وحيدٌ هنا والريحُ تعوي وتصفرُ
بزاويةٍ فيها من الجنِ معشرُ
أحدثُ نفسي وهي تعلمُ أنني
وحيدٌ فتستحيي وبالحالِ تشعرُ
وقد كان لي أهلٌ وصحبٌ وعزوةٌ
تلاشوا بضيقي ثمَ ماءً تبخروا
تلفتُ من حوالي كأني بغابةٍ
بها حلّ ليلٌ والمتآهاتُ تكثرُ
وأسمعُ أصواتاً كأني سمعتها
وأنظرُ أشباحاً تُرى حين تبصرُ
فإن تصعدِ الأشجار لا قتكَ حيةٌ
وإن نمتَ فوق الأرضِ وافاكَ حيدرُ
ظلامٌ وظلمٌ واستياءٌ ووحشةٌ
وأمتٌ وصمتٌ حالهُ لا يفسرُ
وقبلكَ قطاعٌ وزادكُ نافذٌ
ورحلكَ مفقودٌ وبغلكَ مُدبرُ
ولستَ بحالٍ تهتدي فيهِ وجهةً
وألفُ سؤالٍ أين تمضي وتعبرُ ?
جَلستُ وقد أسلمتُ روحي لربها
ونمتُ من الإعياء والسحبُ تمطرٌ
ببرقٍ ورعدٍ حلَ والبردُ قارصٌ
يضيءُ سماءً ثم فيها يزمجرُ
فما أيقضتني غيرَ شمسٍ لهيبها
كجمرٍ تلظى وهو بالريح يسجر
على فرجٍ أجرى دموعي لفرحةٍ
فسبحانَ من في علمهِ ما يُقدرُ
فقد يجهلُ الإنسانُ في الشرِ خيرهُ
ويسعى لخيرٍ وهو بالشرِ يُنذِرُ
وكم مطمئنٍ جاءهُ الموتُ بغتتةً
وكم فزعٍ في الأرض فيها يعمرُ
الشاعر /
أمين يعقوب أمين حربه
المفضلات