تغيرَ فجئةً فسألتُ قلبي
أهذا حبهُ ؟ أم كان مكرا ؟
أهذا قطعُهُ في الحبِ وعداً ؟
وعهداً للممات أكان وكرا ؟
أما يكفيكَ يا قلبي هواناً
تخلفَ عنكَ ثمَ رماكَ غدرا
فعاشَ ومت نامَ سهرت دهراً
رماكَ بمدهِ وطواكَ جزرا
فقالَ القلبُ سلهُ فقلتُ يدري
فقالَ اعذرهُ إن العذر أحرى
فقلتُ عذرتهُ فزدادَ تيِهاً
يرى لتواضعي فيزيدُ كِبرا
فقالَ انساه قلتُ وكيفَ ينُسى ؟
وقد أوليتهُ حباً وقدرا
فقالَ اصبر فإنّ الصبرَ خيرٌ
وحاول ما استطعتَ عليه صبرا
فطاوعتُ الفؤادَ ولستُ أدري
بأنّ القلبَ قد ولاهُ شطرا
يقولُ اعذرهُ سلهْ اصبر تحلى
ويبطنُ حُبَهُ في القلبِ سرا
ليتركني إذا ما غابَ عني
وحيداً حولهُ الأشواقُ أسرى
فخاصمت الفؤاد وقلتُ تباً
أتشغلني بهِ شوقاً وفكرا
فيجرحني ويسبق في عتابي
ويسخرُ بي وأنت بذاك أدرى
وتعشقهُ وتجعلهُ ملاكاً
وتشعلني إذا ما غاب جمرا
فقالَ القلبُ إن الحبَ أعمى
فقلتُ خسئتَ بعضُ الحبِ خُسرا
فجرَ هواهْ بعدَ عذابٍ شوقٍ
أذابَ مشاعري شعراً وحبرا
وخلفني على الأوراقِ أرثي
حبيباً كان في عيناي بدرا
وبعدَ سنين من حبٍ أليمٍ
ومن وجعٍ ومن سهرٍ وذكرى
نزعتُ هواهُ من قلبي انتزاعاً
وسلمتُ الفراق سوار كسرى
إذا باتَ الهوى سجناً وقيداً
وآمال الوصال إليه كفرا
فلا يبقيه ذو عقلٍ حكيمٍ
ليبقى في الشقاءِ يتيه دهرا
كذاك دواء ليلى ليس يجدى
إذا داءُ الجنون عليكَ يطرى
فكم من عاشقٍ أوداهُ عشقٌ
إلى حالِ الجنون وفيه أزرى
الشاعر / ابو نزار
أمين يعقوب أمين حربه
المفضلات