بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيصادفني شيء طلبته من الله
منذ زمن بعيد، ربما منذ طفولتي
نسيته لكنه لم ينساه !
اعتقد أننا - ربما كثير منا - في خضم هذه الحياة قد شعرنا بها وقد وصلت لحدودها ... وأن الجدران الصلبة
احاطت بنا من كل اتجاه ... لا نستطيع إزاحة تلك الحدود ولا الهرب من تلك الجدران ... أمر يجعل الحياة وقتها
مظلمة ، تعيسة ... خالية من الراحة ، خالية من أي تلك الأمور التي تزينها كالفرح ، الحماسة وأهم شيء
يجعلنا نستيقظ كل صباح راغبين بالإنطلاق ... "الأمل"!
واسوأ مافي الأمر أن فقدان " الأمل " في هذه الحياة يجعلنا نعتقد بخوف ورهبة أننا استهلكنا كل " الفرص" !
أننا موصومون في السماء والأرض بـ الفشل ... بالخيبة ... يخبرنا صوت اليأس : ربما أنت لا تستحق الخير! نعم ربما
أنتَ لست بخيّر فكيف يأتيك الخير ؟! وَ ليس هذا فقط ... سيأتي الناس من حولك ليطفئوا شعلة املك الضعيفة
مرة بعد مرة : الله لا يجبك! أنت لم تفعل كذا وكذا ! ... انتَ فعلت كذا وكذا !
وَأي أمر اسوأ أن تشعر أنك مستبعد من اعظم خير ! وأعظم محبة ؟!
أي أمر اسوأ بأن تشعر أنه قد حُكم عليك بأنك شخص مغضوب عليه ... مكروه من قبل أهل السماء والأرض!
لكن دعني أخبرك يا صديقي ...
الله يحبك دائمًا
مهما كنت
مهما فعلت
مادمت ترغب بأن تكون تحت رعايته
مادمت ترغب وتحلم بأن تكون شخصًا أفضل
مادمت ترغب بأن يغفر الله لك
ويرضى عليك
ويسدد خطاك
ويوفقك
ويسعدك وييسر أمرك
فهذا بالتأكيد ماسوف تحصل عليه عاجلًا أم أجلًا بإذن الله
لمَ أنا متأكدة؟
بسبب " الأمل "
أنه نعمة أبدية من أجمل نعم الله التي وهبنا إياها جميعًا بلا استثناء! الأمل هو ضوء لطيف يبقينا راغبين بالحياة
والمحاولة مرة بعد مرة ... يبقينا مقبلين على مافيها من جمال وسعادة ونعم أخرى رزقنا الله إياها ... بالرغم أن هذا
الضوء قد يضعف أحيانًا وربما ينطفيء لكنه يعود من جديد ليضيء حياتنا ... في الواقع أنه لا يعود ، فـ الأمل لم يتركنا
على الأطلاق! أنه معنا دائمًا يضيء ظلمة قلوبنا ونفوسنا وينتظر لا كلل ولا ملل ... ينتظرنا لكي نعود إليه !
لكي نتوقف عن التخبط في الظلمات من حولنا وننظر باتجاهة ، ينتظرنا لأن دورة أن يخبرنا " لا تقلق
فكل شيء سيكون بخير قريبًا "
ربما تتساءل الآن ، لكن لمَ لا استطيع رؤية هذا الضوء؟ لمَ لا اعثر على أملي ؟
ربما لأنكَ اصبت بالإحباط والخيبة كثيرًا ... حتى اعتقدت أنك يجب أن لا تنظر إليه ، أن لا تبحث عنه ...
ان لا تتعلق به ... ربما تظن أن الأمل بالنسبة لك هو وهم طفولي لا يمكن أن تتمسك به
أو تعلق حياتك عليه ...
لكن فكر مجددًا ...
وانظر للأمل ليس كشيء ابتدعته الأحلام بل كــ نعمة وهبها الله لك. تذكر كيف تشعر اثناء
قراءتك للآيات القرانية الآيات التي ترفع معنوياتك لتحلق كالطيور ... ذلك هو " الأمل" يا صديقي ...
ذلك الشعور الذي يصب في قلبك بلحظات بسيطة ذلك السرور الطفوليّ ... لا تخف من ضوئك اللطيف
ولا تعتب عليه ، ابحث عنه وتعلّق به كتعلق الغريق بقشة!
كيف نتمسك بالأمل ؟ كيف نعثر عليه ؟ كيف نشعر به ؟
كلمة واحدة: الدعاء.
لا تفكر كثيرًا و لا تستمع لأحد يطالبك بالكثير أو يخبرك بأن الله سبحانه وتعالى لن يسمع منك إلا بشروط
عندما تضيع منك كل السبل وَ تعجز عن كل شيء فقط ... تصرف بفطرتك، تصرف بما يمليه عليكَ قلبك!
الله يسمع الجميع ، وَ يرحمنا ويعيننا برحمته ولطفه وليس بجهودنا ولا عملنا ! يمكنك أن تدعوا بأي حال
أنت بها الآن ، بأي لحظة ... ربك سميع مجيب ، وابواب السماء دومًا مفتوحة لمن يدعو ويناجي ربه .
اسأل الله لي ولكم أن يجعل الأمل رفيق قلوبنا ، وأن يجعل أحب الكلام إلينا الدعاء *
أخيرًا *
كتبت هذا الموضوع " مرتين" - لأني حذفت الأول - ربما كتبته من وجهة نظر مختلفة ، أحببت أن اعبر
عنه كما أراه فقط ، شاكرة لإدارة النور الطيبة اعطاءنا هذه الفرصة لنكتب عن مواضيع جميلة كهذه
بشكل عقلاني أو وجهة نظر شخصية على الأصح دون اللجوء للأدلة ... فلست من محبي اسلوب الخطابة ...
وهذه الطريقة تشعرني بالارتياح أكثر ..
ودعوني اغتنم الفرصة وأوجة نصيحة للجميع ...
عندما يهمك أمر ما ، لا تكتفي بقراءة مايكتبه الأخرين حتى لو وضعوا الأدلة والبراهين
ابحث بنفسك واقرأ كثيرًا واجمع الأراء حوله ثم استخر ربك واستفتي قلبك .. لا تدع ماتؤمن
به تحت رحمة بشري مهما ظهر لك من صلاحة ، فالناس يخطئون ويصيبون في النهاية
في آمان الله ورعايته ~
المفضلات