الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 22

المواضيع: Marley

  1. #1

    Marley

    attachment
    attachment
    .
    .
    مارلي

    هل هي مجرد لعبة فيديو ؟؟
    أم
    أسطورة منسية ؟؟

    . . .
    التصنيف
    : دراما ، غموض ، فانتازيا
    . . .
    الفصول


    . . .




    . . .

    لتحميل الرواية
    سيتم توفرها حالما تنتهي


    . . .
    اخر تعديل كان بواسطة » L I L L I في يوم » 17-04-2021 عند الساعة » 13:33 السبب: تثبيت الوسام


  2. ...

  3. #2


    . . .

    الأميرة والمحارب 1
    - أي عالم هذا الذي ضاع في الزمن؟!
    قلّبت السؤال بين يديها على أوراق مذكرات قديمة، وعبثاً حاولت أن تفهم.. لكن لا سجلات.. لا دليل.. لا شهود، فقط هذه الأوراق القطنية المهترئة.. والرموز العجيبة التي لم ترها من قبل!!
    لم تشعر بأنها جلست طويلاً حتى بدأت رقبتها تؤلمها، فألقت المذكّرات بإهمال على سطح الطاولة ثم مالت بجسدها لتتكئ على ظهر الكرسي الدوار مغمضة عينيها بإرهاق.. وأيضاً باستياء، ومن خلفها عبر الجدار الزجاجي كان الكون غارقاً في ظلام يكاد يكون سرمدياً، فقط غرفتها المنيرة في هذه اللحظة.. أو هذا ما اعتقدته!
    فجأة سمعت طرقات على باب غرفتها ففتحت عينيها بإنزعاج، لا شك أنها مولي مربيتها الوحيدة.. ولكن لماذا هي مستيقظة كذلك؟!! اعتدلت في جلستها ورفعت صوتها مجيبة:
    فلتدخلي مولي.
    على الفور مال الباب الخشبي ثم دلفت مولي.. كانت تكتسي الأسود وضدّه زيّاً رسمياً، وقفت جوار الباب دون أن تتقدم أكثر وقالت بنبرة فيها أثراً لا يكاد يحس من العتاب:
    آنستي لقد تأخر الوقت كثيراً، لا تنسي أن غداً أول يوم لك بالمدرسة و...
    ثم قطعت كلماتها بغتة وسددت عينيها الداكنتين بوجه سيّدتها.. هل قطّبت حاجبيهǿ تلك التي أشاحت بنظرها، انحدر بصرها قليلاً.. هل زمّت شفتيهǿ! بقدر توترها كانت الأخرى هادئة، وبعد صمت لم يدم طويلاً أجابت:
    لن أرتاح قبل أن أعرف كل شيء!

    في صباح اليوم التالي وقفت تلك الفتاة محدقة بمبنى مدرستها في انبهار يشي بعشقها الشديد بكل ما هو قديم وأثري، فقد كان يبدو كقلعة من القرون الوسطى تقف بكبرياء بين العمارات والمحلات العصرية قبل أن تتحول لمجرد مدرسة، بسورها الحجري العريض وأبراجها العالية ذات القمم القرميدية، لا شك أنها تخفي ممرات سرية عديدة.. وربما كنزاً مدفوناً كذلك!
    تقدمت بحماس ولم تكد تعبر البوابة الحديدية العملاقة حتى اصطدم بوجهها هواء بارداً تطاير معه شعرها الذهبي الطويل ومعه الشريط الأحمر الذي كانت تربطه به ليسقط أمام حذاءين سوداوين لشخص كان يقف من خلفها ويراقبها!
    لكنها لم تتوقف لتبحث عنه بل تابعت طريقها بخطوات سريعة في ذلك الممر الطويل المرصوف بالحجارة، ومع كل خطوة يقرع لها حذاؤها الأحمر ذو الكعب العالي كان حماسها يتناقص شيئاً فشيئاً حتى تلاشى تماماً، فقد كان الداخل مختلفاً وعصرياً.. بل ومتطوراً كذلك، حسناً.. إنها في القرن الحادي والعشرين.. ماذا توقعت؟!

    . . .

    ما إن رن الجرس معلناً بداية الاستراحة حتى لملمت كتبها باستعجال قبل أن يباغتها شيء، ونهضت لتغادر حين ظهرت إحدى الفتيات أمامها فجأة وهي تضمّ يديها قائلة بمرح:
    فينيتّي، اليوم أول أيامك وتحتاجين مرشداً بهذه البناية الكبيرة..
    مدّت يمناها تصافحها دون إذن واسترسلت:
    أنا أدعى أليكسس.
    شدّت فينيتّي على يد الفتاة وتركت عيناها تحدقان بها، جدائل لازوردية تندسل فوق قميصها الناصع وتنورة حالكة، لم تلبث أن ردّت من فورها:
    وأنا دينالي.. دينالي فينيتّي.
    إرتسمت على شفتي أليكسس ابتسامة مرحة وهي تجيبها:
    أعلم ذلك.. فأنت الطالبة الجديدة.
    هنا تحدّث الشاب الجالس خلف دينالي وهو يشير بيده لأيكسس:
    لا شك وأنك قد سمعتِ عنها فينيتّي.. لقد وصل فريقها لنصف النهائيات ببطولة مارلي السابقة.
    - مارلي!!
    قالتها دينالي ببطء كأنها تفكر فيما هي تستدير نحوه، ليبتسم الشاب الأشقر بحماس ويضيف مفسراً:
    إنها لعبة فيديو مشهورة جداً، خاصة هنا أكثر لأن مصممتها كندية، ألم تسمعي عنهǿ
    قبل أن تجد الوقت لتجيب ظهرت فتاة أخرى ذات شعر بني طويل ينسدل على ظهرها، وضعت يدها على كتف أليكسس وقالت بعتاب:
    رفقاً بالطالبة الجديدة.. فليس الجميع مهووسي ألعاب مثلكما.
    - بالفعل.. أتمنى ألا نكون قد ضايقناك.
    قالتها أليكسس وهي تبتسم ببلاهة ولكن دينالي ظلّت صامتة ولم تقل شيئاً، كانت تفكر كيف تنسلّ منهم ومن لعبة مارلي، فشلت كل مخططاها عندما أمسكتها أليكسس من ذراعها ونطقت بمرح طفلة في الخامسة:
    الآن سنتجول في جميع انحاء هذه البناية.
    فسارت، عن غير رضا، برفقتها!

    مرا من طابق لآخر.. ومن فصل لفصل، ودينالي تتابعها بكل استياء، إنها تريد فقط أن تترك وشأنها.. هل هذا كثير؟!!
    لمحتا جمع من الفتيات فتوقفت ألكيسس لتثرثر معهن قليلاً ويبدو أنها قد نسيت دينالي قليلاً، هكذا.. ومن دون أن يشعر بها أحد انسحبت دينالي بهدوء وتوجهت بخطواتها نحو الباب ومنه للباحة الخلفية.
    مشت لبقعة بعيدة حتى لا يتطفل عليها أحد وألقت بجسدها فوق العشب الرطب دون أن تبالِ بكونها فتاة، ثم أرسلت عينيها الخضراوين للسماء فيما العديد من الأفكار تتزاحم عند عقلها مما يصيبها بالصداع.

    منذ أن عرفت بأمر هذه الأوراق القديمة وهي لا تهتم إلا باكتشاف حقيقتها وسرّها، كانت قد أخذتها من شخص تعرّفت عليه بقسم الآثار، ولذا جاءت إلى تورنتو حيث وجدها، بحثت كثيراً في المكتبات ومواقع الانترنت ولكنها لم تعثر حتى على معلومة واحدة لتبدأ منها!
    وكأنه عالم نسي أن يدوّنه التاريخ!
    أو ربما.. هناك من تعمّد تدمير جميع آثاره!!
    لم تكن لتستغرب ذلك، فكم من أسرار وممالك دُفنت في الماضي البعيد ولم يسمع بها أحد!!

    أغمضت عينيها بتعب.. لكنها لمّا فتحتهما من جديد وجدت نفسها تحدق في عينين لامعتين بلون الفضة، ولكن مهلاّ.. ليس هذا الوقت لتعجب بهما، بل بالأحرى من يكون هذǿ ولذا قامت من فورها ليبتعد عنها ذلك الشخص مجفلاً.
    أخيراً استطاعت دينالي أن تراه جيّداً فاتسعت عيناها بدهشة، كان مجرد طفل.. لا يتجاوز الثانية عشر!!
    ظلمة ملابسه وظلمة شعره أربكتها.. لماذا على صبي مثله أن يرتدي السواد؟! وأيضاً بشرته التي تميل للاسمرار قليلاً جعلتها تدرك أنه أجنبي تماماً.. كأنه من اسبانيا أو رومانيا، تُرى من يكون؟ وماذا يفعل هنǿ

    هاجمها صوته فانتفضت:
    عندما رأيتك ظننتكِ مغشياً عليك لكنك تبدين...
    كلماته ذكرت دينالي بما فعله قبل قليل فقطبّت حاجبيها وصاحت به بحدة:
    أيها الوقح، كيف تجرؤ أن تضع وجهك قريباً مني؟!
    - أردتُ أن أتأكد من أنكِ فقط بخير!
    كانت نبرته وهو يُجيب ذاهلة، لكأنه أراد القول: أهذا ردّك لمن يريد مساعدتك؟!
    "كلّ ما أردته هو الراحة والعزلة!!"
    قالت لنفسها وراحت تشدّ شعرها في عصبية.
    تمتم لنفسه وهو ينظر لها:
    أتكون هاربة من مشفى مجانين؟!!
    لكنه استدرك بسرعة إذ راها تقف على قدميها وتبتعد:
    لكن لا تخشي من شيء آنستي، فأنا محارب واسمى بايدرو.
    ثم انحنى لها، كان لا يتجاوز كتفيها!!
    أولته ظهرها وجاء جوابها متشعباً بالازدراء:
    لا تقلق، إنّي لا أخاف وخصوصاً من طفل قصير.
    احتجّ مع آخر كلماتها فابتعدت، الآن برهن أنّه ما يزال طفلاً.
    تركته مع غيظه ومضت للحصة التالية.

    . . .

    كان الليل قد بدأ يهبط من فوق تورنتو حين جلس بايدرو بأحد مقاهي الانترنت المخصصة للعبة مارلي فقط، يداه تتحركان بسرعة لا بأس بها بين الفأرة ولوحة المفاتيح ويبدو أنه يواجه أحدهم.
    مباراة قصيرة لم تدم سوى لدقيقة ونصف قبل أن تظهر تلك الشاشة اللعينة لتخبره عن خسارته العاشرة.. سحقاً!
    تراجع بظهره للكرسي وأمال رأسه للخلف لكي يتناثر شعره الأسود متنهداً باستسلام، لا فائدة مهما حاول!
    لم يلبث أن نهض من مقعده ليتجه إلى آلة بيع العصير وهو يفكر أنّه يلزمه الكثير من التدريب حتى يزيد من سرعة يديه، وضع العملة المعدنية وانتظر حتى سقطت العلبة فالتقطها وسار عائداً لمكانه.
    أهو يتخيل.. أم أن هناك من تجلس على كرسيه؟!!
    فتاة تكتسي معطف داكن سميك وتلفّ حول عنقها وشاح رمادي، وماذا أيضاً؟ تلعب بحسابه الذي تركه مفتوحاً!!

    للحظة تجمّد في مكانه وقد إرتفع حاجباه باستنكار.. وأيضاً باستغراب، من تحسب نفسها تلك الفتاة؟ اقترب ببطء ومدّ يده ليلفتها، لكن ما رآه على الشاشة جعل عينيه الغائمتين تتسعان بصدمة، لقد.. فازت! نفس الخصم.. وفي ثلاثين ثانية فقط!
    ما إن فتح فمه ليتكلم حتى قامت تلك الفتاة من فورها وابتعدت من دون حتى أن تبرر، فصاح بها بايدرو وقد مال على الحاسوب ليسجل خروجه:
    انتظري!!
    لكن تلك الفتاة كانت قد اختفت وراء الباب الزجاجي، وراحت تركض بسرعة في الشارع الذي ملأته أضواء المساء، كان تتلفت من حولها آملة أن تجد من تبحث عنه فلم تنتبه للطريق أمامها حتى اصطدمت بفتاتين كانتا تسيران في الاتجاه المعاكس.
    ألقت باعتذار سريع ثمّ عادت إلى الركض وشعرها الذهبي الطويل يتطاير في الهواء البارد، لو أنّها نظرت إليهما لعرفت أن إحدى الفتاتين كانت أليكسس التي بقيت ترمقها للحظة قبل أن تقول موجهة حديثها لصديقتها ذات الشعر البني:
    أليست تلك فينيتّي؟
    - لا أدري.. أنا لم أرها جيّداً.
    - كلا.. أنا متاكدة من أنها هي.
    قالتها أليكسس ببطء وكأنها تفكر في شيء ما ثمّ نقلت عينيها الغائمتين إلى لافتة المقهى المضيئة وأضافت مستغربة:
    ولكن ما الذي تفعله هنǿ

    هنا ظهر بايدرو معلقاً حقيبته الزرقاء على ظهره، وبكلّ تصميم انطلق يركض خلف تلك الفتاة، يجب أن يعرف من تكون، كانت قد انعطفت بشارع جانبي ناحية اليمين فتعجّل في خطواته وانعطف بذات الطريق فقط ليجد أنها قد اختفت تماماً، أين ذهبت يا ترى؟!!
    ظلّ يلهث بتعب مستنداً بيديه على ركبتيه، ثمّ اعتدل في وقفته ونظر للشارع الضيق أمامه، بدا صامتاً وكئيباً.. لا يوجد أي عمود إنارة فيه، وفي النهاية زفر بيأس واستدار عائداً إلى المقهى.

    من خلفه ظهرت تلك الفتاة أخيراً والتي لم تكن سوى دينالي، كانت قد إختبئت خلف برميل ما، بقيت ترمق بايدرو للحظة حتى ابتعد تماماً واستدارت لتغادر كذلك لولا أن سمعت صوتاً أجشاً يقول:
    بدا ذلك وشيكاً، لكن لا بأس الآن.
    كان وراءها فاستدارت، جسد طويل يكتسحه الظلام بشعر داكن، فسألته في نبرة عاتبة:
    لماذا لم تقابلني في المقهى كما طلبت؟
    تقدّم بزهو ملوك وبان لون بذلته بزرقتها الداكنة.. من فرط عتمتها كادت تظنها مظلمة، وأجاب تساؤلاتها:
    كدتُ أن أصل لكنني رأيتك تغادرين مسرعة، من ذلك الفتى؟
    - مجرد صبي قابلته في المدرسة..
    لم تنسى أن تقولها بضجر وأتبعت:
    ماذا أردت مني؟
    تقدم أكثر حتى أصبح قريباً منها وبان جزء من وجهه فأجفلت وتراجعت منه للوراء، بخطوتين، وحدقتاها ترتجفان من ماضي مرير، لمَ هو يبدو.. مثله؟!
    راح يحدّق بها بتلك العينين التي لا تدري ما لونهما تحديداً مستمتعاً بإرباكها، أما هي فقد أخفضت رأسها حتى لا تنظر إليهما، مرّت لحظة بدت طويلة جداً عليها حتى سمعته يتكلم ساخراً:
    إنني أتساءل.. أي مصيبة تورطت بها هذه المرّة؟
    مع أنها ملامحها عادت لتسكنها البرود إلا أن رجفة ما أصابت قلبها، من يكون هذا الشاب حقاً؟ وما سرّه؟؟

    كانت تائهة بين أفكارها حين تكلم من جديد وهو يدفن يديه داخل جيبيّ بنطاله الداكن:
    في الحقيقة.. أريدك أن تساعديني.
    هذا الشاب.. لا ينفك يفاجؤها كل مرة، طرفت بعينيها عدّة مرات كأنها تحاول أن تستوعب ما قاله، وحين استعادت شيئاً من هدوءها مضت تسأله من فورها:
    أساعدك؟؟ أنǿ وكيف هذǿ
    - بأن تنضمي لأمن مارلي.
    لمح على شفتيها ظل ابتسامة حين سألته متهكمة:
    أمن مارلي!! ولمَ تظن بأنهم سيقبلونني؟!
    ردّ على نبرتها القاسية تلك بضحكة قصيرة مرحة، ولعب جولته قائلاً:
    لنقل إنني متأكد فقط.
    - لكن ماذا تريد من أمن مارلي؟
    - إنني هنا من أجل هيلين بريسغاو.. مصممة اللعبة وأحد أعضاء أمن مارلي، بانضمامك لهم ستكونين قريبة جداً وتراقبينها.
    إلا أنّها صاحت به وقد التمع الزمرد في عينيها:
    تريدني أن أتجسس على بريسغاو!! بالتأكيد أنت قد فقدت عقلك!!
    - ماذا إذا أخبرتك أنها قد شوهدت بأكثر من مزاد تشتري آثار قديمة معينة وتدفع من أجلها أموالاً طائلة.
    - آثار.. مثل ماذǿ
    هزّ كتفيه في لا مبالاة وأجاب:
    مجرد آنية من الفخار ولوحات.
    إرتسمت على شفتي دينالي ابتسامة ساخرة فيما هي تجيبه:
    ربما كانت فقط مهتمة بالآثار.
    - أنت لا تفهمين، تلك الآثار ليست ثمينة بتاتاً.. لا أحد يعلم شيئاًعن تاريخها أو أين صُنعت، ألا تجدين ذلك غريباً؟ (صمت قليلاً ولمّا لم تجبه زفر بضيق وتابع) ولذا أريدك أن تعرفي ما الذي تخفيه تلك المصممة، في المقابل سأساعدك.
    - حسناً.. سأفكر في ذلك.
    ثم أعطته ظهرها وخطت مبتعدة عنه.
    إلا أنّه باغتها بكلام قبل أن تبتعد، ورقته الرابحة ألقى بها أخيراً:
    أنا مقتفي آثار.. مثلك تماماً، ألاحق الأدلة ورؤوس الأخبار وأعلم تماماً ما أريد، أيتها الأميرة!
    شحب وجهها وتجمدت الدماء في عروقها، حتّى عينيها خفت بريقهما وتيبست قدميها!
    وكلمة منه، أصبحت عبدته!

    . . .

    في ساعة من النهار جلست فينيتّي بأحد مقاعد المدرسة تطالع الجرائد في فضول عندما جاءها صوت من أمامها تعرفه أذناها:
    كيف أصبحت الآن؟
    تسلق بصرها من زخم الكلمات ورمقته بازدراء جعله يتوتر، فشبك أصابعه أمام وجهه وهو يسألها برجاء:
    ألهذا الحد أنتي تكرهينني؟! إغفري لوقاحتي أرجوك!
    - أنا لا أكرهك، فقد أوقف هذه اللهجة النبيلة فهي لا تناسب الأطفال..
    من جديد احتجّ، فضحكت قائلة:
    أنت أظرف محارب أقابله.
    أطرق برأسه يفكر، أتلك طريقتها في المدح أم أنها كانت تسخر منه؟ من تكون هذه الآنسة المتعالية؟ تساءل ثم سألها:
    وأنتِ، ما لقبك في مارلي؟
    - لستُ مضطرة لأجيبك.

    غير أن هذا الصغير لن يسكت.. ظلّ يتبعها في كل مكان حتى قاعة الطعام وهو لا يكفّ عن الالحاح، وقد كان يتعمد تكرار جمله بشكل سريع ومزعج مما ضايق دينالي كثيراً فقطّبت حاحبيها.. ألن يسام؟ غمست قطعة من الفراولة في شوكولا سائلة بطبقها وهي تسأله:
    ألن تأكل؟!
    عاد بريق عينيه الفضي وأومأ لها.. وفيما هو ينظر لها لاحت ابتسامة على شفتيه، فقد بدت كأنها خرجت من صفحات القصص لكن بطبع شيطاني، خصلات نورانية مجعّدة تنسدل على ظهرها، كانت تشمرّ عن أكمامها لتكشف بعض حليّ ذهبية مرصعة بالأنجم، وترتدي جوربين طويلين من الدانتيل الأسود.
    ما زاد من حنقها هو أنه ما يزال يتبعها حتى الآن في الباحة الأمامية رغم ردودها التي كما يبدو لا تصل إليه! فاستدارت له غير عابئة بالطلاب الذين يسيرون من حولهما وقد حمل صوتها العالي كل غضبها:
    سحقاً لك بايدرو، فلتتركني وشأني!!
    خرس صوته لما رأى عينيها تشتعلان.. تكاد نارها تصل إليه فتحرقه، وتيّبس بصره بلونهما الأخضر الزمردي، كم بدتا قاسيتين ومخيفتين في هذه اللحظة! حتى أنّه تراجع خطوتين إلى الخلف دون أن يشعر، وفي النهاية أعطاها ظهره وانطلق يركض مبتعداً.
    ومع ابتعاده أخفضت دينالي رأسها متنهدة باستياء، ما كان عليها أن تقسو عليه هكذا!! تقدمت ببطء إلى حيث كان قد جلس على أحد المقاعد المتناثرة ولم تكد تجلس بجواره حتى أشاح بوجهه وعقد يديه في غضب طفولي جعلها تبتسم قليلاً وتقول:
    هيا لا تغضب.. لم أقصد ذلك.
    إلا أنّه ظلّ صامت متجهم الوجه دون حتى أن يلتفت نحوها، فتنهدت من جديد ونظرت حولها لتتأكد من أن أحداً ليس في الجوار قبل أن تتابع بحذر:
    حسناً حسناً.. سأخبرك بمستواي في مارلي.
    هنا فقط استدار نحوها.. ورأت دينالي ذلك الحماس في عينيه الرماديتين، يبدو أنه نسي غضبه نهائياً حين سأل ببطء:
    حقاً؟؟ هل ستخبرينني؟؟
    ضحكت دينالي رغماً عنها ثمّ هزّت أصبعها في وجهه منذرة:
    لكن.. عدني فقط ألا تخبر أحداً بذلك.
    ضم يده بحماس أمام صدره وتحدث:
    إعتمدي عليّ.
    آه.. هذا الفتى ما يزال يتصرف كمحارب قديم!! هزت دينالي كتفيها مستسلمة وفتحت حقيبتها الحمراء لتخرج بطاقة فضية عليها شعار مارلي بلون ذهبي لامع، بينما في الواجهة الخلفية يُوجد شريط مغناطيسي برقم متسلسل خاص.
    ما إن رآها بايدرو حتى اتسعت عيناه أكثر في سماء شتوية ملبدة بالغيوم، وخرجت كلماته في إيقاع بطيء من فرط دهشته:
    بطاقة فضية! هذا يعني أنك.. أنك أميرة!!
    - يمكنك قول ذلك.
    لم تضف على ذلك شيئاً.. وهو لم يسألها أكثر، يبدو أنّه يدرك تماماً أن بطاقة فضية لا تُمنح إلا لرتبة الأمراء!!

    كانت قد تخلت عن حذرها قليلاً فلم تنتبه لتلك القدمين اللتين توقفتا من خلفهما، ولا لتلك النظرة المصدومة التي ظهرت في تلكما العينين الرماديتين، ولا لتلك اليد التي ارتفعت بهاتف أسود ذي غلاف شفاف نحو أذنها وتقول:
    أمن مارلي.. إنني أبلغ عن بطاقة مزورة!!

    اخر تعديل كان بواسطة » L I L L I في يوم » 17-04-2021 عند الساعة » 13:21

  4. #3

    . . . . . . .
    في عالم قديم كانت تلك الملكة التي بلا اسم تجلس بين حاشيتها في مائدة مستديرة بثياب بيضاء وهم ملونون دونها ، يثرثرون ويقهقهون كأنها لم تأتي أبداً !
    تناولوا في حديثهم بعض الجرائم السحرية التي باتت تهدد أمن المملكة ، تناولوا أيضاً مع تلك الكؤوس شائعة انتشرت مؤخراً عن عودة من لا تجب عودتها وكيف ازدادت تلك الجرائم بمجيئها..
    وتغيب عنهم وعلى وجهها ملامح للفزع لم تستطع أن تخلعها حتّى الآن ..
    "أيّ عبء أوكله لي والدي !!"
    ويهيم البنفسج في عينيها !
    وقفت وهم من بعدها وأعينهم تعلقت بها ، جلسوا ثانية بعد إذ هي سمحت لهم ثم انتشلت نفسها منهم تقتلع خفين من الساتان فوق الرخام الأسود وتتدثر بوشاح أحمر ..
    أوصلها التفكير لقول سيّدة خلف الأبواب الموصدة ..
    "ستزول رافال ، فهم لم يخلّفوا سوى الفتيات ."
    ضغطت على يديها المليئتين بالخواتم الذهبية وقطّبت حاجبيها ، ويهيج البنفسج في عينيها !

    . . . . . . .


    انتهى ...
    اخر تعديل كان بواسطة » L I L L I في يوم » 09-03-2021 عند الساعة » 09:02

  5. #4

    ساختار هذا الركن البعيد لاثرثر كعادتي smoker

    هذه الرواية قديمة جدا .. ربما بتاريخ 2015 وهو ما يجب أن تتوقعوه مني لأنني لم اكتب شيئا جديدا هذا الفترة بالذات لاسباب يطول شرحها nervous..
    بلى هي رواية قديمة.. كغيرها ليست مكتملة ولذا قررت نشرها هنا حتي أتشجع وأكملها لأنها من أحب القصص إلى قلبي 031
    وهي بالتأكيد ليست تلك الرواية التي اتكلم عنها في أي مكان في المنتدي biggrin biggrin

    لم أغير النص وإلا ضاعت مني للأبد 033 فقط نوع اللعبة لتكون لعبة فيديو عادية حتي لا أوجع رأسي بالقوانين والمباريات وأي مشهد متعلق باللعبة القديمة ... وأيضا بسبب تصنيقها الغامض كان لا بد أن أفكر كثيرا فيما يجب أن اكشفه بكل فصل..لا أدري إن كان ذلك صحيحاً أم خاطئاً ولكني أحبها هكذا رغم اسلوبها البسيط wink 026

    أما اللعبة - تلك التي قبل أن أغيرها طبعا - فهذه قصة تحتاج لمجلدات biggrin ولكن لأن لا أحد يملك كل الوقت ليسمعني.. فقط تريدون إجابات وهذا ما يدفعكم مجبورين لقراءة ثرثرتي دون أن تخفوا سخطكم laugh ولولا الحياء لهشمتم رأسي بأقرب جدار dead

    باختصار أدت القول أن اللعبة السابقة كانت عبارة عن لعبة بطاقات.. وهي بدورها مقتبسة - بل بالأحري إعادة صياغة - لرواية قديمة جدا جدا كتبتها متاثرة بانمي يوغي smoker rambo
    لكني الان لا اريد أن أكرر نفس قصة يوغي بلعبتها وأسرارها الخيالية.. وإلا فما الجديد؟ rolleyes

    ولذا فصلت لعبة البطاقات في رواية أخرى ما تزال قيد العمل glasses أما هذه فأصبحت قصة مختلفة وليست لها علاقة بالرواية الاخرى cool

    إنها مجرد قصة عن فتاة تبحث عن سر قديم......
    وأشياء وأشخاص.....
    فهل تجدهم؟
    .
    .
    .
    .


    ماذااااااا .. ألم أجب علي شيء ؟؟؟؟؟؟ tired tired tired tired
    عذرا.. ولكن لا أذكر أنني وعدتكم بتفسير شيء biggrin
    تشعرون بالحيرة.... عظيم...
    هذا ما اريده بالضبط cool





    وفي الختام أحب أن اشكر الاخ
    ahlak inanmak على تصميماته ومساعدتي asian

    وإلى اللقاء في الفصل القادم
    اخر تعديل كان بواسطة » L I L L I في يوم » 28-10-2019 عند الساعة » 11:20

  6. #5
    مجدداً:حجز.
    ومجدداً:أعانني الله علي فك كل هذه الحجوزات.

  7. #6
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .
    .
    .

    حجز حجز حجز e411

    .
    .
    .
    .

    و إذا يْنَفْعّك الله
    حاشا يضرّك إنسان

    e032


    my blog
    goodreads


  8. #7
    محرر سابق wk4hNR
    الصورة الرمزية الخاصة بـ HEART_CHAN







    مقالات المدونة
    9

    عُضو مميز عُضو مميز
    Truthful Dreamer Truthful Dreamer
    نجم التصميم 2019 نجم التصميم 2019
    حجز zlick
    يارب ارجعdead
    sigpic319857_5

    If we havе wings like birds
    We could go anywherе
    But if there's no place to return to
    I'm sure we can't go anywhere

  9. #8
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية



    ان من قرأوا لـ د. أحمد خالد سيدركون أنني اتكلم مثله.. بالأخص مثل بطله رفعت اسماعيل الساخر دوما من كل شيء حتى نفسه..

    إذا فقد كنت قارئة قبل أن تكتبي هذه الأسطر ..يا لكِ من ذكية ، لهذا السبب تمكنت من تخيل الأجواء بشكل ملائم إلى حد مريح ..

    دعيني أثرثر قليلااا

    أولا تملكين سردا مريحا !

    لا أعرف كيف فقد منحني سلاما وأنا أقرأ ! كان مريحا لعيناي وقلبي < والذان لم يمنعهما هذا من اصطياد بعض الملاحظات من بين جماله الفاتن ><

    ولكن لماذا هي مستيقظة كذلك ؟!!


    كذلك ؟؟ لا أشعر بالاقتناع لوجود هذه الكلمة هنا < رغم أنني لا أملك المعلومة اللغوية والأدبية التي تخوّل لي السفسطة بخصوصها
    لذا أترك الأمر لمشاعري ومشاعرك ><


    وتغيب عنهم وعلى وجهها ملامح للفزع لم تستطع أن تخلعها حتّى الآن ..


    حسنا صياغتك للجملة يجعلني أفهمها بشكل مغاير لأول وهلة

    وكأن الأمر يغيب عن الحاشية وعن الملكة ..ولكن من السياق أفهم أن الفزع على ملامح الملكة بينما يغيب هذا الفزع على ملامح الحاشية

    لذا بخصوص هذه الجملة أنا اكاد أكون متيقنة بأنه سيكون من الأفضل إعادتك لصياغتهاا


    حسنا دعينا عن هذا الآن < تريد ان تستمتع

    فكرة اللعبة في الرواية جديدة بالنسبة لي ، لذا يمكن القول أن روايتك هذه تجربة جديدة لي لأحداث كهذه وهذا أمر محمس بالنسبة لي
    أما عن أجواء الرواية ، أولا كما أخبرتك سردك به جمال لا أعرف من أين جلبتِه ؟؟ ولكنه جميل حقا
    والشخصيات لقد أحسنت عملا في إظهار جوانب كثيرة منها بكلام قليل وظهور قليل وهذا يبدو لي أمرا بارعا !
    أما عن الأحداث ...حسنااا أنا أحب الأحداث التي تجري بسرعة < أهددك من إبطاء وتيرة الأحداث في الفصول القادمة لأجل التشويق وهذه الأشياء التي لا أحبها كقارئة > _ <
    أووه نسيت شيئا بخصوص الشخصيات ، تبدو البطلة مثيرة للاهتمام ..لحظة أهي البطلة فينيتي هذه ؟ أم ستظهر مارلي بشحمها ولحمها ! < هي الآن لعبة ولكن هناك تلميح بوجود كيان حقيقي لها
    ولكن المهم صحيح فينيتي مثيرة للاهتمام ولكن ..لم تثر اهتمامي كثيرا جدا جدا جدا , في الحقيقة المقطع الذي أثار اهتمامي هوووو


    في عالم قديم كانت تلك الملكة التي بلا اسم تجلس بين حاشيتها في مائدة مستديرة بثياب بيضاء وهم ملونون دونها ، يثرثرون ويقهقهون كأنها لم تأتي أبداً !
    تناولوا في حديثهم ختم سحريّ انتشر مؤخراً .. كان يتمّ على بناية أو شخص ليحبسه ، تناولوا أيضاً مع تلك الكؤوس بعض أنواع الجواهر التي تحمل طاقة غريبة تستطيع أن تكسر ذلك الختم ..
    وتغيب عنهم وعلى وجهها ملامح للفزع لم تستطع أن تخلعها حتّى الآن ..
    - أيّ عبء أوكله لي والدي !!
    ويهيم الأزرق في عينيها !
    وقفت وهم من بعدها وأعينهم تعلقت بها ، جلسوا ثانية بعد إذ هي سمحت لهم ثم انتشلت نفسها منهم تقتلع خفين من الساتان فوق الرخام الأسود وتتدثر بوشاح أحمر ..
    أوصلها التفكير لقول سيّدة خلف الأبواب الموصدة ..
    "ستزول رافال ، فهم لم يخلّفوا سوى الفتيات ."
    ضغطت على يديها المليئتين بالخواتم الذهبية وقطّبت حاجبيها ، ويهيج الأخضر في عينيها !



    هذااااااااااااااااااااا

    ربما لأنني مثل فينيتي أحب الأشياء التاريخية والقصور القديمة < ما علاقة القصور القديمة بهذا المقطع ><

    المهم ، بالمناسبة أحبب تعبيرك ( يهيم الأزرق في عينيها ) بدا ساحرا ربما أستعيره منك للأبد وأستعمله في أعمالي القادمة ( تضحك الضحكة الشريرة )

    ولكن لحظة ..في نهاية هذا المقطع ..ويهيج الأخضر في عينيها ..هل عيني الفتاة مختلفتي اللون ؟؟؟

    أم كانت شخصية أخرى ؟

    المعذرة ،، بالنسبة لمن هم حولها
    أظن أن لساني سيتطاول عليهم في الفصول القادمة
    لنصبر فقط ، يبدون لي مجموعة من الحمقى
    أن يقهقوا هكذا وملكتهم في تلك الحالة !



    حسنا إس إس ..هذا رد سريع ، قد أعود لكتابة شيء أتذكره لإزعاجك به
    ومجددا ..لروايتك سحر خاص !
    وأجوائها مبهجة ومثيرة للاهتمام

    استمري ولا تهملي هذه الرواية ..تشجعي وضعي فصولا جديدة

    سأكون بالجوار والانتظار عزيزتي

    إلى اللقااااااااء ^^




    .
    اخر تعديل كان بواسطة » ×hirOki× في يوم » 11-04-2020 عند الساعة » 13:31

  10. #9
    امتياز بروايه متميزه
    attachment
    في منتدى نور وهداية
    مكسات


  11. #10
    حجز ...
    أنا قادمة هنا بالتأكيد ، ولي مقعدي المحجوز ، مهما طال الزمن ، ما دامت اس اس الكاتية ^^"
    انتظريني ...

  12. #11
    عدنا ...^^..
    أوه .. مهلاً مهلاً ، ما هذا أس أس ؟، ، ما كل هذه الجرعات المذهلة في آن واحد ؟، ها .. ماذا اقول عنها الآن ، ونحن لا نزال في البداية فقط يا مبدعة ؟؟
    لن تسملمي من ثرثرتي ، فأنا من النوع الثرثار فعلاً ، والذي يدخل بكل كيانه في جو الرواية التي يقرأها ، ويتأثر للغاية من أعماق قلبه ، ولا تتعجيني إن بقيت فعلاً يوماً ما !!
    ولكنني سأرحمكِ هذه المرة، وبن اعقب على كل شيء ، كوننا ما زلنا في البداية
    أوه ، نسيت اخباركِ انني سأكون _ إن شاء الله _ متابعة إلى النهاية ، فثد اعجبتني الشخصيات والجو العام هنا
    بالرغم من ان التكنلوجيا والألعاب فيها ليس من تصنيفي المفضل ، إن أن الآثار والحديث عن الزمن القديم ، يثير اهتمامي للغاية ، لذا لي مقعد هنا !!
    بالمناسبة ، احببت اسلوبكِ للغاية ، لأنه قريب جداً من اسلوبي ، اقصد من الناحية الأحداث المفصلة ، الحوار
    هذا ما استطيع قوله الآن ، سأترك بقية الثرثرة وتأثير الشخصيات علي ، لوقت آخر ، إن تعمقنا في القصة اكثر ^^

  13. #12
    attachment
    السلام عليكم.

    حسناً, اسم الرواية قد لفتني منذ أشهر طويلة, حيث أنه ذكّرني بإنمي هجوم العمالقة xd
    قرأتُ المقدمة الصغيرة حينها وقد أعجبتني جداً, للصدق سأقول أنها المرة الأولى التي أقرأ
    فيها رواية تتمحور حول ألعاب الفيديو الجماعية, وفي الحقيقة هذا النوع من الروايات
    قد صادفني سابقاً وأحسستُ بحماسة لأقرأه! لكن كل ما صادفني كان باللغة الأنجليزية,
    ليست هنا تكمن الصعوبة وإنما بالمصطلحات الإنجليزية واختصارات الكتّاب لبعض
    الكلمات المهمة, على كلٍ لم تصادفني نوعية مثل هذه بالعربية, إلا هذه! إذاً بماذا أبدأ

    وصفك للأماكن, الشخصيات, المشاعر كان جيداً جداً! وصفك سلس ويسهل الإندماج معه, القصص المعقدة
    بعض الشيء أو التي تحتاج لكثير من التركيز أفضّل دائماً قراءتها بسردٍ بسيط حتى أشعر بالمزيج المريح
    بين الأمرين, فوق هذا القصة تبدو مشوّقة! ما قصة مارلي فعلاً؟ يبدو كأنها كانت أسطورة أو عالم قديم
    وقد كان مبتكر اللعبة يعرف عن هذا العالم لذلك أنشأ لعبة مقتبسة منه؟ لا أعلم.

    مستويات اللعبة أعجبتني للصراحة, أيضاً الشخصيات ولو أن ظهروها كان قليلاً والغموض يلفّ الفصل
    من بدايته لنهايته إلا أنني استمعتُ جداً بقراءته, خاصة شخصية المحارب الصغير, بدا لي ظريفاً,
    أريد من هذه الرواية أن تستمر وأحتاج للفصل الثاني قريباً, أشعر أنني متلهّفة جداً لباقي الأحداث!
    شكراً لكِ لأنكِ فكرتِ بكتابة راوية من هذا النمط الغريب, وسأكون متابعتكِ الجديدة الوفيّة.

    في أمــان الله.

    اخر تعديل كان بواسطة » كاروجيتا السيان في يوم » 06-03-2021 عند الساعة » 20:23 السبب: إضافة الوسام

  14. #13
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة حمد عرب مشاهدة المشاركة
    امتياز بروايه متميزه
    تسلم كتير
    كم اسعدني مرورك 031

  15. #14
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ×hirOki× مشاهدة المشاركة


    إذا فقد كنت قارئة قبل أن تكتبي هذه الأسطر ..يا لكِ من ذكية ، لهذا السبب تمكنت من تخيل الأجواء بشكل ملائم إلى حد مريح ..

    دعيني أثرثر قليلااا

    أولا تملكين سردا مريحا !

    لا أعرف كيف فقد منحني سلاما وأنا أقرأ ! كان مريحا لعيناي وقلبي < والذان لم يمنعهما هذا من اصطياد بعض الملاحظات من بين جماله الفاتن ><



    .
    بالتأكيد عزيزتي هيروكي.. لا اتخيل أبداً كيف يصبح شخصا ما كاتبا إن لم يكن قارئا بالأساس


    حسنا صياغتك للجملة يجعلني أفهمها بشكل مغاير لأول وهلة

    وكأن الأمر يغيب عن الحاشية وعن الملكة ..ولكن من السياق أفهم أن الفزع على ملامح الملكة بينما يغيب هذا الفزع على ملامح الحاشية

    لذا بخصوص هذه الجملة أنا اكاد أكون متيقنة بأنه سيكون من الأفضل إعادتك لصياغتهاا
    هذا بالضبط ما قصدته gooood
    مممم حسناً سأحاول ذلك.. ولكن هل لديك اقتراح بسيط؟ بمعنى آخر هل يمكنك صياغة هذه الجملة لي؟

    حسنا دعينا عن هذا الآن < تريد ان تستمتع

    فكرة اللعبة في الرواية جديدة بالنسبة لي ، لذا يمكن القول أن روايتك هذه تجربة جديدة لي لأحداث كهذه وهذا أمر محمس بالنسبة لي
    أما عن أجواء الرواية ، أولا كما أخبرتك سردك به جمال لا أعرف من أين جلبتِه ؟؟ ولكنه جميل حقا
    والشخصيات لقد أحسنت عملا في إظهار جوانب كثيرة منها بكلام قليل وظهور قليل وهذا يبدو لي أمرا بارعا !
    أما عن الأحداث ...حسنااا أنا أحب الأحداث التي تجري بسرعة < أهددك من إبطاء وتيرة الأحداث في الفصول القادمة لأجل التشويق وهذه الأشياء التي لا أحبها كقارئة > _ <
    أووه نسيت شيئا بخصوص الشخصيات ، تبدو البطلة مثيرة للاهتمام ..لحظة أهي البطلة فينيتي هذه ؟ أم ستظهر مارلي بشحمها ولحمها ! < هي الآن لعبة ولكن هناك تلميح بوجود كيان حقيقي لها
    ولكن المهم صحيح فينيتي مثيرة للاهتمام ولكن ..لم تثر اهتمامي كثيرا جدا جدا جدا , في الحقيقة المقطع الذي أثار اهتمامي هوووو
    كم أسعدني كلامك هذا 031
    لأنني أحب الخوض في طرق لم يسبق لأحدهم المرور عبرها ، أو لنكن دقيقيون لم يخضها الكثيرون biggrin
    وهذا كان سردي منذ سنين طويلة قبل أن اتوقف لفترة طويلة، لكنني أحاول الكتابة بالعودة لرواية قديمة فلا اضطر لتعديلات كثيرة

    لفتني نظري لأمر، هذه الرواية يفترض أن تكون بسيطة لا تتجاوز العشرة فصول، كما أنني بكل فصل اكشف عن حقيقة ما أو لغز
    وكما قلت بالأعلى سابقا
    كان لا بد أن أفكر كثيرا فيما يجب أن اكشفه بكل فصل..لا أدري إن كان ذلك صحيحاً أم خاطئاً ولكني أحبها هكذا رغم اسلوبها البسيط wink026
    لا أدري إن كان تسارع الاحداث الاحداث سيئا لهذه الدرجة.. ما رأيك؟

    بالنسبة لاسئلتك.. ساختار أن أبقى صامتة biggrin
    إن قلت أي شيء سأخرب كل ما بها عن غموض، ولذا يجب أن تتابعي بصمت اجابة اسئلتك هذه


    هذااااااااااااااااااااا

    ربما لأنني مثل فينيتي أحب الأشياء التاريخية والقصور القديمة < ما علاقة القصور القديمة بهذا المقطع ><

    المهم ، بالمناسبة أحبب تعبيرك ( يهيم الأزرق في عينيها ) بدا ساحرا ربما أستعيره منك للأبد وأستعمله في أعمالي القادمة ( تضحك الضحكة الشريرة )

    ولكن لحظة ..في نهاية هذا المقطع ..ويهيج الأخضر في عينيها ..هل عيني الفتاة مختلفتي اللون ؟؟؟

    أم كانت شخصية أخرى ؟

    المعذرة ،، بالنسبة لمن هم حولها
    أظن أن لساني سيتطاول عليهم في الفصول القادمة
    لنصبر فقط ، يبدون لي مجموعة من الحمقى
    أن يقهقوا هكذا وملكتهم في تلك الحالة !
    بالنسبة لآخر مشهد.. لقد قصدت أن يكون بسيطا وغامضا
    لا يجيب لشيء.. بل بالأحرى يزيد تساؤلاتك
    وكما قلت.. لن اجيب على شيءbiggrin وخصوصا لون عينا تلك الملكة
    بالضبط.. فلتصبرني فقط ^^

    حسنا إس إس ..هذا رد سريع ، قد أعود لكتابة شيء أتذكره لإزعاجك به
    ومجددا ..لروايتك سحر خاص !
    وأجوائها مبهجة ومثيرة للاهتمام

    استمري ولا تهملي هذه الرواية ..تشجعي وضعي فصولا جديدة

    سأكون بالجوار والانتظار عزيزتي

    إلى اللقااااااااء ^^
    بالطبع ارحب بذلك جدا.. لا تتردي في ازعاجي أبدا
    وسأضغط على نفسي لاكمالها ذلك بإذن الله
    تسلمي كتير

  16. #15
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بقلمي اصنع عالمي مشاهدة المشاركة
    عدنا ...^^..
    أوه .. مهلاً مهلاً ، ما هذا أس أس ؟، ، ما كل هذه الجرعات المذهلة في آن واحد ؟، ها .. ماذا اقول عنها الآن ، ونحن لا نزال في البداية فقط يا مبدعة ؟؟
    لن تسملمي من ثرثرتي ، فأنا من النوع الثرثار فعلاً ، والذي يدخل بكل كيانه في جو الرواية التي يقرأها ، ويتأثر للغاية من أعماق قلبه ، ولا تتعجيني إن بقيت فعلاً يوماً ما !!
    ولكنني سأرحمكِ هذه المرة، وبن اعقب على كل شيء ، كوننا ما زلنا في البداية
    أوه ، نسيت اخباركِ انني سأكون _ إن شاء الله _ متابعة إلى النهاية ، فثد اعجبتني الشخصيات والجو العام هنا
    بالرغم من ان التكنلوجيا والألعاب فيها ليس من تصنيفي المفضل ، إن أن الآثار والحديث عن الزمن القديم ، يثير اهتمامي للغاية ، لذا لي مقعد هنا !!
    بالمناسبة ، احببت اسلوبكِ للغاية ، لأنه قريب جداً من اسلوبي ، اقصد من الناحية الأحداث المفصلة ، الحوار
    هذا ما استطيع قوله الآن ، سأترك بقية الثرثرة وتأثير الشخصيات علي ، لوقت آخر ، إن تعمقنا في القصة اكثر ^^
    كم أسعدني مرورك آنسة قلم وأسعدني أكثر أنها اعجبتك e20c
    لا تقلقي.. فهي رغم التكنولوجيا والالعاب الا ان تصنيفها ليس هكذا كما كتبت بالأعلى، بل غموض ودراما وشيء من الفانتازيا
    وإن كنتُ أضفت اللعبة فهي لغرض خفي سأكشفه فيما بعد em_1f60e

    ههههه هذا ما لاحظته كذلك وأنا أقرأ نص التكريم الذي كتبته، اسلوبنا يتشابه إلى حد كبير gooood
    ولذا.. فلنشجع ونساعد بعضنا

    ومجددا.. اهلا بك متابعة لقصتيasian

  17. #16
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة prison of zero مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم.

    حسناً, اسم الرواية قد لفتني منذ أشهر طويلة, حيث أنه ذكّرني بإنمي هجوم العمالقة xd
    قرأتُ المقدمة الصغيرة حينها وقد أعجبتني جداً, للصدق سأقول أنها المرة الأولى التي أقرأ
    فيها رواية تتمحور حول ألعاب الفيديو الجماعية, وفي الحقيقة هذا النوع من الروايات
    قد صادفني سابقاً وأحسستُ بحماسة لأقرأه! لكن كل ما صادفني كان باللغة الأنجليزية,
    ليست هنا تكمن الصعوبة وإنما بالمصطلحات الإنجليزية واختصارات الكتّاب لبعض
    الكلمات المهمة, على كلٍ لم تصادفني نوعية مثل هذه بالعربية, إلا هذه! إذاً بماذا أبدأ

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ههههه لم اتوقع أن تربطي مارلي بأنمي هجوم العمالقة biggrin وقد كنت مطمئنة لذلك
    ولذا سأعترف لك.. لم تكن هذا اسم الرواية الفعلي.. وكنت اتنقل من اسم لآخر محتارة في شيء يجمع بين الفخامة والروعة حتى شاهدت الجزء الرابع، وبالحال قررت.. سيكون الاسم مارليcheeky فقد اعجبني جدا

    قرأتُ المقدمة الصغيرة حينها وقد أعجبتني جداً, للصدق سأقول أنها المرة الأولى التي أقرأ فيها رواية تتمحور حول ألعاب الفيديو الجماعية,
    لكم اسعدت كلماتك قلبي، هذا لأنني أحب أن أبدع في اشياء غريبة وغير متكررة حتى لو كانت تمثل تحديا كبيرا لنفسي، رغم أن هذه القصة لا تركز في اللعبة بشكل كبير ولا عن فرق الـ eSport ، ولا عن كل تلك الاختصارت gooood لذا لا قلق هنا

    هههههه إن الاختصارات شيء ثاني، واذكر أنني عانيت الأمرين حتى فهمتهم، ولكن مرت سنين طويلة لم العب بها إضافة لحاسوبي الذي كان يتصرف بغباء، واخشى أنني نسيت الكثر وفقدت مهارتي للاسف dead

    وصفك للأماكن, الشخصيات, المشاعر كان جيداً جداً! وصفك سلس ويسهل الإندماج معه, القصص المعقدة
    بعض الشيء أو التي تحتاج لكثير من التركيز أفضّل دائماً قراءتها بسردٍ بسيط حتى أشعر بالمزيج المريح
    بين الأمرين, فوق هذا القصة تبدو مشوّقة! ما قصة مارلي فعلاً؟ يبدو كأنها كانت أسطورة أو عالم قديم
    وقد كان مبتكر اللعبة يعرف عن هذا العالم لذلك أنشأ لعبة مقتبسة منه؟ لا أعلم.
    031
    :لا تعرف ماذا تقول بكل هذه الاطراءات"

    ههههه نعم هذا ما يبدو biggrin ربما الشيء الوحيد الذي جعلته واضحا
    فيما بعد ستعرفين جواب سؤالك هذا.. فيما بعد

    مستويات اللعبة أعجبتني للصراحة, أيضاً الشخصيات ولو أن ظهروها كان قليلاً والغموض يلفّ الفصل
    من بدايته لنهايته إلا أنني استمعتُ جداً بقراءته, خاصة شخصية المحارب الصغير, بدا لي ظريفاً,
    أريد من هذه الرواية أن تستمر وأحتاج للفصل الثاني قريباً, أشعر أنني متلهّفة جداً لباقي الأحداث!
    شكراً لكِ لأنكِ فكرتِ بكتابة راوية من هذا النمط الغريب, وسأكون متابعتكِ الجديدة الوفيّة.

    في أمان الله.
    كم أثلجت قلبي حقا031 ولأجلكم جميعا سأكمل هذه الرواية
    عسى ألا يخيب ظنكم بها

    تسلمي كتير

  18. #17


    مفتاح صول وكريستي 2

    عندما تقف على الرصيف منتظرة الضوء الأخضر لتقطع الشارع تخفض بصرها للأسفل بعيداً عن ضجيج العالم وبهجته، حيث لا تلمح شيئاً يذكرها بكلّ حياتها القديمة.. تلك التي اضطرت أن تتخلى عنها في يوم ما!
    كلما أنفض من حولها الطلّاب تعبث بهاتفها الشفاف وتغوص داخل أخبار الصحف الالكترونية، وعبثاً كانت تبحث عن مفتاح أو شيء لتبدأ بحثها حول ذلك العالم المفقود، فهي تدرك تماماً أن الخيط الذي تمسكه لا يتصل بشيء آخر!

    وهذا اليوم لا شيء جديد عليها سوى التاريخ، تجلس وحيدة بين جموع طلّاب المدرسة وتطالع منشورات وبعض الكتب البوليسية لكريستي، عندما سمعت دقّات نعل تختلف عن صوت نعل بايدرو الذي أصبح آنيسها رغماً عنها وعنه، رفعت عينيها تترقّب زائرها الجديد، فلم يعد أحد يدنو منها هذا الحد إلا بايدرو!
    رغم يقينها بأنه ليس هو كانت دهشتها كبيرة بمن وقفا أمامها، شاب وفتاة يعلقان بطاقتين عليهما شعاراً أحمراً عرفته دينالي من فورها، لكن ما الذي يفعله أمن مارلي هنǿ بل ماذا يريدان منها !
    الإجابة جاءتها حين تحدث الشاب بهدوء:
    لقد وصلنا بلاغاً بشأنك آنسة فينيتّي.
    ظلّت تتابعه بعينين مستفهمتين حتى تكلم من جديد وقد اكتسى صوته لهجة آمر:
    بحسب ما قاله ذلك الشخص هو أنك زوّرتِ لون بطاقتك رغم أن لا تحملين لقب أميرة.
    كان الطلبة يوفدون من حولهم، لعل ذلك أنهم لم يتوقعوا أن يشاهدوا خطر اللون الأحمر وهو يتجول في الجوار، ومن بينهم أليكسس ورفيقتها اللتين كانتا أول من وصلتا ليسمعا الشاب يقول لدينالي:
    لكننا لن نتهمك بشيء حتى نتأكد، ولذا نطلب منك تسليم بطاقتك لمراجعتها.
    كان قد مدّ يده نحوها فيما هو ينطق جملته تلك، فقطّبت دينالي حاجبيها بإنزعاج وأنزلت عينيها إلى الكلمات التي كانت تقرأها قبل قليل، ثم ردّت بنبرة هادئة تناقض ما تشعر به:
    لا أملك بطاقة.
    - لا تتحاذقي أيتها الأميرة المزيفة!!
    لم يكن الشاب هو الذي تحدّث هذه المرة إنما ألكيسس مما فاجأ دينالي فراحت ترمقها وقد توسعت عيناها بصدمة، إذن هي من بلّغ عنها ؟ لكن لماذا!!!

    وللحظة قصيرة اختلطت أحاديث الوافدين مع أفكارها فلم تعي تماماً ما يحدث حولها، أمّا أليكسس فقد زمّت شفتيها ونفثت غضبها كلمات عسى تحرقها فهل تستطيع، الآن ستعرف، وألقت بما تدري أنه الضربة القاضية:
    لقد كان بايدرو يدعوك بأميرة، فهل كان يكذب؟
    وابتسمت عندما رأت دينالي تكشر عن ملامحها ثم سريعاً ما ترتدي ابتسامة بدت كأنها تجتهد فيها لتُجيب:
    لقد أرادني أن أكون مميزة وتركته في ظنّه، إذا قلت أنني أميرة فلا يعني ذلك أنني أميرة.
    هنا تحدثت الفتاة التي ترافق الشاب:
    من هو بايدرو؟!
    لكن الذي أجاب كان أحد الطلاب الوافقين من حولهم:
    إنه من المدرسة الاعدادية ويأتي من أجل النادي المفتوح.
    - النادي المفتوح!!
    - هو نادي مفتوح طوال العام للجميع حتى من خارج المدرسة، نوفرّ للزوار الدائمين فوائداً مادية.
    ثمّ مطّ شفتيه بارتباك بعد أن تفرّق زملاؤه ليجد نفسه وجهاً لوجه أمامها، بشعرها المربوط كذيل حصان وبطاقتها التي تتدلى بشريط ساتان، لم تلبث أن قاطعته بنبرة ساخرة فاجأته:
    أتحسب أنك فسّرت شيئاً بكلامك هذا ؟
    - اعتذر، ما قصدته ببساطة هو أنه نادي عام، أحياناً نقيم فيه مسابقات وأيضاً نبيع فيه ما يصنعه الطلاب هنا، ونضع جوائزاً للزوار الدائمين، وذلك الصغير يتردد عليه كثيراً.

    خيّم الصمت بعض الوقت ولكن الأفكار في الرؤوس لم تتوقف، فرأت أليكسس أن الحديث قد سار في اتجاه غير الذي جاوؤا لأجله، فهاجمت دينالي ثانية:
    لا يمكنك الإنكار بعد الآن، لقد رأيتُ البطاقة الفضية بعينيّ هاتين.. ما قولك في هذا ؟
    قبضت دينالي على أصابعها تمسك أعصابها من أن تفلت، ألن تصمت تلك الفتاة؟ أغمضت عينيها وزفرت ببطء فيما هي تجيب:
    كانت مجرد بطاقة ورقية صممتها، لكنني مزقتها سريعاً خوفاً من أن أتعرض للاتهام.
    بدهاء امرأة سألت من تنتمي لأمن مارلي:
    ما مرتبتك إذن؟
    - لا أمارس هذه اللعبة.
    ولم يستطيعوا أن يدينوها.
    غادر أمن مارلي وبين أياديهما قضية دينالي، وأنفض الجميع.. كان بعضهم يرمق فينيتّي بنظرات لم تكسر حدتها تلك النظّارات السميكة التي يرتديها بعضهم!

    . . .

    كلما تنزوي بعيداً في العتمة يعاندها القدر بمخطط آخر، ولعله كُتب لها أن تعيش تحت زحمة الضوء.
    تسير بين جموع الطلبة ويصل إليها رؤوس أحاديثهم، كانوا يمضغونها بكلام قاس، لو تستطيع فقط أن تغلق أذنيها، فتمتمت في صوت خفيض:
    سيأتي وقت طويل قبل أن يعود كل شيء كما كان، إلهي هبني الطاقة لاتحمل هذا العبء مزيداً بعد!
    مضت أيام وهدأ الطلاب، إلا أليكسس!

    كانت تنظر لدينالي الجالسة على يمينها دون أن تختفي تلك العقدة بين حاجبيها، ترى أي سر تخبئه تلك الفتاة؟! ومرّ الزمن عليها كمشي سلحفاة حتى دقّت الأجراس وابتعدت دينالي.
    بدت غارقة في أفكارها لكنها أحست فجأة بشيء يضرب رأسها لكن برفق، نقلت عينيها إلى رفيقتها التي كانت تمسك بكتاب ما وخرج صوتها خافتاً:
    آه.. أهذه أنتِ يا ريبيكا ؟
    - هل تصغين إلى ما نقوله؟!
    ليس ريبيكا، إنما زميلهما الذي يجلس خلف دينالي هو الذي بادر بالسؤال ثم دنا منهما، فأجابت أليكسس:
    إنني أفكر بفينيتّي.
    لمعت عيناه الزرقاوان بسؤال دون أن ينطقه فتابعت مفسرة:
    كلّ ما عليّ فعله هو أن أحصل على بطاقتها حتى يستطيع أمن مارلي إثبات أنها مزورة.
    ولأول مرّة أبدى اعتراضاً:
    دعيها يا أليكسس، هناك بطولة قادمة ويجب أن تكوني مستعدة.
    وقف جوارها فيما جلست ريبيكا أمامها وقالت الأخيرة تؤكد على حرصه:
    إن ليو محقّ، كما أنها لا تملك بطاقة.
    - وهل صدقته ؟!
    قبل أن تُجيب ريبيكا سبقها ليو ضاغطاً إياها:
    صدقاً أليكسس.. لماذا تحقدين عليهǿ ماذا فعلت لكِ؟!

    قطّب حاجباه وانتظرها لكنها لم تجبه، لم تخبره أنها قد اقتربت منها ذات يوم - بعد رؤيتها في مقهى مارلي - لتقول لها:
    إذن أنتِ تلعبين مارلي.
    إلا أن دينالي نفت ذلك بكلّ ببساطة:
    أنا!! كلا!! لم اسمع بمارلي إلا منكما.

    هنا.. غادر ليو بعد أن استيأس من إجابتها، بينما أمسكت ريبيكا حقيبتها الوردية ومالت شفتيها بابتسامة مرحة فيما هي تسألها:
    والآن.. ماذا سيحدث يا كريستي؟
    رفعت أليكسس عينيها الرماديتين لها وأجابت:
    لقد قررتُ أن أصدق بايدرو.

    . . .

    بانكسار.. كانت تكابد لإخفائه، تجاوزت دينالي جموع الطلبة حتى وطئت قدماها خارج المدرسة.
    الطريق المار بأشجار القيقب اعتادت عبوره عندما تعود بقدميها، ومع أنه بعيد نسبياً لكنها ظنّت أن السير سيجعل رأسها يهد&#225; لكنها اصطدمت بأشخاص عديدين من فرط تفكيرها، كانوا يرمقونها بشك واستنكار فقابلت أعينهم الغاضبة بانحناء كل مرّة، انعطفت بشارع ما من الناحية اليمنى ثمّ مشت قليلاً فقط لتجد بايدرو على الجانب الآخر من الرصيف يُحادث زملاء بنفس عمره ثم يودّعهم.
    انتزعت بصرها منه ودفنت يديها داخل جيبيّ المعطف البني السميك ثم مضت سريعاً عسى لا يلمحها ويرهقها أسئلة، لكن نسيم مفاجئ لطيف تناثرت معه خصلات شعرها جعله ينظر لتلك الفتاة.

    تماماً.. مثلما شاهدها أوّل يوم بتلك المدرسة، عندما هبّ نسيم وحرر شعرها الذهبي من شريطه الأحمر.. فرفع من نبرة صوته يستدركها:
    أصحيح ما يقولون؟! أنّك لستِ أميرة.
    كان في نبرته شيء يكون عاتباً فيما دمعه يقف على أطراف عينه، هذا ما لاحظته دينالي وهي تتقدم منه حتى أصبحت أمامه، ودّت لو تخبره بأنها لم تكذب عليه ولكنها لا تستطيع.. ليس بعد ما حدث، مضغت في صمتها كلّ هذه الكلمات وقالت بنبرة معتذرة:
    اعتذر بايدرو، سأخبرك كل شيء عندما يحين الوقت.
    أجابها وسلّم أحلامه يهبط به من قول لم يتوقعه:
    لا بأس، لا بأس.
    ثم أخرج شيئاً من جيب بنطاله الحالك مثل قميصه، شريطاً أحمراً عرفته دينالي وتابع مفسراً:
    لقد سقط منك هذا عندما كنتِ تسيرين أمامي، كل مرة أجلبه معي وأنسى أن أقدمه لك.
    ربما لو كانا في مشهد أخر لأخبرته بأنها لا تريده.. ولكنها في موقف لا يسمح لها أن تعترض، لذا تناولته منه بصمت وربطت به شعرها الحريري الطويل فيما أعطاها هو ظهره متوجهاً إلى مقهى مفتوح يطلّ على الشارع، ظنّ أنها ستبريء نفسها أمامه ببعض التبرير.. لكنها لم تفسر شيئاً!
    جلس على طاولة بعيدة عن الآخرين وطلب عصير برتقال، وقضى ذلك الوقت قبل مجئ العصير في العبث بهاتفه الأسود..
    بغتة سمع صرير كرسي فرفع رأسه لزائرته تلك، كانت دينالي تجلس أمامه!

    - ماذا تفعل؟
    - لا شيء مهم، فقط اتصفح منتدى اللعبة.
    عندما عاد النادل ثانية طلبت منه دينالي قهوة بالقشدة فيما رمى بايدرو عينيه لهاتفه وتابع ما كان يفعله، كان بيّناً أنه يتحاشاها وهذا ما أتعسها، فاحتست دينالي تلك الإهانة منه برضا تام وحاولت أن يكون صوتها مرحاً:
    تبحث إذن عن استراتيجية جديدة للتغلب على أحدهم، هل ذلك بسبب أنك كنت تواجه وقتاً عصيباً قبل أيّام؟!
    نظر لها بعينين متسعتين فهزّت كتفيها وتابعت ما كانت تقوله:
    كما أذكر كنتَ تواجه شخصاً ما بمقهى الانترنت...
    ابتسم حين رآها تقطع حديثها فجأة وهي تعضّ شفتها السفلى كأنها قد انتبهت لنفسها وبادر يقول:
    بلى لقد كان شخصاً تعرفت عليه في اللعبة.
    حاولت دينالي أن تقول شيئاً ولكن الكلمات علقت في حلقها، فيما مضى بايدرو في حديثه:
    هل يعني أنّك كنتِ هناك وشاهدتِ مباراتي معه؟!
    ومرّة أخرى حاولت أن تقول شيئاً لكنها لم تستطع، أوراقها كشفتها له، ليته يكفّ عن السؤال!!
    لكن الجملة التي أكمل عليها جعلت وجهها يتهلل عندما نسي بايدرو سؤاله ولم يدقق، واحمر وجهه باحراج حين قال معترفاً:
    لقد خسرتُ أمامه لسوء الحظ.
    - هيا لا تحزن، ستكون هناك فرصة أخرى صحيح؟
    هزّ بايدرو رأسه بشرود ولم يقل شيئاً.

    بدأت عقارب الساعة تزحف نحو السادسة فغادرا كراسيهما، ودفع هو الحساب بكل اصرار، سارا قليلاً والصمت رفيق ثالث لهما، يفتح هو فمه ليتحدث فيطبق الصمت على شفتيه، أما هي فلم تحاول حتى الكلام.. بل لفّت يدها حول رقبته مما أربكه فتوقف عن السير دون أن يشعر، وكذلك فقد توقفت دينالي معه وبيدها الأخرى راحت تفرك خصلات شعره الفحمية مستمتعة بذلك التعبير العابس الذي رسمه للتو على وجهه المحمر.

    وفي النهاية أبعد يدها عن شعره وقال بعبوس:
    لا تعبثي بشعري أرجوك..
    ابتسمت دينالي ثم نظرت للسماء التي اصطبغت بالبرتقال ولون قانٍ، وقطعت عنه الكلام بقولها:
    لقد تأخر الوقت، سأوصلكَ لمنزلك هيا أعطني العنوان.
    أجفل قليلاً ثم أجاب:
    بل أنا من سيوصلكِ لأنني رجل، ولن أقبلها إن تركت آنسة تعود لوحدها في هذا الوقت.
    ضحكت متقدمة إيّاه :
    ألم أخبرك أن تترك هذه اللهجة الدرامية، أيها المحارب؟!
    ضرب على جبينه بيده ثم لحقها، ألا ترى نفسها ؟ عليها أن تقلق بشأن لسانها الطويل!

    . . . . . . .

    الظلام.. هو كلّ ما تراه، كانت تجلس مبتّلة الثياب كما لو أنها خارجة من النهر، وأشباح تتحرك من حولها، لكنها لم تعد تبالي بعد الآن.. لقد استسلمت لهذا الظلام.. فليفعل بها ما يشاء!
    فجأة.. فُتح الباب ليتسرّب إليها شريط من ضوء القمر فيما ظل أحدهم ينعكس على الأرض أمامها، رفعت عينيها لتجد ذلك الشاب - الذي كان قد طلب منها أن تنضم لأمن مارلي - لكنه لم يكد يتقدّم خطوتين حتى تهاوى غارقاً في الدم الذي امتد وامتد حتى وصل إلى حيث كانت مقيّدة!!

    ومع صراخها كانت قد نهضت جالسة وهي ترتجف برعب شاحبة الوجه، أنفاسها المتلاحقة وشعرها المبعثر من حولها، لم تحتج لوقت طويل لتدرك أنها ما تزال في غرفتها، أخذت شهيقاً وزفرته ببطء محاولة تهدئة نفسها قليلاً ثم أدارت رأسها لتحدّق بالساعة على طاولتها فقط لتدرك أن الفجر ما يزال بعيد، رفعت يديها ومسحت قطرات العرق من وجهها ثم عادت لتستلقي على الفراش الأبيض..
    أغمضت عينيها، ولكنها لم تستطع أن تنام!

    ولهذا.. قامت ببطء تجرّ خفيها الصوفيين متوجهة نحو المطبخ المفتوح، لم تنر المصابيح فقد كان ضوء القمر الفضي يدخل عبر الجدار الزجاجي منيراً المكان من حولها، جرّت الكرسي لتجلس بعد أن إبتلعت قرصين من الميلاتونين (حبوب منومة) ثم مالت بظهرها لتتكئ عليه وقد استسلمت كلياً لأفكارها.
    ذلك الشاب يبدو تماماً مثل منقذها بذلك اليوم.. كلا بل إنّه هو دون أدنى شك، وهي من ظنّت أنه ميت طيلة سنة وثلاثة أشهر، كم هذا مريح!
    تُرى من يكون؟ ولماذا ساعدها بتلك المرة؟؟
    بل كيف عرف أنها قد جاءت إلى تورنتو؟
    كيف وجدها من جديد؟!!
    من تكون يا كونور؟!!!

    كلّ تلك الأسئلة قد تزاحمت بداخل رأسها.. ومنذ وقت طويل.. منذ أن قابلته أول مرة، ولكنها لم تجد الوقت لتسأله.. بل لم تجده لتسأله، لم تدرِ كم مر عليها من وقت وهي جالسة بذلك الكرسي حتى سمعت صوت مربيتها - مولي - المرعوب:
    آنستي، ما بك؟!
    أبقت دينالي عينيها أرضاً وقالت لمولي:
    هذا الليل، طويل جداً.
    كتمثال مكسور.. بثوب أنيق، كانت حالتها، كانت تنحني.. أمام مولي.. وهي سيّدتها!
    بينما بقيت مولي واقفة بمكانها وكأن شيء يثبتها، كانت تراقبها.. بعينين يملاؤهما حزن وأسى، ثمّ حاولت أن ترثيها في بعض أمل:
    لن يدوم، وسيأتي فجر جديد.
    إرتسمت على شفتي دينالي ما يشبه ابتسامة هازئة ثمّ نقلت عينيها الخضراوين نحو الجدار الزجاجي ربما لكي تتأكد من كلام مربيتها، ولكنها لم تجد غير الظلام فقط ما ينتظرها، فأخفضت رأسها بانكسار لا يليق بأميرة مثلها وأجابت:
    لن تشرق بحياتي شمس، ليس بعد الذي حدث!
    ولم تقل مولي شيئاً!

    . . .

    تعود لمدرستها تلك بقناع صامت وتنزوي عن طلابها، كانت تعبث بمحتويات خزانتها عندما شعرت بخطى صامتة وخفيفة تتسلل من ورائها، لكنها لم تنظر للوراء بل ألقت بكومة كتبها داخل الخزانة ثم قفلت عليها بأصابع ترتعش كما أرادت لها أن تكون ووضعت المفتاح بجيب معطفها البني قبل أن تبتعد في الممر، كانت تمشي على عجل فلم تنتبه لمفتاحها بسلسلته الفضية وهو يقع من جيبها!
    بينما من الخلف توسعت ابتسامة أليكسس - تلك التي كانت تنظر إليها - ولمعت عيناها الرماديتان بانتصار، إنّه الوقت لتكشف دينالي.. ستفتح تلك الخزانة ومعها أسرار دينالي.. فلتسرع إذن.
    دنت تلتقطه.. فاكتشفت أن آمالها كم كانت هزيلة، وتمتمت كمن لا يصدق أمراً لفرط غرابته:
    هذا.. مفتاح صول الموسيقي!!
    كانت دهشتها كبيرة بها، كخنجر غُرس بصدرها دون تردد.
    ثم سمعت وقع قدمين تعرفه أذناها، تدنوان وتثبتان أمامها.

    تسلق بصرها من بريق الأرضية إلى معطف بني سميك وخصلات ذهبية، قبل أن يستقر بصرها في عينيها قاطعها صوت الفتاة بمرح:
    حاذري من انحنائك أليكسس، قد تنكسرين.
    لم تكد تتم عبارتها حتى قامت أليكسس على قدميها، برماد في عينيها لأمل منطفيء ولسان يقطّر سمّاً:
    ربما أمكنك خداع الجميع ولكنك لن تستطيعي أن تخدعيني أيتها الساحرة الذهبية، سأكشفك يوماً ما، سأحرص على ذلك حتى لو عنى الأمر سقوطي معكِ.
    بنفس النبرة أجابت الفتاة:
    سأحاول ألا يأتي ذلك اليوم أبداً.

    للحظات عمّ الصمت وضغطت أليكسس على يدها محاولة أن تكتم غيظها منها، ولكن عينيها توسعتا بصدمة حين سمعت دينالي تسألها بغتة:
    لماذا تحقدين عليّ يا أليكسس؟ ماذا فعلتُ لك؟!
    التقطت أليكسس صوتها على مهل تستوعبه، أياً كان الذي توقعته فهي لم تتوقع أبداً أن تكرر نفس الكلمات التي قالها صديقها مما جعلها تتساءل إن كانت قد ظلمتها، وتفكر، دينالي تلك لم تؤذي أحداً فلما تكرهها هكذا !! هل لأنها تعتبرها مخادعة وكاذبة؟ أم فقط لأنها لا تريدها أن تكون أفضل منهǿ! أبعدت عينيها عن وجه فينيتّي وهي تنطق بالسبب الأول:
    ذلك اليوم.. رأيتك تخرجين من مقهى مارلي بسرعة وعندما سألتكِ نكرتِ ذلك ببساطة، تماماً كما أعلم من أن البطاقة التي رأيتها لم تكن ورقية، لكنك تستمرين بالكذب مرّة بعد أخرى، لماذا ؟ أخبريني لماذا ؟!
    كان آملها أن يراود دينالي احساس بالذنب لتعترف ولو بجزء من الحقيقة وتريحها، ولكن تلك الفتاة أجابت بنبرة قاسية لتكسر شيئاً في داخل أليكسس ربما لن يُجبر:
    هذا ليس من شأنك.
    ثم أعطتها ظهرها ومشت مبتعدة عنها.

    جرّت أليكسس قدميها تُغادر عتمة الممر إلى ضوء الأصيل، ذهبي.. ينسكب حتى على طريقها!
    لكن قبل أن تسترسل في أفكارها أقبل ليو، الشخص الذي بجانبها دوماً رغم اعتراضاته حيناً، وألقى لها بحقيقة أخرى محطّماً كل مشاريعها:
    لقد تحرى أمن مارلي عن قصة دينالي وكانت صحيحة، هي ليست مسجلة لديهم وهذا يعني أنها لا تملك بطاقة، آسف ولكن عليّ القول.. أخطأتِ هذه المرّة يا كريستي!

    . . .



    اخر تعديل كان بواسطة » L I L L I في يوم » 19-04-2021 عند الساعة » 10:05

  19. #18


    جلست دينالي وبايدرو داخل مقهى لعبة مارلي بعد نهاية الدوام المدرسي، وقد راح الفتى يشرح بحماس كل ما يعرفه عن قوانين اللعبة وهدفها قائلاً:
    هدف هذه اللعبة هي اكتشاف عالم مارلي بأكمله حتى المناطق الخفية منه، حيث هناك بعض المهمات تتطلب منك العثور على أشياء لن تجديها بسهولة.. إلا بحل بعض الألغاز أو تجاوز الفخاخ لتصلي إلى ما تريدينه، أو مقاتلة وحوش تظهر بين فترة وأخرى وتهدد العالم...
    ثم سكت ليلتقط شيئاً من أنفاسه مما جعل دينالي تبتسم وتُكمل عنه:
    أي أنني باختصار سأتصرف كمواطنة لمارلي.. أقوم بحمايتها وتنفيذ ما يُطلب مني..
    هزّ بايدرو رأسه موافقاً، كانا يجلسان متجاورين وأمام كل واحد منهما حاسوب بملحقاته، انتظرها حتى قامت بالتسجيل ثم مال نحوها ونظر في خانة سلاحها معلقاً:
    مدفع يد!!
    هزت دينالي كتفيها وأجابت بمرح:
    أحب القتال من بعيد لأفاجئ أعدائي ولا أترك لهم فرصة لمهاجمتي بسهولة..
    بينما رسم بايدرو ابتسامة فخورة على وجهه وردّ على كلماتها قائلاً:
    على عكسك فأنا أحبّ أن أقاتل بسيفي (رفع السماعة ووضعها حول أذنيه وأضاف) سانتظرك قرب البوابة..

    وعبر الشاشة.. امتدت أرض مارلي بمساحتها الشاسعة أمام دينالي التي لم تستطع إخفاء سعادتها، فراحت عيناها بنهم تلتهمان كلّ تلك المناظر التي لطالما آسرتها، تلك الأبنية الصخرية ذات القبب الذهبية التي تلمع تحت أشعة الشمس، وقد انتشرت التماثيل والرايات الملونة في كل مكان، مشت بشخصيتها في اللعبة ولم يفتها كذلك أن تلحظ أن أوراق الشجر كانت بلون ارجواني!
    اقتربت من تلك البوابة الصخرية العالية حيث كان بايدرو ينتظرها، وكما في الواقع كانت شخصيته أقصر منها ويعلق خلف ظهره سيفاً ضخماً، وصل إليها صوته عبر السماعة التي ترتديها:
    حتى الآن لا يتم اعتبارك مواطنة لمارلي، ولذا عليك أن تقومي ببعض المهمات التي يطلبها منك هؤلاء الأشخاص، عندها تصبحين مواطنة رسمية ويمكنك التجول كما تشائين..

    كعادة بداية جميع الألعاب كانت المهمات بسيطة إلى حد يثير الملل.. أو ربما لأن دينالي لم تكن مبتدئة، وكانت تتنوع بين التدريب بسلاحها على أهداف ثابتة، ثم تتحول المرحلة لأهداف متحركة، وقد اضطرت كذلك لنقل 10 جوالات من القمح إلى منطقة أخرى، كما قامت بقتال وحوش وايجاد بعض الحيوانات الضائعة..
    ما إن فرغت من خمس مهمات منهم حتى لمع شيء بأعلى شاشتها يخبرها بأنها قد صارت مواطنة رسمية، أو بالأحرى لاعبة فقد انتهت التعليمات، بينما صفر بايدرو بإعجاب لأنها لم تأخذ وقتاً طويلاً لإكمالهم قبل وعلّق قائلاً:
    لستِ سيئة أبداً.
    - ألا يمكنك ببساطة أن تقول أنني كنتُ جيدة!
    ضحك بايدرو وهو يضغط بأصابعه على لوحة المفاتيح بينما يده الأخرى تُمسك بالفأرة، وعبر الشاشة تحركت شخصيته متجاوزة البوابة حيث امتدّ أمامه سهل فسيح انتشرت به بعض الصخور الكبيرة، مرت بضع لحظات وهما يتجولان في ذلك المكان قبل أن يتكلم:
    بعد الآن ستتلقين كل يوم بعض المهمات ويجب أن تكمليها بأسرع ما يمكنك وإلا سبقك الآخرون إليها، لكن لديك الحرية كذلك بتجاهلها والبحث عمّا يناسبك...
    قطع كلماته فجأة حين ظهرت أمامهما وحوش صغيرة عديدة أشبه بالعفاريت الخضراء وكل منهما يحمل سكيناً صغيراً، فزاد من سرعة يديه وهو ينطلق رافعاً سيفه الكبير بينما راحت دينالي بمدفعها تصوب عليهم، ومن ينجح في الاقتراب منها كان مصيره ضرباتها الجسدية، وللحظات طويلة ظلا يقاتلان وهما يشعران بأنه لا نهاية لهذه الوحوش حتى تمكنا من القضاء على آخر عفريت بعد أكثر من دقيقتين!
    عندها.. تنهدّ بايدرو بإرتياح وبدا سعيداً بنصره البسيط، لا بأس.. لا بأس أبداً، مال بظهره ليتكئ على الكرسي خلفه وعاد ليقول:
    أتعلمين أن هناك مهمة واحدة لم ينجح أحد بها حتى الآن ولا حتى الأسياد؟! من يكملها يُمنح من فوره لقب الملك مهما كان مستواه، هذه المهمة تُعتبر أسطورية وهناك مكافأة مالية كبيرة عليها وهي...

    - ايجاد القلب الكريستالي!
    - بالضبط..
    قالها وهو يؤمي موافقاً لكن سرعان ما تجمدّت يداه، وبدا وكأنه قد اكتشف شيئاً لم ينتبه له إلا الآن، أدار رأسه ببطء محدقاً بمن تجلس جواره ونطق بصوت يشي بصدمته:
    لقد كذبتي ثانية.. عندما قلت أنك لا تمارسين هذه اللعبة..
    احتدت نبرتها:
    بل كذبت مرة واحدة.. كثير من الكلمات!
    همّ ليقول شيئاً ولكن الكلمات أبت أن تغادر شفتيه!
    . . .

    اخر تعديل كان بواسطة » L I L L I في يوم » 30-11-2020 عند الساعة » 10:07

  20. #19


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^^


    كم أسعدتني تلك الردود في الأعلى بعد أن يئستُ تماماً من هذه الرواية ..031
    ولذا سأبذل قصارى جهدي لإكمالها لأجل هؤلاء المتابعين ، وأيضاً لأنها بالتأكيد لن تتجاوز العشرة فصول كما هو مخطط لها gooood


    لهؤلاء الذين يعتبرون تصنيفها لعبة .. اعتذاراتي لهم .. فهي لا تركز على اللعبة كثيراً أو فرق الـ eSport .. وإلا فستكون طويلة جداً .. مع أبطال كثيرون جداً .. وربما بداية غير هذه ..
    لكن هذه (كما هو تصنفيها: غموض، دراما، فانتازيا ) فهي لهدف محدد وستنتهي بنهايته إن شاء الله..


    وصراحة.. لقد فكرت أكثر من مرة بكتابة قصة تصنيفها لعبة، بل بالفعل لدي واحدة ما تزال قيد العمل لكنها لعبة بطاقات، فكرت كذلك في لعبة فيديو .. ولكن قلت إذا كان يمكنني تصميمها فلما لا أقوم بذلك بدل كتابتها biggrin لكن للأسف مستواي في برمجة الالعاب بعيد جدا لتصميم لعبة جماعية كبيرة hurt لكنني ما أزال اتعلم وسأحاول تحقيق ذلك في يوم ما بإذن الله
    ربما في ذلك الوقت إذا نجحت بتصميم تلك اللعبة.. ربما سأفكر في رواية بهذا التصنيف لتكون دعاية لتلك اللعبة.. من يدري smoker

    أتمنى فقط أن يسير كل شيء على ما يرام ..


    واخيرا .. إن استطعتم فتذكروا وصف عالم مارلي جيدا .. لأنني أريدكم أن تكتشفوا أشياء بأنفسكم في الفصول القادمة



    الآن أترككم في أمان الله ورعايته

  21. #20
    الرد الأول !!، يا سلام !!
    كيف حالكِ اس اس ، ارجو أن تكوني في أحسن حال
    الرواية تزداد إثارة فصلاً بعد فصل ، وهذا مدهش حقاً !!
    استغرب حال ألكسس ، ألم تكن صديقة دينالي عند أول لقاء بينهما ؟، ما بالها اتقلبت ضدها فجأة عندما علمت إنها تلعب لعبة مارلي ؟ ، غريب أمرها ! ، اعتقد في الأمر سر ما
    ومشهد حلمها في الظلام والأشباح من حولها ، يااه !!، إنه مثير للغاية ، اتحرق شوقاً لمعرفة ما تلك الأسرار حقاً
    فصل جميل
    بانتظار البقية
    بالتوفيق ... ^^

الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter