السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال شخصٌ ما ذات مره ( كل شيء تفعله في الحياة سوف يكون ضئيلًا و لكن من المهم جدًا أنك تفعله ) . يمكن للفلاسفة أن يجادلوا ذهابًا و إيابًا فيما كان يقصد , و من المرجح أنه كان يعني الكثير من الأشياء و أحد تلك الأشياء أن الأفعال الصغيرة يمكن أن تبدو ثانوية و لكنها هي ما تتكون منه الأشياء الكبيرة ! .
في الأساس , عليك أن تفعل ما تؤمن به حتى لو كنت تعتقد أنه لن يمثل فارقًا , إفترض أنك تظن أنه من المهم جدًا أن تقاطع الشركات التي تستخدم عمالة الأطفال ثم تجد لديهم منتجًا رائعًا من إنتاج إحدى تلك الشركات و الذي ترغب في شرائه بشدة , من السهل أن تخبر نفسك أن ( تلك الشركة لها الملايين من العملاء و مجرد عملية شراء واحدة مني لن تؤثر في المخطط الأكبر للأشياء التي يسعون لها في إستغلال عمالة الأطفال فأنا سأشتري شيء واحد صغير و ثانوي لا أكثر و لا أقل فما الضرر ؟! ) . قد تكون على حق في أنه أمر ثانوي و لكن من المهم أن تتمسك بمبادئك ! الشيء الوحيد الذي سيقنع تلك الشركات أن تغير من ممارساتها هو الملايين من المقاطعات الثانوية مثلما " كنت " ستفعل و لكن بسبب فعلتك الثانوية و إذا إحتسب كل فرد نفسه من منطلق ضآلة تأثيره و أنه شخص واحد من ملايين دون تأثير فـ لن يحدث أي تغيير أبدًا لأن هذه الشركات ستتغدى و تتطور على حساب تفكيرك الثانوي هذا و الذي من المستحيل أن يكون أنت فقط من يفكر هكذا على أنه غير مؤثر و مجرد ثانوي ! .
كل فعل أو قرار هو ضئيل في حد ذاته , و لكن تلك هي الطريقة التي تبني بها كل شيء و الأمور الكبيرة أليس كذلك ؟! فكما تقول نظرية " الفوضى " العلمية أن من الممكن أن تؤثر فراشة ترفرف بجناحيها في الصين على الجو في نيويورك ! و المقصد من النظرية التي لا أريد الخوض في تفاصيلها هو إن كل كيان كبير هو نتاج أجزائه الصغيرة ! و أساسًا تلك هي طريقة عمل الديمقراطية ! فقد تظن أن صوتك لن يفرق في شيء و لكن ملايين من الأشخاص مثلك الذين يدلون بأصواتهم الضئيلة يمكنهم إسقاط حكومات ! .
في بعض الأحيان تكون مقتنعًا بأن صوتك لن يضيف شيئًا لمجموع الأصوات و أن كل شخص آخر لن يصوت بطريقتك نفسها أو لن يقاطع أي منتج و لكن من المهم أن تفعل ما تؤمن بأنه يجب القيام به ( إن لم يسبب ضررً لأحد في نظر الآخرين ) فلعل و عسى أن يكون صوتك سببًا في تغيير أفكار الكثير ! قد تظن أن ما تفعله ليس له أي أهمية لأنه لا أحد يراقبك فهذا الشيء الصغير الضئيل الثانوي لن يلاحظه أي أحد و لن يكون هناك أحد حكيم مثلي يدعمني في صوتي و قراري و لكنك مخطئ ! فهناك من يراقبك و هو أنت نفسك ! يجب عليك أيضًا أن تقوم بتلك الأفعال الثانوية التي تظن أنها صحيحة لأنها الطريقة الوحيدة التي تكون فيها صادقًا مع نفسك لأن إختياراتك تحدد من أنت و إذا خنت معتقداتك فإنك تغير من نفسك ! فإذا كان شيء ما صحيحًا في إعتقادك فهو صحيح لذا مهما كانت نتائج إختيارك ضئيلة فما زال من المهم أن تقوم بها و في النهاية تترك النتيجة أو الأيام تقرر ما سيحدث و لكن المهم أنك لم تستغني عن مبادئك سواء كانت صحيحة أم خاطئة في نظرة المجتمع .
الأشياء الضئيلة مهمة ! فقطرة مع قطرة أخرى تصنع لك بحرًا !!!
المفضلات