*
لم أستطع النوم في غرفتي هذه الليلة، ربما بسبب خوفي من شيء ما، وربما هو تأثير الدواء
أخذت غطائي وتوجهت لغرفة أختيّ الصغيرتين لأنام على الأريكة الموجودة في إحدى زواياها، مقابلة للشرفة.
خطر ببالي أن أخرج إليها لبعض الوقت.
السماء لونها مائل للبنفسجي. اللون الفضي للنجوم يخطف الأبصار حقاً. الغيوم حمراء تسير بهدوء شديد، تغطي أبخرتها جسم القمر أحياناً سامحةً لبعض ضوئه بالتسلل. كم أنه شعور رائع أن يلمس ضوؤه وجهي، كم هو رائع تأمل سطحه المضيء.
تنبهت من تأملي له على اللاصوت من حولي. تفاجأت! في مثل هذا الوقت..يجب أن يكون هناك سيارات تدخل للقرية وتخرج، يجب أن يكون صوت صرصار الليل يملؤ المكان. عواءٌ ومواء وربما صهيل أحصنة..
كان يجب أن تصدر أشجار الأرض في مقابل بيتنا أصوات حفيف..كان يجب أن تظهر الأشجار على طرفها كأشخاص برداء أسود ينتظرون !
كل هذا تساءلت بشأنه في ثانية..لتبدأ فجأة أصوات تلك الحيوانات والحشرات بالصدور من مكان قريب. ولتبدأ السيارات في حركتها المعتادة.
لم أفعل ما أفعله كل ليلة. لم أتخيل صوت العواء بصوت مضحك. لم أضع حكايات للأشخاص داخل السيارات وسبب تأخرهم، لم أحاول التركيز في ملامح أصحاب الرداء الأسود. بل هربت من فكرة بلهاء خطرت لي.. أنني السبب في إيقاظ هذا كله، بعد أن كان الهدوء هو سيد الموقف!!
جلست على الأريكة بهدوء، ربما لم أتنفس؟ وربما نسيت أن أنفاسي دائماً بلا صوت.
لكنني أسمع صوت أنفاس منتظمة من حولي..أسمع صوتا يبدو كصوت جهاز إلكتروني قام أحدهم بتفعيله.
أسمع صوتاً صغيرا جداً صدر من خزانة بسبب الهواء.
حسنا أنا لم أُصب بالجنون، إنني حالياً أحاول تجاهل هذا كله، أحاول ألا أدخل بتفاصيل ما أراه في هذا الظلام وأسمعه!
لكن عيناي جاحظتان يأبيان السكون لحظة!
تمكنت أخيراً من التفكير في ما علي فعله، حسنا...سمعت أن هناك فيلم رعب سيعرض بعد نصف ساعة..هل أشاهده، هذا سيجعلني أنام خلال عرضه أو بعده مباشرة بسبب التعب.
وربما أعود إلى الشرفة لاستنشاق بعض الهواء..
تركت التفكير بهذا أيضاً. وانشغلت بتأمل النقوش على الأريكة، أصنع لكل خط فيها شكلاً وقصة مستسلمة لعادة التأمل خاصتي....
كلمات خطرت لي الآن، معظم الأحداث وقع فعلاً قبل دقائق
لا أدري إن كان أحد سيقول رأيه أم أنه سيقول مجنونة فقط xD
شكرا للقراءة ،
تصبحون على خير. نوماً هنيئاً لكم بلا إزعاج أو كوابيس
بالتفكير بالأمر..وأنا منشغلة بأمر كتابتها هنا، وتشتت تفكيري عن الأصوات المذكورة...لم أعد أسمع أياً منها ..الآن أسمع
أستغفر الله بس...إلى النوم يا أنا
المفضلات