وجدتُ شخصاً أعرفهُ في معسكر المجندين ...
لم أكن متأكداً لم هو هنا ، لأني سمعتُ بأنه طُرِد من المعسكر سابقا لأسباب قانونية ، تزوير ، تسريب ، تنكر ، تخريب ...
استطعت تمييزه لأني لم أنسى وجهه ، فلم يمضي وقت طويل منذ أن ألتقيت به قبل عودته ...
استفسرت عنه من بقية الزملاء وعلمت بأنه لازال ذلك المحتال نفسه دون أن يعلم البقية بأمره أو حتى بوجود محتال بينهم
واجهته على انفراد ، لم أنت هنا ؟! ما الذي تفعله ؟!
تظاهر وكأنه لا يعرفني ، وذلك تسبب في ازعاجي قليلا ، ولكني كنت أعلم يقينا أنه يعي من أنا ، فضربات قلبه تسارعت عندما ضاقت به أنفاسه بينما يخاطبني بتلك الطريقة
أدعى بأنه منزعج مني حتى يشعرني بأني مخطئ ويهرب من محاورتي ، كان تمثيله فاشلا ، وبعدها اختفى عن الأنظار.
تناقشت مع أحد معارفه بأمره ولكن يبدو أن ذلك الشخص لم يكن يعلم حقيقته تماما - أو أنه اتفق معه على اخفاء هويته كما يبدو -
كل مافي الأمر أنني كنت أريده أن يكون صادقاً ولو لمرة وسأدعه وشأنه طالما هو خائف على حقيقته ، وقلت لنفسي قد يكون تغير للأفضل ، فلحقت به من جديد وعاتبته على كذبه الواضح ، نعم ، فكلانا يعلم أنني أعلم حقيقته ، وكلانا يعلم أنه يعلم أنني أعلم ذلك ، فلم النكران و الجحود ؟! - اغمضتُ عينَيّ - تبا للكذب !
ومع ذلك أصر على الاستمرار في كذبه و ادعائه بعدم معرفة أي شيء أقوله له
لم أجد أسوء من كاذب يكذب في وجهك وهو يعلم أنك تعلم الحقيقة - فتحتُ عينَيّ - كم هذا مخزي.
تعمقت في إيجاد أدلة تدينه ووجدت أكثر مما احتجت لإدانته ولازال هناك المزيد.
هذه المرة ، وضعتك نصب عينَيّ !
سأسير معك ، فأنا مؤمن بمقولة: وصّل الكذاب لحد الباب
سينتهي الأمر هنا ، طالما أنك تخاف الصدق ، فكيف ستواجه عواقب الكذب ؟
نشرت خبر وجود محتال بيننا من باب الدعابة ، ترقب تصرف الأذكياء بينهم ، إن أتى أحدهم لي فسأبدأ بطرح بعض التلميحات الإضافية ...
الأمر يستحق التجربة ، حتى تخضع تحت رحمة الصدق ، فهو شفيعك الوحيد إلى آخر لحظة ، ولن تجد باب الكذب بعد تلك اللحظة ، أم أنك ستجرب المخاطرة ؟!
تمت.
المفضلات