الصفحة رقم 2 من 2 البدايةالبداية 12
مشاهدة النتائج 21 الى 26 من 26

المواضيع: عالمٌ آخر

  1. #21
    احد الاشباح قرر الظهور اخيرlaugh
    .
    .
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    كيف حالكٍ Ri!؟ اتمنى انك بخير ؟!
    بصراحه اهنئك على هذه الرواية الرائعة
    031
    انها رائعة بكل معنى للكلمة مع أننا مازلنا في البدايه لكن احببتها
    لقد أثارت فضولي من بدايتها سأرى الكثير بهذه الرواية على ما يبدوا لكن لطفا لاتتركيها معلقه دون اكمالها
    003
    ثقي بنفسك وبموهبتك وضعي لنفسك بصمة هنا لاتحبطك قلت الردود فالاشباح كثرة هذه الايام
    knockedout
    اساسا الاعضاء المتواجدون قله والاغلب يحب ان تكون الروايه بفصول كثيرة حتى يضمنوا ان الكاتبة ستعود
    laugh
    لاتبتئسي من البدايه ولاتتركيها معلق بين السماء والارض سأقتلك حينها
    ogre
    بالنسبه السرد ممتاز، تعجبني طريقة تنقلك السلسة بين المواقف،
    لم تظهر الكثير من الحقائق و الشخصيات الكثير من الغموض فقط ، و مع ذلك زاد حماسي لمتابعة الرواية اكثر،
    knockedout
    كيفن مالذي ورائه اختفاء والده هل له علاقه بالامر هناك سؤال يدور في بالي هل ستسرعين الاحداث
    وهذه فقط مقتطفات لما حدث في الماضي ام الامر ليس كذلك
    laughknockedout
    و اعتبريني متابعة دائما بإذن الله , متابعه كالاشباح تظهر فترة وتختفي اخرى <<< تأثير الكسل ي جماعه laugh
    لكن ثقي هي ستظر .. فقط متشوقه للقادم
    في امان الله




    .




  2. ...

  3. #22


    الفصل الثالث / الجزء الثاني



    لم يتخطى كيفين حاجز الخوف الذي إنتابه البارِحة عِندما إكتشَف وجودَ شخص ما يتربص بِه ويُريده ميّتاً!، وحين إستيقظ صباح اليوم التالي كان قد قرر زيارة إيدي في المشفى بعْدَ المدرسة رُغم خوفِه من تخطي عتَبةِ الباب الذي حف قلبه، تكتَم هو وكلوي عن قول أي شيء بخصوص الشُرطي الذي وقف أمام بيتهم البارِحة أو ماحدَث لإيدي عن أُمِهما وتكتم كيفين عن قول أي شيء عن الرجُل الذي رآه خلال نافذة غُرفته واقفاً أمام منزِلهم، لكن بعد كُل شيء إستطاعت سونيا معرفةَ أمر إصابة إيدي من بعضِ صديقات عمَلها الثرثارات فبلدةٌ صغيرة التي يعيشون فيها على ايةِ حال لذا تنتشر فيها الأخبار سريعاً لكن لحُسن الحظ هي لم تعرِف  شيئاً عن أمر الشُرطي ولم تعرِف أيُ نوعٍ من الإصابات التي حلّت بإيدي لذا اضطرت لحصولها على الإجابة أن تسأل كيع¤ين والذي أجابها بكِذبة
    - كُنا نلعب في البرية عِندما سَقط وكسَر ذراعه
    - اوه ياللمسكين،هذا فضيع!
    - سأزوره اليوم بعد المدرسة
    - اجل،عليك بهذا
    كانوا يتناولون الإفطار في هذِه الأثناء قبل ان يخرُج كيفين مع أُخته مودعين والدتهما وسارا معاً مارين خلال مُفترق الطُرق دون ان ينضم إيدي لهما.
    كان يوماً طويلاً مُملاً اكثر من العادة بالنسبةِ لكيفين شَعر بالضجر في أوقات الراحة فلا صديق له غيرَ إيدي لذا اضطر لقضاء الوقت مع كلوي لكن الحديث معها لم يكُن يؤنسه قَط هُما دائِما الخلاف ولايتفقان معاً على شيء ولا يُثيرهما أيُ اهتمام مُشترك، هي تُحب القراءة وهو يمقتُها بينما يُحب مُشاهدة برامج التلفاز وهي تكرهُها، اخبرته اثناء تناولهما للطعام بأنها ستأتي معه لزيارَة إيدي واجابها بالرفض القاطع مُتحجِجاً
    - من سيبقى مع سام حينها عندما تذهب أُمي لعملهǿ
    - لا تكُن سخيفاً لن نتأخر سنعود قبل ذلك
    في الواقع لم يكُن هذا هو السبب الرئيسي لرفض كيفين مطلبها كان يخاف ان جائت معه ورأت حالة إيدي ستعرِف حتماً بأنه كذِب على طاولة الطعام وان ما أصابه ليس كسراً في الذراع بل شيء أكثر خطورة اذ استمر في تقديم الاعذار التي لم تُقنع كلوي، فإضطر للإنصياع للأمر الواقع والسماح لها بالمجيء معه فلا شيء سيُغير رأيها عندما تضع شيئاً نصب عينيها.
    انتظر سَماع رنين جرَس نهاية الدرس الأخير بفارغ الصبر ولم يُصدق عِندما فَعل، إلتقط حقيبته وراح يجري قبل ان يُثبتها على ظهرِه حتى، ركَض في ممرات المدرسة الضيقة الى الساحة التي انتظرت كلوي فيها على احد المقاعد مُريحةً قدماً فوق الأخرى وقد بدى الإنزعاج جلياً على وجهها فهِم كيفين منه انه تأخر لكن هذا امرٌ ليس بيده ما ان رأته حتى استقامت واقفه وصاحت فيه بوجهٍ مُحمر
    - أتحُب الدروس لهذا الحد؟، ما رأيك ان تنام في المدرسة حتى لا تفوت شيئاً منهǿ!
    - هي توقفي عن ذلك، ليس ذنبي بأن ساعات دراستك اقلُ مني
    تأففت عاقِدةً ذِراعيها مُشيحةً بصرها عنه
    - اياً يكُن لنذهب
    تقدمته في المشي قاصِدةً الطريق الذي يؤدي للمشفى الوحيد في البلدة، لم يكُن صعباً عليها معرِفةُ مكانه فهو يقع على مسافة ليست بالبعيدة من المكتبة مكانُها المفضل والذي ترتادُه على الدوام، حاول كيفين مُجاراتها في المشي لكن خُطاها كانت سريعة ووجد صعوبه في ذلك بالمشي وحده فكان يستوجب عليه الركض لمجاراة مشيها، وصلا الى المبنى العتيق ذو الطلاء الأبيض الذي بهَت نِصفُه، كان كبيراً وهذا ضروري ان كان الوحيد من نوعِه في البلدة، دخلا خِلال الباب الزُجاجي ليرو انواع مُتعددة من المرضى الجالسين ذوي الوجوه الشاحِبة والأجسادِ النحيلة، رُغم ذلك كان عدد لا بأس بِه منهم يتمتع بهيئه صحية لكن يستعصي على اي احد بعد كُل شيء معرِفةُ ان كانوا بالفعل كذلك، تقَدم الأخوان لسؤال احد المُظفين عن رقم غُرفةِ إيدي بعْدَ ذِكر اسمِه الكامل، فطلب الموظف منهما الإنتظار قليلاً ريثما يعود ثُم ذهب، تردد الإثنان لثانية قبل الجلوس في نفس المقاعد التي يجلس عليها المرضى خوفاً من انتقال العدوى فأنت لاتعلم أي مرضٍ قد يحمله أيُ شخص يجلس بجوارك خصوصاً ان كان يجلِس بجوارك داخل مستشفى!، جلسا مُتجاورين مُطبقيْ الصمت لم يكُن الوقت الذي إنتظراه " قليلاً " كما ذكر ذلك الموظف فعادت ملامح كلوي تتقلص كما كانت اثناء انتظار كيفين في المدرسة، وصَل اخيراً جالاً ببصريه في انحاء المكان إستنتج الأخوان بأنه يبحثُ عنهُما فنهضا بسُرعة ووقفا امامه فقال كيفين رغبةً في جذبِ انتباهه
    - معذِرةً ياسيدي، هل يُمكننا زيارتُه الآن؟
    - اعتذِر حالة المريض لا تسمح له بأي زيارات حالياً
    صُدم كيفين من تلك الإجابة التي لم بتوقعها وعاد قلق الأمس يلُف قلبه وسأل خائفاً من الإجابة
    - هل تعني بأن حالته خطِره؟
    - لا أستطيع الإفصاح عن أي شيء بإمكانكم الرحيل الآن
    لم يكُن كيفين راغباً بالرحيل على الأقل حتى يحصُل على تحديث بشأن حالة إيدي، لم ينصاع لما قاله الموظف بل وقف امامه كالتمثال، كان يأمل ان يُضيف ذلك الموظف على كلامه شيئاً إلا انه تلاشى من امام كيفين تاركاً اياه يغرق في اسئلته ولم يمُد له احدٌ ذراع النجاة سِوى كلوي التي امسكت بكتفِه قائلة بهدوء على غير عادتها الصاخبة
    - لنذهب ياكيفين
    اومأ كيفين بقلةِ حيلة ومشى خارجاً مع كلوي قاصدين بيتهما الصغير،كان كيفين هو من تولى مُهمة الجلوس مع سام في المنزل لهذا اليوم بينما خرجت كلوي للمكتبة تُعيد كُتبها التي استعارتها وتستعير مزيداً، كان الجو دافِئا لذا لم يكُن هناك داعٍ لإشعال نارِ المِدفئة مما زاد الهدوء في البيت اكثر، كان الجو قد بدأ يستحيل للحرارة مع اقتراب عُطلةِ الصيف إلا ان المطر لم يكُن ينوي التوقف حتى مع قدومه مِما يجعل صيف بلدتِهم الصغيرة مُعتدلاً غيرَ حار، كان يجلِس على الأريكة يُقلب قنوات التلفاز عيناه تنظُران إليه بعقلٍ كان قد حلق في مكانٍ اخر بينما جلَس سام على الأرض يلعب بلُعبه المُبعثرة حوله، كانت الأجواء رتيبة داخِل المنزل قبل ان يسمع كيفين صوت اصتدام شيء يصدُر خارج منزِلهم جعله يجفِل مُلتفتاً خلفه بسُرعة فحطّ نظرُه على النافذة والتي رأى خلالها شيئاً ما يخطف منها، دبّ الرُعب في قلبه لكنه لم يكُن شيئاً مقارنةً بالغضب الذي احسّ بِه، همس من بين اسنانه
    - انه هو!
    لم يضيع كيفين وقتاً اكثر من ذلك فسُرعان ما اطلقَ ساقيه ركضاً الى باب الرُدهة فتحه على مصراعيه وسلك نفسَ الطريق الذي اتخذه المُتربص مُتناسياً سام الصغير الذي بدأ يبكي خوفاً من اخيه الذي بات يركض خلف شيء ما كالمجنون، استمر كيفين في تتبع الظل الذي بدأ يتضِح قليلاً أمامه وكُله رغبة في انهاء كُل شيء الان وحالاً قبل ان تحِل مزيد من الكوارث بمن يُحيطونه إما ان يقتُل ذلك الشيء او يُطاح بِه قتيلاً، لم يكُن كيفين يُفكر بمنطقية آنذاك فما حلّ بإيدي جعله مهزوز التفكير، نال مِنه التعب مُجبِراً إياه على التوقف لإلتقاط انفاسه الهائِجة بينما عيناه ركزتا على المُتربص الذي راح يتلاشى شيئاً فشيء خلال ضباب البلدة الكثيف، استجمع كيفين القليل مِما تبقى من نفسِه وصاح بصوت لاهِث
    - من انت ؟!! ،توقف وواجهني!
    لم يحصُل كيفين على اجابه فزاد هذا مِن غضبِه، تفقد المكان مِن حولِه فهو لم يكُن يعي اين كان يركُض فكُل ما اراده هو امساك ذلك الشخص فحسب، كان قد توقف داخل احدِ الاحياء الفقيرة والتي امتلأت بالمُتشردين لطالما حذرتهم اُمهم بعدم وطء هذا المكان مُطلقاً، تذكّر كيفين القِصص التي كانت أُمه تحكيها له وكلوي عن الحوادِث التي حصلت هُنا وان هُناك ناسٌ قد يقتلون لأجلِ المال، سرَت قشعريرة رعب في بدنه وهو يتذكّر الفتاة اماندا والتي قُتِلت عِندما كانت تلعب هنا لان والديها لم يمتلِكا المال الكافي حيث وُجدت جُثتها امام باب منزِلهم والفتى كريستوفر الذي لم يجِد له احدٌ أي اثر حتى الآن بعد ان رآه شخصٌ ما يدخُل هذا الحي، استمرت القِصص تتدفق في عقلِ كيفين واحِدة تلو الاخرى وبِسرعة خاطِفه، لم يعرِف ان كانت تلك القصص حقيقةً ام فقط مُجرد تخويف من طرفِ والدته حتى لا يتجرأ على دخول هذا الحي لكنه لن يُغامر بمعرِفة ذلك، كان مرعوباً وأي صوتٍ سيصدر كان ليُسبب له سكتةً قلبية رُغم ذلك كان كُل شيء هادِئاً تماماً، انتشل نفسِه وحاول الركض عائداً بنفسِ السُرعة التي جاء فيها لكن ساقاه مُخدرتان وقد تمكنتا بالكاد من المشي أو الهرولة، لم يتوقف للحظه ولم يلتفت خلفه كذلك مشى للأمام بهدوء حتى عاد الدمُ مُجدداً يسري داخل ساقيه فراح يركض بأقصى مايستطيع وقلبه يكادُ يتفجر خوفاً وتعباً، توقف مُتنفساً الصعداء عندما ألاح لهُ منزله الآمن، لمح صندوق نُفاياتِهم مرمياً على الأرض وقد تناثرت القذارة على الرصيف، فكر كيفين بأن هذا هو صوت الإصتدام الذي سمِعه، ذلك الشخص كان يُراقبه عندما ارتطم بصندوق النُفايات غير قاصد ثم هرَب عِندما نتج عنه صوت عالي، لكن إن كان ينوي قتلي لمَ لم يفعل ذلك عِوضاً عن الهرب لاسيما بأن لا احد في المنزل سِواي وسام العاجز عن فِعل اي شيء للدفاع عن النفس، ربما لم يكُن مُتأكداً بأننا الوحيدان في المنزل لذا كان يتلصص للحصول على تلك المعلومة، استنتج كيفين كُل هذا من خلال النظر الى حاوية القُمامة المرمية وحدها غير انه ليس مُتأكداً من صِحة استنتاجه، وعِند ذكر اسم سام استطاع اخيراً استيعاب تركه لسام وحده في البيت صاح بصوتٍ عالٍ لا إرادياً مِن شدّة خوفه
    - يا إلهي سام!!
    فتح باب بيتهم بقوه فتذكر فجأة بأنه لم يُغلقه أساساً إلا ان جواب ذلك كان قد تجسد على هيئة كلوي التي حملت اخاها الصغير باكياً مُلتفتةً على كيفين وعلى وجهها قسمات قلق أختلطت بقليل من الغضب لكن صوتها بدا مرعوباً وهي تصيح
    - اين كُنت بحق الجحيم؟!، الباب كان مفتوحاً عِندما جِئت واجد سام وحده هنا!
    تلعثم كيفين حيث لم يستطِع العثور على كِذبة والتي اصبح يُخبر بها كثيراً مؤخراً في هذا الوقت القصير وشعر بأن كُتمانه للحقيقة سيكون صواباً، أكملت كلوي توبيخها
    - يا إلهي انت بلا فائِدة لا يمكنك حتى ابقاء عينك على سام اثناء غيابي القصير
    لم يراددها كيفين فقلبه لايزال ينبض بشدّة اولاً بسبب المكان المُرعب الذي وجد نفسه فيه وثانياً خوفه على سام ولا يريد زيادة عدد نبضات قلبه في الثانية اكثَر من ذلك بشجاره مع كلوي فقد يتسبب هذا اخيرا بإنفجاره.

    امضى بقية يومه بروتينه الرتيب والذي تغيّر قليلاً بذكْر الاحداث التي خاضها خِلال الأسبوعين الماضيين وعِندما ارتدت السماء حُلتها السوداء المُرصعة بالنجوم توجه كلاً من كيفين وكلوي الى سريرهما فلا يُسمح لهما بالسهر عمّا يزيد عن الثامنة والنصف والعاشرة في وقت العُطلات، استلقى كيفين على فِراشه والذي اصبح الآن مركزاً لأفكاره حيث راح كُل شيء يُقلقه ويخشاه يحتشد داخل عقله وعلى رأسِهم إيدي الذي لايعرف شيئاً عن حالته الآن ثم عن المُتربص ثُم حارة المُتشردين التي وجد نفسه فيها دون ان يلحظ وبأخيه سام الذي كاد ان يفقدُه وأخيراً المرآة في خِزانته، على الرُغم من محاولاته البائسة لنسيانها إلا ان ذِكراها تؤاتيه كُل ليلة على هذا الفِراش وقبل أن ينام مما يُسبب له كوابيس مُرعبة احياناً فيصحو غارقاً في عرَقه، لم يُفِده تخبئتها في خِزانة ملابسه كثيراً لكن على الأقل لن تكون مرصوصة امام وجهه كل ما استيقظ وكأنها تُطالبه بتذكر كُل هذا، اراد نسيانها نعَم لكن شعورٌ لم يُحبه بدأ يُزعجه مؤخراً بضرورة العودة منذ ان أُصيب إيدي، ظلّ على حالة التفكير هذِه وقتاً طويلاً قبل ان يجثِم على جفنيه النعاس في النهاية.

    ---

    توقع كيفين يومه هذا مُملاً كيوم أمس سيبقى وحدَه في الصف يتحمل تنمر تشاد عليه وسيُمضي طوال فترة الراحة مع أُخته كلوي هذا اذا لم تكُن قد انشأت صداقات جديدة او تصالحت مع قديمة، اتخذ هو وكلوي نفسَ الطريق المُعتاد وصولاً الى المدرسة، وفي الفصل كانت اصوات الطلاب المُزعجة تصدح كالعادة وكيفين يجلِس وحده في كُرسيه يرمق الفراغ
    - لوحدك اليوم ايضاً؟
    كان هذا تشاد الذي وجد فُرصة لإزعاج كيفين قبل مجيء اُستاذهم، ايقن كيفين بأنه لن يستطيع فِعل شيء سِوى الكلام من دون مارك ومايك فكُل ماعليه فِعله هو تجاهل كلماته لكن المُشكلة تكمُن هُنا فكيع¤ين يسهل إستفزازه بالكلمات وحدها
    - اين صديقك المهوس؟، هل ظَل يذاكر طوال الليل حتى انفجر رأسه من كثرة المعلومات؟
    كان كيفين سينهض واقفاً للكم تشاد في وجهه لولا ان باب الصَف فُتح ببُطء، عاد تشاد بسرعته القُصوى لمقعده فيما اعتدل كيفين في جلسته لكن لا لم يكُن هذا استاذهم بل كان إيدي دخل واغلق الباب خلفه بنفس الوتيره وجثم على وجهه تعبير غريب، عندما لاحظ الطلاب بأن من دَخل عليهم ليسَ استاذهم عادو الى صخبِهم المُعتاد لكِن هذا لم يأخُذ سوى ثوانٍ معدودة قبل ان يدخُل الأُستاذ خلف إيدي فإلتزموا الصمت مُجدداً، كان كيفين مصدوماً لدى رؤية إيدي فمن خِلال حديثه من المُمرض في المشفى أيقن بأن حالته خطيره وانه لن يخرُج مِنه قبل اسبوع على الأقل لكنه هنا بعد يوم من الحادِثة يجلِس بجواره، لم يحتَمل كيفين الإنتظار حتى نهاية الدرس ليحصُل على إجابات لذا همَس له بخفوت بينما بدأ الأستاذ يُثرثر عن درسه
    - انت بخير؟
    كان هُناك تغيُراً جلياً على تصرفات إيدي ذلك اليوم ولم ينظر لكيفين حتى، لاحَظ الأخير إرتباكه بينما كان يقول
    - ماذا تعني؟
    عقَد كيفين حاجبيه مُشتبهاً ورد بنبرة ترغب في إجابه مُرضية
    - كنتَ في المستشفى بالأمس
    - اوه اجل انا بخير
    لم ترضِ هذه الإجابة كيفين بتاتاً فإستمر بالهمس له من خلفِ ظهرِ استاذهم الذي بدأ بخَط كلمات على السبوره
    - لكن هذا ليس ماقيل لي لقد رفضو زيارتي بالأمس مُدعين بأن حالتك لاتسمح بـ...
    - كيفين اريد التركيز في الدرس
    قاطعه إيدي وقد بدى مُنزعجاً جداً وعلا صوت همسه كذلك، نظرته المُنزعجة تلك جعلت كيفين يتوقف عن النقاش لهذه اللحظة فحسب، سيحترم رغبة إيدي في التركيز على الدرس لكنه بالتأكيد سيفتح الموضوع مُجدداً لاحقاً.
    مضت الحِصص الدراسية ببطء اكثر من المُعتاد والسبب يعود لإنتظاره امراً آخر غير الخروج من هذا السجن المدرسي وعِندما أُعلن وقت الراحة كان إيدي قد استأذن  قبلها بدقائق قاصِداً دورات المياه، وطوال هذِه الفترة ظَل كيفين يبحثُ عنه دون جدوى وكأنه تلاشى، بدا ان كلوي لم تنشيء صداقات جديدة بعْد حيث كانت تجلِس مع كيفين على احدى المقاعد في الخارج يتناولون إفطارهم لأنهما لم يجدا  مكاناً فارغاً في الكافيتيريا، سألت كلوي بفم مُمتليء
    - اذاً هل ستجرب الذهاب للمستشفى اليوم؟
    بالكاد استطاع كيفين فهم ماقالته حين رد
    - لا داعيَ لهذا لقد جاء اليوم للمدرسة
    تعجبت كلوي
    - ماذǿ، اين هو؟
    - لا أعرف
    قالها كيفين ببساطة جعلت كلوي تنظر إليه بذهول اكبر فأردف موضحاً بدى اكثر منها مُشوِشاً
    - منذ ان رن جرَس الراحة كان قد اختفى كالشبح
    - هذا لا يُعقل، لاشَك بأن لديه مايفعله لكنك غفِلت عنه، بإمكانك سؤاله عِند بدء الحِصص أليس كذلك؟
    - لا أدري، انه يتصرف بغرابة اليوم
    عادت لكلوي نبرتها المُزعجة تلك التي كانت تُرعب كيفين أحياناً بينما تقول
    - أتعرف؟، انت هو من يتصرف بغرابة مؤخراً، صِرت تشرد كثيراً وتُكثر التفكير في أبسط الأمور واراهن ان امر إيدي واحدٌ منها، بصراحة اعتقد بأن عليك البدء بإصلاح نفسك أولاً قبل الآخرين.
    صحيحٌ ان كلامها هذا ازعجه إلا انه لم يجِد ما يرُد به عليه كالعادة عِندما يتناقش مع اُخته فكُل ما استطاع قوله كان من بين اسنانه
    - هل سنتشاجر في المدرسة الآن؟!
    - انا لا اتشاجر، انا فقط اكون صريحةً معك
    اطبقا الصمت طيلة الوقت المُتبقي من الراحة وعندما عاد كيفين الى صفِه وجد إيدي جالساً هُناك، استبشر ذلك فقد توقعه ان يدخُل مُتأخراً قبل الأُستاذ بثوانٍ حيث يجِد عُذراً لعدم إجابته لكنه الآن يجلِس وحيداً دون درسٍ امامه لينتبه له، اسرع كيفين وجلس جِواره وسأل بِسرعة
    - اين كُنت طوال الوقت؟!
    - اشتركت في النشاط المدرسي
    عقد كيفين حاجبيه إستغراباً
    - ماذǿ، لماذǿ!
    - لا أدري
    مازال إيدي مُشيحاً بصره عنه فقد تظاهر بكتابة شيء ما داخل احدِ الكُتب على طاولته حتى دخلت مُعلمة اخرى جالبةً معها سبباً ليتوقف  اخيراً عن التظاهُر.

    --
    وَجَد كيفين نفسه مُجدداً يمشي وحيداً على اروقة المَدرسة عِندما انتهت ساعات الدراسة كان إيدي قد استخدَم نفسَ الحيلة السابقة للخروج قبله وعندما خرج للساحة لمحه هُناك يركَب احدى السيارات التي توقفت امام بوابة المدرسة، هل اصبح إيدي الآن يعود لبيته بالسيارة عِوضاً عن المشي معه؟، عِندما رأى كيفين توماس  جالساً خلف عجلة القيادة فهِم اخيرا كُل شيء خلفَ تصرُفات إيدي، شعَر بضيق في صدره وتخلله شيء من الغضب شدّ قبضة يده ثُم ارخاها وكأن ذلك الغضب قد تحول الى حُزن واسف.
    - إن إيدي يتحاشاني...



  4. #23
    السلام عليكم..
    شكرا جزيلاً لمشاركاتكم لم اجد الوقت بعد للرد عليها لكنّي سأفعل لاحقاً
    هذا الجزء والأجزاء الأربعة التي تليه كتبتها قبل قراءة ردك يا انس زهر لذا قد لا تجدين تطور في طريقة الكتابه .
    لي عودة قريباً ... 3>

  5. #24



    الفصل الثالث / الجزء الثالث



    كان توماس جادّا بعد كل شيء في تهديده ذاك لكن ماذنب كيفين فيما حدَث هل انقاذ ابنه من الموت هو الذنب الذي اقترفه؟، ومع كُل هذا شعَر كيفين بأن شيء من المسؤولية يقَع على عاتِقه ان كان استنتاجه صحيحاً فذلك العَيار الناري كان من المُفترض ان يُصيبه هو لا إيدي، لكن توماس لايعرف هذه التفصيلة، اذاً لما يُلقي اللوم على كيفين؟ ربما لنقضهم الوعد الذي ينص بعدم بناء بيت شجرة مُجدداً لكن ماحدَث لم يكُن سببه بيتُ الشجرة ثُم ان ابنه إيدي هو من يُصِر دائماً على كيفين بالذهاب للبرية فالخطأ يقَع عليه هو، لا سبب يوضِح لوم توماس الشديد له.
    شعر كيفين بغضب متّقد في صدره عِندما عاد من المدرسه وحيداً ذلك اليوم كان مُنصباً على إيدي اكثر منه على والِده، عِندما عادَت له احداث صباح اليوم وكيف كان إيدي يتجاهله ويحاول الإفلات من اسئلته المُلحة ، هل حقاً سيقطع علاقته التامة به دون ان يقول شيئاً بسبب امرٍ واحد من والِده؟ تسائل كيفين ان كان سيفعل الشيء نفسَه ان كان والدُه حيّا قبل أربع سنوات لكنَه أيقن بأن والده لن يضعه في مِثل هذا الموقف لن يُجبر ابنه على قطع صلته مع اعز اصدقائه.
    هذه الأفكار اعادت لكيفين ذكريات كثيرة عن والده كان يحاول جاهداً طوال السنين الأربع  دثرها لكنها ابت ان تختفي عِندما هزّ رأسه عدّة مرات محاولاً طردها وفي كُل مره تنساب دمعة من عينيه رُغماً عنه مسحها بسُرعة خوفاً من مُداهمة كلوي له في غرفتِه كما تفعل احياناً.
    كان يستعِد للنوم وقد اضاء ضوء غُرفته فلم يتغَلب بعد على كابوس المرآة، اعتزَم على عدم التكلم مع إيدي مُطلقاً في الغَد فما حدَث لم يكُن غلطة كيفين او هذا ماحاول اقناع نفسه به.

    ---

    في الصف وجَد إيدي يجلِس على مِقعد مُغاير بعيداً عنه فلم يجِد كيفين سبباً لتغيير مِقعدِه هو الآخر، وكم ازعجته نظرات التلاميذ الفضوليه لهذا التغير فلم يسبق ان جلَسا بعيداً عن بعضِهما في أيٍ من الحِصص ، لم يكُن لديهما أي اصدقاء غيرَ بعضِهما سابقاً لكن كيفين عرَف بأن عليه القيام بشيء ما بسُرعة فإيدي يُعتبر اذكى ولد في الصف ولن يُواجه مشاكل في العثور على من يرغب في رفقته لكن  هذا فقط سيكون طمعَاً في الحصول على اعلى الدرجات من خلف ظهرِه، لطالما رَفض إيدي هذه العروض التي تنهال عليه عِندما كان صديقاً لكيفين فقد كان يعرِف بأنها طلبات كاذبه، لكن لا خيار امامه الآن سِوى القبول وسيبقى كيفين حين ذاك الفتى الوحيد في الصف، كُل مافكّر فيه كيفين في صف العلوم كان صحيحاً فما ان أُعلِن وقت الراحة وعِندما وطأت قدَمُه ارضية الكافيتيريا وجدَ إيدي يجلس هُناك مع بعْض الصبية على طاولة واسِعة، كان يضحك دون ان يعير كيفين الواقف امامهم على مسافة ليست بالبعيدة أيما اهتمام، لم يستطِع كيفين اخفاء انزعاجه كان غاضِباً جداً ووحيداً فكلوي لم تجِد وقتاً اسوأ من هذا في اعادة تشكيل صداقاتها، عرَف بأن لديه كثيرٌ من وقت الفراغ يقضيه بمُفرده خصوصاً في عُطلات نهاية الأسبوع ان لم يجِد صديقاً في الحال.

    ---

    مرّت ثلاثة ايام على خِصامه مع إيدي ولم يُكلم احدهما الآخر ولو للحظة ومنذ ذلك الحين مازال كيفين يتسكع وحيداً بينما استطاع إيدي تكوين مزيد من الصداقات، كان يشعُر بملل قاتم مُتعطِش للأثارة وكان يُفكر بعض المرات في العودة لعالم المرآة كما اسماه، فلا شيء يفوق ذاك اثارةً، فكّر في ذلك مرةً اخرى بينما كان يمشي قاصِداً البريّة واضعاً قلنسوة معطفه فوق رأسِه فزخّات المطر بدأت تنقر رأسه لكنها لم تكُن لتجعله يعود ادراجه للبيت فسيُصيبه الجنون ان بقيَ يوماً آخر في المنزل وسيتحّمل توبيخ والِدته لاحِقاً، لسبب ما لم يكُن خائفاً من الذهاب هُناك مره اخرى بعدَ الحادِثه فليس بالضرورة ان كان ما فكر فيه ذلك اليوم، "بأن احداً ما يترصده" صحيحاً، و قد يكون خاطِئاً تماما وايضاً هو لم يعُد يرى الرجُل الغريب امام منزِلهم منذ ان طارده ذلك اليوم، كانت الغيوم التي لبدت السماء قد جعلَت الأجواء مُظلمه رُغم انه النهار وأوجس ذلك في قلب كيفين بعض الخيفة لكنه استمر في المضي قُدماً حتى توغل داخِل الأشجار الكثيفة، استطاع رؤية اوراق شجرتهم العِملاقة اخيراً وعِندما اخترق جسده الحشائش الكثيفة سمع صوت شهقة واستطاع رؤية صاحِيها عندما خرج من تلك الحشائش، اتسعت عيناه لدى رؤية إيدي وقد كان هو مُتفاجِئاً بدوره لكنه كان يرتعش، سُرعان ما حطّت على الاجواء سحابةَ توتر لم يعرِف كيفين فيها ان كان يجِب عليه المُغادرة بصمت وإكمال مُقاطعة الحديث مع إيدي لكنه شعَر بمظهرِه غبياً ان فعَل ذلك لذا قال بصوت صارم
    - مالذي تفعله هُنǿ
    تفاجأ من رد إيدي عليه فقد توقع بأن يهرُب خوفاً من ان يُمسكه توماس مُتلبساً وهو يتحدّث مع كيفين في الواقع كان كيع¤ين مُتفاجئاً اكثر من جُرئة إيدي للقدوم الى هُنا من الأساس بعد ما حدَث لكتفه فهو يعرِف كم هو جبان
    - هذا ليس مكانك وحدَك كما تعرِف..
    - ألن تقع في مُشكلة ان وجدَك توماس هُنǿ، هذا خطِر قد تُصاب اثناء مشيك في البرية والأخطر من هذا انك تتحدَث معي قد اتحول الى وحش فجأة واكل وجهك، او اتعرف اقترح على والديك عزلك عن العالم بأكمله فقد تختنق لدى تنفسك هواء العامة فهو ملوث
    كان إيدي يقِف مصدوماً لدى سماعه هذه الكلمات اما كيفين  فشعَر بالراحة فقد رغِب في قول هذا لمدّة ، لطالما ازعجه اعتناء والديه المُبالغ بِه يُعاملانه كطفل مع انه بلغ الثالثة عشرة الآن ، لم يتجرأ البوح بذلك لإيدي في السابق خوفاً على مشاعره لكن لاشيء يمنعه الآن فإيدي هو من بدأ في تدمير مشاعره أولاً، توقع ان يبكي إيدي لكنه انفجر غاضِباً بعدَ برهه اخذها لإستيعاب كلام كيع¤ين ثُم صرخ بوجهٍ مُحمر
    - كيف تجرؤ على الحديث عنا بهذه الطريقة!!
    اعتلى تعبير لامُبالي قسمات وجه كيفين وهو يقول
    - هذِه الحقيقة يا إيدي، هل تعرِف ماقاله توماس لي ذات يوم؟
    لم ينتظِر كيفين جواب إيدي الذي اتقدَت عيناه غضباً مُركزاً إياهمها على وجه كيفين وقد تصلبت تعابيره
    - لقد قال بأنك ولد ضعيف ولا تستطيع تحمُل مرافقة شخص مُثير للمشاكل مثلي، اخبرني بأن اقطع صداقتي معك قبل ان تفعل انت، لكني لم أفعَل
    - هذا كذب!!!
    كان غضب إيدي قد إزداد لدرجةِ ان كيفين خشيَ ان ينفجِر وجهه الذي استحال احمر من ذي قبل، اراد كيفين إخباره بأن كُل ماقاله حقيقة ولا سبب لديه يجعله يكذِب لكنه لم يستطِع فقد ثقُل لسانه وشعر بوهن شديد في جسدِه خرّت عضلاته على الأرض ورأت عيناه إيدي يسقط أرضاً هو الأخر قبل ان يُحكَم اغلاقهما.

    ---

    تسارعت انفاسه واستدارت مُقلتاه في ظلام لايكسره سِوى مصباح وحيد عُلق في السقف حاول إستبيان مُوقعه لكن الظلام غطى على اغلب قسمات المكان، اراد الإستعانة بيديه على الوقوف لكنها ابت الإنصات له وقد صدَر عن هذا صوت جلبة معدنية، تسارعت انفاسه اكثر حيث اصبحت مسموعة عِندما رأى تلك السلاسل التي تُقيد كفيه واخريات تُقيد قدميه، قاومها بكل مايملك من قوة إلا ان هذا لم يكُن ذو نفع على الإطلاق وكُل ما احدثه هو أصوات مُزعجة تسببت في إيقاظ الشخص القابع على مسافة منه حيث لم يلحظه كيفين إلا للتو بدأ يسمع انفاس إيدي تتزايد في كُل لحظة يكتشف فيها مزيداً عن الموقف الذي وُضع فيه ولم يلبث نشيجه ان يصدح في الأرجاء، لم يرغَب كيفين يسمع أياً كان من اختطفهم نشيج إيدي فإضطر للحديث معه هامساً
    - إيدي اهد&#225; انا هُنا
    صدر صوت شهيق عن إيدي فلم يكُن قد عَرَف بعد عن وجود شخصٍ معه ثُم تمتم بصوت راجِف
    - كيفين!
    ثُم مالبث ان فقدَ السيطرةَ على نفسِه مُجدداً فراح يبكي بصوت مسموع ويصيح
    - مالذي يحدُث ياكيفين؟ أين نحن؟!
    - لا أعرِف، فقط اهد&#225; اخفض صوتك، أترغب في توقعنا في مُشكله؟
    شعر كيفين بأنه سيفقد سيطرته هو الآخر فيما اجاب إيدي ولم يسبب هذا إلا زيادةً في انهياره
    - نحن في مشكلة بالفعل، اوه ماكان علي المجيء كان علي إطاعة الأوامر كم انا غبي
    لم يتوقف إيدي عن مُقاومة السلاسل ولو للحظه، كان يجذِب يده بقوة علّها تُكسر لكن هذا كان واضحاً انه بلا جدوى كانت نهايتها مغروسة بإحكام في الجدار بينما التي قيدت أرجلهما غُرست في الأرضية همس كيفين له بحدّة
    - فقط توقف!!
    لاحظا ظلّا يتقدّم ببطء ناحيتهما، كان قلبُ كيفين يدق بعُنف ترقباً للشيء الذي سيراه ما ان يقف هذا الظل بهيئته الكاملة امامهما، لم يستطع كيفين رُغم ذلك اسبيان ملامح الرجل فقد غطى الظلام مُعظمها لكنه لم يلبث مكانه طويلاً حيثُ عاد ادراجه وقد تحول مشيه البطيء الى ركض، سأل إيدي بنفس الصوت الراجف والذي بدأ يختفي من حلقه قليلا
    - من هذǿ
    - توقف عن سؤالي، انا في نفس حالتك لا اعرف شيئاً!
    لم يكُن كيفين في مزاج لأسئلة إيدي المُلحة فقد كان هو أيضاً خائفاً بشدّة ويحتاج من يهدئه هو الآخر، شعر بإختناق في المكان أحس بأنه وُضع مع إيدي في غُرفة صغيرة خالية من أي نافذة وقد تذكر اثناء ذلك سُخريته من إيدي عن اختناقه من الهواء ولم يكُن هذا وقتاً مُناسباً لتذكر هذا على الإطلاق، استطاعا رؤية ظِلين هذِه المرة فإتخذ كيفين وضعيته الدفاعية نفسها والتي بدت بلا فائدة مع تلك السلاسل التي تُقيده بينما تكور إيدي اكثر في مكانه، تقدَم احدُ الرجُلان وقد توقع كيفين بأن يكون قائد الآخر وعِندما إستقر جسدُه تحت المصباح المُعلق في السقف إستطاع كيفين رؤية وجهه اخيراً وقد كان رجُلاً عادياً جداً لدرجةٍ خاب فيها امل كيفين فقد توقع رؤية مسخٍ ما من عالم المرآة لكن من يقِف امامه كان انساناً عادياً وراح يُخاطب بصوت مُنخفض لكن صارم الشخص الآخر الذي اكتفى بالوقوف خلفه
    - أيهم المطلوب؟
    - لا أعرف ياسيدي لذا اخذتُ كلاهما
    - هذه مُشكلة
    عرف كيفيم ولم يحتج هذا ذكاءً منه ليعرِف انه هو الشخص المطلوب لكنه سيصبر ولن يُخرجهما من حيرتهما تلك فليس لديه أية فكرة عمّا سيفعلانه ان فعل، صاح إيدي دون تفكير ودموعه تتلألأ تحت ضوء المصباح
    - انتم مُخطئون، نحن مُجرد اولاد عاديين لاصلةَ لنا بأي شيء تتحدثان عنه
    ضحكَ القائد مُفصحا عن اسنانه الصفراء وسط الظلام وقال ناظراً لإيدي
    - معلوماتنا تقول بأن المطلوب ولدٌ عادي وهو يتسكع بين الحين والآخر في هذِه المنطِقة لكن المُشكلة اننا وجدنا اثنان يُحبان التسكع هُنا
    - سيدي توقف عن العبث الوقت ينفذ مِنا علينا فِعل شيء بسُرعة!
    - إخرس!!
    صرخ الرجُل جاعلاً كُل شعرة في جسد الصبيين تنتصب وبدا ان الرجُل الاخر قد ارتعب هو أيضاً فطأطأ رأسه له مُعتذراً، استدار القائد ناحية الولدين ليُكمل ماكان يقوله لكنه بدى انه نسيَ اين توقف فسأل كيفين محاولاً عدَم اثارة شكوكه لكن هذا كان صعباً خصوصاً مع سؤال كهذا
    - هل ستطلقون سراح البريء اذاً؟
    - بالطبع لا، سنقتله
    قالها بشكل عادي وهو يبتسم كأنه يتحدث عن لعبة او شيء مُمتع، ارتعب الولدان ضِعفاً لكن كيع¤ين استمر في السؤال راجِفاً
    - وماذا عن المطلوب؟
    - اوه المطلوب نُريده حياً
    لم يعرِف كيفين ان كان مايقوله هذا الرجل حقيقة ام خُدعة تجعلُه يكشِف نفسه لكنه لن يفعل بالطبع حتى وان اضطر لكشف الحقيقة لإنقاذ نفسه هو لن يجعَل إيدي يموت، سيُفكر في طريقة تُنقذ كليهما ولو كان هذا مستحيلاً في وضعه هذا، نظَر الرجُل لكيفين بيعنان ضيقتان وقال في مكر
    - لماذا تسأل؟، هل يمكن ان تكون هو؟
    تجمع عرق بارد في كفيه العاجزين وارتجف وجهه قليلاً لكنه حافَظ عليه هادئاً في آخر لحظه وقال
    - انا لست هو ولا إيدي كذلك، من الأفضل لك قضاء وقتك الثمين في البحث عمّن تُريد بدلاً من تضييعه معنا
    لم يعرِف كيفين لمَ قال هذا فهذا على الأرجح سيتسبب في مقتل كليهما هذا ان صدق الرجل كلامه لكنه رغِب في تشويشه ليحصل على مزيد من الوقت في التفكير في خُطةٍ ما، في هذه اللحظة سمعوا صوت شهيق امتزج بصوت صراخ حاد جاعلاً كُل من في الغُرفة الصغيرة يجفل، كان هذا إيدي بعد ان استفاق من غيبوبته القصيرة، لم يلحَظ كيفين اختفاء انينه سابقاً سِوى للتو فقد كان فاقداً لوعيه وما ان عاد له حتى صرخ باكياً مُجدداً
    - ارجوك، انا لا اعرف عمّا تتحدث فقط دعني اذهب!
    - سيدي الوقت يمُر سريعاً بالفعل، اقترح ان نأخذ عينه من دمائهم ونعود لاحقاً
    - لا تكُن سخيفاً لن نستطيع العثور عليهم مُجدداً ان حدَث هذا فلن يطأا قدماً على هذه البُقعة ثانية بعد ما هذا
    - اذا لنأخذهم معنا
    - هل يجِب علي ان ارد على هذا حتى؟، مابال عقلِك اليوم لايستطيع التفكير؟ تذكّر لا نستطيع جلب روح اخرى للمستقبل، هل تريد نجاح اول مُهمة لك لهذا الحد؟ اذاً كُل ماعليك فعله هو ان تهدأ وتترك الأمر لي
    التفت الى الولدان فيما اردف
    - فأنا اعرِف كيف أجده منذ البداية، كُنت اعبث معهما فحسب.



  6. #25
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ع¤لفت مشاهدة المشاركة
    احد الاشباح قرر الظهور اخيرlaugh
    .
    .
    والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    كيف حالكٍ Ri!؟ اتمنى انك بخير ؟!
    بصراحه اهنئك على هذه الرواية الرائعة
    031
    انها رائعة بكل معنى للكلمة مع أننا مازلنا في البدايه لكن احببتها
    لقد أثارت فضولي من بدايتها سأرى الكثير بهذه الرواية على ما يبدوا لكن لطفا لاتتركيها معلقه دون اكمالها
    003
    ثقي بنفسك وبموهبتك وضعي لنفسك بصمة هنا لاتحبطك قلت الردود فالاشباح كثرة هذه الايام
    knockedout
    اساسا الاعضاء المتواجدون قله والاغلب يحب ان تكون الروايه بفصول كثيرة حتى يضمنوا ان الكاتبة ستعود
    laugh
    لاتبتئسي من البدايه ولاتتركيها معلق بين السماء والارض سأقتلك حينها
    ogre
    بالنسبه السرد ممتاز، تعجبني طريقة تنقلك السلسة بين المواقف،
    لم تظهر الكثير من الحقائق و الشخصيات الكثير من الغموض فقط ، و مع ذلك زاد حماسي لمتابعة الرواية اكثر،
    knockedout
    كيفن مالذي ورائه اختفاء والده هل له علاقه بالامر هناك سؤال يدور في بالي هل ستسرعين الاحداث
    وهذه فقط مقتطفات لما حدث في الماضي ام الامر ليس كذلك
    laughknockedout
    و اعتبريني متابعة دائما بإذن الله , متابعه كالاشباح تظهر فترة وتختفي اخرى <<< تأثير الكسل ي جماعه laugh
    لكن ثقي هي ستظر .. فقط متشوقه للقادم
    في امان الله




    .



    عليكم السلام ورحمة اللع وبركاته
    الحمد الله كل شيء بخير،
    سعيذة جداً انها نالت اعجابك ولا تخافي لسبب ما قررت انني سأضع نهاية لهذه الرواية خصيصاً مهما حدَث وسأكملها حتى. نهايتها سواء كان التفاعل قوياً ام لا، على الأقل انا اعلم الآن بأن هناك ناس يقرؤونها وهذا يكفيي،
    لن اُسرع أي احداث سِوى تلك التي تحتاج ابى تسريع، وجميع هذه الأحداث تجري في الحاضر
    وشكراً مجدداً على كلامك اللطيف..â‌¤ï¸ڈ
    في حفظ الله..

  7. #26


    الفصل الثالث/ الجزء الرابع



    - سيدي ارجوك، لمَ تتصرف هكذا الأمر جدي..
    - انا فقط أُحب الإستمتاع بعملي
    - اذا كانت عِندك طريقة تُحدد من هو المطلوب فالأفضل ان تُسرع
    - انت حقاً لاتستطيع الإسترخاء يابول
    كان كيع¤ين طوال الوقت يُفكر في طريقة ما للخلاص وكم كان هذا عقيماً ايقن بأن لاشيء يستطيع فِعله سِوى الحديث، اللعب في عقولهم لكن الواضح بأن الرجُل هو من يلعب بعقلِه، سأل كيع¤ين الرجُل الآخر المُسمى ببول
    - لمَ كُل هذا القلق بخصوص الوقت؟
    لم يُجبه بول كما اراد بل اجابه القائد والذي التفت إليه وحدجه بنظرته الحادة
    - هذا ليس من شأنك
    عرَف كيع¤ين انه دق وتراً حساساً، الوقت، ان كان هؤلاء الاثنان قد جاءا من عالم المرآة فالوقت محدود لهما في هذا العالم كما هو الحال معه ، أي سيختفيان من امامه ما ان تمُر عشرون دقيقة على بقائهما في عالم البشر، لكن ألم تمُر عشرين دقيقة بالفعل منذ ان وجد نفسه في هذه الغُرفة؟، رُبما الوقت يمُر بطيئاً عِندما يكون المرء خائفاً، بعثَ هذا في قلبه شيئاً من الأمل في النجاة، كُل ماعليه فعله هو اضاعة الوقت سيكون هذا سهلاً مع القائد فمما يبدو عليه انه مُحب للعبث والثرثرة اما الآخر فسيضل يُذكِره بضرورة الوقت وهذا لن يكون جيّداً
    - سيدي هلّا بدأت طريقتك تلك من فضلك؟
    - اوه نعم لكن ارغب في ان اشرح الأمر لكم اولاً
    استحسن كيع¤ين هذا فبهذه الطريقة سيضيع المزيد من الوقت
    - كان يامكان في قديم الزمان كان هُناك ولدان صغيران يلعبان فوق شجرةٍ عتيقة يبنيان كوخاً بالياً غبياً فوق اغصانها السميكة عِندما نزَل احدُهما ليُحضر شيئاً يقبع اسفل الشجرة.
    - سيدي هل تستطيع الإختصار؟
    اتسعت عينا كيع¤ين لدى سماع القصة ولم يكُن تعجبه ذاك يُقارن بتفاجؤ إيدي شحُب وجهه اضعافاً وارتجف فمُه كان هذا هو ماحدث في اليوم المشؤوم، اليوم الذي تسبب في قطع صلة الصداقة بين كيع¤ين وإيدي، اجاب الرجُل
    - بالطبع يابول سأُسهل الأمر عليك، حسناً عِندما نزَل احدُكما من الشجره واصابته رصاصة احدِ شُركائنا ولم تكُن رصاصة عادية بالمناسبة
    اقشعر جسد إيدي لدى سماعِه هذا
    - لم يعرِف شريكنا الغبي أيضاً أيُكما المقصود لذا اراد ان يُصيب الولد الآخر بالرصاصة"الغير عادية"
    قالها وهو يصنع علامة الإقتباس بأصابعه الطويلة ثُم اردف
    - لكِن لحُسن حظ هذا الفتى الأخير ولسوء حظ الفتى المُصاب هرع هارباً ربما طلباً للنجدة كما اعتقد فلم يتسنى لشريكنا المسكين ان ينال شرف رميه بالرصاصة، فبقي الولد المُصاب وحيداً مُستنداً على الشجره ولو لم ينقلب حظُ هذا الفتى المُصاب في آخر لحظة لكان مقتولا الآن او اسوأ ربما وجَد نفسه في عالم آخر مليء بالوحوش لولا انني حذّرت شريكنا الغبي من قتله، هل تعرفون لماذǿ لماذا انقذت حياة الفتى الصغير؟
    سكت قليلاً ناظراً في الوجه المُتعجب لشريكه والوجهين الخائفين الشاحبين لكيع¤ين وإيدي الذي لم تتوقف دموعه عن الإنهمار ولو لثانيه منذ ان وجَد نفسه مُقيداً في غُرفة مُظلمة  ثُم اردف بنفس النبرة
    - حتى أنال من الفتى الآخر... ان مات صديقه في هذِه البقعة فلن يعود إليها مُجدداً حاولنا جعْل حادِثة الصبي حادِثاً عرضياً قدر المُستطاع حتى لا ينفر الصبيان من المكان الوحيد الذي نستطيع النيل منهما فيه، على أية حال أمرت شريكنا الغبي ان يذهب ويلتقط الرصاصة التي اخترقت كتِف الفتى الذي لم يلحظه يمُر جواره لشدّة ألمه ومن خلال تلك الرصاصة وحدها عرفنا بأن الفتى المُصاب ليس المطلوب بل الفتى الآخر، هذا يعني بأن من لايملك ندبةً على كتفه حالياً هو من نُريده وسنقتل الآخر!
    كان الشرر يتطاير من عينه كان يبتسم بخبث وكأنه انتظر هذه اللحظة منذ مدة لحظةَ القتل!، تعجّب كيع¤ين هدوء إيدي فقد توقع صراخاً يُمزق حبالة الصوتيه لكنه لم يفعَل، إلتفت كيع¤ين له بقلق ربما قد اغشيَ عليه مُجدداً لكن لا، عيناه كانتا مفتوحتين غائرتين تنظران للسكين التي يُمسكها الرجُل وقد اصطبغ وجهه كاملا بالبياض، توجه الرجُل ناحية إيدي أولاً واستخدَم تلك السكين والتي بدت غيرَ عادية بدورها فما ان حط نصلها على قُماش ملابس إيدي حتى تمزق بالكامل كان قد مزق قميصه عِند كتِفه وكان خالياً من أية ندوب، دارت الأفكار سريعاً في عقل كيع¤ين وكُل مارغب إيجاده داخل عقله هو طريقة لكسب مزيد من الوقت فصاح قبل ان يُمزق كتف قميص إيدي الثاني
    - انتظر!، مازال هناك شيء لا افهمه في قصتك هذه
    استدار الرجُل له وقال  في رقة مُبتسماً
    - وما هو ياعزيزي؟
    بدا سعيداً ربما لانه وجد من يُشاركه الإهتمام بقصته فرد كيع¤ين محاولاً جعل الكلمات تخرج بطيئاً من جوفِه
    - كيف...اذا كنت قد رأيت وجه الفتى المُصاب فيُمكنك معرفته الآن
    - ومن قال اني رأيتُ وجهه؟ شريكنا الغبي هو من مشى بجوار الفتى لإلتقاط الرصاصة أتذكُر؟
    استبشر كيع¤ين لهذا النقاش ولم يكُن ليتقاعس عن إكماله
    - اذاً لمَ لم تسأل شريككم الغبي؟
    - اوه لقد مات بعد مدة قصيرة من الحادِثة
    - ماذǿ، كيف؟!
    تعجب كيع¤ين من رغبته الصادِقة في الحصول على اجابة هذا السؤال لكن مايُريده لا يحصل غالباً
    - لا تُشغل بالك بهذا السؤال
    عاد الرجُل بأدراجه الى إيدي هامّا بقطع قميصه الثاني، لاحَظ كيع¤ين ان إيدي كان يشُد على قبضة ذراعِه تلك وما ان اقتربت السكين من كتفه حتى رفعها بأعلى ما يملك جاعلاً قيوده تلامس نصل السكين وكما اراد إيدي قطعت هاته السكين السلاسل جُزئين ولم يحتج هذا وقتاً حتى، ما إن تحررت يدُ إيدي حتى التقط السكين من يدِ الرجُل المصدوم بسهولة ثُم غرسها في ركبته صرخ الرجُل ألما فذلك السلاح الحاد كان قد اخترق رُكبته بما فيها من احشاء حتى خرجت من الجِهة الأُخرى، سحب إيدي النصل جاعلاً بُقع الدم الزرقاء من ركبة الرجُل تتطاير في وجهه واستغل انهياره ارضاً في قطع بقية قيوده بأسرع مايستطيع فالرجُل الآخر كان قد اخرج سلاحه وحاول إصابة إيدي برميات عشوائية تعجب كيع¤ين من قدرة إيدي على تفاديها جميعُها صاح القائد بصوت جلجل المكان غَضباً
    - اقتله يابول انه ليس المطلوب اقتله!!
    عِندما تحرر إيدي بالكامل صاح كيع¤ين فيه
    - ارمِ السكين لي يا إيدي!!
    لكنه لم يفعل وبدا حتى بأنه لم يسمع بل توجه للمدعي بول والذي كان مُرتبكاً جداً من الفتى المجنون الذي يهُم بقتله الآن بسكين من عالمهم الغير عادي، كانت ذخيرة سلاحه قد نفذت وبدأ يضغط بشكل عقيم على الزناد ولم يصدر عن هذا سِوى صوت تكّه، انقض إيدي عليه في هذِه اللحظة وطعنه مرات عديدة في صدرِه كان الرجُل يتنفس بصعوبة بدى لكيع¤ين انه يحتضر، كان هذا الأخير مصدوماً من المشهد لم يعرِف ان إيدي بإمكانِه فِعلُ كُل هذا، كان يعرِف كم هو سريع البديهة وذكي لكن قطعاً ليس في ظروف كهذه، ماذا حدَث له؟ لقد جُن هذا ماحدَث له، تمالك كيع¤ين نفسه من صدمته وصرخ فيه
    - إيدي توقف، ستقتله!!
    هذا ان لم يكُن قد مات بالفعل كانت دماءه الزرقاء تُغطي صدرة وامتلأ وجه إيدي ويديه بها كان الرجُل قد توقف عن التنفس بالفعْل لكن إيدي لم يتوقف عن الطعْن وللحظة من الزمن وجَد نفسه يغرس سكيناً عادية على الأرض مرات عديدة وقد اختفى الرجُلان من المكان.
    خاف كيع¤ين كثيراً ولأول مرة في حياته كان خائفاً من إيدي خاف ان يأتيه الدور خاف ان يقتله أعز اصدقائه لم يستطِع الحديث ولم يستدر إيدي له بل افلتت يده السكين وراح يبكي بصوت مسموع راجِف، ايقَن كيع¤ين بأنه إيدي الذي يعرِفه قد عاد فإمتلك شيئاً من الشجاعة لمناداته مُتجاهلاً ماحدَث برمته
    - هل يُمكنك تحريري يا إيدي؟
    تحامَل إيدي على نفسِه والتقط سكينه واتجه لكيع¤ين الذي جفل لدى رؤية مظهرِه، شكرَ الرب ان اللون الذي يغطي وجهه ويتخلل شعره كان ازرقاً فلو كانت دماء حمراء لأرعبه هذا بشدّة ولعل صرخةً مرعوبة ستُفلت منه، بدأ يحُك نصل السكين مرات عديده على قيود كيع¤ين لم تعُد السكين غيرَ عادية بعْد الآن، استغرق إيدي وقتاً طويلاً حتى حرر كيع¤ين بالكامل ولم تخرُج منه أي كلمه حتى الآن ولم يسأله كيع¤ين عن أي شيء بل كُل ماقاله كان
    - لنخرُج بسُرعة فقد يعودا في أي لحظه
    في الواقع كان يشُك بأن الرجُل بول قد يعود بدى ميتاً قبل ان يختفي عن ناظريه تلك اللحظة لكنه لم يُشارك هذه الفكرة مع إيدي فسيكون مجنوناً ان فعَل، سارا بِصمت حتى دخلا غُرفة فسيحة امتلأت بأدوات ومعدات غريبة لم يرى الصبيان أي شيء مثلها من قبل ولم يتجرأ احدُهما من لمس أي شيء فيها بل اتجها الى بابٍ صغير من خلف تلك الأدوات، كان خالياً من أي شيء عدا سُلم يدوي يُرشد الى بقعة مُنيرة في الأعلى عرفا بأنه السبيل للخروج تسلقه كيع¤ين أولا ثُم تبعه إيدي ولم يجِدا نفسهما الا في البرية التي أيقن كلاهما بأنهما لن يطأ قدماً هُنا مُجدداً ابداً وسينسيان امر بيت الشجرة بالكامل وكُل الذكريات الجميلة التي قضاها معاً هُنا، لم يقولا شيئا عن ذلك بل استمر الصمت وسط التأملات ثُم غادرا البرية بكُل مافيها

    ---

    عاد كيع¤ين لبيته مُتأخراً ذلك اليوم على غيرِ العادة ومع ان اُمه لم تكُن في المنزل لتشهد غيابه فقد حرَصت كلوي على إخبارها لذا لم تكُن لديه وسيلة لتجنب التوبيخ، ترجّى كلوي كثيراً ان تسكُت عن الموضوع لكنها ابت الإنصياع ولكم هي عنيده، بعد مُشاجرة دارت بينهما صعَد لغُرفته غاضباً مُنهكاً، كُل تفكيره انصب على إيدي وكم شعَر بالندم لدى قولِه تلك الكلمات ولكم شعَر بالندم عِندما لم يواسي إيدي في تلك الأثناء لكنه لم يعرِف ماذا يقول، كان إيدي يتصرَف بغرابة وخاف ان يقول شيئاً خاطِئاً، أيقن بأنه توبيخ والدته لن يكون شيئاً مُقارنةً بوالدي إيدي خصوصاً عِندما يريانه في حالته تلك، دعاه كيع¤ين بالمجيء لمنزله للإغتسال كما فعَل مع كيع¤ين ذلك اليوم فهذا سيُخفف عقوبة والديه قليلاً لكنه رَفض ولم يتجرأ كيع¤ين على الإصرار عليه، رُبما لم يرغب إيدي في عِصيان اوامر والديه مُجدداً فلم تكُن اخر مرةٍ عصاهما فيها ذات نتائج جيّدة.
    تسائل كيع¤ين كيف سينام الليلة بعْد كُل ماحَدث، سيضَل يُفكر ويُفكر في تلك الأحداث حتى الصباح وسيذهب للمدرسة ساهِراً طوال الليل كما حدث في كُل مرةٍ زار فيها عالم المرآة، ندب حظَه لِم عليه هو ان يكون المطلوب؟ لمَ لم يكُن اي صبي اخر لمَ على حظِه ان يكون سيئاً لهذه الدرجة؟
    استلقى على فِراشه في محاولات عقيمة للنوم ولم يراوده هذا الأخير حتى اسدلَت الشمس خيوطاً من اشعتها فلم يكُن معه سوى ساعة واحدة لينام فيها قبلَ المدرسة.
    أيقظته امه حينها وكم ضايقه ذلك شعر بتلك الساعة وكأنها دقيقة، لم تتزحزح اقكاره قبل ان ينام من عقلِه بعد كما كان يأمل ان استيقظ، كان مُتعباً واراد التخلف غن المدرسة اليوم إلا ان امه عندما سألته عن السبب اخبرها بأنه لم ينَم ليلة البارحة جيّداً فما كان لها إلا ان وبخته
    - هل كُنت تسهر على التلفاز مِجدداً؟!، هذا عقابك ستذهب للمدرسة حتى لا تُفكر في اعادة مافعلت

    وجد نفسه بعد هذا يمشي في الشارع مع كلوي سألها
    - ألم تخُبريها بعد؟
    - سأفعل عندما أعود من المدرسة
    تنهد كيع¤ين بضيق ومشى بقيةَ الطريق في صمت

    تغيب إيدي عن المدرسة لهذا اليوم ولم يستطِع كيع¤ين ان يلومه وفكّر في زيارته بعد المدرسة للإطمئنان عليه وكُل ماتمناه ان لايكون توماس في المنزل لحظتها، مضى هذا اليوم كالأيام الثلاث الماضية، ضحِك تشاد عليه مُجدداً لكونه وحيداً دون اصدقاء وجلس في فترة الراحة وحيداً مُجدداً وغاص في خيالاته اثناء اخر حِصة ثُم خرج من المدرسة اخيراً بعد سماع الجرس، مشى نِصف الطريق حتى منزل إيدي ووقف امام عتبة الباب ومدّ يده مُتردداً، خاف ان يُسبب مشاكل اكثر عِوضاً عن اصلاحها، كان يأمل ان يرى وجه ساندرا الرحب يطِل من خلف الباب لا توماس المُتجهم ومنذ فترةٍ طويلة كان حظُه إيجابياً اليوم فكانت ساندرا هي من فتحت الباب عِندما طرقه كيع¤ين وما ان رأته حتى احتضنته بعنف
    - اوه كيع¤ين انا اسفه اسفه جداً، لم اكُن لأوافق على الأمر مُطلقاً.
    لم يتوقع كيع¤ين ردة الفعل هذه فقد توقع ان تطرده لكن بإحترام
    - لا بأس، هل يُمكنني رؤية إيدي؟
    افلتته ساندرا اخيرا وقالت وهي تدعوه ليدخل
    - اكيد بالطبع، هذا يُسعدني، هذه فكرة سيئة من الأساس، عرفت ان حاله ستؤول للأسوأ ان حرمناه من مُصاحبتك، لكن توماس انه لايفهم!
    بدت غاضِبة جداً من زوجها وقد لاحظ كيع¤ين للتو كم ان وجهها شاحب والدموع قد تجمعت في محجر عينيها من والواضح انها كانت تبكي قبل مجيء كيع¤ين هل السبب زوجها ام إيدي؟ ربما كلاهما اردفت
    - لا يجِب ان يراك توماس هنا فالأفضل ان تُسرع سأتفاهم معه حيَال الموضوع لاحقاً
    اكتفى كيع¤ين بإيماءه ولم يحتج لسؤالها ليعرِف انه في غُرفته، طرق الباب مرة ولم يجِد رداً ثُم مرةً اخرى ولارد أيضاً، لم يعتد هذا الأدب عِندما يزور إيدي في بيتهم فقد كان يُداهمه في غُرفته كُلما اراد سابقاً، اضطر لفتح الباب وطَل من خلال فتحة صنعها باحثاً عن إيدي الذي وجدَه جالساً على مكتبه واضعاً كفه على خده يتأمل شيئاً فيه، بدى مُستغرقاً في عالم آخر فدخَل كيع¤ين قائلاً بصوتً عالٍ نسبياً
    - إيدي؟!
    جفل الأخير مُلفتاً لكيفين وقد بدت عليه الدهشة
    - كيع¤ين؟!، مالذي تفعله لا يجب عليك ان تكون هنا!
    - امك سمحت لي بالمجيء
    سمح كيع¤ين لنفسه بالدخول والجلوس على السرير وعِندما لم يرد إيدي بشيء اكمل
    - هل انت بخير؟، لمَ لم تذهب للمدرسة اليوم؟
    ترك إيدي ماكان يُمسك به على مكتبه واستدار بكُرسية تِجاه كيع¤ين
    - لقد قتللت انساناً
    ادرك كيع¤ين مدى سذاجة سؤاله لكنه اراد معرفة نسبة تأثير الحادِثة عليه ولم تكُن قليلة ثُم رد
    - لم يكُن انساناً يا إيدي ثِق بي
    - كيف تعرِف هذǿ
    - اعني بالله عليك كانت دماؤه زرقاء!
    - اوه اعتقدتني اتوهم ذلك
    - ثُم انك لم تقُم بهذا إلا لإنقاذ اثنينا هذا لايُعتبر قتلاً مُطلقاً
    - في الواقع ظننت اني اتوهم كُل شيء كُل ماحدَث لم يحدُث صحيح؟
    كان ينظُر له بعينان لم يستطِع كيع¤ين تفسير مافيها، لكنه تذكّر نفسه وتذكّر عدم مقدرته على التصديق في السابق لم يكُن الأمر سهلاً
    - إيدي أتذكُر عِندما ارغمتني على اخبارك بشيء ما واخبرتك بأني سأفعل على الأقل ان كنتُ قد تأكدت ان ماحدث حقيقة؟
    لم يرُد إيدي لكن استطاع كيع¤ين ام يلمح بريقاً من الخوف وراء عينيه الباهتتين ثُم اردف
    - حسناً انا اصدق الآن ان ماحدَث حقيقة.




الصفحة رقم 2 من 2 البدايةالبداية 12

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter