الصفحة رقم 30 من 30 البدايةالبداية ... 20282930
مشاهدة النتائج 581 الى 586 من 586

المواضيع: حديقة الزمرد

  1. #581
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Lady Sara مشاهدة المشاركة
    الله يكشف عنكم الغمة ويرد أخيكم سالماً يا رب..

    وعيد مبارك يا قلبي attachmentattachmentattachment

    أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات attachment

    وتقبل الله صيامكم وقيامكم وأدام أعيادكم بقرب من تحبون 036

    لكِ وحشة 003

    الله يحفظكم من كل شر ويسعدكم أينما كنتم..

    حبيبي031031...آمييين ي رب


  2. ...

  3. #582

    Update
    شارون



    قرأت كتابات (الاثنين لستيفان زفايغ) وكتبت قصتان (الخائب إلى الوطن و مأساة كاردينال فرويد)《 اعتقد أنني سأغير اسم الثانية.
    ورواية اسمها ال100 أربعة أجزاء، قرأت الجزء الأول فقط ومررت بشكل سريع على الثاني، لم تعجبني القصة، دائماً ما انتظر حدوث شيء مثير للاهتمام ولا يحدث أي شيء، يمكن أن تقفز خمسة ستة فصول وفي الفصل التالي لن تجد أي تغير، و لم تعجبني
    ، لذا لم أكمل السلسلة.
    ذكرتني القصة بإنمي الكوكب المهجور، لكن حتى إنمي الكوكب المهجور أكثر إثارة للاهتمام منها.
    بدأت أميل لقراءة الكتب أكثر من الروايات..
    وقرأت فصل لدنيرس ودافوس، تحمست، لكن فرصة نزول رياح الشتاء مثل فرصة إنتهاء الحرب في السودان.
    شاهدت أشياء جديد، في التلفاز بالطبع، قناة أطفال تعرض كل الكرتونات القديمة مثل لحن الحياة وهايدي وليدي أوسكار والشجعان الثلاثة، والكابتن رابح، وكونان الأجزاء الأولى، وفتاة المراعي، وجزيرة الكنز، وماوكلي والكثير من ذلك، اسمها New libya kids، شاهدت في رمضان يس عبدالملك ونعمة الأفوكاتو، أول مرة في حياتي كلها، حبيت نعمة الأفوكاتو أكثر شيء. وفي mbc action تابعت بعد أتاك التي لم يكملوها أسطورة أبطال المجرة النسخة الجديدة الرسم أعجبني أكثر بكثير من القديمة 《 ليدي سارا ليتك أعطيتني رابط النسخة الجديدة، وتوقف الإنمي في مكان ما توقفت أنا بالضبط بعد موت كركيايس بحلقتين، تمنيت لو أنهم واصلوا العرض ولكن على ما يبدو mbc action تعاني من عدم استقرار في عرض الإنميات، أتابع الآن إنمي Hunter×Hunter .
    شاهدت في mbc 2 Bad moms فلم لطيف و Lucy وفي dubi one
    can you keep a secret?
    وبالطبع سلسلة أفلام هاري بوتر كاملة في mix.
    وتم عرض بعض الأفلام الجيدة في العيد مثل فلم دورا وعلاء الدين و ماليفيسنت وthe greatest show man.
    وشاهدت التريلر الخاص بآل التنين الموسم الثاني بالمصادفة فقط على قناة اعلانات للعروض الجديدة اسمها OSN، وتفاجأة أن المسلسل سيعرض في يونيو يصادف ثاني أيام عيد الأضحى،  لم أتوقع أبداً أنه سيعرض قبل أغسطس.
    صرت أشاهد أي شيء أجده يثير اهتمامي أي شيء حرفيا، حتى لو كان هندي أو تركي أو أياً كان، لم يعد لدي ذوق متعسف.
    يقولون أن استراتيجية كتابة كل ما يزعجك ليلاً ثم تمزيقه اليوم التالي صباحاً تساعد، هذا ما أفعله في أغلب الأوقات، في لحظات جنون أكتب ثم امسح.

    ماذا أيضاً..

    كنت قد كتبت بعض ال New year's resolutions
    ما زلت مواصلة وأحاول، العمل على نظام الshort goals التي تقود لlong goals مفيد جداً، ليس بالضرورة أن أقوم بشي هائل ولكن ساعة ساعتين كل يوم قد تقود إلى شيء ما في النهاية. بعض الأهداف أصبحت ضاربة بسبب انقطاع الانترنت، لكنني قمت ببعض الاحتياط.
    هذا بالطبع يحدث في الأيام الهادئة ولكن حالما تنقطع الكهرباء (مرة قطعت تسعة أيام متتالية) أو أتوتر فإنني أتوقف عن القيام بأي شيء ويبدو لي كل ما أفعله عديم المعنى.
    النهارات التي تلت أيام العيد كانت مملة بشكل قاتل، ذهبت لمكان الشبكة وحملت فلم Wonka و Poor things، شاهدت فلم وانكا جميل ولطيف ومناسب للعيد، ولكن الفلم القديم الخاص بجوني ديب أجمل بكثير، ثيموثي شكله غلط بدور ويلي وانكا ، أما poor things تحميله كانت غلطة، كنا قد شاهدنا أنا وأختي حفل الأوسكار
    على قناة الثقافية بالطبع شاهدت أوبنهايمر منذ زمن ولكن الفلم الآخر الذي نافسه في الترشيحات لم اسمع عنه واللي هو فلم إيما ستون أشياء فقيرة، في اعلان الأوسكار جذبتنا تصاميم أزياء الفلم والميك آب لذا قررنا تحميله للعيد وانتهى به المطاف في سلة المهملات في نفس اليوم، وتذكرت أن الأوسكار لا يرشح إلا الأفلام الأكثر حمقاً على الإطلاق عدا أوبنهايمر بالطبع.
    المهم لم أشاهده أساساً، لا أريد تحميل أي فلم آخر، هوليوود أصبحت أضحوكة مؤخراً.
    بالنسبة للكتابة، لدي نشاط زائد لها هذه الأيام، لكنني افتقر للتفاعل اكتب لنفسي حرفياً هذا ساهم في خروج بعض الأفكار غير المنطقية والتي رغماً ذلك استمتع بكتابتها، يبدو لي أن العالم يفتقر لنظام القراءة من كتاب ليسوا بكتاب حقيقيين، يعني مثلي.
    المهم أنا سعيدة بنفسي أشعر بالسلام الداخلي والتمرد المرضي خصوصاً بعض إطالة أظافري وطلاءها بالأحمر الفاقع.
    المهم وصلت بي الجراءة اليوم لدرجة أن أطلب من أحد  المسؤولين عن الشبكة  أن يفتح لي شبكة الانترنت مجاني، ساعتهم الواحدة مكلفة بحق ولا تكفي لا استطيع أن أتفاعل في أي مكان فقط أقرأ الرسائل، أمر مزعج بحق.

    وأريد أن أنشر قصصي في مكسات هنا في قسم القصص ومركزي ولكنني مترددة قليلاً + لا أجد الفرصة الكافية بسبب الإنترنت.
    هذا كل ما استطيع قوله، وأنا على علم تام أن الأشباح المكساتية هي التي تقرأ ما أكتبه هنا..
    فلتحيا الأشباح المكساتية للأبد..



    الصور المرفقة الصور المرفقة attachment 

  4. #583
    تركي vF7v7e
    الصورة الرمزية الخاصة بـ dc1996










    نجم نقاشات المانجا نجم نقاشات المانجا
    نجم نقاشات الجادة 2020 نجم نقاشات الجادة 2020
    نجم نقاشات المانجا نجم نقاشات المانجا
    مشاهدة البقية
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شارون فينارد مشاهدة المشاركة

    Update
    شارون



    قرأت كتابات (الاثنين لستيفان زفايغ) وكتبت قصتان (الخائب إلى الوطن و مأساة كاردينال فرويد)《 اعتقد أنني سأغير اسم الثانية.
    ورواية اسمها ال100 أربعة أجزاء، قرأت الجزء الأول فقط ومررت بشكل سريع على الثاني، لم تعجبني القصة، دائماً ما انتظر حدوث شيء مثير للاهتمام ولا يحدث أي شيء، يمكن أن تقفز خمسة ستة فصول وفي الفصل التالي لن تجد أي تغير، و لم تعجبني
    ، لذا لم أكمل السلسلة.
    ذكرتني القصة بإنمي الكوكب المهجور، لكن حتى إنمي الكوكب المهجور أكثر إثارة للاهتمام منها.
    بدأت أميل لقراءة الكتب أكثر من الروايات..
    وقرأت فصل لدنيرس ودافوس، تحمست، لكن فرصة نزول رياح الشتاء مثل فرصة إنتهاء الحرب في السودان.
    شاهدت أشياء جديد، في التلفاز بالطبع، قناة أطفال تعرض كل الكرتونات القديمة مثل لحن الحياة وهايدي وليدي أوسكار والشجعان الثلاثة، والكابتن رابح، وكونان الأجزاء الأولى، وفتاة المراعي، وجزيرة الكنز، وماوكلي والكثير من ذلك، اسمها New libya kids، شاهدت في رمضان يس عبدالملك ونعمة الأفوكاتو، أول مرة في حياتي كلها، حبيت نعمة الأفوكاتو أكثر شيء. وفي mbc action تابعت بعد أتاك التي لم يكملوها أسطورة أبطال المجرة النسخة الجديدة الرسم أعجبني أكثر بكثير من القديمة 《 ليدي سارا ليتك أعطيتني رابط النسخة الجديدة، وتوقف الإنمي في مكان ما توقفت أنا بالضبط بعد موت كركيايس بحلقتين، تمنيت لو أنهم واصلوا العرض ولكن على ما يبدو mbc action تعاني من عدم استقرار في عرض الإنميات، أتابع الآن إنمي Hunter×Hunter .
    شاهدت في mbc 2 Bad moms فلم لطيف و Lucy وفي dubi one
    can you keep a secret?
    وبالطبع سلسلة أفلام هاري بوتر كاملة في mix.
    وتم عرض بعض الأفلام الجيدة في العيد مثل فلم دورا وعلاء الدين و ماليفيسنت وthe greatest show man.
    وشاهدت التريلر الخاص بآل التنين الموسم الثاني بالمصادفة فقط على قناة اعلانات للعروض الجديدة اسمها OSN، وتفاجأة أن المسلسل سيعرض في يونيو يصادف ثاني أيام عيد الأضحى،  لم أتوقع أبداً أنه سيعرض قبل أغسطس.
    صرت أشاهد أي شيء أجده يثير اهتمامي أي شيء حرفيا، حتى لو كان هندي أو تركي أو أياً كان، لم يعد لدي ذوق متعسف.
    يقولون أن استراتيجية كتابة كل ما يزعجك ليلاً ثم تمزيقه اليوم التالي صباحاً تساعد، هذا ما أفعله في أغلب الأوقات، في لحظات جنون أكتب ثم امسح.

    ماذا أيضاً..

    كنت قد كتبت بعض ال New year's resolutions
    ما زلت مواصلة وأحاول، العمل على نظام الshort goals التي تقود لlong goals مفيد جداً، ليس بالضرورة أن أقوم بشي هائل ولكن ساعة ساعتين كل يوم قد تقود إلى شيء ما في النهاية. بعض الأهداف أصبحت ضاربة بسبب انقطاع الانترنت، لكنني قمت ببعض الاحتياط.
    هذا بالطبع يحدث في الأيام الهادئة ولكن حالما تنقطع الكهرباء (مرة قطعت تسعة أيام متتالية) أو أتوتر فإنني أتوقف عن القيام بأي شيء ويبدو لي كل ما أفعله عديم المعنى.
    النهارات التي تلت أيام العيد كانت مملة بشكل قاتل، ذهبت لمكان الشبكة وحملت فلم Wonka و Poor things، شاهدت فلم وانكا جميل ولطيف ومناسب للعيد، ولكن الفلم القديم الخاص بجوني ديب أجمل بكثير، ثيموثي شكله غلط بدور ويلي وانكا ، أما poor things تحميله كانت غلطة، كنا قد شاهدنا أنا وأختي حفل الأوسكار
    على قناة الثقافية بالطبع شاهدت أوبنهايمر منذ زمن ولكن الفلم الآخر الذي نافسه في الترشيحات لم اسمع عنه واللي هو فلم إيما ستون أشياء فقيرة، في اعلان الأوسكار جذبتنا تصاميم أزياء الفلم والميك آب لذا قررنا تحميله للعيد وانتهى به المطاف في سلة المهملات في نفس اليوم، وتذكرت أن الأوسكار لا يرشح إلا الأفلام الأكثر حمقاً على الإطلاق عدا أوبنهايمر بالطبع.
    المهم لم أشاهده أساساً، لا أريد تحميل أي فلم آخر، هوليوود أصبحت أضحوكة مؤخراً.
    بالنسبة للكتابة، لدي نشاط زائد لها هذه الأيام، لكنني افتقر للتفاعل اكتب لنفسي حرفياً هذا ساهم في خروج بعض الأفكار غير المنطقية والتي رغماً ذلك استمتع بكتابتها، يبدو لي أن العالم يفتقر لنظام القراءة من كتاب ليسوا بكتاب حقيقيين، يعني مثلي.
    المهم أنا سعيدة بنفسي أشعر بالسلام الداخلي والتمرد المرضي خصوصاً بعض إطالة أظافري وطلاءها بالأحمر الفاقع.
    المهم وصلت بي الجراءة اليوم لدرجة أن أطلب من أحد  المسؤولين عن الشبكة  أن يفتح لي شبكة الانترنت مجاني، ساعتهم الواحدة مكلفة بحق ولا تكفي لا استطيع أن أتفاعل في أي مكان فقط أقرأ الرسائل، أمر مزعج بحق.

    وأريد أن أنشر قصصي في مكسات هنا في قسم القصص ومركزي ولكنني مترددة قليلاً + لا أجد الفرصة الكافية بسبب الإنترنت.
    هذا كل ما استطيع قوله، وأنا على علم تام أن الأشباح المكساتية هي التي تقرأ ما أكتبه هنا..
    فلتحيا الأشباح المكساتية للأبد..



    اوف poor things لم يعجبك والله القصة عادية مثل فرانكشتاين لكن افلام هذا المخرج دايما تركز على المواضيع الجنسية صراحة انا اعجبني بالنسبة لتوصيات الانمي القديم شوفي وداعا ماركو لوعندك وقت برضه هو جزء من سلسلة المسرح العالمي زي لحن الحياة وغيره
    الصور المرفقة الصور المرفقة attachment 

  5. #584
    ^^^^
    ليست فكرة تجارب زراعة الأدمغة هي التي لم تعجبني، وإنما المشاهد جعلتني أنفصل عن القصة، انزعجت.
    أما رحلة بيلا وتحولها من كائن معتل ذو منطق غريب لإنسانة حكيمة كانت جيدة.

  6. #585



    "الخائب إلى الوطن"                      




          على خَط الأُفق البعيد حيث ينعكس العالم كله على حافة ينبوع داكن تقرقع عربة تجرها أربعة ثيران عاتية بقوة على الأرض الصخرية الرطبة، بينما غَسَلَ ضوء القمر الفضي العالم من كل الألوان فيما عدا الرمادي، اللون الذي اصطبغ به وجه يوهان الكئيب وهو عائد إلى الديار، إلى التلال والسهول والمزارع المخضرة من جديد، وبدلاً من أن يكون هذاً سبباً لأن يرى العالم بألوان قوس المطر وجد نفسه لا يقوى على أن يواجه عائلته بتلك النظرات الجريئة وهو مستقيم الجِذع مرة أخرى، عزيزته فرجينيا بنظراتها العسلية الناعمة ولوسي الصغيرة الحلوة صاحبة الفم الضاحك الواسع وجيرارد  اللطيف المُحِب للحيوانات الأليفة..
    أنّى له أن ينسى!
    لاتزال تومِض في عقله أشلاء ذكريات مُمَزّقة عن التّل الأرجواني القابع خلف الغابة والكوخ الذي يلوح في الأعلى كراية شبحيّة وخيوط الضباب الحريرية تلفه بنعومة بالغة، وفي النّهارات الممطرة يتحول المنظر لأعجوبة خضراء مُكَلّلة ببلور المطر النديّ، وقتها كانت خُضرة العالم كلها تنصهر في قاموس الروعة الفائقة، ويجد يوهان نفسه ينزلق فوق فرع السنديان العملاق أسفل شجرة التفاح الذهبي ويشرع في عمله المحبوب على الكمان، فينساب اللحن بإيقاع دافئ نقيّ ليملأ صداه كونه المعزول المنزوي، فالعالم ساكن هادئ، وروحه ملتهبة كطائر حُر يحلق  بين السماوات والنجوم والشهب، كانت تلك هي الطاقة السحرية العجيبة لتل الأرجوان.
    ولكن مخلب القدر خدش كل هذا على نحو غير متوقع، لا بل أحلام البطولة الزائفة، لكم كان شاباً طائشاً أحمقاً حَسِبَ نفسه يملك من الجسارة ما يكفي لأن يصبح البطل المنتظر لحكاية حِيكَت تحت الظلال. أراد المجد وأسْكَرته أحلام البطولة الشّهباء وعقد العزم على أن يتجرّع من ذلك الكأس حتى الثمالة، أراد أن يكون سيد نفسه وسيد العالم قاطبة، ثم رُد خائباً متسولاً فارغاً إلى ملاذه الأخير والمكان الوحيد الذي عرف فيه أحلى حياة عاشها على الإطلاق. بسيطة، هادئة ومتواضعة، لقد خُلق ليكون مزارعاً لا بطلاً.
    كتب يوهان خطاباً رطباً إلى عائلته المنسيّة قبل أربعة أيام من عودته إلى تل الأرجوان:

    "إلى غاليتي فرجينيا..

          لِكُلٍ منا في هذا العالم المظلم بُقعَة مُقدّسة يا عزيزتي حيث يُدْفَن الكنز الذي تتواجد فيه كل أسباب السعادة لدى المرء، تلك البقعة المقدسة قطعاً لم تكن بالنسبة لي في باريس، حيث يظن الجُبناء مثلي أنّ الظروف قد هيّأت نفسها لأجلهم وأبواب القدر انفتحت على مصراعيها ترحيباً بمجيئهم.
    كانت تلك لُعبة يا صغيرتي، وأنا لستُ ضليعاً في الألعاب منذ أن كنت أجوب التلال الأرجوانية متعثراً في خُطى بطيئة خرقاء. كنت طفلاً، وعلى ما يبدو أنني مازلت كذلك حتى اللحظة.
    أراد براد أن يسبق قرنه ولكن القرن هو من سبقه. لاشك في أنه يندب نفسه بين الرّماد والحِجارة الآن وكنت لأكون معه لو لم يعود لي عقلي في اللحظات الأخيرة.
    أخبريني فقط يا فرجينيا، كيف للزّمان أنْ يخترق المكان؟!
    حَسُن، براد آمن بذلك في أعماقه ورآه بعين الخيال وحسب أنه قادراً على نقل ذلك التصور إلى مخيلتي، ولكنه أخطأ في ذلك خطأً لا رجعة فيه.
    ماحدث يا فرجينيا يمكن أن تعتبريه واحدة من لامعقوليات الشجعان والفرسان الجريئين أمثال براد،  عندما أخذ الرجل على عاتقه حمل العالم الخارجي على حَنِي قامته الصلبة العنيدة أمام فرنسا وثق بي ثقة عمياء كما وثق نابليون بغروشي، وختمتْ المأساء نفسها بهزيمة يُكَشّر لها التاريخ الفرنسي عن أنيابه حين ذكرها، وبراد لم يملك من البصيرة ما يجعله يرى أنني رجل مُتحمّس، شديد الولاء والطاعة، رجل تسبقه سمعته الطيبة النظيفة قبل كل شيء، على عكس الروح المتفجرة الجريئة التي أمل أن يجدها في. أردت أن أتذوق ولو قضمة صغيرة من الشعور الكامن وراء أن تكون الرجل المنشود، أن تكون الشخص الذي سيعيد تشكيل العالم من جديد، أن يُوِرد التاريخ اسمي بين صفحاته بماء الذهب، أن أكون بطل حكايتي لألف عام قادمة. أردتها أن تكون تلك ساعتي، لحظتي، مجدي المُنتظر.
    كل الحكايات التي تُروى على اللسان الفرنسي تتحدث عن أسيرة حرب ألمانيّة تنبأت أن فرنسا ستفرض هيمنتها على العالم بعد عام، إدّعت الفتاة أنها رأت هذا في المستقبل، وللأسف الشديد براد  رجل يحب أن يكون محور الكونه وما فيه، لاشك في أن الفكرة خطرت على باله من قبل وأرد تحقيقها بأي وسيلة كانت. "فرنسا سيّدة على العالم" وقع العبارة في حد ذاته كان يثير كل عَصَبة في جسد ذلك الرجل، هكذا كانت طبيعته، رجل طموح يشتهي السلطة ويهواها، ويختار أن يغوص في الوحل من أجلها، وطوال عقد كامل من الزمن أقررت بأن براد بارع في المبارزة بالكلمات أمام الحشود، كانت تلك مهنته بامتياز، الديماغوغائية، وقبلت تفوقه في الأفكار الملتوية على مضض، الرجل الذي يحب أن يخوض غمار المعارك في ساحات العقول.
    الأسيرة الألمانية كانت سر ثوري لا يجرؤ على ذكره، كان هذا ما يردده على مسامعي مراراً إلى أن أتى اليوم الذي رأيت فيه الأسيرة بنفسي، كنت وقتها في مسكنه وتسللت إلى السراديب، وعلى عمق فرسخ كامل تحت الأرض كانت الأسيرة جلد على عظام، بوجنتين شاحبتين غائرتين وشفتين رفيعتين جافتين، مَحنيّة ترتدي الأبيض المتسخ شأنها شأن السحرة في قصص الخيال، مقيدة بالسلاسل عند الكاحلين واليدين والرقبة، ولوهلة ظننتها مجنونة، سألتها على الفور لماذا هي هنا، وأجابتني هي بأسنان مُصفرّة وابتسامة ملتوية "ولماذا أكون في أيّ مكان آخر؟ "
    لسوء الحظ أطلّ علينا براد في تلك اللحظة، وأخذ يرغي ويزبد بغضب واهتياج لدرجة أنني حسبته سيزجّني مع الأسيرة في نفس الزنزانة، ولكنه براد الذي عرفته لأكثر من عشر سنوات، وجل ما فعله بعدها أن جلس على الأرض وأطلق صيحة تنم على انعدام الحيلة، ثم جعلني أرى..
    كانت الأسيرة كنز للعالم، وأنا وبراد كنا المفتاح لذلك العالم المكنوز.
    وبصوت ثعباني همست لنا الفتاة:
    "استطيع أن أرى المستقبل الذي ستنشئانه معاً"
    كانت الفتاة تكذب بالطبع، ولربما عرف براد بأمر كذبها كذلك، على الرغم مما رأيته من ومضات فرنسية مشرقة لا تُصَدق، حسبته حلم ولكن براد وضع يده على كتفي وقال "ذاك هو ما ينتظرنا يا صديقي، هل تصدقني الآن؟" كان الناس يُحَلّقون في الفضاء على متن آله بلون القشدة، والبنايات الشاهقة تعكس زركشها اللامع الملون على سطوح الأنهار الضيقة التي تنهمر في جوفها، وفي ليلة الحرية تنشد آلاف الأفواه الفرنسية النشيد الوطني بينما ينهال من السماء شلال من الشرار الناري المتوهج بالأزرق والأحمر والأبيض، ويطلق العالم صيحة تهليل زاخرة بالوطنية مفعمة بالابتهال.
    أخبرتنا الأسيرة أن ذلك هو المجد الذي سنصنعه للبلاد، مجد أبدي مُخلّد، ومن ثم أغرتني الفكرة بدوري وقررت مجاراتها متجاهلاً حقيقة كوني يوهان المطيع صاحب المُثل البسيطة المخلص تجاه القواعد الصارمة المرسومة.
    والحقيقة هي يا فرجينيا أن والدك الأخرق لم يحسب أن الزمان الذي رأيته مع براد ليس بزماننا، كل تلك اللوحات الفنية الحيّة لباريس لم تكن نتاج أفعالنا نحن، إذ أن العصر الذي نعيشه لن يمضِ بتلك السرعة المذهلة،
    كانت تلك باريس التي سينشئها أحفاد  أحفاد من بقوا بعد الطامة التي ستدفننا نحن وعهدنا المأساوي تحت الأنقاض.
    اعتاد الجمهور أن يفور ويغلي مع كلمات براد الساخنة المشحونة بالعاطفة بينما مُنحت أنا قيادة الحشود ضد الحكم الحالي وأسميناهم بالفلول إعلاناً بحلول عصر الأساطير الجديد.
    لعبنا لعبتنا بثقة غير مدركين أن ما رأيته بعين الفتاة يسحبنا إلى قلب العماء شيئاً فشيئاً.
    ثم حَلّ علينا يوم القصاص، العالم الخارجي أدرك أننا تهديد لملكياتهم بحكمنا ثوريين، كلمة واحدة متوعدة كانت بمثابة جرس إنذار وإخطار بميتة بطيئة لكل جيوش القارة، وانتزاعنا أنا وبراد من تلك الأحلام الواعدة الجريئة لم يتطلب أكثر من جيش فرنسا وحدها، وبين ليلة وضحاها وجد براد رأسه أسفل المقصلة بينما نُفيت أنا إلى التلال حيث المكان الوحيد الذي أبرع في العيش فيه.
    ما أتعس أن تُسلب أحلام المرء دفعة واحدة مجرّدة إياه من كل سبب محتمل للإستمرار في خوض مغامرة الحياة لمرة أخرى. تساءلت وقتها لأول مرة وأنا أرى رأس الرجل الذي شاركني حلمه يطير بعيداً مذهولاً مشبعاً بالدماء عن ماهية تلك الأسيرة الألمانية؟!
    وأتاني الجواب فجأة بينما عقدت عزم فولاذي على تسليم نفسي طوعاً.
    كانت تلك شعوذة بالوهم رفيعة المستوى يا عزيزتي فرجينيا،
    مؤامرة ألمانية حقيرة، وكانت ستنتهي حتماً بظفر ألماني غير مسبوق، فقد غرزتْ ألمانيا أنيابها في قلب فرنسا هكذا وهددتها بتمزيق ملكيتها على يد أخطر رجل عرفته على مر تاريخها، وكانت المؤامرة لتنجح لو لم تهب رياح القدر على غير المتوقع وتقف القارة ضد هذا التغيير المحتمل الباعث للرعب بالنسبة لساداتها، وفي نفس الوقت ضربت هدفاً آخراً يصب في صالحها في حال فشل الرهان الأول، ستخسر فرنسا أكبر مفكر وقائد لها، الرجلان اللذان أرسلا ما يقارب ثلاثة آلاف جندي ألماني في الحرب الأخيرة إلى الجحيم.
    كان ذلك الرهان الأكبر، ونال العدو إحدى مآربه في النهاية.
    كيف للمرء أن يجتاز عصره؟ ، أنّى للزمان أن يستبق المكان؟!
    كنا نحن اللاعبين والبيادق، وسمعت الزمن يضحك في أذهاننا بأذن الخيال ساخراً.
    عزيزتي فرجينيا والدك يكتب لك سبباً أخيراً يدفعك لأن ترحبي به بأذرع مفتوحة عندما يصل لتل الأرجوان، فقد ماتت تلك النّزوة الطموحة التي لم تكن له، وعادت الأنامل الرشيقة لتنشغل  بعزف أنشودة أجراس الربيع من جديد  تحت أضواء المساء.

    أيّتها الحريّة العزيزة ها قد عُدت إليكِ من جديد..
    فلقد نهضت من العالم الآخر لأغرق بين أمواج الألحان من جديد..
    لأجعل ذلك الوهج البرّاق يقتحم قلبي المُتَعب من جديد..

    . "

    بقلم: شارون فينارد.






    الصور المرفقة الصور المرفقة attachment 

  7. #586




    كنت على وشك أن اعترف بهذا
    "شارون تشعر بأسوأ شعور يمكن أن يشعر به كائن بشري"

    ولكن عندما دخلت الواتساب وجدت بعض الرسائل اللطيفة من عدد من الأشخاص اللطفاء لذا تحسن مزاجي على الفور.
    ولكن بصدق لم يسبق لي وأن كرهت فكرة السفر كما كرهتها الآن، تخيلوا معي سفر مدته 35 ساعة، الحسنة الوحيدة أن الشبكة دخلت أخيراً معي عندما ابتعدنا بقدر كافي من ولاية الجزيرة، ولكنني سأرجع مرة أخرى للولاية لدي إجراء مهم فقط علي إكماله.
    تعطلت السيارة في وسط المزارع لمدة ساعة كاملة وهطلت أمطار خفيفة و..في ال24 ساعة الأولى من الرحلة شقت السيارة طريقها عبر المزارع وحقول القمح والقطن والبصل والذرة ومياه الجداول تفادياً للأخطار، لكنني كنت سعيدة وأنا أرى لأول مرة مزارع القطن البيضاء الثلجية، وحقول القمح الذهبية، ومياه الجداول المخضرة اللؤلؤية..أمي قالت أن اسمها "حواشات" ولكنها تسمية غريبة، أجدها في النهاية مزارع فحسب..
    لأول مرة في حياتي أقطع مسافة كهذه، ولكنني اعتبره استكشاف أكثر..بالنسبة لشخص يكره حتى مجرد تغيير موضع سريره بالغرفة ناهيك عن الخروج من الغرفة نفسها، وكأني أخوض مغامرة خارج إطاري الزماني والمكاني.
    بحق لم اعتقد بأنني إنسانة أكره التغيير بهذا الشكل، غير أن مزاجي يصبح حرفياً غير قابل للتفاهم أبداً، أبداً..
    الاحساس بالسوء داهمني مع نهاية المرحلة الأولى من الرحلة أما المرحلة الثانية كانت أفضل بكثير، كانت ستة ساعات من المرور عبر الصحراء القاحلة، الطريق غير مسفلت، طريق ترابي يتلوى كالدودة العملاقة بشكل لانهائي، الكثير من المناظر كانت مثيرة للاهتمام لدرجة أن عقلي اقتنص فكرة قصة قصيرة بعنوان "همس الطبيعة" لكنني كنت أكثر إرهاقاً من أن أكتب شيء فعلياً..مررنا عبر دغل من الأشجار الجرداء العارية، كانت مظاهر الحياة باهتة للغاية، وهناك العديد من هياكل الحيوانات الميتة، وجبل شبحي بدا وكأنه رسم من الظل والنور، والنباتات إما أعشاب جافة ذات أفرع برتقالية أو نباتات عشر.
    وهناك قطعان من الجمال والأبقار والخرفان، و رأيت هيكل جمل ميت، بطل الصحراء نفسه يتحول لهيكل عظمي هناك.
    شاهدت ظاهرة السراب بوضوع لأول مرة، وبما أن وجهتي كانت تعرف ب "ولاية النيل الأبيض" دائماً ما كنت أتخيل أن الماء البعيد الذي أراه هو بداية النيل الأبيض أخيراً ولكن كل مايحدث بعدها هو أننا نقطع أميال وأميال لا حصر لها من
    الصحراء.



الصفحة رقم 30 من 30 البدايةالبداية ... 20282930

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter