كُنْتُ ذَاتَ يَوْمِ مُسْتَغْرِقاً فِي حُلْمِ
***
كُنْتُ ذَاتَ يَوْمِ
مُسْتَغْرِقاً فِي حُلْمِ
مَا أَدْرِ أَبِسْهَوٍ أَمْ بِنَوْمِ
أَرَى غَداً لِلْيَوْمِ
أَرَى جَمِيعَ الْعَجَمِ
لَنْ يَنْعَمُوا بِالتَّقَدُّمِ
فَمَا ذَامَ الْقَوْمُ قَوْمِي
هُمْ أَحَقُّ بِالْقِمَمِ
لَهُمْ عَالِيَ الْهِمَمِ
وَأَنَّ مَارِذَهُمْ بِقُمْقُمِ
إِذْ مَا نَفَثْ بِالْحِمَمِ
سَتَخِرُّ كُلُّ الْأُمَمِ
***
فَأَيْقَضْتُنِيْ مِنَ ذَا الْحُلْمِ
وَقُلْتُ لِي: أَفِقْ مِنَ الْوَهْمِ
فَقَوْمُكْ بِلَا هَمِّ
صِفْهُمْ بِالْعُمْيِ الصُمِّ
لَاهُونَ عَنْ تَالِيِ الْيَوْمِ
لَا يَأْبَهُونَ لِلْمُهِمِّ
بَعْضٌ غَارِقٌ بِالنِّعَمِ
وَآخَرٌ غَارِقٌ بِالدَّمِ
وَآخَرٌ تَعُوْزُهُ لُقَمُ
***
لِلْغُرْبِ كُلَّ الْكَرَمِ
يَلْعَقْ لَعْقَ النَّهِمِ
يُغْرِيهِمْ بِالْسِّلْمِ
وَيُجَرِّعْهُمُ السُّمَّ
وَالْظُّلْمُ لِابْنِ الْعَمِّ
كَأَنَّهُ هُوَ الْخَصْمُ
***
وَ يُبَذِّرُوا الْمَالَ الْجَمَّ
لَيْسَ لِمُنْجَزَاتِ عِلْمِ
بَلْ لِمَلَاذِّ الْجِسْمِ
وَلِاقْتِنَاءِ مَدْفَعٍ وَلُغْمِ
يُتْرَكْ لِلصَّدَإْ لِيَلْتَهِمَ
أَوْ يُفَجَّرْ بِأَخٍ لَهُمُ
فَهُوَّ أَوْلَى مِنْ عَدُوِّهِمِ
مَنِ يَرْتَعْ بِثَالِثِ الْحُرُمِ
وَللْبِلَادِ يَقْضُمُ
***
هَؤُلَاءِ سُدَّجُ الْأُمَمِ
بِمَصَائِدِ بِلَا طُعْمِ
أَوْ مِنْ خَوْفِ مُنْتَقِمِ
بِرَعْشَةِ الْمُنْهَزِمِ
يَتَأَهَّبُوْنَ لِلْبَصْمِ
عَلَى قَرَارِ الْظُّلْمِ
فَيُصْبِحَ حَقُّهُمْ كَالْعَدَمِ
لَذَى مَجْلِسَ الْأُمَمِ
عَلَيْهِ يَكُوْنُ النَّدَمُ
حِينَ يَوْمِ الْحَسْمِ
***
لَيْتَنْي مَا أَفَقْتُ مِنْ نَوْمِ
لِأُصْدَمَ فِيْ قَوْمِي
كَيْفَ أَشْهَذْ غَداً لِلْيَوْمِ
كَيَفْ يَكُوْنُ لِيْ حُلْمُ
هَلَّا عَزَّيْتُمْونِيْ فِيْهِمُ
أَوْ بَلِّغُوْهُمُ
نُكْرِي لَهُمُ
أَوْ أصْبِرْ لَمَّا يَتَغَيَّرْ مَا بِقَوْمِي
فَيُغَيُّرُ اللَّهُ مَا بِهِمِ
***
المفضلات