ما لي أرى الدنيا عليه تضِيقُ
وأرى القريب يعيب وهو شقيقُ
وأرى صديق الأمس بات مزيفاً
أفلا نهاهُ مكانه المرموقُ
ما لي الصديق يبيع عشرة خلهِ
ويخون من هو في الوداد صدوقُ
ما للقلوب على القلوب تغيرت
والغلُ يدفعُ بالدماء عروقُ
ما لي الزمان بأهلهِ متقلبٌ
كم مبحرً في الليم مات غريق
يا ليل أقصر فالمصائب اتلفت
عقلاً وقلباً بالشعور رقيقُ
والآه في صدري تطبب جرحها
ولها زفيرٌ بالجوى وشهيقُ
والشوقُ للمحبوب يضرمُ نارها
والنارُ تُلحِقُ بالفؤادِ حروقُ
إني لأذكُرُهُ فتطفقُ دمعتي
تجري وتحفر في الخدود طريقُ
يا لهفِ شوقي للحبيبِ وطفلةُ
قالت تحدثني أراكَ تطِيقُ
عيشاً وبعداً دوننا يا والدي
إنّا بدونكَ لا نكادُ نطيقُ
فالبيتُ دونَكَ وحشةٌ وفناءُه
قبرٍ ولحدٌ بالوحيدِ يضيقُ
أبتاهُ قلتُ بني صبراً إنني
في طودِ بحرٍ ما لديه مضيقُ
إني لأبحرُ فيهِ ليلي كلهُ
وأشقُ لي بين الصخورِ طريقُ
حتى إذا انقشعَ الظلامُ وجدتني
أمسيتُ في حلمٍ وتلكَ شقوقُ
وأخافُ أن أنوي التسلُقَ كي أُرى
والركبُ رثٌ والمحيطُ عميقُ
أنا يا بني بحالةٍ يرثى لها
تدري هواء البحرِ كيف طليقُ
ما لي أراهُ يميلُ بي وبمركِبي
وأنا بهِ وبرحبهِ مخنوقُ
أنا والإقامة كالنيابةِ شاخِصٍ
وأنا بريئٌ والوكيلُ يسُوقُ
يُولقي عليه بلومهِ وعتابهِ
ويُذيقني ويقولُ سوفَ تذوقُ
والكلُ في صمتٍ لديهِ ودهشةٌ
يتهامسون لعلّ ذاكَ حقيقُ
المُيقِنُونَ براءتي وشهادتي
ذهلوا وما كادوا إليّ يفيقوا
أبنيّ قد لا تفهمين روايتي
بل فوقَ عقلكِ والخيال تفوقُ
لا تَيأسي أو تُيئسي واستبشري
فالقلبُ ينبض والعيون تتوقُ
الشاعر /
أمين يعقوب أمين حربه
المفضلات