شيئ من السياسة
***************
عبدالعالي حميتو
**************
مِنْ فَيْضِ فُؤَادِيْ فَاهَ فَمِي
وَمِنْ لُمَحْ فِكْرِيْ سَاحَ قَلَمِي
نَبْعُ فِكْرِيْ وَفُؤَادِيْ إِلْهَامِي
بِهِ أَصُوْغُ وُجْدِيْ وَأَحْلَامِيْ
فَأَبُثُّ سَطْرِيْ شَجَنِيْ وَهُمُوْمِيْ
وَتَبَرُّمِيْ مِنْ مَسْلَكٍ مَرْسُومِ
أُقَادُ فِيْهِ كَالْفَرَسِ الْمَلْجُوَمِ
يُرَادُ لِيْ الْحَجْمُ الْمْعَلُوْمُ
كَمُوَاطِنٍ مُصَفِّقٍ خَدُوْمِ
إِنْ حِدْتُ فَالْهَرَاوَةْ تَحُوْمُ
مَطْلُوَبٌ لِسَانِيْ بِحَلْقُوْمِيْ
إِنْ تَمَلْمَلَ بِهِ فَأَنَا الْمَتْهُومُ
****
بِجِوَارِيْ شَخَصٌ بِلَا هُمُوْمِ
يُدَنْذِنْ بْأُغْنِيَّةٍ لِأُمِّ كُلْثُوْمِ
يَفْخَرْ بِنِظَالِ حِزْبٍ مَزْعُوْمِ
وَبِأَلَقْ لَاعِبٍ غَالِيَ السُّوْمِ
فَقْدَ رَتَعْ بِفِكْرِهْ سُقَمُ الْفَهْمِ
هُوَ مفْسُودُ تَعْلِيْمٍ وَأْبٍ وَأُمِّ
أَفْلَحُوا فِيْ تَرْبِيَّةِ مَهْزُوْمِ
مَشْحُوْنٌ بِغَيْرِ نَافِعِ الْعِلْمِ
قَدْ حَازَ عِلْمَ تَارِيْخِ لُعْبَةَ الْقَدَمِ
فَمَا يَدْرِيْ خَلْدُوْنَ وَابْنُ هَيْثَمِ
وَيَعْرِفُ لِلْسِّيْنِمَا كُلَّ نَجْمِ
وَيَسْرُدْ مَشَاهِيْرَ النَّغَمِ
وَجَدِيْدَ الْهَوَاتِفْ حَتَّىْ تَسْأَمَ
يَرْطُنْ بِالْفَرَنْسِيَّةِ بِالْكَلامِ
مَا تَسْتَوِيْ الْعَرَبِيَّةُ لَهُ بِالْفَمِ
بِانْجَلِيْزِيَّةٍ رَكِيْكَةٍ يُتَمْتِمُ
هَاوَارْ يُوْ وَ إِكْسِيُوزْ مِيْ
بِذَا يَتَبَاهَا بِيْنَ أَقْرَانِهْ وَيُفْحِمُ
عَالَةٌ هَوَ مِنْ حِرْفَةِ مُعْدُومُ
وَلَا يُعْوِزْهُ مِنْ أَبَوَيْهِ دِرْهَمُ
قَدِ انْسَلَخْ مِنْ دِيَنٍ وَقِيَمِ
ظَاناً التَّعَصْرُنَ بِهَجْرِ قَدِيْمِ
وَعَلَىْ الزَّمَاْنِ يُلْقِيْ اللَّوْمَ
مَا يَدَرْيَ مَا يُحَاكُ لَهْ اليَوْمَ
****
يَاْ هَاْذَاْ دَعْ عَنْكَ اللَّوْمَ
عَسَىْ تَنْتَبِهْ لِحَالِكَ الْيَوْمَ
أَفِقْ يَاْ ذَاْ مِنْ عَمِيْقِ النَّوْمِ
الْحَقْ حَثِيْتاً بِرَكْبِ الْقَوْمِ
مَنْ يَبْنُوْنَ وَلْبِنَائِنَا نَرْدُمُ
مَنْ يَعْلَوْنَ وَنْحَنْ نَتَقَزَّمُ
مَا لِذَا قَدْ يُوْصِلَكَ الْحُلْمُ
عَسَاكَ تَفِيْقُ مِنْهُ لِتَهُمَّ
لَا وَلَنْ تُغَيِّرْ حَالَنَا الْتُّهَمُ
الْحَالُ يُسْتَبْدَلْ بِأَقْوَمِ عَزْمِ
بِمُمَنْهَجِ شَحْدٍ لِذَوِيْ هِمَمِ
حَادِيْهُمُ لِغَذٍ فِكْرٌ وَعِلْمُ
******
أَنَا وَجَارِيَ صِنْفَانِ مِنَ الْقَوْمِ
رَضِيْنَا مِنْ مُسْتَقْبَلِنَا الْيَوْمَ
وَأَفْرَغَنَا السَّاحَةَ لِلْخَصْمِ
الَّذِيْ يُعِدُّ لِمَوْعِدِ الْحَسْم
لَسْنَا مِنْ ذَوِيْ الْهِمَمِ
مِنْ أَبَوَيْنَا وَرِثْنَا الْسُّقْمَ
لَاْ أَنْفَعُ قَوْمِيْ بِالنَّظْمِ
أَفَيَنْفَعْ جَارِيْ غَرِيْقَ الْوَهْمِ ؟
صِرْنَا نُكَراً بَيْنَ الِأُمْمِ
فَيَا حَوْجَ الْوَطْنِ عِنْذَ اللَّزْمِ
****
الْلَّهُ لَنْ يُغَيِّرْ مَا بَأَقْوَامِ
إِلَّا إِذَا نَوَاِمِيْسُهُ تُفْهَمُ
أَبَذاً لَا نَصْرَ حَثْماً لِلْمُسْلِمِ
إِذَا هُوْ لِعَدُّوٍ قِيَّادَهُ أَسْلَمَ
وَبَقَىْ ذُوْنَهُ بِأَسْفَلِ الْقِمَمِ
مَلْفُوْظَاتِ صُنْعِهِ يَلْتَهِمِ
وَحَقُّهُ رَهْنَ مَجْلِسِ الْأُمَمِ
يُغْصُبُهُ الْغَدَ قَبْلَ الْيَوْمِ
وَمِنَّا مَنْ حَاْلُنَاْ لَهُ غُنْمُ
يُفَضِّلُنُاْ مُنْقَادِيْنَ كَالْغَنَمِ
يَنُوْبُ عَنْ مُسْتَعْمِرٍ مُجْرِمِ
حَدَّ سَقْفاً لَنَا مَنْعاً لِلْتَّقَدُّمِ
يَفْرِضْ فَرَنْكُوْفِيْةً بِتَعْلِيْمِ
هَلْ لُغَةُ الْقُرَآنِ عَائِقُ الْعِلْمَ
إِنْ فَهِمِنَاْ ذَاْ حَقَّ الْفَهْمِ
فَبُشْرَى لِقَوْمِيْ لَذَىْ الْلَّزْمِ
15/04/2018
المفضلات