قفي فحروفي تستبيح سطوري
وجيشٌ من الذكرى يدكُ قصوري
وقد عدتُ قبل اليومِ من ضفةِ الهوى
أهيمُ على وجهي وأنتِ تموري
فحبك لما عادَ أدركتُ نهرهُ
ففاض ولما فاضَ عاق عبوري
أفي سلمِ أعماقي هجرتِ مودتي
وفي حرب أشواقي أتيتِ تزوري
تزورين ماذا ? بعد ماذا ? وما الذي
يلملم أشلائي ? يرد كسوري
فعودي فذاك الطفلُ شبَ ولم يعد
بحلواكِ ما يرضيه حين تجوري
وما عاد ذاك الطفلُ يخشى لنقمةٍ
ولا شدة في القولِ حين تثوري
وما عاد ذاك الطفلُ يرضى بضمةٍ
ولا قبلةِ يا من قتلتِ سروري
أغركِ مني أنني شاعرٌ لهُ
احاسيسُ طفلٍ كان ذاكَ شعوري
إذا قيلَ مرت غيمة قلت أمطرت
فأسفح في أرض الغرام بذوري
وتعلو بساتيني نخيلاً وخضرةً
وتشدو حروفي بالهوى وطيوري
وأصنع من وردي وفلي حدائقاً
ويزهو فراش الحبِ فوق زهوري
وكنتِ نسيماً كلما هبَ ريحهُ
يهبُ بعطرٍ طيبٍ وبخورِ
ويوم الجفا جادتك ريحٌ ضننتها
نسيماً كما بالأمسِ كنتِ تزوري
جمعت لها حبي وعشقي ولهفتي
واشعلت أشواقي ذبحتُ جزوري
وعشرون يوماً بالليالي أقمتها
احتفالاً ووجهي مشرق كحظوري
فجئت كريحٍ أظلمَ الكونُ بعدها
وطارت خيامي بالجفا وقدوري
وباتت جناني والبساتين صفصفٌ
كذاك جذوعي في الهوى وجذوري
وعادت إلى نفسِ المكان تزورني
فلاقت وحوشي في الجفا ونسوري
ونحتٌ على صخرٍ يقول لها قفي
هنا متُ ولهاناً وتلك قبوري
الشاعر/
أمين يعقوب أمين حربه
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات