أمسك بكوب القهوة بعد أن بردت وشربها برمقٍ واحد ثم نظر نحو بقعة الفراغ الوحيدة المتواجدة في الغرفة وهتف بأبيات درويش قائلا "
“
"لا أحنُّ إلى أي شيء
فلا أمس يمضي ولا الغد يأتي
ولا حاضري يتقدَّم لا شيء يحدث لي!
ليتني حجر"
صاح أحدُ أصحابه في الغرفة معلقاً على الأبيات التي طرحها قائلا : يالبلاهتك!
ثم علق الآخر: بل يالسطحيته ماهكذا تُشرب القهوة! ألم تقرأ لشاعرك حينما قال:
" القهوة لا تُشرب على عجل، القهوةٌ أخت الوقت تُحْتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات"
بينما أضاف آخر: تجيدون الشعر! وأنتم في هذه المزبلة، مغسلة المطبخ فائضة بالصحون والأكواب، والصراصير ترقص نغماً وفرحاً في الحمام!
قاطعه سامرمتذمرا: كفاك كفاك لاتركز على الثانويات! ولكن يا شباب هل لخص الأستاذ المحاضرة الأخيره سوف نفشل جميعا إذا أعطانا إياها كاملة.
أجاب عليه نادر : تريد أستاذ مهبول يلخص معنا ،جزافا تقول!
علق آخر : ماهذه المواضيع مزابل ، فشل ، ويأس ، ألا أجد منكم رجل رشيد يتبتل بالحب وعلى ذكر الحب يقول شاعركم درويش
"والآن أمشي على خنجر وأغني... قد عرف الموت أني أحبك
أني أجدد يوماً مضى ... لأحبك يوماً وأمضي"
صاح فارس : كيف يتغنى بالحب من هو بعيد عن أهله وعن تراب وطنه!
كيف يتغنى بالحب من تشرب أرضه يوميا من دماء أهله وجيرانه!
وإن كنتُ سأتغنى سأغني وطني وفي ذلك يقول شاعركم:
" “اّه ياجرحي المكابر وطني ليس حقيبة
وأنا لست مسافر إنني العاشق ...والأرض حبيبة”
أضاف مغتربٌ آخر بشجن :" “أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي .. ولمسة أمي ."
مرت دقيقة صمت مُحملة ًبالفشل واليأس والحزن والحب والحنين
كسرها صوت علاء الجهوري هلا انتهيتم من هذا النكد ! هل هذه أمسية لدرويش!
ابتسم من في الغرفة وتهيأ كل منهم للعودة إلى غرفته وقبل ذهابهم صاح علاء بهم
: مهلا مهلا قبل الذهاب أن الوحيد الذي لم يشارك في أمسيتكم التعيسه هذه
وقبل ذهابكم أريد أن أقول يقول شاعركم
" “لم نفترق . لكننا لن نلتقي أَبداً”
المفضلات