مشاهدة النتائج 1 الى 4 من 4
  1. #1

    كان حلمها الحقيقي

    كنا نظنّها تريد أن تصبح كاتبة، إلى أن أخبرتنا يومًا عن حلمها الحقيقيّّ: “حلمي هو الحب" !

    لم يكن من الصعب عليّ فهمُها.. فأنا أدركُ جيدًا مقدار الألم الذي ستحملينه في صدركِ أثناء بحثكِ عن الحب، أو ربما انتظاركِ له

    قد تقابلين من يحبكِ، من تحمرُّ عيناه وتدمعان لدى رؤيتك.. من يعلمكِ كيف أن العيون هي لسانُ الحب
    من يرتبكُ لدى رؤيتكِ.. ويصبح رجلًا خجولًا هادئًا، بعد أن كان يرقصُ ويضحكُ عاليًا أمام الجميع، إلى أن رآكِ

    لكنكِ.. لا تعرفين كيف تخدعين أحدَهم.. ! لا تعرفين كيف تستغلّين محبته لكِ من أجل إسعاد نفسكِ دون التفكير بمصيره حينما يصبح عليكِ الرحيل
    إنك لا تجيدين لغة الكذب، ستنسحبين من حياته فأنتِ لا تبحثين عمّن يقدم لكِ سعادةً مجانية.. إنكِ تريدين أن تكوني نصفَ تلك السعادة

    قد تلتقين بمن سيدقُّ قلبُكِ له.. لن تجيدي الحديث المنمّق في حضرته.. بل ستصبحين بلهاء لا تجيدُ سوى التأتأة!
    لا تظنّي أنه الحب.. ستقعين في هاته الحالة كثيرًا! سيشتاقُ قلبُكِ للكثيرين.. سيحتاجُ إلى الكثيرين أيضًا.. وستنتظرين الكثيرين.. لكنكِ لن تجرؤي يومًا على الاقتراب من أحدهم.. فقد تعلمتِ بعد خيبة الأمل الأولى.. أنكِ لن تطلبي الحب حتى وإن كنتِ عطشى تحتاجين لرشفةٍ منه كي تبقي على قيد الحياة.. لكنكِ ترفضين إلا أن تشربي الكأسَ كله! لذا، ستجيدين الابتعاد وستتقنينه

    ظننتِ أنكِ بهذا تحرمين نفسكِ من خيبة أملٍ جديدة.. لم تعرفي أن في كل ابتعادٍ خيبةُ أملٍ جديدة.. وفي كل قلبٍ يقتربُ حزنٌ آخر.. وفي كل يدٍ تُمدُّ لكِ ثم ترحل.. ألمٌ مختلف

    ولكن لا بأس.. ستتحملّين كل هذا.. في سبيل الوصول إلى ما كنتِ ترمين إليه منذ البداية: الحب

    لقد أصيب قلبُكِ بطعناتٍ كثيرة.. من ذلك الذي كان يقتربُ دون أن تعيريه أيّ اهتمام، لكنه استمرّ بالاقتراب.. وحينما مددتِ قدمكِ في اتجاهه وحاولتِ الاقتراب منه.. ابتعد

    من ذلك الذي خجل لدى رؤيتكِ وأصبح كالطفل الصغير محاولًا استراق نظرةٍ إليكِ دون أن يدرك أن أفعاله كانت مفضوحةً أمام الجميع! ثم لم ينظر إليكِ بعدها!

    من ذلك الذي لطالما وقف أمامكِ متأملًا إياكِ.. كان يعرف جيدًا أنكِ تنظرين إليه.. لكنه لم يجرؤ يومًا على اتخاذ قرارٍ أكثر جرأةً من تأملكِ بنظراته المتلهّفة

    من ذلك الذي كان يهرب منكِ.. ومن ذلك الذي كان يتحاشى الاتصال بكِ.. ومن ذلك الذي كان دائمًا ما يتجاهلكِ

    ___________________________________

    ومن ذلك الذي كان يحومُ حولكِ.. وكنتِ تحومين حوله أيضًا.. أحببتِه من بعيد.. وأحبكِ كذلك.. كلٌّ منكما كان يدركُ شعور الآخر جيدًا.. لكن كلًّا منكما كان كالطفل في ذلك الحين.. كلُّ ما استطعتُما التعبير به هو الخجل.. وفي لحظةٍ غير مُنتظرة.. ذلك الرجل الطفل، مات

    ___________________________________

    لم يعرف أحدُهم أن من كانت موجودةً هناك تملك قلبًا من زجاج.. لا أسهل عليه من أن ينكسر! ولا أقسى عليه من كمّ الانكسارات التي تعرض لها

    لا بأس.. الأيامُ كانت كفيلةً بعلاج كل ذلك.. لكنه ألمٌ واحد، ذلك الذي لم يستطع شيءٌ علاجَه.. لم يستطع شيءٌ ترميمه أو إصلاحه.. لم يستطع شيءٌ في الدنيا أن يسرق منكِ الشعور الذي أحسستِه لحظة التعرّض لذاك الألم.. فأنتِ لا زلتِ وإلى اليوم.. تحسّينه دائمًا.. بنفس القسوة والوجع

    ألمُ الرجل الوحيد، الذي قلتِ له "أحبكَ"

    ألمُ الرجل الوحيد الذي بقيتِ وفيةً له لسنوات، دون أن يقدم لكِ كلمةً أو وردةً أو حتى وعودًا خرقاء!

    ألمُ الرجل الوحيد الذي لم يقدم لا ابتسامةً ولا خدًّا محمرًّا من الخجل ولا ارتباكًا ولا نظرة!

    ألمُ الرجل الوحيد الذي لم يقدم لكِ حتى لحظةَ وداع..

    لم يقدم لكِ اعتذارًا أو أسف.. لم يقدم لكِ صدقًا ولا حتى كذب.. لم يقدم لكِ حتى كلمة "وداعًا" أو ربما "إلى اللقاء"

    لكنه قدم لكِ ما هو أغلى من كل ذلك.. ولا زلتِ إلى اليوم، على استعدادٍ للرجوع، فقط إن طلب هو ذلك!

    أن تذكرين النهار الذي مشيتِ فيه إلى الوراء.. لم يطلب منكِ البقاء أو الرحيل.. لم يطلب منكِ فعلَ أيّ شيء.. ولم يبادر بأيّ كلمةٍ تعلن هذا الموقف بينكما: الوداع الأخير
    لكنه قال شيئًا واحدًا.. لا زال محفورًا في ذاكرتكِ بتلك الحروف نفسها: “أنا لم أكذب عليكِ يومًا"

    أؤمنُ أنه لم يكن مجبرًا على قولها.. أؤمنُ أنه لم يقدم لي شيئًا ولم يكن مضطرًّا لتقديم اعترافٍ كذاك.. تلك الجملة.. تذكرني بكلمة "أحبكِ" التي قالها ولم يتراجع عنها يومًا

    صحيحٌ أنه لم يكرّرها إلا ما ندر.. لكنه لم يسترجعها مني .. بل منحني إياها وجعلها ملكًا لي

    أدركُ تمامًا لحظاتِ الحيرة التي وضعني فيها.. لحظاتِ الحزنِ والألم والهمِّ والضياعِ والوحدة

    لم يمنحني يومًا السعادة.. لم يمنحني يومًا الفرح أو الأمل أو أيَّ معنىً للجمال..

    لكنني معه.. شعرتُ بالحب

    ربما لم أقل له تلك الكلمة سوى مرةٍ أو مرتين.. وأنا أيضًا لم أهده أي لحظةٍ من السعادة، إنما اعتدتُ أن أهديه التذمّر والعِتاب والغيرةَ المبالغ فيها..

    لعدة سنوات.. في كلّ يوم.. كنتُ أقدم له جرعاتٍ من التعاسة والإحباط.. لكنني لا أذكرُ يومًا واحدًا قال لي فيه: “ابتعدي عني!”

    أو "كفّي عن تسبيب التعاسة لي"

    أو "توقفي عن تدمير يومي"

    صحيحٌ أنه لم يقدم لي الرائع.. لكنه لم يصدّني حينما لجأتُ إليه بكلّ المشاعر السلبية التي حملتُها إليه

    كان يستقبلني بابتسامة

    أعرفُ أنه لم يبادر إلا نادرًا بالمجيء إليّ.. لكنه لم يقل لي يومًا: “لا تعودي إليّ مرةً أخرى"

    أيعتقدُ أحدُكم أنني أتمسكُ به لذلك السبب؟ كلا! هي مجردُ ذكرياتٍ لم تخطر ببالي سوى حين باشرتُ بالكتابة!

    أنا أتمسكُ به لأجل شعورٍ واحدٍ أحسستُه معه بصدق.. هو الحب





  2. ...

  3. #2
    تعقيب: منذ مدةٍ طويلة، لم أستطع الكتابة.. في الحقيقة أنا لم أستطع الكتابةَ لأنني لم أستطع أن أكون صادقةً مع نفسي.. ومع القلم!

    لكنني هنا.. تمكنتُ من فعل ذلك أخيرًا

    لم أراجع النصّ الذي كتبتُه أعلاه، رغم إدراكي لإمكانية وجود عدة أخطاءٍ قد تلحظونها أثناء القراءة..

    إلا أنني أرغبُ بشدةٍ الحفاظ على الصدق الموجود فيه.. إنني سعيدةٌ لأنني تمكنتُ من الكتابة مرةً أخرى.. وأريدُ أن أشارككم سعادتي تلك

  4. #3
    وااااااااااو ....هذا مذهل ..تعبير رقيق ...راق لي ما خط قلمك المبدع يامبدعة...
    همساتك جميلة...
    جزاااكي ربي خير ..
    اهنيك من كل قبلي ...
    انتظر جديدك بكل شوووق..
    لا تغيبي عن المنتدى المنتدى يحن لأمثالك ..
    اخر تعديل كان بواسطة » (م البحر وج) في يوم » 15-01-2019 عند الساعة » 00:51
    sigpic414619_8

  5. #4

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter