من خان هان وعذره لا يقبلُ

[أمين حربه]

خمسٌ من السنوات أحمل صاحبي
ذاك  البريءُ  الماجدُ   المتكللُ

خمسُ من السنواتِ أحسبُهُ أخي
أعطيهِ ما  يرجو  ولا  أتململُ

وأراهُ  يأخذُ  ما  يريد ويرتدي
ما  أرتدي  ولذاك لا  اتساءلُ

وأقول رُب  عسى  لعلَ  وربما
يمشي على قدميهِ ينهضُ يرفُلُ

ولعل  ربي  أن  يبدلَ   حاله
من سوءِ ما يلقى لما هو أفضلُ

خمسٌ من السنوات لم يصنع بها
شيءً  ليغرقُ في الخمول ويذبلٌ

فتركتهُ فشتاط  مني  غاضباً
يرغى ويزبد كالبعير ويجفلُ

أمسى يسفهني ويلعن صحبتي
ولكل من لاقاه  قال   يولولُ

أني المقصر  واللئيم  بتركهِ
وهو الجواد عليه و المتفضلُ

تبت يداه لأي فضلِ يدعي
ولأجله ثقل الجبال محملُ

أسنتُ ظهري لصخور وحملها
وغفلت عنه وليس غيري يغفلُ

فأتى وأقسم ضارباً لي صدره
الموت دونك وهو لي يتعجلُ

حتى ألمَ بنا المصاب فلم يقل
كلاً  له   بمصابهِ ما  يثقلُ

وأنا بدأت وتلك كانت فكرتي
أن  الشراكة  بتساوي  تبذلُ

فوفى صديقي حين خنت ولم يقل
شيء ً ليحتمل المصاب فنكملُ

(فتَركتَهُ جزر  السباع  ينشنهُ )
فغدى وأصبح في العراء معطلُ

لا  يستطيع  بأن  يقوم  بحِملهِ
وأنا النؤم  الخاملُ  المتكتلُ

حتى إذا ما قام يحملُ نفسهُ
كرهاً  ليربط جرحهُ فيهرولُ

أمسيتَ تطعنُ ظهرهُ وتذمهُ
فأردت حقاً في يقينك باطلُ

يا ناكر المعروف ذنبك مخزيٌ
يا ناكراً للعيش فعلكَ مخجلُ

أظهرت وجهاً عشت فيه مزيفاً
بقبيحهِ وخداعيه متسربلُ

حتى إذا انكشف الغطاء رأيتهُ
خلف  الأخوة والصداقةِ معولُ

فضرب بهي سيرد نحوك فأسهُ
فالزور  يظهر  والحقائق تعدلُ

قم فصنع الأمجاد وثبت للورى
ما كنتَ لو لا ما دهاكِ  ستفعلُ

وغرب فمثلك لا يجاور منزلي
وبني لنفسك في رعاعك منزلُ

ما أنت إلا  طعنة من غادرٍ
خان  الأمانة  أيها  المتخاذلُ

فغزاك جيشٌ من جيوش قصيدتي
وبهي جرير وحربة والأخطل

فشريعتي تأبى السكوت لخائنٍ
من خان هان وعذره لا يقبلُ


الشاعر / أمين يعقوب أمين حربه

[(م البحر وج)]

يعطيك العافية ع ما خطة يداك