أهلاً رمضان يا شهر الإحسان .. شهر الغفران رمضان
رمضان رمضان رمــــضــــان
الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه يوم الدين .. أما بعد
بغروب شمس هذا اليوم يكون قد انقضى أول يوم من أيام العشر الأواخر من رمضان .. هذا الموسم العظيم في هذه الليالي المباركة التي هي أفضل ليالي السنة على الإطلاق
هذه الليالي المباركة التي فيها ليلة هي خير من ألف شهر ليلة القدر
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظم هذه العشر المباركة حيث أنه بدخولها يعتكف في مسجده وانقطع عن الناس وعن الدنيا وتفرغ للعبادة اغتناما لهذا الوقت الثمين النفيس الذي لا يعوض بثمن
ولذلك أقول لكم يا إخوان يجب أن نتقدي بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن نغتنم هذه الليالي الفاضلة فمن وافق ليلة فيها (ليلة القدر) فقد وفق لخير عظيم
"ليلة القدر خير من ألف شهر"
التي أنزل الله تعالى فيها قرآنا بل سورة كاملة ،، حيث قال فيه :
((إنا أنزلناه في ليلة القدر ، و ما أدراك ما ليلة القدر)) هذا الاستفهام للتفخيم و التعظيم والتهويل
((ليلة القدر خير من ألف شهر)) ألف شهر يعادل 83 سنة وأربعة أشهر ومع ذلك العمل في ليلة القدر أفضل بكثير من العمل في 83 سنة و أربعة أشهر
((تتنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر)) حيث تتنزل الملائكة في هذه الليلة الكريمة لترى عباد الله المؤمنين بمن فيهم الروح أي جبريل عليه السلام
((سلام هي حتى مطلع الفجر)) أي ممتدة إلى طلوع الفجر
وليلة القدر تلك في العشر أيام الأواخر من رمضان و ينبغي على المسلم أن يجتهد في العشر كلها ولذلك جعل الله العلم بموعد تلك الليلة مبهما ليجتهد المسلمين في العشر كلها ولكن للتخفيف عن المسلمين أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نلتمسهم في الليالي الوترية التي انقضى منها ليلة البارحة "ال21"
وأعظم الأعمال التي تحيى بها تلك الليالي العشر هي الصلاة ،، حيث لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ال27 قد قام بالصحابة حتى كاد أن يفوته السحور
ومن فضل ليلة القدر أنها سببا لمغفرة جميع الذنوب حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذتبه و ما تأخر"
وبالنسبة لعدد ركعات القيام فهو غير محدود حيث للمصلي أن يصلي مثنى مثنى وبعدها يختم ويوتر بواحدة في الثلث الأخير من الليل
ومن الأشياء المهمة أيضاً أثناء القيام في الليالي العشر هو الدعاء ،، حيث الدعاء في هذه الليالي العشر حري بالإجابة خاصة ليلة القدر
هذا غير قراءة القرآن وذكر الله بأنواعه من التسبيح و التهليل و التكبير و التحميد و الصدقات والإنفاق في وجوه الخير والإصلاح بين المتخاصمين مثلا وغيره من الأعمال الصالحة
وتعتبر تلك العشر الأواخر من مواسم التجارة مع الله كمواسم التجار حيث علينا الاجتهاد فيها لنكون من الرابحين في آخرها ولاسيما أنها أفضل ليالي في السنة ومن يضمن أنه لا يحضرها مرة أخرى العام القادم فكم من معارف كثيرة فقدناهم خلال السنة الماضية وتوفاهم الله ولم يحضروا معنا رمضان هذه السنة
....
إذا يا إخوانكم أوصيكم و إياي بالاجتهاد في هذه العشر المباركة وترتيب الوقت فيها وتخفيف مشاغل الدنيا بالقدر المناسب لاستغلال أغلب الوقت في الأعمال الصالحة
و وكما نعلم شهر رمضان أوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النيران ،، فنسأل الله أن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر ومن عتقائه من النار في هذه العشر الأواخر
وبالتوفيق دائما ،، وفي أمان الله و رعايته
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات