اسْتِقَالَة مِنْ مِنِّي إِلَيْ
*****
اعتدى رومى علي عربية بمدينة عمورية
فصاحت: وامعتصماه,
فلما بلغ الخبر للخليفة المعتصم صاح : لبيك يا أختاه
فنصحه المنجمون أن يؤخر ارسال الجيش حتى تكون الأفلاك مناسبة .
فسخر منهم المعتصم وأرسل الجيش

فقَال أبو تمام في مدح المعتصم:
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ*** في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ.
*****
الحادثة تتكرر مع عهد التميمي ولكن المعتصم جبن هذه المرة,
******
مَا فِيكُمْ مُعْتَصِمُ * * مَا فِيكُمْ مُنْتَقِمُ
:عَهْدٌ: مَا تَرْضَى جُبْنَكُمُ * * حِيْنَ تُسْتَبَاحُ حُرْمَاتِكُمُ
:عَهْدُ: هِيَّ فَحْلُكُمُ * * حِينَ عَزَّ فَحْلُكُمُ
هِيَّ تَصْفَعُ عَدُواً بَذَلْكُمُ * * لَوْ أَنَّ الصَّفْعَ ذَا لَكُمُ
مِنْكُمُ يَخْجَلُ مُعْتَصِمُ * * لَوْ عَاصَرْ, مِنْكُمْ يَنْتَقِمُ
*************************
اسْتَصْرَخَتْ مِنْ حَيْثُ الرُّومُ * * أَمَةٌ لَمَّا مَسَّهَا الضَّيْمُ
لَبَّى لَهَا مُعْتَصِمُ * * حِيْنَ أَخْبَرَهُ الْقَوْمُ
تَشَاءَمَ المُنَجِّمُ * * تَفَاءَلَ مُعْتَصِمُ
مَدَحَهْ تَمَّامُ* * أَسْعَفَهُ النَّظْمُ
قَالَ كَيْ يَأْتِي الحَسْمُ * * يَصْدُقُ السَّيْفُ لَا العِلْمُ
********
اسْتَصْرَخَتْ مِنْ فِلِسْطِينِكُمُ * * العَرَبِيَّةُ :عَهْدُ التَّمِيمُ :
قَدْ تَقَاعَصَ الهُزَّمُ * * العُمْيُ الخُرْسُ الصُمُّ
مَهْمَا تَفَاءَلَ المُنَجِّمُ * * لَا يَأْنَفُ المُنْهَزِمُ
إِنَّ ذَمَّهُ حَتْمُ * * قَدْ أَسْعَفَ النَّظْمُ
كَيْفَ يَصْدُقُ سَّيْفُكُمْ * * وَمَا لَكُمْ حَزْمٌ وَلَا عِلْمُ
*********
هَاذَا هُوَّ حَالُكُمُ * * صَارَ ذَا دَأْبُكُمُ
خَارَتْ لَكُمُ الهِمَمُ * ضَاعَتْ مِنْكُمُ القِيَمُ
مَا بِذَا يَتَخَلَّقُ مُسْلِمُ * * بِذَا تَحْقُرْكُمُ الأُمَمُ
مَا الْلَّهُ بِعَوْنِكُمُ * * مَا بَقِيتُمُ كَمَا أَنْتُمُ
أَيَا خُرْسُ أَيَا بُكْمُ * * مَا أَحَسِبْكُمْ سَمِعْتُمُ
***********
أَنَا غَيْرُ آسٍ عَلَيْكُمُ * * وَأَنَا آسٍ أَنِّي مِنْكُمُ
لَوْ وُلِدْتُ بِقَوْمٍ غَيْرَكُمُ * * قَوْمٌ شُهَّمٌ كَأَجْدَادِكُمُ
لَمَا رَضَعْتُ الْخُنْعَ مِثْلَكُمُ* * وَمَاعَرَانِيْ جُبْنٌ كَجُبْنِكُمُ
أَنَا تَرَعْرَعْتُ بِبَيْأَتِكُمُ* * وَعَشْعَشَتْ فِيَّ عُيُوْبُكُمُ
إِنِّيْ مُسْتَبْرِئْكُمُ * * هَلْ مِنْ بَرَاءٍ مِنْكُمُ ؟
******
قَرَأْتُ مَا أَنْزَلَ رَبُّكُمُ* * وَأَحَاذِيثاً بِصِحَاحِكُمُ
وَنَظَرْتُ لِأَحْوَالِكُمُ * * فَمَا رَأَيْتُ لَماً لِشَمْلِكُمُ
وَلَا مِنْ إِعْدَادٍ لِعَدُوِّكُمُ * * بَلْ هَرْوَلَةً نَحْوَهُ, مِنْكُمُ
لِمَ قَدْ تَاهَتْ جَدَاوِلُكُمُ ؟* * فَصَبَّتْ بِأَنْهَارِ أَعْدَائِكُمُ
بِعْتُمْ مُسْتَقْبَلَكُمْ, لَهُمُ * * بِوَهْمِ أَمَانِ حَاضِرِكُمُ
*****
قَذْ أَرَحْتُمْ بِذَا أَعْدَاءَكُمُ * * كَيْفَ سَيْأَبَهُوْنَ لَكُمُ ؟
لَوْ قُدِّر بَعْثُ أَجْدَادِكُمُ * * لَنْ يُحْجِمُوا عَنْ وَأْدِكُمُ
قَدْ خَبِرْتُ نَقَائِصَكُمُ* * وَعَلِمْتُ مَكْرُمَاتِهُمُ
مَا بِيْ وَمَا بِكُمُ لَيْسَ بِهِمُ * * وَ كَأَنِّ وَإِيَّاكُمْ مَا مِنْهُمُ
أَنَا وَأَنْتُمُ عَقَقْنَاهُمُ * * عِنْذَ اللَّهِ الْعَوَضْ, لَهُمُ
*****
أَمَا تُقَوِّمُوْنَ نَهْجَكُمُ ؟ * * أَمَا تَنْبَهُونَ لِغَيِّكُمُ ؟
كَيْفَ لَا تَعُونَ وَضْعَكُمُ ؟ * * تُرَى أَأَرَى ذَاكَ مِنْكُمُ ؟
أَوْ غَرَقاً فِي لَهْوِكُمُ* * مَعَ إِسْفَافٍ فِي لَغْوِكُمُ
تَتَدَاسُّونَ بَيْنَكُمُ * * وَتُوَالُّونَ غَيْرَكُمُ
إِنْ بَأْسٌ شَدِيْدٌ فَبَيْنَكُمُ * * وَإِنْ مَهَازِيْمٌ فَأَنْتُمْهُمُ
*****
الْنَّزِيْفُ فِي ثَرْوَاتِكُمْ * * وَالْهَدْرُ يَمْحَقُ طَاقَاتَكُمُ
تَبُزُّكُمْ وَتَبْتَزُّكُمُ الْأُمَمُ* * خَيْرَاتِكُمْ بَذْلٌ لِغَيْرِكُمُ
تُذَنَّسْ لَكُمُ الْحُرُمُ * * غَصْبٌ جَهَاراً لِأَوْطَانِكُمُ
الْصَّفْعُ عَلَى أَقْفَائِكُمُ * * وَتَرْتَضُونَ ذَاكَ مِنْهُمُ
إنْ مُتَشَدِّقٌ فَسِيَّاسِيُوْكُمُ * * بِعَنْتَرِيَّاتٍ يَضِجُّ بِنَوَادِيكُمُ