشاطيء، وهو يراجع حساباته الكثيرة، فلا تزال أمامه الكثير من الواجبات، ولم ينس بالطبع أمر نقابة المانجاكا العرب التي اقترح فكرتها الأساسية، كان بوده لو امتلك وقتاً إضافياً ليتمكن من إنجاز جميع المهام في الوقت نفسه!! ولكن أنّى له ذلك! وبينما كان غارقاً في أفكاره؛ إذ لفت نظره سلطعون يخرج من حفرة بين الرمال، ويتجه مباشرة نحوه دون مبالاة!! استغرب أحمد من مظهره، فعادة السلطعونات تحاول الابتعاد عن البشر قدر المستطاع، لا سيما وأنها تعتبر صيداً ثمينا بالنسبة للبعض! غير أن استغراب أحمد سرعان ما تحول لدهشة كبيرة، عندما تحدث ذلك السلطعون معه بكل وضوح!!

    **

    كانت ريحانة تتمشى مع اخوتها قرب أحد الميادين الشهيرة في لندن، وهي تحدثهم عن رواية مدرسة الفروسية، آملة أن تنجح في تشجيعهم على قراءتها، غير أن أخاها الصغير هتف فجأة:
    - ريحانة.. انظري هناك.. هل تلاحظين شيئا غريبا؟
    فالتفتت ريحانة حيث أشار أخوها، فإذا بالحمام مجتمع كالعادة في هذا الميدان، والناس من مختلف الأجناس والأعمار منشغلين بإطعامه والتقاط الصور معه، فأجابته:
    - لا أرى شيئاً غير مألوف، فالحمام منتشر بكثرة هنا كما تعلم، وهذه شيء طبيعي هنا، و...
    وقبل أن تكمل جملتها، انتبهت لحمامة حطت على كتفها فجأة، لتهمس بأذنها:
    - لقد طلبتُ من الحمامات لفت نظر أخوتك الصغار حتى أتمكن من الحديث معك دون أن يشعروا بذلك، لذلك ركّزي معي رجاء..
    وأمام فزع ريحانة من كلام الحمامة، حتى كادت أن تلفت الانظار إليها؛ اعتذرت الحمامة بقولها:
    - آسفة كان عليّ أن الق السلام أولاً حتى تطمئني!!
    أما ريحانة فقد جاهدت لتحافظ على وعيها في ذلك الموقف، وقد شعرت بالدنيا تدور من تحت قدميها، كما حدث عندما ضربها أخوها بالتفاحة ذات مرة أثناء غسلها للصحون!

    **

    خرج محمد حسن عليوة من الجامع الحسيني وسط العاصمة عمّان، وفكره مشغول بأمور كثيرة، هل استمراره في التدرب على الرسم أمر جيد أم سيء؟ وهل متابعته للأنمي يعتبر عملاً مفيداً أم مجرد إضاعة للوقت؟؟ وهل من الحكمة أن يقوم بمناقشة كل هذه المواضيع في مجموعة المانجاكا العربي؟ هناك الكثير مما يود مناقشته مع الجميع! مشى باتجاه المدرج الروماني دون أن يشعر بمرور الوقت، حتى لفتت نظره فراشة غريبة، أخذت تحوم حوله بشكل يسبب الدوار!! فتوقف ليتأكد مما يراه، هل تراه ضرب رأسه بعامود الكهرباء دون أن يشعر، حتى أخذت تلك النجوم تدور حوله كما في الرسوم المتحركة؟ أم أنها فراشة حقيقية تتعمد قطع أفكاره؟!
    غير أن الفراشة سرعان ما وفّرت عليه جهد التفكيرن فأسرعت بإبلاغه الرسالة، لتتركه بعدها في صدمة لم ينتبه منها إلا على صوت الاذان! لقد حان موعد الصلاة التالية دون أن يدري!!!
    **
    بعد إحدى فعاليات فريق الياسمين في اليمن؛ أخذت الدكتورة سعاد عمر توقع عدة نسخ من مغامرات الأصدقاء بناء على طلب الحضور، حتى شعرت برغبة في أخذ استراحة قصيرة، فاستاذنت جمهورها وخرجت تتمشى قليلاً وحدها في الهواء الطلق، فإذا بإحدى المعجبات تجري نحوها هاتفة باسمها:
    - دكتورة سعاد، لحظة من فضلك لو سمحت..
    فالتفتت سعاد نحوها باهتمام، لتفاجأ بباقة أزهار ذات تنسيق جميل، قدمتها لها تلك الطالبة بأدب جم:
    - أرجو أن تقبلي هذه مني يا دكتورتي الفاضلة، فهي تعبير عن امتناني الشديد لكل ما قدمتيه لنا خلال الجامعة، كما أهنئك على إنجازاتك الأدبية الرائعة.. لقد تشرفتُ حقا بكوني إحدى طالباتك سابقاً..
    فابتسمت لها سعاد بامتنان:
    - شكرا لك عزيزتي، هذا من ذوقك..
    لم تكد الفتاة تبتعد قليلاً؛ حتى أطلت من باقة الزهور فراشة ملونة زاهية؛ رفرفت أمام سعاد بشكل غريب، قبل أن تبدأ الحديث معها! غير أن كلامها ذاك؛ أربك سعاد، فارتجفت يداها لوهلة، ملقية الباقة على الأرض من هول الصدمة، قبل أن تستعيد السيطرة على رباطة جأشها من جديد..

    **

    كان عماد مستمتعا تماما بتأمل تلك القطط اللطيفة الصغيرة، وهي تتناول الطعام من يده- في أحد أحياء الجزائر- بعد أن نهر بعض الفتية المزعجين، الذين كانوا يستمتعون بمضايقتهم! لطالما أنسته القطط همومه الكثيرة، وكان لا بد له من استراحة يعيد من خلالها تنظيم حساباته، وكانت هذه فرصته! فهو بحاجة لميزانية محترمة من أجل مجلة اوتاكوول، كما أنه مشغول بالدراسة العليا، هذا إضافة لعمله الجانبي، ومشاركته في رسم المانجا أيضا.. وكأن القطط شعرت به فأخذت تمسح جسدها الصغير بثيابه مواسية، حتى عادت أمهم، فابتسم لها عماد:
    - من الجيد أنك عدتِ، فلدي الكثير من العمل، ولا يمكنني التأخر أكثر..
    ولكن الدهشة ألجمته عندما ردت عليه القطة، فقد كان هذا آخر شيء يتوقع حدوثه في هذا اليوم!!

    **

    في إحدى مدارس مدينة الزرقاء الاردنية؛ أخذت آية عمر تتحدث بحماسة منقطعة النظير مع صديقاتها، عن رواية "مدرسة الفروسية"، خاصة بعد أن كتبت عنها في موضوع التعبير لمادة اللغة العربية، وحصلت على الدرجة الكاملة فيه، فعلقت إحدى الفتيات بتعجب:
    - ولكن شكل الرواية لا يشجع على القراءة أبدا، كما أنها ضخمة جدا! فكيف احتملتِ قراءتها؟
    فأجابتها آية بتأثر:
    - انتهت وليتها لم تنتهي، اصبحت صديقتي المخلصة التي معها ضحكت من قلبي وبكيت و تأثرت، أكان يجب على كل شيء ان يكون له نهاية!؟
    وتنهدت آية قبل أن تكمل بصدق:
    - احببتها من اعماق قلبي و اتمنى لو انها لم و لن تنتهي ابدا!
    فتبادلت صديقاتها نظرات تعجب، وسألتها إحداهن:
    - ألهذه الدرجة أحببتِ الرواية حقا؟؟ ما الذي أعجبك فيها؟
    فابتسمت آية:
    - إنها ابداع بحق، وأتمنى أن لا يتأخر نزول الجزء الثاني، لقد احببت شخصية طلال جدا جدا و اتمنى اكون مثل شخصية حسام..
    وقبل أن تكمل كلامها، انتبهت لقطة في ساحة المدرسة تشير لها بيدها من بعيد! لم تصدق آية عينيها في البداية، وأخذت تحدق في موضوع القطة بتمعن حتى أثارت انتباه صديقاتها، فسألنها باهتمام:
    - ماذا هناك؟ ما الذي تنظرين إليه يا آية؟
    غير أن آية أسرعت تلحق بالقطة لتتأكد مما شاهدته، وما أن ابتعدت عن صديقاتها قليلا، حتى توقفت القطة وتلفتت يمنة ويسرة حتى تتأكد من أن صديقات آية لم يلحقن بها، ثم أبلغت رسالتها بسرعة قبل أن تفيق آية من هول الصدمة!
    لا شك أن "مدرسة الفروسية" أثرت عليها بشكل أكبر مما تتخيل بكثير!! هذا ما خطر ببالها في البداية!!

    **

    بدى بركات تيتانيوم سعيداً جدا بلوحته الجديدة، لقد تمكن من إخراج أحد أشهر مساجد سلطنة عمان بشكل رسمة أنمي، بل لقد اضاف لها بعض اللمسات الجمالية أيضا، فها هي الطيور تبدو بالضبط كما ولو أنها تحلق في مشاهد الأنمي، وبينما كان غارقاً تماماً في تأملاته تلك، سمع صوت إحدى الطيور وكأنها تخاطبه، فأغلق عينه وفتحها مرارا وتكرارا ليتأكد من أنه ليس في حلم، ولدهشته الشديدة خرج ذلك الطائر من لوحته ليرفرف فوق رأسه، ليبادره الحديث بثقة..
    أما بركات؛ فلم ينتبه إلا على صوت أخيه سيلفر وولف، وهو يهزه:
    - هل أنت بخير يا أخي؟
    **
    كان فاضل مهموما نوعا ما وهو يسير قرب ساحل الخليج العربي في المنطقة الشرقية من السعودية، هل الطريقة التي يتبعها في استمرار النشر بمجموعة المانجاكا العربي مفيدة حقا؟ هل منشوراته ستساعد الرسامين على تطوير أنفسهم؟ أم أنهم يرون ذلك مجرد كلام طويل يمكنهم تجاهله بسهولة!! وماذا عنه هو؟ هل وجوده سيساهم في تطوير موهبته الخاصة أم أن عليه البحث عن مكان آخر؟!
    كانت الحيرة مسيطرة عليه، فهو يحب هذه المجموعة كثيرا، ويتمنى من أعماق قلبه أن يتطور أعضاؤها بسرعة، حتى يساهموا جميعا في رفع جودة الانتاج العربي، ولكن.. هل تراه يسير في الطريق الصحيح؟ هل استمراره بهذا الشكل عقلاني أم أنه يتبع عاطفته وحسب؟
    وتنهد فاضل بضيق.. إذا كان هناك من يصر على التصفيق للاعمال الضعيفة، فلن نتطور أبدا!! فإلى متى سيسبقنا الأجانب ونبقى نحن العرب في المؤخرة؟!!
    لا بد أن يتخذ قراراً حاسماً من أجل مستقبله على الأقل..
    غير أنه تأوّه فجأة، إثر تلك المخالب الحادة التي غُرست في ساقه، فحركها بشدة لعله يقذف بذلك الملتصق به، ولكن دون فائدة،
    فما كان من فاضل إلا أن حاول جذبه بيده، فيما أصر السلطعون على التشبث به أكثر بكل قوة!! ورغم الألم الذي سببه السلطعون لفاضل؛ إلا أن الأخير أبدى قوة تحمل مدهشة، حتى تكلم السلطعون أخيرا:
    - انا آسف ولكنك من أجبرني على ذلك، فلم تكن لتنبه لوجودي إلا بهذه الطريقة!
    ورغم دهشة فاضل، إلا أن الألم جعله يتقبل التفاهم مع ذلك السلطعون المزعج، لعله يتخلص منه بسرعة!

    **

    في أحد مصانع فلسطين، كانت ضحى مشغولة بعملها في وضع الملصقات على لعب الأطفال وتغليفها، غير أنها شعرت ببعض التعب فجأة، أفقدها قدرتها على التركيز، ولم يخف على مديرها ملاحظة ذلك، فعرض عليها العودة للمنزل حتى تتعافى..
    وبالطبع لم تستطع ضحى رفض هذا العرض المغري، فبادرت بجمع حاجياتها وتهيئة نفسها استعداداً للذهاب، وهي تدعو الله أن يسهل لها طريق العودة، فأمامها مسافة من المشي قبل أن تصل إلى الخط الرئيسي المؤدي لبلدتها، وعلى غير المتوقع.. لم تشعر بالتعب بل شعرت براحة كبيرة، رغم برودة الجو وزخات المطر! أخذت تتأمل الغيوم السوداء التي تحمل في طياتها الخير للعباد والبلاد بتفاؤل كبير، وادركت حينها ان مشاغل الحياة تاخذ الكثير من اوقاتنا السعيدة، فخطر ببالها كتابة رسالة لكل من يخوض غمار الحياة من اجل تحقيق هدفة:
    "لا تياس، وانظر للسماء، انظر لابداع الخالق، تأمل.. اشعر بالتفاؤل.. انس الهموم.. فلا يأس مع الحياة اصدقائي... نحن وجدنا لنوج الابداع لا لكي نيأس.. فنحن خليفة الله في الارض .. هل يوجد ما هو اعز من هذه مهمة؟! عش لحظاتك السعيدة وارم الهموم بعيدا ولا تستعجل في تحقيق حلمك، ف رحلة الالف ميل ، تبدأ بخطوة!"
    وبينما هي على تلك الحالة؛ إذ لفت نظرها سرب حمام أبيض ناصع لم تشاهد مثله من قبل، حجب عنها رؤية السماء، وقبل أن تستوع ما يجري بالضبط؛ هبطت حمامة على الأرض أمامها، ثم ألقت عليها السلام، قبل أن تقرر الوقوف على كتفها لتبلغها الرسالة!!..

    **
    كان كيوبي يشعر بالملل الشديد، مع خيبة أمل واضحة، فلم يكن يتوقع أن يكون التحاقه بكلية الفنون التي طالما حلم بها، بهذا الشكل!! فخرج إلى شاطيء النيل السوداني، يتمشى قربه على أمل أن يسعيد حيوته ونشاطه، وبينما هو على تلك الحالة؛ إذ قفزت من النهر سمكة كبيرة هتفت باسمه قبل أن تغطس ثانية:
    - أنت كيوبي مصطفى أليس كذلك؟
    لم يصدق كيوبي أذناه في البداية، فابتسم بسخرية:
    - لقد بدأتُ أهذي بلا شك.. هل هذه نهايتك يا كيوبي؟!
    غير أن السمكة قفزت مرة أخرى لتبلغ الرسالة بوضوح، كاد أن يفقده صوابه!
    **
    أنهى حسام الدين ذلك النص القصصي القصير، عن تلك الشجرة العريقة، وهو يحلق في أجواء العراق بكافة حواسه، مستشعراً كل كلمة نطق بها فكره، ودوّنها قلمه، وفي اللحظة التي أغمض فيها عينيه، سمع تلك الرسالة الغريبة، ولم يكن بحاجة للتفكير الكثير ليتخذ قراره بسرعة..

    **

    كانت ليلى عجاوي مشغولة بأكبر لوحة جدارية لها في الاردن، وغارقة في جوها الخاص تماماً، عندما سمعت صوتاً يبلغها رسالة:
    - "يسعدني انضمامكم لرحلتي الجماعية إلى العوالم الخيالية، يا أعضاء المانجاكا العربي
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    مع تحيات مدرسة الفروسية"
    فأجابت بحماسة، دون أن ترفع عينيها عن اللوحة:
    - بالطبع موافقة!
    لكنها انتبهت لنفسها بعد لحظات، مستدركة:
    - ماذا؟؟ من كان يحدثني قبل قليل؟؟

    **

    أخذ محمود علاء مقعده أمام طاولة الغداء، خلال فترة استراحة تدريب الجيش، كما هو متعارف عليه لمن يبلغ سن الشباب في مصر، وما أن لامست يده السمكة المشوية أمامه؛ حتى حدث شيء غريب، إذ اختفى من مكانه فجأة ليظهر في مكان آخر تماماً!!

    ***

    (نهاية الفصل الأول.. ويتبع الفصل الثاني إن شاء الله)
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  6. #5

    مقال او خبر ***فاصل هام***

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مضى أكثر من عام منذ أن نشرت الجزء السابق من الرواية، ويبدو أن انتظار تنقيحها ومراجعتها قبل نشرهǺ لن يساهم إلا في تأخير ذلك، وقد يطول الانتظار حتى يُنسى الأمر تماما! فالمشاغل كثيرة، بل وحدثت الكثير من التطورات المثيرة، التي جعلت من قصة (الدوامة اللولبية) أشبه بالموضة القديمةem_1f605

    نحن الآن قد انتقلنا لمرحلة أكثر فاعلية بفضل الله، بعد انطلاقة "نقابة المانجاكا العرب"، ومن ثم اطلاق موقع ومجلة "نبراس المانجاكا" بفضل الله، والتي تجدون تفاصيلها كاملة في هذا الرابط:

    https://nebrasmangaka.com/

    وتقديرا لأعضاء مجموعة النقابة، وبمناسبة استقبال أول عيد 1443هـ (جعله الله عيدا سعيدا مباركا على الجميع، وتقبل منا الصيام والقيام وقراءة القرآن وصالح الأعمال)، فقد رأيت أنه من الجميل تقديم هدية مميزة للأعضاء، ليكونوا أبطالا في قصة شبيهة بقصة الدوامة اللولبية، ونشرت بذلك منشورا في مجموعة النقابة يوم الامس (السبت 29 رمضان 1443هـ- 30/ 5/ 2022م)..
    ومن هنا كان لا بد من إغلاق قوس (الدوامة اللولبية) المفتوح أولا!!
    ولأجل ذلك.. قررت نشر بقية أجزاء "الدوامة اللولبية" كما هي، بأسرع وقت، فحتى لو ظهرت بها الاخطاء بسبب عدم المراجعة والتدقيق، فنشرها سيظل أفضل من حبسها بانتظار فرصة تنقيحها ومراجعتها التي قد لا تأتي للأبد!
    علما بأن الأخ ضياء - جزاه الله خيرا- حاول المساعدة بالمراجعة بداية، ولكن المشاغل الجديدة باتت أكثر مما نمتلكه من وقت، وهناك اولويات!
    وبإذن الله يكون القادم أفضل ^^

    ولجميع المهتمين، يسعدني دعوتكم لمجموعة نقابة المانجاكا العرب، حيث نتشارك الطموج والأهداف والابداع (رسما وتأليفا)، سائلين الله التوفيق والسداد:
    https://www.facebook.com/groups/arabmangaka.guild/

    *****

    والآن.. اترككم مع بقية أجزاء الدوامة اللولبية بإذن الله، فلا تنسونا من صالح دعائكم ^^
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    اخر تعديل كان بواسطة » امة القادر في يوم » 01-05-2022 عند الساعة » 10:42

  7. #6

    الفصل الثاني: الاستقبال

    كانت مدرسة الفروسية تقف إلى جوار نور بورنو، أمام البحر الأحمر، وهما تتجاذبان أطراف الحديث إلى حين وصول البقية، غير أنها استدركت أمراً هاماً فجأة:
    - لقد نسيت أن أذكر مكان الاجتماع في الرسالة؟! فهل تعتقدين أنهم تائهون الآن؟
    فطمأنتها نور:
    - لا تقلقي من هذه الناحية، فحتى لو ذكرتِ المكان فهذا لا معنى له في قوانين هذا العالم، فهو مختلف عن عالمنا الواقعي كما تعلمين، ووجودي معك الآن دليل على ذلك..
    وقبل أن تضيف أي منهما كلمة أخرى؛ أقبلت عليهما كلارا كريوكا وشام ساري، فهتفت مدرسة الفروسية بابتهاج:
    - وأخيرا.. أهلا بكم جميعا.. يا لسعادتي بكن يا غاليات..
    ثم أسرعت نحو شام ساري وعانقتها بحرارة شديدة:
    - وأخيراً التقينا يا شام!! الله وحده يعلم كم هو مقدار معزتك لدي..
    أما كلارا فقد كان قلبها يتميز غيظاً، وهي تحيك في نفسها أمراً:
    - هكذا إذن.. تتجاهلين وجودي رغم أنني وصلت قبل شام!! لن أنسى لك هذا أبدا!
    ومع وصول الجوهرة الزرقاء التي اضاف بريقها جواً من الصفاء؛ علّقت نور:
    - يبدو أنها ستكون رحلة انثوية بحتة، فـ...
    وقبل أن تكمل كلامها، وصَل يوسف بوتاكورت، والقى التحية باسما:
    - السلام عليكم.. لقد وصلتني الرسالة، ولكن كيف سيتم ترتيب هذه الرحلة التي سيشارك بها الأعضاء؟ غير ذلك سأكون سعيداً بتواجدي معكم..
    فردت عليه مدرسة الفروسية بحماسة:
    - سأقوم بتنظيم كل شيء إن شاء الله، فلا تقلق.. ولكن بالطبع أحتاج دعواتكم لتسهيل الأمور، وشكرا لمجيئك..
    أما كلارا، فقد أخذت تسأل الفتيات عن هوية هذا الشخص:
    - يوسف بوتكارت!! هل هو معنا في المجموعة أيضا؟ أم ربما يقصدون يوسف مونستروس؟؟
    فأومأت نور:
    - بل يوسف بوتكارت، كان ينشر مواضيع كثيرة سابقاً، خاصة عن التأليف، لكنه توقف منذ فترة، ومع ذلك فهو يتفاعل مع منشورات الآخرين بين الحير والآخر.. أما يوسف مونستروس فقد انضم للمجموعة مؤخرا فقط، ولا أظنه قد رأى الدعوة أصلاً!
    انتبه يوسف بوتكارت لحديثهما، فسألهما بتعجب:
    - تقولون أنني لم أعد أنشر كما في السابق؟! كيف هذا؟؟ السنا في عام 2017؟؟
    وهنا تدخلت مدرسة الفروسية لحل هذه الاشكالية:
    - في هذا العالم التوقيت والزمن يختلف عما اعتدتم عليه، فكلامك صحيح من ناحية أن التنظيم لهذه الرحلة وارسال الدعوات قد بدأ فعلاً في عام 2017؛ ولكننا الان غير مقيدين بذلك العام، فالأحداث هنا تترواح بين عامي 2013 و2019، كما أن عام 2020 مشمول أيضا ضمن الرحلة، وقد يسبق الأحداث بعضها بعضاً، فكل شيء نسبي، وأنتَ الآن بالنسبة لعام 2019 لم تعد معروفا كيوسف مونستروس الذي نظّم فعالية أفضل مؤلف، خلال رمضان 2019! ولكنه للأسف لم يكن متواجداً وقت إرسال الدعوات، وبالتالي..
    وهنا صرخت كلارا:
    - هذا يكفي رجاء!! لم نأتِ لنستمع لكل هذه الفلسفة المعقدة، نريد أن نستمتع فقط..
    ولمعت عيناها بشرر أحمر، وهي تخفي ابتسامة ماكرة لم يلحظها أحد!
    وفي ذلك الوقت وصلت ساتومي ايموكي، قائلة برقة الزهور:
    - شكرا لهذه الفكرة الجميلة، يمكنني المساعدة بشيء بسيط لو لزم الأمر..
    وأكد بركات تيتانيوم- الذي وصل بعدها بلحظات- كلامها قائلا:
    - وأنا أيضا يمكنني المساعدة..
    غير أن الجميع التفت فجأة لعمود الإنارة الذي خفت نوره فجأة، لتظهر عليه فتاة غريبة في ملابس سوبرمان، وهي تهتف:
    - سأتكفل بحمايتكم جميعا خلال هذه الرحلة، فلا تقلقوا..
    فرمقتها كلارا بنظرة استخفاف، فيما تساءل الجميع عن هويتها، إذ لم يكن أحد يعرفها من قبل، وهنا تدخلت مدرسة الفروسية بقولها:
    - معكم الحق، فهي غير معروفة ولا تظهر في المجموعة إلا نادراً، حتى اسمها لم يكن ثابتاً، أحيانا تقول أن اسمها ليلي وأحيانا دولي، ولكنني أعتقد أن اسمها الحقيقي هو رؤى ابراهيم!
    فكتمت كلارا ضحكة شريرة كادت أن تفلت منها، وهي تحدث نفسها بثقة:
    - ليكن اسمها ما يكون، فلن يقف أحد في طريقي مهما كان!
    غير أن أحداً لم ينتبه لنواياها الخفية، خاصة مع وصول فاضل وأحمد الهمالي، وأحمد عبد الله، إذ كان حضورهم معاً قوياً جدا، وذو فخامة وهيبة كبيرة..
    وبعد القاء التحية، ابتدر فاضل الكلام قائلاً، وقد لاحظ الجميع رباطاً ملفوفاً على ساقه:
    - أمر الرحلة مثير للاهتمام حقا، ولكن سامحك الله ما كان عليك أن تتبعي تلك الطريقة في الاستدعاء!
    فاعتذرت مدرسة الفروسية:
    - يؤسفني حقا ما حصل معك، معك الحق.. ما كان علي أن أقبل مساعدة السلطعونات، ولكنني لم أتوقع أن تكون جميعها على تلك الشاكلة، فحتى أنا.. وخز قدمي أحدها في البداية!
    فتدخل أحمد الهمالي:
    - لا بأس.. حصل خير، فتلك السلطعونات لم تقصد الاساءة وقد بذلت جهدها أيضا، وإلا لما رأينا فاضل بيننا هنا الآن، إنني حقاً متشوق جدا لرؤية ما سيحصل معنا في هذه الرحلة..
    أما أحمد عبد الله فقد كان فكره مشغولاً بأمر آخر:
    - هل سيتم تجسيد الشخصيات بناء على ردود أفعالهم و تعاملهم في المجموعة اي داخل المجتمع الافتراضي الذي قد يكون مختلفاً عن عالمهم الحقيقي وتعاملهم به، أم أن شخصياتنا ستكون ارتجالية وليس لها علاقة بهذا الأمر بحيث سيتحكم هذا العالم بنا تماما!!
    فأجابه أحمد الهمالي:
    - أظن أن حدوث هذا سيكون أفضل، رغم أنني مختلف في عالمي الواقعي كثيراً..
    فإذا بصوت انثوي يؤكد كلامهما:
    - هذا صحيح، وقد خطر هذا ببالي أيضا..
    التفت الجميع نحوها، فابتسمت بمرح:
    - آسفة.. لقد تحمستُ ونسيت أن القي التحية أولاً.. في الحقيقة فكرة الدعوة كانت راااائعة جدا و احببتها فعلا، وقد تمنيتُ أن أكون ضمن هذه المجموعة، فلطالما أحبت أن أعرف انطباعات الناس عني..
    فبادرتها مدرسة الفروسية بابتسامة:
    - سورد بيرد!! هذا أنتِ حقا؟ أهلا بك..
    وفي تلك اللحظة انتبهت لوجود سلام سيودة وهمسات قلم- التي أعلنت أن اسمها اصبح بتول- وزينب أحمد وأحمد عزيز بوسيد، وجيسيكا كيم وكيوبي مصطفى وإنجود ناصر وآندي ميلان، ورقية ووهج البنفسج التي لمعت حتى كاد أن يخطف وهجها الأبصار، فلم تتمالك مدرسة الفروسية نفسها وهي تهتف بسعادة:
    - حقا لا يمكنني التعبير عن سعادتي بحضوركم جميعاً..
    وقبل أن تكمل خطابها الترحيبي، وصلت سعاد عمر، وجان شوقي، وسيكند كوين التي أسرعت نحو مدرسة الفروسية، هامسة في أذنها:
    - اسمعيني جيدا بعد إذنك، لا أريد أن يناديني أحد سيكند كوين بهذه الطريقة، فهذا لا ينفع، اسمي الحقيقي هو لبابة، يمكنكم مناداتي به هنا، مفهوم؟
    فأومأت مدرسة الفروسية رأسها موافقة، فيما تتابع وصول المدعوين..
    اشرف، وايوب لباردي وايمان ملا وريمي التي أعلنت بأن اسمها الحقيقي هو ولاء العبيدي، ثم انتبه الجميع لظهور قوس المطر فجأة، فتساءلت الجوهرة الزرقاء بتعجب:
    - ما الذي يجري هنا بالضبط؟ يُفترض أن الوقت ليلاً بناء على وجود عامود الانارة! فكيف ظهر قوس المطر، ولا يوجد مطر أصلاً!
    وما هي إلا لحظة أو لحظتين؛ حتى رأى الجميع ريحانة وهي تعتلي قوس المطر، لتلوّن المكان بقدومها المبهج، فهتف الجميع مرحبا بها بسعادة، مما أشعرها بالحرج، فقالت بخجل:
    - شكرا لكم جميعاً، هذا من ذوقكم.. في الحقيقة كانت الفكرة رائعة، وأعتقد أنه سيكون أمر مسلٍ و ممتع..
    وما أن نزلت عن قوس المطر بهدوءها المعتاد، لتستقر قدماها على الأرض كإحدى الأميرات في القصص الخيالية؛ حتى اختفى القوس، ليدرك بعدها الجميع أنه لم يكن سوى طريقاً لقدوم ريحانة!
    وبينما الجميع منبهرون بما حدث؛ سمعوا صوت مهدي سرحان من الأعلى فرفعوا رؤوسهم، ليفاجؤا برؤيته محلقاً في الهواء، حيث كانت أعداد مهولة من الفراشات تمسك بثيابه، وهي ترفرف بأجنحتها بقوة، يشبه صوتها أزيز الطائرات، فيما كان مهدي يردد بإصرار:
    - لن أشارك يعني لن أشارك.. لا زلتُ مصراً على الرفض..
    وتابع بنبرة استفز من خلالها الفراشات:
    - يكفيني المتابعة من أعلى، لذا لن أمانع بحملكم لي هكذا..
    فصرخت الفراشة التي لقبها مهدي بالذبابة سابقا، موجهة حديثها لقبيلة الفراشات المتحمسة:
    - يمكنكم أن تفلتوه الآن، حتى يعرف مقدار نفسه!
    كان المشهد مريعاً، وأسرع فاضل وأحمد الهمالي وأحمد عبد الله، يحاولون التقاطه قبل أن تتهشم عظامه من قوة السقطة، فيما أغلقت معظم الفتيات أعينهن من هول المشهد، باستثناء كلارا كريوكا التي كانت ترمق الجميع بشماتة:
    - بداية جيدة لحدوث الكوارث في هذا العالم.. بدأتُ استمتع حقا!
    وفي لمح البصر طارت رؤى في الهواء، لتمنع حدوث الكارثة، بعد أن القت حبالها لتتشابك بسرعة على شكل شبكة عنكبوتية، تلقّت مهدي في اللحظة المناسبة قبل أن يرتطم بالأرض، وسط تهليل الجميع وتكبيرهم، حتى إذا ما استقر مهدي على الأرض بسلام؛ تحلّق الجميع حوله يطمئنون عليه، فيما قالت مدرسة الفروسية، وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة:
    - الحمد لله على سلامتك.. ولكن ما كان عليك أن تستفز الفراشات وتعرض نفسك لهذا الخطر الجسيم!! سامحك الله!
    ثم استطردت موجهة حديثها لمهدي، وهي تحكم وضع نظارتها على عينيها، وتقلب عدة أوراق بين يديها، وقد انخرطت في مسؤوليات العمل تماما، وكأن شيئاً لم يكن:
    - لدينا الكثير من الترتيبات بخصوص الرحلة، لذا أرجو أن تطلع على قائمة الـ ...
    غير أن مهدي قاطعها معتذراً:
    - لا رغبة لدي في الذهاب لهذه الرحلة، كما أنني لم أوافق على الدعوة من البداية، ولم آت إلى هنا بإرادتي كما تعلمين ويعلم الجميع! باختصار.. ما زلتُ مصرا على الرفض!
    صمتت مدرسة الفروسية لوهلة وهي في حيرة من أمرها، مرددة بأسف:
    - ستفسد خطة الرحلة هكذا!
    فعلّق كيوبي بلا مبالاة:
    - وهل غياب مهدي سيؤثر على الخطة إلى هذه الدرجة؟! انظري للجانب الايجابي المشرق من الموضوع، فغياب شخص عنيد ومستفز مثله هو أمر جيد لنا جميعاً!
    فعلق "ارو" :
    - انظروا من يتكلم! لا تنس أنك اصبحت أكثر استفزازا منه مؤخرا!!
    لكن مدرسة الفروسية ردت بإنصاف:
    - قد يبدو المدير للبعض مزعجاً أحيانا، ومستفزاً في أحيان أخرى، ولكنه في الحقيقة طيب ومتعاون جداً، والأهم من هذا أن لديه حس عالي بالمسؤولية، بالاضافة لخبرته الكبيرة في الإدارة وقيادة الفرق وتنظيمها، وهو حريص على القيام بواجباته ومسؤولياته على أكمل وجه- ما شاء الله- وربما الغالبية لا يعلمون أنه تولى الاشراف وحده على البرنامج الصيفي، الذي كان من ثمراته (سيف الآراك، وترنيمة الملوك، والحقبة الضائعة)..
    ورغم أن البعض شعر بالملل لسماع خطاب المديح ذاك؛ لكن شام ساري وأحمد الهمالي تفاعلوا مع ذلك باهتمام، مؤكدين قول مدرسة الفروسية؛ وهم يستعيدون ذكريات سيف الآراك الجميلة!
    وهنا استدركت مدرسة الفروسية فجأة:
    - سبحان الله! في ذلك الوقت اعتذرت عن تقديم المساعدة، فقد كنت مشغولة حقاً، ولم أكن أرغب بتحمل مسؤوليات إضافية، أو الانخراط بأعمال ادارية، وعليّ الآن تقبّل رغبة مهدي بالرفض!
    فتدخل فاضل بقوله:
    - في الحقيقة كنت أتمنى أن يكون مهدي موجوداً أيضاً، ولكن في هذه الحالة ما عاد باليد حيلة..
    ثم خفض صوته وهو يتابع حديثه لمدرسة الفروسية:
    - ألا يمكن صناعة نسخة ظل منه لترافقنا في الرحلة، وتقوم نيابة عنه بمهامه المطلوبة وفق الخطة؟ لا أظن هذا صعباً عليك، ثم إن نفوذك لا يقل عن نفوذه في المجموعة، ويمكنك فرض السلطة عليه إن لزم الأمر، بل بإمكانك وضع قانون بذلك أيضاً، كما يفعل هو عادة!
    فأطرقت مدرسة الفروسية برأسها بتفكير عميق قبل أن تقول:
    - نسخة الظل لا معنى لها إن لم تكن نابعة من إرادة شخصية، ولا أريد أن أجبره على القدوم، فهذا لن يفيد أحد بشيء، وعليّ تقبل رغبته كما أعلنتُ سابقاً، أما بالنسبة للخطة.....
    وصمتت متنهدة لبرهة؛ قبل أن تستعيد حيوتها من جديد:
    - الحمد لله أنني لستُ ممن يتبعون نظاماً مبالغاً في دقته، كما أنني معتادة على الفوضى نوعا ما، لذلك لا بأس.. اطمئنوا.. يمكننا التعامل مع هذه المشكلة بسهولة، وتعديل الخطة بكاملها، إن شاء الله..
    وفي تلك اللحظة؛ اختفى مهدي من المكان وكأنه لم يكن سوى نسخة ظل وحسب، أمام تعجب الجميع!!
    ولم تضيّع مدرسة الفروسية المزيد من الوقت، فسرعان ما التفتت نحو أحمد عبد الله، قائلة:
    - على الأغلب ستأخذ مهام مهدي، فأنت مدير النقابة في مرحلتها التجريبية، ولطالما حضرت اجتماعات الادارة وتعرف خباياها.. لذا ستكون بمثابة نائبه هنا..
    لم يُبد أحمد عبد الله أي اعتراض، وبهذه الطريقة تقرر الأمر..
    وبينما كان الجميع بانتظار سماع التعليمات المتعلقة بالرحلة، بدت مدرسة الفروسية شاردة الذهن، فأقبلت عليها وهج البنفسج:
    - إلى متى سننتظر؟! أليس من الأفضل أن تعرضي علينا الخطة على الأقل؟
    فترددت مدرسة الفروسية قبل أن تقول، وهي تتلفت يمنة ويسرة، كمن تبحث عن أحد أو شيء ما:
    - هناك شخص أتمنى حضوره، فربما يكون مشغولا بكتابة تقرير عن رواية مدرسة الفروسية كما أخبرني ذات مرة، بعد أن كان من أوائل من حرص على اقتنائها بمجرد دخولها مكتبات جرير، ونفسي لا تطاوعني في الانطلاق من دونه..
    وفي تلك اللحظة؛ أقبل شخص من بعيد، أخذ يهرول مسرعاً باتجاه التجمّع، فيما كانت مدرسة الفروسية تردد بهمس:
    - أرجو أن يكون هو..
    وما هي إلا لحظات حتى وصل البراء جنيد، وهو يلهث:
    - السلام عليكم.. عذرا للتأخير، أرجو أنني وصلتُ في الوقت المناسب..
    فتهلل وجه مدرسة الفروسية بشرا:
    - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وأخيرا.. كنت بانتظارك حتى خشيتُ أن لا تأتي..
    غير أن البراء استدرك معتذراً:
    - للأسف لم أتمكن من انهاء قراءة مدرسة الفروسية بعد، فحجمها كبير ولم أتمكن من حملها معي لأقرأها في الخارج كما أفعل عادة! لقد أخبرتك بأنني كنت أنوي كتابة تقريرا عنها، ولكنني لم أتمكن من ذلك حتى الآن..
    فطمأنته مدرسة الفروسية باسمة:
    - لا تقلق بخصوص الرواية، يمكنك قراءتها وإخباري برأيك حولها في وقت لاحق إن شاء الله، يكفي اهتمامك بالموضوع ونيتك الطيبة..
    ثم التفتت إلى البقية بحماسة أنستها غياب البعض:
    - والآن هل أنتم مستعدون؟

    ***
    (يتبع)

  8. #7
    وقبل أن تسمع إجابة منهم؛ ظهر أمامهم محمود علاء فجأة، والذي كان متفاجئاً مما حدث وهو يتلفت حوله بريبة ويتمتم بقلق:
    - أهذا جزء من تدريب الجيش السري يا ترى؟ منذ متى وهم يمتلكون مثل هذه التقنيات!!
    ثم لمعت عيناه بسعادة:
    - قد يفيدني هذا باستلهام الافكار المدهشة لقصتي، ومن يدري.. فربما اجتاز الهجوم على العمالقة، وأفي بوعدي لمجموعة المانجاكا العربي فأعود لهم بمانجا رهيبة إن شاء الله...
    لكن أصوات الترحيب به أخرجته من حبل أفكاره، فانتبه لعدد من أعضاء المجموعة يحيطون به من كل مكان، ففرك عينيه ليتأكد مما يراه، وهو يحدث نفسه بذهول:
    - هذا بلا شك لا علاقة له بالجيش، ما الذي تفعله المجموعة هنا!! لقد كنت أفكر بهم وحسب!!
    وتساءل بتوجس:
    - ما الذي يجري حقا هنا يا جماعة؟؟ فليجبني أحد!!
    فطمأنته مدرسة الفروسية، قائلة:
    - لا تقلق كل شيء على ما يرام والحمد لله أنك ظهرت في الوقت المناسب، فأنت واحد من أهم أعضاء المانجاكا العربي وأقدمهم، وسيكون وجودك مفيدا جدا في رحلتنا..
    فاحمر وجه محمود علاء من هذا الاطراء، فرد بأدب:
    - شكرا لحضرتك، إنني حقا أقدر هذا الكلام، ولكن لدي تدريب الآن، ولا أدري أصلا كيف انتقلت إلى هنا!
    فهزت مدرسة الفروسية رأسها بتفهم:
    - نقدر لك حسك العالي بالمسؤولية، ولكن اطمئن.. فهذا لن يؤثر على تدريبك، فنحن في عالم خاص لا تتعارض قوانينيه ولا أحداثه مع عالمنا الحقيقي، وسيبقى دورك في عالمك الحقيقي كما هو، في حين تجري أحداث هذا العالم بالتوازي معه..
    هنا تدخل يونس كـ - والذي كان صامتا معظم الوقت- معلقاً بتأمل عميق:
    - هل يمكن القول أن هذا يشبه فكرة العوالم المتوازية؟ ماذا مثلاً لو أن نيكولاس ديميتروف تمكن من القيام بأكثر من عمل في عالمين مختلفين؟؟ هل سيكون هو نفسه أم مجرد شخص شبيه له كما حدث مع...
    لكنه قطع كلامه فجأة إثر تلك العيون المحدقة به؛ فاعتذر باسما:
    - عفوا.. يبدو أنني انسجمت مع أفكاري تماما فتحدثتُ بها بصوت مسموع..
    فضحك عماد وهو يمسح عدسات نظارته المربعة:
    - لا بأس لا بأس من الجيد أننا سمعنا صوتك يا أخي.. وهذه فرصة لتسمعوا صوتي العظيم أيضاً، احم احم
    ثم استطرد بنبرة لائمة:
    - هكذا إذن.. كنتم تخططون للذهاب من دوني وأنا ابن هذه المجموعة البار؟ من الجيد أنني وصلت في اللحظة الأخيرة!!!
    عندها انتبهت مدرسة الفروسية لغياب عدد كبير من الاعضاء، فأجابته بأسف:
    - لقد أرسلت الدعوات، كما قمت بوضع إعلان كبير في الساحة الرئيسة، ولكن لا أدري ما سبب غياب البقية!
    وهنا ظهر را ارتيسي (أو رضا الصفار كما كان يعرف في أول انضمامه للمجموعة)، بعد أن كشف عن وجهه المتخفي تحت قناع عجيب:
    - إنني متشوق جدا لرؤية مخططك لهذه الرحلة، وتأخري في المجيء لم يكن بإرادتي، ولا أظن الآخرين لم يلبوا الدعوة، ربما لم تصلهم أصلا..
    وهنا تدخلت الحمامة بنبرة المدافع عن نفسه:
    - نحن بذلنا جهدنا، وذهبنا أكثر من مرة على مدار عدة أيام لتبليغ الدعوات، حتى لم يعد بإمكاننا تقديم أكثر مما قدمناه فعلا!
    فأسرعت مدرسة الفروسية لإزالة سوء الفهم:
    - لا عليكم.. نقدر جهودكم بالطبع، والخطأ ليس خطؤكم فلا أحد يلومكم أصلا، فقد تكون هناك مشاغل أشغلت البقية ومنعتهم من الانتباه لهذه الدعوة، ثم إن الاعلان الكبير في الساحة الرئيسة أكثر من كاف..
    والتقطت نفسا عميقا قبل أن تقول:
    - على كل حال.. سأحاول توثيق كل شيء في هذه الرحلة لتكون مرجعاً للأعضاء إن شاء الله، وحتى يعيش الجميع هذه الأجواء متى ما أرادوا..
    وقبل أن تكمل حديثها، وصلت علياء عمر ورغد نابلسي تبعتهم سارة لارديه وهي تقول باندفاع مرِح:
    - كنت أرتب هجوماً كاسحاً لدخولي عليكم فقد ظننتكم تجاهلتم دعوتي لكنني رأيتها قبل قليل فقط!
    وقبل أن ترحب مدرسة الفروسية بالقادمات الفاضلات كما يجب؛ وصل محود بوخمادة ثم جاء شفان سما وعلامات الاستفهام العريضة تعلو وجهه:
    - سأود أن اعرف بعض التفاصيل قبل أن أقرر موقفي من المشاركة معكم في هذه الرحلة غير مضمونة العواقب، بالطبع لا انكر ان فكرة وجودي معكم في رحلة ما تروق لي، ولكن.. ماذا لو كانت مملة؟؟
    فردت مدرسة الفروسية:
    - مملة أو غير مملة.. هذا قد يختلف باختلاف الأذواق، فحتى أنا لا أحب الملل وأرجو أن لا تكون رحلة مملة لأي عضو هنا! ومع ذلك فهذا غير مضمون..
    فابتسم شفان:
    - لقد وافقت على المجيء معكم بالفعل، ولكن رغبت بقول ما عندي أولاً، ثم إن الأمر مثير للاهتمام فعلاً!
    وهنا سمع الجميع صوتا يشع حيوية- يشبه صوت مدبلجي الرسوم المتحركة- قادم من بعيد:
    - وأنا أيضا موافقة..
    وما أن التفت الجميع نحو مصدر الصوت؛ حتى أبهرهم مشهد لوحات فنية من طراز عريق أظهرت من بينها الفنانة الكلاسيكية عائشة موساوي، بابتسامتها المحبة الساحرة:
    - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قبل أي شيء، احب ان اخبركم بحبي لهذا التجمع ومن فيه، الذي انتقل فيه لعالم اخر يجمع العرب المتفائلين واصحاب الهمم العالية لكم مني الف تحية..
    فابتهجت مدرسة الفروسية لرؤيتها:
    - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. اهلا ومرحبا بك ايتها الفنانة القديرة، صحيح أن ظهورك أصبح نادرا أو ربما منعدما في المجموعة مؤخرا، ولكن محال أن أنسى دورك الكبير معنا سابقا..
    ولم تتمالك مدرسة الفروسية نفسها فترقرقت الدموع في عينيها وهي تقول بامتنان:
    - لقد اسعدني حضورك حقا يا شمس الأمل!
    وهنا هتفت ليلى العجاوى وهي تهرع نحوها بقوة:
    - فنانة كبيرة هنا ما شاء الله، من الجيد أنني وصلت، فسيسعدني التعرف إليك حقا!!
    فابتسمت عائشة:
    - هذا من لطفك..
    فيما تولت مدرسة الفروسية واجب التعارف قائلة:
    - ليلى العجاوي رسامة قديرة ولديها قناة تعليم رسم انيمي احترافية باللغة العربية الفصحى ما شاء الله عليها، عندما انضمت لنا في المجموعة أول مرة؛ ذكرتني بك بطريقة ما يا عائشة!
    وفي تلك اللحظة وصلت نور نور:
    - أظن أنني تأخرت.. ولكنني اريد أن أذهب معكم فلا شك أنها رحلة ممتعة.. واسفة للمقاطعة..
    وأضاف خديم الله كمال الذي وصل معها:
    - وأنا أشعر أنني وصلت متأخرا أيضاً، ومع ذلك أتمنى أن يكون لوجودي معكم قيمة..
    عندها شعرت مدرسة الفروسية بأن عليها الانتظار أكثر، فأعلنت قائلة:
    - يبدو أننا سننتظر قليلاً فربما ينضم إلينا المزيد من الأعضاء قبل أن ننطلق..
    فبادرها محمد حسن عليوة بقوله:
    - عذرا للمداخلة والتأخير، ولكن لو سمحت هل بإمكانك أن تلخصي لنا هدف مجموعة المانجاكا العربي بشكل واضح؟ فهذا هو الأهم برأيي وعذرا للإزعاج..
    تهلل وجهة مدرسة الفروسية بشرا:
    - بل شكرا لتذكيري بهذا الأمر الهام، فرغم أن رؤيتا في البداية كانت واضحة، ولكن مرور السنوات وزبادة الاعداد وتشعب التوجهات، تلزمنا أن نذكر أنفسنا بهدفنا العام من جديد، وإن الذكرى تنفع المؤمنين..
    وبينما أخذت مدرسة الفروسية تسرد على آذان الأعضاء تاريخ تأسيس المجموعة منذ عام 2013/2014 بالتفصيل حتى كاد البعض أن يصاب بالملل، أو ربما أصابهم الملل فعلǺ أخذت أعداد الأعضاء بالتزايد وهم يصلون زرافات ووحدانا، فهذا المانجاكا المغربي زكريا براغ وتلك الرسامة الفلسطينية ضحى، ومن ثم وصلت مريم السمان واية عمر، كما جاء وسام هاشم بحماسته المعهودة، تلته اية يوسف بنظارتها المميزة وقبعتها الغريبة التي ارتدتها فوق "طرحتها" بشكل لافت للنظر، ومن ثم حضر عز الدين فيما أخذت نور شوقي تتأمل الجميع من بعيد، حتى انتبهت لها مدرسة الفروسية، فقطعت حديثها التاريخي مشيرة لها بالاقتراب منهم، فاحمرت وجنتا نور قائلة:
    - في الحقيقة اصابتني الغيرة، ووددت لو أتمكن من المجيء معكم..
    فابتسمت لها مدرسة الفروسية مشجعة:
    - وما الذي يمنعك من المجيء؟! ألستِ واحدة منǿ صحيح أن مشاركاتك قليلة ولكن يكفي أنك إحدى قارئات رواية مدرسة الفروسية المخلصات، وحتى من دون ذلك أنت مرحب بك بيننا دائما بالطبع!
    ثم لوّحت لبيان ادريس التي وصلت للتو، قبل أن تتابع خطابها الذي بدا وكأنه لن ينتهي أبدا، حتى شك البعض بأنها تتعمد التطويل لتفسح المجال أمام أكبر عدد من الاعضاء للوصول! غير أن دخول أيوب جاحوح الضاحك أضفى بعض المرح على الاجواء التاريخية الجادة!
    وفي تلك الاثناء وصلت كيم ماري ثم سعد زبير ود.افرجاردن ومحمد حسين واية هيزو..
    وبينما كانت مدرسة الفروسية تختم خطابها الطويل جدا، وصل حسام الدين عبد الرحمن بابتسامته الكبيرة الواثقة، قائلاً بصراحة:
    - لم أتمكن من سماع كل شيء، كما أن وقتي ضيق جدا، ولكن بحسب ما فهمت نحن ذاهبون في رحلة، ويسعدني مصادقتكم فيها حتى ولو لم يكن هناك أي هدف محدد!
    عندها تذكر محمد حسن عليوة شيئا، فوجّه حديثه لمدرسة الفروسية:
    - على ذكر الهدف.. ألا يمكنك تلخيص هدف المجموعة بشكل أفضل حتى يمكننا استيعابه أكثر؟
    همّ كيوبي بالاعتراض خشية أن يضطر لسماع محاضرة أخرى؛ لكن مدرسة الفروسية بادرت بالاجابة:
    - اعتذر حقا للإطالة، ولكنني شعرت بأن الاساس التاريخي هام لمعرفة الهدف! على كل حال دعني أرى..
    وتناولت دفترا صغيراً وقلما من حقيبتها وبدأت تخط بعض الكلمات تارة وتشطبها تارة أخرى، فلم تنتبه جيدا لوصول حوراء وميساء الكويتي ولالا لي وأرو وجمال جمال الذي لفت نظره دخول أفروخ ريكيا، فسألها بتعجب:
    - منذ متى وأنت هنǿ لم أكن أعلم أنك ضمن المجموعة أصلا!!
    فأجابته باقتضاب:
    - رأيت الإعلان فقلت لنفسي لم لا أجرب المشاركة في رحلة كهذه!
    ومن بعيد وقف رو مورغان، يتأمل المجتمعين بغبطة، فقال بصوت خافت:
    - يبدو هذا رائعاً للغاية!
    إلا أن شيخة حسن- التي وصلت للتو- سمعته؛ فابتسمت قائلة:
    - لا أظن أن هناك من سيعارض قدومك حتى وإن لم يعرفك أحد هنا، فحتى أنا قد أكون مجرد حلزونة تحاول عبور الشارع بينما يسير الشخصيات وهم يتحدثون عن شيء هام! ومع ذلك تبدو فكرة مثيرة للاهتمام!!
    حاول رو مورغان كتم ضحكة مجنونة كادت أن تفلت منه، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه الداخلي، وهو ينخرط بين الجموع بهدوء تام..
    وبعد أن فرغت مدرسة الفروسية من الكتابة رفعت رأسها، ثم قرأت ما خطته بصوت واضح:
    - هدف مجموعة المانجاكا العربي باختصار شديد، هو توفير مكان يجمع المهتمين بـ (المانجا اليابانية والانيمي وصناعتهما) من المبدعين العرب، لعرض ابداعاتهم وترويج أعمالهم ومناقشة أفكارهم وتطوير مهاراتهم، مع التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات، وطرح الاراء ووجهات النظر المتباينة، في حدود الاخلاق والذوق العربي العام؛ على أمل أن نتمكن يوما ما من تقديم أعمال احترافية ذات جودة وقيمة عالية، تلقى رواجا في مجتمعاتنا وعالمنا بأسره، مما يعود بالخير والنفع على الجميع، ماديا ومعنويا بإذن الله..
    ومع الجملة الاخيرة، تنفست مدرسة الفروسية بارتياح شديد:
    - الحمد لله.. أظن أن هذا اقصى حد يمكنني الوصول إليه من الاختصار..
    في تلك الأثناء، كان محمود علاء قد انتبه لوجود فاضل، فهرع نحوه مرحبا:
    - فينك من زمان يا راجل ؟؟

    فرد فاضل بابتسامة عريضة:
    - الدراسة أخي
    - بالتوفيق ان شاء الله اخى
    - أنت أيضًا
    في حين قلبت مدرسة الفروسية بصرها بين الجموع وهتفت بسعادة:
    - أظن أن العدد قد اكتمل الآن، ويمكننا الانطلاق!
    فعلق جمال جمال:
    - لا أظن أن هذا هو عدد المجموعة فقط! فعددنا كبير جدا بحسب ما أذكر!
    هزت مدرسة الفروسية برأسها موافقة:
    - أجل.. أدرك هذا جيدا، وهناك العديد من الاعضاء وددت لو كانوا معنا في هذه الرحلة، ولكنني أتحدث عمن وقّع على تلبية الدعوة..
    وتناولت صحيفة صفراء ملفوفة من حمامة زاجلة حطت على كتفها للتو؛ ففتحتها وتأملتها قليلاً قبل أن تعلن أسماء الشخصيات المشاركة منوّهة:
    - أرجو الانتباه، كل من يقف أمامي الآن طُبع توقيعه تلقائيا على هذه الصحيفة، التي تضم القائمة المحدثة للموقعين على الرحلة، لذا رجاءً ركزوا مع أسمائكم وتذكروها جيدا بعد إذنكم..
    فعلقت حوراء بدهشة:
    - نحفظ اسمائنا!! لماذا وهل سنتعرض لحوادث مشابهة لفيلم المخطوفة؟!!!
    فأجابتها مدرسة الفروسية:
    - لا يوجد شيء مضمون في هذه الرحلة وقد وقعتم بأنفسكم على الموافقة، مما يعني أنني سأخلي مسؤوليتي تماما إذا حدث أي شيء، ثم إن الاسماء التي سأذكرها قد تختلف قليلا عن أسمائكم التي وقعتم بها، لأن بعضكم وقع بحروف لاتينية أو اختصارات غير مفهومة، وفي هذا العالم لا يمكنني التعامل إلا مع حروف عربية صرفة، وإلا تعقدت الامور أكثر، كما أن هناك من وقع بأكثر من اسم، فساضطر لاختيار أحدها طبعا..
    ظهر القلق على وجوه البعض، في حين ازدادت حماسة الآخرين، غير أن عماد اعترض قائلاً:
    - أنا لا أوافق على هذه الطريقة في سير الأحداث! حتى لو كان هذا عالم خيالي أو عالم خاص أو أيا ما يكن، فلا بد أن يكون له قانون منطقي يحكمه!! هل هذه الصحيفة سحرية مثلا لتجمع تواقيعنا من تلقاء نفسها بهذه السهولة؟؟! حتى ولو كانت سحرية، فما هو القانون المنطقي الذي يحكمهǿ أشعر أن هذا العالم يسير وفق هواك وحسب!!
    بدا على مدرسة الفروسية التفهم التام لكلام عماد، لكنها اكتفت بقولها:
    - اطمئن من هذه الناحية، لكن الوقت يداهمنا ولن أتمكن من توضيح كل شيء، حاول أن تستمتع فقط لو سمحت..
    فاستعجلها زكريا براغ:
    - ارجو أن تبدئي بقراءة الاسماء، فعددنا كبير ما شاء الله، وقد تأخرنا بما فيه الكفاية!
    وبالفعل، بدأت مدرسة الفروسية بذكر الاسماء:
    نور بورنو- كلارا كريوكا- شام ساري- الجوهرة الزرقاء- يوسف بوتاكورت- ساتومي ايموكي- بركات تيتانيوم- رؤى ابراهيم- فاضل- أحمد الهمالي- أحمد عبد الله- سلام سيودة- همسات قلم- زينب أحمد- أحمد عزيز- جيسيكا كيم- كيوبي مصطفى- إنجود ناصر- آندي ميلان- رقية- وهج البنفسج- سورد بيرد- سعاد عمر- جان شوقي- لبابة- اشرف- ايوب لباردي- ايمان ملا- ولاء العبيدي- ريحانة- البراء جنيد- رضا الصفار- علياء عمر- رغد نابلسي- محمد بوخمادة- شفان سما- عائشة موساوي- نور نور- خديم الله كمال- سارة لارديه- محمد حسن عليوة- زكريا براغ- ضحى- يونس- اية عمر- مريم السمان- محمود علاء- ليلى العجاوي- وسام هشام- اية يوسف- عز الدين- نور شوقي عبد الله- بيان ادريس- ايوب جاحوح- كيم ماري- سعد زبير- د. افرجاردن- عماد الدين- محمد حسين- اية هيزو- حسام الدين عبد الرحمن- حوراء- ميساء الكويتي- ارو- افروخ ريكيا- جمال جمال- شيخة حسن- رو مورغان- لالا لي
    ومع آخر اسم ذكرته مدرسة الفروسية، طوت الصحيفة وهي تشعر بالعطش الشديد، خاصة وأن صوتها قد بُحّ تقريبا، فأسرعت زينب أحمد نحوها وهي تحمل حافظة ماء أخرجتها من حقيبتها، قدمتها لها قائلة:
    - تفضلي بعض الماء..
    وبينما تناولت مدرسة الفروسية منها الحافظة شاكرة؛ تابعت زينب أحمد كلامها بحماسة:
    - لقد أخذت احتياطاتي قبل أنضم إليكم، فلطالما وددتُ أن أكتب قصة مغامرة!
    فعلق بركات تيتانيوم:
    - أرجو أنك قد قرأت الكثير من المانجا أيضا..
    فابتسمت زينب أحمد:
    - بالطبع لقد أخذت بنصيحتك منذ ذلك الحين..
    بدت علامات الرضا على وجه بركات؛ لكنه نظر ببعض الأسى نحو مدرسة الفروسية، وبعد تردد سألها:
    - ألم يحضر أخي سيلفر وولف؟

    **

    (يتبع)

  9. #8
    فهزت مدرسة الفروسية رأسها نفيا:
    - كما سمعت، لم أجد اسمه ضمن الموقعين، رغم أنني وددت لو حضر، فأعماله الابداعية لها لمسة خاصة من الدقة والتفاصيل المدهشة، ما شاء الله..
    وهنا تشجعت رغد النابلسي فتساءلت:
    - وماذا عن يوسف بلواهري؟؟ لقد قدم مسابقة رائعة لأفضل مؤلف، وقد أشرف عليها بشكل كامل ومنظم ما شاء الله، مما شجع عدد كبير من المؤلفين للمشاركة! لا يعقل أن يغيب عن تجمع هام كهذا!
    فأضاف محمد حسن عليوة:
    - ومصطفى جمال أيضاَ أين هو؟ إنني لا أراه ولم اسمع اسمه ضمن الموقعين على الرحلة، وهذا شيء عجيب منه!
    فأكدت رغد:
    - أجل اين هو؟ لقد كان رائدا في تنظيمه لفعالية مميزة جمعت بين المؤلفين والرسامين!
    فرددت ريحانة بصوت مسموع من بعيد:
    - "الجراند فَنكشن".. كيف لنا أن ننسى فعالية مذهلة كهذه! جزاه الله خيرا!
    واضافت سعاد:
    - وأيضا لم نسمع اسم هاجر وبصيص أمل ولا حتى من تعمل "لوجه الله"؟!
    فقالت رغد:
    - وماذا عن حنان حسن، إنها تستحق لقب مانجاكا لجدها واجتهادها ومثابرتها، بل إن مسابقتها المتنوعة كانت رائعة ومحفزة للغاية ما شاء الله!
    وأسرع عماد يتفقد الموجودين قبل أن يعلن بأسف:
    - ولا حتى المانجاكا المتميز "أحمد توج" الذي استضافته بلادنا وسافرت خصيصا لمقابلته موجود هنǿ!! وماذا عن سميّي "عماد لامني" أيضǿ!!
    فقالت مدرسة الفروسية بوضوح:
    - يوسف بلواهري ومصطفى جمال وحنان حسن، بحسب علمي لم يكونوا متواجدين خلال فترة هذا الإعلان، أما سيلفر وولف وهاجر وبصيص أمل وآمنة، فجميعهم من الشخصيات المتميزة الرائعة والذين أثروا المجموعة بأعمالهم ومواقفهم المتميزة، والكلام نفسه ينطبق على أحمد توج وعماد لامني وغيرهم! ولو كان الأمر بيدي لأحضرتهم جميعا دون استثناء، بل ولاستدعيت عددا من المانجاكا الرائعين من مكسات أيضا، ولكن كما يقولون؛ العين بصيرة واليد قصيرة، وعلينا أن نتقبل الواقع، فيبدو أن لديهم ظروفهم الخاصة، وربما كانوا منشغلين أيضا، وعدم وجودهم معنا الآن، لا يعني غياب فضلهم، وحتى إن لم نذكر أسماء عدد من الاعضاء المتميزين الآخرين فهذا لا يهمش دورهم أيضا، فالمجموعة كبيرة ومزدحمة كما تعلمون ما شاء الله.. وجلّ من لا يسهو!
    وكأن سحابة من الكآبة خيمت على الأجواء للحظة، فأسرعت بيان ادريس لتدارك الموقف:
    - هيا فلتبتهجوا الآن يا جماعة، فالفكرة راقت لنا جميعا ولنا الشرف بالانضمام لرحلة كهذه، فلا تجعلوا أي شيء يعكر مزاجكم..
    فابتهج أرو والتفت نحو نور نور، شاكرا:
    - من الجيد أنك نبهتني لذلك الاعلان، شكرا جزيلا لك..
    وغير بعيد منهم، بدت الحيرة على وجه مريم السمان تتساءل بتعجب:
    - ما بال هذه الاسماء الغريبة؟! لماذا معظم المانجاكا العرب يتصفون بالغموض؟
    فأجابها فاضل:
    - ليس ضروري أبدًا أن يكون فنان المانجا كتاب مفتوح
    على سبيل المثال مؤلف "ديث نوت" يستخدم اسم مستعار أو حتى لو كان اسمه الحقيقي فهو غير مؤكد والشخصية غير معروفة للعامة!
    وهناك فناني مانجا آخرين يستخدمون أسماء مستعارة أيضًا لأهداف شخصية..
    أنا لا أجد أي مشكلة بإخفاء الملف الذاتي لأن الغاية من متابعة ذلك الفنان متعلق بنجاح وتميز أعماله وليس حياته الشخصية وأفكاره الخاصة التي لا يرغب بنشرها..
    درجة الخصوصية مختلفة ومتفاوتة لدا عامة أفراد المجتمع وكثيرًا نلاحظ بأن فئة الرسامين تحديدًا لديهم جانب إنطوائي أكثر من فناني المجالات الأخرى..
    في النهاية هناك قسمان في المجتمع ..
    الشخصية المعروفة بسبب أعمال معروفة (كالمؤلفين والرسامين)
    والشخصية المعروفة بسبب شخصيته العامة التي يظهرها (كالإعلامي)
    وبينما كانت الاحاديث الجانبية تدور بين عدد من الاعضاء؛ هرعت لبابة نحو مدرسة الفروسية وهمست في أذنها قائلة:
    - عليك أن تتصرفي بحكمة قبل أن ينتشر الملل بين الجميع، فعدد الاعضاء كبير هنا، هل تدركين معنى هذǿ؟
    فأومأت مدرسة الفروسية برأسها:
    - بالطبع أدرك.. عددهم 69 وإذا حسبتُ نفسي معكم سنصبح سبعون عضوا بالتمام والكمال، إنه عدد مثالي، أليس هذا رائعǿ؟
    فضربت لبابة جبهتها بيدها قبل أن تجيب:
    - يا إلهي لقد بدأت أشعر بالقلق حقا، فلم أتوقع أن تكوني متهورة إلى هذا الحد لتجمعي مثل هذا العدد معك!! افهمي قصدي جيدا لو سمحت؛ هذا العدد قد يكون عائقاً لك وليس في صالحك، فإذا اجريت حديثا منفردا مع كل فرد أو مجموعة على حدة، فسيفقد البقية اهتمامهم بالرحلة!! وربما يندمون على المجيء، أو ربما ينقلون صورة سيئة عنك أو ربما يؤثر في سمعة مدرسة الفروسية أو...
    وأمسكت لبابة رأسها بيديها، وهي تتخيل اسوأ الاحتمالات الممكنة:
    - لم أعد أحتمل التفكير بما هو أسوأ!! من لطف الله بك أن البقية لم يشاهدوا الاعلان اصلا!!
    فطمأنتها مدرسة الفروسية بابتسامة واثقة:
    - هوني عليك يا عزيزتي، فقد أخليت مسؤوليتي مسبقا عندما جعلتكم توقعون على الصحيفة، فسواء كانت الرحلة ممتعة أو مملة فهذه مسؤولية الجميع، وليست مسؤوليتي وحدي..
    وغمزتها مشجعة بمرح:
    - لا تقلقي.. وشكرا لاهتمامك..
    فتنهدت لبابة بيأس:
    - أنا في وادي وأنت في وادٍ آخر!! على كل حال لقد نبهتك وارحتُ ضميري على الاقل، وليس أمامي سوى رؤية ما سيحدث!
    فربتت مدرسة الفروسية على كتفها بابتهاج:
    - يكفي أننا اجتمعنا هنا اخيرا بعد طول انتظار بفضل الله، وهذا يكفيني في الوقت الحالي، ومع ذلك سآخذ بنصيحتك قدر الاستطاعة إن شاء الله..
    أما همسات قلم التي كانت تراقبهما من بعيد، وتشعر بشعور لبابة نفسه، فقد رددت في سرها:
    - كان الله في عونك يا مدرسة الفروسية، فهذه مهمة شاقة بلا شك..
    وفي تلك الأثناء اقترب أحمد عبد الله من مدرسة الفروسية وهو يحمل في يده بعض الملفات هامساً:
    - ما دام أن هذا العدد قد اجتمع لدينا، أفلا يمكننا الاعلان عن تأسيس النقابة رسميا، بدل أن نظل في المرحلة التجريبية؟
    فأطرقت مدرسة الفروسية برأسها قليلاً قبل أن تجيبه:
    - صحيح.. لقد ذكرنا سابقا أننا بحاجة إلى خمسين توقيعا حتى نصدر اللائحة المعتمدة، ولكن كما ترى.. الموجودين هنا الآن وقعوا على الرحلة وحسب، وبعضهم لم أكن أعرفه سابقاً، ولا أظنهم سمعوا عن النقابة أصلا، وقد لا يكونوا من المهتمين بفكرتها، لذا دعنا نؤجل الحديث في هذا الموضوع إلى وقت لاحق..
    وكأن مدرسة الفروسية استعادت صوتها الجهوري من جديد؛ فأعلنت أمام الجميع:
    - لقد اكتمل العدد الآن، ولم يبق أمامنا سوى الانطلاق على بركة الله..
    وقبل أن تهم مريم السمان بالسؤال عن طريقة الانطلاق، وهي تنوي عرض مساعدتها في تنظيم الرحلة؛ ظهر "باص المدرسة العجيب" ذو اللون الأصفر الذي لا تخفى حقيقته على أحد، فيما هتفت مدرسة الفروسية بحماسة:
    - أليس هذا رائعǿ؟ لقد تم إجراء بعض التطويرات عليه أيضا ليتسع لسبعين راكب، فما رأيكم الآن؟؟
    فسألها أحمد الهمالي:
    - هل طلبت الإذن من قناة سبيستون؟
    فيما تنهد محمود علاء بشيء من الاحباط:
    - هل ستكون هذه رحلة أطفال؟؟ كنت أتوق لرحلة من تصنيف +18، مليئة بالاثارة والرعب والاكشن والفلسفات العميقة!!
    وعلق أيوب جاحوح ضاحكاً:
    - إذا كانت رحلة إلى كوكب كوميديا فلن أمانع!
    غير أن ذهن مدرسة الفروسية بدا مشغولاً تماما عما يدور حولها، بعد أن حامت فراشة زرقاء حولها، مرفرفة بجناحيها بإشارات ذات معنى، مما جعلها تطرق برأسها لبرهة قبل أن تسعل سعلتين خفيفتين للدلالة على أهمية ما ستقوله، وبعد أن صمت الجميع، قالت بهدوء:
    - أيها المانجاكا العرب الرائعون- أو الرائعين، أيا ما كانت حركة إعرابكم، فالموضوع أكبر من هذا بكثير.. صحيح أننا اجتمعنا وانهينا استعداداتنا لرحلتنا المثيرة والتي لم أفصح عن وجهتها بعد؛ ولكن..
    وصمتت للحظة قبل أن تستأنف حديثها:
    - حتى وإن كنت صاحبة الفكرة، ومهما بدوت أمامكم ذت سلطة، إلا أن لهذا العالم قوانين خاصة لا يمكننا.. ولا حتى يمكن لـ "مدرسة الفروسية" بذاتها تجاوزها!!
    علينا تحقيق الشروط أولاً قبل أن نعبر الدوامة اللولبية، فهل أنتم مستعدون؟؟
    وإذ ذاك؛ أسدل الستار على فصل الاستقبال.

    ***


    (نهاية الفصل الثاني.. ويتبع الفصل الثالث إن شاء الله)
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  10. #9

    الفصل الثالث: المسارات الخفية

    ساد الهرج والمرج في مكان التجمع، وبدأت الأحاديث الجانبية تزداد، بعدما عجزت مدرسة الفروسية عن قراءة الشروط الواردة في اللفافة المرقعة! فأسرع أحمد عبد الله نحوها قائلاً:
    - نحن هنا يا أستاذة ويمكننا المساعدة، ثقي بنا ولا تحاولي القيام بكل شيء وحدك!
    فأجابته وقد لمعت صورة ايتاتشي في ذهنها فجأة:
    - معك الحق..
    ثم أخذت تنادي بعد أن فردت اللفافة على الأرض:
    - نداء إلى جميع المؤلفين، نحتاج مساعدتكم هنا رجاء..
    فاجتمعت سعاد عمر ورغد النابلسي مع يونس وأيوب لباردي وأيوب جاحوح حول اللفافة لدراسة لغتها الغريبة بتمعن؛ فيما أخذ محمود علاء وحسام الدين بمناقشة بعض الرموز التي لفتت أنظارهما عليها، في حين أقبل عماد وهو يقدم قدماً ويؤخر الأخرى مرددا:
    - رغم أنني لست راض تماما عن طريقة سير الأحداث هنا؛ ولكن قد أساعدكم قليلاً..
    فحاولت ريحانة تشجيعه قليلا:
    - الامور تبدو ممتعة، وقد تساعدنا في المجلة أيضاً، فما الذي يزعجك فيها؟؟
    فرد عماد:
    - المشكلة ليست بي، ولكن في ظهور هذه اللفافة المرقعة فجأة!! لماذا يجب أن تكون مرقعة مثلا؟؟ أجدها إضافة سخيفة لا تناسب الجو العام للحدث!!
    فتنهدت ريحانة:
    - ألن تغير أسلوبك الناقد ولو قليلا؟
    فأجابها بمكر:
    - قد أفكر بهذا عندما تقررين التوقف عن تكرار الاعتذار..
    فردت ريحانة بضيق:
    - وهل رأيتني اعتذر الآن؟؟ لماذا تصر على تغيير الكلام دائما! لطالما أخبرناك انا وسارة بأن اسلوبك هذا كفيل بطرد جميع العاملين معك في المجلة وغيرها!!
    فالتفت عماد حوله بقلق:
    - ماذا؟؟ هل سارة هنا!!
    فظهر الأسف على وجه ريحانة:
    - ليتها كانت هنا، إذن لتكفلت بتوبيخك كما يجب! على كل حال حاول أن تستثمر أفكارك العبقرية في حل لغز تلك اللفافة بدل انتقادها وحسب..
    وغير بعيد منهم، كان محمد بوخمادة يناقش فكرة هامة جدا مع أحمد الهمالي، وهما يتجهان صوب تجمهر المؤلفين:
    - اظن أنني عثرت على الحل أخيراً، إنه بالفعل شيق، غريب، لكنه مدهش حقا! فبعد كل دراساتي عن المانجاكا المشهورين، وجدت نقطة غريبة غير مستخدمة في منتديات العرب أو ربما معدومة عند العرب! إنها الروايات!! صدقني بعض المانجاكا اعتمدوا على تحويل قصصهم إلى روايت مثل "اودا"!
    فرد عليه أحمد الهمالي بعد تفكير عميق:
    - نعم لو كانت روايتك جيدة، ورسمها رسام جيد؛ فإن نسخة المانجا ستكون رائعة جدا جدا.. لكن اسلوب السرد في الرواية والمانجا مختلفان تماما، لذا يجب أن يرسمها شخص خبير في المانجا؛ ليستبدل وصف المشاعر بشيء يعطي القوة نفسها، إمّا بالرسم أو بتغيير الأحداث قليلا. وكما تعلم فإن أحد المشاكل التي واجهت "سوارد ارت اونلاين" كأنمي أن مصدره كان رواية، لكنهم مسحوا منه الأمور ذات السرد الروائي ولم يضعوا لها البديل مما جعلها ناقصة!
    كان محمد بوخمادة يهز رأسه بتفهم، في اشارة إلى الموافقة، فيما قال أحمد الهمالي:
    - المهم دعنا نركز الآن على سر اللفافة مع...
    وقبل أن يكمل كلامه طرق سمعه كلام عماد:
    - أكاد أجزم أن كل شيء هنا يسير وفق مزاج مدرسة الفروسية، وأفكارها الخاصة، إنها لعبة مكشوفة!
    فاستأذن أحمد الهمالي من محمد بوخمادة، والتفت نحو عماد بعد أن اقترب منه قائلاً:
    - تذكر أنك وقّعت على الصحيفة يا صديقي ولا مجال للاعتراض، المهم الآن أن نتعاون في فهم تلك اللفافة، أشعر أنها تذكرني بشي ما!
    فرددت نور نور التي كانت تراقبهم من بعيد، كمن تهمس لنفسها:
    - كل شيء يحدث لسبب ما..
    وفي تلك اللحظة سمع الجميع صوت مريم السمان وهي تخاطب المتحلقين حول اللفافة:
    - بإمكاني المساعدة أيضا، هلا أفسحتم لي الطريق لو سمحتم؟
    واعتذرت قائلة:
    - ربما لم أكن معروفة، ولكن لطالما وددت المشاركة في صناعة الأحداث، كما أنني اريد المساعدة بشدة في هذا الحدث..
    واقتربت ساتومي ايموكي قائلة برقة الزهزر:
    - يمكنني المساعدة أيضا إذا لزم الأمر..
    فقال بركات:
    - وأنا أيضا..
    ومع ازدياد اعداد المنضمين للمساعدة؛ اقترح محمد حسن عليوة إجراء عملية تنظيمية، يتم توزيع المهام خلالها؛ لزيادة التفاعل وفهم اللفافة بشكل أسرع، فعلّق عماد مبتسماً:
    - الجميع هنا مثل كرات البلياردو، تضرب كرة واحدة، وهي تنقل الحركة لبقية الكرات!
    وبالفعل.. لم تمضِ سوى دقائق معدودة؛ حتى خرج الجميع بخلاصة الشروط المطلوبة، فتهلل وجه مدرسة الفروسية بشرا وهي تستمع لسعاد عمر التي تحدثت باسم المؤلفين قائلة:
    - بحسب ما تقوله لغة المخطوطة، فإن الانتقال من موقعنا هذا نحو العوالم الخيالية، يجب أن يتم عبر ثلاث مسارات خفية، المسار الأول يقودنا إلى عالم بين الواقع والخيال، والمسار الثاني سينقلنا إلى عالم حقيقي خالٍ من البشر، والأخير سيوصلنا عبر دوامة لولبية إلى العوالم الخيالية!
    فهتف كيوبي مصطفى بحماسة:
    - يبدو هذا مثير للاهتمام حقا يا جماعة! أشعر وكأنني في رحلة الفردوس!! ولكن ألا يوجد توضيح لطريقة عبور هذه المسارات؟
    فقالت نور بورنو:
    - أظن أننا عبرنا المسار الأول بالفعل؛ كوننا في هذا العالم الآن بين الواقع والخيال..
    فوافقتها الجوهرة الزرقاء قائلة:
    - هذا صحيح، ولكن ماذا عن المسارين الآخرين؟
    هنا تساءلت همسات قلم وهي تشير إلى ثلاث دوائر- حمراء وبيضاء وسوداء- متقاطعة، في زاوية اللفافة السفلية:
    - هل لهذه الدوائر الملونة معنى محدد برأيكم؟
    فسمعتها شام ساري التي كانت تناقش فكرة خطرت ببالها مع نور شوقي، مما جعلها تتأكد منها، فقالت:
    - طريقة تلوين هذه الدوائر ذكرتني بالألوان المائية، ولسبب ما؛ أشعرتني وكأنها تشير إلى بحار محددة، فنحن الآن أمام البحر الأحمر في جدة، وقد تشير الدائرة البضاء للبحر الابيض، والسوداء للبحر الأسود، هذا ما خطر ببالي!
    وأيدتها نور بورنو:
    - هذا التحليل يبدو منطقياً من وجهة نظري، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار هذه الاشارة الصغيرة على حافة الدائرة الحمراء، حيث نقف الآن بحسب تحليل شام!
    أما أحمد عبد الله، فقد قال بعد تفكير عميق:
    - لطالما زرت شواطئ جدة، ولكن الآن تبدو مختلفة نوعا ما.. من النادر أن أراها خالية في هذا الوقت هكذا، أيمكن أن يكون هذا دليلاً على المسار الثاني مثلاً!!
    عندها أعلن محمود علاء ما توصل إليه مع حسام الدين قائلاً:
    - اظن أننا فهمنا طريقة عبور المسار الثاني، حتى نصل إلى بداية المسار الثالث، كل ما نحتاجه هو ركوب هذا الباص العجيب، ومن ثم تحديد وجهتنا بشكل صحيح، لنجد أنفسنا مباشرة في عالم حقيقي خالٍ من البشر..
    فتابع حسام الدين موضحا:
    - إذا لاحظتم، كما قال أحمد عبد الله، يبدو أن البشر الحقيقيون قد اختفوا من حولنا، بمجرد توافدنا إلى هذا العالم، مما يعني أن المسار الثاني يتم تفعيله تدريجياً بمجرد عبور المسار الأول، وبحسب الرموز الواردة في اللفافة، فسنكون قادرين على تجاوز هذا المسار للوصول إلى المسار الأخير؛ إذا حققنا الشرط الوارد هنا..
    وبسرعة تركزت العيون حيث أشار حسام الدين، فقال وهو يعدّل وضع نظارته؛ لتعمل كعدسة مكبّرة:
    - هذه الرموز إذا تم تكبيرها بشكل جيد؛ ستشعر وكأنك تنظر إلى جمل مشدود من رقبته بحبل، وأمامه ثلاثة مآذن..
    فلم يتمالك أيوب لباردي نفسه وهو يهتف بتأثّر واضح:
    - كأن هذا يشير لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، وهذا يعني أن وجهتنا ستكون نحو المسجد الحرام في مكة، ثم المسجد النبوي في المدينة، وأخيرا المسجد الأقصى في القدس، أليس كذلك؟!!
    وهنا لمعت العيون، واشرأبّت الأعناق، ولسان حالهم يقول:
    - أيمكننا ذلك حقا!!
    فهتفت آية عمر بحماسة:
    - ولم لا؟! هذا يذكرني بمسار الحجيج في رواية مدرسة الفروسية، وبما أننا الآن في عالم بين الواقع والخيال؛ فتحقيقنا لشرط عالم حقيقي خالِ من البشر، لن يكون مستحيلاً أبدا، الا توافقونني الرأي؟!
    وبتناغم عجيب وافقتها آية يوسف وأية هزو بسرعة، فعلقت علياء عمر:
    - هذا مثير للاهتمام حقا، اجتمعت لدينا ثلاث "آيات"، وبحسب الاسطورة الشعبية فإن هذا يبشر بظهور كنز!
    فأضافت نور نور:
    - بل كنزين؛ فلدينا ثلاثة أنوار أيضا، نور بورنو ونور شوقي بالاضافة لي!
    عندها تدخل أحمد عزيز بو سيد، قائلاً:
    - ولا تنسوا وجودنا نحن الأحامد الثلاثة!! بالاضفة لي هناك احمد الهمالي وأحمد عبد الله!
    لكنه انتبه لغرابة ظهوره هكذا فجأة، فهو لم يعرّف بنفسه جيداً، بصفته شخص نادر الظهور في المجموعة، فابتسم قائلاً:
    - حسنا.. يمكنني القول أنني أحب دعم المانجا التونسية بشدة، لا سيما المانجا الخاصة بصديقي "أحمد توج" التي تعرفونها بلا شك..
    بدا الاهتمام على وجه علياء:
    - في هذه الحالة وبحسب اسطورة الاسماء المكررة؛ فلا شك أن كنزنا سيكون اسطورياً ونادراً بشكل مضاعف هذه المرة!
    وكأن شرارة لسعت محمد حسن عليوة، فقال بامتعاض:
    - ارجوكم لا نريد ما يعكر مزاجنا هنا، دعونا من الون بيس الآن!
    فانفجر عماد ضاحكا:
    - يبدو أنك أصبحت تعاني من حساسية مفرطة! كانوا يتحدثون عن كنز عادي يا أخي، ولا علاقة لون بيس به! عليك أن تعتذر بسرعة قبل أن تتم محاصرتك!!
    واستطرد قائلاً وهو يحاول الانتقال إلى الطور الجاد، من خلال مسح زجاج نظارته بهدوء:
    - بينما يقوم اولئك الفلاسفة بتحليل بقية الرموز ودراستها، وبما أننا على وشك الانطلاق في المسار الثاني، فأرى أن نجري بعد التعديلات على هذا الباص الأصفر الممل، فنحن فنانون مبدعون ومن العار علينا أن لا نضيف لمساتنا الخاصة على واجهة ذلك الباص الكئيب، وعلى غرار غلاف مجموعتنا الرائعة، اقترح أن نضيف هذه المرة شخصية من رواية الانمي "حين عاد قلبي"، فما رأيكم؟
    غير أن محمد حسن عليوة تساءل بتعجب:
    - رواية أنمي؟؟!!! أول مرة أسمع بهذا!
    فتدخل يونس بعد أن انتهى من نقاش المؤلفين قائلاً:
    - حتى مدرسة الفروسية تصف روايتها هكذا..
    وما أن سمعت مدرسة الفروسية اسمها؛ حتى أقبلت بسرعة لتوضح الأمر قائلة:
    - هذا المصطلح كان يستخدم بكثرة في اقسام القصص التابعة لمنتديات الأنمي، لاحظت ذلك في منتدى مكسات على سبيل المثال، ثم عرفت أن "رواية الانمي" مصطلح متعارف عليه بين الاوتاكو ومتابعي الأنمي؛ للتعبير عن أي قصة تتم كتابتها على غرار الأنمي!! ولا تنس أن ظهور الـ "فان فيكشن" ساهم في تعزيز هذه الظاهرة الأدبية أيضاً!
    بدا التردد على وجه الجوهرة الزرقاء قبل أن تحزم امرها قائلة:
    - أود طرح سؤال وأتمنى أن تجيبوا عليّ..
    أنا في الواقع جديدة في عالم الأنمي والمانجا ..
    وليس لدي إلا معلومات بسيطة عنها ..
    هلا أخبرتموني بمعلومات مختصرة عن المانجا والانمي ... وسأكون شاكرة لكم..
    فتولى أشرف مع همسات قلم الإجابة عن اسئلتها، أما أحمد الهمالي، فقد وجدها فرصة لتقديم ما لديه من معلومات يراها مفيدة للجميع، خاصة لمن يرغب بأن يصبح مانجاكا، لعله يعوّض عن انقطاعه عن المجموعة سابقاً، قائلاً:
    - هناك موضوع لخصت فيه خبراتنا في مجموعة المانجاكا العربي، بعنوان:
    "هل تريد أن تصير مؤلف مانغا؟ ما يجب أن تعرفه قبل البحث عن رسّام."
    وقدم لها بطاقة طبع عليها:
    الرابط: http://www.ahmadmanga.net/2017/06/Ne...eneration.html


    فشكرته الجوهرة الزرقاء بامتنان، فيما علّق ايوب جاحوح وهو يقرأ الموضوع باهتمام:
    - جميل جدا وطويل بعض الشيء لكنه غني بالمعلومات..

    وبينما كان يونس وسعد وكيوبي وونور بورنو ورغد والبراء وايمان ملا؛ يبدون إعجابهم بالموضوع وهم يتصفحونه؛ انتبهت مدرسة الفروسية أنهم تأخروا كثيرا، فأعلنت قائلة:
    - انتباه جميعاً لو سمحتم، سنستعد الآن لصعود الباص إن شاء الله، لذا أرجو...
    فقاطعها عماد باستنكار:
    - مهلاً مهلاً.. هل سنسافر بشيء كهذا، قبل أن نقوم بطلاء واجهته الكئيبة!!
    غير أن تدخل ليلى عجاوي، التي كانت مشغولة بمناقشة بعض الامور الفنية مع عائشة؛ أنقذ الموقف! فبلمح البصر أخرجت فرشاتها السحرية، وبضربة واحدة؛ كانت قد كست واجهة الباص بلوحة حائطية متميز، تمازجت فيها الألوان بسلاسة، فيما علقت عائشة بابتسامة رضا:
    - يعجبني هذا النوع من الفنون الكلاسيكية الراقية، ما شاء الله عليك..
    وبادرت عائشة بحسم القضية ، وهي تلتفت إلى مدرسة الفروسية باسمة:
    - يمكننا الآن صعود الباص بسلام، اليس ذلك؟
    فهرعت سلام سيودة نحوهما، ثم وجهت كلامها لمدرسة الفروسية:
    - قد لا أكون معروفة لديكم كثيرا، فأنا نادرة التفاعل بينكم، ولكنني اتابعك، وأرجو أن أكون سببا في نشر السلام هنا على الأقل!
    وبالفعل، كان لحضورها تأثير عجيب، فقد حل السلام بسرعة، ولم يجد عماد بدا من الصعود إلى الباص بهدوء مع البقية!
    ***


    (نهاية الفصل الثالث.. ويتبع الفصل الرابع إن شاء الله)
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  11. #10

    الفصل الرابع: الباص العجيب

    لم تمض سوى لحظات قليلة من إعلان الصعود المرتقب إلى الباص؛ حتى كانت الفتيات قد أحكمن السيطرة تماماً على المقاعد الخلفية بسرعة، بما في ذلك المقعد الملكيّ الأخير المرتفع، الشهير بحالات الشغب لتميزه وتفرده! فلم يجد الشباب بدا من الجلوس في المقاعد الأمامية، التي يصفها البعض بالملل! فيما وقفت مدرسة الفروسية في المقدمة، مشيرة نحو أحمد عبد الله، الذي كان جالساً في أمان الله، لتعلن بوضوح فاجأ الجميع:
    - بما أنني أكره القيادة، وأفضل الاسترخاء في المقعد الأخير خلال الرحلة؛ فسيتولى أحمد عبدالله ذلك، لا سيّما وأنه...
    غير أن أحمد عبد الله أشار لها بيديه مقاطعاً للأهمية:
    - عفوا يا أستاذة، ولكن كيف سأقود الباص وأنا لا أعرف خارطة الطريق كاملة؟؟
    فطمأنته مدرسة الفروسية بثقة:
    - لا تقلق من هذه الناحية، فحتى أنا لا أعرفها، لذا لن يكون هناك فرق!!
    بدى الوجوم على الوجوه المحدقة بغرابة منطقها، لكنها استدركت قائلة:
    - نحن نعرف على الأقل- بناء على تحليل اللفافة- أن علينا التوجه نحو مكة، ومن ثم المدينة وبعدها القدس، لننتقل عبر المسار الثاني، نحو الثالث، وحتى ذلك الحين سنتدبر أمرنا إن شاء الله، فلا تقلق..
    وقبل أن يهم أحمد عبد الله بطرح سؤاله الاستنكاري الثاني عليها؛ أسرعت مدرسة الفروسية لتجلس مع نور شوقي وشام ساري ووهج البنفسج ونور بورنو والجوهرة الزرقاء وريحانة ولبابة، في المقعد الخلفي، وهي تبتسم بسعادة لرؤيتهم معاً، لا سيّما وأنهم أكبر داعمي روايتها. ورغم أن سعة المقعد استنفدت بالكامل؛ إلا أن مدرسة الفروسية استدعت آية عمر، التي كانت تجلس مع الآيات؛ قائلة:
    - بعد إذن اية يوسف واية هزو؛ أتمنى أن تنضم آية عمر معي إلى المقعد الخلفي، فلدينا ما نناقشه حول أحداث مدرسة الفروسية..
    ورغم سعادة آية عمر بالاقتراح؛ لكنها شعرت ببعض الحرج لضيق المكان، ولم يخف هذا بالطبع على مدرسة الفروسية، فأسرعت تطمئنها بابتسامة واثقة:
    - لا بأس لا بأس يا عزيزتي.. فالمكان الضيق يسع ألف صديق!
    وغمزت الفتيات- الملتصقات على جانبيها- بحماسة، والنجوم تلتمع في عينيها:
    - فلنبتهج بتماسكنا على مقعد تشجيع رواية مدرسة الفروسية الملكي، والذي يتناسب تماما مع اليوم "الكبيس" التاسع والعشرين من شهر شباط لعام 2020! هل تعرفون علاقته بالاسطورة الرومانية القديمة؟!
    غير أن شام ساري نهضت من مكانها، وهي تقول بنبرة منفعلة جادة:
    - لحظة يا آنسة من فضلك.. قبل أن نبتعد عن البحر الأحمر، ألا يجدر بنا أخذ عيّنة منه؟!! قد يفيدنا هذا، إن صدق تحليلنا لرموز اللفافة!
    والتفتت نحو مدرسة الفروسية:
    - هل بإمكاني القاء نظرة سريعة عن اللفافة لو سمحت؟ أرغب بالتأكد من أمر ما!
    لكن المفاجأة الصادمة كانت؛ عندما صرّحت مدرسة الفروسية بأن اللفافة قد تبخّرت تماما ولم تعد موجودة!
    فقفز وسام هاشم من مقعده، وهو يهتف بحماسة منقطعة النظير:
    - يبدو هذا مثيرا للاهتمام حقاً، أظن أن بإمكاني المساعدة في حالات كهذه، فلدي الكثير من الأفكار عن القوى الخارقة وفوق الطبيعة..
    وتابع بمرح كمن يتحدث عن لعبة مسلية:
    - ومن يدري فقد تكون للماسونية يد في اختفائها أيضا!!
    لكن وهج البنفسج التفتت نحو مدرسة الفروسية بريبة:
    - ارجو أنك تعرفين طريقة للرجوع وإلا بقينا عالقين هنا للأبد!
    ثم استدركت منبّهة:
    - تعقيباً على ذكر تشجيع رواية مدرسة الفروسية؛ صحيح أنني قرأت الفصول الأولى، وأرسلت لك انطباعي وتعليقاتي الصوتية المسجلة عليها، ولكن هذا لا يعني أنني أصبحت ضمن قارئاتك المعجبات، فلدي عدد من الملاحظات كما تعلمين!
    فهزت مدرسة الفروسية رأسها بتفهّم، فيما ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهها:
    - أدرك هذا بالطبع، ومع ذلك لا زلت مصرة على وضعك ضمن المشجعين!
    فعلّقت لبابة بدورها:
    - هذا يشعرني بالمسؤولية حقا، فرغم أنني حرصتُ على اقتناء النسخة الورقية بسرعة، ثم أعرتها لعدد من اقاربي وصديقاتي، لكنني لم أجد الوقت لإنهاء قراءتها بعد!!
    وهنا قالت سعاد باهتمام:
    - لا زلت انتظر نسختي الموقعة يا مدرسة الفروسية، لا تنسِ هذا..
    وقبل أن يتحول المجلس إلى نقاش خاص حول مدرسة الفروسية؛ تدخل شفان سما وقد بدأ يشعر بالملل:
    - أليس من الأولى الآن التفكير بشأن اختفاء اللفافة؟!!

    لكن رغد قالت:
    - علينا الاعتماد على ما علق بذاكرتنا الآن! يمكننا تحليل وتفسير الرموز ومراجعتها بخيالنا إن لزم الأمر، وإلا ما فائدة كوننا مؤلفين؟ ثم إنني أوافق شام حول أخذ عينة من البحر الأحمر..

    فقال أحمد عبد الله، الذي كان مشغولا في المقدّمة، وهو يتفحص الازارير المرتبطة بعجلة القيادة:
    - من الجيد أن الباص رفض التحرك، فليذهب أحدكم لإحضار العينة لو سمحتم، بينما أجد طريقة لتحريك هذا الباص، فهو بحاجة للتزود بالطاقة على ما يبدو!
    فتطوع محمود علاء بسرعة للنزول، فاستوقفته زينب أحمد قائلة:
    - لديّ قارورة فارغة لتضع فيها العينة..
    وبسرعة أخرجتها من حقيبتها العجيبة، ليتناولها محمود علاء شاكرا، فيما التفت أحمد عبد الله إلى الخلف حيث جلست مدرسة الفروسية، ليستفهم منها بخصوص طاقة التحرك؛ وقد بدت عليها الحيرة لهذا الأمر غير المتوقع!
    فأسرع أرو نحو مقعد القيادة حيث جلس أحمد عبد الله، وتفحص لوحة التحكم لبرهة، قبل أن يشير إلى مدخل محدد:
    - من الواضح أن هذا المدخل مخصص لتزويد الباص بالطاقة!
    ثم التفت نحو كيوبي الذي كان يجلس قربه، فمازحه باسماً:
    - ما رأيك أن تزودنا ببعض الطاقة الحمراء البرتقالية الملتهبة؟
    عندها ابتسمت مدرسة الفروسية، وقد التمعت عدسات نظارتها بغموض، وهي تتحدث بأسلوب كونان:
    - شكرا لك أرو، لقد عثرت على الحل!
    ثم وقفت برزانة وهي تضع يدها اليسرى في جيبها، فيما عدّلت وضع نظارتها بيدها اليمنى، لتمشي عبر ممر الباص بتؤدة، موضحة القضية بصوت متزن:
    - أجل أيها السادة، لقد عرفت الحل وهو موجود بيننا! ولكن قبل ذلك دعوني أوضّح لكم شيئاً..
    وانطلقت تشرح بهدوء:
    - كما تعلمون فإن الظاهرة الكهروضوئية التي اكتشف اينشتين من خلالها أهم مبادئ ميكانيكا الكم، تشير إلى أن الالكترونات لا تبرح أماكنها ولا تستثار من مداراتها المحددة حول الذرة؛ إلا إذا تعرضت لطاقة محددة، والأهم من هذا كله هو أن هذه الطاقة لا تعتمد على شدة المصدر كما كان يُعتقد سابقا، وإنما على تردده وطوله الموجي، والتي تشير إلى طاقته الفعلية!
    وحتى أوضح لكم أكثر، على سبيل المثال فإن الضوء الأحمر يعتبر صاحب أطول طول موجي في أطياف الضوء المرئي، وبالتالي أقل تردد أو أقل طاقة، كون الطاقة تتناسب طرديا مع التردد وعكسيا مع الطول الموجي، وهذا يعني أن طاقة السيد كيوبي الحمراء مهما بلغت شدتها؛ فطاقتها الفعلية لن تتغير أو تزيد أبدا! لذلك لا تستخدم الاشعة الحمراء في استثارة الالكترونات، بسبب طاقتها القليلة تلك، وبالمقابل فهي تستخدم للتحذير كما في الاشارة الحمراء، لكونها ذات طول موجي طويل جدا يُرى من مسافة بعيدة..
    لم تعجب معلومة الطاقة الحمراء كيوبي كثيرا، رغم أن فكرة التحذير عدّلت مزاجه قليلا، فهو مفيد في النهاية، فيما بدا جان شوقي متحمسا جدا مع تلك المعلومات الفيزيائية؛ فاستأذن قائلا:
    - إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن علينا البحث عن مصدر طاقة أعلى من اللون الأحمر، وبحسب علمي فإن اللونين الازرق والبنفسجي هما أصحاب التردد الأعلى في نطاق الضوء المرئي، أليس كذلك؟؟
    فتهلل وجه مدرسة الفروسية بشراً:
    - أحسنت ما شاء الله، كلام سليم..
    ثم أرخت مدرسة الفروسية رأسها قليلا لزيادة التشويق ، قبل أن ترفعه قائلة:
    - والآن لا شك أنكم عرفتم أين يكمن الحل يا سادة..
    ومع جملتها تلك؛ اتجهت الأنظار نحو المقعد الأخير حيث أضاءت الجوهرة الزرقاء، وتوهجت وهج البنفسج؛ فنهضت الاثنتان وسارتا نحو المقدمة وقد أدركتا دورهما تماما، وفي اللحظة التي عاد فيها محمود علاء من الشاطيء وهو يحمل العينة في قارورة صغيرة؛ وضعت وهج البنفسح يدها فوق مدخل الطاقة في الباص، فيما وضعت الجوهرة الزرقاء يدها فوقها. ومع توهّج الأشعة وزيادة تدفقها عبر المدخل؛ بدأ الباص بالتحرك بعد أن تم نزويده بالطاقة اللازمة، وبمهارة فائقة؛ أحكم أحمد عبد الله سيطرته على عجلة القيادة، قبل أن يحدد وجهة الانطلاق نحو مكة، فعادت الفتاتان مع مدرسة الفروسية إلى المقعد الخلفي..
    وأخيرا.. انطلق الباص نحو وجهته، فيما ردد أيوب لباردي بصوته الجهوري أدعية الركوب والسفر:
    - بسم الله الحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل..
    كانت الطريق إلى مكة مهيبة حقا، وفرصة نادرة لعدد لا بأس به من الأعضاء، الذين لم تتح لهم زيارتها من قبل. ولم يخف على أحمد عبد الله ملاحظة السيارات البعيدة، التي بدأت تختفي تدريجيا بمجرد تقدّمهم في الطريق، فردد بصوت مسموع، أثار انتباه البقية:
    - هكذا يتم تفعيل المسار الثاني على ما يبدو!
    ورويدا رويدا، بدا الطريق الصحراوي المحاط بالجبال المتفرقة من الجانبين؛ طويلا وموحشا، بخلوّه من السيارات والبشر على غير العادة، إلا أن الأحاديث المختلفة الدائرة داخل الباص؛ أشعلت المكان أٌنساً وحيوية. ورغم انشغال الجميع بأحاديثهم الجانبية الخاصة؛ إلا أن حديثاً جادا كان يدور بين عماد وفاضل؛ أثار اهتمام البقية، فخيم الصمت على الباص لفترة إلا من حديثهما..

    كان فاضل يتكلم بنبرة لا تخلو من استنكار:
    - بما أنك تتحدث عن الإحتراف وإعتماد المانجا كمصدر دخل كما تقول؛ فالحقيقة أنت محتاجة لمخاطرة في النهاية .. حتى اليابانيين الذين ينشرون أعمالهم في المجلات وظيفتهم غير مضمونة، وإن حصل على سلسلة! فهل أنت مستعد بتكريس حياتك بهذا المجال والتخلي عن كل الأعمال الأخرى والدراسة، وما إلى ذلك؟
    ثانيًا يوجد بالفعل مواقع على النت تستطيع الربح منها عن طريق النشر الإلكتروني إن كان محتواك فعلًا يستحق فستحصل على دعم جيد مثل موقع
    https://www.patreon.com
    أخيرًا .. في العالم العربي لا يوجد مجلات مطبوعة كثيرة، والمجلات التي لا تنشر أعمالها مجانًا على النت غالبًا لا تلقى ذلك الإهتمام .. ببساطة ليس لأن الجودة فقط سيئة؛ وإنما لأنه من هذا الذي سيشتري مجلة ليست مضمونة في الجودة من صنع عربي، ويترك المانجات اليابانية المشهورة والمعروفة عالميًا بنجاحها والموجدة بالإنترنت مجانًا (مقرصنة)!!

    هناك أشخاص عرب بدأ بالنشر بشكل مجاني وقام بطباعة مانجته لاحقًا، وإن كنت تقول أنهم أعمالهم ليست ذات جودة عاليًا فأنت مخطأ؛ لأن هناك مثال لأحدهم فازت بالجائزة البرونزية في مسابقة المانجا العالمية، وهي تنشر المانجا مجانًا وتطبعها أيضًا، وللعلم قامت بفتح موقع خاص لها كفنانة مع موقع خاص بالمانجا..

    http://AnotherWorldExists.com


    تقول لي أنها تنقطع .. بالطبع عمل بهذه الجودة لن يتحمل أي شخص أن يقوم به إن لم تكن وظيفته الأساسية، بل حتى وإن كانت ليس الجميع يستمر فيه أو يستطيع الإعتماد عليه ..


    كما قلت لك اليابانيين أنفسهم ليس جميعهم ينجحون بهذا المجال، وليس الجميع يمكنه الإعتماد على هذا العمل كوظيفة أساسية فما بالك بوجودك بمكان لا يدعم هذا الفن ماديًا ولا حتى ربما معنويًا من قبل المجتمع والوزارات ..

    واستمع هنا لما يقوله Hayao Miyazaki


    “Basically, our foremost objective here is making good films. No guarantees of lifetime employment here. But companies are just a conduit for money. Success isn’t our priority. What’s important is that you’re doing what you want, and that you’re gaining skills. If Ghibli ceases to appeal to you, then just quit. Because I’ll do the same.”


    فأجابه عماد:
    - لا أعرف كيف هي ظروف المانقا في كل الدول العربية؛ لكنني أرجو أن لا تتسرعوا إلى القفز إلى نتائج بناء على الوضع الحالي، القارئ العربي سيشتري المانقا العربية المطبوعة إذا كان مستواها في الرسم والقصة جيد كفاية وأيضا المانقا العربية لها ميزة أنه يوجد بها محتوى وأحداث متعلقة بالبيئة العربية لن تجدها بأي مانقا يابانية أخرى، هل يوجد بطل مانقا يابانية طعامه المفضل هو البوراك أو الملخية؟ هل يوجد بطل مانقا يابانية يمر بنفس التحديات التي يمر بها شاب عربي في جامعة عربية تعيسة؟؟ هل هناك عمل ياباني يمكنك من خلاله أن تشعر بالفخر كعربي وتشعر أنه فعلاً يعبر عنك بذلك العمق والدقة؟
    يجب أن نفهم أن المانقا العربية ليست بديلاً عن قراءة المانقا اليابانية المقرصنة على النت بل هي مجال آخر شيء آخر لن تجده في أي مانقا يابانية أخرى وهناك أمثلة ناجحة رغم قلتها


    بالنسبة لعمل سكينة
    Another World Exist
    هو عمل عربي جميل جدا ومشرف، للأسف قرأت منه الفصل الأول والثاني فقط ثم توقفت هل تعلم لماذا؟ لأن ظهور صفحاته على النت معاناة حقيقية الانترنت عندنا ضعيفة وهي كفيلة بتخريب تجربة القراءة مهما كانت المانقا جيدة. أيضاً هناك عيوب في طريقة سكينة في العمل حسب رأيي وهي: اعتمادها على الديجيتال 100% قد يكون سبب البطء في صدور السلسلة، ولا يتماشى مع إحدى ضرورات المانقا وهي الانتاجية.
    أيضاً لولا أنها كانت منشورة على النت مجاناً لكنا قد قمنا بنشرها مطبوعة الشيء الوحيد الذي جعلنا مترددين بذلك هو وجودها منشورة مجانا مما جعلها تفقد جزءً كبيراً من قيمتها التجارية.
    أخيراً حسب علمي قامت سكينة بطباعة مانقاتها ونشرها ذاتياً وباعت منها ما يقارب 200 نسخة في معرض الكوميكون، وهي تستحق التشجيع لكن هذا العدد من المبيعات لا يكفي حتى لتغطية عشر تكاليف إنتاج و طباعة المانقا، في الجزائر مثلاً مانقا سامي كن الجزء الثاني عندما صدرت باعت 3000نسخة في أيام المعرض الدولي للكتاب ونفدت النسخ فاضطروا لعمل طبعة ثانية، و للعلم هذا العدد يعتبر غير كافي لتستمر المانقا بشكل بوتيرة معقولة.
    علينا أن نسعى لجعل مبيعات المانقا بعشرات الآلاف وحتى الملايين لنعتبرها ناجحة حقا

    فقال فاضل:
    - لم أقل أنها بديل لكن من سيشتري شيء لا يضمن جودته مع وجود ما يشابهه (أقصد نفس النوع) متاح مجانًا ..
    يجب أن تضع بعين الإعتبار أن العالم العربي أيضًا لا يهتم بالقراءة كالدول المتقدمة مع الأسف ..
    لن أقوم بمحاولة إقناعك لكن أنت الآن بعصر مختلف عن عصر أول ظهور للمانجا في اليابان .. هنا الأمر مختلف ..
    العوامل البيئية والزمانية وإختلاف إهتمامات المتلقي والملقي جميعها مختلفة..
    خلاصة الكلام .. ماذا نفعل؟
    يعني ماذا تريد من الأشخاص الذين يصنعون مانجا الآن؟ الحل الحالي هو النشر المجاني .. إن كان النشر المجاني لا يعطي الثمار التي ترغب بها هذا يعني أنها ليست جيدة كفاية والسبب الآخر كما تعلم لا يوجد شركات عالمية لدينا تدعم هذا المجال ولإقناعهم على إنشائها عليك بتأسيسها بنفسك أو صناعة عمل فردي إحترافي بنفسك لتصل لجمهور كبير ولو على مستوى شخصي ..
    أرى أنك تجاهلت كون أنه يمكنك الربح من مواقع على الإنترنت إن كان عملك ذا جودة عالية بالفعل ..
    إن كان الفنان فعلًا ينتج أعمال تستحق الشراء فسيصل لغايته .. ببساطة سيقبل عليه الجمهور وسيلفت الأنظار ممن حوله وإن كان عبر الإنستقرام أو غيره وإن كنت تقول أن الإنستقرام لا يعطي أرباحًا فالحقيقة عكس ذلك هو لا يعطي بشكل مباشر لكنه وسيلة يمكنك الترويج من خلالها حتى أن بعض المتاجر الصغيرة تعتمد عليها ..
    إن كنت تقدم محتوى ذا جودة عالية وإستمريت بفعل ذلك وصبرت ستحصل على مرادك ..
    إن كنت ترغب بالنشر بمجلة عالمية ففعل ذلك إذًا ولما لا إن وجدت؟

    فرد عماد:
    - ليس النشر الإلكتروني هو المشكلة في حد ذاته، أتحدث عن النشر الإلكتروني العربي، لدينا ضعف للبنى التحتية لمجتمع المعلومات في الوطن العربي من غير الإمارات وقطر البقية تتفاوت بشكل كبير مثلا عندا لا توجد وسائل دفع إلكتروني لذلك لا يمكننا المتاجرة عبر الانترنت، فضلاً على أن الكنكشن ضعيفة وكثيرة الانقطاع، وحتى لو وجدت فمن أراد أن يربح عبر النت فعليه أن ينشر بالإنجليزية في مواقع عالمية مثل مجلة Saturday AM التي هي نظير الشونين جامب على النت، لكن هذا مجال آخر لا يغني عن الفجوة الكبيرة في المكتبة العربية، لا يوجد حاليا قراء للمانقا العربية لأنه لا توجد على رفوف المكتبات مانقا عربية جيدة، بل إن انخفاض المقروئية بصفة عامة سببه رداءة إنتاج الكتب العربية قلما تجد كتاب عملي مفيد، أنا أؤمن بهذه القاعدة:
    مانقا جيدة= قراء
    وغياب القراء هي غلطة منتجي الكتب وليست غلطة القراء

    **
    (يتبع)

  12. #11
    فاضل:
    - بالنسبة للنت .. أنا أيضًا شخص ليس لديه بطاقة أو شيء كهذا لطلب النسخة .. أو البعض قد لا تكون لديه ميزانية لشراء الكتاب .. ببساطة إنها مشكلتك وإن لم يعجبك القراءة على النت هي بالفعل توفر نسخة كتاب للشراء ..
    الإعتماد على الديجيتال ليس سبب البطء .. منطق غريب!
    الديجيتال عبارة عن أداة تختصر أدوات اليدوي على الحاسب وذلك لتوفير المال والجهد مع ذلك يوجد نقاط إيجابية على اليدوي كذلك في حال كانت تستخدم تابيلت بدون شاشة لأنك ستستخدم التراجع كثيرًا مع ذلك لا أظن أن هذا هو الشيء الذي يجعل من العمل بطيء إذا قارناه باليدوي .. ولا أظنه أصلًا سيكون أبطأ من اليدوي..
    لا أختلف معك في المبيعات .. أنت تعرف المشكلة هي الدعم ببساطة .. Then what???
    ببساطة الإستمرارية وإنتاج محتوى ذا جودة عالية يستحق الدعم هو الحل ..
    ستحصل على مرادك إن استمريت وصبرت وانتجت محتوى عالي الدقة ..

    عماد:
    - الدعم؟ والتبرع والمساعدة شيء، لكنني أفضل أن نتحدث عن الربح، المانقاكا لا يتسول ولا يجب أن ينتظر تعاطف ودعم المعجبين بعد أن يقرأوا عمله مجاناً، لن يذهب بعيداً إذا اعتمد على الدعم التطوعي فقط، له الحق في الحصول على مقابل مكافئ لتعبه وللقيمة المضافة التي يقدمها، حتى المبالغة في الدعم والتعاطف قد تكون سبب لنقص الجودة والجدية في العمل

    فاضل:
    - "غياب القراء هي غلطة منتجي الكتب وليست غلطة القراء"
    طيب ماذا عن الكتب المترجمة؟ أساسًا ماذا عن الإهتمام بالمانجا اليابانية والكومكس في المكتبات؟
    المكتبات غالبًا توفر الكتب التي تجد لها إقبال أكثر من القراء ..
    وعندنا مكاتب كبيرة كجرير توفر الكثير من الكتب العالمية ..
    أنا لا أقول لا يوجد قراء عرب لكن نسبة الإهتمام بقراءة الكتب وشراءها بالنسبة لمتحدثي اللغة العربية أقل بكثير من الدول المتقدمة ..

    عماد:
    - أنا من عشاق كتب مكتبة جرير وكلما ازور معرض كتاب أخرج محمل بما تسمح به ميزانيتي من عناوينها وأتمنى لو أحصل عليها كلها، كتب جرير أغلى ب3أضعاف على الأقل من الكتب العادية لكن أبداً لا تندم على شرائها ترجمة متقنة طباعة احترافية ومحتوى ثمين يغير حياتك، جرير تحرص على ترجمة الكتب الاكثر مبيعا في العالم الغربي لذلك هي تتحمل تكلفة شراء الحقوق، لكن الامر يستحق وبالنتيجة صنعت لنفسها إسماً في المكتبة العربية، جرير هي نموذج ينبغي الإحتذاء به وهي دليل على أن الكتاب الجيد يباع ولو كان أغلى من غيره

    فاضل:
    - لم أقل أنه يعتمد على التبرع .. بل إنها تشمل إحدى الطرق عبر الإنترنت ..
    ببساطة عليك إيجاد نفسك .. إصنع محتوى محلي أولًا ثم فكر بالعالمية إن كنت تخشى أن ينقص ذلك من جدية العمل وجودته.. في النهاية قم بما تستمتع بها والفوائد الربحية ستأتي لك عندما تستحقها ..
    ربما حتى تطلبك شركة إن نشرت محتوى جذاب وناجح ..
    ببساطة أصبح محترفًا أولًا وجرب النشر في إنستقرام .. إن وصلت نصف مليون متابع فأظن أن أعمالك ملفتة .. ولا أظن أن وصولك لهذا العدد لا يؤهلك لصناعة علامة تجارية محلية تستفيد منها كمصدر دخل وإن كان متواضعًا في البداية

    عماد:
    - لكن قلت لك عدد المتابعين ليس مقياس، رأيت مانقات قمامة لها عدد مشاهدات كبير لا أعرف من أين جاء بهم، وبالمقابل هناك مانقات جيدة لكنني أنا شخصيا لا أتمكن من قراءتها لأن كوميكيا وأشباهه تضيع الوقت و تخرب تجربة القراءة ببطئها وأعطالها. لن ينجح النشر الإلكتروني في الوطن العربي من دون بنى تحتية، لابد من انترنت سريعة جدا وسائل دفع إلكتروني وتجارة إلكترونية في بلدي حتى لو نشرت تطبيق أو لعبة على متجر غوغل بلاي لن تتمكن من تحصيل أرباحه إلا إذا غادرت البلد، لحد الآن محكوم علينا بالعزلة الإقتصادية، ناهيك عن مشكلة القرصنة التي هي مشكلة عالمية


    فاضل:
    - أنا لا أتحدث عن متابعين وهميين بل إقبال فعلي .. إذا كان محتواك ذا جودة عالية فسيحصل على إقبال لا محالة..
    شيء آخر أنا لا أختلف مع فكرة الطبع .. تريد الطباعة إطبع لكن أين تريد طباعتها وتوفير نسخ موزعة بكل مكان؟
    نحن نتحدث عن الوضع الحالي ماذا ستفعل؟ وما الذي تريده بالضبط ممن يقوم بصنع مانجǿ
    لو قامت ساكو بإحتكار المانجا وعدم نشرها على الإنترنت وطباعتها فقط لما عرفت أصلًا ولما تعرف عليها أحد!
    فتألق وجه عماد ببتسامة غولد روجر وهو يردد:
    - سؤال جيد وفي الصميم، ماذا نفعل حالياً؟؟
    في الحقيقة لقد سبق وأجبت بنفسك على سؤالك في تعليقاتك السابقة: نحتاج ناشرين رجال اعمال مستثمرين، عندما لا تجد وظيفة تتفق مع مهاراتك فتلك إشارة بأنه قد حان الوقت ليخلق أحدهم مشروعاً ليوظف أصحاب هذه المهارة، عندما لا تجد شركة أنيميشن عربية توظف المحركين العرب فقد حان الوقت لأن يقوم أحد هؤلاء المحركين بإنشاء أول شركة للأنيميشن، نفس الكلام بالنسبة للمانقا، و هذا ما أعمل عليه..

    فاضل:
    - طيب قلتها لك سابقًا بالفعل .. أسسها ينفسك إذًا أو إعمل بشكل فردي حاليًا وإنجح على المستوى الفردي كما شرحت لك بعدها الخيار لك إذا كنت تريد إنشاء شركة لإستقطاب البقية أو أن تبقى تعمل على مستوى فردي (بالطبع إن كان لديك طموح أكبر وحب للمغامرة ستقبل على إنشاء شركة بعد نجاحك الفردي)

    عماد:
    - نعم، كل محترف كان هاوياً في وقت ما، أنا فقط أشجع التوجه نحو الاحتراف أكثر لأنه منطقياً لايوجد شخص يستطيع تكريس حياته لعمل لن يجني منه خبزه إلا إذا كان أميراً غنياً لأحد البلدان له ثروة طائلة وقرر أن يرسم للمتعة و الشهرة وقتها قد ينتج عملاً جيداً مستمراً، لكن في الظروف الطبيعية أرى أننا يجب أن نشجع على خلق مهنة المانقاكا وإعطاءها قيمة في المجتمع والبداية بتوفير دخل محترم لعمل بمستوى محترم،
    there is no other way!
    ومع جملته الأخيرة انفجر ضاحكا، قبل أن يعلق وهي يلتقط أنفاسه الضاحكة:
    - يبدو أننا صرنا نتكلم مثل ياي، طريقتها في الكلام رائعة..


    لكن فاضل تابع بنبرته الجادة:
    - ومن لا يريد أن يطمح بالإحتراف؟! إنه فقط ليس جاد ..
    كل ما قلته أنت لا غبار عليه ..
    لكن لا تستطيع ببساطة أن تقفز فجأة .. يجب أن تقنع المجتمع بطريقة ما أن هذا محتوى ثمين..
    بعصرنا أسرع وأبسط وسيلة ممكنة إستغلال الإنترنت ..


    فتمتم سعد زبير مفكّرا:
    - منطقيا احس اننا لسنا الا دوجينشي!

    فأجابه فاضل موافقا:
    - نعم صحيح .. لا أظن أن ذلك شيء سيء حتى بعض المحترفين يعملون بشكل ذاتي ..

    فيما علّق أحمد ألهمالي الذي كان ينصت باهتمام شديد:
    - عماد وفاضل، أعجبني حواركما كثيراً جدا!!
    "لايوجد شخص يستطيع تكريس حياته لعمل لن يجني منه خبزه" هذه هي النقطة يا عماد، وأنا لا أكرس حياتي لأجل هذا العمل... لو كرست حياتي له لذهبت للإحتراف... أنا أرسم لأنني أستمتع وتوقفت مؤقتاً لأنني لم أعد أستمتع.. وأردت أن يبقى على النت عندما رسمته لذا لا أريد نزعه من النت بعد أن صار مشهوراً شهرة لم أتوقعها...
    لو كنت أريد رسم شيء إحترافي (لا أعني الجودة بل الهدف)... سأؤلفه/أرسمه ليكون إحترافي من البداية !!
    أنا سعيد بوجود شخص مثلك يسعى لإيصال المانغاكا العرب للإحتراف !ّ!!

    أما مدرسة الفروسية- التي كانت تدوّن بعض الملاحظات بسرعة في دفترها الصغير- فقد قالت:
    - استمتعت أيضا بهذا الحوار.. ما شاء الله عليكما، يمكن نسخ حواركما ولصقه في رواي!
    وأضافت بتفكير عميق:
    - ترى لو فعلتُ ذلك مثلاً وأثنى الناس على هذه الرواية هل ستقاضياني بتهمة سرقة الحقوق!
    فانفجر عماد ضاحكاً:
    - أنا أسمح لك بسرقة ما تشائين ربما وقتها يكون هذا الحديث قد تبخر في الهواء، ولا يبقى لنا أي دليل ضدك..
    وبالطبع لم تفوّت مدرسة الفروسية هذه الفرصة الذهبية، فأسرعت بتدوينها في قسم الملاحظات الهامة، ثم قالت:
    - إجمالا من الجمل التي أعجبتني في حديثكما:
    "غياب القراء هي غلطة منتجي الكتب وليست غلطة القراء"
    هذا ما أؤمن به.. وهذا ما أحاول تحدي نفسي به.. وأسأل الله التوفيق في ذلك

    فأومأ عماد رأسه مؤيداً:
    - تلك الجملة ليست مجرد فكرة من رأسي إنها من مبادئ التسويق، أن اللوم في فشل الاتصال التسويقي يقع 100 بالمئة على البائع وليس المشتري..

    في تلك اللحظة؛ رفعت ضحى رأسها عن أوراقها التي كانت ترسم عليها، لتوجه حديثها لعماد بنبرة عاتبة:
    - أين مخطوطتي؟!

    كان ذلك السؤال القصير؛ كفيلاً بجعل عماد يتمنى القفز من الباص، والهرب إلى أبعد مكان على وجه الأرض..

    وهنا تشجع أشرف لطرح اقتراحه على مدرسة الفروسية:
    - في الحقيقة أنا سأطلب منك معروفا، لماذا لا تكتبين لنا قصة رعب قصيرة؟ ولكن أحذرك.. يصعب إخافتي، وأعلم أنك لن تخيّبيننا، فلم يخب أملي من قصصك المختلفة، بل هذا ما أحبه..
    ورغم سعادة مدرسة الفروسية بذلك المديح، ولكنها شعرت بعِظم المسؤولية، فأجابته بامتنان:
    - هل تعلم أن لدي مسودة قديمة لقصة رعب بعنوان (الرعب الحقيقي) لكنني لم أكملها، ولا أظنني أفكر بذلك، ولا أدري أين هي الان!!!!! يبدو أنني ارتعبت فعلا أثناء الكتابة فتوقفت!!!!! هذه اجابة لسؤال أحدهم حول مدى تأثر الكاتب بما يكتبه، وبما أنني من النوع الذي يتأثر جدا بما يكتبه، فلا أظنني سأكتب قصة رعب أبدا، أرجو المعذرة حقا!
    ثم إن لدي الكثير من القصص المفتوحة التي يجب علي اتمامها! (يارب يسهل)

    فرد أشرف بتفهم:
    - اذا كان هكذا فلا باس، لكنني ساطلب منك معروفا اخر ولا اظنك سترفضينه.. احم احم فقط استمري بالكتابة فانا اريد ان اقرأ عدد من قصصك!

    فضربت مدرسة الفروسية رأسها بيدها مرددة:
    - يا الهي هكذا ستصيبني بالغرور فعلا!
    الله يستر!
    على كل حال ستجد في المنشور المثبت على صفحتي الرئيسية مدرسة الفروسية روابط جميع القصص التي نشرتها على النت تقريبا، وهي من تصنيفات مختلفة!
    وجزاك الله خيرا لهذا التشجيع..
    فابتسم أشرف:
    - سأقرأها كلها إن شاء الله..
    فيما علّق عز الدين- الذي كان مشغولا بتصميم عدداً من المركبات الخيالية، لتناسب عالم قصته- قائلاً:
    - عجيب أمر هذا الباص العجيب حقا! ألم تلاحظوا كيف يمكننا إجراء الأحاديث فيه وسماعها بسهولة؛ في حين أننا نجلس على مقاعد متفرقة فيه؟ كما أن المسافة بين بداية الباص ونهايته ليست قصيرة!! هذا شيء عجيب حقا!!
    فرد أيوب جاحوح:
    - والأعجب من هذا كله؛ أنه يمكننا رؤية إبداعات بعضنا البعض بسهولة! انظر مثلاً إلى ما يفعله الاستاذ خديم الله كمال، ما شاء الله عليه!
    كان خديم الله كمال منهمكا تماما في عمله، وقد بدا فكره مشغول منذ البداية، غير أن ملاحظة أيوب جاحوح؛ جعلته ينتبه إلى تلك العيون المهتمة بإنجازاته، لا سيما وقد لفتهم تصميم الشخصية مع تلك الجملة المدوّنة تحتها بوضوح "بحثتُ وجدت أن نجاحي بحسن الأخلاق"، فأوضح قائلاً:
    - اقوم الان باخراج مشروع جزائري، ارجو ان تعجبكم الشخصية، والاكثر دعاؤكم الصالح بالتيسير..
    فلهجت الألسن بالدعاء له من الأعماق، على أمل رؤية مشروعه قريبا بإذن الله..
    وهنا شعر البراء بأهمية الاشارة إلى موضوع هام جدا، فاستأذن قائلا:
    - قد يكون الكلام الذي سأتحدث عنه طويلاً، لذا إن لم ترغبو بسماعه مني فيمكنكم البحث عنه بأنفسكم، فهو باختصار تحت عنوان: "الشخصيات أحداية البعد"
    One-Dimensional Characters
    وللأسف ورغم أهمية الموضوع؛ فإن الكثيرون لا يعلمون عنه!


    **
    (يتبع)

  13. #12
    وهكذا انطلق البراء بالحديث بإسهاب عن تعريف الأبعاد، وعلاقتها بالشخصية، مع توضيح الاسباب التي تجعل الشخصية أحادية البعد؛ من أسباب ضعف القصة! ثم قدّم الحلول بقوله:

    - الموضوع بصراحة صعب و يحتاج مجهود كبير، لو كنتم مهتمون بصنع مانجا راقية لا بد من الاجتهاد والتعب!
    هناك أكثر من عامل يجب أخذهم بعين الاعتبار، لصنع شخصية معقدة بأكثر من بعد، وأولها هو الإقتباسات، سواء من التاريخ، من روايات وأعمال تانية، من حياة شخص مشهور، أو شخص من حياتك، هناك أشكال كتيرة للإقتباسات، والغالبية لا يعرفون أهميتها، بل هناك بعض الجهلة الذين يحسبونها عيباً!
    الإقتباس هو أساس القصص التي نؤلفها، كل فكرة صغير أو كبيرة هي عبارة عن إقتباس من شي تعلمته في حياتك، وعندما تجمع كل الأفكار مع بعضها البعض؛ تتكون مجموعة من الإقتباسات تعكس كل شي تعلمته، وتعكس طريقة تفكيرك، مستوى ثقافتك، وحتى مستوى إجتهادك في القصة.
    التقليد هو عبارة عن إقتباس يعكس أفكار شخص مختلف، وهذا هو الفرق بين التقليد و الإقتباس، والطريقة التي تجعلك تضمن لك قيامك بالاقتباس وليس التقليد؛ هو أن تقتبس فقط الجزء الذي تعلمته من ذلك الشخص، والذي يخدم قصتك وحسب، ثم تتجاهل الأجزاء غير الهامة منه..
    مثلا عندما تعجبك شخصية ما، وترغب بتصميم شخصية مشابهة لها، فحاول أولاً تحديد الصفات التي أعجبتك بهذه الشخصية، اقتبسها ثم غيّر بقية الاشياء، باختصار حدد أقل عدد ممكن من الصفات، وغيّر أكبر قدر ممكن من باقي الأشياء!

    العامل التاني هو أن تكون الشخصية هي القصة، وليس العكس..
    وانطلق البراء يشرح بإسهاب هذا العامل؛ إلى أن قال:
    - كل ما زاد عدد الشخصيات كل ما زادت الصعوبة، ولكن على الشخصيات الأساسية بالتحديد أن تحرّك القصة.
    وبعد أن وضّح هذه النقطة أكثر؛ التقط نفسا عميقا، قبل أن يتابع:
    - العامل الأخير هو خبرتك في الحياة، ومدى قدرتك على التعرف على الناس بشكل حقيقي..
    مثلاً لو كنت إنسان مقتنع بفكر معين ومتشدد فيه لدرجة إنك لا ترضى بقبول الري الآخر؛ فهذا في النهاية سينعكس على كل شخصياتك، وستكون الشخصيات الطيبة توافقك على فكرك، والشخصيات السيئة تخالفك عليه، ولن تكون هناك شخصيات حيادية بطرق تفكير مختلفة.
    وطبعاً في النهاية أغلبنا يقوم بتأليف القصص بدافع المتعة، والمؤلف الذي يتعمد صنع شخصيات بسيطة وسطحية؛ من الممكن أن يعمل بها مانجا ممتعة؛ إذا قام بالتعويض عن ذلك بأشياء أخرى، ولكن بشكل عام، يجب أن نزيد ثقافتنا حول مواضيع هامة كهذه؛ فيما لو أردنا الاجتهاد، وصنع أعمال راقية، لتكون لدينا الإمكانية لذلك..
    وصمت البراء قليلا قبل أن ينهي كلامه بقوله:
    - الموضوع أطول وأعقد من هذا ولكنني أطلت عليكم كثيرا، وإن شاء الله تكون الفكرة قد وصلت، وأرجو أن تقرؤوا عنه أكثر، هذا غ، كنتم مهتمين بذلك، فقد مرّت بي خلال البحث الكثير من النقاشات المفيدة بخصوص هذا الموضوع، وأتمنى أن أكون قد أفدتكم بشي..
    ما أن أنهى البراء كلامه، حتى هتف أحمد الهمالي بانفعال:
    - ما شاء الله... مع أنني أعرف الكثير من هذه المعلومات.. إلا أنني لم أفكر أبداً بطرح الأمر في موضوع.... خصوصاً أنني أحب الشخصيات الأحادية مع انني مدرك لكل عيوبها (هناك سبب لكثرة التسونديري في الأنمي.. فهي نوع ناجح من الشخصيات ولو كان مكرر 100 مرة).

    أعرف أن هناك شخصيات ثلاثية الأبعاد وهي عكس الشخصية أحادية البعد... ليس هناك أي صفة طاغية... وصعب توقع تصرفاتها... أغلب شخصيات هنتر من هذا النوع (غون شخصية أحادية تم تأليفها بشكل ممتاز)

    لكن البراء اعترض بقوله:
    - غون ما أعتبره شخصية أحادية، بالعكس أحسه واقعي و يذكرني بناس أعرفهم فحياتي، سبب بساطة شخصيته إنه طفل و تصرفاته طفولية، فيه أوقات ما تقدر تتوقع تصرفاته.

    فصمت أحمد الهمالي مفكّرا للحظة قبل أن يرد:

    - مازلت أعتقد أن غون أحادي أكثر من شخصيات هنتر الأخرى.. لكن ربما يبدو كذلك لأن شخصيات هنتر أكثر واقعية من معظم شخصيات الأنميات الأخرى.

    وهنا تدخلت مدرسة الفروسية، التي كانت تتابع حوارهما باهتمام، وتنتظر لحظة مناسبة للسؤال دون مقاطعتهما:
    - عفوا.. ماذا تقصدون بتسوندري؟؟

    فأجابها أحمد الهمالي:
    - نوع من الشخصيات المنتشر في الأنمي (غالباً في الأنميات الرومانسية).... هي الشخصية التي تتصرف ببرود وقسوة مع الّذي تحبه (وأحياناً تكذب كثيراً) لكنها تملك جانب لطيف جداً يظهر في بعض الأحيان... (هناك نوع آخر من تسونديري تتصرف بحلاوة معظم الأحيان لكن لها جانب قاسي..عندما نقول تسونديري نقصد النوع الأول)
    تسونديري تعني "بارد وحلو"...
    المشكلة أن الكثير من الأنميات اليابانية تضع هذا النوع منة الشخصيات فقط لأنه مشهور وليس لأنه يزيد من روعة القصة...

    فأضاف البراء:
    - تعريف أحمد صحيح، لكن أبسط شرح لهذه الشخصية هو "الشخصية الخجولة التي تتصرف بطريقة قاسية أو وقحة حتى تخفي مشاعرها الحقيقية" (مثلاً عندما تقع شخصية من نوع تسونديري بحب شخص مǺ ستتصرف معه بوقاحة بسبب خوفها من اكتشاف حبها له)، وهذا النمط منتشر بكثرة، رغم معرفتي بأنماط منتشرة أكثر منه!

    فاستطرد احمد الهمالي بقوله:
    - المؤلف الجيد يستطيع تأليف قصة رائعة بالرغم من كون كل الشخصيات أحادية... لوفي من ون بيس شخصية أحادية البعد جداً، يمكنك توقع كل ما يفعله... الدراما هنا ليست في الأشياء التي يفعلها الشخصيات الأحادية، ولكن بسبب كثرة الشخصيات؛ فسيصبح من الصعب توقع ما سيحصل، حتى لو كنت تعرف ما سيفعله كل واحد منهم... وهذه هي النقطة!
    المذهل في ون بيس أنها مليئة بالمشاهد التي تجعلك تقول "كيف لم أتوقع هذا ؟" لأن الشخصيات يسهل توقع أفعالهم أما القصة فلا!

    فأومأ البراء برأسه موافقا:
    - أوافقك على هذه تماما، فـ ون بيس شخصياته سطحية جدا، ولكن ليس سبب كون المؤلف سيء أو كسلان، وإنما بسبب قراره التركيز على أشياء تانية، إلى جانب أن عدد الشخصيات كبير جدا، ومن الصعب التعمق فيهم! يعجبني في المؤلف أنه يعرف من البداية ما يريد؛ فركز على الأشياء التي يقدر على الابداع فيها، و ترك الأشياء التي لا يعرفها، ولو حاول التعمق بشيء لا يعرفه- كما فعل مؤلف بليتش- لم يكن ليحافظ على نجاحه بهذا الشكل.
    عندها قال أحمد الهمالي:
    - الوصف الّذي ذكرته؛ هو نوع المؤلفين الّذي أحاول أن أكونه..
    وأضاف متابعاً:
    - أحد الأشياء التي ألاحظها حين أقرا الكثير من القصة الواحدة (حتى الأعمال اليابانية) هي ملاحظة أن الشخصيات تتصرف وكأنها أداة للكاتب بدلاً من أن تكون حية... تلاحظ هذا في الكوميدي كثيراً... حيث قد تفعل الشخصية في حلقة شيء كانت تكرهه في حلقة اخرى...
    ليس سيئاً لو كان هذا هدف المؤلف.. لكن أغلبهم لا يعتقدون أنها مشكلة حين تفعلها بدون قصد.
    أفضل المشاهد في قصصي هي المشاهد التي قامت شخصياتي بتحريكها وحدها.. لو تركت القصة تجري كما خططت لهǺ لكانت تصرفات الشخصيات غير منطقية... ربما لهذا السبب في اليابان يطلبون رسم الإسم/لوحة القصة دائماً... لأنك حين ترسمه؛ ستجد شخصياتك تتصرف بشكل لا تمليه عليهم القصة (إلا لو كانت القصة أصلاً مكتوبة بشكل نصي، وليس ملخص فقط وعندها ستواجه المشكلة نفسها في الكتابة)

    كان البراء يستمع لكلمات أحمد بتركيز شديد، حتى إذا ما فرغ أحمد ردد البراء بتمعّن:
    - "الشخصيات تتصرف و كأنها أداة للكاتب بدلاً من أن تكون حية" كلام سليم، وكنت أحاول توضيح هذه النقطة، لكنني لم أعرف كيف أعبرعنها! في الكوميديا أحياناً يجعل المؤلف شخصية ما تتصرف بشكل مناقض لهǺ حتى يصنع نكتة معينة!!
    بالنسبة لي.. لاحظت أن أغلب الأفكار و المواقف التي أعجب فيها القراء؛ قمتُ بتأليفها وقت رسمي للوحة القصة، أكتر من الأفكار التي كانت لديّ من قبل! كما لاحظت أني أستمتع برسم لوحة القصة، عندما لا أكون قد قمت بتأليف الأحداث بعد؛ أكتر من استمتاعي برسم حدث جاهز في عقلي!
    فأيّده أحمد الهمالي:
    - أعرف تماما هذا الشعور..
    وأضاف:
    - قرأت أن أحد المؤلفين قال في أحد المجلدات الأولى.. أن كل شخصيات قصته (كانوا أكثر من 20 في ذلك الوقت) هم عبارة عن الشخصية الرئيسية.. مع نزع أو إضافة بعض الخصائص منه/له لتصير أفعالهم مختلفة... الشخصيات تبدو مختلفة جداً، ولكن مع ذلك المؤلف على حق
    كل شخصيات تلك القصة كانت "البطل لو كان ماضيه مختلف"..."البطل لو قمت بعكس شخصيته"... "البطل لو أضفت الخجل إليه"... "البطل لو حصل على قدرة مختلفة"... "البطل لو كان في جانب العدو"... ومع ذلك كانت الشخصيات مختلفة جداً بسبب هذه التغييرات البسيطة...
    المجلدات الأخيرة بدأ ذلك المؤلف بتدمير كل شيء نعرفه عن البطل... جعل البطل يتسائل عن هويته.. عن حياته... جعله مختلف جداً بسبب القتالات التي خاضها ولم يعرف هل هو المحق أم أعداؤه.. بدا البطل كشخصية أحادية البعد ولكنه تحول إلى شخصية ثلاثية الأبعاد خلال القصة.

    فعلّق البراء بتساؤل:
    - لا أدري لم أشعر بأن هذا الوصف ينطبق على ناروتو، ياستثناء الجزء الأخير!

    فضحك احمد الهمالي موضحا:
    - كنت أقصد رواية
    A certain magical Index
    لكن الأجزاء الجيدة من الرواية لم تظهر في الأنمي والمانغا بعد... هناك إشاعات عن موسم ثالث للأنمي وسيكون رائعاً! لكن معك حق.. هذا ينطبق على ناروتو إلا الجزء الأخير..
    وهنا تدخلت مدرسة الفروسية بتساؤلها المحتار:
    - لم استطع ايجاد الرابط العجيب!! كيف ينطبق على ناروتو؟؟؟
    وماذا تقصدون بقولكم إلا بالجزء الاخير؟

    فأجابها أحمد الهمالي:
    ما قصدناه هو أن كل شخصيات تلك القصة هي البطل لو غيرت فه شيء ما.....
    "ناروتو لو كان ماضيه مختلف"... غارا...
    "ناروتو لو قمت بعكس شخصيته"... ساسكي (نوعاً ما.. لكنه ليس مثال جيد)
    "ناروتو لو أضفت الخجل إليه"... هيناتا (نوعاً ما... لكن حتى لو نزعت منها الخجل فلن تكون شخصيتها مثل ناروتو)
    "ناروتو لو كان في جانب العدو"...أوبيتو
    "ناروتو لو حصل على قدرة مختلفة"...
    كل الشخصيات يشبهون ناروتو في شيء مع تغيير أشياء... مع أن ناروتو ليست أفضل مثال لهذا الأمر....
    ولكن الجزء الأخير الّذي قصدناه هو "بدأ ذلك المؤلف بتدمير كل شيء نعرفه عن البطل... جعل البطل يتسائل عن هويته.. عن حياته... جعله مختلف جداً بسبب القتالات التي خاضها ولم يعرف هل هو المحق أم أعداؤه.. بدا البطل كشخصية أحادية البعد ولكنه تحول إلى شخصية ثلاثية الأبعاد خلال القصة"
    هذا ما حصل في سلسلة Index التي تحدثت عنها.. أما في سلسلة ناروتو فقد حصل العكس، ولكن ناروتو بدأ كشخصية ثلاثية من البداية لذا لم يكن حصول هذا سيحدث فرقاً!
    كانت مدرسة الفروسية تحاول تدوين كافة الملاحظات باهتمام، حتى إذا ما فرغ أحمد الهمالب من التوضيح، سألته:
    - بعد إذنك.. من هو المؤلف الذي تقصد أنه دمر كل شيء؟ كيشيموتو؟؟
    هل تقصد أن ناروتو تحول إلى شخصية ثلاثية الابعاد؟؟
    أم تتحدث عن شيء آخر وفي ناروتو حصل العكس ؟؟
    اختلطت الامور علي! وشكرا للتوضيح...
    فأسرع أحمد الهمالي لإزالة اللبس قائلا:

    - كلا لم يحصل هذا في ناروتو، وإنما قصدت كاماشي كازوما، مؤلف
    A certain magical Index...

    وأضاف لمزيد من التوضيح:
    - وفي الحقيقة ناروتو يعتبر شخص ثلاثي الأبعاد من البداية... يمكنك توقع تصرفاته ولكن هذا فقط لأنك أمضيت معه أكثر من 200 حلقة!
    ناروتو يفعل الكثير من الأمور التي لا يمكن وضعها تحت نوع واحد فقط من الشخصيات... فهو قد سامح "ناغاتو" مع أنه يكرهه... هذا فعل أقرب للإنسان.. من "لنقم بقتل هذا الشرير".. أو شيء كهذا..
    عندما يفعل ناروتو فعل؛ فأنت تشعر أنه فكّر كثيراً قبل فعله... وليس فعله لأن "بطل القصة يجب أن يفعل ذلك"

    واستدرك أحمد الهمالي فجأة فاعتذرة لمدرسة الفروسية:
    - أشعر أننا قمنا يتحييرك أكثر من مساعدتك! آسف..

    لكن مدرسة الفروسية طمأنته شاكرة:
    - جزاك الله خيرا الحمد لله وصلت الفكرة..
    عندها استطرد البراء بقوله:
    - على ذكر ناروتو؛ أكبر إنتقاداتي له أن نظرة المؤلف للخير والشر مفرطة ومبالغ فيها، فالشخصية التي تتصنف مع الأبطال تكون طيبة بشكل غير واقعي؛ و الشخصية الشريرة تكون شريرة بدافع الشر! ولا توجد شخصيات حيادية أو واقعية!! وعندما تنتقل شخصية من جانب لجانب آخر؛ تتغير بشكل جذري وغير مقنع (مثل قارا و أوروتشيمارو و بين, و غيرهم)، لذا قلتُ سابقا أن الشخصيات كلها متشابهة!
    لكن طبعاً التشابه كله من هذه الناحية وحسب، فبالنسبة لتصميم الشخصيات؛ كيشيموتو أبدع جدا، وعرف تماماً كيف يصنع شخصيات متنوعة، ليعطي كل شخصية صفات تميزها عن غيرها.


    ورغم أن مدرسة الفروسية همّت بإضافة شيء؛ لكن وهج البنفسج سبقتها قائلة:
    - اولاً: لا أتفق في نقطة تطبيق المثال على ناروتو
    غارا أبدا ليس ناروتو مهما نزعت أو أضفت إليه
    هيناتا لا .. ساسكي لا
    نارتو وأوبيتو نعم نسخة من بعض
    وحتى أخو تسونادي نسخة من نارتو..
    من وجهة نظري؛ الفكرة تنطبق مائة بالمائة على شخصيات كونان، فهي فعلا نسخة من بعضها البعض!
    سينشي.. هاكوبا.. هيجي.. كيد.. كلها نفس الشخصية! لاحظت ذلك من خلال ملاحظتي لشخصيات ناروتو كم هي مختلفة!
    كيد هو سينتشي بزيادة صفة الإستهبال والسخرية أو الكوميديا
    هيجي نفس سينشي بزيادة صفة الغباء ليس الغباء العقلي طبعا
    هاكوبا نفس سينشي بزيادة صفة الإتزان والرزاتة

    ثانيا: بخصوص الشخصيات الخيرة والشريرة في ناروتو، اتفق مع البراء فيما قاله، لكن أيضا كيشي خرج عن الفكرة النمطية للشر المحض!! إيتاشي من أعمق الشخصيات الشريرة ذات دافع خيري .. حتى مادارا وأوبيتو ناغاتو كونان بين؛ دافعهم تحقيق السلام لكن طريقتهم خاطئة
    ديدرا ماله دوافع شريرة أخذ الموضوع "فلّة"!
    كابتو شر محض..

    وما أن صمتت وهج البنفسج لتلتقط أنفاسها، حتى هتف احمد الهمالي بإعجاب:
    ما شاء الله... أمثلة كونان صحيحة... ومعك الحق حول ناروتو... لم يكن مثال جيد على الإطلاق!

    كما اتفق معك يا وهج البنفسج حيال النمطية في الشر، لكن ما يقصده البراء هو أن الشرير عندما ينتقل لجانب الخير؛ تنظر له كل الشخصيات نظرة مختلفة... وكأنه لم يكن عدواً لهم قبل يومين!!

    وهنا اسثمرت مدرسة الفروسية الفرصة قائلة:
    - كلام وهج البنفسج جميل ومقنع (بالنسبة لي على الأقل)، ولكن من وجهة نظري؛ ايتاتشي لا أظنه يصنف تحت الشخصيات الشريرة أبدا،
    يمكنكم القول:
    "إيتاشي من أعمق الشخصيات الطيبة التي تصرفت بظاهر شرير جدا"
    وبالنسبة لشخصيات ناروتو التي تنقلب من الشر إلى الخير (اوبيتو، ناغاتو، ساسكي، كابوتو،..) فهذا لأنها من الأساس لم تكن شريرة عبثا!! (أي لم تكن شريرة لأنها تريد الشر، بل ستلاحظون أن الشر كان طارئا عليها فقط، لذلك بمجرد أن يزول هذا الطاريء وتقتنع بخطأها فمن المنطقي جدا أن تحاول تصحيح المسار بكل قوة)
    بالمقابل زيتسو الاسود شرير بالفطرة (على ما يبدو) وبقي شريرا ومات شريرا وانتهى الأمر!
    هذه هي وجهة نظري..

    لكن احمد الهمالي قال:
    - قضية إيتاشي مسألة جدلية... في نظري ساعتبره شريراً... لو كنت مكانه سأفعل مثله؛ ولكن ساعتبر نفسي شرّير.. أن تقتل الأطفال لأنهم سيكونون أشرار حين يكبرون جريمة كبيرة.... لكن على أي حال....
    كل تلك الأمثلة جيدة... أظن إنتقال أشرار ناروتو إلى الخير كن منطقي نوعاً ما ولم أرى معظمهم (توقفت عند بداية أرك الحرب) لذا لا يمكنني التحدث عن ردة فعل الناس حول الشخصيات كيف تتغير بسرعة...
    لكن هناك أنميات يكون الشخصية شرير اليوم.. ويصير بطل غداً... وكل الشخصيات الأخرى ينسون أي فعل سيّء فعله... هذا ليس عيباً كبيراً لكن القارئ يشعر بالملل حين يرى ثلاث أنميات متتالية يحصل هذا فيها!


    بدى التفهّم على وجه مدرسة الفروسية، فابتسمت قائلة:
    - ربما علي أن أكون أكثر حيادية رغم أن ايتاتشي هو البطل رقم 1 بالنسبة لي في عالم الانمي من أوله لآخره حتى هذه اللحظة! أضيف إلى ذلك أن ايتاتشي لم يترك ساسكي حيا فقط لأنه يحبه، بل قال له لأنني أريد أن أترك شخص من الاوتشيها ليحاكمني! أعجبتني هذه اللقطة جدا جدا جدا.. بالنسبة لي ايتاتشي أكثر شخصية عميقة، وعقدتها مذهلة بشكل لا يوصف! سبحان الله... لو اتحدت الأذواق لبارت السلع!

    عندها تدخل البراء بقوله:
    - بالنسبة لي، لا أرى شخصية إيتاتشي عميقة، كما تصفها وهج البنفسج! قصته عندي عليها إنتقادات كتيرة!
    وقد شرح أحمد الهمالي قصدي حول الشخصيات الشريرة التي يتم تقبلها بعد ذلك بسهولة، ومن أكبر الامثلة أوروتشيمارو!! كيف يسمحون له بدخول القرية، و يعاملوه على إنه صديقهم؛ وهو من قتل الهوكاجي الثالث و ارتكب جرايم فظيعة؟!
    علما بأن لديّ مشاكل مع شخصيات ناروتو أكبر من هذه، أولها تطور الشخصيات! لا توجد شخصية في ناروتو تطورت بشكل تدريجي، كل الشخصيات التي تغيرت؛ تغيرت فجأة بعد ما خسرت في القتال (مثل زابوزا, نيجي, قارا, بين, و غيرهم)، أو بعد الإنتقال في الزمن..
    على العموم أنا لا اريد تعمق في هذا الموضوع أكثر..
    لكن أحمد الهمالي بدا متحمساً لذلك، فشجّعه بقوله:
    - أقترح أن تكتب موضوعاً طويلاً عن هذه العيوب في ناروتو، ولو كان طويلاً جداً قسّمه حسب الشخصية الواحدة.. في الحقيقة هذه العيوب يمكن ان تكون مزايا في بعض الحالات.... خصوصاً أنها شونين غير واقعية... المشكلة هي أن نقوم نحن المانغاكا بتقليدها دون أن نعلم تلك العيوب، أو نظن أنها الطريقة الوحيدة.

    **
    (يتبع)

  14. #13
    والتقط نفساً قبل أن يضيف موضحا:
    - في نظري شخصية ناروتو مثال للمثالية... يحاول إيقاف كل الحروب بشكل سلمي... لكن المزعج ان تجد الشخصيات الأخرى يوافقون على فكرته فقط لأنه ناروتو.... لم أشاهد الكثير بعد بداية الحرب، وأظنني لم أصل للأجزاء المهمة بعد؛ لكنني واثق أن هذا ما حصل في الحلقات التي لم أشاهدها بعد.
    لو كان كل الناس غاضبين من أوروتشيمارو مثلاً ولكنهم يسمحون له بالعيش معهم تلبية لطلب بطل القرية, وحصلت بعض العنصرية البسيطة ضدّه أظن أن السلسلة ستكون أفضل قليلاً.
    وما أن انتهى من كلامه؛ حتى قالت مدرسة الفروسية، بروح رياضية عالية:

    - أوافق على فكرة الأخ أحمد في كتابة تقرير عن عيوب ناروتو للاستفادة من وجهة نظرك أخي البراء..
    ثم اضافت موضحة:
    - بالنسبة لاوريشمارو حسب ما شاهدت لم يسمح له بالعيش داخل القرية بشكل طبيعي!! كان أشبه بالشخص الموضوع تحت المراقَبة في كهفه، وتم تكليف ياماتو بمراقبته على الدوام!! (هذا ما حدث!!)
    وفي حلقات قصة ساسكي بعد ذلك؛ أعجبني التفسير الذي قدمه اوريشمارو حول السماح له بالوجود في كهفه (هناك أمور لا يمكن للأشخاص الطبيعيين حلها، فيلجؤون فيها لأشخاص أمثالنا) نسيت نص العبارة ولكن هذا معنى ما قاله اوريشمارو لساسكي!
    بالطبع لا توجد قصة كاملة، ولكن قصة ناروتو (خاصة ايتالتشي) من أروع القصص التي مرت علي حتى الآن، مع احترامي لوجهات النظر الأخرى بالطبع!
    ويسعدني الاطلاع على تقرير الأخ البراء في حالة قرر كتابته حول عيوب ناروتو..

    فلم يجد البراء بدا من الاذعان لطلبهما، فاكتفى بقوله:
    - إذا وجدت وقتا لذلك، فسأكتبه إن شاء الله، ولكن لا أدري إذا كانت المجموعة مكانا مناسبا لنشر موضوعا كهذا أم لا! من الممكن أن أكتب عندها عن العيوب في الانميات بشكل عام، وأعطي فيه أمثلة من ناروتو.

    فتهلل وجه مدرسة الفروسية، وأجابته مشجعة:
    - بالطبع المجموعة هي المكان المناسب لنشر موضوعك، فمعظم من فيها يسعى لتطوير قصصه وأعماله، وموضوع كهذا سيفيدهم بالتأكيد إن شاء الله..
    إذا قررت كتابته فلا تنس أن تعمل لي إشارة إن شاء الله..

    فهز البراء رأسه موافقاً، فيما تابع قائلا:
    - على العموم انتقادي لناروتو لا يعني أنني اراه أنمي سيّء، بالعكس زمان كان من أنمياتي المفضلة، لكن كغيره من الأنميات الطويلة التانية، فيه عيوب كتيرة ممكن أن يتغاضى عنها البعض، ولكن هناك من سيوقف الأنمي بسببها!

    فقالت مدرسة الفروسية:
    - الفكرة في ناروتو خاصة موضوع التعامل مع الاشرار هي أنك إذا قدمت تكفيرا لخطاياك السابقة، فهذا يغفر لك.. وليس لأنك صديق البطل أو عندك (واسطة) مثلا!!!
    اوروشيمارو في الحرب الأخيرة، وقف إلى جانب القرية، وتحدث بصراحة أنه لم تعد له الرغبة في إيذاء أحد أو الاساءة لها من جديد (طبعا هذا لا يعني مسامحته) لكن على الأقل لم يتركوه بدون مراقبة!! لا تنس أن له تجارب قد تفيد الاخرين!!!

    فقال البراء:
    - حقيقة لا أريد التعمق في انتقادات ناروتو بشكل كبير، حتى لا يؤخذ عني فكرة خاطئة بأنني كاره للأنمي، أو أحاول استفزاز الفانز أو أي شيء من هذا القبيل، هذا إلى جانب كوني قد تابعت قصة إيتاتشي في المانجا قبل 8 سنين تقريباً، لذا لا أريد التفصيل في الموضوع حتى لا أخطئ بشيء، وعندها قد تنتهزون الفرصة لكي تطلبوا مني معاودة مشاهدته! ولكن على العموم سأذكر بعض إنتقاداتي باختصار:
    أولأ: دافع إيتاتشي، كان هناك حلول كثيرة لم يجربها، وما كان مضطر فعلياً أن يقوم بقتل كل أفراد عشيرته! شعرت أن كيشيموتو كان يحاول فرض معاناة إيتاتشي على المشاهدين، كما شعرت أنه لم يكن كان مخططاً لقصته من البداية؛ بل غيّر رأيه فيما بعد!
    ثانياً: فكرة زرع الحقد داخل ساسكي بهدف حمايته (ليصبح قوي)؛ لا يوجد إنسان يفكر بهذه الطريقة! منذ متى كان الحقد طريقة ليصبح الشخص أقوى؟!
    ثالثا: على ما أذكر أن قرية الورق هم الذين كلفوا إيتاتشي بمهمة إبادة عشيرته، ومعروف أنه في أي منظمة حكومية أو غيرهǺ لا يتم تكليف شخص بمهمة من هذا النوع؛ إن كان من الممكن له أن يدخل مشاعره فيها!! كيف لهم تكليف شخص بإبادة عشيرته وقتل أمه وأباه؟!! هذا يعتبر غباء من الهوكاجي لأسباب كتيرة؛ لا أعرف من أين سأبدأ فيها!! والذي أزعجني أن كيشيموتو حاول إظهار الهوكاجي وكأنه أتخذ قرار مهم، بدل الاشارة إلى كونه قرارا غبياً!

    كانت مدرسة الفروسية تنتظر البراء حتى يفرغ من حديثه، لتدلي بدلوها، قائلة:
    - أتفهم موقفك تماما، فشخصيا ربما كنت سأكون ممن يطلب منك إعادة مشاهدة الحلقات! واسمح لي بتعديل سريع على ذكر الهوكاجي؛ هو فعليا لم يكن قراره، بل حدث هذا دون علمه، وكان بقرار رئيس الانبو "دانزو"، والذي يعمل ايتاتشي تحت إمرته! على كل حال، هذا ليس موضوعنا.. المهم.. سبحان الله، رغم أنني استنتجت الشيء نفسه حول قصة ايتاتشي من أنها لم تكن مخطط لها من البداية هكذا، لكنني نظرتُ إلى الاستدراكات فيما بعد على أنها نقطة قوة! قلت لنفسي وقتهǺ هكذا يمكنني تدارك أي خطá وهذا ما كنت انوي تطبيقه على مانجا ترنيمة الملوك إن سنحت لي الفرصة..
    وحقيقة لم تعجبني فكرة زرع الحقد في قلب ساسكي، لكن تبريرها فيما بعد لم يكن من أجل أن يصبح أقوى وحسب؛ بل من أجل أن يتمكن من قتل ايتاشي نفسه لأنه كان يشعر بأن من الواجب القصاص منه.. ايتاتشي نفسه اعترف بخطأه في هذا..

    لكن البراء قال:
    - بصراحة.. القصة لم تقنعني أبداً، وشخصياً أفضل لو كان إيتاتشي شرير فعلاً، لكن طالما أن قصته أعجبت أغلب المتابعين؛ فلا أستطيع إنكار أنها كانت تغيير للأفضل، هذا في حالة أن كيشيموتو لم يكن قد خطط للقصة منذ البداية وقام بتغيرها لاحقاً!
    حتى لو كان المبرر من زرع الحقد داخل ساسكي هو أن إيتاتشي يريد معاقبة نفسه؛ الفكرة غير مقنعة، و تزيد من الأشياء المتناقضة في قصة إيتاتشي! يعني لو كان يرى أن من الواجب القصاص منه لماذا لم يسلم نفسه للقرية؛ بدل انضمامه للأكاتسكي ومحاولة خطف ناروتو لأجلهم، وزيادة معاناة ساسكي؟

    فأجابته مدرسة الفروسية:
    - اتفق معك في أن زرع الحقد داخل ساسكي كان خطأ منذ البداية، وقد اعترف ايتاتشي بهذا لاحقا، أما انضمامه للأكاتسكي والتظاهر بخط ناروتو فقد تم توضيح كل هذا بالفعل داخل الأنمي، وتسليم نفسه للقرية كان سيفسد المهمة الأصلية من انضمامه للأكاتسوكي والتي أخبر عنها الهوكاجي قبل رحيله من القرية، أضف إلى ذلك رغبته بإظهار ساسكي كبطل أمام أعين القرية، عندما يمكّنه من القصاص منه..
    إجمالاً يمكننا بالطبع أن نختلف في وجهات النظر، ولستَ مضطرا لاعادة مشاهدة ناروتو، لكن بالنسبة لي، فقد ساعدني كثيرا في إعادة النظر في قضايا هامة جدا..
    فقال البراء بتفهّم:
    - على العموم إنتقاداتي على قصة إيتاتشي، ليست لإيتاتشي نفسه، فأنا عارف إنه شخصيتك المفضلة، ولا أريد منك أن تظني بأنني أعتبره شخصية سيئة، فلدي أيضاً شخصية مفضلة؛ وأعرف كيف يكون الإحساس عندما ينتقدها أحد!
    فابتسمت مدرسة الفروسية، قبل أن تقول:
    - بالنسبة لي لا أمانع في انتقاد أي شخصية حتى لو كنت أنا شخصيا، ولكنني أحب بيان وجهة نظري فقط! ربما يبدو هذا وكأنني أدافع دفاعا مستميتا عن هذه الشخصية (حقيقة ايتاتشي يستحق ذلك) لكن في النهاية؛ أحب بيان وجهة نظري والاستماع لرأي الاخرين أيضا، فهذا يفيدني في ابتكار شخصياتي (بإذن الله)
    بالمناسبة ما هي شخصيتك المفضلة؟؟
    فأجابها البراء:
    - لا أدري إن كنت تعريفهم، أكياما شينتشي، بطل لاير قيم (لعبة الكذب) شخصيتي المفضلة في المانجا، وملك النمل من هنتر شخصيتي المفضلة في الأنمي..
    ثم اضاف:
    - بصراحة شعرت إنك تدافعين عن إيتاتشي دائماً، وهذا شيء طبيعي، كلنا ندافع عن الأشياء التي نحبها، ومن الصعب أن نتقبل الإنتقادات عليها..

    فردت مدرسة الفروسية، في محاولة لإيجاد مبرر لنفسها:
    - دفاعي عن ايتاتشي ليس دفاعا أعمى، وإنما أدافع عن الأفكار التي أقنعتني فقط، وفي النهاية لا أظنه يصنف ضمن الدفاع، وإنما ضمن الاقتناع بفكرة معينة أرغب بنشرها، لا أكثر ولا أقل! شخصيا تابعت ناروتو شيبودن حلقة بحلقة (باستثناء الفلرات- وجزى الله خيرا من أعد جدول الفلرات الذي ساعدني على تجاوزها)، وكلما تابعت حلقة وتعمقت بالقصة أتفاجأ من عمق الفكرة ومنطقيتها الرهيبة!
    وابتسمت متابعة:
    - هل تعلم أنني كنت أتابع الحلقات وبيدي دفتر وقلم!! بل إنني كنت أضع فرضيات في ذهني، أو لنقل توقعات بناء على استنتاجات معينة ضمن سياق القصة، ثم تأتي كما توقعت بالضبط!! ربما هذا السبب الذي جعلني أشعر أن ناروتو رائع..
    وضحكت قبل أن تعلق قائلة:
    - أشعر أن عقلية كيشيموتو تشبه عقليتي بشكل كبير!!
    ثم تابعت بنبرة جادة:
    - حتى قصة إيتاتشي بكامل تفاصيلها وجدتها مقنعة (هناك تفسير لكل شيء حدث في النهاية، وربما لا يتسع المجال لذكر ذلك كله الآن)
    تخيل أنك تريد أن توصل أفكارا معينة، ولكنك لا تملك الامكانيات لذلك، ثم تجد شخصا آخر قام بإيصال هذه الأفكار بطريقة مدهشة، كيف سيكون شعورك نحوه؟ ألا تشعر بالامتنان الشديد له؟
    وأخرجت مفكرة من حقيبتها، فتحتها على صفحة محددة؛ أرتها للبراء قائلة:
    - هذه على سبيل المثال؛ بعض المواضيع التي كتبتها من خلفية ناروتو- لتفهم قصدي:
    1- عشر نقاط توضح "لماذ أعد (ايتاتشي) أسطورة، لم تتكرر حتى الان!"

    http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1128721

    2- وقفة مع "جيرايـــــــــــــــــــــا".. رسائل بين السطور (:

    http://www.mexat.com/vb/showthread.p...313&highlight=


    3- وقفة تحليلية مع ثنائيات "ناروتو" من وجهة نظري الخاصة (:

    http://www.mexat.com/vb/showthread.p...568&highlight=

    4- تأملات في رواية ( grayfox) وفن صياغة الفكر السامي والحكم!
    (طبعا هنا توجد فقرة كاملة عن ناروتو ^_^ )
    http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1130063

    وبعد أن اطلع البراء على عناوين المواضيع في تلك المذكرة؛ قالت مدرسة الفروسية:

    - أعود وأأكد لا توجد قصة بدون عيوب، ودفاعي عن ناروتو لا اعتبره مبالغا فيه أبدا (هذه هي وجهة نظري)
    قد لا تصدق، ولكن ناروتو أثر فعلا في طريقة تفكيري وجعلني اراجع العديد من الأمور.. هل تصدق هذا!!!! لقد لامس أعماق قلبي بشكل غريب!!
    لو لم يكن كذلك، فلماذا أتحدث عنه!!
    تيقى هذه أذواق ووجهات نظر في النهاية..
    فأكّد أحمد الهمالي كلامها:
    - صحيح... غون من هنتر له نفس المشكلة... وأظن لو كان ناروتو مقنع بسبب أسلوبه.... أظن غون مقنع بسبب برائته... إنها براءة تجعل أفعاله الشرّيرة تبدو طيبة.
    تذكروا أن خطته لأخذ الشعار من هيسوكا في أرك الإمتحانات كانت تتطلب أن يقتل هيسوكا شخصاُ (أو يضربه بقوة على الأقل) ومع ذلك القصة أظهرت المشهد بشكل بريء جداً... وأظن أن غون نفسه لم يدرك الخطأ الذي قام به حينها.... براءته هذه تجذب.

    لكنه استدرك فجأة، بعد أن انتبه إلى ذلك المسار الطويل الملتف الذي قادهم إليه النقاش:
    - بدأت الآن أدرك لماذا كان مهدي سرحان يقول دائماً: "الأمثال تضرب ولا تناقش"....
    تغير مسار الموضوع تماماً!!

    فلم تتمالك مدرسة الفروسية نفسها من الضحك، في حين علقت وهج البنفسج بقولها:

    - فعلا إختلاف الأذواق قصة لا تنتهي!! بالنسبة لي أرى هذا مستفز وغير مقنع!
    أما لهذه المقولة:
    (الأمثال تضرب ولا تناقش".... تغير مسار الموضوع تماماً ~)
    فعلا الموضوع تحول لشيء آخر
    لكن أرى أنه لا بأس طالما النقاط مازالت تناقش بهدوء وتركيز ولم يتحول النقاش إلى فوضى

    وأمام دهشة الجميع؛ وقفت مدرسة الفروسية في منتصف ممر الباص، بتوازن مع حركته وأخذت تصفق بحرارة، قبل أن توضح موقفها قائلة:
    - شكرا شكرا جزيلا.. لم أملك إلا أن أقدم تصقيقا حارا لهذه النقاشات المفيدة.. وجزاكم الله خيرا جميعا لهذا النقاش المفيد جدا بالنسبة لي..
    ثم عادت إلى مكانها وهي تقول بابتسامة مرحة:
    - الأمثلة تغير مسار الموضوع... لا بأس في هذا ما دامت التفرعات مفيدة أيضا..
    وبتفاعل مع مثال هنتر، تابعت:
    - (براءة غون).. بالفعل هي سبب وجيه ومقنع جدا لجذب الاخرين، لدرجة أنني ابتكرت شخصية في مدرسة الفروسية تأثرا بأسلوبه (هذه الشخصية لم تظهر في الجزء الأول من الرواية- علما بأن ثلاثة أرباع أو معظم شخصيات مدرسة الفروسية هي عبارة عن اقتباسات من شخصيات أنمي تأثرت بها بشدة).. المهم نعود لبراءة غون، من الناحية الواقعية حدث هذا في التاريخ العربي والاسلامي، يقال أن فتى طلبت منه أمه أن لا يكذب أبدا وخلال سفره مع القافلة هاجمهم قطاع طرق، وعندما سألوا الفتى كم معه من المال أجابهم بصدق عن كل ما لديه، سخروا منه في البداية لكن أسلوبه في التعامل معهم وكلامه واكتشافهم صدقه أثر في زعيم العصابة، فسأله لماذا فعلت هذا وأنت تعلم أننا لصوص؟؟
    أجابهم، لأنني وعدت أمي أن لا أكذب أبدا ولم أحب نقض عهدها! هنا تأثر الزعيم وأعلن توبته قائلا (وأنا لن أخلف عهدي مع الله مرة أخرى) وصلح حال العصابة!!
    هذه قصة تاريخية قرأتها أو سمعتها في صغري، لذلك لا أتعجب من تغير حال الأشرار بسبب براءة غون أو شخصية ناروتو... هذه الامور تحدث في الواقع فعلا!!
    وربما هذا هو السبب الذي يجعلني لا أرى الأخطاء التي يراها الآخرون في ناروتو، أعتقد أن الموضوع يعتمد على الخلفيات المسبقة لدى المشاهد والله أعلم!
    وبالمناسبة؛ الحلقة التي حصل فيها غون على بطاقة هيسوكا من أروع الحلقات في هذا الانمي بالنسبة لي... إبداع!!
    شيء آخر، أكثر موقف أثر بي من مواقف غون هي تحديه لأحد أعضاء عصابة العنكبوت في لي الذراع..
    وتابعت مدرسة الفروسية بانفعال أكثر:
    - يا إلهي إصراره على الفوز وثباته كان رهيبا!! بالتأكيد من المنطقي جدا أن يثير إعجاب هيسوكا بقوته!

    فأضاف أحمد الهمالي:
    - أحد الأشياء التي أعجبتني في شخصية غون... أنك تظن دائماً أنه رمز للخير؛ لكنه يفعل أشياء غير طيبة دون أن يفكّر... أظنني كتبت موضوع عن هذا قبل, وضعه في عالم كهذا يظهر الجانب السلبي لشخصيات الشونين.
    إجمالا.. أحب الجانب العاطفي من القصص لكنني أهتم أكثر بالجانب الفكري/النظري.... لهذا السبب أحياناَ أجد أنني أعتبر أشياء يراها معظم المتابعين عيوب من أفضل المزايا..

    بدا الامتعاض قليلا على وهج البنفسج، فتساءلت:
    - طريقة عرض الفكرة؛ لا تشكل فارق عندكم ؟؟؟!
    بالنسبة لي.. ممكن أكره الفكرة إذا كانت" over " أو "fake" في طريقة عرضها.. بالإضافة إلى أنني أهتم بالمعاني والرسائل التي تركز عليها القصة والتعقيد في الأحداث، كل هذا لا يمكن أن يكون مقنع لو لم تكن مصاغة بطريقة واقعية مدروسة، بعيدة عن التكلف..

    فأكد أحمد الهمالي كلامها:
    - طريقة عرض الفكرة تؤثر جداً... ولو شعرت أنها
    Fake
    قد أنزعج أكثر منك بكثير... لكن لم أشعر بهذا في هنتر!
    لكنه استدرك:
    - لو قارنته بالإصدار القديم.... مقارنة بالأنميات الأخرى يبدو عادي!

    **
    (يتبع)

  15. #14
    فتدخلت مدرسة الفروسية معتذرة:
    - أرجو المعذرة، هذا تدخل بسيط لو سمحتم.. بما أنني لم اشاهد الاصدار الجديد من القناص، ولا أدري عما تتحدثون بالضبط، ولكن السؤال لـ وهج البنفسج ، هل تقصدين أن الإخراج هو الذي يؤثر في عرض القصة؟؟ يعني الرسم والتلوين والاضاءة والاصوات، الخ هو الذي جعلك تحكمين على نسخة القناص الجديدة بأنها غير جيدة وغير مقنعة؟؟
    أرجو التوضيح لهه النقطة..
    وتابعت بقلق:
    - الموضوع أصبح يخيفني فعلا، يعني مثلا لو افترضنا أننا وصلنا إلى المرحلة التي سننتج فيها مدرسة الفروسية بشكل انمي (إن شاء الله) فهل هذا يعني أنه إذا لم يكن الاستوديو المنتج متفهم تماما لأفكار الرواية ومقتنع بتفاصيل تفاصيلها وأفكارها فإن إخراجه لها سيكون ليس بالمستوى المطلوب؟؟

    وهكذا.. كما تنبّأ مهدي سرحان في الماضي؛ تغير مسار الموضوع رسميا، وكل التقدير لنظريته التي أثبتت صحتها في ذلك الوقت!!

    ورغم أن الموضوع انتهى تقريبا بعد تشعبات كثيرة، ملّ معظم من في الباص العجيب من متابعتها، فانشغلوا بأحاديثهم الخاصة، أو رسوماتهم المختلفة، إلا أن رؤى ابراهيم كانت تنتظر اللحظة المناسبة؛ لتعبر عن وجهة نظرها بخصوص مثال وهج البنفسج عن كونان، فقالت أخيرا:
    - ردا على كلامك اختي وهج البنفسج على أمثلة كونان وأنها نسخة طبق الأصل من بعضها..
    حسنا ربما تكونين محقة الى حد ما.. ولكن اظن بأن المؤلف غوشو اوياما قصد ذلك.. بأن جمع كل شخصيات القصص البوليسية في هذا الانمي..
    انظري لكايتو كيد ----> ارسين لوبين
    سينشي ----> شيرلوك هولمز وايضا هيركيول بوارو
    ميغوريه ----> المحقق ميغوريه وهي قصص فرنسية
    هيجي ووالده ----> ايلري كوين
    بالطبع قد يحدث تشابه في الشخصيات ما دام كل الابطال اذكياء، وان حدث فهذا ليس سببا لننتقده.. بل نشكره لأنه اراحنا من البحث في كل تلك القصص..


    وورغم تشعب النقاش بينهم بعد ذلك؛ إلا أن محمد بوخمادة لم ينس ما كان يود قوله للبراء، تعقيبا على محاضرته القيمة، فاستغل لحظة صمت طارئة ليوجه حديثه له:

    - ابدعت يا أخي وتكلمت بتفصيل ممتاز! ما شاء الله! لم أفكر او لم أصل إلى هذه الفكره من قبل، وكنت أحتاج إلى مساعده ، ولكن لم أعرف
    مالذي ينقصني، أعجبني كلامك جدا، فقد أجبت أنت عن السؤال الذي لم أعرف كيف او أين سأجده.. اشكرك على جهدك
    وأتمنى أن يستفيد منه الجميع..
    ثم استطرد قائلا:
    - على فكره.. مؤلف ون بيس وناروتو، استنبطو شخصيتهم لوفي ، وناروتو من قوقو صدقو او لا تصدقو!!

    فعلّق أحمد الهمالي:
    - حسب التعريف الّذي ذكره البراء.. فإن لوفي شخصية أحادية وناروتو شخصية ثلاثية... أما غوكو فصعب أن أحدد إنه يتصرف غرابة لذا لا يمكن توقع تصرفاته لكنه ليس عميق مثل ناروتو مثلاً..
    فرد عليه محمد بوخمادة:
    - أنا لا أقصد في التصرف أخي أحمد، بل عن أستوحاء الرسام لرسم الشخصيه، اي انا قوقو هو ملهمهم..
    في تلك اللحظة؛ انتبه أحمد الهمالي لرسمة افرجاردن التي كان يعمل عليها بجد، إلى جانب أعماله الأخرى من تلوين شخصيات ورسومات فان آرت متنوعة، لكن تلك الرسمة بالذات أثارت اهتمامه بشدة، شعور غريب ربطه بها بطريقة ما، ورغم انشغال افرجاردن، مما جعل الصمت يخيّم عليه معظم الوقت؛ إلا أنه انتبه لنظرات أحمد الهمالي، فابتسم قائلاً:
    - حاولت رسم فان آرت اخرى جديدة لبطل مانجا "قرعة اليد"، فقد تحمست مع تلك المسابقة القائمة بالمجموعة، وكانت النتيجة هي هذه الصورة..
    وابتسم:
    - تبدو شخصية مختلفة ام انني اهذي !

    بدت السعادة بوضوح على وجه أحمد الهمالي، حتى عجزت كلمات الشكر عن البوح بما يعتمل في صدره من امتنان، فسارع عزالدين بابداء رأيه:
    - جميلة على الرغم من انه لا يشبه الاساسية..
    فرد افرجاردن:
    - شكرا جزيلا ، من ذوقك اخي عز الدين..
    واستطرد متابعاً وهو يوجه كلامه للجميع:
    - اتمنى ان تكونوا بخير وفي أفضل حالاتكم، وأعتذر عن قلة التفاعل مع مواضيعكم وأحاديثكم الرائعة، وددت مشاركتكم مقالة قرأتها على موقع بي بي سي تحت عنوان هل رسم فن "المانغا" الصورة الصحيحة لليابان في عيون العالم؟ و تسلط هذه المقالة الضوء على المانجا اليابانية وتتحدث عن المانجا بالجزائر واليابان وأيضا المانهوا الكورية ودار نشر جزائرية وأمور اخرى، اضافة لدراسات بخصوص عشاق المانجا وتمت كتابة هذه المقالة تزامنا مع الوقت الذي يستضيف فيه المتحف البريطاني اكبر معرض للمانغا يقام خارج اليابان. فكرت بأنها قد تكون مفيدة لكم وتوضح لكم المزيد من الامور عن المانجا، بسبب احتوائها على كم جيد من المعلومات .
    إذا احببتم الاطلاع عليها فهنا رابطها، وأخرج ورقة من ملفه، فتناولها محمد حسن عليوة باهتمام، وهو يقرأ العنوان شاكرا:
    هل رسم فن "المانغا" الصورة الصحيحة لليابان في عيون العالم؟
    كريستين رو

    http://www.bbc.co.uk/arabic/vert-cul-48680393

    ثم قال:
    - حقا.. شكرا للإفادة، بصراحة ... حتى اليوم الاعمال التي تعكس الواقع الياباني وثقافتها ممسوح .. وهذا يعود الى ان الشريحة الاكبر والمؤثرة في السوق الياباني تميل الى الابتعاد عن ما في و موجود امامهم ..
    كان تعليقه هذا كفيلا بإثارة اهتمام يونس الذي تساءل باهتمام:
    - كلامك هذا جعلني اخمن ان السبب الواقع والثقافة اليابانية مسموحة ربما يعود السبب أنهم لا يودون عرض حقيقتهم للعالم وإنما الامور التي يفتخرون بها فقط ، هل توافقني ??
    فأجابه محمد حسن عليوة بعد تفكير:
    - ربما .. لكن الاسباب كثيرة وغير واضحة..

    لكن طلب افرجاردن صرفهم عن ذلك الموضوع:
    - اريد أسماء مانجاكا ومانجات عربية ، وروابط المانجات التي نشروها، لدي رغبة بالاطلاع على اعمال عربية، من يعرف اي شخص فليفدنا وله جزيل الشكر.

    وبينما كانت الأحاديث والنقاشات تدور حول هذا الأمر؛ بدا فكر أيوب لباردي مشغولاً بقضية كبيرة، لطالما ارّقت مضجعه، وذلك السؤال يراوده باستمرار:
    هل الرسم حلال أم حرام؟
    كان الصراع في نفسه كبيرا، فلطالما رغب بصناعة قصة مرسومة، ينشر خلالها أفكاره ومبادئه، ولكن أنّى له ذلك إن كان الرسم حرام بحد ذاته؟! أليس هدفه النهائي هو رضا الله؟!!
    ولم يخف على مدرسة الفروسية ملاحظة معاناته، ولكنها خشيت إن هي فتحت حواراً معه حول هذا الموضوع؛ أن تثير جدلاً لا ينتهي، خاصة وأنها مسألة فقهية خلافية، ومكان نقاشها في المجالس العلمية والشرعية، بين العلماء المجتهدين، وليس هنا!
    لكن حيرة أيوب خرجت عن السيطرة؛ ولم يعد قادرا على مداراتها أكثر، فانفجرت كقنبلة موقوتة، دون أن يجد معها أيوب بدا من طرح سؤاله على الملأ بوضوح:
    - سأكون صريحا وصارما بصراحة في سؤالي هذا
    السؤال الذي يؤرقني جدددددااااا
    هل الرسم حلال أم حرام؟؟؟
    من لديه الجواب أريد تعليلا مع إعطاء أدلة لأقوال علماء
    وجزاكم الله خيرا..

    عندها، انفرجت أسارير سلام سيودة، فوافقته قائلة:
    - هذا السؤال حيّرني كثيراً وبحثت عن إجابته طويلاً ومع ذلك ما زلت في حيرة وتردد ولم أصل للجواب الشافي، نريد أن نعرف حقا، هل رسم الأنمي حرام ؟

    فبادرتها شام ساري بقولها:
    - سأجيبك أخي بما أعتقده شخصيا وأمشي وفقا له وكل له رأي خاص ..
    " انما الاعمال بالنيات "
    ارسم بنية تحسين رسمي لأستخدمن يوما في إيصال أفكار جيدة ، صحيحة ، لأقنع شخصا ما على الأقل بترك شيء سيء أو القيام بعمل يصب في ميزان حسناتي .. ولكل اعتقاده
    لا أدري جوابا صحيحا لسؤالك ولكن أشعر أن الله وهب كل انسان شيئا ليس لدى غيره ليستفيد منه في طريق الخير ، ولو كان الرسم هو موهبتي التي كتبها الله لي فأريد ألا أضيعه ..
    لكن وهج البنفسج كان لها رأياً مختلفا تماما، فتدخلت بسرعة:
    - ربي يبارك فيكم من أين لكم هذا ؟!
    حرام حسب النية أو حلال حسب النية ؟
    الحرام حرام والحلال حلال النية لا تغير الحكم الشرعي !!
    الأعمال بالنيات ليس بهذا الفهم
    وإنما من هاجر لله فهجرته لله تعالى .. ومن هاجر لدنيا فهجرته لماهاجر إليه
    اعمل بنتية انفع نفسي وغيري واتصدق مثلا بالمال
    ام مثلا لو سرق احد بنية يتصدق بالمال فهل هذا يحلل السرقة ؟
    لم يستطع عماد منع نفسه من المشاركة في ذلك النقاش باسماً:
    - تباً يبدو أنها ستتحول لمجموعة نقاش فقهي..
    لكنه تابع بنبرة جادة:
    - جميل حرصك على اتباع الصواب يا وهج البنفسج و مشكورة على إبداء الرأي الآخر لأنه "إذا بدا أن الجميع يفكرون بنفس الطريقة فلا أحد يفكر" فلازدياد اليقين برأي لابد من ذكر الآراء المخالفة له وتحري الصواب.
    الرابط الذي وضعتيه هي فتوى من موقع إسلام أون لاين لا أعرف صاحبها لكنها مثل مصدري قد تصيب وقد تخطơ أنا مصدري هو محاضر حاصل على دكتوراه في أصول الفقه، وأقنعني كلامه لأنه يتفق مع ما سمعت من قبل في فقه الإختلاف حيث قال العلماء أن في "الإختلاف سعة" أي فسحة، كما أن الاختلاف في الحكم الشرعي مطلوب وضروري في حالات كثيرة كاختلاف البلد والزمن والظروف بدليل قصص عدة مثل أن الرسول ص يجيئه الناس يستفتونه فيفتي في نفس المسألة بفتاوى مختلفة حسب اختلاف السائل في نفس المجلس، مثل الرجل الذي سأله هل "أقبل زوجتي وأنا صائم؟" فقال له: "لا تقبل"، وسأله آخر نفس السؤال في نفس المجلس فقال له: "قبل"
    فاستغرب أحد الصحابة وسأله: لماذا قلت للأول يجوز و الثاني لايجوز، فبين له أن الأول هو شاب صغير لا يؤمن عليه من أن تغلبه شهوته إن هو قبل فيفسد صيامه، أما السائل الأخير فهو شيخ كبير لا يخاف عليه من أن تغلبه شهوته فأجاز له التقبيل وفق تقديره وهو الرسول الموحى إليه صلى الله عليه وسلم.
    لذلك لا توجد فتوى واحدة "حلال مطلق" أو "حرام مطلق" تناسب كل أقياس الناس، لابد للمفتي من أن يكون ذكياً وحكيماً وعارفاً بظروف السائل وبلد السائل يستحسن أن يكون المفتي من نفس بلده وأن يكون في فتواه مقاصدياً معتمداً على فهم عميق لمقاصد الشريعة حتى يضمن تحققهاو بالتالي يفصل الفتوى المناسبة على قياس كل شخص وحالته الخاصة المنفردة، ولو لم يكن ذلك مطلوباً لما احتجنا لمفتي كان سيكفينا قراءة الفتاوى على كتاب أو موقع إلكتروني.
    أما أن يكون ظاهرياً نصياً يحفظ الدين كقائمة طويلة من الممنوعات والمسموحات يستحضر حكماً جاهزاً من ذاكرته حكم في موقف قد يختلف تماماً عن موقف السائل ويقدمه جاهزاً دون تحليل للموقف أو تدبر فهذا للأسف يحدث كثيراً في أيامنا هذه و له آثار مدمرة على الأمة الإسلامية نعاني كلنا منها-حسب رأيي على الأقل-.
    والتقط نفساً قبل ان يتابع، وهو يخرج صحيفة من حقيبته، قدمها لها:
    - موضوع الاختلاف طويل لكنه مهم سأحاول الاختصار، هذه الصحيفة من نفس الموقع الذي تبحثين فيه عادة "موقع اسلام ويب"؛ وهي تجيب باختصار على سؤالك "من أين لنا هذǿ" "حلال وحرام حسب النية"، بعنوان:

    "دلالة حديث لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة"

    ثم استطرد موضحاً:
    - نعم من العلماء من أخذ ظاهر النص وانتهى به الأمر بتحريم كل شيء، ومنهم من أعمل الرأي والقياس وتساءل عن موقف الحديث ومقصده وقاسه مع الأحاديث الأخرى ومقاصد الشريعة فاستنتج حكماً بأن الرسم الكرتوني الذي نقوم به هنا لا علاقة له بما حرم في صدر الإسلام من أصنام تعبد من دون الله وتماثيل مجسمة بالكامل وبها كشف عورات وصور جدارية في معابد المجوس وغيرهم من المشركين تحكي أساطير دينهم المحرف، فالعصر الذي نعيشه ظروفه مختلفة تماماً الصور تطبع بالملايين وترمى في كل مكان لا أحد يقدسها أو يعبدها، لذلك أرى أن اتباع فتوى مبنية على حدث محدد في عصر محدد ومحاولة تعميمها على كل العصور والأمكنة و الظروف بدعوى الالتزام بظاهر النص هو أمر قد يصبح خطيراً وضاراً جداً يهدد الإسلام بالزوال ويشكك الناس في عقلانية هذا الدين ككل.
    أنا أرفض أن أكون ظاهرياً وأجمد عقلي أو أقبل شيئاً دون دليل مقنع، أسعى أن أكون مقاصدياً أشغل العقل الذي أنعم الله به علي وأسأل الله التوفيق في ذلك "فالعقل الصريح لا يختلف و النص الصحيح"، هذا ما أقتنع به من أعماق قلبي وتطمئن به نفسي، والله هو الموفق إلى الصواب

    فوضّحت وهج البنفسج موقفها قائلة:
    - لدي إلمام عام بنقطة الاختلافات الفقهية وحسب علمي المتواضع فإن أعتقد أن الحرام حرام والحلال حلال إلى قيام الساعة طالما وجد هناك" نص شرعي واضح* وضوح الشمس" ف الحكم الشرعي لا يتغير..
    بلى هناك حرام مطلق وحرام مطلق لكن هناك استثناءات وهي عبارة عن رخص
    وليس تغير للحكم الشرعي
    "من أين لنا هذǿ" "حلال وحرام حسب النية":
    ولاذرة من عقلي اقتنع بالرابط العجيب بين حلال حرام حسب النية وبين الاختلافات الفقيهية .. اين وجه الإستشهاد ؟؟!
    الحكم يبنى على قياس المصلحة والمفسدة المترتبة على أمر ما وليس حسب النية؟؟!!.. مبدأ حسب ليس له أي منطلق شرعي ولم اسمع بذلك من قبل ؟!!
    هناك من اباح الرسم لان هناك مصلحة مترتبة وراء هذا الرسم وليس لأجل النية الحسنة.. قد تؤدي العباراتان إلى نفس المعنى في ظاهرهما لكن الفرق بين معنى العبارين شاسع جدا..

    استمر النقاش طويلا بين وهج البنفسج وعماد، وهما يسردان الأدلة الشرعية ويفندانها، بين مذهب التيسير والتحليل والتحريم؛ ولم يتركا مثالاُ ولا حديثا ولا رأياً من قديم أو حديث؛ إلا وعرضاه بالتفصيل، ولم يعد أحمد عبدا الله قادرا على التركيز في القيادة أكثر؛ فنظر في المرآة نحو أيوب لباردي، الذي أثار هذه القضية، والحيرة لا تزال بادية على وجهه، قائلاً له:
    - عليك أن تبحث بنفسك عن الحكم الشرعي فأعضاء المجموعة ليسوا مخولين بإصدار حكمهم الخاص، كما أن أغلب الأعضاء في المجموعة يرسمون ولكل منهم توجهه الخاص! بالنسبة لحالتك، هل تنضم إلى المجموعة لتطرح سؤالك على غير المختصين؟؟ كما أن الموضوع سبق وأن تحدث الإخوان فيه كثيراً!

    وأكّد فاضل كلامه:
    - لو كنتُ القائد هنا لوضعت قانون يمنع منعًا باتًا النقاش بهذا الموضوع، حتى لو كان بجوازه أو تحريمه والسبب بأن هذه المجموعة مخصصة للرسم والتأليف (المانجاكا العربي)، بمعنى آخر هو ليس منبر للإفتاء لهذا من أراد البحث فليبحث بنفسه في مكان آخر مخصص للمنابر الدينية وليذهب لمن يثق لأنه كل شخص هنا مقتنع بحجج لا يعتبرها غيره حجة له أيضًا! فطرح السؤال هنا أو النقاش فيه هو شيء لا فائدة منه حقًا!

    ورغم أن مدرسة الفروسية همّت بتجاهل الأمر؛ لكنها شعرت بتأنيب الضمير، لا سيّما وأنها بحثت سابقا حول هذا الموضوع، ولخّت بحثها في نقاط، إلى أن اطمأنت تماماً لسلامة مشروعها، وعاد فكرها للوراء، إلى ذلك اليوم الذي شاهدت فيه برنامج يستفتونك على قناة الرسالة..
    كان ضيف الحلقة الشيخ المطلق، وقد سألته إحدى السائلات عن رسم الانمي وشرحت له الفكرة، وأنها تعمل من أجل قصص هادفة، فقال أنه لا بأس بذلك؛ لأنه أصلا ليس مطابق لشكل البشر وخلق الله، بل إن أشكال الانمي والرسوم المتحركة لها طابع خاص..
    كان هذا ما علق بذاكرتها من تلك الفتوى، فهل من الحكمة أن تشارك معرفتها تلك مع غيرهǿ أم الأفضل أن تترك كل سائل ليبحث بنفسه، لا سيما وأن الاجتهادات قد تحتلف من مدرسة فقهية إلى أخرى، ويكفي ما يجري من نقاش عماد ووهج البنفسج؟!!
    غير أن كلمات همسات قلم لفتت انتباهها:

    - مع اختلاف الفقهاء حول حرمانية الرسم اضافة الى انه يأخذ وقتا طويلا وجهدا، فتدريبي عليه اضحى اقل بكثير، لكنني مقبلة على مشروع مشترك وانوي ان شاء الله شد الهمة والمثابرة!


    وبعد تردد؛ عقدت مدرسة الفروسية عزمها، فتناولت ملخص البحث من حقيبتها، لتخط عليه رسالتها، على أمل أن يكون فيها الشفاء لكل محتار بهذا الشأن!
    وبعد أن فرغت منها، ناولتها لأيوب لباردي، ليقرأها بتروٍعلى مهل، بدل إثارة المزيد من الجدل بين الأعضاء!!
    غير أن الفضول قتل الجميع، مما دفع أيوب لقراءة الرسالة بصوت جهوري دفعا للشبهات:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه رسالتي لكل من أشغله حكم رسم الأنمي والمانجا، خاصة لمن يسعى لنشر فكر هادف، وعمل نبيل من خلاله، ابتغاء مرضاة الله..
    أولا:
    جزاك الله خيرا لاهتمامك، (من الرائع أن نجد شبابا يهتمون بأمور دينهم ويحرصون على ما يرضي ربهم، جعلنا الله جميعا ممن تقوم على أيديهم نهضة هذه الأمة)، وإنني واثقة من أنك ستجد يوما مǺ ما يريح ضميرك في هذه المسألة، أنتَ بلا شك لديك هدف يتعلق بالرسم، وفي الوقت نفسه تخشى أن تقع في المحظور، هذه المجاهدات النفسية التي يسعى الانسان من خلالها للتوفيق بين هدفه وما يرضي ربه، لن يضيع سدى بإذن الله
    (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا غڑ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
    ادع الله كثيرا أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، واستخير الله فيما أنت مقدم عليه، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا..


    ثانيا:
    اطمئنك بأنني قد بحثت و سألت حول هذا الموضوع وستجد في موقع اسلام ويب، فتوى برقم 253222، تتحدث عن الحكم بالتفصيل، وهذه خلاصتها:


    "... لكننا ترجيحا للمصلحة الغالبة، نفتي بجواز إنتاج الأفلام، والقصص المصورة الهادفة، وقد بينا وجه ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 3127 ...."


    وهذا ملخص تلك الفتوى:

    "فلهذه الأسباب ونحوها فإننا نرى ـ والله أعلم ـ أن إنتاج وتصوير الأفلام الكرتونية والمسرحيات الهادفة ، المنضبطة بالضوابط المذكورة سابقا أشبه بالصواب ، تيسيرا على الناس ، واستصلاحا لما أمكن ، وتخفيفا للشر ومزاحمة له ، وإقامة للحجة في ترك ماهو أعظم شرا منها، ومراعاة لاختلاف أحوال الناس في طرائق التعلم والتلقي ، ومخاطبة الناس باللغة التي هي أكثر تأثيرا من غيرها، وأن مايرتكب في سبيل ذلك مما لابد منه من مخالفات ، لاتبلغ ماذكرنا من المحاذير التي لايتأول في تجاوزها ، فإنه مغتفر مغمور بالمصلحة الكبرى المرجوة ، على أن يجتهد أهل العلم والمختصون بالبحث الدائم عن الوسائل التي تؤدي الغرض ، وتكون أسلم وأبعد من المخالفات الشرعية حسب الإمكان. والله تعالى أعلم. "
    *****

    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا دائما لما يحب ويرضى وأن يهدينا لما فيه خيرنا وصلاحنا في الدنيا والاخرة وأن يجعلنا ممن تقوم على أيديهم نهضة الأمة ويرزقنا الاخلاص في ذلك


    أخيرا:
    اعلم أن هذه المسألة اختلف فيه العلماء، فإن وجدتَ شخصاً اقتنع بغير الرأي الذي أقنعك، فتقبله كما هو، ولستَ ملزما باتباع قناعته، وهو ليس ملزما باتباع قناعتك ^^
    (دعونا نتعاون فيما اتفقنا عليه، ونعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا عليه)
    الاختلاف رحمة، ورحمة الله وسعت كل شيء..
    ______________
    هذا والله أعلم...
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    **

    (يتبع)

  16. #15
    لم يكد أيوب يفرغ من قراءة الرسالة؛ حتى لاحت امامهم علامات بداية الحرم المكي، فاستثمرت مدرسة الفروسية هذه الفرصة بسرعة؛ قبل أن يُثار الجدل بشأن محتوى الرسالة من جديد، وقالت وهي تشير إلى أبنية حجرية- بعضها يبدو أثرياً- على جانبي الطريق:
    - هذه علامات بداية الحرم المكي، ومنذ تجاوزنا حدودهǺ يعني أننا أصبحنا رسميا داخل البلد الحرام، وعلينا مراعاة أحكامها وضوابطها، من حرمة الصيد وما إلى ذلك.. ومن الجدير بالذكر أن الحسنات تتضاعف هنا، فالصلاة الواحدة تصبح بمائة الف صلاة، كما ورد عن الحبيب صلى الله عليه وسلم في فضائل مكة، لذا فلننتهز الفرصة..
    ومع تقدم الباص أكثر باتجاه المسجد الحرام، أخذت معالم مكة تتضح تدريجيا أمام الجميع، ولكن دون بشر! حتى إذا ما استدارو خلف أحد المنعطفات؛ أشار لهم أحمد عبد الله نحو اليمين قائلا:
    - هنا جبل النور..
    وبلهفة.. تطاولت الأعناق من النوافذ لرؤية تلك القمة المستديرة المنحنية بشكل لافت!
    فيما تساءل أيوب لباردي:
    - ألا يمكننا صعود الجبل ورؤية غار حراء؟؟ إنها فرصة لا تفوّت!! ثم إن القمة لا تبدو بعيدة!
    لكن مدرسة الفروسية هزت رأسها بنفي:
    - هذا ما يبدو لك من هنا، الجبل القمة أبعد مما تتخيلها، وصعود الجيل ليس سهلاً، رغم أنه ليس صعبا أيضا، وهي فرصة لكم لزيارة غار حراء بالطبع، ولكن..
    والتقطت نفسا عميقا قبل أن تتابع بتركيز:
    - علينا التزام خط المسار الثاني إلى أن يكتمل تفعيله قبل فوات الأوان!
    كانت جملتها تلك كفيلة بإثارة انتباه الجميع؛ ليبادرها يونس الشيخ بقوله:
    - وما الذي سيحصل عندئذ! لا أذكر أن هناك قيد أو شرط محدد لتفعيل المسار الثاني؟!
    فتنهدت مدرسة الفروسية:
    - صحيح.. لم يتم ذكر ذلك باللفافة على ما يبدو، ولكن تفعيل المسارات الخفية مرهون بشرط الالتزام، وعدم الحيود عن المسار حتى اكتمال التفعيل! هذا ما أخبرتني به الفراشة الزرقاء قبل انطلاقنا! لذلك من الأفضل أن نتجه مباشرة نحو المسجد الحرام، ومن ثم ننطلق نحو المسجد النبوي في المدينة، وأخيرا سنتجه إلى المسجد الأقصى في القدس إن شاء الله، وبذلك يكتمل تفعيل المسار الثاني! وبعدها ستظهر لنا الاشارات بخصوص المسار الثالث..
    بدا الاعتراض والشك على وجه عدد من الأعضاء، ولمعت نظرات الاستياء في عيون البعض، فيما سلّم البقية للأمر، لكن حسام الدين لم يستطع السكوت، فعلّق بقوله:
    - لا أدري ولكن أشعر أننا في قصة ينقصها الكثير، ينقصها الحبكة والعقدة والحل!! فالاحداث لا يجب ان تسير بوتيرة واحدة!!
    وأكّد عماد كلامه:
    - أنا متأكد من أن الاستاذة تخفي عنا شيئا، وترغب بالوصول إليه بطريقتها الخاصة، مهما كان الثمن! وما قصة اللفافة ولا حتى الفراشة الزرقاء؛ إلا وسائل تطوّعها قسراً لهذا الغرض!
    والتفت نحو مدرسة الفروسية عاتباً:
    - أستاذة زينب أعتقد أن نقطة ضعفك أنك تقدمين العبرة والوعظ المباشر على المتعة الأدبية في كتابتك، لدرجة تجعل العبرة تبدو مبتذلة ولا تصل للقارئ.. إذا أردت أن تصل العبرة للقارئ وتؤثر في نفسيته بشكل طبيعي فعليك أن تتعلمي جعلها تجلس في المقعد الخلفي وليس مقعد السائق المتلهف للظهور!
    همّت مدرسة الفروسية بتوضيح موقفها، رغم اقتناعها بصحة فكرته؛ لكن منظر ذلك البيت الصغير الرابض على التلة الصخرية المغطاة بالرمال، بمحاذاة أحد الشوارع على مفترق الطريق، لفت نظرها، فنادت على أشرف قائلة:
    - هل ترى هذا البيت المهجور؟ إنه محور الأحداث الرئيس في قصة "الرعب الحقيقي" التي حدثتك عنها سابقاً!
    وبسرعة التفت الجميع نحو ذلك البيت، لتدور الأحاديث وتتشعب حوله، حتى أخرجت لالا لي إحدى رسماتها:
    "وجه الدمى البشرية مرعب"
    ففتحت مدرسة الفروسية فاها بدهشة:
    - يا إلهي!! ما هذا!
    وأبدى بركات وهمسات قلم وضحى وزينب أحمد؛ إعجابهم بتلك الرسمة ذات الضحكة المرعبة! فيما قالت ريحانة:
    - ما بال هذه الرسمة المرعبة؟!! رسوماتك دائما تكون لطيفة ورقيقة..
    فأكدت بيان أدريس:
    - تذكرين الاميرة بيتش، كانت جميلة..
    وقال أرو:
    - رسوماتك في انكتوبر كانت رائعة..
    وقال افرجاردن:
    - أذكر لك رسمة بمناسبة رمضان، كانت ساحرة بطريقة ما..
    فقال محمد حسن عليوة:
    - بشكل عام.. رسومات لالا لي تستحق التصفيق ما شاء الله..
    وبابتسامة مرحة حيوية؛ أخذت لالا لي ترد عليهم:
    - شكرا جزيلا لكم.. يسعدني أن رسوماتي أعجبتكم..
    ورغم المناقشات التي حدثت حول الرسومات؛ لكن عماد لم يكن لينسى حديثه السابق، فالتفت نحو حسام وهو يهز كتفيه بأسف:
    - وكأننا لم نكن نتحدث عن القصة.. هذه الاستاذة؛ إنها ماهرة بتغيير المواضيع!
    كانت جملته تلك كفيلة بلفت انتباه مدرسة الفروسية من جديد، فابتسمت قائلة:
    - ليس الأمر وكأنني تعمدت ذلك.. وبخصوص ملاحظتك السابقة، فإنني أوافقك الرأي تماماً، ولكن للضرورة أحكام، وجلّ من لا يسهو..
    ***

    (نهاية الفصل الرابع.. ويتبع الفصل الخامس إن شاء الله)
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    اخر تعديل كان بواسطة » امة القادر في يوم » 01-05-2022 عند الساعة » 06:14

  17. #16

    الفصل الخامس: الدعم الخارق!

    وصل الباص أخيرا إلى ساحة المسجد الحرام، واختار أحمد عبد الله الوقوف قرب باب الفتح، فهذه فرصة نادرة هذه الأيام، ومن المستحيل تحقيقها إلا مع خلو المكان من البشر! وقبل أن يستعد الجميع للنزول، حيث كان أحمد عبد الله مشغول بإيقاف الباص في مكان مناسب؛ تقدمت مدرسة الفروسية، نحو المقدمة قائلة:
    - لأن أحلامنا كثيرة، وطموحاتنا شاهقة، والفجوة بيننا وبينها تكاد أن تكون هوة سحيقة؛ كان لا بد لنا من العثور على دعم خارق!!

    لذا خطر ببالي، استثمار هذه الفرصة، لا سيما ونحن في هذا المكان المبارك، فمن كان جاداً في مشروعه، ويرغب حقا في الوصول إلى مستوى العالمية، مع تقديم عمل مفيد هادف نافع للانسانية، فلا يتردد في استثمار هذه اللحظات بالدعاء بصدق!
    وسيكون من الرائع أن ندعو لبعضنا البعض أيضا، فهذه فرصتنا..
    وصمتت قليلا قبل أن تتابع:

    - وحقيقة هناك أعضاء في هذه المجموعة؛ أكاد أذكرهم دائما بدعوات مخصوصة في ظهر الغيب، لشدة إعجابي بأعمالهم وأفكارهم واتجازاتهم حتى ولو لم يطلبوا ذلك مني، وأرجو أن تذكروني بدعائكم أيضا، فهذا هو الدعم الخارق بمعناه الحقيقي، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الدعاء وصالح الأعمل..

    فبادرت همسات قلم بقولها:
    - فكرة جميلة جدا...لم اتوقع ان يكون الهدف هو الدعاء، شخصيا ادعو لاعضاء المانجاكا العربي جميعا! اشملهم جميعا في دعائي واخص البعض! وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لكل خير..
    وما أن لاحت أمامهم الكعبة، حتى خشعت قلوبهم ولهجت السنتهم بالدعاء، فيما سالت دموع محمد بوخمادة بتأثر شديد وهو يردد بخشوع:
    - "فما ظنكم برب العالمين"..
    أخذت تلك الآية تتردد في ذهن محمد بوخمادة- خلال طوافهم حول الكعبة، تحية دخول المسجد الحرام- وعشرات الخواطر تجول في ذهنه، فيرتعش لها جسده.. في جو من الطمأنينة!
    ما أكرمك يا رب.. نحن في محرابك.. نهمس بين يديك.. فاستجب لنا يا الله..
    أما شام ساري، فقد ترقرقت الدموع في عينيها وهي تتذكر تلك الأيام الخالية التي سمعت فيها أن
    "الرسم مضيعة للوقت والصحة"!
    كانت شام تحدث نفسها وهي تناجي ربها..
    أريد فقط أن يكون رسمي مفيدا لي ليس مضيعة او ان تتم محاسبتي عليه !
    لست أحلم بصنع مانغا رائعة أو ان يصبح رسمي احترافيا
    طالما سألت نفسي لم كانت موهبتي الأكبر بالرسم ؟ أردت موهبة مفيدة ولكن لا جدوى.. لا أستطيع تركها أو التخلي عنها فقررت جعلها وسيلة فائدة ( أو هذا ما أرجوه )..
    إيصال أفكار معينة آخذ بها بيد شخص واحد لو كان إلى الطريق الصحيح ، " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " أفكر بهذا و هذا أقصى ما أصبو إليه ..
    ربما لن يكون ذلك ممكنا لو كان رسمي سيئا أو قصتي سيئة ، لذا أعد أي شيء أرسمه؛ تدريبا لي، وخطوة نحو هذا الهدف.. بل أرسم لأتدرب.. يجب أن يكون عملنا منافسا بالأولى ثم مؤثرا كغاية.. هذا هو هدفي..
    لو تحقق ذلك سأكون في غاية السعادة، أن يكون أقصى ما أحبه مفيدا لي أيضا !!
    يارب حقق ذلك لي ولكل رفاقي ومن أوصاني بالدعاء له..

    أما مدرسة الفروسية فقد همست في اذن سعاد:
    - أتذكرين ما أخبرتك عنه.. لقد دعوت الله كثيرا لأجل نجاح مشروع تحدي الأفكار ورواية "حين عاد قلبي".. والحمد لله الذي أجاب الدعاء.. هنا.. من أمام الكعبة.. في هذا المكان الطاهر..
    والحمد لله هانحن الآن نقطف الثمار.. ونسأل الله التوفيق والبركة..
    فابتسمت سعاد بتأثر:
    - بارك الله فيك أختي، والحمد لله هذا من فضل ربي..
    فأكدت مدرسة الفروسية كلامها:
    - والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، لقد اجتهدتِ كثيرا في هذا العمل، ولم تتواني في تحسينه ومراجعته، ما شاء الله عليك.. والحمد لله الذي سهل لك حفل توقيعها في معرض القاهرة الدولي للكتاب مع مطلع 2020، لتزور بعدها عدة مدن عربية وأجنبية في وقت قياسي بفضل الله!! إنها فخر المانجاكا العربي وأولى ثمراته المطبوعة! هل كنا نتخيل كل هذا وقت إطلاقنا التحدي قبل أكثر من ثلاث سنوات؟!! حقا هذا من فضل ربي!! وأسأل الله أن يجعلها فاتحة خير علينا، وانطلاقة لمزيد من الأعمال الابداعية الهادفة المثمرة، بإذن الله..
    كانت الأجواء الروحانية؛ كفيلة بإخراج الامنيات من مكامنها في النفوس، هناك حاجات كثيرة، وطلبات عديدة.. ولا شيء مستحيل أمام الدعاء، والله على كل شيء قدير..
    ولم يتمالك أيوب لباردي نفسه، فأجهش بالبكاء يذكر والده المتوفى عند الملتزم، فانطلق لسانه يلهج بالدعوات له، بالرحمة والمغفرة..
    يارب.. أعني للقيام بمسؤليتي خير قيام، اعني على بر أمي.. ورعاية اخوتي.. واجعلني عند حسن ظن أبي.. فقد كان يثق بي كثيرا.. فوفقني يارب لرعاية عائلتي من بعده، بأفضل طريقة ترضيك عني..
    ولم يكن أحمد الهمالي بعيدا عنه، فدمعت عيناه تأثّراً، بعد أن سمع نشيجه، واستحضر تلك القصة التي كتبها ذات يوم عن تلك الأميرة التي فقدت والدتها.. ففقدت النطق!
    ثم لاحت أمام ناظريه حال بلاده المنكوبة، واستشعر تلك العبارة التي رددها يوما..
    مهما كانت التناقضات في بلدي، فسأظل دائما أحمد الهمالي من ليبيا..
    ورفع يديه مناجيا ربه..
    يارب.. احفظ بلدي واكفيها شر الفتن ما ظهر منها وما بطن...
    وأمام استار الكعبة رفعت ولاء يديها بخشوع:
    - يارب..
    أشهدُ أنَّك إن تكِلني إلى نفسي
    تكِلني إلى ضيعةٍ وعورةٍ وذنبٍ وخطيئة
    وإنِّي لا أثق إلَّا برحمتِك!
    فـ انظرْ إليَّ برحمةٍ لا أغرقُ

    مضت لحظات روحانية ايمانية على الجميع، وهم في رحاب بيت الله الحرام، يشحنون انفسهم ببركاته، ويتزودون من معين فضائله وأمانه، ودعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام يتردد صداه في أسماعهم، رغم مرور القرون..
    رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات..
    وبعد أن أدوا صلاة الظهر والعصر قصرا وجمعا، بإمامة محمود علاء؛ انطلقوا من جديد في الباص العجيب، نحو المدينة المنورة، فيما انطلق ايوب لباردي يشدو بصوته الندي، الحاناً طالما سمعوها..

    يا طيبة يا طيبة يا دوا العيانا..
    اشتقنالك والهوى نادانا..

    ***

    (نهاية الفصل الخامس.. ويتبع الفصل السادس إن شاء الله)
    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  18. #17

    الفصل السادس: الأحلام قد تتحقق!

    بدت الطريق نحو المدينة مثيرة للذكريات حقا، ولكنها ليست كغيرها من الذكريات العابرة.. بل هي ذكريات تجاوزت اربعة عشر قرنا، لتبقى حية في أذهان ملايين المسلمين..
    من مكة ونحو المدينة.. إنها الرحلة التي خلدها التاريخ في أهم تقاويمه، وحساباته.. إنها الهجرة.. وليست أي هجرة!
    إنها هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، بصحبة خير الرجال بعد النبيين، سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه..
    بدت مدرسة الفروسية شاردة الذهن وهي تحدق من النافذة، وكأنها ترى التاريخ يجري أمامها بأحداثه المتسارعة، على رمال الصحراء اللامعة، ليرتسم كلوحة عظيمة زاهية؛ أمام من يستشعر روعته! وهنا.. خطر ببالها فتح ذلك الموضوع مجددا، فصفقت بيديها صفقة خفيفة لتلفت انتباه أهل الباص، قبل أن تقول:
    - قبل فترة طُرحت عدة مواضيع مفادها أن معظم أفكار المانجا أصبحت مستهلكة، وأن ما يفعله المانجاكا الآن (بما فيهم اليابانيون أنفسهم!) هو مجرد تكرار!! وأن كل شيء يخطر ببالنا؛ خاصة بمن يحملون صفة (المانجاكا) أو المؤلفون بشكل خاص، هي كلها أفكار تم استهلاكها سابقا ولم تعد هناك أفكار جديدة!!!!
    لن استطرد أكثر بالنقاش حول هذه النقطة، لأنني شخصياً أجدها غير مقنعة بما يكفي، حتى ولو لم أعرف كيف!! ولكن بعد ذلك وقع في يدى كتاب، استشهد مؤلفه بمقولة للجاحظ:
    "إذا سمعت الرجل يقول: ما ترك الأول للآخر من شيء، فاعلم انه لا يريد ان يفلح"
    ثم تذكرتُ عبارة أخرى تكاد أن تكون مشهورة جداً:
    "الناجح يرى فرصة في كل عقبة!"
    ومن خلال متابعة بعض الأعمال اليابانية التي تحاول الخروج عن المألوف (لدرجة إضافة صوت الأذان كخلفية للعمل!!! ولا يعني هذا أنني موافقة أو معارضة لهذه الحركة ولكنني أنقل واقعاً وحسب!!) شعرتُ بأننا قوم نجهل قيمة ما لدينا!!!
    فنحن لدينا الكثير من الافكار الخام التي لم يتم استهلاكها بعد!
    وقد قمتُ بمحاولة متواضعة جدا لتسليط الضوء على بعض هذه الافكار في شبه موسوعة، فما رأيكم بهذا الأمر؟

    فانفرجت أسارير عماد:
    - في الصميم نطقت عما في نفسي هنا يكمن الإبداع الحقيقي..
    الأمريكان لديهم رعاة البقر جعلوهم أسطورة، اليابان لديهم الساموراي و الشينوبي(النينجا) جعلوهم أسطورة نحن عندنا الطوارق واصيادين بالصقور و غيرهم ما عملنا بهم شيء..

    فتابعت مدرسة الفروسية كلامها:
    - ربما سيأتي من يقول بأن أفكارنا العربية، لا تناسب الانمي أو المانجا، وربما يعود هذا لعدم استخدام مثل هذه الافكار في المانجا لحد الآن (مما يعني أنها لا تزال في منجم خام لم يُكتشف بعد ^^) ولو أن مانجاكا ياباني محترف استخدمها- وطبعا عندها سيكون عمله متميزا بلا شك- لقلنا: انظروا ما أروع هذه الفكرة، ومن ثم يبدأ الغالبية بتقليدها لتصبح عملاً مكررا من جديد في أعمالنا!!!!!!!!
    وهكذا تستمر الحكاية!!
    وهنا قالت الجوهرة الزرقاء:
    - بالمناسبة لقد قامت إحدى قريباتي بنشر تلك الموسوعة على الواتباد أيضا، اظنها كانت بعنوان "نحو موسوعة لأفكار عربية مذهلة تميز قصتك عن القصة اليابانية..

    فقال عز الدين:
    - بصراحة أنا كنت أخطط لوضع ألاساطير العربية و الأشعارو أقتبس من قصص الأمم التي غضب الله عليها و صب عليها العذاب، لكن بعد ما سمعت كلامك هذا؛ تأكدت أنها فكرة جيد ( لأني كنت متردد ) فأنا حتى في المانجا العربية لم أعتد وجود العرب، لكن ما لفت نظري الموضوع والشواهد التي وضعتيها في الموسوعة، يعني المعلومات المتواجدة فيها قوية جدا..

    وهنا استدركت مدرسة الفروسية أمرا هاما، فقالت:
    - هذه الموسوعة قد تفيد بابتكار القصص واستثمار الأفكار فيها، وبالنسبة لصناعة مانجا؛ فالقصة بلا شك هامة جدا جدا بل قد تعتبر العنصر الرئيسي الأول في المانجا، وقد تحدثنا عن ذلك في المجموعة بما يكفي تحت البند الذي اقترحه مهدي سرحان:
    #القصة_أهم_من_الرسم
    ولكن.. من الوهلة الأولى، ومن النظرة الأولى، ما هو أكثر شيء يلفت نظر القاريء إلى القصة؟؟؟
    بلا شك هو (الرسم)!!
    والذي يكاد أن يكون الواجهة الإعلامية الأولى للمانجا.. بعدها يكون على القصة إثبات نفسها بنفسها!!
    وهنا.. سيكون علينا الاستفادة من دور النقاد..
    وبحماسة منقطعة النظير، اسرعت مدرسة الفروسية بإخراج كتاب من حقيبتها، وبعد أن فتحته على صفحة محددة، قبل أن تقول:
    - أشعر أنه من المناسب نقل هذه الفقرة لكم من كتاب "الوجيز في قصة الحضارة:حضارة عصر النهضة"، ولاحظوا بأنفسكم أهمية النقد..
    ثم أخذت تقرأ بصوتها الجهوري حتى تُسمع الجميع:

    "في القرن الرابع عشر غلب الرسم النحت، وفي القرن الخامس عشر غلب النحت الرسم، ثم عادت الزعامة إلى الرسم في القرن السادس عشر بعد حرب سجال بين الفنين التوأمين. وسبب المد والجزر عبقريات الفنانين التي كانت تفرض نفسها على الزمن فينقاد لها..."
    ثم عمل مقارنة بين الرسم والنحت فذكر:
    "الرسم أيسر وأغزر وأطوع وأيسر في نقل الأفكار، وفي تلبية الحاجات المتجددة في عصر النهضة، ولهذا استجابت ريشة الرسام اللينة لكل موضوع أعيا مطرقة النحات الصلبة، وتبين أن الصور أبين من الحجر في ترجمة الرقة والخشوع، والأمل واليأس، والحب والبغض، والايمان والشك"
    وفي جزئية أخرى من الكتاب نحدث عن بعض الفنانين حيث أشتهر الفنان (دوناتلو) بنحته، وكان أهل مدينة (بدوا) يتمنون أن يبقى بينهم
    "لكنه رفض العرض ورأى أن فنه لا يمكن أن يرقى في بدوا حيث يثني جميع الناس عليه. وبهذا فإن من واجبه لخير الفن نفسه أن يعود إلى فلورنس حيث ينتقده جميع أهلها" !!!!!!

    وبعد أن فرغت مدرسة الفروسية من النص؛ قالت:
    - بالطبع قد تختلف وجهات النظر الفكرية عادة حول الأمور، وبناء عليها تختلف الأساليب لتحقيقها، رغم أن الهدف واحد!
    ومن ذلك.. دعم المانجاكا العرب لتطوير أعمالهم والرقي بها..
    وهنا يمكن التركيز على مدرستين في التفكير:
    الاولى: التشجيع ورفع المعنويات والذي قد ينطوي على نوع من المجاملة
    الثانية: النقد الجاد اللاذع والذي قد ينطوي على بعض التجريح
    وما بين هاتين المدرستين تتدرج الأساليب، وجميعها تهدف إلى الرقي بالمانجا العربية، فأي طريقة تفضلون؟

    فقالت نور بورنو:

    - أرى ان التنوع أفضل لأن لدينا هنا مختلف الشخصيات و لا يمكننا معامله الجميع بنفس الأسلوب او بمدرسه فكريه واحده, فالمغرور قد يزداد غروراً إن مدح كثيراً و المبدع إن انتقد بشده قد يمتنع عن عرض أعماله, ان كان شخصاً محبطاً فقد يترك الرسم للأبد. لذلك أرى أن التنويع مهم, يمكننا إستشفاف جزء من شخصيه او طبع من أطباع المرء من خلال كلامه و طريقه عرضه لأعماله و الله أعلم...

    أما جان شوقي، فقد قال:
    - اهذا ينطبق على مجتمع الانترنيت ايضا ؟
    برئي الامر مختلف فهنا عندما انشر عملا .. ليس الجميع اساتذة في النقد حتى يبدعوا بكلام يجعلني اسعى للتطور كما الحال مع "الادباء والطلاب.." .. انه مجتمع انترنيت .. ستجد احدهم رغم معرفته بموهبتك يحبطك واخر يدمرك بالمجاملات حتى يجعلك تنظر لنفسك ملك زمانك وثالث يعلق بحسب مزاجيته .. والمؤسف فعلا ان هناك بعض الاشخاص تجدهم اهل للنقد وتحتاج لملاحظتهم لكن حينها تجدهم غير مهتمين !

    فقالت همسات قلم:
    - في الوقت الحالي يكفي عرض اعمالي بينكم في المجموعة، فأنا اتلقى كلا من التشجيع والنقد وان كان النقد قليلا :-( لكن لا بأس
    اما ان اعرضها على باب الملك فأنا بحاجة الى المزيد من الوقت لفعل ذلك رغم انني اتمنى ان يكون لدينا باب مماثل ههه
    بالتأكيد النقد بالنسبة لي افضل من المجاملة !بل اشعر ببعض الغيظ عندما اتلقى مجرد كلام جميل دون نصيحة او ملاحظة ....!!

    في حين قالت سعاد عمر:
    - لابد من التأرجح بين النقد الهدام و النقد البناء .. أما المجاملات فلن تؤدي الى شيئ.. و ان كان النقد محبطا و لاذعا لكن خذ ما قد يفيدك فيه .. المشكلة متى يمكن للناقد طرح نقده بالطريقه و الوقت المناسبين.. مثلا كاتب لايزال في بدايه طريقه يجهل الكثير و يمسح بعمله الارض بدل التوجيه و التقويم له و بهذا تدمر موهبة لكن سيستمر صاحب الاراده هنا.. و عليه ان يستفيد من هذه التجربة..

    وقالت سارة لارديه:
    - بالنسبة للنقد والتشجيع مفروض نحصل على الاثنين بشكل متساوي نتقد ونشجع ..مو معقولة نشوف رسمة لشخص مبتدى ونتقده نقد جارح ممكن يخليه يترك الرسم ! او قصة لشخص في بداياته نجلده بالكلام لين يكره الكتابة .. قبل فترة كُنت اقول انه النقد شيء ماله فايدة بس حقيقة هو الشيء اللي يطور اعمالنا .. ويخلينا نمضي بطريقة صحيحة .

    لكن فاضل قال:
    - أعتقد بأن المجاملة قاتلة و التحطيم مثبط كذلك .. (لكن يختلف ذلك بناء على الشخصية)
    لكن من الأفضل عدم المجاملة و لا التحطيم بل النقد ..
    و أقصد بالنقد هو إظهار نقاط القوة و الحسن فيها حتى يستغل تلك القدرة لديه و في نفس الوقت إظهار نقاط الضعف و الأخطاء بها حتى تقوم بتفادي الخطأ بالأعمال السابقة ..
    المانجاكا أو ما يدعي نفسه مانجاكا أو أيًا يكن رسام أو مؤلف إذا لم تتقبل النقد فلن تتطور أو ستصبح بقوقعة محدودة و ستتطور على حدود بيضتك فقط!
    أيضًا لا بأس أحيانًا إظهار الجوانب الإيجابية فقط و كذلك إظهار الجوانب السلبية لكن ذلك سيكون جزء من النقد فقط و لكن لا بأس ما دام ذلك يفيد الفنان..
    إظهار الإجابيات مختلف عن المجاملة تمامًا
    إظهار السلبيات مختلف كذلك عن التحطيم ..
    إذا قام أحد ما بإبداء ملاحظة سلبية على عملك فقد يكون ذلك جزء من النقد البناء في الواقع!
    المجاملة هي التي يقوم بها المشاهد بإبداء رأي خلاف الواقع بشكل إيجابي لكن نتائجه التي يعكسها غالبًا سلبية على الفنان لأن ذلك يعكس لديه جانب الغرور و الإقتناع بإنه كامل و هو في الواقع عمله سيء ..
    التحطيم هو أن يقوم المشاهد بإبداء رأي يقصد به تثبيط معنويات الفنان و أحيانًا تصل لحد الوقاحة و كثيرًا ما تعكس نتائج سلبية على الفنان و قد تجعله يستسلم في حال كان المتلقي شخصية حساسة
    في حالات خاصة يعكس التحطيم في الواقع جوانب إيجابية مستقبلًا!!
    خصوصًا إن كان الأسلوب إستفزازي و يدعوا للتحدي فإن ذلك يحفز البعض على أن يقدم أفضل و يتحسن بصورة مفاجئة و تتغلغل فيه الحماسة بسبب ذلك بين غضب و محاولة إثبات نفسه و التدرب بشكل أكبر .. يكون تأثير التحطيم أحيانًا أكبر في حال كان يحمل مزيج من الحقيقة و النقد البناء المبني على إظهار السلبيات و لكن بصورة جارحة نوعًا ما ..
    كذلك قد ينطبق ذلك على المجاملة ..
    لكنني واثق بأن الشخص الذي يتحمل النقد الهدام أو التحطيم فهو يبلي حسنًا مستقبلًا أكثر من الشخص الذي عاش تحت وهم المجاملات ..
    في النهاية كثرة التعرض للتحطيم أو المجاملات يترك أثر سلبي في الحالات الطبيعية لدى الناس ..
    مع كل ذلك يجب عليك كمانجاكا أو مؤلف أو رسام أو أيًا يكن أن تكون صبور و تتحلى بروح الشجاعة بتقبل آراء الآخرين و الإستفادة من نقدهم في حال إنتقدوك و ليس التبرير لهم و صنع أعذار و إظهار الإستياء لهم في حال إنتقدوك ..
    حتى لو تعرضت للنقد الهدام عليك أن تتقبل ذلك و تتحمل ما يأتيك فأنت من نشر عملك .. فما سبب نشرك له؟ هل تريد مجاملات فقط؟ أم شهرة فقط؟
    عند نشر عملك من الأفضل أن يكون من أهم أهدافك لنشره هو سماع الإنتقادات و الإستفادة منها خصوصًا إن كان العمل فردي كرسمة فقط أو شيء كهذا أو تدريب أو سكتش .. يجب أن يكون همك تطوير أعمالك للأفضل دائمًا!

    بدا على رغد النابلسي الاستمتاع بذلك النقاش؛ حتى إذا ما صمت الجميع قالت:
    - نقاش موفق، شكراً لكِ على طرحكِ..
    برأيي أتفق مع التعلقين الأولين بشكل كبير، فمن جهة هناك فروق فردية ، لكل شخص دارة معينة تغلق فتضاء عندها مصابيحه بطريقة ما، البعض ليتحفز يحتاج مدحاً والبعض يحتاج نقداً وتحدياً، ولكن المهم هنا أن كلّاً من المدح والنقد يجب أن يكونا في نطاقهما المتوسط، أما التطرف إلى التحطيم والتثبيط أو إلى شدة المجاملة فهنا المشكلة، ولكنني أرى هنا مشكلة أخرى، أننا في عالم بات يحتوي آراء عديدة لدرجة أن البعض يُعجبون بأشياء هي في الحقيقة ومن وجهة نظر كثيرين لا تستحق الإعجاب، وبالتالي باتت هناك جماهير لكل فكرة، جماهير لكل رأي، جماهير لكل كاتب أو رسام، فعندها، أولئك المعجبون سيصفقون لمن يحبونه باستمرار، وهو سيجد نفسه بينهم ويمتنع عن سماع غيرهم ويكتفي بهم، وهم غالباً لا يعطونه تقييماً صادقاً لأنهم معجبون بشكل مهووس، فمن يريد التحسين يجب أن يمتلك رغبة ذاتية ويقارن ذاته بذاته، أو يقارنها بآخرين مناسبين للمقارنة وبشكل حذر، أما التحسين بشكل عام فلا أظن أن الجميع سيسعى له إن كان يحصل على ما يريد من تصفيق.. هذا ما أراه.

    فقالت وهج البنفسج:
    - أعتقد الموضوع متوقف على الطرفين
    اولا..الناقد لابد أن يجمع بين النقد والتشجيع.. إن كنت حقا تملك القدرة على النقد فأنت إذا تستطيع أن ترى النقاط الإيجابية ويجب أن تبرزها في المقابل
    بالنسبة لي أحاول أن أفتش عن النقاط الإيجابية حتى تتوازن كفتي النقد والتشجيع إلا في حال زادت كفة النقد فإني أمتنع عن الرد
    ثانيا.. صاحب العمل.. المرونة حلوة بكل شيء
    إذا كانت وجهة نظر الناقد صائيبة واعطى ملاحظات تطور من مستواك انظر إليها بجدية لأنو الأغلب يتحسس ويتجاهل النقد لأنو يعقد أنو مستواه رهيب
    بالإضافة للنقطة الأهم ركز جيدا على مايقوله الناقد صاحب الخبرة يعرف مايقول يضع يده على المشكلة ويعطك الحلول يفسر يشرح ينصح هذا كنز لايفرط به بالعكس سأكون ممتنة له لأنه أعطاني جزء من خبرته ووقته
    أما الشخص الذي ينتقد بشكل عام بدون تحديد المشكلة
    أو ترك شيء مشجع هذا غالبا لن يفيد
    وأضافت باسمة:
    - بالمناسبة لدي مانجا بدأت في تألفيها منذ مدة طويلة نزل منها فصلان وأحاول إنهاء الفصل 3 الآن إن أردتم الإطلاع على مستواي حتى لا تعدوني مجرد متفلسفة
    وهنا تحدث عماد:
    - هناك نوعان من التحفيز: التحفيز الإيجابي(الترغيب) والتحفيز السلبي(الترهيب)= العصا والجزرة= النقد والتشجيع، هناك دراسات تقول أن الحوافز السلبية أكثر فعاليةً من الإيجابية لكن في ذات الوقت أعتقد أن الإفراط في الحوافز السلبية قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، لذا أرى أن استخدام العصا والجزرة معاً أكثر فعالية من استخدام إحداهما دون الأخرى.
    وأرى أنه في مجتمعاتنا المعاصرة للأسف الترغيب والمجاملة تستعمل بإفراط بينما الترهيب والنقد يندر استعماله حتى صار يعد جريمة، ما عدا الإعلانات التجارية فهي تجيد استعمال الترهيب باستمرار لإقناعك بشراء منتجاتهم، ليتنا نتعلم منها!

    **

    (يتبع)

  19. #18
    فقال أحمد الهمالي أخيرا:
    - أنا أحب أسلوب الساندويش في النقد وهو ثلاث خطوات:
    1. تبدأ بمدح شيء جيد في العمل
    2. تقول كل الأشياء التي تنقدها و/أو لم تحبها فيه.
    3. تمدح شيء آخر كي لا ينهي صاحب العمل قراءة نقدك بمشاعر سيئة.
    وأضاف:
    - أذكر أن فاضل هو من علمني هذه الطريقة..
    فرمقه عماد بنظرات ذات معنى:
    - ظننت بأنني أنا من علمك إياها!
    لقد ذكرها دايل كارنيجي في كتابه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"، وقال أن الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت كان يستخدمها دوماً.

    فضحك أحمد الهمالي:
    - قالها لي فاضل قبلك ولكن نعم. أنت معلم جيد..

    واستطرد موضحاً:
    - أنا لا أعطي نقد للكثير من الأعمال في المانجاكا العربي.

    ولكن قد يصدف أن أعطي نقد مطوّل لأحدكم...


    لذا قررت أن أخبركم لماذا لا أقوم بالنقد إلا نادراً ولماذا أظن أن من يضع أعماله هنا لا يتلقى سوى القليل من النقد من باقي الأعضاء والباقي كله تعليقات تشجيعية أو عابرة.


    مع أنني لا أعطي نقدي إلا نادراً إلا أن عماد قال لي "لم لا تعمل محرر؟" في مجلة عربية (على الأقل، حين تكون هناك واحدة) حين رأى أسلوبي في النقد. هذا جعلني أشعر بالفخر لكنني أحب أن أفعل ذلك وقت الفراغ فقط وليس جعله كعمل.
    أولاً: حين أقرأ الصفحة قراءة عادية فإنني أفعل ذلك بسرعة. هناك كلمات أتجاوزها دون شعور (أفهم أنها هناك من السياق) وخيالي يقوم بنصف القراءة.
    ثانياً: حين أنوي نقد شيء فإنني أقرأه مرة للإستمتاع ثم مرة أخرى لمحاولة إيجاد أي شيء شد إنتباهي فيه أو لم يعجبني ثم مرة ثالثة لأتأكد أن رأيي هذا هو النهائي. وإذا كتبت النقد فإنني أعيد قراءة كل جزء قمت بنقده مرة أخرى لأرى إن كان هناك شيء لأضيفه
    هذا يعني أنني أمضي 5 أضعاف الوقت على الأقل حين قراءتي لشيء بدافع نقده مقارنة بقراءته كما أقرأ أي شيء عادي + الوقت الذي أكتب فيه النقد! وهذا متعب جداً إلا لو كان لدي وقت قراغ أو وجدت شيء أتحرق للكتابة عنه.
    ثالثاً: أحاول حين النقد أن لا أقول نقاط الضعف فقط بل نقاط القوة أيضاً. فإن وجدت شيء أنتقده فأنا أحاول إيجاد شيء أمدحه كنقطة مضادة وإن لم أجد فهذا يعني أنني أضعت جهد إضافي بلا فائدة وأنشره بالإنتقاد فقط.
    رابعاً: أنا لا أنقد الرسم... إلا لو كان الخطأ واضح جداً أو خطأ في التقديم وليس الأساسيات. هناك الكثير من الأعضاء الأفضل منّي في هذا وينقدون بين الحين والآخر.
    رابعاً 2: لا أعتبر نقد ترتيب الإطارات أو تقديم الصفحة كنقد للرسم. هذا عمل إخراجي مثل السينما ومؤلف المانغا وليس رسامها فقط يجب أن يكون كلاهما قادرين عليه.
    رابعاً 3: لقد قرأت الكثير من المانغا اليابانية وبعض الكوميك وبالرغم أنني لست جيداً بعد إلا أنني أستشغر أن "هذه الصفحة غير سلسة" حين أراها... لكنني أحتاج لبذل جهد كبير لأعرف سبب هذا الشعور.
    بإختصار أن أقوم بنقد شيء يبذل جهد كبير لذا حين أدخل للفيس بوك للهرب من تعب اليوم فإنني أتجنب قراءة أي قصة مكتوبة أو مصورة في المجموعة كي لا يبدأ ذهني بالإشتغال على كيفية نقدها فيزيد تعبي.
    وحين أدخل للفيس بوك لتضييع الوقت (يحصل أحياناً) فأنني أنقد أول عمل أراه وبمجرد أن أصل للعمل الثاني تكون قوتي كلها قد خارت.
    قد تجدون تعليقات طوييييلة جداً مني وأشياء مثل هذا المنشور على مواضيع عادية وتتسآلون: "لو كان لديك الوقت لكتابة هذا فتعال أنقد عملي." آسف للقول أن سطر واحد من النقد يأخذ 5 أضعاف الجهد لكتابة ذلك التعليق الطويل كامل.
    أه، شيء أخير: إذا أرسل أحدكم لي رسالة أن أعطي رأيي بعمله فقد لا أرد عليها مباشرة وقد أنساها للأبد (أتمنى أن لا تشعروا بالسوء حيال هذا.) أنا مشغول بأمور كثيرة ليس لها علاقة بالتأليف والرسم.
    ما أنهى أحمد الهمالي حديث؛ حتى أبدى محمد حسن عليوة إعجابه الشديد به:
    - موضوع ممتاز .. اشكرك على الطرح المفيد .. فعلا اسلوبك يتميز بالتاني والصبر ... اود رؤية نقد مفصل لعمل اعجبك..
    واضاف البراء:
    - أنا أمشي على نفس الطريقة تقريباً (بس إني أنتقد كل شي حتى الرسم و الإخراج), المشكلة أحياناً يكون صعب إنك تلاقي شي تمدحه.
    في مرة قعدت ساعة و نص أكتب نقد مفصل على منشور في المجموعة..
    وأكمل ضاحكاً:
    - فالنهاية صاحب المنشور رد علي بـ"ok" و ما حطلي لايك حتى!!
    معني مدحت عمله, من بعدها صرت ما أنتقد بشكل مفصل إلا لو أحد طلب مني, و أحذره قبلها إنه نقدي حيكون لاذع.


    فعلق أحمد الهمالي موافقاً:

    - حتى أنا يجب أن أتعلم أن آخذ الإذن قبل وضع تعليق نقدي... عندما يكون لدي مزاج للنقد أبدأ فيه دون تفكير (ونعم قد يستغرق ساعة ونصف وقد ينقطع الكهرباء عليّ) لا أشعر بمرور الوقت خلال ذلك ولكنني أشعر بالتعب حالما أنتهي.
    الحمد لله أن كل من علقت عليهم حتى الآن قاموا بالرد على تعليقي أنهم سيضعون ما قلته في ذهنهم.

    فقال البراء:
    - المفروض إنه أي عمل ينشر فمكان عام عرضه للإنتقاد سواء بإذن صاحبه أو بدونه, بس إني ما أبغى أضيع وقتي مع شخص غير متقبل.
    أنا كمان ما أحس بالوقت لما أبدأ أكتب, و هادي من أكبر المشاكل اللي خلتني أقلل من تفاعلي فالمجموعة.

    أما عماد فقد اكتفى بتعليقه الفخور، وهو يعدل وضع نظارته بغرور:
    - كأنك تتكلم بدلاً عني، أنت حقاً انعكاس صورتي في المرآة لكن بغرور أقل!
    فعقّب يوسف بوتوكارت ضاحكا:
    - حتى وإن لم أعد اتفاعل كثيرا مع أعمالكم، لكنني اتابع كل جديد و قديم.. التشجيع واجب و النقد اهم بكثييير ، بدلا من الشكوى بسبب الانتقادات ، لنرتقي و نصنع محتوى افضل!

    كان ذلك النقاش كفيلا بإثارة حماسة الجميع للعمل باتقان أكثر، ولم يتردد أشرف بعرض إحدى أعماله محذراً:
    - اول مرة ارسم بالفوتوشوب وبالماوس.. لكن لا ترحموني أتقبل جميع انواع القصف..
    ولم يتردد أحمد الهمالي بالاستجابة لمطلبه قائلاً:
    - المساحة التي رسمت فيها صغيرة جداً, لو كانت أكبر لكانت الرسمة أفضل... لو كنت ترسم رسمات بهذا الحجم فأقترح أن ترسم Pixel Art ولكن برنامج فوتوشوب ليس الأفضل لهذا الفن (برنامج الرسام الذي يأتي مع ويندوز أفضل منه.)
    فن البكسل هو أن ترسم الرسمات نقطة بنقطة، محترفوه عادة يقومون بصنع شخصيات ألعاب الـ2D.

    فتشجعت آندي ميلان قليلاً لعرض إحدى رسوماتها، قائلة:
    - ما رأيكم في رسمي؟ احب سماع انتقاداتكم..

    لم يخف على شام ساري ملاحظة تلك النبرة المحبطة في صوت آندي، فردت عليها مشجعة:
    - أختي حقيقة ، يطرح عدة اشخاص مثل هذا الطلب ،
    ان يسمعوا انتقادات على رسوم لهم وربما لا يجدون ردا ،
    استطيع القول لك انه لو كانت هناك امور مفيدة فعلا نستطيع تقديمها كنقد او اطراء فسيفعل كثيرون ذلك هنا ..
    لكن احيانا تكون الرسمة لا تحتاج التعليق فهي ستختلف كثيرا مع التقدم برسم رسامها والاخطاء سيتجنبها الرسام لا شعوريا ، يحتاج المزيد من الصبر فقط
    لو كان هناك خطأ قاتل يجب تجنبه منذ الان لأخبرك احد ذلك بالتأكيد ، ولكن غالبا السكوت يعني فقط انت تحتاج الاستمرار
    والامر هذا ينطبق تماما على رسمك ،
    لا اجد ما أعلق به عليه فأنا افكر بأنه سيتحسن مع كل تدريب اضافي ، حقا
    اتمنى لك التوفيق أطلت الحديث

    بدت البهجة بوضوح على وجه آندي، فشكرتها باسمة:
    - ردك يكفيني للمواصلة.. شكرا
    فردت شام ساري:
    - عفوا، فقط ثقي برسمك واصبري .. حين تجدين ان هناك مزعجا فيه لا تستطيعين تغييره حتى بعد فترة من التدرب بامكانك طرحه هنا ليجيبك عليه بعض الاشخاص..

    ثم تشجعت شام ساري، لعرض تلك المانجا الصامتة على الجميع قائلة:
    - قمت أنا والآنسة زينب بالمشاركة في مسابقة المانغا الصامتة لدورتها الثامنة ،
    أعلم أنها لا تخلو من الأخطاء ، وأتمنى أن نعرف رأيكم الصريح بها لنحاول تجاوز ما هو غير صحيح لو شاركنا ثانية ، وأرجو أن تفيد التعليقات الجميع ..
    لو شعرتم أن هناك شيئا ناقصا ، غير مفهوم ، خاطئا فأرجو أن تخبرونا به أيا كان رأيكم .

    **
    (يتبع)

  20. #19
    وأضافت مدرسة الفروسية، موجهة كلامها للمجموعة:
    - في الحقيقة هناك خطأ فادح تم ارتكابه في هذه المانجا وهو مخالف لشروط المسابقة، ورغم أننا انتبهنا له؛ لكننا لم نستطع تداركه في الوقت المناسب.. اجمالا كانت تجربة رائعة وناجحة ايضا حتى لو لم تفز..
    يكفي أننا سلمناها على الموعد، كما أنها أول مرة اشارك فيها في صنع مانجا!!! وأول مرة أحاول كتابة "الاسم" فجزى الله خيرا شام لأنها أتاحت هذه الفرصة لي.. بالطبع هناك شكر ضمني للأخ مهدي سرحان، لأنه أول شخص وضع في رأسي فكرة صناعة مانجا منذ أيام البرنامج الصيفي، ورغم أنني لم أشارك وقتها لكن الفكرة بقيت في رأسي، حتى أثمرت لأول مرة بعد تشجيعك أختي شام، فجزاكم الله خيرا جميعا..
    والآن كما قالت لكم شام.. يسعدني الاستماع للآراء أيضا، فكما قالت شام نحن ندرك أنها لا تخلو من الأخطاء (بل هناك أخطاء نعرف أنها موجودة ولم يكن بالامكان تداركها في ذلك الوقت)، لذا انطلقوا يا مجموعة المانجاكا العربي في نقدكم ولا تخافوا لومة لائم..

    فهتف البراء بسعادة:
    - ماشاالله عمل مشترك بينك و بين مدرسة الفروسية! توقعاتي صارت عالية، فشكلها إنتقاداتي حتكون شديدة،
    حأقراها و أعطيكي رأيي.

    فابتسمت شام ساري:
    - أتمنى ذلك..

    فيما بدأ سعد زبير بانطباعه:
    - القصة جميلة.. لكن اعتقد أنه في البداية لم يكن واضح في الصفحات الاولى أنها تتكلم عن قصة المصري مع ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه غير ذلك معنى القصة جميل ماشاء الله
    واعتقد ان هناك موضوع اخر تم طرحه والذي هو العنصرية وقد ظهر ذلك جليا في احد الصفحات لما رأى اللاعبون خصومهم وهم يصلون قبل المباراة
    أبدعتي ياشام ويا مدرسة الفروسية..

    ثم تحدث عماد بتفصيل أكثر:
    - رسم جميل وتصوير مقبول جدا، موضوع جميل
    السلبيات:
    1. حجم الصفحة يعرض صغير علىالموقع هل جودة الملف الذي أرسلتموه صغيرة؟؟
    2. الخطوط التي رسمت بها القصة تبدو رسم بالسيالة وثابتة السمك، ياليتك تستعملين أدوات تحبير مناسبة أو تتحايلين في استعمال ادواتك البسيطة لإعطاء سمك متنوع للخط كأنه معمول بأدوات تحبير حقيقية(هناك طرق لفعل ذلك والبعض رسم صفحات مانقا رائعة بالسيالة السوداء فقط).
    3. القصة معقدة وصعبة الفهم على شخص مسلم وتبدولي مستحيلة الفهم على شخص غير مسلم، ربما هذه القصة بالذات ليست من النوع الذي يعبر عنه بمانقا صامتة، ربما تكون أوضح بالنص.
    4. أعتقد أنك بتوجيهك قصة من هذا النوع بهذه الطريقة للجنة تحكيم ميديا بانغ تكونين خاطبت الناس بما لا يفهمون، كان المفروض تراعي ثقافة الطرف المستقبل للرسالة حتى يصل محتواها.
    5. رغم أن الرسم جميل إلا أنه في أماكن نادرة من القصة أشعر أن الرسم فيه بعض الإهمال خاصة في النهاية
    *الخلاصة: أكبر الأخطاء أراها في اختيار القصة للجمهور المستهدف في حد ذاتها، + أخطاء تقنية في إخراج القصة أما الموهبة فلا غبار عليها هي فقط تحتاج لتوضع في سياق مناسب وتتعلم مبادئ تقنية


    فهمهم سعد زبير مفكرا:


    - اممم للحظة كنت افكر اذا ماكان اشخاص غير مسلمين سيفهمون القصة
    فوضّح عماد:

    - حتى في التجارة الدولية أو التفاوض الدولي ندرس اهمية الانتباه للفروق الثقافية ودراسة ثقافة الشخص الذي ستتفاوض معه، فحتى الإشارا تالتي نعملها بأيدينا وبجسدنا تختلف ترجمتها من ثقافة لأخرى وإذا لم تنتبه لذلك قد ينتهي بك الأمر إلى شتم من هو مقابلك دون أن تشعر!

    شعرت شام ساري بالامتنان لذلك النقد المفصل البنّاء، فشكرته لتضيف بعض الاستفسارات:
    - شكرا جزيلا أخ عماد، بالنسبة لحجم الصفحة فأظنه كان جيدا ،لكن على هذا الموقع لم اهتم كثيرا بالتأكد من الحجم (بالكاد ارسلت الصفحات اصلا)، وبالنسبة للخطوط فهي مشكلتي الدائمة والأبدية... أظنها أفضل صفحات رسمتها من حيث التظليل حتى الآن ، بذلت كل جهدي ولا أظنني أستطيع تقديم أفضل منه بأقلامي الموجودة مطلقا (حقا تعبت بمحاولة تغيير السمك رغم تقارب حجم رؤوس الأقلام جدا وربما لا أحد يستطيع ملاحظة تغير السمك قليلا)..
    اما عن تقنيات اختلاف السمك فهل يمكنك الشرح عنها قليلا لو سمحت؟
    بالنسبة للقصة شعرت بالبداية أنها معقدة لرسمها كمانغا صامتة لكن لاحقا اقتنعت بها (او تمنيت ان تكون مناسبة فنحن أردنا من كل قلبنا ايصال رسالة اسلامية ولكن لايبدو انها واضحة فالمسلمون أنفسهم لم يفهموها جيدا فمابالي بغير المسلمين!!)
    هل يمكنك التحدث عن أخطاء الاخراج لو سمحت ؟
    وماذا قصدت بالمبادئ التقنية ؟
    شكرا لك ثانية فأسعدني تعليقك بهذا التفصيل وودت لو تكون من بين المعلقين صراحة..

    وبصعوبة شديد استطاع عماد إخفاء سعادته بهذا المديح، الذي أرضى غروره، فظهر بمظهر جاد، وهو يتابع:
    - بالنسبة لعدم الاهتمام ببعض الرسوم فأجل هناك قلة اهتمام .. رسمت الصفحات الاخيرة بأكبر سرعة وبأسوأ حال لذا هي كذلك ، حتى أني قد رسمت اخر صفحة و سلمت المانغا باخر يوم تسليم بالضبط ..

    أما الجوانب التقنية لو نتناول كل منها سيستغرق كتاب، أنا حاولت الإشار ةباختصار لاهمها، لكن لوسألتني أظن أن أول خطوة عليك القيام بهاهي إصلاح طريقة تحبيرك، بعدها نمر تدريجيا للامور الأخرى، سأرسل لك على الخاص نصائح تحبير كنت أرسلتها لأحد المانقاكات من قبل..
    فشكرته شام ساري بحرارة، فيما سألته همسات قلم:
    - اريد نصائحا للتحبير ايضا
    اعاني من مشاكل كثيرة فيه
    من فضلك أخ عماد..

    ورغم أن رأس عماد بدا على وشك الانفجار من شدة تضخمه؛ لكنه نجح في السيطرة عليه بمهارة وهو يجيب بوقار:
    - بكل سرور سأرسل لك لاحقا نفس الملفات..
    فرجاه سعد زبير بشدة:
    - ارسل لي تلك النصائح ايضا
    من فضلللللللك..
    فأجابه عماد بتواضع مصطنع:
    - إنها ليست بالشيء الكثير.. ولكن حسنا سأنشرها لاحقاً لعلها تكون مفيدة للبعض..

    في تلك اللحظة؛ كانت مدرسة الفروسية قد انتهت من تدوين كافة الملاحظات، فرفعت راسها شاكرة بامتنان شديد:

    - ما شاء الله شكرا لرأيك المفضل أستاذ عماد.. بالنسبة لاختيار القصة ربما كان هذا رأي شام أيضا، ولكنني حتى هذه اللحظة ما زلت أشعر أن اختيار قصة من وحي ثقافتنا العربية هو أهم شيء (شاركت في المسابقة من أجل هذا فقط)، ربما لم تصل الفكرة بالشكل المطلوب ولكن إن اتيحت لنا الفرصة مرة أخرى، فلن أفكر إلا بنشر قصص من وحي ثقافتنا، ولكن سنحاول توضيح الفكرة بشكل أفضل إن شاء الله، خاصة وأنني قرأت ذات مرة في وصف إحدى مسابقات المانجا اليابانية وأهدافهǺ هو الاطلاع على الثقافات الأخرى ومشاركة الشعوب المختلفة لثقافاتهم
    وشكرا لك مرة أخرى..

    فأشارت لها شام ساري إلى إحدى الصفحات:
    - قمت بتدوين بعض الملاحظات الإضافية، التي وصلتني سابقا، لأجل مراجعتها

    فيما أدلت وهج البنفسج بدلوها، موجهة حديثها لشام:
    - جميل أعلم كم استهلكت من وقت ومجهود، ليس سهلا رسم فصل مانجا وهناك مشاهد مرسومة بعناية وزوايا جميلة، وأخراجها ممتاز
    لكن بدون الدخول في التفاصيل؛ أعتقد أكبر مشكلة فيها أن الصورة البصرية تبدو بسيطة ليس بيها شد
    حتى لو تم رسم المانجا يدويا يمكن باستخدام القلم الأسود إضافة الكثييير والكثيييير من التفاصيل من تونز وتأثيرات ( سبق وأن رسمت مقطع من مانجا بقلم الرصاص وأقلام حبر عادية.. وقد كانت تجربة ممتعة )
    ثم حتى لو تم رسم المانجا يدويا أسهل من كذا ممكن تضفي التونز والتأثيرات على الجهاز
    بالإضافة لذلك أفضل تكبير الإطارات أحب أن ارسم المشاهد المهمة في صفحة كاملة
    وإن كانت طرقتك في رسم إطارات صغيرة مستخدة أيضا كامانجا كونان
    لكن تنقصك التعبة وليس التظليل لأن اللون الأسود يشد ويجذب النظر
    المانجا هنا غلب عليها اللون الأبيض
    فيما يخص القصة أرها جيدة سهلة لكن ليست مبتكرة لا تخرج عن المتوقع ولاتترك أثر
    لكن أعتقد أنها غير واضحة كفاية لغير المسلمين
    أنا فاهمة أن الشخصية قرأت قصة في زمن عمر وتأثر بيها
    لكن لاأعتقد الفكرة ستصل للآخر
    بالإضافة لكون المانجا ون شوت وصامتة؛ كان من الأفضل التركيز على قصة واحدة بدلا من إثنين..لاسيما مع إختلاف البيئة بسبب إختلاف الحقبة الزمنية بين القصتين..
    ربما سيصعب على الآخر إستعاب وربط القصتين بعضهما ببعض

    ثم عرضت وهج البنفسج نسخة من ملفها قائلة:
    - هذه صفحة من المانجا التي عملت عليها يدويا
    فهتفت شام بإعجاب:
    - ما شاء الله صفحتك جذابة فعلا بألوانها المتدرجة بين الأسود والابيض .. أي اقلام استعملت في تلوين الإطار الثالث الأوسط؟

    فأجابتها وهج البنفسج:
    - مرسام ..والتعبية بقلم أسود عادي للتوزيع عند الحواف وقلم أسود عريض لسهولة تعبية المساحة الكبيرة..


    أما سعاد عمر؛ فقد التمعت عيونها وهي تشاهد غلاف المانجا الصامتة، فقالت باهتمام:
    - تم الحفظ لقراءتها.. موفقين دائما عزيزتي شام ساري و الأخت زينب

    وأخيرا.. تكلم البراء وهو يلملم الصفحات من أمامه، بعد ان فرغ من القراءة:
    - معليش عالتأخير، قريت المانجا أكتر من مرة و الصراحة بعض ملاحظاتي ضعيفة و بعضها ذكرتلك هي من قبل، بس إن شاالله إني أفيدك بشي..
    الفكرة بشكل عام عجبتني و الرسم ممتاز يذكرني بسيف الأراك، نجي للملاحظات:
    أول ملاحظة إنه فيه أشياء مو مناسبة للمسابقة و مو أي أحد يقدر يفهمها (بالذات اللي من خارج مجتمعنا)، و هي بشكل عام مو مشكلة لو أفترضنا إنكم رسمتوها للمتعة و الفايدة مو للمسابقة.
    الملاحظة التانية، مشكلة التحبير عندك، معنه أسلوبك يعجبني بس فيه مشكلة إنه سمك الخطوط مافيه تنوع، فبعض البانيلات صعب التفريق بين الأجسام، الغبار مثلاً المفروض يكون سمك التحبير فيه خفيف مرة.
    غير كده التلوين بالمرسام أحياناً يشوه الصورة، لو ما كنتي حتلوني الصفحة كلها زي اللوحات الفنية لا تستعملي المرسام، حاولي تتعلمي على التظليل بالقلم، فيه طرق سهلة و تعطيكي نتيجة أحلى
    الملاحظة التالتة إنه فيه مواقف سردتي الأحداث فيها عن طريق حوارات (أو شبه حوارات)، حتى لو ما كان فيها كلام ما تتناسب مع المانجا الصامتة، أقدر أكتب كلام طويل أشرح فيه السبب بس عشان أختصرلك الموضوع: تخيلي المانجا لو أتحولت لمقطع أنمي قصير، كيف حتكون؟ أكيد مشاهد شبه الحوارات حيكون مستحيل تحويلها لأنمي.
    بصراحة ما أدري لو النقطة دي تعتبر خطأ فعلاً ولا مبالغة مني، فلو لقيتي مانجا صامتة من الفايزين أو المرشحين أستعملت الأسلوب دا قوليلي.
    عالعموم بغض النظر، ما فهمت إيش كان العجوز بيقول للشاب بعد السباق، رسمة الميزان مو واضح المقصد منها.
    عندي ملاحظة بسيطة فصفحة 8، إنت رسمتي الشمس و هي بتشرق فكان واضح إنك نقلتي المشهد لوقت أو مكان تاني، ما كان فيه داعي تكتبي إنه الساعة 5 الصبح، حسيت إنها معلومة عشوائية ما خدمت القصة بشي، نفس الشي فبعض الصفحات بعدين، ما فهمت الغرض من كتابة الوقت.
    هادي تعتبر مشكلة فسرد القصة بشكل عام بعيداً عن المانجا الصامتة، لما تكتبي الوقت أو شي زي "و في اليوم التالي" تعتبر حركة سيئة و تدل على التهاون، طبعاً فيه إستثناءات، زي فبعض الحالات يكون الوقت أو التاريخ عنصر مهم فالقصة، بس إضافته بشكل عشوائي يضر القصة.
    فالحالة دي يا إما إنه ما كان فيه غرض مهم من كتابة الوقت أو إنه الغرض مو واضح.
    الملاحظة الأخيرة و الأهم بالنسبة ليا إنه المانجا طويلة، صح إنها 16 صفحة بس، بس عدد البانيلات فكل صفحة أكتر من اللازم، فيه بانيلات مرت عليا حسيت إنك لو حذفتيها ما كانت حتأثر عالقصة.
    غير كده القصة نفسها عبارة عن قصتين متتابعة، بس حسيت إنه الرابط بينها ضعيف، يعني لو حذفتي وحدة منهم التانية ماحتتأثر بشكل كبير.
    الون شوت بشكل عام تعتمد على مهارة التعبير و التلخيص، لازم تكون عندك القدرة إنك تعرفي أهمية كل تفصيله و تحذفي التفاصيل الغير مهمة.
    هادي كل ملاحظاتي، أبغى أختم كلامي ببعض الإيجابيات: أول شي تعابير الوجه أكتر شي أتقنتيه، حسيت إني قدرت أفهم طبيعة كل شخصية من تعابيرها، الشي التاني الخلفيات متعوب عليها (لو أتغاضينا عن مشكلة التحبير، التفاصيل و الأبعاد ما كان فيها أي مشاكل)، الفكرة إبداعية، بالذات النص التاني من المانجا.
    يعطيكم العافية على جهودكم، أتمنى أكون أفدتك بشي، و أعذريني لو كنت قاسي فإنتقاداتي.
    بالتوفيق.

    **

    (يتبع)

  21. #20
    وما أن فرغ من كلامه حتى شكرته شام ساري:
    - جزاك الله خيرا كثيرا اخي، ملاحظاتك كانت رائعة بالنسبة لي فقد انتبهت الى أمور لم أنتبه إليها مطلقا مع اني حرصت جديا على محاولة تغطية ما أمكن من الأخطاء لأجل المستقبل..
    سعدت جدا بذكرك تعابير الوجه فهي أهم شيء بالنسبة لي حين أرسم ( أحبها وأهتم بها فهي كل المشاعر تقريبا )
    ولم أتوقع أن القسم الثاني من القصة أفضل ربما، كقصة.. شكرا جزيلا ثانية..

    وقالت مدرسة الفروسية بدورها شاكرة:
    - ما شاء الله ملاحظات مدهشة، أكثر ما اثار اهتمامي هو هذا:
    "فيه مواقف سردتي الأحداث فيها عن طريق حوارات (أو شبه حوارات)، حتى لو ما كان فيها كلام ما تتناسب مع المانجا الصامتة، أقدر أكتب كلام طويل أشرح فيه السبب بس عشان أختصرلك الموضوع: تخيلي المانجا لو أتحولت لمقطع أنمي قصير، كيف حتكون؟ أكيد مشاهد شبه الحوارات حيكون مستحيل تحويلها لأنمي."
    هل تقصد أنه في المانجا الصامتة يكون المشهد من الاساس لا حوار فيه؟؟ كنت أظن أن الفكرة هي التعبير عن الحوارات بالرسم فقط، أما أن لا يكون هناك حوارات من الاساس فهذا لم يخطر ببالي..
    يا حبذا لو تشرح هذه النقطة بالكلام الطويل إذا كان لديك وقت لو سمحت..
    بالنسبة للمانجات الفائزة من الدورات السابقة فقط اطلعت عليها بالفعل ولكنني بلم ألاحظ ذلك
    "بصراحة ما أدري لو النقطة دي تعتبر خطأ فعلاً ولا مبالغة مني، فلو لقيتي مانجا صامتة من الفايزين أو المرشحين أستعملت الأسلوب دا قوليلي."
    ربما أحتاج لمراجعة المانجات الفائزة في جميع الدورات بالفعل، شكرا جزيلا للملاحظة الهامة جدا جدا جدا.... جزاك الله خيرا..

    فاستدرك البراء:
    - أنا زي ما قلت مني متأكد من كلامي, و ما حبيت أفصل فالموضوع و فالأخير يطلع فيه فايزين فالمسابقة يستعملو الطريقة نفسها.
    بس ممكن أشرحلك ليش أنا شخصياً ما أفضل الطريقة دي:
    الحوارات فالمانجا بشكل عام لازم تكون طبيعية قدر الإمكان, عشان كده المؤلف لازم يتعلم إنه ما يضيف حوارات أكتر من اللازم, نشوف فمانجات و أنميات كتيرة أخطاء تخلي الحوارات مو طبيعية, كأنه الشخصيات بيشرحو الأحداث للقارئ.
    عشان كده شي مرة مهم للمانجاكا إنه يتعلم كيف يوصل المعلومة عن طريق الصور, و الهدف من المانجا الصامتة إنها تختبر موهبة المؤلفين فالشي دا.
    الطريقة اللي أستعملتوها ما كانت حركة إبداعية لتوصيل المعلومة بالصور, كانت عبارة عن حوارات على شكل أكواد, ما تختلف كتير عن حوارات مكتوبة بلغة غريبة.
    بدل لا تعتمدو على حركات الشخصيات و محيطهم و إخراج القصة, أستعملتو أسهل طريقة فإيصال المعلومة.
    المشكلة كمان إنه قصتكم كانت تنقصها البساطة, أعطتني إنطباع إنه عندكم أشياء كتيرة تبغو توصلوها فصعبتو على نفسكم الموضوع.
    عالعموم أحكمي بنفسك بعد ما تراجعي المانجات الفايزة, و بالتوفيق فمشاركتكم الجية إن شاالله.

    ما أن أنهى البراء كلامه؛ حتى علّق أرو بتعجب:
    - هذه المرة الأولى التي اسمع فيها لهجة البراء بهذا الوضوح!!! قبل سنوات كنت أظن أن الشعب السعودي يتكلم اللغة العربية الفصيحة!!
    فلم يتمالك سعد زبير نفسه من الضحك:
    - أنت تمزح بلا شك!

    وقبل أن يتغير مسار الموضوع؛ تكلم أحمد عبد الله وهو مستمر بالقيادة:
    - الحمد لله أتممت قراءة القصة من فترة، ولكن لم يكن لدي الوقت الكافي لكتابة تعليق لكم، وأظن أن هذه هي فرصتي
    المهم بشكل سريع
    تبدو القصة سهلة ومعبرة نوعا ما رغم اني لم أفهم المشهد الأول حتى أدركت قصة ابن الأكرمين، أيضا شعرت بالفجوة ما بين الجزء الأول والثاني من القصة وكأنك تحاولي التوسع بالقصة أكثر فلا يكفيها صفحات قليلة كمانجا صامتة
    ومثل ما قال الأخوة بعض المشاهد لا تكفي فيها التعبيرات بل تحتاج إلى حوارات حتى تُفهم
    بالنسبة لقصة مثل هذه برأيي انها بحاجة إلى الرمزية أكثر من الخطاب المباشر لتصل فكرتك بشكل أفضل ولعلها تحتاج إلى التعمق في الفكرة أكثر
    هذا ما لدي
    في النهاية أبارك للاستاذة زينب على تجربتها الأولى وكذلك الأستاذة شام..

    فشكرته مدرسة الفروسية وقد تهلل وجهها:
    - بارك الله فيك وجزاك الله خيرا لهذا الاهتمام.. شكرا للملاحظة القيمة (الرمزية)..
    وأضافت وهي توجه نظرها حيث جلس زكريا براغ، المشغول برسم عدد كبير من الشخصيات المتنوعة، قائلة:
    - يا حبذا لو تشاركونا انجازاتكم أيضا..

    عندها عرض زكريا براغ، مانجته الصامتة نزولا عند رغبة الجميع، بعد أن حصلت على المرتبة التاسعة عالميا في اول مشاركة له بالمسابقة العالمية للمانجا الصامتة، النسخة التاسعة- قائلاً:
    - ها هي بين ايديكم، وارجوا ان تنال اعجابكم..
    فهتفت شام ساري ونور بورنو ومحمد حسن عليوة بإعجاب:
    - ما شاء الله!!
    وقالت نور نور:
    - ما شاء الله هذا انجاز اكثر من رائع و من اول مشاركة
    استمر في التقدم و الارتقاء الى الافضل..

    فيما اخذت سارة لارديه تصفق بحماسة:
    - مبارك..
    وتابعت:
    - الحمد لله هذا كان حافزا لي ولفريقي بالفوز في الجولة رقم 11 من المانجا الصامتة.. كانت تجربة رائعة بفضل الله.. كان الموضوع المُختار وقتها هو "الوعد"، اقرب القصص إلى قُلوبنا وفعلاً كتبناها بفيض مِن المشاعر، عن تجارب مررنا بها وتفاصيل الوعود التي تُقطع وطريق الوصول ...
    القصة مِن رسم: امنة المصوفي/لوجه الله
    وقصة: سارة لرضي ونوال بخيت
    ولأول مرة شاركنا انا ونوال بالتحبير ووضع التونز، تجربة تعلمنا مِنها الكثير
    شخصية نور في القصة تُمثل لنا كُل الاحلام المُبعثرة التي اردنا لها التحقق، فإن لم يكن الوصول مُبكراً كما اردنا، فهناك طُرق اخرى تُفتح وابواب سعادة لو بحثنا عنها بعمق سنجدها
    فالخيرة دائماً فيما اختاره الله سبحانه وتعالى
    كُن مثابراً ...مُجداً ...طموحاً
    وبإذن الله ستحقق الوعد الذي قطعته لنفسك

    هي البداية وبإذن الله القادم اجمل ولازلنا نطمح لمراكز اعلى والحمدلله دائماً وابدا..

    فقالت سعاد بحب:
    - الف مبااااااارك تستاهلوا كل خير يا سارة انتي وآمنة ونوال
    هذه نتيجة الكفاح والصبر لبلوغ الهدف.. الله يسعدكم ويوفقكم ياااارب
    وأبدت رغد النابلسي إعجابها الكبير، وهي تطالع صفحات المانجا:
    - ما شاء الله.. رائعة جداً.. لطيفة ودافئة..
    فيما عبر أيوب لباردي عن مشاعره، بنبرة صادقة:
    - اخبار كهذه تفرح القلب حقا..

    وأضافت انجود ناصر، بنبرة مشابهة:
    - انتفض جسمي من جمال القصة وروعتها حسيت بصدق رسالتكم الله يوفقكم وانشوف لكم مزيد من الاعمال فوزكم انما سهادة على احترافبه عملكن المتقن حبيت الاخراج حبيت روح المثابرة في الاحداث شيء يلامسنا كعاملين في هذا المجال حبيت اكثر ظهور الطابع العربي في سير القصة حمستونا والله مبارك لكن مبارك لنا فنجاحكم من نجاحنا سدد الله خطاكم..

    وتهلل وجه بيان ادريس، وهي تذكر محاولاتهم السابقة:
    - ما شااء الله ألف مبروووك لكم والله، أصريتوا سنة بعد سنة وفزتوا والحمدلله ومنها للأعلى يااا رب..
    فما كان من نور بورنو إلا أن أطلقت باقة ورد مزيّنة بالالوان، هاتفة بحماسة:
    - ما شاء الله.. الف مبروووووك..

    أما عماد، الذي كان يتصفح المانجا بتأمل دقيق؛ فقد قال:

    - سعيد أنهم سمحوا لمانجا بها صور الحجاب بالفوز ألف مبروك..

    ثم أضاف بعد أن أنهى قراءتها:
    - إنها أفضل من سابقتيها التي شاركتن بهما من قبل، هنا القصة مدمجة للقارئ أكثر وبها تسلسل سلس للأحداث، وشخصية التوأمتين تصميمهما جذاب وتباين شخصيتاهما واضح رغم أن الفرق الوحيد في المظهر بينهما هو النظارة والتعابير، ذكرتاني بالتوأمتين الغبيتين من مانجا حكايات العرائس، أعجبني توظيفكما للخلفيات ثلاثية الابعاد واختيار زوايا رسم صعبة أحياناً.هناك بعض الإطارات أعجبني الرسم فيها بشكل خاص أذكر منها لقطة قفزهما فرحاً بعد طباعة قصتهما، وكذلك الصفحة المزدوجة التي تحكيان فيها القصة للأطفال المرضى.

    من ناحية السلبيات لا يفوتني أن أشير إلى: اضطرابات في استخدام التونز، عدم تنوع ثخانة خط الرسم بشكل كافي، اضطرابات في الكاميرا والإفراط في استخدام مشاهد جانبية في غير محلها، البطلتان متشابهتان(في الشكل) أكثر من اللازم وأحياناً بسبب تغيير الكاميرا بشكل خاطئ يختلطان على القارئ حتى أنهما مرة في مشهد بكائهما عند سريرصديقتهما في الفلاش باك غيرا مكانهما في لحظة!!!!( وهذا خطأ فضيع)

    الخلاصة: تحسن ملحوظ وعمل أصيل وممتع يدعو للفخر..

    ثم أضاف ضاحكاً:
    - لا أعرف لماذا، لكن أظن أنني لو ألعب دور المحرر؛ فسأكون المحرر الثالث الذي كان يضحك عليهما ويستفزهما بكل صراحة ووقاحة..

    ورغم سعادة سارة بذلك النقد؛ إلا أنها كانت ترغب بالرد على بعض ملاحظاته وتوضيحها، غير أن كيوبي فاجأها بسؤال:
    - ما هي الجائزة التي تحصلتموهǿ

    فأجابته سارة باقتضاب:
    - مبلغ نقدي بالقيمة المذكورة..
    لكن كيوبي سألها بمزيد من التفصيل:
    - كم المبلغ و ما مركزكم؟

    فأجابته:
    - الاعمال المميزة والقيمة ظ،ظ ظ ظ ظ  ين ياباني

    فلم يتمالك افرجاردن نفسه من الفرحة، وهو يهتف بابتهاج شديد رغم هدوئه المعتاد:
    - رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع جدااااااااا مبروووووووووووك لكم ، شعور رائع حينما اسمع اخبار كهذه ، عاشت اياديكم وافكاركم.. القصة والرسم روعة ما شاء الله عليكم. بالتوفيق لكم..

    كانت كلماته تلك كفيلة بإدخال الفرحة إلى قلب سارة، حتى أنها نسيت ما كانت تود قوله لعماد؛ فاكتفت بقولها:
    - الله يبارك فيك شكراً مِن القلب كلماتك اسعدتني وستسعد فريقي أيضا.. سسخبرهم بذلك فور عودتي من هذه الرحلة إن شاء الله..

    عندها قالت رغد النابلسي:
    - اصدقائي، أنتم أول من يخطر لي أن أشاركه أولى نجاحاتي، رواية صبا الصنوبر موجهة لليافعين وهي فئة مهمة جداً وقد استمتعت بالكتابة لها، أتمنى لكم التوفيق والنجاح ويسعدني أن تشاركوني فرحتي..
    والتقطت نفسا قبل أن تتابع بتوضيح أكبر:
    - الحمد لله تعالى:
    شاركت في مسابقة كتابة الرواية لليافعين برواية وقد فازت روايتي بالمركز الأول، أشكر #دار_شأن والقائمين عليها، حيث ستكون هذه إن شاء الله أولى رواياتي التي سُتنشَر..
    ثم التفتت نحو سعاد عمر بامتنان، متابعة:
    وأشكر الصديقة سعاد عمر التي لا تبخل بالمساعدة ومد يد العون في كل مرة.
    ولكل من دعمني وساندني ولكل صديقة وقريب وعزيز كل الشكر.

    فعلق عماد بفخر:
    - المركز الأول كما هو متوقع من رغدنا، قلت لك يوم كتبت قصة طبيب الأسنان أنني أعرف الذهب عندما أراه، وأنت ذهب ماشاء الله.

    فيما هللت مدرسة الفروسية وكبّرت:
    - ما شاء الله لا قوة إلا بالله.. خبر راااااااااااااااااائع جدا جدا ومبهج أسعدك الله، وجزاك الله خيرا لمشاركتنا هذه الفرحة الغامرة، والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.. وبالتوفيق دائما..

    كانت تلك الأخبار كفيلة بإلهاب حماسة البقية، وقامت وهج البنفسج بعرض رسوماتها المحبّرة باتقان، وهي تشير إلى نوعية الأقلام التي تستخدمها في ذلك، موضّحة:
    - كلما أنهيت رسمة في التحبير تزيد حماستي في استخدامه أكثر..
    أقدر أفهم ليش الرسام اللي يدخل في التحبير يدمن عليه لأنو في نوع مختلف من التحدي المسلي (السهل الممتنع) كيف تقدر تبتكر بقلم حبر ورصاص عدد لانهائي من النتائج في نفس الوقت لازم تكون منتبه لأنو مافي مجال للتراجع إذا أخطات في شغلك أو في حساباتك
    دا غير جاذبية اللون الأسود مع الأبيض على الورق اللي تخليك تبغى تشوف أكبر عدد من الصفحات المحبرة في ملفك..


    لكن كيوبي سألها بفضول، وهو يدقق في جميع رسوماتها المتقنة:
    - لماذا لا ترسمين ملامح الوجه؟
    فردت عليه باقتضاب:

    - لأني أتبع فتوى العالم ابن عثمين في تحريم رسم ذوات الأرواح.. لكنه أباح رسمها بدون ملامح الوجه
    وقبل أن يفتح كلامها بوابة الجدل من جديد؛ أسرعت بإغلاقه قائلة:
    - لا أود الدخول في نقاشات فيما يخص المواضيع الفقهية، لكن قرأت العديد من الفتوى وهذا ماارتاحت له نفسي،
    المهم نتبع عالم نثق في علمه ولانتخير من الفتوى مايوافق هوانا، وأعتقد كل عضو في هذه المجموعة بحث واختار من الفتوى ماإطمأنت له نفسه.. وأنا أتبع هذه الفتوى وهي التي إطمانت لها نفسي، لهذا لا أحب الدخول مجدداً في نقاشات فيما يخص موضوع الرسم
    وربي يوفقنا يارب للحق ويرزقنا اتباع الحق ويجنبنا الباطل..
    أمّن الجميع على دعائها، وتشجعت شام ساري لعرض دفتر رسوماتها، التي تهدف من خلاله تقديم رسائل هادفة، مما جعل أرو يهتف بإعجاب:
    - رسمك خرااااافي جدا......خصوصا عندما رسمت الخلفية (السماء و الغيوم و الطبيعة) و ايضا الرسومات الاخرى ابدااااع كبير.....
    استمري برسم هذه التحف الفنية المدهشة..

    فيما أبهجت ساتومي ايموكي الناظرين برسوماتها الرقيقة واللطيفة، فلم يتمالك أحد نفسه من الهتاف إعجاباً وحباً بذلك الجمال، خاصة رسمة "الزهرة الجميلة"، التي قالت عنها:
    - رسمتها باستخدام القلم اللوحي نوع واكوم على برنامج فوتوشوب النسخة السادسة
    أما جيسيكا كيم؛ فقد ابهرت الجميع برسومات مانجتها، التي تظهر من الوهلة الاولى وكأنها تندرج تحت تصنيف "شوجو" فيما تصر هي على أنها ليست كذلك، مما أثار حماسة الآخرين للاطلاع على قصتها، خاصة تلك التي حملت عنوانا مثيرا للاهتمام:
    "ماذا لو كان الحطاب موجودا هنا طوال الوقت"
    مما جعل بركات يهتف بانفعال:
    - إنها تلمع يا قوم.. إنها خرافية!!
    وبدت اللهفة على وجه أرو:
    - إنني انتظر مانجتك بفارغ الصبر..
    أما البراء فقد أبدى ملاحظة بسيطة:
    - يفضل أن يكون الغلاف ملونا، ورسمك ممتاز ما شاء الله، والمانجا تبدو جميلة..
    وأمام رغبة الجميع بالتعرف على جيسيكا كيم أكثر، فقد حدثتهم عن أحد المواقف التي مرت بها، قائلة:
    - سأحدثكم عن أغرب سنة قد مرت علي فعليا .. الأمر أن أقرب صديقاتي تركتني وتركتها وظننت أن الأمر إنتهى ولكنه بدأ مجددا منذ عدة أيام وكأنما لم يكن هناك قطع للوصال بيننا ! ، لم ينته الأمر هنا .. لطالما كنت فتاة تخاف أن تظهر نفسها حقا وكيف أن لي شخصية تحب المرح والتصرف بطفولية .. لست أمزح بقولي هذا ولكن ربما تصرف منك قد يجعلهم يقولون مئة كذبة عنك .. بخاصة إن كانت فتاة. هذا ما كان يحصل ، لكن قبل شهر من الآن إن لم تخمي الذاكرة .. تعرفت فتاة أجنبية وقدأصبحنا شقيقتين.
    عرفت بعدها أن زملائها يبحثون عن من قد يكون شريكا لهم في اللغة ، فبادرت في التسجيل لذلك وكنت في مجموعة الإحتياط. لكن سرعان ما وصلني اتصال لذلك ، في بادئ الأمر ؛ كنت أرتعب واتوتر ما إن أدخل صفهم ذاك ، لكن وبعد مدة .. تعودت الأمر ، بل أصبحت أدرس في صفهم في فراغه واجتمع معهم دائما ولا أرتاح إلا عند جلوسي هناك ! لقد أصبحنا نلعب كثيرا ونتحدث ونتناقش مستخدمين العربية الفصحى ، بعيدا عن تخصصي وهو اللغة الإنجليزية ! لن أكذب وأقول أنني لست استعملها قط ، لكن الأمر ممتع .. ومن ثم قررنا عمل مجموعة للنقاش شاركت فيها صديقتي تلك كذلك !
    لقد نسيت حقا متى كانت اخر مرة رأيت فيها ما أمقت من مواقف في الجامعة ، ربما أكثرت في ما قلت ، إلا أنها مواقف عدة كتبتها لإرتباطها ببعضها في الوقت وتغييرها لنفسي ولروتيني الذي كنت أتمنى لو أكسره في أحد الأيام.
    وما أن فرغت من حديثهǺ حتى هتفت مدرسة الفروسية:
    - رائع!! هذه تصلح لقصة فعلا..
    وبسرعة فتحت مذكرتها قائلة:
    - سأضيفها ضمن #تحدي_قصتي_للمانجاكا
    ثم وجهت حديثها للبقية، بنبرة لا تخلو من عتب:
    - لطالما أخبرتكم بأن قصصكم الشخصية قد تكون مادة دسمة لأحداث مثيرة! بالطبع إذا رغبتم بتحويلها لمانجا مثيرة؛ فقد تحتاجون بعض المقبّلات مع القليل من البهارات، وسيكون كل شيء على ما يرام!
    في تلك اللحظة؛ سطعت أنوارٌ زاهية في أرجاء الباص، فالتفت الجميع إلى مصدرها، لتنعم أبصارهم برؤية لوحات ريحانة المتنوعة، حتى إذا ما انتبهت للعيون المحدقة بهǺ اصابها الخجل فاحمرت وجنتيها قائلة:
    - كنت أفكر بإعداد مشروع خاص بالربيع.. وما أقصده هو شهر ربيع الأول.. شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم، تحت عنوان: "الربيع فكرة عالمية"، نتحدث فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته، فما رأيكم؟؟
    لم تتمالك مدرسة الفروسية نفسها، فقفزت من مقعدها لتحتضن ريحانة بحب وإعجاب:
    - ما شاء الله!! فكرة رائعة جدا، وجزاك الله خيرا لهذا الاقتراح.. اتمنى أن نتمكن يوما ما من تنفيذه بإذن الله.. فالرسول صلى الله عليه وسلم بُعث رحمة للعالمين، وواجبنا تبليغ هذه الرحمة المهداة، ونسأل الله العون على ذلك..
    وهنا تشجعت ميساء الكويتي، فاستأذنت قائلة:
    - عندي سؤال بعد إذنكم أتمنى أنكم تفيدوني فيه...هل تعتقدون أن الفنون بشكل عام من شعر وسينما وتصاميم وإنشاد ساعدت حقًا في خدمة الإسلام وتعريف الناس به؟ ونشر تعاليمه السمحة؟ ممكن تشاركوني وتعطوني نماذج مثل ماذا!!!
    واضافت موضحة:
    - نحن نعلم أن كل شيء سلاح ذو حدين،حتى الفن سلاح ذو حدين أيضًا! مثلا فلم بلال، رأيته قمة في الروعة..بطله الصحابي بلال رضي الله عنه، يظهر الفيلم شخصية بلال وكيف حرره الإسلام وأصبح رمزًا وبطلاً ملهم لجميع الأجيال.. وقد تم تقيمه في قائمة
    IMDb
    فابتسمت لها مدرسة الفروسية، فخرا وإعجابا بهذه الهمة، وقلبها يقفز من السعادة:
    - بالطبع.. هناك العديد من الفنون التي ساهمت في ذلك..
    وبسرعة عرض خديم الله كمال، عمله قائلا:
    - إليك النموذج..
    فسألته ميسا باهتمام:
    - عن ماذا يتحدث هذا الفيديو...وهل كان له حقًا أثر في نشر الإسلام؟
    فأجابها خديم الله كمال:
    - نعم انه فيديو تعليم الصلاة وكان له فعلا اثر على مجموعةمن زنجبار و بعض من الماليزيين

    فابتهجت ميسا الكويتي:
    - ما شاء الله.. جميل جدًا..وأتمنى أن يتطور أكثر وأكثر

    فردد خديم الله:
    - الحمد الله اللهم امين بارك الله فيكم..

    وبسرعة؛ استأنف العمل على مشروعه الهام، في حين علّقت عائشة، بعد أن انهت عملها على سكتش، بقلم حبر وألوان مائية:

    - من أمتع وأجمل خامات الرسم: الحبر والالوان المائية..

    **
    (يتبع)

الصفحة رقم 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter