إِنِّي أَعْلَمُ أُيُّهَا الطَّبْلُ
أَنَّ ضَرْبِي لَكْ مُؤْلِمُ
وَأَنَّهُ لِي شَدْوٌ مُنَغَّمُ
بِالعَزْفِ المُتْقَنِ يَا طَبْلُ
أَنَبُغْ فِي فَنِّ الطَّرَبِ
لِسَامِعِهِ يَخْلُبُ اللُّبَ
وَ إِنْ بِقَلْبِي ثُقْلُ
بِنَغْمَةِ (دُو) (غِي) (مِي)
سَيَنْجَلِي لِي هَمِّي
مَا دَامَ صَبْرُكْ مُطَوَّلُ
سَأَتَمَادَى عَلَيْكَ بِالعَزْفِ
لَا تَعْتَقِدْ أَنِّي عَلَيْكَ آسِفُ
مَا لَكَ فِيْ إِرَادَتِي حَوْلُ
إِلَّا أَنْ تُحِسَّ الأَلَمْ, نَغَمَ
وَتَطْرُدَ مِثْلِي السَّأَمَ
اعْدُرْ نَزَوَاتِي يَاطَبْلُ
تَكُنْ عِنْدِي شَهْمَ
فَالعَيْشُ دُونَ عَزْفٍ عَدَمُ
لَا تُفَصِحْ بِجَلِيِّ القَوْلِ
بِأَنَّ ذَا لَكَ قَهْرُ
أَقُولُ: أَوْلَى بِكَ الصَّبْرُ
مَعِيْ لَا يُجْدِيَكْ جَدَلُ
سَأُقْنِعُكَ بِزَائِفِ الحِجَاجِ
أَنَّكَ عُودٌ وَجِلْدُ نِعَاجِ
أَوْ أَعْتَبِرُكْ كَالمُخْتَلِّ
لَا تَفْهَمْ فِي الخَلْقِ
لَا تَرَى بَيْنِي وَبَيْنَكَ, فَرْقُ
فَاخْضَعْ وَلَا تَتَوَسَّلِ
فَمَا ضَرْبِي عَلَيْكَ
إِنَّمَا لِهَوَاءٍ تَحْتَ جِلْدِكَ
الرِّضَى بِطَرَبِي أَجْمَلُ
لَا شَكْوَى مِنَ القَدَرِ
عَلَيْكَ وَلِيَّ ذَا مُقَدَّرُ
فَإِنِّي هَكَذَا وَسَأَظَلُّ
اللَّوْمُ عَلَيْكَ أَنَّكْ أَعْزَلُ
تَسْتَحْلِي مُرَّ الدُّلِ
الطّبْلُ هُنَا مَثَلُ
لِمَنْ عَلَى قَفَاهُ الصَّفْعُ
صَافِعُهُ يُرْضِيهِ الخُنُوعُ
هَوَّ لِلإِدْلَالِ تَحَمِّلَ
يَزْعُمُ أَنَّهُ مُضْطَرُّ
لِكَيْ يَعِيشَ: الدُّلُ لَا يَضُرُّ
المفضلات