بسم الله الرحمن الرحيم
يقول صلى الله عليه وسلم :
(من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان )
أحببنا أنفسنا حتى حرصنا على إشباعها وإسعادها
واحتوينا أبناءنا وعملنا وجهدنا حتى نؤمن ونحقق لهم كل مايريدوه فالزمن غدار !!
ثم إننا أشغلنا بيتنا الكبير الذي يضم أسرتنا الصغيرة عن كل من هم حولنا حتى أول جار ...
فأين الأخوة لنرى إن كنا حقا نحبهم في الله !
بين ذلك وذاك قد تجمعنا تجارة أو تجمعنا أنساب أو دراسة أو صدفة وللجمع أسباب ...
ويخرج من كل تلك الدروب الحب في الله ليكون بحد ذاته دربا تسلكه لتدرك أخاك في بيته وتلقي السلام وغايتك أن تقول له إني أحبك في الله , هذا حق عليك تبليغه لتبرئ نفسك من أي مصلحة أو غاية أو تشابه أو عاطفة عابرة وكأنها بلا دراية
ويكون الرباط هو ذاك الرباط الخفي اللطيف القوي المتين [عروة الإيمان وحلاوته]
الأخوة في الله عبارة عتيقة أصبحت كعنوانٍ بين عشرات العناوين المسطورة في أوراقٍ تفوح منها حقبة ماقبل الألفين
"الأخوة في الله" ليست مجرد توافق أو تآلفِ شخصياتٍ وتطابق توجهاتْ ,وليست زيارات أو هدايا موسمية يحق لك عودتها !
"الأخوة في الله" ليست فلسفة نفيِ الأذى بل هي إثباتُ الحرص وتثبيت الخير
"الأخوة في الله" ظلٌ باقٍ عندما تغيب كل الظُلل
" الأخوة في الله" دليل إيمان ودليل نجاة
( إن الإنسان لفي خسرٍ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصبر ) فليس الاستغناء بالذات والاكتفاء بصلاح النفس يجبر الأمّة.
"الأخوة في الله" عطاء وبذل , هي تنازل وتضحية , هي اللقاء على روعة العمل وهي التوافق في هدفٍ سامي لأخوة آخرين منعا للحزن والضياع والبؤس أو الضعف في وجه الحياة
الجميع الآن أصبح يتبع الإتيكيت في التعامل الحسن والمظهر الحسن والقول كله بات رائعًا محببًا ينطق بالصواب وينفي الخطأ
لكن العمل خير شاهد ؛ فلما بات الإنسان يقول مالايفعل فهنا لن يُدرك ذاته كي يُدرك من سواه.
لكن الأخوة والحب الحقيقي هو الحب في الله جل علاه ؛ أي تحب المؤمن لاتحبه إلا لله لما التمسته في أفعاله الحريصة على رضا الله ومظهره الذي لايخدشه التجاوز أو اعتلال الحياء.
وكل أخبارِه التي لاتتعذّر ولا تتبدّل بحسب الأحوال , بل لايُطلق حرفه في نقد أو استنقاص أو شحن مَخصمة أو تربّصْ
حين أقول إني أجد فلانا كالبلسم على القلب وأشعر أنه سلك مسلكا إلى قلبي بلاسبب !
بل إن السبب أنني لم أجد فيه ذاك الوجه العابس أو تلك الحروف الساخطة على الأقدار , بل لم ألمح مصابه في شكواه وظننته من رضاه غنيا متمما ..
وقد أحبني وخاطبني ليس لأجل أن أنصت له أو أوافقه وأثني بل لأنه أرادني ألاّ أهوي وأراد لي السؤددا
فحق لأنفسنا أن نتخير الأخ الذي نوُدّه والصاحب الذي يشدّنا ونشدّه
نختار العاقل لا الأحمق الذي يريد أن ينفعك فيضرك , نختار جميل الخلق حسن اللسان فالسيء ضرره نافذٌ إليك ؛ فالسوء كالعدوى تصيبك دون أن تشعر.
ومتَّبع القانون الصحيح كتاب ربك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وإياك وأخ البدع فإنه يؤنسك إلى بدعته ويربك فكرك وخلدك.
وذاك الذي يعمى عن الأعذار كي يلومك حتى نسي أن هناك عذرا لايعلمه !
ندرك أن البحث عن هؤلاء النخبة من المؤمنين ليس سهلا قد نجدهم لكن لابد أن نجبر عِلل بعضنا ونكمّل بعضنا بعضا.
المفضلات