تجد بيجن يميل برأسه على
الرئيس السادات حال ابرام اتفاقيات كامب ديفيد- ليخبره قائلاً (
احنا اللي بنينا الأهرام ) ! أو تجد بفيلم المهاجر ان
العبرانيين هما من قاموا بتعليم المصريين الزراعة ! في حين ان المصري اول فلاح في العالم والعبرانيين تاريخهم بدءً من ذرية يعقوب خمسة
الاف سنة تقريباً، طيب وكلامهم ان نبي الله موسى هو من قام بتعليم المصريين التوحيد وانه جاء وجدهم على ملة الكفر وعبادة الأوثان وده
شيء غير صحيح لأن مثل مـا ذكرت بالاعلى كل الانبياء العبرانيين ابتداء من يعقوب واولاده حتـى النبي موسى كانوا في مصر قبل عهد الأسرات
أي بأيام الملوك الهكسوس وفرعون هو ملك الهكسوس السادس وكانوا عباد أوثان أما المصريين نفسهم كانوا على توحيد خالص لكونهم
كانوا على
الملة الادريسية التابعة لملة نبي الله
ادريس عليه السلام قبل العبرانيين بالاف سنين، وصحف ادريس هي الموجودة بالفعل من
كتـاب الموتـى ومـتــون الأهــرام وبـهـا رسائل توحيد مختلفة، فالمصريين كانوا على الملة الادريسية وكانوا موحدين لما جاءوا ذرية يعقوب
وبدأ العبرانين يدخلوا مصر ولما جاء موسى ودعا للتوحيد لم يكن يدعو المصريين كان يدعو الهكسوس الكفرة وكان صراعه مع فرعون
الخروج الذي لم يكن رمسيس أبدا بل كان
سادس ملوك الهكسوس.
اذا هؤلاء هم الكفرة وعبدة الاوثان وحكاية تعدد الالهة التي تقال عن القدماء المصريين فرية لأن أنوبيس وبتاح وامون ورع كل هذه اسماء
قوة ملائكية تشبه الملأ الاعلى او حاجة تشبه ذلك لأنه كما هو مثبت بكتاب الموتى ان كل هؤلاء الاسماء خاضعين لأمر إله واحد لا يوجد غيره ابداً
وهو الإله المتصرف في الكون
إله واحد فقط بدليل ان كلمة
نتر الهيروغليفية ليس معناها الإله بل معناها المنتسب الى العرش لذلك تم فهم
مسألة التعددية فهم خاطيء والوثنية فهم خاطيء وأن رسالة موسى كانت موجهة للمصريين وهذا خطأ بل كانت موجهة للهكسوس
الكفرة وكان فرعون الخروج هو
اخر ملوك الهكسوس في الاسرة الأولى.
اذا المسألة كلها بها نوع من التدليس وتشويه التاريخ ليٌقال في النهاية ان العبرانين هم الذين علمونا الزراعة وعلمونا التوحيد هم من
شيدوا الاهرام اللغة هي لغتهم وكل لغات العالم متسلسلة من لغتهم العبرية، ليقولوا في النهاية اننا نحن الحضارة نحن نحن وهذا كان نوع
من التمهيد لان القوة الصهيونية العالمية دائماً تمهد الطريق للسيادة والريادة لاسرائيل طبعا هذا غير الدور السياسي.
يقول الكاتب الأستاذ
منصور عبد الحكيم "
ان من يكتب التاريخ هو من يحكم ويتحكم ويجلس على الكرسي في قصور الحكم، ولهذا
فإن التاريخ المكتوب يظل مجرد وجهات نظر " فعلاً فالتاريخ المكتوب ليس مجرد ذكريات عابرة نقرأها على سبيل التندر والتفاخر والتسلية، لكن
التاريخ يصنع أجيالاً من حملة اللواء يرفعون قدر أي أمة ينتمون إليها ويجعل أصحابه يقودون الأمم والشعوب الأخرى وهو ما أهمله المسلمون
العرب واهتم به اعداؤنا فأصبحوا بالصدارة في جميع مجالات الحياة وتخلفنا نحن بألاف الأميال تاركين إرثنا ومجدنا تحطمه الأهواء.
ولا يعرف التاريخ أمة وضعت تاريخها اصطناعاً بيدها
كما فعل اليهود !
كان من الطبيعي أن يلجأ اليهود في تدوين نشأتهم الأولى الى مزيج من الخرافات والأساطير والمأثورات الشعبية للأمم القديمة ثم يضيفون
عليه ما تبقى في ذاكرتهم المريضة من الحكايات منذ بدايتهم الأولى، والهدف من كل ذلك ترسيخ فكرة الصفوة الممتازة وفكرة أنهم شعب الله
المختار بأن الله اختــار بني اسرائيل واصطفاهم وسلمهم دور البطولة على مدار حيـاة الانسان مع الأحقية في ميـراث الأرض والحضارة والتاريخ
أمــا باقي الأمم والشعوب فهم ليسوا الا أشخاص مكملين لتلك الملحمة التاريخية المزيفة ! برغم اختلافهم فيما بينهم عن اصولهم الأولى ولغتهم
العبرية القديمة، مع ان تلك المجموعة البشرية قد أخذت اسماء مختلفة عبر التاريخ فقد سُموا أولا عبريون ثم قيل عنهم بنو اسرائيل ثم اليهود.
وتاريخ الشرق القديم ومنهم التاريخ المصري هو جزء من تاريخ العالم القديم والذي كان من اكثر الأراضي الخصبة التي اهتم بها اليهود لتحريفها
لصالحهم، أي لأغراض تخدم مصالحهم لأنهم كشعب - ان جاز لهم التعبير - ليس لهم تاريخ عريق الا
في الافساد والضلال منذ أن وجدوا وحتى أن
يشاء الله لهم الفناء وإلصاقهم لأنفسهم بتاريخ مصر القديمة يضفي عليهم تاريخاً مزيفاً وحضارة يفتقرون إليها.
والقرآن أكد على ضعف ايمانهم في
مواضع عديدة ويختبر قوة ايمانهم وصبرهم فتجد مثلاً في قصة أصحاب السبت عِبرة والنهي عن الصيد يوم
السبت ويبتليهم الله بأن تأنيهم الحيتان
يوم سبتهم فقط من الاسبوع ! كان ابتلاءه سبحانه وتعالى لحكمة وهو اختبار قوة تحملهم وصبرهم.،
تجدهم يقولون لموسى عليه السلام -
في مصر - أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا - اللي هو
كان يوم اسود يوم ما عرفناك ! ليرد عليهم
موسى عسى ربكم أن يهلك فرعون ويستخفلكم في الأرض فينظر كيف تعملون
، تجد موسى عليه السلام يقول لهم ادخلوا الأرض المقدسة
والكلام ده بعد هلاك فرعون والمعجزات اللي شافوها من انشـقــاق البحر والاثنى عشر عينـاً والمـن والسلوى ليـأكلوا من طيبات ما رزقهم الله - بعد
كل ده تعالوا ادخلوا معايا الأرض المقدسة يقوموا يردوا على موسى ان فيها قوماً جبارين ولن ندخلها ما داموا فيها لما يخرجوا منها نبقى ندخل
لو عايز تحارب روح انت وربك فقاتل
احنا قاعدين ! فحرمها عليهم الله وكتب عليهم التيه في الصحراء أربعين سنة ! وقبلها
عبادتهم للعجل
حتى في عز قوتهم كانوا ضعاف ايمان فبعد أن أقاموا مملكتهم فقدوا التابوت - وهو يحوي بقايا ما ترك
آل موسى وآل هارون - وكان مصدر
إلهام وايمان وقوة ليهم وكان معهم دائماً فقدوه بسهولة في احدى معاركهم لضعف ايمانهم وظلمهم وجحودهم وظلوا يدعوا ربهم ان يغفر
لهم ما سلف ويرسل لهم نبياً يوحد كلمتهم - لانه انقطع فيهم نسل الملوك الأنبياء - ولما يستجيب ربنا بعد ابتلاء طويل وعظيم ويرسل لهم
نبياً يقولوا له
ابعت لينا ملك نقاتل معه !!! - يعني لو ربنا لو لم ينعم عليكم بملك لن تقاتلوا !
ولما ربنا يرسل لهم
طالوت ملكاً وآياته ان وجدوا التابوت الذي فقدوه في بيته -
علامة المُلك - تلاقيهم رايحين يقاتلوا جالوت وجنوده بعدد
يُذكر أنه كان
80 ألف مقاتل ثم يبتليهم الله بالنهر فيشربوا منه الا قليل منهم ولم يتبقى مع طالوت من العدد سوى
ثلاثة الاف مقاتل لكن
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله
ابتلاءات كثيرة في مواضع مختلفة بينت وأظهرت حقيقتهم وايمانهم الضعيف الا ما أنعم الله عليهم بقوة الايمان
لذلك لا نجد أمة حفلت بهذا العدد من الأنبياء ضاعت دعواتهم صرخة في وادٍ
وذُبحوا وصُلبوا وشُردوا تشريداً كــ
أمــة اليهــود
المصادر
- فرعون ذو الأوتاد لـ [ الكاتب/ أحمد سعد الدين ]
- فرعون موسى من قوم موسى لـ [ الكاتب/ عاطف عزت ]
- مقتطفات من الدكتور مصطفى محمود
- بعض روابط البحث التاريخية
- تحليل شخصي
المفضلات