وَطَنِيْ يَا جُرْحاً فِي الْقَلْبِ
**********
عبدالعالي حميتو
*******

وَطَنِيْ يَا جُرْحاً فِي الْقَلْبِ
عََلَى عَقَارِبِ زَمَانِكْ, تُصْلَبُ
يَا مُخَدَّراً بِأَمْجَادِ سَالِفِ الْحُقُبِ
لَا تَسْتَحِقُّ أَنْ لَهَا تُنْسَبُ
خَانَ السَّلَفَ الْأَعْقُبُ
وَرِثُوْا عِزاً فَلَمْ يَرْقُبُوْا
فَرَّطُوْا فِيْ الْمَيَادِيْنِ فَانْسَحَبُوْا
نَفَرَ الْمَنَارُ فَلَاذَ بِالْهَرَبِ
مَلَّ مِنْ بَغْدَادِ وَمِنْ قُرْطُبِ
فَلَقَى مُوقِداً بِبِلَادِ الْغَرْبِ
فَقَالَ لِلظُّلْمَةِ: اذْهَبِي
وَأَلْهَمَ الْفِكْرَ آيَ الْخِصْبِ
********
وَطَنِيْ يَا مَرْتَعَ النَّهْبِ
قَدْ تَهَلَوْسَ بِسَاعَتِكْ الَعَقْرَبُ
فَلَمْ يَدْرِ أَيْنَ الصَّوْبَ
مَهْمَا عَلَى نَفْسِكَ تَكْذُبُ
الْفَاشِلِيْنَ تُنَصِّبُ
وَلِلْفَاسِدِينَ لَا تَنْتَصِبُ
بِالْعَجَلَةْ, كَثُرَتِ الْثُّقُبُ
فَتَأَخَّرْتِ عَنِ الْرَّكْبِ
عَلَى فَقْدِ أَنْدَلُسٍ تَنْتَحِبُ
وَالْآنَ مَقْدِسُكَ يُغْتَصَبُ
لِلْعُدْوَانِ بِالْإعْلَامِ الشَّجْبُ
وَبِالْخَفَى لَهُ جَثْمٌ عَلى الْرُّكَبِ
*********
أَتَوْكَ مِنْ كُلِّ صَوْبِ
رَبَائِبُ دُوَّلِ الْغَرْبِ
يَهُوْدُ شَتَاتِ الشُّعُبِ
صَيَارِفَةُ الذَّهَبِ
انْسَلُّوْ بِكُلِّ طَائِفٍ وَحِزْبِ
مُكِّنُوا مِنْ أَدَوَاتِ الْحَرْبِ
مَهَرُوا بِالْكَيْدِ وَالنَّصْبِ
زَوَّرُوا فِي التَّارِيْخِ بِالْكُتُبِ
فَالْتُهِمَتْ فِلِسْطِيْنُ بِالْغَصْبِ
فَصَارَ الْضَّحِيَّةُ مُذْنِبَ
لِعَاثِرِ حَظَّكَ تَنْدُبُ
بَرِيئٌ حَظُّكْ, فَأَنْتَ الْمُدْنِبُ
********
يَحِيْقُ بِكَ الْخَطْبُ
حِينَ بِالجُبْنِ تَخْتَضِبَ
الْفِئَةُ الْقَلِيلَةْ, تَغْلِبُ
وِفِئَةٌ عَرَمْرَمٌ, تُغْلِبُ
عَكْسَ مَا عَنَى الْرَّبُ
لَمَّا عَنَى الْنَّبِيَ وَالْصُّحْبَ
وَاصْبَحَ الْعَرَمْرَمُ الْلَّجِبُ
كَأَنَّ سِلَاحَهُمْ مِنْ خَشَبِ
صِرْتَ أُضْحُوكَةَ الْشُّعُوبِ
بَعْدَ أَنْ كُنْتَ فِيْهِمْ بِالْقَلْبِ
بِالسِّيَاسَةِ ضَائِعُ الْدَّرْبِ
مِنْ مَقَالِبٍ إِلَى مَقْلَبِ
**********
تَشْتَكِيْ صَهْيُوْنَ لِلْغَرْبُ
تَسْتَجِيرْ مِنْ جَمْرَةٍ بِلَهَبِ
أُنْسِيْتَ أَنَّهْ لِحُكْمِهِ مُنَصِّبُ
وَأَنَّهُ أَصْلُ الْمَصَائِبِ
هُوَ مَنْ لِخَيْرَاتِكَ يَحْلُبُ
هُوَ مِنْ تَقَدُّمُكْ, يُرْعِبُ
يُوَسِّعْ لَكَ الْرَّقْعُ بِالْثَّوْبِ
لِيَبْقَى حَادِيَ الْرَّكْبِ
انْظُرْ مَرَآةً لَا تَكْذِبُ
لِتُعَايِنْ أَصْلَ الْعَطَبِ
إِنْ لَمْ تُعَانِ مُرَّ التَّطَبُّبِ
فَانْسَ حُلْماً لِمُقْبِلِ الْحُقُبِ
***********
أَيَشْفِ اللَّهُ مَا بِمُسْلِمٍ وَعُرْبِ
إنْ لَمْ يُشْفَ لِلْسَّاعَةْ, عَقْرَبُ
**********

01/06/2018