أراك تراني متناقضًا لأني أقول لك لا تفكر في الكتابة وفي نفس الوقت أدعوك لضبط إخراج ما في قلبك، حنانيك يا عزيزي عليّ، إذ هذا التناقض ليس إلا في تصورك المختلط.
لنعد قليلًا إلى جمهورنا الهائج، أنت لن تمنعهم من الدخول، إذ الكل ملتزم بضوابط الحفلة، وكلهم قد اشترى تذكرته ووضع على يده أسورة الدخول.
لكنك ستنظم دخولهم، فلن يدخلوا دفعة واحدة، بل سيدخلون بعد ضبط حركتهم ومساراتهم، واحدا تلو الآخر، لكي لا تتعطل حركة الطوابير ولا يتضرر المسرح.
كذلك الكتابة، لابد من ضبط مخرجاتها لا منعها.
إذا تعسر عليك التصور، فتخيل الأمر كزجاجة فارغة أردت تعبئتها من صنبور، لن تفتح الصنبور على آخره فتطيش المياه من الزجاجة، ولا تفتحه قليلا فتتقاطر المياه سنين عددًا حتى تملأ زجاجتك، بل ستتوسط في فتحه، كذلك الكتابة.
فهمتني ؟
المفضلات