[/FONT] [FONT=Palatino Linotype][B]
كلمــا عشقت رواية ، وتعلق قلبي بهــا وبأبطــالهــا ، إزداد إصــراري على تأليف رواية أروع منهــا ..
أريد أن يأخذنــي الجمــيع على محمل الجِد .. لا المجاملــة ..
أرى ذلــك قريبــاً ...
هنــاك على قمــة الجبــل ... ، حيث أتســلق الآن .. يجلس حلمي على صخرة في الأعلى بانتظــاري ..
وكــذا الإحتراف ينــادينــي ..
بينمـا يلوّح لي الإبداع ، طالباً منــي الإســراع .. فقد جعلته ينتظــر طويلاً ... ذلك المسكــين ..!
القليل ...!.. القليل فقــط وسأكون عندهم عمــا قريب .. مســافــة الطريق فقــط ..فهــو وعــر للغايــة ، مليئ بالصخور القاسيــة الكــبيرة .. التي يجب عليّ تسلقهــا للوصــول ..
بالطــبع ...! ، فنحن في منطقــة جبليــة ، مليئة بالسلاسل الجبلية الساحرة شاهقــة الإرتفــاع ..! التي تنعكس عليها أشعــة شمس الشروق لتزيدهــا جمالاً ..! ، تحيط بنـــا الرياح الربيعية اللطيفـة ، التي تغمرنــا بشعــور رائــع لا يوصَف ، تطـل هذه الجبال على واحــة خضراء واسعــة ، تتوسطهــا بحيرة بمــاء عذبٍ وصــافٍ ، لامــع كالــــزجــاج .
المنــــظــر ساحــر وجمــيل جدا ! ، أود الوصــول هناك بأســرع وقـــت ، لأتأملـــه مع الجمـــيع ..!
" أتذكــر ... فأتنهــد بتعـــب ؛والتفت برأسي إلى الأســفــل محـــــبَطــة ، انتظـتر شخص مــا ، فهناك من يتسلق معــي ... وهناك من استسلم في منتصــف الطــريق .. أُكمــل : "
ولكـــــن .... هنــاك مشكلــــــة ...
أخــــــتي ..... " الإرادة " .. بطيئة في سيّرهــا جداً ، لقــد تعِيت من هذا الطريق على ما يبدوا ، فهو شــاق ويجلب الإستســلام ، إنهــا تلتقط أنفاسهــا ... وقد ملأ العرق جبينهــا وتطلب الجلوس للراحـة كــل دقيقة ، مما يضطرنــي لإنتظـارهــا ، حتى تستعيد بعض قوتها ، .. ولأصدقكم القــول ... لا ألومهــا .. فالطريق طويل وشــاق . وقد بدأت أتعب أنــا أيضاً .
أتســاءل كيف وصل أولئك الأشخاص للقمــة بصحبــة أخواتهم ؟، وكـيف صمدوا ؟، متحملين مشاق هذا الطريق الوعر .. الأحمــق .. الغبــي ... المزعج ... الــــ آآآه ..
" ازفــر بقــوة .. معبرة عن انزعاجــــي "
حسنــاً .... ! .. حسنــاً ..! .. لن أشتمــه أكــثر .. سأحافظ على سلامــة حبالي الصوتيــة ، لصــرخة فرحــة الوصــول فيمــا بعــد ..
هــا هــي أختــي جالســة على إحدى الصــخور ، تستريح مرة أخــرى ... لا أستطـيع الذهـاب وتركهــا وحدهــا هنــا ..، في منتصف الطــريق ..، ستعيــق طريق القادمين بعدي ! ، وهــذا أمـر محرج بالنسبــة لي ..، كــونــي أختهــا الكبيرة ، لذا من واجبي أن أنتظــر سمّوها حتى تستعيد بعض قوتها .. لنكمــل الطـريق ، ولا أعــرف حــقاً متى ستتكرم هذه المدللة الصغيرة بفعل ذلك !
لذا ... عليّ أن أنتظــر ... وأنتظــر .... لكـــن ..إلى متـــــــى؟ .. كــم هـي مزعجـــــة !
التفت برأسي لقمــة الجبــل ، ليس حلمي والاحتراف والإبداع وحدهــم هناك على ما يبدوا !.. عرفتُ - بعدمــا دققتُ النظــر - أن كــل شخص ٍ عرفتــه في هذا المجـال هناك ينتظــرنــي لأنضـــم إليهــم .
اتسعت ابتسامتــي .. وامتلأ كياني حماســاً لأكمــل طريقــي ...... ولكـــــن ...
" أزفر متأففة وأنا ألتفت لأختـــي العاجــزة عن المتابعـــــة ... لأتذمــر ..
لمــاذا لدّي أخت كــهذه ؟ ، انظري لأخوات أولئك الأشخاص في الأعلى !! ، جميعهنّ سعيدات وسريعات ومليئآت بالأمــل ، على عكــسكِ ... أيتها هالـــ... آآآه ..، لو لم أكن بحاجة ماســة إليـكِ ، لأعبر لأتسلق هذا الطريق الوعــر ، لتركتــكِ خلفــي ، وانطلـــقت بســرعــــة !!"
" اتنهـــــد "
حـــسنــاً .. .. فالأهدأ الآن ..! لن أهــــدر طاقتــي في الصراخ بوجهها ..، بالكــاد أتحمــل ثقل نفسي للمتابعــة !، إن صرخت عليها الآن ووبختهــا بهذه البراكين الغاضبــة في كيانـــي ، فســـوف يذهـب صوتـي ، ولن أتمكنّ من إطــلاق صرخــة الفرح الجميلة في النهايــة ..! ، لذا من الأفضــل أن أهـــــدأ .. !
" أخذتُ نفســاً عمــيقاً ... وهدأت "
اتسعــت ابتسامتـــي والتفت إلى إرادتــي ، لأمســـك بهــا من يدهــا وأجرهــــا معــي ، رغــم تعبهــا وسيرهــا البطيء ، الذي يجلب الإستفزاز والغضــب ، فهي لا تنوي أن تسرع بخطـــواتهــا ، بل تعتمــد على جري إيــاها ..
وها نحن في ذاك الطريق الوعـــر نسير معــاً ، ولا نعرف متى سنصــل إلــى هنــاك حــتى الآن ..
" أتذمــر غاضبة منهــا ..، بملامح متحسرة على وشك البكـاء بشكــلٍ مضحك "
- أريد رؤيــة ذلك المنظــر من الأعلــى الآن ! ، هذا ليس عدلاً !، إنه خطأكِ أيتها الإرادة البطيئة الكسـولة !! ، لِم لا تسيرين بسرعة لنصــل ؟ ، أعتمدي على نفســكِ قليلاً ولو مــرة !، هلا فعلتِ ذلــك بــحق الله !! ..
. .. تمــــــت ...
الرجــاء عــدم الرد
[/B]
المفضلات