كتبت منذ تسع سنوات بالضبط باليوم والشهر ,هذا النص وكنت حينها لا أستعمل الأوزان بل كنت أجهل ماهي.
في كتاباتي المتأخرة وخصوصا المتزامنة مع النكوص لقضية فلسطين, هجرت شعر تمجيد الذات وربما إلى العكس. وحين أعدت قراءة هذا النص وجدت هذا التصرف اعترافا بالواقع وبابا للقطيعة مع أولوياتنا التي صارت تنحو منحا عدميا.
وأعتبر أن على المثقف أن لا يتأثر بالقصف الإعلامي وغسيل الأذمغة المتوخاة منه, وربما علي المثقف تحيين أولوياته وترتيبها بذل التنكر لها وإلغائها بفعل الإكراهات أو اقتناص مغانم يرث أحفاذه أضرارها.. فالمبتز لحاضره بوصولية ذنيئة ,يجني على ماضيه ومستقبله على السواء.
لا أتبنى لهذا النص, أي فهم إيديولوجي أو عرقي يريد القارئ أن يضفيه عليه.
أنا العربي
أنا العربي, عطر الأعراق *** لي ماض مجيد له إشراق
أحمد نبيي بالفضل فاق *** عيسى وموسى وإسحاق
لما بشَّ الزمن لي وراق *** سُدْت وفرضت للتاريخ سياق
ولما اخْتلّ السيّاق
يابني إسحاق
ياشتات الآفاق
ملكتم الفكرة والأرزاق
والقراطيس والأبواق
فوقفتم لي بكلِّ زقاق
غرزتم شوكة بالسّاق
فكبوت في السّباق
وأمسيت لمجدي عاق
أنتم لتاريخي سُرّاق *** وليوم حاضري خُنّاق
استزرعتم في الشِّقاق *** وتواطؤتم مع النِّفاق
وخلتم المكر بلا إخفاق *** وأني والهزائم رفاق
وسباتي عقيم الإِنْعتاق
وَهِمْتم, له إخفاق
وللهزائم الطّلاق
وللسبات فَيَاق
إنتم بفجر الإِنْزلاق
فرغم البَغْيِ والإْزْهاق
رغم التّدمير والإِحْراق
رغم طابور النّفاق
أنا في أرضي باقٍ.... باق
أرض المَسْرى والبُرَاق
أنا من عَجْزي مارق
آتٍ لنَصْرٍ ماحق
بعزمٍ قويٍ ساحق
لن يبقى لدمي هارق
ولا لحُرّيتي عائق
ولا لحاضري سارق
لست رقْماً على أوراق
ولا خبرا في أبواق
ولا غبياً في اتفاق
أو بنداً في ميثاق
ستعودون يا شتات الآفاق
للآفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــاق
لن تروا الشقّاق *** بعد وأد النّفاق
ستخلون الزُّقاق *** بلا شوْكة السّاق
ولي مقدِّمة السباق *** وشُرُوطي لأي اتفاق
لن تحتكروا
الأسواق
والأوراق
والأبواق
حينها أقول أن الزّمن راق
لعربي عطر الأعراق
قد أفاق
لينير مجدّداً الآفاق
ليظبط السِّياق
لغدٍ ساطعِ الإشراق
المفضلات