لا يمكنك التخيل كم مضى علي من الوقت لم أمسك فيه قلما لكتابة أي خطاب، ليس إليك فقط بل حتى لمدونة تأملاتي التي اتخيلها دائما كشجرة وردية صبورة رغم إنني قد أطلقت عليها اسم مرتبط بالنجوم والسماء ... إنني أخرج عن السياق مجددا ! هذا يمنحني شعورا جيدا فتدويناتي الجيدة عادة ما تتوه فيها أفكاري وتنتقل بجنون من معنى الى آخر أتساءل مالذي اوصلني إليه؛ ستتسائلين الان وانت تجعدين جبنيك البديع : انها تراسلني أخيرا ولكن ما بها تحدثني عن مشاعرها الشخصية مع مدونتها الوردية !
لا يا عزيزتي توقفي عند هذا الحد ، بالطبع انا لا أحاول إغاظتك أو استفزازك أو شيء من هذا القبيل، فقط وللتوضيح ولتجنب سخطك أو استهجانك لما ستقرئينه الان، كان علي أن أوضح بأنه قد مضت فترة طويلة لم اعبر فيها عن نفسي بشكل عشوائي ، نعم هذا ما أحاول الوصول إليه :لا تتوقعي الكثير من هذه الرسالة !
على سبيل المثال انها الرسالة الأولى لي التي لا أغدقها بعاطفتي..واقول فيها كلاما مثل ( استفزاز، استهجان، ما بها، توقفي عند هذا الحد ) ويمكنك أن تتخيلي مدى سخطي على نفسي وانا اكرر قراءة هذه الجملة الشنيعة التي كتبتها لك ( لا تتوقعي الكثير من هذه الرسالة ! ) ارجوك اصفعيني فحسب !
انت الان تقلقين ويمكنني تخيل عيناك وهما تبرقان بقلق طفيف ، هل ارتفعت أطراف حاجبيك أيضǿ بتلك الطريقة المرهفة والتي هي من أكثر ردات فعلك قربا الى قلبي ؟
حسنا اذا ، لا يمكنني أن أحزر أكثر ولكن إن كنتِ في حالة كالتي أنا عليها الان فلن يخذلني حتى لو لم تتفاعل ملامحك ولم تتبدل قيد أنملة عن طبيعتها !
ربما تكونين منهكة الى الحد الذي يجعل من رفعك لحاجبيك أمرا متعبا !
إليك ما يحصل معي الان ، إن غروري يعاود غاراته على ذهني ويحاول أن يثنيني عن إرسال ما لم أرغب في إرساله إليك أبدا !
أو ربما ليس غروري! ربما هو كبرياء فحسب ! اتساءل إن كانت (فحسب) بعد كلمة كبرياء ملائمة ! وأتساءل هنا من جديد ايهما أشنع الكبرياء ام الغرور ؟ ومن ناحية أخرى ايهما أصدق في التعبير عن حالتي الحالية ! وأتساءل مرة ثالثة عن جدوى هذا التفكير وأهمية ارتباطه بالشيء الذي يثنيني عن إرسال ما لم أرغب في إرساله إليك!!!!!
حسنا في النهاية هناك فائدة من كل هذا ! يمكنك بهذه الطريقة تخيل حالتي بشكل أفضل! وأوضح، وأنصع!
نعم الأمر هكذا تماما ، لقد تبدل عقلي ليتحول الى كرة حلزونية تدور باستمرار وكل دائرة فيها تتقلص وتغوص وتغوص حتى تتلاشى حيث لا أدري بينما تحل محلها دوائر حلزونية أخرى وأخرى متتالية كفقاقيع رفيعة لا تكف عن الدوران والتقلص الى ما لا نهاية ، بمجرد تخيلي لما أحاول وصفه الان أشعر بهذه الدوائر الحلزونية تحوم في عيني مسببة طنينا فظيعا في قلب جبيني !
ومجددا انت على حق ! بالطبع انا اسلك هذه الطرق الملتوية واتمنطق بمنطق سفسطائي مريع حينما يكون علي الحديث عن ...شيء مثل الفشل ! انه الشيء الذي جاهدت مطولا كي لا اعترف به ! لقد قاومت كثيرا جدا جدا ، ولكن في تلك اللحظة ..حينما عصف بي ذلك الانهاك الشديد وتأوهت فيه نفسي بأنها لا يمكنها المقاومة أكثر..حينها فكرت بأن الاعتراف بذلك اهون عليّ من الاستمرار في تعذيبها على هذا النحو !
مالذي عليّ قوله الان! ومالذي أردت قوله حقا لك واحتجت الكثير من الشجاعة كي أبوح به !!
باختصار إنني منهكة جدا !
لا يمكنني القول أن الأمور تجري معي على نحو سيء ، على العكس تماما ، ولكن المشكلة تكمن في داخلي أنا !
كل تلك الفوضى ، كل ذلك السخط من نفسي والاحباط، كل ذلك التخبط...جميعها معارك كان علي خوضها على نحوٍ غير مرئي تماما !
لقد ساءت صحتي أيضا ! ياله من عار أن أكتب كل هذا ! وانت تعلمين أنني لا أطيق ولا أحتمل كتابة شيء كهذا ! مالذي أقوله! ما هذا الاستسلام ؟ ما هذه الخسارة ! يالها من هزيمة !
ولكنني في لحظة خطر ببالي أن أرسل لك كل هذا، أن أرسل لك كل ما لم أرغب في إرساله لك ولا لغيرك أبدا.
المفضلات