عزيزتي آنسة قلم
أتعلمين؟؟ لقد قرأت موضوعك هذا قبلاً، وكنت لابد آتية برد حتى وإن لم تطلبين.. لأنني في وقت ما عانيت كثيراً مثل مشكلتك وصارت حتى كتابة سطر واحد تكاد تصيبني بالجنون.. بل ما أزال.. ولهذا أتعثر كثيراً وأتأخر في كتاباتي..
وما أقوم بنشره هنا ليس كتابات جديدة إنما إعادة صياغة لقصص قديمة، عسى تكون البداية لأعود كما كنت..
لن أقوم بسرد النصائح أو مخطط تسيرين عليه، فغيري فعل وبطريقة أفضل وأكثر خبرة مما كنت سأرد به عليك، ولهذا سيكون ردي بناء على خبرتي في الكتابة وكيف تطور اسلوبي.. باختصار قصتي مع الكتابة
كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان
حسناً.. أعلم تلك النظرة التي بتّ ترمقينني بها ولهذا ساختصر..
في الحقيقة.. أنا لم أخطو خطوة بهذا الدرب كقارئة نهمة.. ولم تدفعني القراءة لأقول أنني أحلم أن أكون كاتبة، فقط وجدت نفسي ذات يوم وقبل سنوات طويلة أمسك قلمي واخطّ قصتي الأولى.. ولك أن تراهني كم كانت سيئة وكئيبة.. وقتلت جميع أبطالي بنهايتها
ما علينا
أخبرك بهذا لتدركي كم عانيت وأنا اكتب.. إضافة إلى أنني أكبر واحدة بأخوتي، ولذا لك أن تعلمين أنني كنت وحيدة إلى حد ما دون توجيه محدد.. وحتى استخدامي وبحثي في الانترنت.. لم يكن هناك من أسأله إلا والدي حين يكون متفرغاً.. ولذا نشأت أعلم نفسي وحدي.. وأخوض في الوحل وحدي، لم تكن لدينا الكثير من الروايات الورقية بعد انتقالنا لبيت جديد وكل ما وجدته كان بالانجليزية، لم أكن أعرف كيف ابحث عن القصص في النت ولذا كنت اكتب كل الوقت..
حتى ذات يوم عرفت المنتديات وعرفت مكسات فكان مثل النور الذي أضاء دهاليز نفسي.. لأول مرة أجد ليس العشرات بل المئات من القصص لأقرأها.. وأقلام مميزة كانت هنا ذات يوم.. بعضهم رحل وبعضهم يأتي من حين لآخر..
في ذلك الوقت عندما كان مكسات أفضل ما يكون وعندما كان مزدحماً
لأول مرة توقفت عن الكتابة.. فقد وجدت أن لدي الكثير الكثير لأقرأه هنا.. بدءاً بالدروس وكل المواضيع المميزة والنصائح.. كم أعدتها مراراً وتكراراً!!
ثم تشجعت ونشرت أولى رواياتي وكم استفدتُ من نقدهم!
ما قمت به ببساطة هو القراءة حتى صارت إحدى أعمالي الروتينية كالأكل والشراب، لهذا استغرب حقاً لمن لا يقرÿ
وأعني بالقراءة أي شيء يقع بين يديك.. فإن وجدت نفسك فيه أو أنه سيأخذك للأمام تابعي قراءته وإلا فتجاهليه، هكذا.. الأمر بسيط
وأهم من ذلك كله محاولة تطبيق ذلك في كتاباتك.. لا تغفلي عن أي نصيحة يسديها لك أحدهم.. وحاولي ألا تقعي بالخطأ الذي نبهوك به في قصتك القادمة.. وإن لزم الأمر فاحفظي تلك النصائح في ملف بجهازك لتعودي إليهم من حين لآخر..
أقول ذلك لأنني ألاحظ خطأ تكررينه باصرار رغم تنبيه الآخرين، وهو استخدامك لعلامات الترقيم التي أراها إحدى الأسباب في الإخلال بالنص، حيث تضعين فاصلة بنصف الجملة فيتوقف القارئ ، لكنه حين يكمل يجد أن الجملة ما تزال مستمرة فيشعر بالتشويش قليلا، ولذا تذكري هذه أرجوك
تعلمي أن تشاركي كتاباتك مهما كنت تشعرين بالأحراج منها.. ولا أعني مشهدا فقط حتي تكون الصورة مكتملة ويكون النقد دقيقا وواضحاً وشاملاً..
فالكتابة وسماع آراء الآخرين جزء من نضجك ككاتبة
...
أما المرحلة الثانية في قصتي فكانت خارج أسوار مكسات بالطبع، عندما بدأت أقرأ لكتّاب عالمين وعرب، وكانت إحداهن أحلام مستغانمي..
إن تغاضينا عن أفكارها فلديها قلم ساحر ما يزال يأسرني حتى الآن.. ولا أكذب إن قلت أنني لم أجد أجمل من كتاباتها حتى الآن، ولا أكذب إن قلت أنه كان لها الفضل الكبير بتحسن اسلوبي في الكتابة..
يمكنك قراءة ثلاثيتها (ذاكرة الجسد) (فوضى الحواس) و (عابر سرير) فقد أتقنت الوصف بهم، ولم تكتب أفضل بعدهن
هناك المنفطولي كذلك، رغم أنه يترجم الروايات فهو كذلك يعيد صياغتها بنفسه، لتجدين نفسك وكأنك تقرأين رواية بلسان عربي وليست مترجمة، جربي أن تقرأي له (ماجدولين) ولن تندمي
وغيرهم الكثير الكثير
تريدين كتابة باللغة العربية، إذن عليك أن تقرأي بالعربية.. لا حل آخر
ولا أعني القصص المترجمة، بل من منابعها
هكذا تتعملين الوصف، والسرد، والكلمات الساحرة
ليس عليك أن تقلقي من رأي أحد، فأنت وكما قلتِ:
أكتب من أجل نفسي فقط ، لأنه حلمي ولا شأن لأحد به ، أكتب عما أحبه ، وليس ما يعجب الآخرين
أتمنى لك التوفيق حقاً
وأرجو أنك قد وجدتِ بعض الفائدة من كلماتي هذه
المفضلات