مشاهدة النتائج 1 الى 5 من 5

المواضيع: أنا والبحر

  1. #1

    مقال او خبر أنا والبحر

    ،،،أنا والبحر ،،،
    .
    **قال: دخلتُ البحر ،،أعوم وأنظرُ إلى موجه العالي وأضحكُ له ،، كنتُ فتىً قويا تغريني قوّتي بالعراك ،،أريد أن أعارك دائما شيئا لا أراه ،،وكنتُ أحبّ البحر ، أحبّ أن أنظر في مداه ،،وأظلّ في مداه ولا أعود ،،!
    ،،وسبحت إلى الأمام أعلو موجه وأهبط ،،حتى ابتعدتُ في العمق ،،صرتُ في وسطه ولم أعد أرى الشاطىء ،، ! أنا في البحر ،،لا أحد معي !! أنا والبحر فقط
    .
    ،،أحسستُ كأنّ البحر حوتٌ عظيم ،،وأنّي مع الموت نفسه ! ،،وكيف أعود إلى الحياة ،،التى تركتها على الشاطىْ ،،! ذلك الشاطىء الحبيب ،،صار في عيني كأنّه حافّة جَنّة ،،،!
    .
    تصلّبَتْ عضلة ساقي اليسرى وتذكّرتُ رواية -الشيخ والبحر - وأنّ الأناة والصبر والحكمة ،،،هي طُرُقٌ للحياة لا تزلُّ ولا تُخطِىء ،،،وصرتُ أريحها وأعوم بساق واحدة بهدوء شديد ،،وفجأة قرَّرتُ العودة إلى الأرض ،،!
    .
    لا أدري لماذا أحسسْتُ بالحزن ،،أترك البحر وعراك الموت ،،،!فمن أعارك ،،! ليس في الأرض شيء تعاركه سوى نفسك ،،! فالحكيم لا يعارك سوى نفسه والسفيه يعارك الآخرين ،،!ولكنّي أعاركها أحثّها لتصل أقصى ايمانها وعلوّها ،،لا أحثّها لتتلطَّخ بشهواتها ،،!
    وانثنيتُ لأعود من هذا الشيء الذي لا ينتهي الى الأرض المحصورة في قدمي ! ،،أحزنني أن أترك البهو المديد الذي كان يذكّرني بالخلود وعمقه واتساعه ،،،وقلتُ - وأنا في طريق عودتي الى الشاطىء ،،أعوم بساقٍ متصلّبة -،،: هذا الجسم مثل آنية الفخّار ،، يحاصر روحي التي تتمدَّدُ فيه ،،،أو تطير منه ،،!
    .
    ،،جسم من التراب يمرض كلّ حين وتبكي فيه الروح كلّ حين ،،،لا يساعد ني أن أدور في الأفق ،، أو أقطع البحر ،، أو أعلو إلى آخر السماء ……! يحاصرني هذا الجسم الترابيّ ،،ويحطّم قوّة روحي ،،ويمنع علوّها دائما ،،،،،،فلن أكون في داخله غير شيء حبيس ،،،وأعظم ما يعمله الحبيس ، أن يصارع حبسه ،،،،!
    .
    وكلّ من لا يصارع هذا الحبس هو روح ميّتة ،،،نريد أن نعود الى السماء ،،،بطهرها وصفائها وسلامها ،،،ونسكن فيها ،،،تريد الروح منزلها وعودتها ،،ولا تعود ،،،،إلاّ أن يُحبَس هذا الجسم في القبر كما يُحبَسُ مارد الشيطان ،،،فيسمح الله لنا بالدخول في عباده وجنّته ،،،،
    .
    ,,وبدأتُ أرى الشاطىء ،،واحسْستُ بالأسى ،،فشلتُ مرّة أخرى ،،لم ينجح فِراري من الأرض ،،أعود دائما كما كنت ،،! كما كنّا نعيش ،، يوما معروفا من أوّله إلى آخره ،،وأنا أريد الحياة الحيوان ،،التي تتجدّد لا تعيش فيها إلاّ لحظة جديدة ،،لا تُعاد إلى الأبد !! ،،،أحسسْتُ بأحدهم يقول لي ،،: أنت تستعجل الجنّة فقط ،،احساسك بجسمك قليل وتكاد تطير ،،!
    .
    وهناك أناس ،،يُعذَّبون بجسمهم كما تجُرُّ بحبل ظبيا على الأرض الوعرة ،، وتُحزنهم شهواتهم ،،لأنها تذكّرهم دائما أنهم ليسوا في السماء ،،هناك أناسٌ ،،كالمسافر الذي أرهقت الطريق قدميه ،ولكنّ عينه تنظر في الأفق يحلم دائما بوطنه ،، السماء وعلوِّها
    .
    ووصلتُ الشاطىء ،،،ودخلتُ في كلّ شيء ،،،أناسا وطُرُقا ،وجيوشا في الشوارع ،،ومنازل ،،،ولكن ليس شيء في الأرض إلاّ بدا لي كما تبدو الصورة في مرآة مهشَّمة ،،،،،،،،! جيوش لا تحمي بل تقتُل ،، ولو اجتمع الناس في صحراء ،،لأخذوا من بعضهم حقوقهم أكثر ممّا تؤدّيه الِدوَل ،،،،!
    .
    ...ورأيتُ وأنا خارج من البحر ،،فقراء ،،ينظرون إلى البستان ،،ولا يأكلون منه ! يقولون لهم : هو لفلان ،،! ،،،ولو ظلّت النعمة لله لما منعها الله ،،ولا يُعطي نعمة الله كما أخذوها إلّا الصالحون
    .
    ورأيتُ ظالمين يطحنون في طريقهم كلّ شيء ،وضعافا ،يبتعدون عن طريقهم ،،يهربون كالفئران الصغيرة ،فقلتُ : لو علم الله أنَّ الإنسان قادر على العدل لما أرسل ملَكَا من السماء ،،يقرأ على الناس شريعة عدله ،،،،،! فتعجَّبتُ كيف يقبل الناس معلّما للحقّ مهيبا لا تملك عصيانه ،،، غير الله ،،،أيقبل أحدٌ ظلمه وجوعه ،،،! ومهانته ،،،
    .
    ورايتُ وأنا خارج من البحر ،،أنَّ الموت لم يكن في البحر ،،بل في هذه الأرض ،،تلتمع عيون الموتى والجَوعى والمذعورين ،،،،،،،،!،،في شوارعهم المزدانة بالأضواء الكاذبة ،،
    .
    .
    .
    .
    الكاتب / عبدالحليم الطيطي
    __________________
    عضو تجمع الأدب والإبداع
    مدونتي


  2. ...

  3. #2
    ..هذا عمر لا يكفي لشيء ..كلّ ساعة وأنا أنظرُ الى خلايا يدي وهي تنكمش ..لا أفهم إلّا أننا مقبلون على الموت ..!..ويموت معك ما كان ومن كان معك ,,,الّا ذلك الربّانيّ الذي كان مع الله فهو مع الحياة فكيف يموت ....!!..
    .
    ..

  4. #3
    ..أنت تمحو ما تعتاده …وتعود تبحث عن شيء جديد ….ولا شيء يظلّ جديدا …إلّا ما ترى من أثر الله حولك ..لا ينتهي ..وحياة يركض الموت خلفها ..تشبه ظلّ شجرة لا تتسع إلّا لك …وحدك …وهناك تحلم حتى يروح الظلّ

  5. #4
    .
    .
    .

    كلنا في هذا البحر يا عبدالحليم، ربما لو نتعلم أن نطفو عليه ونستسلم أكثر من خوض أعماقه سنكون بحال أفضل،
    ويكفي أن الضوء لن يغادرنا حينها. smile

    تعجبني شفافية مشاعرك وبساطة تعبيرك، قليل من يراهن على هذا النمط من الكتابة.
    احترامي لك.
    ...

  6. #5
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Winter Child مشاهدة المشاركة
    .
    .
    .

    كلنا في هذا البحر يا عبدالحليم، ربما لو نتعلم أن نطفو عليه ونستسلم أكثر من خوض أعماقه سنكون بحال أفضل،
    ويكفي أن الضوء لن يغادرنا حينها. smile

    تعجبني شفافية مشاعرك وبساطة تعبيرك، قليل من يراهن على هذا النمط من الكتابة.
    احترامي لك.




    .............ولك الف سلام

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter