السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


اصدقائي وصديقاتي الاعزاء مدة من الزمن لم اكتب واتواصل معكم , اعتذر منكم عن انقطاعي وذلك لاجل اكمال السنوات الدراسية وثم بعدها توالت الى مراحل العمل والمسؤولية في اتقان العمل واخذ الخبرة .. سنوات تمضي وسنوات تاتي والحمد لله على كل شيء , اللهم ثبت قلوبنا على دينك ونسئلك اللهم حسن الخاتمة وتقبل الطاعات .

هذه مقابلة صحفية قد قمت بها شخصيا واحببت ان اطلعكم بها وافيدكم ان شاء الله .


مقـــابلة وتحـــقيق صحفي مع دكتور زيد الكيلاني

دكتور زيد الكيلاني المدير العام لمستشفى فرح من مواليد 1938 م هو اول من ادخل تقنية اطفال الانابيب في الأردن والوطن العربي , كانت دراسته الأولى في المانيا , وكان طموحا جداً فقد كافحه للوصول إلى انجلترا إلى جامعة كامبردج ودرس فيها ثم إنتقل إلى جامعة لندن وكان لها أثر كبيرا في حياتة وبعد ان حصل على التخصص في النسائية والتوليد , عاد إلى الأردن سنة 1977م ووجد انها بحاجة كبرى إلى إدخال علاج العقم وهنا بدأت مسيرتة الحقيقية .


1- بعد تخرجك من برطانيا وقبل قدومك إلى الأردن قد عرض عليك العمل في عدة مجالات مع أهم الأطباء في برطانيا , فما هي اسباب رفضك لهذه العروض ؟

نعم قد عرض على أن أعمل في برطانيا وكانت الإغراءت كبيرة , وكان هنالك مشروعاً ضخماً في برطانيا فمجموعة من كبار الأطباء البريطانيين طلبوا بأن انضم لهم واعمل معهم في ذلك المشروع الضخم بعد أن تخرجت , وكان جوابي لهم " أنا أنتمي إلى وطني , وسوف أعود إلى وطني " فكنت اعرف بأن وطني
الأردن بحاجة الى مستويات طبية جديدة , وهذا يذكرني في الإمتحان عندما كنت امتحن في الرويال كولج
في ايرلندا كنت أغدق في التفكير وأحاول أن أجد حلولا , فسألني الممتحن وقال لي : أنت مبدع و لديك
طموح ولكن هل تستطيع ان تفعل ذلك في بلدك ؟ فأجبته " سيدي لهذا أنا هنا " لتكون هذه الإبداعات
متوفرة وموجودة في الأردن , وفعلاً قد تم ذلك , فعندما كان يأتي بعض من أصدقائي الاطباء البريطانيين
لزيارتي في مستشفي فرح كانوا يقولون: بأن مالديكم هنا من إمكانيات في مستشفي فرح هو بنفس
مستوى الإمكانيات التي لدينا في لندن .


2- ماهو شعورك بعد نجاحك في اول حالة التي كانت مفتاح نجحاتك إلى يومنا الأن ؟

اول حالة كانت في 1-5-1986 عندما بدأت مشروع أطفال الأنابيب , كان هنالك عدة انتقادات لاذعة من جميع الجهات ومؤلمة جدا ولم أريد ان افتح اي جبهات داخلية فقد ركزت على العمل , وقد طلبوا مني أصدقائي في أول حالة بإعلان الخبر و إخبار الجميع بذلك ولكني انتظرت حتى تضع المرأة طفلها وكان كل شهر يمر على كان أشبه بسنة , حتى نجحت العملية نجاحاً باهراً . اما في يومنا الأن فقد بلغ عدد الأطفال اللذين تم توليدهم من قبلي في مستشفي فرح حوالي خمسة عشر الف طفلاً على مدار 30 سنة .


3- ماهي الصعوبات الطبية التي واجهتك في بداية مشروع أطفال الأنابيب ؟

من الصعوبات الطبية من الناحية الأولى كانت تحضير الأجهزة اللازمة , وكان صعبا في ذلك الوقت فقد كان اشبه للصعود إلى القمر , فقد توجب على ان ازور مراكز متقدمة لأصدقاء لدي في أوروبا وحتى في استراليا حتى قدرت أن أجمع أحدث وأحسن الاجهزة وأكثرها دقة بالإضافة إلى الأدوات اللازمة.
ومن الناحية الثانية كانت تحضير فريق طبي , كان فيها صعوبة خاصة في البداية , فمشروع أطفال الأنابيب
كان مشروع يحتاج إلى فريق لديهم طموحات وحب لعملهم وإخلاص وتكريس وتضحية في العمل , والمحافظة على هذا الفريق كان يحتاج إلى جهد كبير .
اما الناحية الثالثة كانت تدريب الفريق , ولم يكن صعبا جداً في بداية الأمر بسبب بعض زملائي على
المستوى عالمي قد قاموا بتقديم المساعدة عن طريق تدريب الفريق الخاص بي .


4- مع تطور تقنيات الأجهزة الطبية في علاج العقم هل تواجهون أية مشاكل مادية في توفر هذه الاجهزة ؟

المشروع كان يحتاج إلى ميزانية ضخمة ولم يكن المبلغ متوفراً في ذلك الوقت , وكان هناك طموح و رؤية
بأن المشروع سوف ينجح و سوف نسدد به مستلزماتنا المادية , فطرقت عدة ابواب وكان الرفض في اولها
حتى وجدت المساعدة من صديق صف من ايام المدرسة , مسؤول عن مؤسسة مالية كان كريما و يؤيد
رؤيتي بمشروع أطفال الأنابيب فساعدني مادياً وأيضا ساعدني معنوياً .
وعندما بدأت في المشروع وعلاج الحالات لم نطالب بأي مبالغ مادية فقد كان علينا التضحية لإنجاح
المشروع , فبعد 40 حالة بدأت بأخد أتعابي وهذا ساعدني في تسديد الإلتزامات التي كانت لدي .
اما حاليا فجميع أحدث وأدق الأجهزة متوفرة لدينا في مستشفي فرح .

5- من خلال الصعوبات التى واجهتها في دراستك هل تعتبر منهاجية التدريس في جامعات الطب الأردنية منهاجية تحتاج إلى تعديل ؟

طريقة تدريسنا لم تكن المنهاجية التي أريدها ولا أعتقد بأنها المنهاجية السليمة , فيجب مزج النظري
بالعملي, وليس بأن يتدرب الطالب على جسم الإنسان مع استاذة في نفس العملية فتقع اضرار , أنا اؤمن بشيء اسمه برنامج سيموليشين (simulation program ) وأنا شخصيا يمكن أن أقدمه إلى مجتمعنا ,
فيجب على الطالب أن يتعلم على هذا البرنامج , فيوجد الأن أشكال و نماذج طبية كثيرة في المختبر
يقوم الطالب بالتدرب عليها على نحو أساليب علمية .

6- ماهي أخر المشاريع التي تقوم بها الأن ؟

في الوقت الحاضر بعد نجاح مؤسسة مستشفي فرح , وشعرت بأني قد أضفت شيء إلى البلد أي بمستوي جديد ومفهوم جديد , فأنا الان بصدد بدأيت إنشاء مستشفى جديد بعد شهرين يكون مميز في البلد ويميز البلد , والخطوة الثانية لذلك هو بفتح مدرسة طبية على طريقة برنامج سيموليشين (simulation program ) الذي حدثتك عنه سابقاَ وذلك بأن يتدرب الدكتور أو تتدرب الممرضة على هذا البرنامج وليس التدرب على جسم إنسان حقيقي مما يؤدي إلى حدوث أخطاء طبية أو حتى وقوع أضراربالغة الخطورة , والإشراف على المستشفى الجديد سوف يكون من قبلي وقبل الدكتور سند الكيلاني , والتكلفة المادية المخصصة لإنشاء المستشفي الجديد ستكون بين 50- 60 مليون دينارً , وهذه جهود شخصية فردية بالإضافة إلى مساهمة بعض المؤسسات ,ومن ناحية اخري تجرى الأن دراسة علمية بين مستشفي فرح و جامعة بولونيا في إيطاليا , كلفت المستشفي مئتان ألف دينار فيهمني أن تكون بصمتنا عالية وقوية في الأردن وفي الوطن العربي .


7- بكل هذه الإبداعات والطموحات لماذا لم تصدر كتاباً عن حياتك و عن بدأيت مسيرتك المهنية ؟

من الطموحات الفردية لدى أن اؤلف كتاباً عن حياتي وخبرتي , وفي الواقع قد عرض على هذا الأمر مراراً
ولكن ليس لدي الوقت الكافي لذلك الأن بسبب كثرة العمل وانشغالي به , ارجوا في المستقبل القريب أن شاء لله .
علماً بأن لدي عدة فصول في خمسة كتب اوروبية باللغة الإنجليزية عن بعض الدراسات التي قمت بها ,
وأيضاً هنالك اوراق علمية قد قمت بها انتشرت في مجالات عالمية وهي الأن موجوده على عدة مواقع إلكترونية .


8- من منظورك هل تعتبر الجيل القادم من طلاب الطب قادرين على الإبداع والتقدم في تخصص العقم ؟


إن شبابنا جيلٌ واعدٌ بالعطاء ولكن لكل شيء ملحقاتة , بعض من أبنائنا وشبابنا واعدين بالنجاح ولكن ايديهم تكون مربطة لعدم وجود إمكانيات مادية كافية , فالإبداع يحتاج إلى إمكانيات حتى يستطيع ان ينفذ مايحلم به . فقد كان لدي بعض الأحلام والأمال ولم استطيع تنفيذها في بداية مشروعي لصعوبة وجود إمكانيات مادية , اذكر حينها عندما تم نقلي من مستشفي إلى مستشفي وكعقاب ذات يوم تم نقلي إلى مستشفى في جرش ,
وبعد فتره من نقلي وجدت أن جميع طموحاتي أصبحت مسدودة ولم يعد لها أي صدى, تلاقي أبواب مغلقة
فقررت ان استقيل من المستشفي حتى أكمل حلمي الذي أريد تحقيقة , فذهبت الى مستشفيات خاصة , فلم يكن لدي أية إمكانيات مادية أو حتى لأفتح عيادة خاصة بي فقد بدأت من الصفر .
فذهبت إلى صديقي العزيز إبراهيم الخالدي فسألتة إذا كان بالإمكان أن استعمل عيادتك لبعض الوقت , فكانت الموافقة منه والتأيد على التقدم في رؤياي , فبدأت بترتيب أفكاري فكان لدي الكثير من الأفكار حتى أصبح لدي الإمكانيات .

ماهي كلمتك الاخيرة لهذا اللقاء ؟

اشكر عائلتي لأنهم قد ضحوا معي كما ضحيت للمجتمع فقد اعطتني عائلتي راحة البال , فقد كانت تقول لي زوجتي : انا بدير بالي على أولادك وأنت بتدير بالك على أولاد الناس . فكل الفضل والشكر لها ولابنائي سند المسؤول عن المستشفى الجديد , و شرف يقوم بعمل مشروع كبير للبلد هو مصنع لأدوات وأجهزة طبية الوحيد في المنطقة , و فرح مستلمة قسم الأجنة والوراثة ومشروع أطفال الأنابيب , اما كرم مسؤول مشروع المدرسة الجديد .




مع خالص الاحترام والتقدير