قلق ، خوفٌ و توتر ، استطاع سماع ضربات قلبه في الفراغ الذي أمضى وقته فيه دون البدأ أو إنهاء ما قد يشغل وقته
"هنالك مكالمة هاتفية ستصلني هذا الأسبوع لتحدد مصيري ، رغم أنني أود الذهاب إلى العمل لكسب قوت يومي إلا أن تلك المكالمة المنتظرة تقيدني بمنزلي ، لأبقى عائما في الفراغ وكأن الحياة متوقفة على ذلك"
تنهد في قلق ، وذكر الله والهم يخنق أنفاسه
"أنا مستعد لتلك المكالمة في أي وقت"
قالها وهو يعلم داخليا بأنه يخدع نفسه
"أنا لست قلقلا مما سأواجه طالما أنني جاهز"
كرر ذلك حتى يقنع نفسه بما ليس هو مؤمن به ، فهو يعلم كم هو الأمر مزعج بالنسبة له وخانق
"كأنني في سجن ، حصار و صراع داخلي يمنعني من الخروج صباحا حتى الساعة الخامسة مساءً ، لم أنا خائف لهذه الدرجة !؟"
وكلما مضت تلك الفترة يتنهد بارتياح ويحمد الله على عدم وصول تلك المكالمة المصيرية ، إلا أنه يخشى ألا تصله تلك المكالمة نهائيا
"ما الذي أريده بحق ؟! هل حقا أنا أريد أن تصلني تلك المكالمة ؟ أم أنني خائف بكوني غير جاهز لتلك المكالمة ؟ إذا لم أنا خائف بألا يصلني ذلك الاتصال أيضا ؟!"
أخفى وجهه بكفيه فأخذ نفسا طويلا ، ثم تنهد بينما يميل رأسه للاسفل تدريجيا ويصعد كفيه لأعلى رأسه متخللا خصلات شعره الناعمة وتنهد عندما أغلق أصابع يديه ليمسك بشعره ويشده بلطف متنهدا ، ارتخت اصابعه وارتخت يده لتنزلق من تلك الخصلات إلى وجهه مرة أخرى
"ما خطبك يا نفسي ؟!"
قالت "سأبقى مسجونة بداخلك ... إلى أن تعالج جذر مشكلتك ..."
"ضميرك ... وتبدأ بإنجاز ما انت مكلف به حتى تهيئ نفسك لتلك المكالمة ويختفي هذا الشعور ..."
تمت.
المفضلات