الصفحة رقم 1 من 12 12311 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 237
  1. #1
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية

    غيومٌ لا تحجبك عني

    attachment

    إسم الرواية : غيومٌ لا تحجبك عني
    الصنف : تاريخي ، مغامرات
    دراما ، رومانس
    الحالة : غير مكتملة
    محدّثة من الرابط القديم غيومٌ لا تحجبك عني


    فهرس الفصول :
    الفصل التمهيدي للرواية
    0
    الفصل الأول 1
    الفصل الثاني 2
    الفصل الثالث 3
    الفصل الرابع 4
    الفصل الخامس 5
    الفصل السادس 6
    الفصل السابع 7
    الفصل الثامن 8
    الفصل التاسع 9
    الفصل العاشر 10


    ملاحظة : الفصل التمهيدي جزء لا يتجزأ من الرواية




    attachment


    ينعكس وميض القرمزي على الأوراق المتطايرة
    عازفا حفيفها إحساس عميق بالحياة


    e032


    في هذه المدينة المترفة والمكتظة
    صرخاتك في الأزقة وبين الحوانيت
    مهما جاهدت لجعل صوتك عاليا
    فإنه لن يسمع في الطرف الآخر من المدينة


    e032


    هناك طرق أخرى لوصول ندائك اللحوح
    دون أن تصيح ، من دون أن تصرخ
    سيصل النداء للمطلوب مرتميا في قعر روحه المخفية


    e032


    عندما تقف مشدوها في قيسارية "فاس المحروسة"
    هناك يد محمية مفعمة بالسرية والعلانية
    ستنتشلك من تداعي كيانك المتصدع



    e032







    cda42c34db9a736279b87a71c07e8629



    .
    .
    .



    اخر تعديل كان بواسطة » شارون فينارد في يوم » 19-02-2021 عند الساعة » 14:27 السبب: تم بناء على الطلب
    .

    و إذا يْنَفْعّك الله
    حاشا يضرّك إنسان

    e032


    my blog
    goodreads



  2. ...

  3. #2
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية


    .
    .

    ورغم دوي أصوات المطر والرياح المباغتة التي أخذت بالهيجان متخذة من أسطح الأشجار المعمرة بساطا رعديا لها
    كان يستمر في عدوه يعينه الضوء الأبيض الذي يتشقق به الأفق ثم يبتلعه على نحو متتالي وسريع
    هدأت الأمطار وسكنت الرياح بعض الشيء ، ثم أعقب ذلك هدوء عجيب مع كومة ثقيلة من النسيم البارد
    ليتخلل طبقاته صوت ارتطام بقع الدم الثخينة والملتهبة ثم صوت انتزاع الخنجر الحاد
    وانهيار جسده على الأرض الرطبة والمبللة ، لينزلق ذلك الجسد وتجفل وتتصلب أوصاله
    وازدادت حدة تلك القشعريرة التي غزت جسده عندما كشف له ضوء البرق عن وجه قاتله
    أو ربما آسره ...الذي كشّر له مبتسما بقسوة والمياه تتقاطر من وجهه الذي يظهر بظهور ضياء البرق
    " لا أقتلك ! بل أفعل بك ما هو أسوأ يا صديق ، إلى العبودية يا صديق "
    سقط رأسه المنهك من فقدان الدماء على الطين وقلبه يصيح حانقا " كلا ، لا يمكن أن تكون هكذا نهايتي












    aa4300f8074c6bc







    0









    كان ميناء سبتة يعج بالحركة رغم الغروب وتلطخ الأفق ببقع وردية ساحرة ، و الشمس البرتقالية ضخمة الحجم يغوص نصفها في أحشاء البحر الذي تلون بطبقات من القرمزي المتلألئ ، كان شعاع الحمرة ذلك يضفي بوهجه الناعم على وجه الشاب ذو العينان الرماديتين ، وخاصة على عينيه اللتان تلونتا بلون الشمس المعلقة بين الأرض والسماء ، كانتا عينيه في تلك الأثناء كالبحار والسحب لا لون ثابت لهما ،

    و نوارس البحر تصيح وتصفق بجناحيها كأنها تتناقل فيما بينها مخاوف البشر القاطنين في تلك البقعة من الأرض ، متى يا ترى تهز الحرب سبتة وتحين المواجهة مع الموحدين ؟

    قطب ذلك الشاب عريض المنكبين وجميل الملامح من حاجبيه البنيين ونهض من جلسته بعد أن رفع ذراعه عن ركبة رجله اليمنى التي كان ينصبها على الأرض ثانيا رجله الاخرى ، وانسل بين جموع التجار وحملة البضائع من الميناء ، وباعة السمك والنفائس البحرية ، لمح بعينيه الحادتين فتاة صغيرة تركض وتقفز رفقة رجل بدا له أنه والدها وهي تصر عليه بشراء شيء بدا له كالمرجان من حيث يلمحها من بعيد ، برقت عينيه الرماديتين بشراسة وتمتم بحنق " يا للسخف " وأكمل طريقة يشق البشر المشغولين والغافلين ، منسجمون في ختام صفقاتهم وأعمالهم دون أن يشعروا أن الأسطورة التي تقض مضاجعهم عقاب المغرب ينسل متجولا بينهم

    غادر الميناء متجها حيث الخان الذي استأجره وأوصى صاحب النزل بالسماح لبضعة شبان قام بوصفهم له بالولوج إلى غرفته ، وما إن وصل حتى صعد الدرج الخشبية لذلك النزل المتواضع قاصدا أول غرفة تقع على يمينه ، دفع الباب بهدوء وأول من وقع عليه بصره من أولئك الشبان هو أصغر رجاله

    فتى شقي يسمى الأحمر أطلق عليه رفاقه هذا الاسم بسبب حمرة وجنتيه الدائمة وحمرة عينيه الشديدة حينما يستيقظ من نومه ، حدق به العقاب لثوان قليلة قبل أن يلج بكليته إلى داخل الغرفة ويستدير بهدوء مقفلا الباب بإحكام خلفه ،بعد أن دارت عينيه الحادتين حول وجوه رجاله الثلاثة الذين اجتمعوا في الغرفة نطق دون إظهار أية تعابير على وجهه " لا أذكر أنني أوكلت لك مهمة النوم في الخان عوضا عن مراقبة هذا الزقاق اللعين الذي يطل عليه ! " رجف الأحمر من لهجة العقاب الباردة في الحديث
    لطالما ارتعدت أوصاله من هذا الأسلوب الذي يتبعه العقاب في التوبيخ عندما يكون ملولا أو شيء آخر مما لا يفقهه الأحمر أو لا يحق له محاولة الاطلاع عليه حتى ، لزم الأحمر الصمت واكتفى بابتلاع ريقه الذي كان ككرات حجر مرت عبر بلعومه وهنا نطق شهاب بجدية وقورة " دعك منه أيها العقاب فقد قسوت عليه عند عودتنا من قرية بيلونش " صمت لثواني ثم استطرد قائلا " لكنك تأخرت بالعودة هل حلّ شيء ما على خلاف هوانا ؟ " كان سؤالا مهذبا من شهاب يقصد به معنى لا يليق التصريح به ، فهم العقاب تعريض شهاب فأجاب بشبه ابتسامة شاردة ووهج عينيه الرماديتين موجه نحو مخاطبه

    " العقاب لا يُفلت فريسته " ولكن صمت شهاب دفع العقاب للتوضيح أكثر فأردف مشيحا بوجهه " تواصلت مع بعض المعارف عندما عدت للمدينة "
    نطق الأحمر أخيرا بعد أن اطمأن للكلام الذي أخذ مجرى آخر بعيدا عما يسبب له الاضطراب والقلق " وما هي الخطة التالية يا زعيم ؟ هل سنعود لمقرنا القديم هنا في سبتة إن الأ.."
    قاطعه العقاب " لا ، سنغادر سبتة " انتفض تاتلي قليل الكلام ونطق بلهجة حاول أن تبدو أقرب إلى الملامة من الاتهام " ماهذا أيها العقاب ، أنترصد الفرص أم نضيعها ؟!! "

    زم العقاب بشفتيه قبل أن يسحب الكرسي الخشبي ويجلس عليه مقابلا رجاله الثلاثة ، استقرت ذراعيه على فخذيه ومال بجيده نحو الجميع بملامحه الجادة ، انسدلت خصلات أخرى من غرة شعره على جبينه العريض واستطرد حديثه ناطقا بلهجة خافتة حذرة " لن تهاجم سبتة في هذه الفترة ، وقد سبق وقررنا أننا سنتحرك مع قرع طبول الحرب لذا من الأفضل أن نغتنم هذه الفترة بمزاولة أعمالنا المعتادة في أرجاء البلاد ، وهو الوقت المناسب للاتجاه صوب مراكش "

    ارتفعت حواف حاجبي الأحمر وهو ينطق غير مقتنع وبلهجة قلقة " العاصمة !!! " أشار العقاب بسبابته على شفتيه محيلا معنى تلك الحركة على فتاه الأحمر ثم همس مجيبا لقلقه " لدي عمل في القصر الملكي "



    e10e

    .
    .

    اخر تعديل كان بواسطة » ×hirOki× في يوم » 17-06-2019 عند الساعة » 16:48

  4. #3
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .

    attachment

    غادرني رشيد وهو يكرر وعوده لي بألا يتأخر ثانيةً واحدة مستندا بثقته تلك على بطئي في التسوق وانتقاء أصنافي ، في الحقيقة لم أكن لأكترث أو لأهتم بوعوده تلك ولا بلهجته الجادة في حديثه ، ليتأخر إن أراد لن أغضب ، مضيت إلى طريقي مزهوّة بثوبي الأنيق مشقوق الجانبين ونطاقه متوسط العرض الذي يحيط بخصري والذي كانت زركشته تطابق الزركشة المنسوجة على حذائي ذو الحد المقوس من الأمام و كان سروالي الواسع المنتفخ يلامس سطح حذائي بينما كانت قطع الفستان السفلية ترتفع عنه بمقدار شبر أو نحوه
    أكملت الطريق سيرا على قدمي وأنا أمشي بخطى ثابتة نحو القيسارية
    أحب شوارع مراكش الواسعة وقبابها ومآذنها القصيرة ، عندما أقترب من القيسارية أكون قد اقتربت من الزحام وفوضى الكلام ، عروض التجار من أقمشة وثياب جاهزة وتحف وقلائد أنيقة ، جرار كثيرة وأباريق ، كل شيء يباع هنا كل أنواع الحوانيت تفتح أبوابها هنا
    الرجال من حولي أغلبهم ملثمون يخفون وجوههم باستثناء أعينهم وبعضهم يظهر أنفه إضافة إلى عينيه أما النساء فيكشفن وجوههن بينما تستقر أخمرتهم على رؤوسهن وأسفل أذقانهن ، هناك رجال لا يخفون وجوههم لأن عادة إخفاء الوجه للرجل وكشفه للنساء من تقاليد قبيلة لمتونة التي ينتمي لها المرابطون هذه القبيلة التي نشرت الإسلام في المغرب الأقصى والأوسط بعد أن كان وجوده متمركزا في بعض الحواضر فقط من هذه المناطق وعلى إثر ذلك انتشر نفود دولتهم على المغرب الأوسط والأقصى وكل بلاد الأندلس باستثناء طليطلة
    كان الناس مولعون بالمرابطين في ذلك الوقت ولكن هذه المحبة صارت تنقص تدريجيا أدركت ذلك لأول مرة في فاجعة حرق كتب الإحياء في فاس ، كنت أطلّ من الباب الخارجي لدار جدتي في حومة بو طويل وأنا أبصر وأسمع أزيز لهيب النيران يرافقه بكاء الناس المتجمعين حول كومة الكتب الملتهبة ، أرى الكتب تتقافز كالطيور فوق ذلك اللهيب لتتلوى وتسودّ وتحترق ثم تتحول إلى رماد هش باهت اللون ، في تلك الأيام شاهدت جدتي كما لم أتخيلها يوما من العصبية وضيقة النفس
    لم تكن جدتي فقط بل كانت فاس كلها تبث غضبها وحنقها في كلمات تتطاير مع الهواء هنا وهناك ، في إحدى تلك الليالي العصيبة كان رجال الدولة يتجمعون أمام البيوت ، يجبرون أهلها بأن يقسموا بأيمانهم المقدسة بأنهم لا يملكون نسخا لكتاب الإحياء في بيوتهم ، بعد تلك الحادثة الرهيبة انتشرت الفتاوي بين أهالي فاس ببطلان أي يمين أقسمت كذبا بأنها لا تملك كتاب الإحياء بصفتها أيمان تحت الإكراه ، حتى تلك الأيام كنت متعلقة بالمرابطين وولائي لهم إلا أن تلك الحوادث أثّرت في ذلك الولاء ، ولكن بعد مجيئي إلى مراكش أدركت أن التغيرات في المرابطين أسمى من أن تكون في مسألة خلاف ديني فلا يبدو أن المرابطين هنا يهتمون كثيرا بموضوع منع كتب معينة أو التشدد في مسائل دينية معينة إلى ذلك الحد وبدا من الواضح أن أمير المسلمين في تلك الفترة كان يطبق نصائح منحها له عالم دين مقرب منه ويثق به هذا كل ما في الأمر

    وأنا استدير للزقاق الذي يصطف فيه حانوت التاجر سليم الفاسي أبصرت الشقية قمر
    اتسعت عينيها بطريقة مخيفة " كنت عندكِ في الصباح لما لم تكلفي نفسك عناء إخباري بتسوقك ؟؟ "
    واضح لماذا لم أخبرك لأنكِ تفضلين أن تعرفي كل كبيرة وصغيرة في حياة كل قاطني القصر أيتها القطة النهمة ، ولكنني لم أقل هذا بالتأكيد
    أجبتها بغباء " كانت قد نقصتني بعض الأغراض و ..." كدت أن أزل بكلامي وأقول في تسوقي لهذا الصباح ولكنني ابتلعت لساني الثرثار بابتسامة بلهاء
    أصدرت قمر تأففا تعمدت إطالته ثم قالت وهي ترمقني بنظرات فاحصة " آه هكذا إذا ؟ تحسبين أنني لا أعرف أنكِ قطة جائعة تلتهم الأخبار القادمة من البحر والصحراء ! "
    قطبت حاجبي وأنا أجيبها باستنكار خفيف " ماهذا الذي تقولينه ! أنا طبيبة ! ثم .."
    أشرت صوب حانوت سليم الفاسي وأكملت كلامي " جئت لحانوت التاجر سليم لـ .."
    قاطعتني مصححة بقسوة و بلهجة لامبالية " العطار سليم وليس التاجر ، السيد جميل يتاجر له "

    فغر فمي لثواني ولم أعرف هل يفترض بي أن أشعر بالإهانة بسبب أسلوبها الفظ في تصحيح معلوماتي أو بالإعجاب بمدى خبرتها التي تتجاوز شؤون البلاط ، ولكنها لكزتني وقربت وجهها إليّ وقد استرجعت أسلوبها التشويقي في الكلام
    "باعة الغرائب والعجائب استأجروا حانوت بجوار حانوت الصائغ أسعد " واستطردت سيرها وهي تقترب أكثر مني وتهمس لي بعد ان لاحظت افتقار معلوماتها إلى تشتيت ذهني " يبيعون اليوم ثعبان أليف وحجر في قلبه ضوء "

    لم اكن لأكترث بشأن الثعبان الأليف لا أكثر من مروضي الثعابين حولنا وسبق ورأيت سمه في قنينة ، ولكن حجر بقلب وامض !
    ابتلعت من ريقي وأنا لا أقدر على حبس فضولي " كيف يعني ؟ هل يضيء في راحة الكف ؟ ما لونه ؟ "
    ابتسمت القمر ابتسامة النصر وهي تسحبني بذراعي ، نزعت ذراعي عنها بصرامة فحدقت بي باستنكار شديد
    قلت مبررة وبلهجة لطيفة ( مخافة أن أخسر مرافقتها لي لمشاهدة الحجر ذو القلب الوامض )

    " ليس قبل أن أشتري النيلوفر من حانوت العطار سليم الفاسي " تعمدت قول العطار حتى أشعرها بأنني أوليها تقديرا كافيا ، خسرت قمر أمام ذكائي وهي تقول باستسلام أبله " حسنا سأرافقك إلى هناك ، أساسا أنا أحب زيارة حانوت العطار سليم "



    .
    .
    .


    كافأت قمر بأخذها معي بالعربة في طريق العودة إلى القصر ، لم يتحدث رشيد أو يغمغم بشأن قلقه من تأخره أو تقديم الأعذار فقد كان وجود قمر ضامنا بقصر الوقت مهما بدا طويلا ، عندما نمر من هذا الطريق نبصر أسوار مراكش ، إن التصاق هذه الأسوار بالأفق في بصري يشعرني بإحساس ساحر وجميل ، من كان ليعتقد بأن هذه المدينة التي يعني اسمها مرو كاش مر بسرعة بسبب وحشتها وأشواكها وخلوها من كان ليعتقد بأنها ستكون بهذا الجمال والبهاء ؟ وأحيانا أتسائل كيف كان الناس قديما يمرون من هنا وجلين ومستعجلين وخائفين دون أن يبصروا هذا الجمال ؟
    امرأة فائقة الجمال لاحظت دون سائر اولئك البشر هذا الجمال ، امرأة توجت بلقب الملكة في دولة لم ينل فيها هذا اللقب أحد لا من الذكور ولا من الإناث
    حتى زوجها قائد المرابطين وزعيمهم كان لقبه أمير المسلمين وهذا اللقب يعني مرتبة أمير أو حاكم وليس ملك حيث الملك يكون لقبه أمير المؤمنين وفقا للعادات المتبعة في بلاد المسلمين
    لقد كانت المرأة المعروفة باسم الملكة زينب زوجة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين هي التي قررت بناء هذه المدينة واختارتها عاصمة للبلاد ، لقد كان قرارا جنونيا أن تختار مدينة مر بسرعة اعبر سريعا وأنت حذر لتصبح عاصمة تدار فيها شؤون دولة تحكم شطرا من إفريقيا وأوروبا ! ولكن مراكش كانت جديرة بهذه المكانة وكل يوم تشرق فيه شمس ملتهبة جديدة على أفق هذه المدينة تزداد الثقة والتأكيد بروعة هذه المدينة الساحرة وصواب ذلك القرار البعيد
    ولجنا إلى داخل البوابة واقتربنا من قصور البلاط ، نطقت مخاطبة لرشيد " شكرا رشيد سننزل هنا " تدخلت قمر طبعا في الحديث " نعم نود أن نحظى ببضع خطوات في الحديقة على الأقل " قالت ذلك بلهجة يشوبها التذمر وهي تهم بالنزول ، قال رشيد وهي يميل نحو قمر بطرف عينيه " تتحدثين وكأنكِ لست الفتاة التي ترافق كل امرأة تخرج للتسوق من البلاط " رفعت قمر نظرها نحوه قبل ان تبتعد كثيرا عن العربة وهي تقول بلهجة متذمرة " لم أقدر على مرافقة السيدة راحل عشية الأمس " قهقهت دون أن أنوي ذلك " مرافقة السيدة راحل ! إن أردتِ العيش بسعادة فقللي من هذا الطموح "
    أضاف رشيد بسخط " وكوني قانعة " التفتت كلتانا إلى رشيد وهو يقول عبارته الأخيرة ، تمكننا بسهولة من ملاحظة مدى البؤس الذي ارتسم على ملامحه في تلك الأثناء وكأنه قد استعرض الفرق بين طبيعة حياته والمسؤوليات المعلقة حول عنقه بحال قمر التي لا يمكن أن تشتكي إلا من لسانها الثرثار أو ساقيها المتعبتين من التجوال . لم أفترض مقارنة حاله بحالي فأنا لست من الخدم على كل حال والاختلاف الكبير بين مسؤولياته ومسؤولياتي أمر طبيعي



    .
    .
    .


    بعينيها اللتين تبرقان كبلور مهشم ، ترتطم بالأرض وتسقط أمام ناظري ، أبصر رذاذ الدماء التي تناثرت على وجهها ، أسمع صيحة أمي ، أنحدر راكضا ثم متزحلقا عبر ذلك المنحدر ، ولكن عندما وصلت ، كان كل شيء قد انقضى
    قُتل الجميع
    رفع العقاب رأسه بحركة سريعة وتلى ذلك ارتفاع جيده عن الفراش الذي كان مضطجعا عليه ، بقطعة القماش السميكة الملفوفة حول معصمه ، مسح جبينه المبتل بالعرق ، انسدلت خصلات غرته المبللة على جبينه ، ثنى ركبتيه واستقرت ذراعيه مستندة عليهما ، طأطأ رأسه بينهما وأخذ يجمع أنفاسه المضطربة
    همس ببطء وهو على حالته تلك " نعم ،،،بقينا أنا وأنت وحافظنا عليها كما ينبغي "
    صمت لبرهة ثم أستطرد كلامه بلهجة صارت تحتد تدريجيا " نعم وعندما رحلت أنت أيضا ، حافظت عليها كما ينبغي ،، ولكن ، ولكنها "
    وهنا صاح بقسوة وهو يركل قدميه ثم ينهض بثورة غضب عارمة " لكنها ضاعت مني كما لا ينبغي ، كما لا ينبغي ، ضاعت .." بقبضة يده القوية ضرب الجدار على يمينه ثم
    توقف يجمع انفاسه اللاهثة ثم نطق يهمس لنفسه بلهجة حائرة " هذا لأنني كنت طفلا ، ساذجا ، ضعيفا ، وطيبا "
    رفع جفنيه بحركة سريعة ، لتبرز عينيه الرماديتين قويتي الشعاع ، ورفع حاجبيه مع إمالة بسيطة لرأسه نحو الأعلى ونطق بلهجة متأملة " ولكنني لم أعد طيبا ولا طفلا "
    قطب من حاجبيه لتزداد حدة ارتعاش بريق عينيه الرماديتين ونطق بقسوة وهو يحدق في الفراغ " أنا الآن العقاب " وفور نطقه لتلك الكلمة اتجه كالبرق صوب سيفه ودسه حيث يجب أن يكون ثم انطلق خارجا





    .
    .
    .

  5. #4
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .
    .



    قهقه الأحمر وعينيه الشرستين تشع بوهجهما زيتي اللون " أوه حقا ابن العم ؟ ماذا لو قررت شرائها بنصف الثمن ؟ "
    قطب البائع الفتي حاجبيه بإصرار وهو يجيب بصدق وبلهجة ثابتة " المعذرة منك ، لا يمكن أن أبيعك إلا بهذا السعر "
    رفع الأحمر حاجبيه باستخفاف وهو يخاطب البائع " أفهم من كلامك هذا ، أنك لست خائفا ؟ "
    أردف وهو يتعمد تبطيء أحرف كلامه " هـــل أنـــت مـــغوار ؟ بــــطــل ؟ "
    ابتلع البائع من ريقه وقد بدأ يشك في هوية زبونه " أنا مأمور فحسب ، أطبق أوامر صاحب البضاعة "
    ابتسم الأحمر بخبث وعينيه تضيقان بحدة شرسة " إذا أعصي أوامر سيدك وأطعني أنا .."
    نفى البائع بحركة من رأسه ثم نطق " هذا مستحيل ، المعذرة منك "
    قطب الأحمر من حاجبيه ورمى البائع بنظرة استطلاعية مريبة " لماذا أشعر أنك خائف مني ؟ " ابتسم بشكل طفولي مخيف وهو يكمل كلامه " أنا مجرد صبي ! "
    ابتلع البائع وشعر بسخافة أفكاره السابقة حول هذا الغر الذي يعبث به ، فجمع شتات شجاعته ليسحب الأحمر من طرف ثيابه ويصيح أخيرا " لقد سئمتك أيها الشقي فلتغرب عن وجهي حوانيت المجوهرات لا تليق بأمثالك الصعاليك "
    كان صياح البائع بتلك الكلمات عاليا وهذا ما أسعد الأحمر ورسم ابتسامة النصر على وجهه الجذاب مع عينيه اللتان كانتا تميلان نحو زبائن السوق ، وبالتزامن مع ذلك الوقت صاحت امرأة على ذلك البائع وهي تحدق فيه بشزر " لا تليق بالصعاليك !! لربما تليق بأكلة حقوق الناس أيها التافه عديم الحياء" واقتحم رجلان الحانوت بغضب ليأخذ احدهما بتلابيب ثياب البائع أما الآخر فقد عقد يديه في نصفه وهو يحملق فيه بغضب ويشتمه
    ثم رميت حجارة نحو الحانوت مع صوت مألوف يصيح " صاحب هذا الحانوت يصفنا بالصعاليك " ودفع شهاب بطرف باب الحانوت بقوة ليلتقي بالرجلان اللذان أرادا تلقين الأجير المتكبر درسا وبشكل غير مدروس اكتظ الحانوت بصدى الأصوات المتشاجرة مع التحريض المنفعل والصراخ أمام زقاق الحانوت ، اما الأحمر فقد كانت قدماه تسابق الرياح نحو رجال الشرطة ليخبرهم بالشغب الدائر في ذلك الحانوت ، ومع قدوم رجال الشرطة وانتشار الشائعات المغلوطة حول السبب الرئيسي للشجار ازداد الأمر سوءا واشتبك الرجال المتحمسين مع رجال الشرطة في عراك بالأيدي والعصي ، لأن بعضهم فهم قدوم رجال الشرطة لحماية أجير الحانوت من غضب الناس أما الرجال الذين قدموا لحماية الحانوت والبائع فقد اعتقدوا وجود رجال الشرطة لتأديب البائع وعقابه إرضاء للعامة وفي تلك الفوضى العارمة
    يتسلل وجه لا يثير الريبة ولا ينتبه لوجوده أصلا وسط تلك المعمعة إلى داخل الحانوت ومن ناحية أخرى تدوي صيحة ذكية بين الجموع الذين بدا وكأنهم انضموا للتقاتل دون فهم أسبابه " بماذا يفيد الأجير ، لقنوا سيده هذا الدرس " وانطلق جماعة منهم بعيدا عن مركز العراك ليعتلوا أحصنتهم ويتجهوا حيث السيد المطلوب ، سأل أحد هؤلاء الرجال رجل آخر جعلت منه هذه المعركة رفيقا له " أخبرني أتعرفه إن رأيته ؟ متأكد أننا سنعثر عليه هناك ؟ " أجاب الآخر وهو يشد بلجام فرسه ويرسله " نعم أعرفه تمام المعرفة ، كنت أظنه رجلا صالحا "



    .
    .
    .



    في غرفة لا تضيئها سوى شقوق زجاجية حمراء وصفراء ، كان تاجر المجوهرات المطلوب يئن ويتلوى عنقه بيأس ثم ينطق بهلع بعد أن سحبت قطعة القماش التي كانت مربوطة حول فهمه " لــم أقم بأذية أحد ، أقسم ، ماذا اقترفت أخبروني "
    هنا نطق صوت قوي النبرة اقشعر له بدن التاجر الأسير " إجابة منك على سؤال واحد "
    قطب صاحب الصوت من حاجبيه ليكمل كلامه بلهجته الباردة ذاتها " وأمامك خيارين فقط ! إما أنك سوف تموت أو أنك سوف تموت "
    وامتدت يده تنزع القماش الذي كان مربوطا حول عيني الأسير ، ارتعشت حدقتا الأسير الجاثي على ركبتيه وهو يبصر عينان رماديتان قاسيتان ، شعر بني كثيف يحيط بأنحاء الوجه الجميل المخيف الذي يميل ببصره محدقا به من الأعلى ، ارتعشت شفة التاجر السفلى قبل أن ينطق بتأتأة فظيعة " س س سـ تريني وجهك علانية ! أ أ ألا .."
    أجابه بابتسامة شرسة وانعكاس الأضواء الخفيفة المتسللة على وجهه في ذلك المكان المظلم
    " نعم ، إن ما تفكر فيه صحيح تماما ! " ثم استطرد حديثه وهو يميل أكثر نحو ضحيته
    " أنا لا أخفي وجهي على عدوي أتعلم لماذا ؟ "
    ثبت العقاب عينيه الرماديتين نحو ضحيته كأنه ينتظر منه تجاوبا ، فأومأ ذلك المسكين مرتعشا ليكمل العقاب كلامه الرهيب بعينين متسعتين " لأنني لا أتركه حيا خلفي أبدا "
    أردف كلامه ذلك بابتسامة جذابة وانحناءة لعينيه الجميلتين ، أما ذاك التاجر فقد اهتزت روحه وهو يخاطب العقاب بعينين دامعتين وحواجب متوسلة " حـ حرام عليك ! لـِ لمَاذا تريني وجهك لتقتلني ! "
    ولكن العقاب استرجع ملامحه القاسية وهو يهوي نحو التاجر جالسا القرفصاء أمامه ، وفتح فمه ليطلق سؤاله المصيري تزامنا مع تحريك يده نحو الهواء كأنه يصف ما يسأل عنه ، ينطق بلهجة هادئة وبطيئة مع تضييق عينيه وتثبيتهما لرصد ملامح ضحيته
    " قلادة ..ذات غطاء زجاجي ...من خلاله يمكنك رؤية الياقوتة المستطيلة ،،وعندما ترفع هذا الغطاء...يمكنك لمسها "

    في أثناء وصفه لتلك القلادة ، ازدادت حدة تقطيبه لحاجبيه نتيجة لما لاحظه من الملامح المذعورة التي ارتسمت على وجه ضحيته ، وفور أن أكمل العقاب طرح سؤاله الذي أدركت عينيه إجابته نيابة عن أذنيه ، نهض واقفا وسط دهشة التاجر ونفيه المرتعش برأسه وعينيه المحملقتين نحو الأعلى ، نطق العقاب وسط ملامحه القاسية الغاضبة " أعرف جيدا هذه النظرات " كشر بوجهه وهو يصيح " أنت تعرفها جيدا !!!!! "
    صاح التاجر وهو يحاول الصاق جيده بالجدار " ليست بحوزتي أقسم "
    نطق العقاب وهو يخرج سيفه من غمده " أين هي إذا ؟؟ "
    صاح بصوت أعلى " أيـــــــن "
    أجاب التاجر المفجوع بعينيه اللتان تكاد تقتلع من منبتهما " أقسم أنني لا أعلم ولكنني .."
    لم يكمل التاجر جملته فقد اخترق نصل سيف العقاب المضيء رقبة الضحية مبعدا إياها عن بقية جسده ، ارتطمت الدماء المتناثرة على الأرض مصدرا وقع ارتطامها لحنا قصيرا ، كذلك الذي صاحب اختراق السيف الحاد عنق الضحية


    .
    .
    .


    أبعد الأحمر غرة شعره السوداء عن جبينه وهو يرمي بآخر كيس انتهى من عد نقوده ثم نطق بلهجته المرحة " انتهينا من بيع كل تلك المجوهرات وأحصينا النقود كذلك " أصدر صوتا طائشا ينبئ عن الارتياح بعد عمل طويل ثم أردف " أخيــرا أكملنا عملنا "
    التفت العقاب صوب الأحمر يوجه له الحديث بملامح مرحة " ليس بعد أيها الغر " ثم أشار له بعينيه إلى شهاب الذي كان يحمل رسالة في يده ، قطب الأحمر حاجبيه بطريقة طفولية انفعالية وغزت ملامحه مظاهر التركيز المفرط ، بينما استطرد شهاب يخبر رفاقه بفحوى الرسالة " جاسوسنا أنجز مهمته أخبر أهل تلك البلدة بأن عصابتنا هي التي كانت وراء حادثة مقتل التاجر ونهب حانوته ويقول أن إمام جامع تلك الحومة قد شدد على الناس ضرورة التكاتف ضد رجال العقاب والتوقف عن ضرب بعضهم بعضا بالاتهامات "
    ضحك الأحمر رغم أنه لم يفهم المغزى من كل هذا " مهما تكاتفوا ضدنا هذا لن يفيد فقد ابتعدنا كثيرا " ثم انتبه مجددا واستدار ناحية العقاب يسأله بتركيز " ولكنني لم أفهم يا زعيم "
    أومأ العقاب بعينيه وحاجبيه للأحمر يستوضحه ، فتربع الأحمر واستطرد حديثه بحماسة وهو يحرك كفيه تزامنا مع كلامه " الشيء الذي لم أفهمه يا زعيم لماذا نخبرهم بذلك ؟ لنتركهم يتخبطون في حيرتهم ،،ولا أقول ذلك خوفا ، أعني ان اكتشفوا أمرنا فهذا لن يعني لي الشيء الكثير ولكن أن نخبرهم نحن ؟؟ لماذا ؟ "
    نطق شهاب على نحو بدا تطفليا " حتى يعلم الجميع من يكونون رجال عقاب المغرب "
    ولكن العقاب أجاب بلهجة هادئة وهو يوجه حديثه نحو الأحمر " في الحقيقة أيها الأحمر أن حيرتهم هذا ستقودهم إلى اتهام أحدهم وقتله أو إنزال عقوبة قاسية عليه ، وأنا لا أقول ذلك شفقة ولكن كل ما في الأمر أنني..."
    صمت لثواني ثم أكمل " لأنني لا أقتل إلا الشخص الذي أنوي قتله بالفعل ولا أسرق إلا من أكون قد قررت سرقته ...فأنا لا أحب القتل الخطأ "
    ابتسم الأحمر بشرود وهو يفكر ، أي مخ هذا الذي يتربع في عقل زعميهم ، كل ما يفعله العقاب يؤدي لنتيجة غير متوقعة ، تماما كما لم يستوعب فكرة أن افتعاله لشجار في حانوت مجوهرات قد يؤدي إلى مقتل التاجر مالك الحانوت في حد ذاته
    قطع سيل تأملات الأحمر وأفكاره صوت شهاب المميز الذي يقول " هييه ألم تره ؟ "
    حرك الأحمر وجهه كأنه يبعد عنه النعاس وهو ينطق سؤالا مقابلا " من هو ؟ "
    أغمض شهاب عينيه كأنه يصبر نفسه وهو يتمتم بصوت مسموع " أهـــوج " ثم صاح " منذ ساعة وأنا اسألك ان كنت رأيت تاتلي "
    التفت العقاب صوبهما والذي كان مضطجعا غير بعيد " هيي أيها الشهاب لا تقسو على عزيزنا الأحمر "
    احمرت أوداج الأحمر خصوصا وهو يعلم أن العقاب مسرور بعمله في آخر مهمه بينما أطبق شهاب جفنيه مرة أخرى وهو ينطق بلهجة متوسلة ساخرة " أوووه أنت أيضا يا زعيم "
    وهنا نهض العقاب وهو يخاطب رجلاه " لا وقت للراحة يجب أن ندخل مدينة طنجة الآن "
    قال الشهاب " ألن نذهب إلى مراكش ما ضرورة الدخول .."
    قاطعه العقاب وهو منشغل بدس خنجره " سنشتري بيتا جميلا ونقوم بكرائه "
    اتسعت ابتسامة الأحمر بذهول بينما لعق الشهاب شفتيه وهو ينطق كمن يحادث نفسه " وما ننسى أمر هذا البيت حتى نحصل على أضعاف ثمنه ! "
    " ومن هناك سنجد السير صوب مراكش "
    شعر الأحمر بهوة داخل صدره عندما كان العقاب يكرر ذلك على مسامعه فهو في قرارة نفسه لا يتمنى الذهاب لمراكش فإضافة لكونها العاصمة وهذا خطِر هي بعيدة جدا والأحمر يكره مفارقة الساحل













    cda42c34db9a736279b87a71c07e8629
    ...نهــاية الفصل ويتبع ...


    .
    .
    اخر تعديل كان بواسطة » ×hirOki× في يوم » 17-06-2019 عند الساعة » 17:00

  6. #5
    السلام عليكم ورحمه الله ..
    أول رد ،يالا السعادة e106 بداية :
    ارى الكثير من التغيرات ،والكثير من التعقيدات ،ظننت انني سأفهم اكثر فاذا بي اضيع اكثر ،ربما لانني قرأت الفصلين سابقا لذا حدثت لي فوضى في عقلي .
    ولكن حقا سلمت يدك على ما كتبت ؛جميل جميل جدا،بالنسبة لي فبعد قراءة هذين الفصلان فقد تغيرت نظرتي لبعض الأمور ، هناك شيء احب ان اضيفه اشعر به مهم جدا جدا بالنسبة للرواية ولانها تاريخية ، حبذا لو تضيفي خارطة لموقع الأحداث وايضا صور لما ترتديه النساء وصور للحانوت وهكذا امور بعض الصور اظن انها تضفي جمالا بالمكان e106 هذا مجرد رأي متواضع .
    على فكرة اول صورتين لا تظهر لدي لا اعلم لماذا مع اني حدثت الصفحة اكثر من مرة!.!
    حسنا حسنا بالنسبة للفوضى والشجار الذي حدث بحانوت تاجر المجوهرات فعقلي ايضا دخل الشجار ولم استوعب ماذا يحدث !.!em_1f62c فوضى وبالنهاية قتلوا التاجر ..حقا حقا لم افهم ..هل تعلمين غيرت نظرتي لعقاب ..e058 هل هو قائد عصابة ام ماذا !؟ ..
    بالنسبة للشرطة ..هل كانوا يسمون الشرطة شرطة ام غير ذلك مثل حرس او جنود الخ ؟ حقا لا اعلم ولكن بدأ لي اللفظ غريب ..

    ..
    انا من عشاق المغرب وما تكتبينه عن المغرب هو شيء اعشقه جدا ..لاني مهووسة بالروايات التاريخة .ويسعدني ان اقرأ شيء عن تاريخ المغرب ..انا اشكرك مليون مرة لانك ستكتبين هذه الرواية e106 المهم ان تستمري يا عزيزتي e418e106 كل التقدير لك ...

    الكتابة من الهاتف مزعجة جدا ولكني ماذا افعل جاهزي المحمول معطل تماما ..لذلك اعذريني ..المفترض ان يكون رد اجمل من هذا e411 em_1f636 احب ان ازخرف واضع صور وما شابه ولكنن ااااااآه يالحظي >< سأعوضك اذا عاد جاهزي المحمول..
    لنعد للرواية؛
    لقد حذفتي الكثير الكثير من المقاطع وفعلا كما قلتي سابقا سيكون الفصلين قصيرة ..واشعر اننا عدناا للوارء بالاحداث ..لذلك سأصبر حتى تنزل الفصول القادمة وتتضح بعض الامور ويزول الغموض قليلا .
    حتى ذلك الحين سابقى بالانتظار ..واعذريني حقا حقا على الرد الفوضوي â™،â™،
    اخر تعديل كان بواسطة » بُشرى في يوم » 02-05-2018 عند الساعة » 17:30
    سنحيا بعد كُربتنا ربيعاً كأنّا لم نذُق بالأمس مرّا.


    هل صليت اليومَ عليهِ؟

  7. #6
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بُشرى مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمه الله ..
    أول رد ،يالا السعادة e106 بداية :
    ارى الكثير من التغيرات ،والكثير من التعقيدات ،ظننت انني سأفهم اكثر فاذا بي اضيع اكثر ،ربما لانني قرأت الفصلين سابقا لذا حدثت لي فوضى في عقلي .
    ولكن حقا سلمت يدك على ما كتبت ؛جميل جميل جدا،بالنسبة لي فبعد قراءة هذين الفصلان فقد تغيرت نظرتي لبعض الأمور ، هناك شيء احب ان اضيفه اشعر به مهم جدا جدا بالنسبة للرواية ولانها تاريخية ، حبذا لو تضيفي خارطة لموقع الأحداث وايضا صور لما ترتديه النساء وصور للحانوت وهكذا امور بعض الصور اظن انها تضفي جمالا بالمكان e106 هذا مجرد رأي متواضع .
    على فكرة اول صورتين لا تظهر لدي لا اعلم لماذا مع اني حدثت الصفحة اكثر من مرة!.!
    حسنا حسنا بالنسبة للفوضى والشجار الذي حدث بحانوت تاجر المجوهرات فعقلي ايضا دخل الشجار ولم استوعب ماذا يحدث !.!em_1f62c فوضى وبالنهاية قتلوا التاجر ..حقا حقا لم افهم ..هل تعلمين غيرت نظرتي لعقاب ..e058 هل هو قائد عصابة ام ماذا !؟ ..
    بالنسبة للشرطة ..هل كانوا يسمون الشرطة شرطة ام غير ذلك مثل حرس او جنود الخ ؟ حقا لا اعلم ولكن بدأ لي اللفظ غريب ..

    ..
    انا من عشاق المغرب وما تكتبينه عن المغرب هو شيء اعشقه جدا ..لاني مهووسة بالروايات التاريخة .ويسعدني ان اقرأ شيء عن تاريخ المغرب ..انا اشكرك مليون مرة لانك ستكتبين هذه الرواية e106 المهم ان تستمري يا عزيزتي e418e106 كل التقدير لك ...

    الكتابة من الهاتف مزعجة جدا ولكني ماذا افعل جاهزي المحمول معطل تماما ..لذلك اعذريني ..المفترض ان يكون رد اجمل من هذا e411 em_1f636 احب ان ازخرف واضع صور وما شابه ولكنن ااااااآه يالحظي >< سأعوضك اذا عاد جاهزي المحمول..
    لنعد للرواية؛
    لقد حذفتي الكثير الكثير من المقاطع وفعلا كما قلتي سابقا سيكون الفصلين قصيرة ..واشعر اننا عدناا للوارء بالاحداث ..لذلك سأصبر حتى تنزل الفصول القادمة وتتضح بعض الامور ويزول الغموض قليلا .
    حتى ذلك الحين سابقى بالانتظار ..واعذريني حقا حقا على الرد الفوضوي â™،â™،
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

    أنا أرد التحية الآن وذهني لا يزال يردد ، مالذي تقوله هذه الفتاة اللطيفة بخصوص ردها الفوضوي e40d
    وأنا على نقيض ما تقولينه ألتهم كل كل كل حرف من ردك الجميل e106
    أهلا وسهلا بك من جديد يا صديقتي ، نعم لقد عادت الرواية ولكن أعتقد أنت التي تستحقين الشكر على ذلك e414 < وأنتِ تعلمين كما هو الحال دائما اولئك الذين بالدخل ( داخل الرواية e415 ) يحبونك للغاية e106
    والآن لنتلفت لردك الجميل من جديد ...نعم معك حق بخصوص توضيح صورة لفكرة ذهنية عن الأوضاع من حيث الثياب والجغرافيا في ذلك الوقت ، وأنا تحسرت كثيرا لأن الصورة الأولى لم تظهر لأن فيها صورة لفتاة ترتدي ثياب ذلك الزمان ،وأتساءل إن كانت صورة السجاد في مشهد تسوق نور قد ظهرت أم لا ،،، ولكنني لا أخفي عليك أن هذه الصور ليس من السهل الحصول عليها واختيارها كذلك ،، لأنها كما نعلم تاريخية ><
    أما من ناحية الجغرافيا فسوف أحاول وصفها نصيا أو ربما أظهر خريطة في منتصف الأحداث ، يعني أريد أن تتكون صورة عن المكان عن طريق الوصف ثم بعد ذلك يتم التعرف عليه أكثر أعتقد سيكون مشوقا أكثر ..أنتِ ما رأيك بذلك ؟؟ em_1f60e

    وكلمة الشرطة em_1f605 ، حسنا لقد فكرت قبل كتابتها بهذا هي في الأساس كانت مستعملة في العصر العباسي ولكن لا أعلم إن كانت تستعمل في منطقة المغرب أم لا لأن العباسيين كانو في المشرق وليس في المغرب ولكنني اخترت كلمة الشرطة من بين مجموعة الكلمات المرادفة لهذا المعني التي كانت تستعمل قديما في نفس الغرض لأن كلمة الشرطة أقرب إلينا في هذا الوقت < وفي الحقيقة وضعت ملاحظة بأنني قد أستعمل مصطلحات عصرية في الرواية وذكرت الأسباب ولكن للأسف انقطعت الانترنت قبل أن أقوم بإرسالها e412 e412
    ولكن بصراحة لقد أحببت ملاحظتك كثيراااا حسنا إذا نتفق على هذا الاستمرار هكذا ، انتبهي لي جيداااااا يا فتاااااة لأنني أحتاج إلى ذلك حقا < حتى لا أقوم بكتابة تناقضات e108

    والبارت الجديد جاااهز إلا أن الشبكة سببت لي الفوضى ولم أضعه em_1f605
    إن شاء الله يكون الفصل القادم ممتعا وينال إعجابك << أشعر بالتوتر لأنه طويل نسبيا em_1f60e

  8. #7
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    attachment
    e030

    قبل أن أنسخ جزئية الملاحظات حول الرواية ...
    لا يمكنني ألا أفصح عن تعبي وسعادتي أخيرا بوضع الأمور في نصابها
    وتعديل الرواية كتابيا كما عدّلت ذهنيا
    كما أسلفت في الأعلى هذه نسخة معدلة
    وفي الحقيقة تم تعديل فصلين فقط وليس بالكثير
    أما بقية الفصول فجميعها جديدة em_1f606
    وقادمة بعون الله


    ملاحظــــــات حول الـــــرواية

    الرواية تاريخية كما ترون تدور أحداثها في القرون الوسطى في بلاد المغرب الأقصى

    مسرح أحداث الرواية حقيقي في حد ذاته
    لكن حكاية الرواية وشخصياتها كله من وحي الخيال

    لذلك كلما سيتم ذكر شخصية حقيقية في الرواية سأميزها بنجمة
    ثم أذكر عنها في نهاية الفصل نبذة بسيطة جدا

    بالنسبة للغة الرواية فقد أحببت الكتابة بالأسلوب العربي القديم
    مع بعض المفردات العربية الفصيحة المعاصرة
    لسببين:

    الأول رأيت أنها تضيف شيئا من الواقعية وتساعد على عيش لحظة الحادثة

    والثاني أنني مؤخرا اكتشفت مفردات عربية كنت أحسبها معاصرة وتبين أنها كانت تستعمل منذ ذاك الوقت
    مثل مصطلح الإنسانية وغيرها

    أخيرا ، ككل ثقافة مختلفة أو أسلوب أو نمط حياة
    قد لا يكون كل ما هو موجود في هذه الرواية صائبا وفق قناعاتكم الشخصية ومتوافقا معها
    شأنها شأن أي رواية أخرى
    سواء كانت أحداثها وشخصياتها من مجتمع أجنبي عنا أو من قطر من أوطاننا

    لذا لا تجعلوا نمط الرواية يهيئكم لافتراض مثالية على الأحداث والشخصيات

    وفي الختام : لا أخفي عنكم قلقي وأنا أنشر هذه الرواية
    ولا أنكر أنني أشعر بأنه ليس من المألوف أن ننسج رواية تدور وترتبط أحداثها بجزء من تاريخنا وثقافتنا بشكل لصيق

    إلا أنني أرجو أن أوفق في مزج المتعة في الرواية مع دمجها بمعلومات تاريخية تعبت وأنا أدرسها وأبحث عن تفاصيلها في الكتب القديمة

    تحيتي لكل من سيمر هنا ، ولكل من سيقرأ ، ولكل من سيمد لي يد العون باللغة والفكرة


    e030


    .
    .
    .

  9. #8
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .
    .
    .



    الفصل

    1


    وهــــج النجــــــوم لاق بــــــــــــــــك
    ولاح في أفـــــق الوجـــــــــــــــــــــوم
    فتـــــلاشى وتناثر حبـــــات ثــــــــــــــــــلج
    كلـــــؤلــــــــــــــــــــــــــؤ مضــــــــــيء










    attachment



    لماذا يعج الليل بهذا الطنين دائما ؟
    لما لا يصمت صرصار الليل لمرة واحدة ؟
    كانت شفته قد مالت للأعلى في ابتسامة ضئيلة
    وهو يلتفت نحوي ويجيب
    " حتى لا يغتم أحد بالوحدة في هذا الظلام "
    " هناك البدر ! ألا يكفي أنيسا ؟ "
    كان قد أجاب
    " قد تحجبه الغيوم "






    { قال الرازي : أشد الرعاف الذي يكون من انفتاح العروق والشرايين التي يكون منها الشبكة
    ويكون بعقب حدة وصداع ومرض حاد وسقطة وضربة
    ينفع منه ماء البادروج والكافور ، وينفع منه الموميائي يسعط به
    و الطين المختوم والكهربا والكندر يتخذ منه شيافة ويحل ويسعط فإنه جيد
    ويظن الرازي أنه يكون مع هذا الرعاف اختلاط الذهن أو سبات أو عارض
    ويقول ماسرجويه أن مسيح الكافور مانع للرعاف }

    رفعت قلمي وتوقفت عن الكتابة وضوء الغرفة الأصفر مرتعش لا يسكن تماما كقلبي
    كانت أستاذتي في فاس تاج النساء تقول " إن انشغل قلبك يضمحل ذهنك " كثيرا ما كانت تردد ذلك ..
    أخذت نفسا عميقا ووضعت قلمي على الطاولة التي اكتظت بالورق والرسائل
    أنا نور بنت المستعين بن بلكين
    لا أحمل سيفا كما تفعل المرابطيات ونساء لمتونة
    ولست حاذقة في رمي السهام على الأعداء
    لا ألكز الفرس للعدو سريعا مخترقة للجبال وأشواكها

    لقد أتيت من مدينة فاس
    أحمل الورق والأقلام ، وألف بيت وبيت أحفظه في صدري
    حدقت في الأبراج والشهب ، و أعددت الدواء تلو الدواء
    اعتصرت مائة زهرة وفركت مائة صنف من الأعشاب ، و كتبت و تعلمت ما يجب أن أعلمه من دين الله
    بعيدا عن والدي أخذتني جدتي ، في حومة بو طويل نشأت هناك
    بعيدة عن القصور وحديث السياسة والدولة
    ولأنني عشت هناك وفي كنف جدتي ، التقيت بما لا يمكن أن أعثر عليه لا في قصر والدي بفاس ولا في بلاط المرابطين هنا بمراكش
    أولاء المرابطيات الفارسات أتراهن يذرفن الدموع في الليالي الظلماء حيث لا يشهد عليهن القمر ؟
    يتذكرن من خفق له القلب وبات بعيدا ، بات بعيدا الوصول إليه والعبور عليه !
    كنت فقط أحدق على تلك الأحرف الجميلة التي تحمل في طيات معاني كلماتها رجاء الشفاء وقلبي مخدوش في عمقه باسمه وحضوره
    نهضت من مكاني ، من على الوسادة الوثيرة التي كنت أتربع عليها
    و بحذر رفعت الكتاب والرسائل الأخرى حتى لا أسقط المصباح الذي كان على الطاولة قربهم ، ثم بيدي الأخرى رفعت المصباح لأضعه على إحدى أرفف الخزانة المرتفعة ليزيد من إنارة غرفتي
    إلى جانب المصابيح المتعلقة بالثريا التي لا تغادر مكانها ويضيئها الخدم كل مساء بعد آذان المغرب
    استدرت نحو السرير وأنا أمسك بطرفي ثوبي الطويل أرفعه قليلا لأسرع من خطواتي
    وبدلال ارتميت جالسة عليه ، وضعت راحة يداي على السرير إلى الخلف مني وأنا أرفع برأسي نحو السقف والثريا الصغيرة المعلقة به ، وارتعاش النار المصفرة في المصابيح الصغيرة هناك ..
    أراها نار خفيفة ، ولطيفة لا تشبه النار المضطرمة في قلبي ، الذي يشتعل لهيبها كلما أتذكره
    أو ربما كلما أتذكر ما قالته لي قمر هذا الصباح !
    كانت كلماتها تتردد في ذهني كعقاب لا يتوقف يؤذيني ويخيفني
    " مالذي يدفع الفتى للصبابة والتعلق ؟ كثرة الحضور والعبور يا عزيزتي
    إن غاب حضورك وعبورك تغيبين معه ويحل في قلبه عبور آخر "
    تنهدت بعد أن غاص صدري إلى أعمق ما يمكن أن يصل إليه ونهضت من على السرير متجهة صوب النافذة
    أسحب الستارة الثمينة ومن خلال الزجاج البراق أراها , مرصعة سماء بديعة من كل جانب
    تراقص قلبي وانقبض في الوقت ذاته

    إنها الجوزاء أليست كذلك ؟
    تضحك ثواب وتجيبها بغنجها المعتاد " ألسنا هنا لأجلها يا فتاتي ! "
    تنفي رقية و هي تقلب ورقة درس النجوم في يديها وتجيب بلهجة حالمة كما لو لم تكن معنا في البرج " أنا لا أقول ذلك بمعنى أنني أقصد ذلك "
    توليها ثواب انتباها مضاعفا وهي تميل نحوها أكثر وتقطب حاجبيها " م ماذا تقصدين ؟ إذا لماذا تقولين ذلك يا حكيمتنا ؟ "
    تجيب رقية بعد نفس عميق وهي تسند راحتي يديها على سياج البرج " أحدث نفسي بذلك , أقول ذلك بسبب الذهول , رباااااه "
    التفتت ثواب نحوي تريد أن ترى ما أقول عن سعادة رقية الغامرة و لكنها صدمت برؤيتي ضائعة بعيني في السماء
    " لا تقولي ذلك ! "
    زعقت بذلك باستنكار طفيف
    نفيت برأسي سريعا وأنا أدرك في ذاتي سبب شتات ذهني و تراجع ذكائي " لا أدري مالذي دهاني ، ولكن صدقا أين هي ؟
    كانت ثواب تشير بإصبعها وتقول " هناك ! "
    وأنا أحاول تتبع الطرف الذي يشير اليه اصبعها واستمر في القول " أين ؟ أين "
    في الوقت الذي كانت رقية تتجاهل فيه وجود الجميع وعينيها معلقتين في الأفق والرفيق الرابع الذي أرسلته جدتي لمرافقتنا مستند بذراعيه على السياج
    سمعت زفرته الصغيرة ، وهو يتحرك باستقامة من حالته السابقة ويتجه نحوي
    بكل بساطة و بكل اعتياد نطق اسمي قائلا
    " نور , انظري هناك ، نعم في قلبهم "
    وكان قد أخذ بيدي يشير بها بدلا عن يده
    تسارعت ضربات قلبي وتدفق الدم في وجهي ساخنا ملتهبا أخفى وهجه سكون الليل وعتمته
    كنت قد التفت إليه وهو يومئ و يقول " هل رأيتها ؟ "
    أومأت ، نعم و نعم
    نعم لقد أبصرت الجوزاء
    ولكنني أبصرتها في عينيك الغامقتين ، تبرق بوهجها الدقيق ، ألف جوزاء وجوزاء وألف نجمة بارقة
    كان ذلك آخر يوم أراك فيه عندما كنا في برج الكوكب وكان أقسى يوم على قلبي من ضرباته وتقارعه الذي طفق في حالته المضطربة منذ أجابت جدتي حمدة الأستاذ الفاضل بموافقتها على ذهابنا لبرج الكوكب ليلا شريطة مرافقة عامر ابن الحومة للفتيات
    و كنت في تلك الليلة أكثر قربا ، وفي تلك الليلة كنت قد أضمرت في قلبي أنني سأنطق بذلك لصديقاتي ورفيقات دربي
    يجب أن نتوقف عن مشاركة محبة عامر ابن الحومة ، لقد طفح الكيل يا فتيات انني أحبه كثيرا
    شعرت بالاختناق حينها و أنا أتخيل قلبه معلّقا بمؤنسة جليلة ، كنت على وشك البكاء من وطأة الضيق إلا أن طرقات الباب أقلصت دمعتي ..
    سحبت الستارة و أنا أستدير عن النافذة تلقاء الباب ، وأتناول خمارا خفيفا أضعه على رأسي بعجلة ، تتسلل من جوانبه خصلات من شعري الحريري الأسود
    تمسكت بطرفي ثوبي الطويل أشمره قليلا واتجهت صوب الباب
    و مجددا كانت قمر ..
    " أواه قمر ! وقت متأخر عن السمر وأنت تعلمين .."
    قاطعتني واضعة راحة كفها على فمي وهي تهمس
    " هشش " وتستدير تغلق باب الغرفة وراءها
    قالت بعينين مشتعلتين " أنت لا تتخيلين مالذي سيحصل في الغد ! "
    أجبتها بمجاملة ولم أكن سعيدة بوجودها في تلك الساعة وفي ذلك الوقت " وماذا سيحصل في الغد ؟ "
    نطقت قمر بعد ان ارتسمت ابتسامة عذبة على وجهها " الأمير ابن تاعيشت ! ..سيكون هنا في البلاط "
    قطبت حاجبي أتمتم " ابن تاعيشت ؟ "
    بينما كانت قمر تسترسل في حديثها بجذل
    " و الأميرة فانو* تكتم ذلك رغم أنها جهزت كل شيء لاستقباله في الغد "
    " انتظري قليلا .. من تقصدين ! "
    شهقت قمر " مجنونة أنت ؟؟! أقول لك القائد ابن تاعيشت ، الأمير ابن عائشة* !! "
    أصدرت صوتا استذكاريا وأنا أنتبه أخيرا وتلمع عيناي ببريق يضاهي عينا قمر المشتعلتين
    " تقولين القائد ابن عائشة ؟ عاد من الأندلس ؟! "
    كانت قمر تومئ بحماسة و تقول " نعم نعم "
    وثغري متسع من السعادة والفرح وحينها اقتربت كل منا واحتضنت الأخرى
    كنت قد صحت وأنا في حضنها " وأخيرا سأراه "
    أما قمر فقد كانت تقول " سأراه مجددا ..القائد الشجاع "
    آه القائد ابن عائشة ، ابن تاعيشت يا إلهي كيف نسيت ذلك !
    فهكذا ينطق اسمه شهرته باللسان الغربي*


    .
    .




    cda42c34db9a736279b87a71c07e8629
    اخر تعديل كان بواسطة » ×hirOki× في يوم » 17-06-2019 عند الساعة » 16:56

  10. #9
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية

    أبصرته بوقاره وجماله الرجولي المخفي خلف لثامه ، تلك النظرة اللينة في عينيه والتجاعيد الدقيقة بين حاجبيه تزيده بهاءا، لقد كان يتربع في المجلس الذي سحبت ستائره الرفيعة لاستقباله وقد كانت سيدتي الأميرة فانو هناك أيضا بملامحها السمراء الجميلة ، وتقاسيم الصرامة والقوة المرتسمة على وجهها ، و القلائد الفضية تتدلى على جبينها
    لم أظل هناك كثيرا ، كنت محظوظة بإلقاء نظرة داخل ذلك المجلس بالجلوس قليلا ثم المغادرة و قمر الآن تستلمني في ردهة أخرى من ردهات القصر
    " أحسدك لأنه يمكنك الدخول ! لو كنت مكانك ما خرجت ! "
    باستنكار أجيبها وقد اتسعت عيناي " مالذي تقولينه يا قمر ! إنه تصرف غير لائق أم تريدينني أن أحرج أبي ! "
    قهقهت قمر " أتظنين نفسك لم تحرجيه بعد ! "
    رفعت حاجبي بهلع وأنا أجيبها " مالذي تهذين به !! مالشيء السيء الذي صنعته هنا !! "
    لم تجب قمر بل كان بصرها ينظر إلى ما ورائي وقد تبدلت ملامحها إلى جدية رزينة ، و عندما قمت بالالتفات أدركت سبب صنيع قمر .. لم أعد أعلم أين اختفت قمر أو أين ذهبت أو ماذا فعلت ، لأن حديثي مع الأميرة قد أشغل ذهني عنها تماما
    كانت الأميرة واقفة أمامي ونطاق عريض جدا من الفضة يشد وسط فستانها وهي تنظر إليّ بودّ كبير وعينيها العسليتين كما كانت دائما ، تصدر شعاعا فريدا كما لو كان يشع من قلبها مباشرة


    .
    .
    .



    " تثني عليك الطبيبة فاطمة ، تساعدينها جيدا ما شاء الله "
    ابتسمت و قلبي يضطرب من ثناء الأميرة والطبيبة عليّ " الشكر موصول لكم يا مولاتي وللطبيبة فاطمة "
    لم أكن أريد لجملتي أن تنتهي عند هذا الحد كنت سأكمل فهي من تعلمني وأنتم تستضيفونني في قصركم بالعز والكرامة ، و لكن من يتحدث مع الأميرة فانو تجبره على قصر الكلام بعينيها العجولتين اللتين لا تكفان عن استعجال مخاطبها
    قالت مبتسمة و حرارة روحها تنبعث من ملامحها و حركاتها وسكناتها " إننا نلتمس منك العذر يا عزيزتي ، فالحرب تشغلنا ولا نتفرغ لإمتاع ضيوفنا الكرام كما يليق "
    نفيت بسرعة وأنا أجيب بعينين مشتعلتين " مولاتي ..إطلاقا ، إنني في غاية الدلال محاطة بكرمكم ، لا أشتكي شيئا ولا يملني المقام هنا " قلت ذلك بنبرة ملحّة على صدق ما أنطق به
    " سمعت أنك تقضين وقت فراغك ومرحك مع الجواري ، لا يضيق بك ذلك ؟ "
    " أي من كان لطيفا أسعد برفقته يا سيدتي ، وهن في غاية اللطف "
    انطلقت ضحكة خفيفة لكن رنانة ومفاجئة من الأميرة وهي تنطق بعذوبة وتتأملني بعينيها اللامعتين " أنت لا تشبهينهم "
    أومأت بوجهي وكأنني أقول للأميرة من تقصدين وقد حصل ذلك دون أن أنوي القيام به ، ولكن الأميرة كانت قد اجابت على ملامحي الحائرة سريعا
    " عائلتك ، آل ابن بلكين "
    ضحكت " آه ، تعلمين يا سيدتي أتيتكم من حومة بو طويل وليس من قصر المستعين "
    قلت ذلك وقد احمرّت أوداجي
    " يفوح طيب أصلك سواء نشأت مع السيدة حمدة بنت الحسن أو مع والدك الكريم ، ما شاء الله "
    أومأت بأدب وخجل مجددا " أشكركم يا مولاتي "
    " ولكن تاماكونت ستصل قريبا من ايكلي ، تقضيان معا وقتا جميلا وتخرجان على الخيل "
    خفق قلبي والتمعت عيناي ، قالت تاماكونت ! ، رمشت بعينيّ و ابتلعت من ريقي بسرعة ونطقت بجذل
    " أنا متشوقة للقاء كثيرا يا مولاتي " ولكن في تلك الأثناء عندما وقع بصري على الأميرة ، وأبصرت بريق عينيها ، شعرت بوخز في قلبي
    كانت الأميرة قد نطقت " حتى في الحروب يجب أن نروّح على شعبنا
    وإن سعادتك هذه لتشرح قلبي "
    نطقت بصدق وأنا أعلّق بصري بالأميرة " مولاتي ، إن شاء الله تطلّ غيمة النصر على بلاطكم ، و تُخرس الحرب بنصركم "
    ثبتت بصرها على بصري وقالت تجيبني بنبرة صوتها العميقة
    " ليس النصر ما ننتظره ...بل نحافظ على أرضنا ولا نسلمها سوى للجدير بها "
    رفعت حواف حاجبي وقد التمعت عيناي السوداوين وقلت للأميرة بنبرة صوت منكسرة
    " ومن غيركم يكون جدير بها يا مولاتي ؟ "
    ابتسمت الأميرة ابتسامة سحقت روحي ثم أجابت
    " ذاك الذي سيدهس فرساننا و تعوجّ سيوفنا أمامه "



    .
    .
    .



    كما لو كان زجاجا ودهس وتهشم كان قلبي ، و قد جثمت على صدري غمة ثقيلة وكلمات الأميرة ترن في ذهني وابتسامتها وحركة شفتيها عندما كانت تتفوه بذلك ملتصقة بفكري
    وصلتُ حيث قمر أو ربما هي جاءت حيث أنا ، لا أدري كان قلبي مهموما ، ولم أعمل بآخر جملة نطقت بها الأميرة فانو لي قبل أن تنطلق إلى شؤونها ، حيث قالت لي استمتعي بحفل قائدكم ، أواه كيف لي أن ...جفلت من صوت قمر وقطعت عني أفكاري ، نظرت نحوها وقلت بامتعاض
    " قمر ! ما بالك لا تنبئين عن مقدمك ! "
    أجابت بلا مبالاة " لقد أنبأت عنه ولكنك كنت شاردة ...دعكِ عن ذلك لا تتخيلين ماذا أعرف "
    كنت سأتكلم ولكنها قاطعتني بسرعة " لن تتصوري من هو القادم التالي للقصر "
    " لا أحتاج إلى كلمة واحدة منك ! "
    أصرت قمر " ولكنك ستندمين لاحقا "
    أجبت بثقة و أنا أرفع حاجبي و أميل برأسي نحوها " لن أندم لأنني أعرف من يكون القادم التالي ! "
    اكفهرّ وجه قمر وهي تحدق بي بريبة " قولي إن كنتِ صادقة ! "
    اومأت أمانع ذلك بحركة من كتفي " لا أفعل ..أنا لست مثلك ذائعة للأسرار "
    صاحت قمر صيحة مكبوتة " أيتها الفاسيّة البغيضة , جاحدة .."
    " دعكِ عن هذا ، أين لفافات الأمس ؟ "
    أشاحت قمر عينيها ولعقت شفتيها قبل أن تنطق بتردد
    " ممم ، اللفافات ، حسنا .."
    كنت أحدق بها مقطبة لحاجبي أنتظر كل حرف يخرج من فمها بصبر كبير
    " هل أصابت العين لسانك يا هذه ! "
    نفت قمر برأسها بحركة سريعة ونطقت تجيب بلهجة سريعة " إن اللفافات في حوزة الوجه الصبوح .."
    زعقت و قد ازدادت تقطيبة حاجبيّ وتجعدت ملامحي " مــــن ! "
    " صبيحة ..صبيحة ! إنهم في حوزتها "
    فغرت فمي قبل أن أنطق وقد رفعت حاجبيّ بدهشة " لا أصدق ! ما هذا الخنوع يا قمر ، إنها لفافاتي ، لفافاتنا كيف تسمحين لها بوضع يدها عليها ! "
    وكنت سأهم بالتحرك من مكاني و من الواضح جدا أنني كنت أنوي الذهاب لاسترجاع ما هو لي ولكن قمر أمسكت بذراعي سريعا ونطقت بملامح محرجة تمزج الانزعاج وكبت الضحك
    " في الحقيقة لقد أبصرتنا صبيحة في تلك الليلة "
    تصلبت ملامحي وأنا أنطق بريبة " أي ليلة ! "
    احمرّ وجه قمر وهي تكبت الضحك والحرج الكبير " تلك الليلة ..عند الجدار "
    ابتلعت من ريقي وأخذت عيناي تدور يمينا وشمالا ، وهمست وأنا أقرّب وجهي للقمر
    " متأكدة ؟ ...كانت هناك ؟ "
    أومأت قمر برأسها تجيب نعم ، تكرر ذلك على نحو متتالي وسريع ثم أردفت
    " تفهمين الآن لما تكون القمر سادلة ليديها بلا حيلة حيال الأمر "
    قربت إصبع المسبحة قرب فمي وعيني تضيق منهمكة في التفكير ، لتنطق قمر بهرائها في تلك الأثناء
    " يا للبلاء ..ابنة المستعين في قبضة الوجه الصبوح ، كيف سـ .."
    لم تكمل قمر جملتها لأنني كنت قد اتجهت ببصري نحوها فور أن طفقت تتفوه بذلك الهراء بلهجتها الماكرة والشامتة وقد قمت بمقاطعة تلك المشاكسة التي لم تفوّت فرصة الشماتة بي رغم تورطها معي في ذات المسألة
    " من التي أنا في قبضتها ! واهمة أنتِ ، أنا نور بنت حمدة لا أحد يحصرني في زاوية ! "
    قلت ذلك بكبريائي وأنفتي وأشرت لها بأن تتبعني وأنا أنطلق مندفعة ،كان ذلك شيء يسري في عروقي ، كان ذلك الإباء والعنفوان في دماء العائلة حتى لو كنت أقضي أغلب حياتي بعيدا عن قصر والدي ، وحتى لو كنت أختلف في طباعي عن أبي وأخواتي وأبناء عمومتي ، كان هناك شيء كهذا يندفع في كياني فجأة بدون هوادة ، شيء لا تسلم منه حتى جدتي حمدة بنت الحسن

    كانت قمر قد وصلت بعدي بخطوات ووجهها مصفرّ منتقع ، أما أنا فقد كنت أمشي مزهوّة براحة كبيرة تجاه الفتاة صبيحة ، خادمة ذكية من خادمات القصر ، رمقتني الفتاة ونهضت تتظاهر باحترامي وتقديري تلك الماكرة وكلتانا ندرك أنها تسعى لمحاصرتي بهفواتي
    ابتسمت بنبل وأنا أنطق أخفي الحنق الذي أشعر به حيالها من نبرة صوتي
    " مرحبا بالوجه الصبوح ، كيف كان نهارك ؟ "
    تجيب بأدبها الوفير ونبرة صوتها الثابتة " وكيف يمكن أن يكون نهار أطلت علينا فيه شمس ابن عائشة ؟ "
    لم تقدر على إخفاء بريق الخبث وإضمار المكائد في عينيها ورأيت بأنني أبرع منها في ذلك ، حسنا أنا لا أسعى لشيء سوى استعادة ما هو لي وإخراس لسانها
    أجبت مبتسمة وأنا آخذ نفسا عميقا منتعشة بالنسائم المنبعثة من أشجار البرتقال " نعم ، تماما نهار كهذا لا يمكن سوى أن يكون في غاية الجمال .."
    ثم قمت بتثبيت بصري نحو عينيها ببراءة مصطنعة وأنا أكمل كلامي " ولا يشغل سيدتي راحل عن ما ينغصها سواه "
    قطبت صبيحة حاجبيها بخفة وهي تنطق محاولة ألا تظهر إلا القليل من انفعالها " سيدتي راحل ؟ مالذي .. لو حصل معها ما يزعجها كنت سأعلم .. "
    تأملت ارتباك كلامها وحيرتها بوضوح ومتعة كبيرة ، ثم تحركت شفتاي أخيرا " بالتأكيد لن تعلمي عندما تكونين أنتِ السبب يا صبيحة ! " قلت ذلك بنبرة وديعة جدا
    تغيير واضح طرأ على مهجة صبيحة وملامحها " مالذي تقصدينه يا نور ؟ لا أفهم ! "
    أخذت نفسا وأنا أجيب " أعني هي لن تفاتحك بالأمر قبل أن تعلم أين كنتِ تتسكعين بالبنفسج عندما كانت تنتظرك في الليلة ما قبل الماضية ! ثم تأتين به ناقصا ! "
    كنت استرسل في كلامي وصبيحة عيناها شاخصتان وقد ابيضت شفتيها من الحرج والخوف " أواه ، تعلمين مالذي يجعل سيدتي راحل صبورة إلى هذا الحد ولا تؤنبك إلى هذه اللحظة ؟ فهي عادلة كثيرا وتخشى أن تغلظ عليك في كلامها ويكون قد حبسك أمر طارئ "
    نفت صبيحة برأسها وهي تنطق بارتباك جاهدت لإخفائه ولكنها فشلت في ذلك " بالتأكيد ..اضطراري أنساني تأخري "
    أجبت مبتسمة برضا " نعم نعم أنا واثقة من ذلك .."
    ثم حركت رأسي للأمام قليلا كأنني أستخدمه للإشارة على ما أريد " هل طلبت منك قمر الاحتفاظ بهم عند انشغالنا "
    رفعت صبيحة اللفافات سريعا وهي تتقدم بهم نحوي " آه ، نعم ربما ، كل ما في الأمر انني وجدتهم وحملتهم معي حتى لا تضيع "
    رفعت أناملي الرقيقة المزدانة بالحلي الأنيق أسترجع ما هو لي وابتسامة واسعة وفخورة تشق مهجتي
    " لطف منك القيام بذلك يا صبيحة "



    .
    .
    .



    " حسنا هذا يكفي ، كفّي عن هذا التحديق "
    تنفي برأسها بحماسة ونشاط " لا لا لا ، حتى تخبرينني فقط كيف استطعت فعل ذلك ..كيف عرفت بكل ذلك "
    أجبت ببساطة وراحة وأنا أرفع حاجبيّ بكسل " كنا جميعنا نعرف ذلك "
    بجدية وعينين ثابتتين تجيب قمر " نعم .. تأخرت الوجه الصبوح بالبنفسج عن السيدة راحل في ذلك اليوم ..و .."
    أكملت أنا " وعرفتِ أنتِ أنها جلبته ناقصا عندما أخبرتك نعمة بذلك ! "
    أومأت قمر بما يعني نعم وعينيها تبرقان من التركيز " هذا صحيح ، ولكن كيف عرفتِ أنها كانت حيث كنا في الوقت الذي كانت تنتظرنا فيه ! "
    " لأنني شممته "
    انفجرت ضحكة مدوية من قمر " أأه أرجوكِ سامحيني فقد أشعرتني بأن كلبا ما يتحدث "
    كان يجب أن أغضب ولكنني عجزت عن كتم ضحكتي " أيتها الهوجاء ...الريح الدافئة أوصلت رائحة البنفسج حيث كنا ، وحينها أذكر أنني شعرت بالحيرة مع نفسي لأنه لا بنفسج في مارستان البلاط "
    " حسنا ، حيث كنا كان هناك مائة نبات ونبات برائحة نفاذة ! "
    " في سوق العطارين بفاس ، ليس مائة ! بل ألف وألف نبات و زهرة وقنينة وكيس برائحة نفاذة ! "
    قلت ذلك وأردفت قائلة
    " بالنسبة لي كان أمرا سهلا ، عليك أن تكوني طبيبة أو عشّابة لتتقني ذلك "
    زمت قمر شفتيها بتذمر " تبا ، شعرت بالعار وأنتِ تتفوقين عليّ "
    ضحكت وأنا أجيبها " أنتِ لا تخجلين من نفسك وأنتِ تقولين هذا الكلام ! من تظنين نفسك حتى يشعرك هذا بالعار ! "
    " أظن نفسي فتاة القصر التي جعلتك فاغرة فاك من ذكائها منذ أول يوم دقت قدماك فيه هذا القصر "
    أدرت ببصري وأنا أجيبها بدعابة " حسنا أشكرك على كل هذه الشتائم يا صديقتي وأستسمحك عذرا فقد حان وقت المنام "
    حركت كتفيها بشغب " أووه لا نور ! دعينا نظل أكثر بعد "
    بحزم أجيب وقد كنت أرغب بالاختلاء بنفسي قبل النوم وقبل الانهماك في يوم الغد مع الطبيبة فاطمة
    " لا يمكن يا قمر ، غدا لدي عمل كثير .. سأعوّض كل لهو اليوم عند الطبيبة فاطمة "
    أطبقت قمر شفتيها باستسلام وهي تهم بالمغادرة " حسنا أتمنى لكِ يوما موفقا "
    " وأنت كذلك .." اجتاحتني رغبة كبيرة في معانقتها ، لا أدري لماذا ، أيكون لأن كلتينا شعرتا بالقلق والخوف من السر ذاته ؟



  11. #10
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية


    .
    .
    .


    بأناملي الرقيقة تحسست وجود قلادتي التي لا تفارق جيدي ولكنها تبقى حبيسة أسفل ثيابي بينما تتولى تزييني قلائد غيرها ، تحسستها من فوق المقدمة الضيقة لثوبي الحريري الأبيض الذي كان ضيق الأكمام حيث تلتصق بزندي ولا تتجاوز هذه الأكمام الضيقة مرفقي إلا قليلا ، كنت أزين ذراعي المكشوفة بأساور ذهبية دقيقة ومتشابكة ، نزعت تلك الأساور عن كلتي ذراعيّ وفي ذلك الوقت حدقت بانعكاس صورتي في المرآة بدا لي وجهي المتورد المحاط بشعري الأسود الحريري جميل للغاية ، سحبت بعض من شعري مبعدة إياه عن جبيني ، فقد كان شعري كثيفا وطويلا تماما كأهدابي المتعرجة ، لم أبعد بصري عن المرآة وأنا اتأمل نفسي تخيلت نفسي عاشقة ومعشوقة يخلد التاريخ قصتي ويثرثر المتطفلين عني وعن رجلي ، يستشهد الشعراء باسمي وينسج الرواة حكايات مزيفة عن مغامرات محبتي ، أطرقت بعيني الصغيرتين ثم ضغطت على شفتي الكرزيتين ، شعرت بمدى سخفي وتفاهتي هل هذه تخيلات تليق بي ؟ أنا الفتاة التي عوّلت عليها حمدة بنت الحسن فخر النساء ؟
    لا أريد لذلك أن يحصل ، لا أريد أن يكون كل ما فعلته جدتي بشأني مجرد هراء ، لا أريد أن يقول والدي لجدتي ذاك الكلام الذي يطمح الكثير من آل ابن بلكين لسماعه ، أن يقول لها كل ما فعلته أنك حرمت ابنتنا من الدلال والنعيم ، أي علم مختلف ستلقنينه لها ؟ أي شيء يعجز أساتذة القصور عن زرعه فيها ؟ أنت كعادتك تكابرين ومصير هذه الفتاة هو الشيء الذي سيجبرك على رؤية حقيقة الخطأ الذي تصرين عليه
    لم أكن في حاجة لأتذكر كل ذلك حتى أجتهد في دروسي ، ثواب ورقية لا حكاية لهما تشبه حكايتي و كنا نجتهد جميعنا بالقدر ذاته ، ولكنني كنت أفوقهما دون أن أسعى لذلك ، فلا أحد كان يقدر على مضاهاتي في الطب ، كان أساتذة القرويين يقولون لذلك لجدتي ، هذه الفتاة لا تشم النبات ، إنها تشعره ، ونظرتها للمريض احتضان ...أي من دروس الفقه قمت بتضييعها أو أي من حلقات الفقهاء في مساء القرويين قمت بتفويتها ؟ وأي جزء من السماء لم أحفظ أبراجه ؟ و متى تقاعست عن تقبيل جبين جدتي وظهر كفها عند كل هفوة أو خطأ أقوم بارتكابه ؟ لقد كنت حفيدة جيدة تفخر بها جدتي ليس من أجل أحد ، بل لأنني كنت كذلك ، كنت كذلك فحسب !
    ولأنني كنت كذلك فحسب ، خفق قلبي له ..اختنقت من الضيق حينما راودني شعور مخجل وهو الشعور بأن حنيني لفاس كان ويكون لأجله هو فحسب ..!
    في هذه الأثناء تماما شعرت بالاختناق ، وقد ازددت اختناقا حتى طفقت ألتمس الهواء لمضاعفة استنشاقه ومرة أخرى تحسست
    مكان قلادتي المميزة التي وتأكدت من وجودها ثم اتجهت صوب غطاء رأسي الذي يلائم ثوبي الذي أرتديه ، وضعته على رأسي وقد عزمت على الصعود لأعلى سطح القصر ، لا هواء ولا ارتياح أعظم من الوقوف قرب سياج سطح القصر المرتفع هناك حيث أمتع نفسي وبصري ، لم أكن لأعاني من أي قيود في قصر السيد عمر بن يينتان حيث أقيم وفقا للأوامر التي أطلقتها ابنته الأميرة فانو لمصلحتي ، سلكت طريقي عبر الرواق الذي يطل عليه باب غرفتي وأنا أتمسك بقنديل أنيق ينير طريقي ، رغم أن القصر لم يكن معتما قط فقد كانت القناديل وثريا الشموع المتدلية تنير أركانا معينة في القصر مما يسمح بتسرب أنوارها للأرجاء الأخرى ، صعدت السلالم المؤدية لأعلى القصر بخطوات هادئة وثابتة لم يكن الحرس الذين يتواجدون في تلك الأماكن لينغصوا عليّ تجولي أو ليحيلوا طريقي بالأسئلة المتشككة ، فقد كنت نور بنت المستعين بن بلكين طبيبة الأميرة وضيفتها وكنت أحظى باحترام جميع من يقطنون القصر سواء كانوا من السادة أو الخدم أو الحرس

    هب النسيم مندفعا نحو وجهي فور دفعي للباب المؤدي لشرفة القصر المرتفعة ، أنعشتني تلك النسمات والتي ما صعدت إلى هنا سوى بحثا عنها ، شعرت بأبواب صدري ونوافذه تفتح على مصراعيها وهي تستقبل ربيعا نضرا ، تقدمت بخطواتي نحو السياج متوسط الطول الذي يحيط المكان من جميع جوانبه ، كان ذلك السياج منمقا وفاخرا ، استرخت راحتي كفي مستندة عليه وأنا أرفع برأسي أستنشق هواء الليل العليل ، على مد بصري بصرت بضعة أضواء خافتة من المدينة الساكنة بترقب ، التي حجب عني ستار ليلها مبانيها الأنيقة المحمرّة وطبيعتها الخاصة ، شعرت بالنسمات تداعب غطاء شعري الناعم وبرودتها تلفح رقبتي وشعري من خلاله
    ولكن تلك النسمات الناعمة والخفيفة استحالت صفيرا وامضا تندفع نحوي كخيط لا ينقطع من ماء السماء ، استدرت بهلع بكلية جسدي جاحظة العينين مرتعشة الأوصال ، كانت السهام التي اندفعت عبر تلك النسمات بقسوة خادشة سكينتي قد ارتمت عن جدار السياج الذي كنت أستند عليه لتقع مرتدة قرب قدمي ، تسمرت في مكاني وأنا أقطب بحاجبي وصدري يرتفع ويهبط من الذعر ، مالذي يجري ؟ أيرسل لي أحدهم رسالة تهديد ؟ كنت قد عزمت في نفسي أنني سأخبر الأميرة فانو دون ريب بأن أحدهم أعلن شره المضمر لي في تلك الأثناء كنت أتجه راكضة نحو الباب المؤدي لسلالم القصر إلا أن وقع خطوات سريعة وقوية تتجه نحوي بعنف أثارت خوفي وحسرتي وفي تلك اللحظات تماما كنت عاجزة عن فهم ماهيّة المشاعر التي اختلجت قلبي ، شعرت حينها بتوقف كل شيء من حولي باستثناء تلك الخطوات العالية التي كانت تنبئ بمصرعي ، اتجهت عينيّ الجاحظتين بذهول ميّت نحو رأس الحربة الدقيق الذي كان في طريقه ليغرس في بطني ، يد ماهرة تدخلت بإزاحة تلك الحربة عن هدفها لينطق صوت ما يشوب لهجة كلامه شيء من التردد أو الخجل " و و لكن ألم يكن قتلها صفقتنا ؟؟ "
    ليجيبه صوت آخر ، صوت ساحر أجش إيقاعه كهدير مياه ساحر " ومنذ متى نلتزم برغبات غيرنا ؟ " ثم أردف جملته التالية سريعا " شهاب أحكم تكميم فمها "
    رغم أنهم لم يربطوا عصابة على عينيّ إلا إنني سمعت صوت الكيس الخشن الذي رُمِيَ ولم أره ، ذلك الكيس الذي دسوني في أحشائه بعد أن أحكموا تقييد يدي وقدمي وأنا أتلوى وأحاول البوح بالعويل بدلا عن ذلك الأنين الذي أصدره قهرا وشيء لا أقدر على وصفه ينهش قلبي الذي كان من فرط انقباضه يتلاشى منفجرا ويتناثر كحبات الرمان











    d9dd9db329f0551


    e032

    نـــهـــاية الفـــصل














    الهوامش
    __________________________________________
    * الأميرة فانو : فانو بنت عمر بن يينْتان
    أميرة ومحاربة مرابطية
    يذكر التاريخ قتالها الشرس
    يوم سقوط آخر معاقل المرابطين في مراكش
    * الأمير ابن عائشة : إبراهيم بن يوسف بن تاشفين ، عٌرف باسم أمه
    كان من أعاظم قواد المرابطين وله انتصارات كبيرة بالأندلس
    *اللسان الغربي : اللغة البربرية/اللسان الغربي/اللسان البربري
    جميع هذه المصطلحات يقصد بها اللغة الأمازيغية
    حيث كانت هي الشائعة في هذا العصر قبل تعرّب المغرب

  12. #11

    Thumbs up






    ~.~e106
    اخر تعديل كان بواسطة » بُشرى في يوم » 03-05-2018 عند الساعة » 17:41

  13. #12
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .
    .







    حسنا ماذا يجب أن أقول الآن ...أول شيء ، كنت أقرأ والابتسامة تشق وجهي حتى وصلت لمراحل الضحك السعيد
    يا فتاااااة ، أنت لا تعلمين كم يبث هذا من حياة في روحي ، فرغم صعوبات إرسال رد من الهاتف أنت لا تتركينني وحدي هنا
    وتتحدثين عن التنسيق >< يا للهول ، إن كلماتك أروع ما تتجمّل به هذه الصفحة وهذه الرواية ، والتي نتشاركها معا e106
    والآن لنلتفت قليلا للرقابة الإدارية من المديرة العزيزة بشرى em_1f60e <<<أعدّل هندامي قبل الدخول للمكتب

    { قال الرازي : أشد الرعاف الذي يكون من انفتاح العروق والشرايين التي يكون منها الشبكة
    ويكون بعقب حدة وصداع ومرض حاد وسقطة وضربة
    ينفع منه ماء البادروج والكافور ، وينفع منه الموميائي يسعط به
    و الطين المختوم والكهربا والكندر يتخذ منه شيافة ويحل ويسعط فإنه جيد
    ويظن الرازي أنه يكون مع هذا الرعاف اختلاط الذهن أو سبات أو عارض
    ويقول ماسرجويه أن مسيح الكافور مانع للرعاف }

    بعض الاشياء حقا حقا لم استوعب ماهيتها ..حقا حقا هل هذه عربية فصحى ام غير ذلك ؟ em_1f636
    حسنا في الحقيقة هي العربية القديمة < في الكتب القديمة يكتبون بعربية ثقيلة علينا قليلا وأعتقد المسألة تكمن في أسلوب تركيب الجمل والمفردات التي لا نستعملها الآن أو لم تعد شائعة ولكن هذا النسخ نقلته كما هو من مصدره القديم لأن نور كانت تدرس وتقوم بكتابة دروسها < أشعر بعاطفة تجرفني تجاه ابنتنا يااااه e106

    أولاء المرابطيات الفارسات أتراهن يذرفن الدموع في الليالي الظلماء حيث لا يشهد عليهن القمر ؟
    في هذه العبارة نور تتساءل عن الفتيات المرابطيات ( أي اللاتي ينتمون للمرابطين وقبيلة لمتونة التي تحكم في الأحداث الحالية لأنهم كانوا مقاتلات وشجاعات ، ونور تفكر وتتساءل هل هنّ أيضا يعشن الحب ولكن يخفون دموعهم وضعفهم حتى لا يظهر عليهم ؟) <أشعر أنني زدت الأمر سوءا e412

    " مالذي يدفع الفتى للصبابة والتعلق ؟ كثرة الحضور والعبور يا عزيزتي إن غاب حضورك وعبورك تغيبين معه ويحل في قلبه عبور آخر "
    هههههههه ضحكت كثيرا يا فتاة >< آه ماذا أفعل إن اردنا أن نكتب للتاريخ يجب نستعمل مصطلحات شبه مهجورة e409
    الصبابة لها أكثر من معنى فهي تعني أيضا : 1- رقة الحب ، 2- حب شديد ، 3-شوق ، 4-حرارة الشوق ومكابدته ، رقة الحب والهوى

    على إحدى أرفف الخزانة المرتفعة ليزيد من إنارة غرفتي
    إلى جانب المصابيح المتعلقة بالثريا التي لا تغادر مكانها ويضيئها الخدم كل مساء بعد آذان

    المغرب

    هذه يجب ان تكون في سطر واحد لقد قرأتها عدة مرات لافهم المعنى ما كان عليك القفز سطر لانها عبارة مترابطة في رأيي المتواضع :]
    يالفضيحتييي e410 تبا خطأ فادح ، لقد صُدمت وأنا أراه e412

    " ذاك الذي سيدهس فرساننا و تعوجّ سيوفنا أمامه "


    â™،
    .
    .
    قلوب كثيرة â™،.â™، هذه الجملة اسرتني تماما ..e106 من هو المقصود يا ترى .بالتأكيد ليس عقاب المغرب الحرامي ذاآكem_1f606 هههههخخخخخ ><
    أوووه شكرااا مديرتي على أجمل إطرااء e106 ،،، هههههههه نعم أنا أيضا لا أتصور ذلك لكن ملاحظة مهمة العقاب ليس مجرد حرامي em_1f610 أقصد قد يكون حرامي شهم أو شيء كهذا e409

    بأناملي الرقيقة تحسست وجود قلادتي التي لا تفارق جيدي ولكنها تبقى حبيسة أسفل ثيابي بينما تتولى تزييني قلائد غيرها

    لفتني هذا السطر ( كعيني نسر) ..تشبيه فزيع مررة ××
    المهم ! هل حقا هي نفسها القلادة التي يبحث عنها العقاب ! ^^ ما ازكاني صحيح نيهاهاهها
    ههههههههه الآن فقط تكتشفين نيسورة عينيك (تنسب عينيك اللطيفتين إلى عيني النسر بطريقة ملتوية )
    أحببت هذا كثيرا يا فتااااة ضحكت من قلبي >< ، أنتِ ذكية جدااا ياااااااه e409

    فقط سؤال بسيط ..ركزي معي على السطر الرابع : لا ألكز الفرس للعدو سريعا مخترقة للجبال وأشواكها هل العبارة صحيحة ؟
    ام الخطأ من عندي ^^!
    حسنا يا روحي إنها تبدو ثقيلة في الجملة صحيح ؟ مخترقة للجبال وأشواكها ، و أقول لك بصراحة لقد وقفت عندها قليلا عندما أكتب الفصل >< ولكن الرأي استقر على الابقاء عليها e415 والآن طلبت دعما من أختي معلمة اللغة العربية وقالت أن الجملة صحيحة em_1f606 ولكن عندما نضع في الاعتبار أن الكلام عائد على الفرس لا تبدو كأنها شيء خاطئ

    وبالنهاية سيبقى قلبي يدعو لان تنجو نور مما هيا فيه..وسابقى انتظر بشوق ماذا سيحدث ..حقا الاحداث بدأت تصبح مشوقة جدا e106 متحمسة جدا وبالانتظار ..
    حسنا يا صديقتي الرائعة ولأنني طيبة مثل نور أو تكاد طيبة نور تصل إلى ما أنا عليه em_1f60e e412 فسوف أمنحك تلميحا عن الحلقة أقصد جزئية الفصل القااادمة



    e412 e412 e412 e412

    واعلمي عزيزتي بينك ان محاولة التنسيق من الهاتف والاقتباس حقا مرهقة وتأخذ الكثير من الوقت e108 لكنني حاولت ماذا افعل e404

    حسنا ماذا أقول سوى أحبّك يا بهجتي
    e106 e106

    دمتي بخير ولتكن نور بخير ايضاâ™،
    بانتظارك ولا تتأخري بوضع الفصل القادم e106
    وأنتِ كذلك يا صديقتي ، و حسنااا سوف أوصل سلامك لها e106
    وإن شاء الله لن أتأخر أبدا بالفصل القادم < ومن يدري قد أضعه غدا ( إنها أيام الدلال يا فتاااااتي )

    اخر تعديل كان بواسطة » ×hirOki× في يوم » 04-05-2018 عند الساعة » 00:26

  14. #13

    Talking


  15. #14
    وعادت نور بنت حمدة مجددا لتروي لنا قصتها وما فيها من أسرار وغموض em_1f495e106

    أهلا وسهلا بكِ كاتبتنا وبنا أيضا بعد غياب كمتابعين لك ولخفايا قصص القصر ومغامراتها الشيقة والمعقدة
    ؛
    ؛
    ؛


    وكأني أتنقل في هذه السطور بين حياتين بعيدتين جدا ومشاعر متضاربة ،، كما الحياة تماما هذا سعيد الحظ وذاك المتعثر ومتدثر الوجع والألم
    e023e023

    نور وشخصيتها المتواضعة والذكية ونشأتها في دروب العلم والمعرفة في كنف جدتها صنعت منها تلك الطبيبة الذكية وفي نفس الوقت يبدو أن قلبها قد خفق لأحد أبناء البسطاء بعيدا عن مظاهر الترف والثراء ،، نور إنسانة مرحة وأنيقة تحمل غموضا في قلبها وحزنا لا زلنا بانتظار اكتشاف أسبابه

    قمر إنه من الجيد أن تمتلك صديقة ثرثارة لتخبرك كل ما قد يغيب عنك من أخبار وأحداث مهمة ولكن فقط يكفي ألا تكتشف عنكِ بعض الأمور فعندها ستكونين قد وقعتِ في قبضة أسر لا خلاص منها em_1f605

    الأميرة فانو تبدو شخصية جيدة وتعامل صديقتنا بلطف وحب كبير لننتظر ونرى

    وأخيرا هذا العقاب يبدو أنه يسعى لانتقام كبير من أحدهم ،، صاحب العينين الرمادتين ونظرة ثابتة وباردة كالجليد
    وكابوس يفطر القلب كمدا ! إنه لمن أصعب المشاعر أن تتذكر أنك كنت ساذجا وطيبا أن تحولك الحياة إلى شخص حاقد ومنتقم وقاتل ! أن لا ترى من الألوان إلا القاتم منها !


    هل ذاك الأسير في بداية الرواية له علاقة بالعقاب ؟ أم أن العقاب هو آسر ذاك الجريح ؟
    ما قصة القلادة التي يبحث عنها العقاب هل يا تراها تكون قلادة أمه ؟ أرجو أن لا تكون تلك القلادة التي لا تفارق رقبة نور تحت ملابسها !
    ولمَ قد يختطف شهاب نور ؟ ما علاقتها بذاك الثأر القديم ؟


    ختاما أحببتُ جميع الشخصيات حتى هذه اللحظة وبانتظار جزء جديد يجيب عن تساؤلاتي الكثيرة لتتضح عندي الصورة بشكل أفضل

    ولا يفوتني أن أشكرك على المعلومات التاريخية الجميلة بالرواية فنحن نستمتع بالأحداث ونستفيد بصورة مبسطة وظريفة في نفس الوقت


    دمتِ بخير وسلام e32d

  16. #15
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بُشرى مشاهدة المشاركة
    ياااه صديقتي العزيزة بشرى أنت ِ حقا رائعة بكلامك الرائع الأكثر روعة من أي شيء يصدر مني وترينه رائعا ( تريد أن تسيطر على الموقف e409 )

    حسنا أتعلمين من الظريف أن نضحك ونبتهج هكذا في نهاية كل فصل ، لقد أحببت هذه المواقف الطريفة حقا وهي تجعل روايتنا أكثر انتعاشا مما هي عليه تبث فيها حياة بطريقة مميزة ومحببة em_1f495
    ولكن بخصوص اللغة em_1f606 حسنا جميعنا نتجه نحو العدد التنازلي بخصوصها >< لأننا لا نتحدث بها في الحياة اليومية e058 ولكن علينا أن نزور المعجم بين الفينة والأخرى e40a e409 ( تفضح نفسها em_1f606) وبصراحة أنا أستهلك وقت أطول في الكتابة بسبب التفكير في ذهني والبحث عن مصطلحات فصيحة e410 حتى أتحفك بها طبعا بعد ذلك e105

    أما بالنسبة لأيام الدلال فلا تخشي شيئا يا عزيزتي بعد فصل اليوم سننظم يوما في الأسبوع يكون فيه فصل جديد ما رأيك <<حلقة في الأسبوع ويكون الفصل بطول جيد أليس فكرة جيدةةة ؟ em_1f62c
    وبالمناسبة أنت لست فقط جيدة بالقراءة بل أنتِ جيدة في كل شيء

    إلى اللقاء في الفصل الجديد e106 e106 e106e106



    e418
    اخر تعديل كان بواسطة » ×hirOki× في يوم » 04-05-2018 عند الساعة » 18:54

  17. #16
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Yoland مشاهدة المشاركة
    وعادت نور بنت حمدة مجددا لتروي لنا قصتها وما فيها من أسرار وغموض em_1f495e106

    أهلا وسهلا بكِ كاتبتنا وبنا أيضا بعد غياب كمتابعين لك ولخفايا قصص القصر ومغامراتها الشيقة والمعقدة

    أهلا وسهلا بكِ وبها وبنا جميعا e106 وإن شاء الله يكون لقاءا ميمونا و مباركا عزيزتي يولاند

    وكأني أتنقل في هذه السطور بين حياتين بعيدتين جدا ومشاعر متضاربة ،، كما الحياة تماما هذا سعيد الحظ وذاك المتعثر ومتدثر الوجع والألم
    e023e023

    ياله من وصف جميل e106 e411 ولكنك ترين أن صديقتنا نور قد أصابتها عين أحدهم أليس كذلك ><

    نور وشخصيتها المتواضعة والذكية ونشأتها في دروب العلم والمعرفة في كنف جدتها صنعت منها تلك الطبيبة الذكية وفي نفس الوقت يبدو أن قلبها قد خفق لأحد أبناء البسطاء بعيدا عن مظاهر الترف والثراء ،، نور إنسانة مرحة وأنيقة تحمل غموضا في قلبها وحزنا لا زلنا بانتظار اكتشاف أسبابه

    أحببت إحساسك اللطيف تجاه نور ، شعرت و كأن أحدهم يمتدح ابنتي e106

    قمر إنه من الجيد أن تمتلك صديقة ثرثارة لتخبرك كل ما قد يغيب عنك من أخبار وأحداث مهمة ولكن فقط يكفي ألا تكتشف عنكِ بعض الأمور فعندها ستكونين قد وقعتِ في قبضة أسر لا خلاص منها em_1f605

    هههههههه لطيييف حقااااا e409

    الأميرة فانو تبدو شخصية جيدة وتعامل صديقتنا بلطف وحب كبير لننتظر ونرى

    e20c

    وأخيرا هذا العقاب يبدو أنه يسعى لانتقام كبير من أحدهم ،، صاحب العينين الرمادتين ونظرة ثابتة وباردة كالجليد
    وكابوس يفطر القلب كمدا ! إنه لمن أصعب المشاعر أن تتذكر أنك كنت ساذجا وطيبا أن تحولك الحياة إلى شخص حاقد ومنتقم وقاتل ! أن لا ترى من الألوان إلا القاتم منها !


    حسنا يولاند عزيزتي هل أنتِ في طرفه أو ما شابه ؟؟ em_1f60e ، أحببت كل حرف كتبته عنه وقد أخبره عن هذا التعاطف منك يوما ما e415

    هل ذاك الأسير في بداية الرواية له علاقة بالعقاب ؟ أم أن العقاب هو آسر ذاك الجريح ؟
    ما قصة القلادة التي يبحث عنها العقاب هل يا تراها تكون قلادة أمه ؟ أرجو أن لا تكون تلك القلادة التي لا تفارق رقبة نور تحت ملابسها !
    ولمَ قد يختطف شهاب نور ؟ ما علاقتها بذاك الثأر القديم ؟



    هممممم e402

    ختاما أحببتُ جميع الشخصيات حتى هذه اللحظة وبانتظار جزء جديد يجيب عن تساؤلاتي الكثيرة لتتضح عندي الصورة بشكل أفضل

    ولا يفوتني أن أشكرك على المعلومات التاريخية الجميلة بالرواية فنحن نستمتع بالأحداث ونستفيد بصورة مبسطة وظريفة في نفس الوقت


    أشكرك حقاااا على كل كلماتك اللطيفة والمشجعة جداااا ، لقد سعدت كثيرا بوجودك هنا e022 وأنا أيضا سأكون في لهفة لرؤية رأيك وانطباعك عن الفصول القادمة e328

    دمتِ بخير وسلام e32d


    وأنتِ كذلك صديقتي العزيزة e106
    .
    .
    .
    .
    .




    .

  18. #17
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .
    .
    .



    2


    الشوك الملتهب في أحشاء النيران
    تعال واسمع همساته
    التي تتخلل تلك الشهقات اللحوحة




    e032e032e032



    سحبني أحدهم بغلطة ورماني على أرض مكسوة بسجاد ، رميت كما لو كنت كرة طويلة بحجم إنسان ، تأوهت وكدت أختنق بالقماش الذي يعصب فمي ، تقدم أحدهم وشدني من شعري حيث أن خماري الحريري قد انحسر من على رأسي
    وامتدت يده الأخرى لتنزع القماشة المعصوبة حول فمي وذقني وفور أن فعل ذلك أخذت أبصق على وجهه وزعقت بأعلى صوتي ، أُجِبتُ بصفعة رهيبة قاسية على وجهي ، أسقطتني أرضا وصرت أشعر بخدي باردا يبسا لا إحساس فيه ، بيديّ الهزيلتين تمسكت بسجاد الغرفة وأنا أشاهد بذهول قطرات الدم السريعة تتهاوى من أنفي
    أرتعش جسدي ورفعت وجهي الملطخ بالدموع شديدة الملوحة ، ونطقت بصوت محشرج مبحوح وخشن
    " من أنتم قاتلكم الله
    وقبّح وجوهكم "
    ركلني أحدهم فجاءت ركلته القاسية على أنفي فهويت مرتمية على الأرض مجددا وأنا أكاد أفقد عقلي من هول ما يحصل لي
    غمغمت وقد غرس وجهي الملطخ بالدماء هذه المرة في السجاد فرُفع رأسي ( بواسطة شعري) وجلس الذي يشد شعري رافعا رأسي نحوه القرفصاء بالقرب مني ، بالغ في قسوة شده مما جعلني أُجبر على النظر نحوه وكل عرق في وجهي يئز ويحرقني ، أخذ ذلك الرجل يبالغ في شده لرأسي ونطق قائلا
    " أنتِ في حوزتي أنا العقاب ، عقاب المغرب "
    كادت عروق جبيني تنفجر مما سمعت ولم يعد لدي سواها يحمل رأسي الذي أعيوه بالضرب والرضوض
    أكمل الرجل كلامه بقسوة ساكنة وباردة
    " يا ابنة المستعين بن بلكين "
    ونهض عن جلسته وقبل أن يستوى قائما صفعني مرة أخرى على وجهي بكل قوة لأرتمي مجددا على ذاك السجاد وترتمي بالقرب مني أطراف ثيابي الثمينة ملطخة بالدماء والطين


    .
    .
    .



    قال تاتلي بلهجة حذرة يخاطب العقاب " ماذا لو لم تكن ابنة ابن بلكين ؟ "
    التفت العقاب صوبه بحركة غاضبه و شرر يتطاير من عينيه الرماديتين
    " لا شك في ذلك ، المستعين أخبر ابن مردنيش بلسانه أن ابنته في قصر فانو بنت يينتان "
    " يجب أن يكون أحد قد رآها ويتعّرف إليها ، يجب أن نعلم يقينا أنها هي ! "
    ضرب العقاب إبريق الماء الفخاري بقدمه وزمجر غاضبا " سأجلب من يتعرف إليها وإن كنت واثقا أنها هي"
    و نهض مغادرا الغرفة وهو يتمتم " و سنرى يا ابن بلكين "
    تنهد تاتلي بضيق وتراجع للوراء يتكئ بظهره على الجدار وهمس يحدث نفسه بصوت مسموع " فلتكن ابنته ، ما أخشاه أن تكون جاهلة بأمر زعيمنا "
    وهنا انفجر الشهاب ( والذي كان منزويا في أحد أركان الغرفة ) ونطق بحدة وكأنما شيء لدغه " لا شك أنها تعرف ، من ذا الذي لا يعرف العقاب !! "
    أجاب تاتلي بلا مبالاة لحماسة الشهاب " هنا يشيع ذكر الفلاكي* "
    وفي هذه الأثناء كان الأحمر قد ولج إلى الغرفة ووجهه مصفرّ، جلس بحيث يكون مقابلا لتاتلي وشهاب ونطق بلهجة حائرة
    " ترى مالذي يجعل زعمينا حانق على هذه الفتاة إلى هذا الحد ؟ "
    أشاح تاتلي بوجهه بينما مط الشهاب شفتيه قبل أن يجيب الأحمر قائلا " وما شأنك أنت أيها الصغير ؟ العقاب قاس ولكنه لا يظلم أنت تعلم هذا جيدا أليس كذلك !"
    أومأ الأحمر مستسلما " نعم ولكنني"
    كان الشهاب سيقاطعه ليقول له ( بدون ولكن ) ولكنه لم يكن في حاجة لذلك حيث كان العقاب قد دلف إلى الغرفة عائدا ومعه سيدة مسنة بعض الشيء ، رفع الجميع رؤوسهم نحو المرأة بينما نطق العقاب مخاطبا تاتلي
    " لقد كانت تنزل عند آل ابن بلكين عندما تذهب للاستطباب* بعيون فاس "
    اتسعت عينا تاتلي الصفراوين وهو ينطق متحمسا موجها حديثه للمرأة " إذا فأنتِ تميّزين بناته دون شك ! "
    نفت المرأة رأسها بثقة وقالت " لا أخطئهم "
    أسرع شهاب يفتح باب الغرفة التي رميت فيها نور مضرجة بدمائها ، تقدم الشهاب ودخلت من وراءه السيدة المسنة ترتدي ملابس المياسير من الناس ومن وراءها العقاب وتاتلي والأحمر
    نطق العقاب ( والذي ميزته نور بأنه الذي تولّى ضربها وصفعها)
    " ارفعي رأسك وإلا رفعته لك غصبا "
    سرت القشعريرة في كل جسد نور، ورفعت رأسها متحاملة على مشاعر الطنين والآلام الرهيبة ، وحينها أبصرت نور وجه المرأة المسنة يشحب وينعقد حاجبيها ، اقتربت تلك المرأة أكثر من نور وانحنت بعض الشيء لتدقق النظر في وجهها ..
    تحدث أحد الرجال بنفاد صبر " قلتِ لا تخطئينهم ، أخبرينا أهي ابنته ؟ "

    التفتت تلك المرأة صوبهم بوجه مصفرّ وهي تنطق بحنق " لم أرها من قبل ! "
    صاح العقاب صيحة مدوية " كـــــيف !! "
    يبدو أن تلك الصرخة قد دفعت عقل تلك المرأة للمبالغة والسرعة في التفكير والتخمين فنطقت مسرعة " ولكن انتظر لحظة واحدة ، هناك أمر يجب أن تعرفه يا سيدي !"
    أومأ العقاب برأسه بما يعنيه وما هو هذا الأمر ؟
    فأجابت " إحدى بناته نشأت في دار جدتها وكانت قليلة العيش في دار آل ابن بلكين ، قد تكون.."
    تأفف ذو العينين الصفراوين " قد ! عدنا إلى قد " بينما نطق العقاب كاتما جنونه وهو يصر على أسنانه بصبر" ما اسم تلك الفتاة ؟"
    ارتعشت أوصال نور وهي تسمع اسمها تنطق به المسنة الحاقدة " اسمها نور "
    وهنا صرخت نور ... ولا تعرف لماذا أقدمت على ذلك ولا كيف تمكنت من الصراخ بهذه القوة ، ونطقت كاذبة بلهجة متوسلة " لا تظلموني أنا أنا ... أسموني نور الصباح في القصر "
    التفتت تلك المرأة بغيظ نحو نور ونطقت بحدة وهي تلتفت نحو الرجال " إنها تدعي أنها إحدى الجواري ، إياكم وتصديقها "
    قال تاتلي والذي بدا أنه من نبرة صوته شكه فيها " ولما لا نصدقها ! أهناك سبب .."
    قاطعته المرأة بينما كان زعيمهم ذو العينين الرماديتين والشعر المسدل حول جبينه وصدغيه عاقدا ذراعيه على صدره بصمت
    " بهاتين العينين الصغيرتين الجميلتين والوجنتين الممتلئتين ! إن ملامحها فاسيّة ! "
    أجاب تاتلي معاندا " والدتي فاسية وعينيها واسعتين "
    وهنا نطق الشهاب بدون تصميم منه على ذلك " ثم إنها من آل ابن بلكين ! "
    قال تاتلي وهو يلتفت للعقاب
    " يا زعيم إن هذه المرأة فاشلة وما حصل أن عبثنا في أعمالنا ! "
    أسدل العقاب ذراعيه أخيرا ونطق بصوت هادئ وعينيه الرماديتين ترمقان نور على نحوٍ غريب " لا عليك تاتلي لن نتصرف وفقا لرأي هذه المسنة بكل تأكيد "
    كانت الغمة ستخف وطأتها على نور قبل أن تسمع بقية كلامه الذي هوى على رأسها كالصاعقة " سنرسل إلى ابن بلكين بريدا ، وإن عجز عن العثور عليها في البلاط .."
    أكمل كلامه بلهجة ساخرة
    " حينها سيكون كلانا .. نحن والمستعين بن بلكين قد تأكدنا من حصول المطلوب "
    ثم ابتسم لرفاقه على نحوٍ لا يليق برجل عنيف لا يتورع عن ضرب النساء



    .
    .
    .



  19. #18
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية

    غادر الجميع الغرفة وأحكموا إغلاق الباب من خلفهم وقد أدركت نور حينها أنها تقضي ليلتها الأولى لدى قطاع الطرق ، نطقت هامسة بحشرجة مكتومة
    " أخيرا ...غربت وجوههم عني ، والآن يجب أن أفكر في طريقة ما للفــ .. "
    و لكن دموعها الحارقة المنهارة من عينيها قطعت عنها تفكيرها وخطة الفرار ، كانت نور تتمتم بشفتين مرتعشين وهي تتكوم حول نفسها " لا أصـــدق ! ، لا أصدق ..."
    تقول ذلك وبصرها يدور حول الغرفة بذعر شديد ، لعقت من شفتيها وهي تبالغ من فتح عينيها كأنها تحاول بذلك كبت دموعها عن الهطول ، وأخذت تحدث نفسها وسريان الدماء لا يكف يجري بارتعاش في يديها وساقيها
    " لماذا يصرون على معرفة إن كنت ابنت المستعين أم لا ؟؟ " ، تحدث نفسها بلهجة هلعة مرتعشة وسريعة
    وهي تنفي برأسها وتتذكر ما حصل وحاجبيها المرتعشين مقطبين وعينيها تحدقان بالفراغ بقوة
    " الأفضل هو أن أفكّر.. فأنا نور بنت حمدة التي لا يحصرها أحد في زاوية ! "
    ثم استوت جاثمة على ركبتيها و أخذت تمسح دموعها بجزع كبير وهي تسترسل ناطقة بهلع خافت ورأسها لا يكف عن الارتعاش
    " فكّري يا نور ..فكّري .." وحينها تحركت يدها دون قرار منها لتتكئ بخدها عليها ( فهذا ما تفعله عادة عندما تستغرق في التفكير ) ولكن ما إن فعلت هذا حتى تأوهت بشدة وأبعدت يدها المتسخة بالطين ودماء وجهها عن خدها الذي صار مهترئا وطريا من الصفع
    تمتمت بقهر " آه ما الذي اقترفه والدي بحقهم حتى يفعلوا كل هذا بي "
    ثم امتلأت عينيها الصغيرتين بالدموع حتى حجبت عنها الرؤية تماما وهي تهشهش هامسة و تتحسس رضوضها " آه وليت تلك البغيضة لم تذكر اسمي " استعبرت مجبرة على البكاء مجددا و اشتد بكائها وهي تصر على أسنانها بحسرة
    ثم رفعت جيدها وهي تستجمع أنفاسها من بين العبرات التي تشهق بها ، أخذت نفسا تلو الآخر حتى تتغلب على عبرات بكائها ورفعت يدها ، و مرة أخرى بأناملها المرتعشة تمسح دموعها ببطء وهي تحدق للأمام بفتور مفاجئ
    " لا شك أن القصر سيأنف عن إخبار أبي بأنني قد ضعت من بين أيديهم "
    نفت برأسها بحذر وأغلقت عينيها حينما اجتاحها الخوف الرهيب بفرض إنباء أهل القصر والدها بشأن ضياعها
    ولكنها عادت للتفكير مجددا ، إن كان الأمر يحسمه البريد فيجب أن تراسل أختها نضار بطريقة أو بأخرى !


    قاطع حديثها مع نفسها والخطط التي كانت تقوم بإعدادها صوت باب الغرفة
    رفعت رأسها صوب الباب فرأت العقاب ، ذو العينين الرماديتين ، كما رأته أول مرة رأسه حاسر لا يغطيه شيء ، وشعره البني الكثيف يغطي جبينه وينسدل حول صدغيه


    " إذا فأنتِ تقولين انك لست ابنة المستعين ابن بلكين ! "
    في الوقت الذي كان قلبها يدق بقوة مما يفصح بأنها ابنته حقا و أزيز قاس يلسع عينيها المنتفختين كانت قد نطقت كاذبة بثبات
    " لا أعرف هذا الرجل ، أنا من جواري القصر " ، تجاهلت وخز قلبها وهي تتفوه مفرطة في الكذب الصريح وآلام جفنيها تشتد كلما رمشت عينيها
    نطق بسكينة عالية " سنرى إن كنت صادقة أو كاذبة " ثم استأنف حديثه قائلا
    " وبما أنكِ تقولين أنكِ لست نور ابنة ابن بلكين ، فأنا أفترض أن يكون وجودك أكثر قيمة ! "
    قطبت بحاجبيها والذعر يعصف بجنبات قلبها وهمست بصوت مرتاب "وكيف أكون كذلك ؟ "
    ضحك ذلك الرجل الشرير جميل المظهر وأجابه " أي أنكِ ستعملين معنا وتكونين واحدة منا "
    قال جملته تلك وقد ثبت نظره نحوها وكأنه سيتفحص وجهها قبل أن تنطق بالإجابة ولذلك سيطرت على انفعال وجهها ، وقد كانت تشعر بمدى الفضيحة والعار أن تكون نور بنت المستعين ابن بلكين في مكان كهذا ، ناهيك عن تلقيها عرضا بهذا الابتذال ، ولكنها أجابت بكل ما أوتيت من ذكاء و شجاعة ونطقت بهدوء وعينيها تبرق
    " إن كان مقابل ذلك حماية شرفي ..فنعم "
    لحظت نور عينيه تشردان نحو اليمين قليلا عندما سمع إجابتها ولكنه قطب حاجبيه ونطق مثبتا عينيه الرماديتين عليها
    " أخبريني مالذي تعرفينه عنا ؟ ماذا تعرفين يا نور الصباح عن عقاب المغرب ! "
    عندما نطق اسمها المزعوم نطقه بحيث أشعرها أنه لا يزال يشك ومهما فعلت لن يزول شكه ولكنها أجابته بصدق هذه المرة
    " أعرف فحسب أنه قاطع طريق لا يعرف الرحمة ..فلا أحد يعلم كيف يبدو العقاب " تجيب بذلك وعينيها المنتفختين تحدقان بوجه العقاب بريبة ..و قد ضاعفت نظرات عينيه الفضيتين الحادتين رهبتها
    ابتسم العقاب قبل أن يجيبها قائلا "هذا لأنني لا أبقي على حياة من يراني ويعلم أنني العقاب "
    جحظت عينا نور وبدا الذعر واضحا جليا على وجهها و قالت بتردد " وأولئك .."
    قاطعها وقد فهم مالذي كانت تحاول الاستفسار عنه
    " لا أكشف عن نفسي إلا لمن أكون قد قررت مسبقا أنني سأجهز عليهم "
    عصف غثيان شنيع برأسها وشعرت بالغرفة تدور من حولها وبينما كانت عينيها قد غرفت بالدموع دون أن تدري إذ بالعقاب يقترب منها أكثر ويضع يده على كتفها مضيقا عينيه و قائلا بنبرة صوت عجزت نور عن تبيّن معناها
    " ولكنني لا أنوي قتلك الآن يا نور الصباح ! ، فأولا يجب أن ننتظر لنعلم إن كنت حقا لا تربطك أواصر القربى بآل ابن بلكين "
    ألحّ عليها فضولها لمعرفة الجزء الآخر من خطته والتي لا يمكن الوصول لمرحلتها
    " و وماذا بعد ذلك ؟ بعد أن تعلم أنني لست ابنتهم ! "
    ولكنه أجابها بدهاء ونظرة حانية لم يخفى عن نور زيفها
    " حينها لكل حادثٍ حديث !"




    .
    .
    .
    اخر تعديل كان بواسطة » ×hirOki× في يوم » 05-05-2018 عند الساعة » 00:46

  20. #19
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .
    .


    RniE7UN




    فـــــــــــــاس

    قصر المستعين ابن بلكين




    دفعت الباب اللوحي المزركش ذا الدفتين وهبطت مع الدرجات الفسيفسائية الملونة والعريضة التي توصلها بحديقة منزلية جميلة في الطابع الأرضي من الدار ، لمحت والدها جالس قرب فسقية رخامية تصدر مياهها خريرا هادئا وعندما كانت متجهة نحوه بثوبها الوردي الأنيق ذو الأكمام الواسعة الذي يتوسطه حزام عريض فضي اللون إذا بأحد خدم الوالد يصدر صوت الاستئذان قادما تجاه سيده حاملا بضعة لفافات في يده
    قال المستعين ابن بلكين لخادمه بعد أن أشار له بيده أن يضع اللفافات على الطاولة التي بجانبه " أوَصل زكريا بن عبدالله إلى فاس ؟ " أومأ الخادم نافيا وهو يجيب بأدب " لا أعلم يا مولاي فوراً سألتمس خبرا من فندق ابنه فارس " أومأ المستعين موافقا وأجاب خادمه بنظرة حانية ووقار " حسنا يا ولدي يمكنك أن تنصرف " أومأ الخادم باحترام وعندما التفت للمغادرة وجد ابنت سيده واقفة بالجوار فأومأ لها بينما منحته هي ابتسامة بحنية ووقار والدها ، تتبعت خطواته الأولى ثم التفتت تجاه والدها ابتدرها والدها بابتسامة مشرقة وقال يخاطبها وهو يشير بيده إلى مكان بجواره " تعالي يا قمري تعالي ..هنا إلى جوار والدك "
    ابتسمت نُضار بعذوبة وتقدمت بدلال تجلس بجوار والدها والطاولة ذات الشكل الهندسي الجميل الذي وضعت عليها اللفائف ، قالت نضار وهي تدفع بضعة من خصلات شعرها البنية خلف أذنها المزينة بقرط طويل زمردي اللون " أرى أن السيد زكريا يعاود النزول في فاس "
    قطب المستعين ابن بلكين من حاجبيه وأجابها بعد أن وضع الكتاب الرقيق الذي كان بين يديه على الطاولة " في صوتك استنكار لصنيعه ؟ أما يحق له مراجعة أعماله والاطمئنان على أمواله ؟ "
    أبدت نضار ابتسامة مقتضبة وهي تجيب والدها وعينيها الخضراوين تبرقان " أبي ..ألم يعهد بكل ما له في فاس إلى ابنه فارس ؟؟ ألا تحسب تصرفاته هذه تراجعا عن كلامه ؟ "
    حرّك المستعين رأسه عموديا على نحوٍ سريع وهو يصدر تأوها استذكاريا " آه ...يزعجك هذا ففارس من أخلاء أحمد ! لم لا يكون قولك لفارس بتقدير والده ! إنه يمنحه ثم بماذا يكافئه ؟ بالشكوك والتذمر
    أشاحت نضار بوجهها وقد أزعجها ما وصل إليه الحديث مع والدها وحينها وقع بصرها على اللفائف فقالت من فورها وهي ترفع بعضهم بأناملها الرقيقة واتساع أكمامه تكشف معصمها الدقيق وحليه الذهبية المتشابكة " أهي رسائل البريد ؟ "
    أجاب الوالد وهو يرجع كتابه بين يديه " نعم يا ابنتي هلا قرأتها عليّ .."
    ثم اتجه بصره نحوها وهو يكمل جملته بوداعة لطيفة " إن كنت لا أثقل عليك بهذا "
    ضحكت نضار بخفة وهي تجيب والدها بمرح " حاشا و كلا " وأخذت من فورها تفتح اللفافة الأولى وشرعت في القراءة بصوت مرتفع عذب
    "
    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد الخاتم الأمين وبعد
    السلام على أخينا المستعين بن بلكين نسأل الله أن يكون في حال من الدعة والنعيم ، فإننا قد التمسناكم في مجلس صديقكم ابن زيدون في باجة ولم نحظى بشرف رؤيتكم المبهاجة
    فرأينا أن نرسل بمكتوبا إليكم نبث فيه شوقنا ولهفتنا عليكم وعلّنا نتشرف في القريب بزيارة الحضرة الفاسية والتنعم بمياهها البهيّة وإن الصديق ابن فاطمة حاكم باجة يرسل إليك بالسلام والأمانة تصلكم إن شاء الله تجدونها عند القاضي الزكي ابن الشريف الرّندي ، ونسأل الله أن يبارك لكم في الأمانة المجبولة والهمة الموفورة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    كتبه إليكم وخطه للحلول بين يديكم ، صديقكم ومحبكم الوفيّ ابن ميمون الغافقي
    "
    كان المستعين ابن بلكين مستغرقا في ابتسامته وإيماءات رأسه وكأنه يرد السلام على صديقه في قلبه في الوقت التي كانت نُضار تفتح فيه اللفافة الثانية وذهنها لا يزال مشغولا بالرسالة الأولى وهي تستأنف حديثها مع والدها " ليتك تطلب من عمتي أن تدعو ابنته بالنزول عندنا في غرناطة "
    يجيبها والدها دون أن تزول ابتسامته " آه رقية ! بنت ظريفة أليس كذلك ؟ "
    أجابت نضار ضاحكة بود " غاية في الظرف ، أحبها " ، عندما أكملت جملتها تلك كانت قد انتهت من فتح الرسالة الثانية وقبل أن تشرع في قراءتها استوقفها مظهرها الخالي من التنميق والتنسيق ، وتحركت عينيها على الفور تقرأ ما كتب فيها في سرّها ، فإذا بعينيها الخضراوين يشحب لونهما ويصفرّ وجهها وشفتيها ، حركت بصرها ببطء حذر تجاه والدها وأناملها البيضاء ترتعشان بين أطراف الورقة ، وفي ذلك الوقت كان الخادم قد أصدر صوت الاستئذان وأنبأ والدها بوصول السيد زكريا ، لعقت شفتيها وأرجعت بصرها تجاه الرسالة قبل أن يلتفت والدها نحوها وقامت بلف الرسالة وهي تتظاهر بالهدوء ، قال المستعين ابن بلكين وهو ينهض من جلسته مخاطبا ابنته " أرى من الأحسن أن نؤجل قراءتها إلى حين عودتي من لقاء السيد زكريا فلا يليق أن أتأخر عن لقائه " أومأت نضار بالموافقة وهي تتظاهر بالانشغال بجمع الرسائل " نعم يا أبي الحق معك ، سآخذهم إلى مكتبتك " كان المستعين بن بلكين في عجلة من أمره للقاء زكريا بن عبدالله فلم يلحظ تعمد نضار في تظاهرها بالانشغال بجمع الرسائل وعدم رفع وجهها نحوه لتوديعه
    أما نضار فكانت قد اعتلت الدرجات الفسيفسائية ودفعت الباب الخشبي الكبير ذو الدفتين المزركشتين بهلع وقلق مكبوتين ، استدارت تغلق دفتي الباب من خلفها ويديها ترتعشان وعندما لاحظت أنه لا يوجد أحد في الردهة أسرعت نحو غرفتها ثم أغلقت الباب من خلفها وضعت بقية الرسائل على السرير و أعادت فتح تلك الرسالة و تلك الورقة تكاد تنزلق من بين أناملها المضطربة ، عاد بصرها يجول مرتعشا بين أحرف تلك الرسالة
    " ابنتك ضيفة فانو المرابطية في قبضتي ولكن النخّاس لا يأملني خيرا بثمنها وهي على هذا الحال "
    صاحت صيحة خافتة حارة حادة ، والمياه تنفجر كالسيل من عينيها ، أخذت شفتيها ترتعشان وهي تحرك يديها باضطراب وتهوى الرسالة ساقطة على الأرض ، استقرت يديها على رأسها وهي تحدث نفسها بذعر " مـ مـ لا ـ لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً ! كيف تختطف من القصر في مراكش ! " استدارت للورقة وانحنت ترفعها من الأرض وهي تكمل حديثها مع نفسها بصوت خافت " قد تكون مجرد كذبة ، قد يكون كذباً " وحينها وجدت نفسها جاثية على ركبتيها لا تحملها قدميها ، وأخذت تقوم بثني الورقة حتى صارت بحجم صغير جدا وفكّرت وهي تحدق في الفراغ أمامها وأهدابها البنية مبتلة وملتصقة ببعضها من الدموع " إن كانت قد حلّت علينا هذه الفاجعة فالمرابطين سينبئون والدي ! " وأغمضت عينيها وطفقت الدموع تسيل على خديها و أمرين مريرين يجولان في ذهنها ، مصير اختها الصغرى وسمعة العائلة ، في تلك الأثناء كانت الجارية تدق الباب على غرفة نضار ولكن عندما تأخرت نضار في الإجابة دفعت الجارية الباب وذعرت لمنظر نضار جاثية على ركبتيها تسكب الدموع يديها تضغطان على شيء ما بقوة ، فهرعت نحوها لتجلس أمامها وتخاطبها بذعر ويديها تستقران على يدي نضار " مولاتي نضار ! ما بالك على هذا الحال ؟ "
    حدقت نضار بالجارية أمامها ثم تحرك بصرها نحو يديها كأنها تتأكد بإحساسها ونظرها إخفاء الرسالة في قبضتها ثم أجابت وهي ترفع يدي الجارية عنها بيدها الأخرى " لا شيء ذا قيمة ، مالذي جاء بك إلى غرفتي ؟ "
    أجابت " عذرا سيدتي ولكن زوجكم أحمد .."
    قاطعتها نضار " أرجوانة حلوتي أخبريه أنني متعبة ولن أخرج "
    ألحّت أرجوانة وهي تقول وعينيها الواسعتين الغامقتين تبرق " ولكن يا مولاتي يقول يريد الحديث .."
    تجيب نضار بنفاد صبر " فليأتي إلى غرفتي إن أراد ..أنا متعبة جدا "
    قالت ذلك وهي تنهض من مكانها وتابعت خطوات الجارية حتى غادرت الغرفة وأغلقت الباب من خلفها بأدب ، أخذت نضار نفسا عميقا ومع ذاك النفس انحدرت دموعها مجددا ، وجلست على الفراش المرتفع مستندة بيدها على مسنده اللوحي الجانبي ، همست تحدث نفسها بضياع " إنه لوهم وخيال ، إن حصلت فجيعة كهذه ، يموت والدي قهرا " واستعبرت من جديد بضعف كبير وغطت وجهها وجسمها يهتز باكيا ، ثم رفعت رأسها نحو الباب وقد تهيأ لها في خيالها صوت طرقات عليه ، فمسحت وجهها بيديها وهي تحدث نفسها قائلة " لا يجب أن يعلم أحد بهذا ، حتى أحمد ! " واتجهت صوب إحدى الخزانات الخشبية المصفوفة في غرفتها على نحوٍ انيق وراق وإحدى هذه الخزائن كانت عبارة عن أدراج صناديق خشبيه تعلو بعضها بعضا وكل واحدة فيها لا يفتح إلا بعد إدارة مفتاح في ثقبه ، أخرجت إحدى مفاتيحها وأدارت به على إحدى الأدراج ووضعت الرسالة التي صار حجمها صغيرا من مبالغة ثنيها ودستها بين أقمشتها ، وأعادت دفع الدرج وعندما كانت تقوم بإدارة المفتاح لإغلاقه إذا بطرقات على الباب ، انتهت سريعا من إدارة المفتاح وعندما كانت تضع المفتاح في صندوقه ذو السقف المقوّس كان أحمد قد ولج إلى الغرفة وتقدم نحوها وملامح الاستغراب تغزو ملامح وجهه
    " مالذي جرى يا عصفورتي ؟ " قال لها ذلك وعينيه الشهلاوين تبرقان بالقلق والحيرة
    أومأت نضار بوجهها نافية كأنها تقول لا شيء إلا أنها عجزت عن إخفاء الخوف الذي كان باديا على وجهها ، انحني أحمد نحوها وهو يمسح على خدها بظهر يده ونطق بصوت وديع ولحوح " ليس هذا ما أراه ! أفديك بحياتي يا نضار ما هذه الحالة ؟ "
    أجابت نضار دون أن ترفع بصرها نحوه " فقط ..شعرت ببعض الضيق " ، بإبهامه وسبابته رفع احمد وجه نضار نحوه بلطف كبير وقد بدا وكأنه أجبرها على النظر إليه وقال وهو يحاصرها بنظراته الحنونة " بعض الضيق ؟ أنا أسأل عن هذا الضيق ! " أجابت نضار وحمرة تكتسح عينيها الخضراوين اللتان تنظران نحو أحمد مرغمتين باضطراب " ليس بشيء جديد .."
    قاطعها مقطبا " وأنتِ التي كنت تدورين أمامي بسعادة في الحديقة بعد عودتنا من البستان ؟ وتهتفين أنا سعيدة أنا سعيدة ؟ وسأستجيب لرغبة عمتي هذا العام وأقصر زيارتي وأعود لغرناطة قبل .."
    قاطعته بصيحة حادة والدموع تنفجر من عينيها بيأس " لا " جفل أحمد من فعلتها ونطق بشرود " ما بالك !! " أبعدت نضار يديه عنها وتراجعت للخلف وهي تخاطبه بحدة مشيرة بإصبعها " لن أعود لغرناطة بهذه السرعة ، لن أترك أبي " نفى أحمد برأسه وقد هاله مظهرها المضطرب والمذعور ونطق وهو يحاول التقرب منها " اهدئي نضار ،،اهدئي وتعالي إلي " دفعته نضار مجددا وأجابت وهي تمسح دموعها " اتركني فقط لوحدي ، أنا متعبة "

    وجلست على السرير بإنهاك في الوقت الذي كان أحمد يراقبها فيه بحيرة شديدة ولكنه نطق حينها بذكاء " لقد كنت قبل وقت قصير مع خالي ، لن أرهقك أكثر ولكنني أعرف كيف أجعله يخبرني عن هذه الحالة التي تركك عليها " وهنا اتسعت عينها تجاه أحمد ونطقت بخوف " لا .." و عينيها الجميلتين معلقتين بأحمد هذه المرة ، استطردت في كلامها " لا أرجوك أحمد ... لا تجلب سيرة لأبي عن هذا " قطب حاجبيه وقد اقترب جالسا بجوارها ونطق بهدوء ونفاد صبر مكبوت " لا تفقدينني صبري يا نضار ! كنت على خير حال عندما غادرتك للقاء فارس ! " نفت برأسها وهي تجيب " شيء لا يد لوالدي فيه ، أقسم لك حتى أنه لا يعلم أنني في هذه الحالة " أخذت نفسا ثم أكملت كلامها " وهذه الحالة ستزول أعدك يا حبيبي " قالت ذلك وأعقبت كلامها بابتسامة عذبة جدا وخجولة ، ابتسامتها برموشها وجهها المبتلين بالدموع دفعت أحمد مجبرا من قلبه على الابتسام في وجهها وقال وهو يمسح دموعها بطرف بنانه " يجب أن تزول أفديك بناصعة الجميلة " ضحكت نضار مرغمة من كلامه وهي تجيبه بدلال " حتى فرسك المسكينة تقرر أن تجعلها فداءا لي ! "
    تظاهر أحمد بالاندهاش وهو يجيبها " فقط ناصعة المسكينة ! أنت تحابين هذه الفرس عني ، تحبينها أكثر مني "
    أومأت نضار نافية وهي تبتسم " لا ، أحب وضاح أكثر منها "
    أجاب أحمد استمرارا في محاولته لتسليتها " بل تحبين المتنبي لأنكِ ترين نفسك في شعره عندما يقول تمر بكِ الأبطال كلمى هزيمةً...ووجهكِ وضاح وثغركِ باسمُ "
    فانفجرت نضار بالضحك حتى احمرّت وجنتيها وهي تجيبه بصوت يتخلل ضحكتها " لا ،،يقول عندما تمر بكَ الأبطال ويقول ووجهُكَ وضاح وثغرُكَ باسم ! لقد كان يخاطب رجلا "
    تظاهر أحمد بالغباء على نحوٍ مكشوف وهو يجيبها كأنه قد تذكر شيء ما " آه صحيح أنت دائما أفضل مني في الشعر والأدب " تضحك نضار وعينيها دامعتين وهي تضرب بكفها زنده وتقول " كاذب أنت تعرف هذا سلفا " ولكن أحمد تجاهل ردها وهو يمسك بذقنها بدلال ويسألها " أخبريني هل زالت ؟ " اتسعت عيناها وقد قررت الكذب لتجيب بتوتر طفيف " نـ نعم " فنطق أحمد بدهاء " إذا يزول معها قرار عدولك عن العودة مبكرا إلى غرناطة هذه السنة ؟ "
    وهنا أشاحت نضار بوجهها على الفور وقد علمت أن أحمد تيقظ لخطتها ، وفي هذه الأثناء يتمتم أحمد بانزعاج وهو يحدث نفسه بصوت مسموع " العصفورة تخدعك ،،، تحسب نفسها تخدعك ، تستخف بك " وهنا التفتت نضار صوبه وتمسكت بذراعه وهي تخاطبه بعينين باكيتين متوسلتين " أحمد أرجوك " نزع أحمد ذراعه هذه المرة عنها ونطق بصوت جاف " عليكِ فقط أن تتذكري شيئا واحدا فحسب ! ، أنه لا حق لك في لومي عندما أخفي عنك أموري " ونهض من مكانه وقد علمت نضار من طريقة نهوضه أنه يهم بمغادرة الغرفة حينها نهضت نضار سريعا وسبقته لتتجه حيث الحقيبة المعلقة في الجدار التي تحمل المصحف الشريف ، أخذته سريعا والتفتت نحو أحمد الذي أجبره تصرفها على البقاء لمراقبة ما تفعله ، حدق بها أحمد كأنه يقول لها مالذي تنوين صنعه ؟ بينما مدت له نضار المصحف قائلة " تقسم لي على القرآن الكريم أنك تحفظ سري ولا تتصرف بنقيض رغبتي زعما منك بحسن تقديرك للأمور "التمعت عينا أحمد الشهلاوين بقلق خفيف و غرة شعره السوداء تغطي جبينه بفوضوية زادت من جمال مهجته الحائرة ، قطب حاجبيه ببطء وهو يقول بخوف مكبوت " نضار ،، ماذا هناك ؟ "
    أجابت نضار بحزم " إن أردت أن تعرف أمامك المصحف الشريف أقسم عليه بما طلبت وتعلم بما سأخفيه لا محالة عن أبي "
    إنه يعرف زوجته نضار ، ومن نظرتها الصارمة أدرك أنه لا سبيل له لكي يعلم سبب ضيقها وانهيارها إلا بالموافقة على طلبها ، ثم إن هناك أمرا آخر دفعه إلى التساهل في الموافقة على طلبها وهو السبب الذي يوخز قلبه النقي ولكنه يعجز عن نفيه و إنكاره ألا وهو رغبته في أن يعلم الشيء الذي تخفيه نضار عن والدها يدفعه بذلك كراهيته القديمة وخصامه المستمر مع خاله وإن كان هذا الخصام قد اتخذ شكلا مستترا ومخفيا بعد مصاهرته له ، فعائلة أحمد تربطها علاقة عداوة في حقيقة الأمر مع عائلة ابن بلكين وظلت والدته بعيدة عن إخوتها طيلة سنوات عديدة لهذا السبب ولكن لقاء غير محسوب بنضار في بيت أحد معارف العائلتين في مالقة ومصالح للسيد منصور والد أحمد اتحدتا لتتم المصاهرة وتتخفى العداوة ، ولكن أبدا ، ما كان يخطر ببال أحمد أن يرى شيء كهذا وما تمنى أن يفجع صهره المستعين ابن بلكين ببليّة كهذه !




    .
    .
    .

  21. #20
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    مسح العقاب وجهه بيديه وهو يتأفف متذمرا ، ثم رفع بصره صوب تاتلي قائلا " المشكلة إنني لازلت أود الإبقاء على حياته "
    بسخط نطق تاتلي " لماذا ! " ، رفع العقاب حاجبيه ناطقا بانفعال " ابن مردنيش* هذا ..لازلت أحتاجه حيا "
    دنا تاتلي أكثر من العقاب وهو ينطق بلهجة حذرة جادة مقطبا حاجبيه
    " أنت تعلم جيدا يا سيدي لو أن الكلب هذا رمى نفسه في أحضان رجال عبدالمومن .." صمت يأخذ نفسا ثم أكمل " هل تعلم ما عاقبة هذا ؟؟ "
    سحب العقاب خنجره وغرسه ضاربا به الأرض وهو يجيب تابعه " إذا كل ما علينا هو منعه من القيام بشيء كهذا ! "
    ثم التفت العقاب بوجهه المحمر صوب تاتلي وهو يقول " لو مات ابن مردنيش تنقطع عن عيني أحوال قصر الصائغ ابن وانمو "
    نكس تاتلي رأسه وهو يطرق الأرض بعصبية بقبضة يده " يجب أن نعلم من يوافق ابن وانمو هواه .."
    رفع عينيه صوب العقاب وأردف " ما تظن أنت ؟ " أصدر العقاب صوتا هازئا قبل أن يجيب
    " حتى الآن مع المرابطين ، إنه جبان لا يغامر بكنوزه " ، ثم تناول الخريطة وبسطها بينه وبين تاتلي لينكبا عليها كليهما ، أشار العقاب بسبابته ممررا إياها عبر خط الساحل وهو يخاطب تاتلي كما لو كان يتحدث مع نفسه
    " لو كانو سينطلقون في هذه الأثناء فعلينا أن نصل إلى سلا في في أقرب وقت "
    صعق تاتلي من كلام العقاب ناطقا بعد ارتسام التجاعيد حول عينيه " ماذا تقول يا زعيم ! "
    قاطعه العقاب بصيحة مدوية " ألا تريد موت ابن مردنيش ! "
    جفل تاتلي الذي تراجع وجهه تلقائيا نحو الوراء جراء صيحة العقاب ، بينما أكمل العقاب كلامه بعصبية ونفاد صبر
    " هذا الطريق الوحيد ، إن وصلنا قبل الأمير نعيم وزوجته حواء بنت الوزير بمدة كافية .."
    شد على أحرف كلماته عندما نطق ( بمدة كافية) ثم أردف مضيقا عينيه ومركزا ببصره كأنه ينظر لشيء أمامه في الهواء " حينها لن يكون ابن مردنيش سوى عائقا تتوجب إزاحته "
    شخص تاتلي ببصره صوب العقاب وهو ينطق بشرود " أفصح بالذي يدور في رأسك ! "
    رفع العقاب بصره بحركة سريعة محركا حدقتي عينيه الرماديتين صوب تاتلي " الشيء الذي دار برأسك الآن وتستنكره "
    استجاب تاتلي بعينيه الصفراوين الوجلتين " ليس بالأمر الهيّن ...ثم أن .."
    استغل العقاب تردد تاتلي ليقاطعه سريعا بنبر صوت ثابتة وعينين واثقتين " حواء جاهزة ، ثم إنه لمن المستحيل أن يصل هذين المحبوبين إلى سلا قبل أسبوع من الآن "
    رفع العقاب الخريطة وهو يكمل حديثه " كل ما يجب أن يقض مضجعك هو مقدرتنا على مغادرة آسفي و الوصول إلى هناك في الوقت المحدد " زفر تاتلي ناطقا بشرود "هذا جنون "
    ثم انتفض واقفا وقال بحدة ووجه محمر " أتعتقد أنه لم يسبق لأحد منهم مقابلة الأمير نعيم حتى تنطلي عليهم حيلتي ! "
    نهض العقاب مقتربا بهدوء من تاتلي ، يطبطب على كتفه ،ثم يميل وجهه ناحية عينيه قائلا
    " إنك تشبهه ، أسمر وجميل ، ولا أحد من أهل القصر سبق ورآه إلا وصفا " زعق تاتلي أخيرا " قلتها بنفسك من أهل القصر ! "
    رفع العقاب حاجبيه باستخفاف وهو يجيبه " والأمير نعيم عندما سيصل إلى هناك سيكتشف أهل قصر السيد ابن فضل كم أنه طباعه تخالف ما يشاع حوله وأنه شاب خجول لا يقبل أن يدخل عليه أحد "
    صمت تاتلي وهو يحدق بالعقاب بعينين مترقبتين ليكمل العقاب كلامه الهادئ المقنع " إضافة إلى أنه محافظ على تقاليد قبيلة والدته ولا يخرج إلا ملثما ! "
    لمح العقاب انفراج طفيف في أسارير تاتلي فابتسم بنشوة وأخذ يطبطب على كتفيه مجددا
    " ستفعلها يا رجل ، ثم تذكر إن هذا سيمكننا من الاستغناء عن خدمات ابن مردنيش "
    تنهد تاتلي ثم رفع ببصره مجددا صوب العقاب بعد أن شرد بعيدا " وكيف عرفت أن أهل القصر لم يسبق لهم لقاء الأمير ؟ "
    ابتسم العقاب ابتسامته التدريجية ، الجميلة والمخيفة التي تحمل في طياتها دائما المكر والغدر
    " لقيته في سبتة وأخبرني بما أحتاج .."
    رفع حاجبيه باستخفاف وعبث وهو يكمل جملته " ابن مردنيش نفسه "
    ومضت عينا تاتلي واتسعت ابتسامته بشرود لتقاطع تلك اللحظات الشامتة صوت طرقات خفيفة على الباب ، اتجهت أنظار العقاب وتاتلي صوبه في الوقت الذي كان الأحمر يلج منه إلى داخل الغرفة
    نطق العقاب عندما كان الأحمر يقترب من مجلسهم " أرى أنها قد صارت في حال أفضل ..نور الصباح ! "
    أجاب الأحمر راضيا ومنتشيا " نعم ، وواضح من سلوكها أنها شاكرة لحسن صنيعكم لها يا زعيم "
    صيّق العقاب من عينيه وهو يواصل حديثه مع الأحمر " هل رافقتك في شراء الأغراض ؟ أم أنك لم تذهب للسوق بعد "
    " بصراحة يا زعيم أخذتها للبحر وسوق المرجان لم نذهب للسوق بعد هذا لأنني أعتقدت ،،"
    قاطعه العقاب سريعا وقد فهم ما كان يريد الأحمر قوله " لا ، بل أريدها أن ترافقك للسوق "
    وأكمل كلامه وهو يتجه ببصره نحو تاتلي هذه المرة " فنحن في حاجة لشراء أغراض النساء الثمينة "
    حرّك الأحمر عينيه مستغربا ومستفهما ليفصح تاتلي بدلا عن العقاب " ستبدأ عملها الأول معنا ، الآن ترافقك إلى السوق وتشتري ما يأمرك به الزعيم "

    .
    .
    .

    فــاس
    قصر المستعين ابن بلكين





    قطبت نضار حاجبيها المرسومين بعناية لتضع القلم التي كان بين أناملها على الطاولة وتلتفت ببصرها نحو النافذة الكبيرة التي تجاورها ، فور أن بصرته عينيها الخضراوين نهضت بسرعة وانفعال لتتجاوز ردهة المنزل المرفهة وتهبط خطوات الدرجات الملونة بالأزرق والأحمر اللامع والبراق التي توصلها للباب الكبير المقوّس من الأعلى ذو الدفتين الخشبيتين المزركشتين ، دفعته بكلتا يديها على عجل ومشت بسرعة خفيفة في رواق الحديقة المسقوف ، و أسفل إحدى الأقواس التي يخرج منها إلى الحديقة وقفت عاقدة يديها أسفل صدرها وبرنسها البنفسجي ذو الحواف الفضية تداعبه النسمات المندفعة من الأجواء ، وعندما اقترب الذي كانت تترصد وصوله ، نطقت تخاطبه وكأنما كان وجودها للتنسم في الحديقة أمر غير متوقع أو مدروس
    " أراك تحمل بريدا لوالدي ؟ "
    التفت الخادم صوبها وقد تفاجأ لحديثها " نعم يا مولاتي ، أنتِ تعلمين فسيدي لا يفرغ بريده ولا يقبل تأخره "
    ابتسمت نضار مجاملة وهي تكتم قلقها وتوترها " صحيح كلامك يا وليد ، من السهل معرفة هذا عن والدي خصوصا عندما تقرأ عليه الرسائل ترى اللهفة والانتظار في عينيه "
    ابتسم الخادم مجددا لنضار وهو يومئ برأسه ولم يعرف مالذي يفترض به أن يحصل ، حيث كان في طريقه لتسليم البريد لسيده ، وعندما رأت نضار ارتباكه انتهزت الفرصة وقالت تخاطبه براحة مصطنعة وهي تمد يدها الرقيقة نحوه " ناولني الرسائل أنا آخذها لوالدي "
    ناولها وليد الرسائل ونظرة قلقة في عينيه لتومئ له مطمئنة وهي تخاطبه مبتسمة
    " سأخبر والدي أنك أحضرتها معك ، لأنني أحتاجك الآن في أمر صغير "
    حرك وليد حاجبيه كأنه يسأل عن حاجته وهو يجيب " أنا في الخدمة "
    أجابته نضار بسرعة " أريد بعض الحبر وأنت تعرف فأنا لا أقبل أي حبر "
    وأردفت ذلك بابتسامة لها معنى ، فابتسم وليد خجلا وهو يتذكر طباعها ويجيب قائلا " أمرك يا مولاتي ، سأجلب ما يرضيك "
    أجابت نضار دون أن تفارق الابتسامة وجهها " لا أشك في ذلك " والتفتت من فورها منطلقة نحو غرفتها ، أغلقت الباب من وراءها واستندت بظهرها عليه ، أخذت نفسا عميقا وأخذت تتفحص الرسائل بيد مرتعشة قلقة ، وحينما أبصرت ختم البلاط المراكشي على إحدى الرسائل ازداد خفقان قلبها ومن ثم أغلقت عينيها وهوت متزحلقة بظهرها على الجدار لتظل جاثمة على ركبتيها وحدقتي عينيها الخضراوين ترتعشان بأسى ولوعة ، تمتمت تحدث نفسها بعينين غارقتين بالدموع " إذا فقد حلّت الكارثة على آل ابن بلكين ! "
    وأخذت يدها تكوّم تلك الرسالة وهي تقاوم دموعها حتى تتمكن من الرؤية أمامها " سأخفي كل هذا ، لن يعلم والدي بشيء ، لا شيء " ثم شهقت وقلبها يهتف
    " سامحيني يا نور إن دمي حلال عليك "


    .
    .
    .


    {{ عائلتي ، جدتي ، أميرتي ، أصدقائي ، معاجيني و أعشابي ، كل ذلك بات بعيدا عني ، زال عني ذلك الوقار وعزة الاحترام والنبالة ، أطرقت بطرف عيني ، كانت زهرة العطر وردية اللون تهتز برفق وثبات بين وريقات العطر المنبسطة كراحة يد سخية ، لا ، بل كانت منبسطة للدعاء ، ألا أرى كيف تميل بلهفة نحو السماء شاحبة الزرقة ؟

    أطبقت أجفاني عندما عاود ذلك اللهيب صنيعه بلسع قلبي ، أطبقت أجفاني وبحرارة توخز رموشي ملوحة تلك المياه ، خيطا انحدر سريعا ، راكضا على صفيحة خدي
    تنهدت وتدرجت التنهدات مراحل في عمق صدري وكانت روحي تهتف كسجينة في قبو سحيق في قلعة الموت ، كانت تهتف بحرقة وتصيح ، ماذا عساي أن أفعل ؟

    تكومت حول نفسي ضممت ركبتي بذراعي ورفعت رأسي إلى السماء ، وهناك ضعت في الشيء الذي بلا حدود الذي أبصرته عيناي
    كان هناك فرقا كبيرا بين ما كنت أشعر به وأكابده بين الضيق والسجن الذي كانت روحي تحتضر بين قضبانه وبين السماء ، الواسعة ، الواسعة بلا أمد ، بلا حد
    رقبتي آلمتني ولم أشبع من الرؤية والتحديق بها ، بحق ربي رب الكعبة الشريفة بحق الإله خليل إبراهيم هل هي المرة الأولى التي أرقب فيها السماء ؟ }}

    "أواه " سمعت ذلك الصوت ولم تلتف ولكن صاحبه استأنف حديثه وهو يسرع من خطواته مقتربا منها " أواه على حالك يا صديقتي " جحظت عيناها و هي تلتفت نحوه ، الأحمر ، فتى العقاب الصغير
    " ما الحالة هذه ؟ أحصل شيء ؟ " بمكر يجيبها الفتى وهو يجلس على مقربة منها
    " لا شيء ،،لماذا قد يكون قد حصل أمر ما ؟ " أومأت بريبة أن لا ونطقت قائلة " لا أعلم ،، هكذا...تباغتني بالتحسر على حالي "
    ابتسم الأحمر بمرارة وأجابها " لا يغيب عن سيدنا انتظارك يا نور الصباح " شيء غاص في قلبها وهي تجيبه بملامح حائرة " أي انتظار ؟ لم أفهم "
    يجيب الأحمر بوضوح " انتظار الغوث والإفلات من يدي الزعيم " بمرارة ابتسمت " لن يركض أحد ورائي ، لقد مضى الوقت ليس بعد الآن "
    وهي تبتلع من ريقها بمرارة حدقت بعينيه الزيتيتين الماكرتين ... كانتا حائرتين ، أردفت قائلة " أنا هنا يائسة من العبد ، ماذا عساه يفعل ؟ "
    أمال الأحمر بذقنه وضيق عينيه وهو يجيب " تتكلمين الآن كالزهاد ، ما كانوا ليجزعوا كما فعلتي ! " انبثقت من فمها ضحكة قصيرة و هي تسأله بعينين لامعتين " ومن أين لك كل هذه الدراية بصفات الزهاد والمؤمنين ؟ "
    تجاهل الفتى الصغير سؤالها قائلا بلهجة لحوح " لا مفر لك من العقاب إلا بطريقة واحدة ، اسمعيني أرجوك لا أريد أن أرى السيف الذي أحب وأجل ينغرس في عنقك "
    كانت عينيه دامعتين خيل لها كم كانتا ساخنتين بقدر دفء راحة يده التي اقتربت تشد على يديها المتكومتين حول ساقيها ، نظرت إليه فحسب ثم رفعت ببصرها إلى السماء مجددا ، كانت خيوط وردية قد تمددت في ذلك الأفق الواسع يشبه ذلك البريق الذي تجمع في عيني قاطع الطريق الصغير

    إن كان ذلك اللون الخافت الهش قد استشرى في زرقة السماء كما اقتحم لون الزيت في عين الأحمر ألا يطل من طريقي مقاوما لعتمة حالي ، أي شيء من هؤلاء أكبر من السماء



    .
    .
    .
    قال الأحمر " أنت مجنونة ، فتاة بلا عقل " نفت برأسها وهي تجيبه محتجة " هو قال لي لكل حادث حديث "
    أطبق الأحمر جفنيه بنفاد صبر بينما استأنفت حديثها قائلة " حينما سألته قال ذلك ... لن يقرر ما سيفعل بي قبل التأكد من أنني لست من آل ابن بلكين " أجاب الأحمر بلهجة يائسة ومتذمرة " حسنا لقد قال ، لكن الآن ترين أنه يحسن لك ..يغلّب الظن بأنك لست منهم يريدك أن تصيري منا سريعا ، مالذي يدفعك لاستثارة غضبه ؟ هاه ؟ غبية ! "

    "يحسن إلي ! ماذا لو أراد من ذلك أذيتي لنفسي برضاي ! إن تكتمه عن السبب حول ذلك يثير حفيظتي "
    شهق الأحمر وهو يحدق بها بعينين متسعتين " سببا !! تفسيرا !! تطلبين ذلك من الزعيم ؟ أنت !! "
    بجدية وحزم نظرت تجاهه " نعم ، نسيت كم صفعني ! و آذاني ! "
    صاح الأحمر بخفوت " كان رحيما عندما لم يقتلك ! "
    أجابته بحدة " ولن أكون رحيمة به حتى أساعده على القضاء عليّ دون أن تتلطخ يديه "
    كان الأحمر سيقول شيئا لكنها قاطعته بسرعة
    " إن كنت سأموت على كل حال فلماذا أعينه في قتل نفسي ؟ ! "

    تمكن الأحمر أخيرا من الكلام " لماذا تتصورين الأمر على هذا النحو فقط ! قد لا يكون يسعى للقضاء عليك ، كلامه كان واضحا ، ذلك لأنك ستكونين .."
    قاطعته " قد ..! إن كانت نيته حسنة لما تراجع في كلامه "
    ثم أردفت بإصرار " قبل التأكد من شأن قرابتي من المستعين وقبل أن أضمن قناعة العقاب في حقيقتي لن أجاريكم في شيء ولن أكون معكم ، سأنتظر مصيري فحسب "
    قالت ذلك ونهضت مسرعة ، بخطوات سريعة وجلة ، بساقين مرتعشين وهامة منتصبة ،،،


    .
    .
    .

    كانت الفرس هائجة مصدرة حوافرها المرتطمة بالأرض الرطبة جلبة رهيبة مع صهيلها المتتالي ، دارت حول نفسها ليزداد ذلك الغبار الكثيف من حولها ، صاح الشهاب " أحدهم على الفرس " قال ذلك وهو يركض سريعا نحوها ، وتاتلي أيضا ، والعقاب الذي رفع بصره للتو ، ذهلت نور وهي ترى ملامحه الباردة التي ما كانت لتنفعل أو لتستجيب لموقف رفضها واعتراضها ، ذهلت بها وهي تستحيل لملامح جادة حريصة منفعلة ، يبدأ كل ذلك من اتساعه التدريجي لعينيه الرماديتين ، لينطلق بعد تلك الثواني راكضا بهلع نحو تلك الفرس ، أو بالأحرى تجاه من تحمله الفرس !

    سحبها كل من تاتلي والشهاب من على البديعة وما كادوا يضعونها على الأرض حتى وصلها صوته متلهفا قلقا " أهي مهجة ! ماذا أصابها !! ، تاتلي ! " التفت تاتلي نحوه وهو يبتعد ويبعد يده القوية والسمراء عنها فاسحا المجال للعقاب " لكنها ليست جريحة ! " بسرعة ووجل اقترب العقاب منها ثانيا إحدى ركبتيه وبكلتي كفيه حمل وجهها من خديها ، نطق وعينيه الرماديتين تزداد قتامة ، بصوته الأجش والذي تحبه كثيرا والعزيز على قلبها " مهجة مالذي يجري معك ! مالذي أوصلك إلى هنا ! ما بك ترتعدين ! " كانت تريد أن تجيبه ، قتلتها ملامحه المذعورة والغاضبة ، ولكنها حاولت فتح فمها بدون جدوى ، فقد ازداد ضيق نفسها وتحركت يداها تشد بهما على رقبتها كأن ذلك سيبعد الضيق عنها ، وشعور القيء ضاعف من ضعفها و تقلصت أمعائها مجددا وصاحت بكل ما أوتيت من قوة حتى سمعت صوت أجنحة العصافير التي طارت مذعورة ..وحينها ازدادت قوة يدي العقاب وهو يهزها ويلتفت نحو الشهاب وتاتلي صارخا
    " ما هذا ! ما بها "
    وفي تلك الأثناء كانت الفتاة قد أبصرت نور واقفة تلهث أنفاسها ، وحينها انعكست صورتها في عينيّ مهجة المجهدتين ، فتاة بعينين سوداوين ، ترتدي خمارا فاتح اللون وبعض من عقيقه الفضي لا يزال ملتصقا به متدليا على جبينها ، نطقت نور بينما كانت مهجة تحاول تفحصها جيدا بما لم يجسر البقية على النطق به ، لتصيح بهلع " الفتاة مسمومة "
    في صيحتها تلك ، اتساع عينيها أظهر رموشها الملتوية على نحو جميل ، علّقت مهجة بصرها بنور وانشغل ذهنها برؤية جمال نور الذي سحرها رغم أنه كان يقل عن جمالها ، مما جعلها تغفل عما قاله أو فعله العقاب حين سماعه لتلك الصاعقة ، ولكن نور كانت تتكلم مجددا بانفعال وحرص وقد تاهت مهجة مجددا في ملامحها وطلعتها ، ولكن رؤيتها صارت تصعب عليها ، رؤية الجميع من حولها صارت مهتزة خافتة كأنه ضباب ما يفصلها عنهم وحينها انشغلت بالحديث مع نفسها متفكرة بأنها أجمل منها لما قد تكون جميلة كثيرا على هذا الشكل حتى تأسر جوارحها نحوها ! وفجأة خيل لها أن الفتاة تركض بعيدا رفقة ذلك الصغير الأحمر ، رمشت بعينيها فائقتي الجمال و حدثت نفسها و هي تدير برأسها ليستقر على خدها الأيمن و تتعلق عينيها المجهدتين بمهجة العقاب ، بوجهه المفجوع وعينيه المحمرتين ، كرهت هذا وشعرت بالعار ، ليس لأنها تحبه أن يظل قاسيا ، بل لأنها أجبرته على التصرف بضعف أمام رجاله


    .
    .
    .



الصفحة رقم 1 من 12 12311 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter