في المشهد الأول لأول الأجزاء الثلاثة من رواية أرض السواد لعبدالرحمن منيف
أنقل الآتي بتصرف :
لما حضرت الوفاة سليمان الكبير جمع أولاده الثلاثة وأصهاره الأربعة, خرج صوته غريبا مختنقا : إن الله حق والموت حق ولا بد لكل إنسان أن يموت.
فوضعت الرواية جانبا وكتبت :
إِنَّ اللَّهَ ... لَهُوَّ الْحَقْ
أَمْرُهْ ... عَنِ الْأَفْهَامِ دَقْ
لِلْحَبِّ وَالْنَّوَىْ ... فَلَقْ
لِلسَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ ... فَتَقْ
بَعْدَ أَنْ كَانَا ... بِرِتْقْ
يُبْهَرْ ... مَنْ بِبَدْعِهِ حَمْلَقْ
وَمَنْ بِآلَائِهِ ... دَقَّقْ
اسْتَخْلَفَ آدَمَ بَيْنَ الْخَلْقْ
وَلَهُ بِالْأَسْمَاءِ ... أَنْطَقْ
تَصْفَّىْ ... نَبِياً قَدْ صَدَقْ
بَيْنَ ... رُسْلِهِ لَهُ وَفَّقْ
بِهُدَاهُ ... النُّهَىْ سَمَقْ
فَتَمَيَّزَ رُشْدٌ ... مِنْ حُمْقْ
وَتَجَلَّىْ الْنُّوْرُ ... بَعْدَ غَسَقْ
وَ لِلْكُلْ وَهَبْ وَرَزَقْ
لِيَمْتَحِنْ كَيْفَ الْعَطَاءُ يُنْفَقْ
يَرَىْ بَاخِلاً لِمُقْتِرٍ أَوَ مُغْذِقْ
وَمَنْ بِجَاهِهْ تَكَابَرْ وَتَشَدَّقْ
أَوْ تَوَاضَعَ ... بِالرِّفْقِ تَخَلَّقْ
وَقَضَىْ أَنَّ الْمَنِيَّةْ ... حَقْ
يَؤُوْلُ لَهَا ... كُلُّ مَا خَلَقْ
مِنْ جَمَادٍ ... وَمَنْ بِهِ رَمَقْ
مَنْ ذَبَّ ... أَمْ بِسَمَاءٍ حَلَّقْ
مَنْ بِالْبَسِيْطَةِ ... أَوْ بِعُمْقْ
مَنْ كَفَرْ ... أَوْ بِرَبِّهِ وَثَقْ
مَنْ كَرِهَ ... أَوْ حَيَاةً عَشَقْ
حِيْنُهَا لَمَّا ... سَاعَتُهَا تَدُقْ
لَا دَقِيْقَةْ بَعْدَهَا ... تُسْرَقْ
لِمَلِكٍ أَوْ حَرٍ أَوْ ذِيْ رِقْ
مَنْ سَعِدْ ... أَوْ بِذُنْيَاهُ مُحِقْ
لَأ تُرَاعِيْ بَيْنَ ذَا وَذَا... فَرْقْ
يَا رَبُّ مَا غَرَبْ ... وَمَا شَرَقْ
نَرْجُوْ بِحِسَابِكْ ... رِفْقْ
بِئْسَ ... مَنْ بِعَقْلِهْ نَزَقْ
لِمَ ضَلَّ ؟ ... عَنْ سَبِيْلِكَ مَرَقْ
أَلْحَدَ أَوْ أَشْرَكَ أَوْ نَافَقْ
مَعَكَ ... لَا يُجْدِيْ حِدْقْ
بَلْ يُفُوْزُ مَنْ لَكْ ... صَدَقْ
مَنْ لِبَابِ هَدْيِكْ ... طَرَقْ
أَخْلَصَ فِيْ دِيَنِكْ ... مَا نَفَقْ
عَسَى ... أَيَا رَبَّ الْفَلَقْ
نَكُوْنُ ... مِنَ الْنَّارِ عُتْقْ
بِجَنَّتِكْ مَعَ النَّاجِيْنَ ... رُفْقْ
أَنْتَ الْرَّحِيْمُ ... مَا لِرَحْمِكَ أُفُقْ
تَشْمَلُ الْطَائِعَ وَالْثَّائِبَ ... بَعْدَمَا أَبَقْ
عِنْدَ ظَنِّ مَنْ لِغُفْرَانِكَ ... سَابَقْ
المفضلات