قِصتي مع الشعر
اليوم 19/07/2018
مر شهران علي انضمامي لمنتذى مكسات
وأجدها فرصة لأُعرف بنفسي
**************************
لا أدَّعي أني شاعر
ويمكنني القول أني متطفل علي الشعر أو على الأقل مغامر فيه.
فقد بدأت كتابة أوائل محاولاتي في سن الخامسة والخمسين .
ولا أدري هل يمكنني في ما أكتب أن لا أتسبب في تقطيبات استهجان,
وكما يقول المثل المغربي : لمَّا شَابْ,عَلْقُوا لُو حْجَابْ.
***********
إليكم بعد الإذن قصتي مع الشعر.
********
في الطفولة كنت أقرأ أي كتاب من مكتبة أخي الأكبر معلم مادة اللغة العربية.
حتى لقبوني بفأر المكتبة, ولعل ذلك مما جعلني أثابر علي القراءة فقد كان اللقب مكسبا لم أشأ أن أغذره.
كَان يكفي أن يغريني العنوان
سواء استفز مخيلتي....
أو وجدت فيه ألفة ما....
أو سبق أن صادفت فيه معنى يثير سؤالا ما....
أو رأيت أبي أو أخي يقرأ كتابا فيغرى تطفلي,
أو,,,أو,,,,
كانت بعض القراءات في متناول فهمي , وبعضها لم أكن أفهم تسعة أعشار مضمونها وربما لا شئ,
ويبقى غير المفهوم في ركن ما في الذاكرة ليطفو ذات يوم لأفهم بعضه ويبقى الباقي ينتظر موعدا آخر.
وهذا من حسنات القراءة.
هاته القراءة كانت غير موجهة ينقصها الإتقان ومتباعدة من حيث مضامينها,
جعلت مني كيسا محشوا بركام غير متناسق من المفردات والمعلومات الواضحة والمبهمة.
غير أنها كان لها الفضل, أكثر من المدرسة,
فقد منحتني بعض الذوق اللغوي البعيد عن التمكن من القواعد اللغوية
وجعلتني بين التلاميذ رغما عني الملك الأعور في مملكة العميان,
حتى أن أستاذ العربية كان يستعين بي في استظهار التلاميذ لما كلفهم بحفظه حتي اكتشف أني لم أكن أحفظها.
وشكَّل تميزي في العربية تعويضا عن مظهري الفقير نسبيا بين التلاميذ الذين كان أغلبهم من عائلات أكثر يسرا.
********
غالبا ما أسأل نفسي ما الذي أغراني بالتَّوجه في الدراسة للكيمياء,ثم الميدان الصناعي
ليبعداني كليا عن العربية وجعلاني أكثر فرانكفونيا مني عربيا
مع الحفاظ على القدرة لتذوق بعض الأغنيات بالفصحى لمشاهير الغناء
أو أي شعر أسمعه دون أن أسعى إليه.
استمر الوضع كذلك بعد تخرجي حوالي ثلاثين سنة, ابتعدت فيها عن اللغة العربية إلا ما يصل عرضا لأدني أو أضطر لقراءته,
حتى جاء موعد أول محاولتي في الكتابة من غير سبق إصرار ولا ترصد.
كانت مجرد سجعيات أخجل غالبا أن يقرأها غيري
ثم كانت حادثة العراقي منتظر الزايدي الذي قذف الرئيس الأمريكي بوش بحدائه
فكتبت سجعية جميلة أذكر أن عنوانها كان :
قذف بالأحذية وقذف بالكلمات
عقدت فيها مقارنة بين منتظر الزايدي وكاتب مغربي جريئ, ونشرتها في شبكة طنجة الأدبية
فصادفت استحسانا لذى المشرفة على القسم الشاعرة مليكة ملاك,
مما شجعني على المضي في الكتابة فكتبت أول محاولة شعرية غير موزونة
وكان مطلعها:
لغو في فراغات وقتي
يطفو من وجداني
لا يرقى لزيدون ولا لقباني
*********
ثم قطعة لست شاعراً :
أجهل كل البحور
إلا بحر خيالي
وأكتب بكل السطور
ما يجول ببالي
لا أفرق بين تمييزٍ وحالِ
ويشْكُل علَيَّ تصْريف أفعالِ
فليعدر الشعراء تطفالي
غير أنِّي أقول قولي
ولا أبالي
********
حينها سخر أحد القراء بقسوة من كلمة: تطفالي وجعلها موضوعا لدرسه اللغوي,
فذكرته بالحديث الشريف:
إن الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه. ولا يُنْزع من شيء إلا شانه
*********
انتقدتني ابنتي على تشبتي بالقافية في كتاباتي لإنها تضطرني إلى هجر ما لا يمكن إخضاعه لها أو تجرني للتكلف
وكان رأي مشرفة المنتدى من نفس الرأي
وكانت إجابتي أني لا أكتب الشعر لأجل الشعر, إنما كل ما في الإمر أني أستعذب الكلمات وأعاذبها وأعدبها لأستعبدها
وأني سأكتب الشعر يوما ما حين تنقرض هذه الرغبة
*****
شجعتني المشرفة على المجازفة لأستمر في الكتابة
وكثفت من الكتابة أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في 2008/2009
نشرتها في شبكة طنجة وفي إثنين أو ثلاث منتديات أخرى,
ويمكن أن أجزم أني من كتب أسرع قصيدة بعد 22 يوما من العدوان الإسرائيلي على غزة
ومباشرة بعد إعلان إيهود أولمرت رئيس الوزراء حينذاك ,بعد منتصف الليل ,وقف العمليات الحربية على غزة
أحببت أن أسجل لحظة الخيبة الإسرائيلية
واعتبرت ذلك انتصارا للمقاومة,
واستغرقت الكتابة قبل النشر حوالي ساعتين (الساعة الثالثة والنصف صباحا 2009 / 01 / 18 الأحد)
والقصيدة مطلعها:
هذا أولمرت (المغوار)
يصول, يجول بغزة
تسنده أمم القرار
والمقاومة ذات الفَخَار
تقنص, تقصف بعزة
يسددها الواحد القهار
**
وختمتها ب:
سجل يا مدون الأخبار
في خصر إسرائيل وكزة
تؤرخ لانتصار بعده انتصار
*
***
وأُتْبِثَت هذه القصيدة في المنتدى عدة شهور كأحسن قصيدة شعرية
***********************
توقفت عن الكتابة من 2010 إلى أواخر 2016
لأعاود النشر بشكل متقطع على صفحتي بالفايسبوك
***
بتوقف شبكة طنجة عن الإصدار وتعطل جهازي كومبيتر فقدت بعض ما أعتبره ( على الأقل بالنسبة لي)
أجمل ما كتبت حينذاك وإن لم يكن موزونا على الإطلاق
****
الآن أنا متقاعد منذ مارس 2018 وأمامي ما يكفي ويزيد من الفراغ للكتابة
وَقد كتبت في 4 أشهر أكثر مما كتبت في عامين
عادة لا أكتب في العواطف والأحاسيس
فما عسى أن يكتب شيخ فيها بمصداقية إلا أن يكون متصابيا ومدعيا.
وما يرد منها في بعض ما أكتب فمن باب الرياضة الشعرية لا غير
أو فيما أكتب لأبنائي وإخوتي وَأبواي وأصدقائي
أ******
أتمنى أن يعذر القارئ هفواتي النحوية أو العروضية في ما أكتب,.
وأرجوهُ أن ينبِّهني من ينتبه لذلك دون أن يتحرج
ولو بدون دبلوماسية
فالإنسان لا تخجله نواقصه إن لم ينبه لها
وحين يحاول يبريرها أو تسويغها فيكون كما قال الله تعالى :
وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
.أما إن جحدها فيكون كما قال الله تعالى :
تأخده العزة بالإثم
وشكرا
المفضلات