وماذا بعد !
ماذا تراه يحرقني ..
أقوى من نار البعد!
كنتِ لي بحرًا ..
وفاجأني بجزرٍ
بلا مد !
خلته سيكون بقربي ..!
ويكونُ حقيقةً للأبد ..
ماذا بعد ؟
وماهو أقوى من
جحيم الحسرات ..
ماهو أكثر زلزلة
من ثباتٍ وشموخٍ
يتلوه انكسارٌ
واضطرابات ..!
ماذا بعد قهر الرجل ..!
على سخرية القدر
ذرفت عيناه الدمعات ..!
أضحى بلا أمل ..!
ويتشفق عليه
العشرات ..!
وبيعت العشرة ..!
بعشرِ عشر درهم ..!
والجرح لن يندمل ..!
أو يداويهُ طبيب ..!
والمرء يصرخ ..!
يطلب غيثًا
ولا من مجيب ..!
لا من بعيدٍ ولا من
قريب ..!
والغيم ليلًا
تحجب ضوء القمر ..!
لا هي تركتني أستضيء
ولا هي أسقطت علي مطر ..!
والقمر أنتِ ..!
والغيم هو القدر ..!
فكيف يكون وصلك!ِ !
وأنا لا على الغيم
ولا على بلوغِ القمر أقتدر ..!
إذًا .. هل أنتظر ؟
وإلى متى ؟ أنتظر!
هل يكون وصلكِ في الأحلام ..!
وأقول بهذا كفى ؟
هل أعدُ ساعاتَ نهاري .. !
حتى الليل ..!
شوقًا أستلقي وأنام ..!
وكل أملي ..
ألقاكِ طيفًا في المنام ..!
وللقاء وهمٍ صبحًا أنشد أنغام ؟
وأرفرف مغتبطًا
كسجينٍ
إطلاق سراحه قد حان ..!
أتساءل دومًا ..!
هل فات الأوان ..!
بالطبع فات !
ومر ..!
وبعدها من أمامي ..!
هُدِمَ الممر ..! ولن يرجع أبدًا
وهذا هو الأمر
وما هو أمر ..!
أنه لم يعد يهمك الأمر .!
كم بودي أن أستيقظ !!
لأجدني رجعتِ بالزمان ..!
وكأني عبرت ثقبًا أسودًا .!!
ولم أولد بعد ..!
وأختار زماني ومكاني ..!
وأحسن الظروف ..!
ولا يكون لي عذرٌ ..
أو أتعذر ..!
ولا أجدني بحاجة لأن أعتذر ..!
وتكونين عذرائي ..!
في معيتي دون كل البشر ..!
آهٍ كم انا غارقٌ في الأحلام !
لكني راضٍ بفتاتِ القدر ..!
وحقًا حقًا ,.
كل ما ارجوه الآن ..!
أن القاكِ الليلة
طيفًا في المنام !