أشكو لنفسي ما أكابدهُ وما
ألقى وما في نحبهِ أتسكعُ
والحالُ يلجمني ويجلدني الأسى
فتقولُ نفسي أيها المتوجعُ
إن ضاقتِ الدنيا عليكَ ولم تجد
ظهراً يقيكَ ولا سيوفكَ تمنعُ
والكلُ حولكَ شامتٌ أو مشفقٌ
أو صاحبٌ للهوِ أو متصنعُ
لا تركننّ إلى لعلَ وربما
ولسوفَ أو يا ليتَ ذلك يرجِعُ
فالأمسُ لا يأتي ويومكَ ذاهبٌ
وغداً بعلمِ الغيب ما بِكَ تجزعُ
أين الأرادةَ والعزيمةَ ما جرى ؟
ماذا دهاكَ ؟ وما بِحالكَ تصنعُ ؟
قمْ أيها الليثُ الجريح ولا تخف
شيئاً فربُكَ من يضُرُ وينفعُ
واقنع بما أتاكَ ربُك راضياً
فهو الذي يجلي الهموم ويسمعُ
واحذر معاشرةَ اللئيم فإنهُ
مثل السراب أمام عينكَ يخدعُ
ودعِ العذول فلا يضرك قولهُ
فالكلب ينبحُ والحمامة تسجعُ
قد ننحني للريح عند مرورها
أتظلُ منحنياً لها تتوقعُ
فأجبتها تاللهِ ما أنا بالذي
يرضى المذلةَ أو بها يتضرعُ
يا نفسُ أنتِ عزيزةٌ فتصبري
فالصبرُ خيرٌ والتواضع يرفعُ
مهما دجى ليلي سيظهرُ بدرهُ
فينير عن كل النجوم ويسطعُ
فالضيق يفرج والغمامةُ تنجلي
والشعر من صدقِ المشاعر نابعُ
فإذا غزاهُ الفرح دندن للهوى
وإذا غزاهُ الجرح بات يصارعُ
الشاعر / أمين يعقوب أمين حربه
المفضلات